الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته يقول الله تبارك وتعالى في هذه السورة الكريمة سورة البقرة وقالوا اتخذ الله ولداه سبحانه بل له ما في السماوات والارض كل له قانتون ادي المقالة صدرت عن اليهود وقالت اليهود عزير ابن الله وصدرت عن النصارى وقالت النصارى المسيح ابن الله وصدرت ايضا عن المشركين فقالوا ان الملائكة بنات الله وقد رد القرآن عليهم ذلك ويجعلون لله ما يكرهون يعني البنات وتصف السنتهم الكذب ان لهم الحسنى قال اصطفى البنات على البنين قال ذلك انكارا على مقالتهم فهذا قاله بعض طوائف من قبائل العرب هذه المقالة مقالة مشتركة وقد نزه الله تبارك وتعالى نفسه عن ذلك سبحانه من هذا القول الباطل ومن كل عيب ونقص ومما يصفه به الواصفون من هؤلاء الكفار والمشركين واهل الاهواء والبدع وكل من في السماوات والارض ملكه وعبيده وهم جميعا خاضعون مسخرون لي تصرفه تحت تصرفه وتدبيره فهم ملك له يؤخذ من هذه الاية وقالوا اتخذ الله ولدا اتخذ فهذا لا يتأتى مع نسبة الولد الى الله تبارك وتعالى. فان الاتخاذ يدل على معنى الاكتساب وهذا ينافي الولدية فالولدية تأتي بدون صنع ولا اكتساب فاذا جاء الصنع جاءت العبودية اتخذ الله ولا داء وفي هذا هذه العبارة اتخذ الله ولدا الولد يصدق على الذكر والانثى فاليهود قالوا بان عزيرا ابن الله والنصارى قالوا المسيح ابن الله واليهود قالوا الملائكة بنات بنات الله فالولد هنا يشمل ذلك جميعا الذكر والانثى فيكون نفيا بمقالة هؤلاء جميعا بل له ما في السماوات والارض كل له قانتون كل هذه حينما تقطع عن الاضافة كما في هذا الموضع وقد نونت كل له قانتون يصح فيها مراعاة اللفظ ومراعاة المعنى جاء هنا مراعيا المعنى فان ذلك يدل على الجمع فقال قانطون كل له قانتون والقنوت بمعنى دوام الطاعة وكل ما في هذا الكون هو مطيع لله عز وجل دائم الطاعة وكما قال الله جل جلاله وان من شيء الا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم فكل شيء مسبح وكل شيء مطيع ويبقى هذا التمرد يصدر عن الثقلين عن الجن والانس اعني من كفر بالله منهم وعصاه باقي الكائنات من الجمادات والنباتات والدواب وانواع الحيوان في البر والبحر والطير في الهواء كل ذلك مسبح لربه وخالقه غير مستنكف عن عبادته ثم ايضا جاء تأكيد الخبر هنا باسمية الجملة وتقديم الجار والمجرور له على قانتون للتأكيد. كل له لله عز وجل دون ما سواه فهي قانتة له وحده فان تقديم الجار والمجرور هنا يدل على الاختصاص والحصر فهي قانتة لربها وخالقها فهي تعرفه ثم قال بديع السماوات والارض واذا قضى امرا فانما يقول له كن فيكون والله تبارك وتعالى بديع السماوات والارض يعني هو الذي خلق السماوات والارض وابتدأ خلقهما وهو المبتدئ والمبدع لهذا الخلق لم يسبق اليه لم يخلقه على نموذج او مثال سابق واذا قضى امرا حكم به وقدره فانما يقول له كن فيكون اذا قظى امرا يؤخذ من هذه الاية اذا قضى امرا فانما يقول له كن فيكون بان هذه الامور مهما تصورنا صعوبتها وشدتها وتعقيد المشكلات والمصائب والالام او المطالب التي تطلبها النفوس فان ذلك عند الله تبارك وتعالى يسير فانما يقول له كن فيكون كن يعني ما بين تكوينه وحصوله الا صدور هذا الامر بكن والفاء تدل على التعقيب المباشر فيكون لا يحتاج الى مقدمات واعمال الات ولا يحتاج الى اعوان ولا جهود لو ان اكبر الخلق واعظم الخلق من جهة الامكانات والقدر اراد ان يبني هذا المسجد انه لا يستطيع ان يبنيه في يوم وليلة اليس كذلك يحتاج الى اعمال متدرجة من اجل ان يقوم هذا البناء شيئا فشيئا ولابد مهما كانت سرعته فان البناء لا يستقر حينما يكون بعضه على بعض هكذا من غير روية ولا تدريج صحيح يمكن ان يثبت عليه البناء هذا فضلا عن الاعمال الاخرى التي تحتاج الى اوقات طويلة قضايا الامة مصائب الامة مشكلات الامة المعقدة المزمنة هذه عند الله تبارك وتعالى اذا شاء قال كن فتغيرت الحال في لحظة اذا اراد الله عز وجل النصر والتمكين هبت رياحه بقول كن مباشرة الاحزاب يحاصرون النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة وقد طوقوها من النواحي التي يمكن ان يدخل منها من شمالها وغيره اذ جاءوكم من فوقكم ومن اسفل منكم واذ زاغت الابصار وبلغت قلوب الحناجر فلما جاء الامر من الله عز وجل بكن ارسل عليهم الريح والجنود التي لم نراها يا ايها الذين امنوا اذكروا نعمة الله عليكم اذ جاءتكم جنود جنود هنا يمكن ان يكون التنكير للتعظيم والتكثير جنود كثر من قريش والاحابيش وغطفان وغير ذلك فارسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها ليس بالضرورة ان تروا هؤلاء الجنود ولكن الاثار ظاهرة بادية فصار الواحد من هؤلاء لا يكاد ان يدرك الاخذ بزمام دابته ركوب هذه الدابة لشدة ما اصابهم من الريح التي تكفأ القدور وتطفئ النيران وتقلع الخيام والرعب الذي يزلزل قلوبهم اجتمع عليهم هذا وهذا وكان كل واحد يريد ان يدرك ينجو برقبته بنفسه لان الله قال كن فالدعاء لا يستهان به ولذلك ينبغي ايها الاحبة في مثل هذه الاحوال والاوقات التي تكون الامة عالقة فيها فيما نشاهد ونرى ويتسلط عليها الاعداء ويتكالبون من كل ناحية هنا تأتي الحاجة الملحة بالدعاء ان يدعو الانسان وليس بالضرورة ان يكون هذا الدعاء بقنوت يؤمن عليه الجموع وليس بالضرورة ان يكون هذا الدعاء في مكان عام وانما اقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد الدعاء والالحاح على الله بالدعاء بديع السماوات والارض قلق هذه الاجرام العلوية والسفلية على ضخامتها على غير مثال سابق بهذا الاتقان الكامل منذ خلقها لم تتغير ولم تتشعب ولم لأ ليس فيها فطور ولا فتور ولا ضعف ولا خلل ولا عوج قادر على ما دون ذلك قادر على هؤلاء الهباء في الكون من المخاليق الضعفاء الذين يمكن ان يذهب بي ريح او ماء بالهواء والماء الطف الاشياء تجعلهم خبرا بعد عين فكيف بما وراء ذلك الامور حينما تتأزم ايها الاحبة حينما يكون الانسان في حال من الكرب والشدة في مرض يعانيه او ضائقة يمر بها لا تبتأس فما تطلبه وما تحتاج اليه وطب ما انت فيه بيد الواحد القهار سبحانه وتعالى الذي اذا قضى امرا فانما يقول له كن فيكون يجتمع الاطباء ويبذلون الجهود ويعجزون وقد يتحيرون في العلة ولكن الله يعلمها وقادر على علاجها ما ظهر من العلل وما خفي قد تكون هذه العلة من تسلط الشياطين والجن والسحرة وما الى ذلك مما لا يصل اليه الاطباء وتبقى احوال الانسان مضطربة ويبقى في شدة وعناء كل ذلك يرفعه الله اقل من اللحظة اتوجه اليه واقبل عليه وتب اليه واكثر من الاستغفار والضراعة فانه هو الذي يملك كل شيء فقر حول حال الانسان من الفقر الى الغنى ومن الشدة الى الرخاء فهنا ليس هناك تراخي بين الامر والتحقيق والتنفيذ فيكون فهذه تدل على الفور تعقيب المباشر لعلي اتوقف عند هذا اخشى ان ابدأ في الاية التي بعدها ثم يدرك الوقت فكان لديكم اضافة او سؤال تظل يقول الشيخ بقوله كل له قانتون يمكن ان يشمل المؤمن والكافر على حد سواء باعتبار ان قنوت اهل الايمان وقنوت اختيار وقنوت الكفار وقنوت اضطرار يعني القنوت هو الطاعة دوام الطاعة فالكل تحت قهره وتصرفه. فالكفار لا يخرجون عن قدرته وقهره وتصرفه بهذا الاعتبار يمكن ان يقال هذا فاذا قصد به دوام الطاعة والعبادة ونحو ذلك تكون عبودية الاختيار وما يتصل بغير الانسان والجن تكن العبودية التي بالنسبة للجمادات عبودية تسخير لكن يمكن ان يحمل على هذا المعنى الذي ذكرته كل له قانتون لا اله