الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته يقول الله تبارك وتعالى لما ذكر القبلة وتحويلها وما يكون من قالة السوء التي تصدر عن السفهاء من الناس سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها رد عليهم قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء الى صراط مستقيم وهؤلاء الذين قالوا ذلك واعترضوا على تحويل القبلة هم اليهود كما هو معلوم وما ذكره بعض اهل العلم من ان ذلك يراد به اهل الاشراك او اهل النفاق يمكن ان يكون قد صدر عنهم فهم مظنة ذلك والمقصود ان كل معارض لاحكام الله تبارك وتعالى وشرائعه فهو سفيه فهؤلاء اعترضوا على تحويل القبلة فسماهم سفهاء واذا كان من اعترض على قضية واحدة استحق هذا الوصف فكيف بمن اعترض على الشرع كله كيف بمن بدله وغيره بقوانين وضعية ونظم ارضية صنعتها حثالة عقول البشر قال الله بعد ذلك بعد ان ذكر هؤلاء السفهاء وما سيقولون ذكر اهل العدالة وهم من يقابلون هؤلاء من اهل السفه وخفة العقول وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا. وما جعلنا القبلة التي كنت عليها الا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه. وان كانت لكبيرة الا على الذين هدى الله وما كان الله ليضيع ايمانكم ان الله بالناس لرؤوف رحيم وكذلك اي وكما هديناكم الى الطريق الصحيح الى الدين الحق الى الحنيفية جعلناكم امة وسطا خيارا عدولا لتكونوا شهداء على الناس تشهد على الامم في الاخرة ان الله تبارك وتعالى قد ارسل لهم الرسل وانهم بلغوهم البلاغ المبين ويكون الرسول في الاخرة كذلك شهيدا عليكم انه بلغكم رسالة ربه تبارك وتعالى اما القبلة وقال الله تبارك وتعالى في هذه القبلة وما جعلنا القبلة يعني الاولى التي كنت عليها وهي التوجه الى بيت المقدس ثم حولناك الى الكعبة الا ليظهر ما علمناه في الازل الا لنعلم يعني علم الوقوع الذي يترتب عليه الجزاء. فالله يعلم ما كان وما يكون وما لم يكن لو كان كيف يكون فنظائر هذا في كتاب الله عز وجل اذا قال الله لنعلم كذا ولنبلونكم حتى نعلم الله يعلم من يكون من المجاهدين والصابرين ولكن المقصود العلم الذي يترتب عليه الجزاء لان الله لا يجازي العباد ولا يحاسبهم بمقتضى هذا العلم حتى يظهر ذلك في الخارج يعني حتى يظهر منهم الفعل الذي يترتب عليه الجزاء حتى نعلم فهنا العلم الذي يتعلق به الثواب والعقاب وهو العلم المتعلق ما صدر عنهم تعلق بالوقوع لنميز من يتبعك ويطيعك ويستقبل معك حيث توجهت ومن هو مزعزع الايمان ضعيف اليقين فينقلب مرتدا على عقبيه وهذه القضية وهي تحويل القبلة لا شك انها امر شاق على النفوس الا على الذين هداهم الله ومن عليهم بالايمان والتقوى وما كان الله ليضيع ايمانكم وذلك الصلاة الى البيت المقدس قبل تحويل القبلة فان تحويلها لا يكون الغاء للصلوات التي كانت اليها قبل هذا النسخ فهذا من رأفته ورحمته تبارك وتعالى بعبادة يؤخذ من هذه لكن رحمته باهل الايمان هذي رحمة خاصة بهدايتهم توفيقهم وتنزل الالطاف بهم وما الى ذلك من هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات الى النور طيب الاية الكريمة وهي الاية الوسط التي في المنتصف منتصف سورة البقرة حتى هذه الكلمة وسط جاءت في منتصف هذه السورة وكذلك جعلناكم امة وسطا وهذه الاية وصف هذه الامة بالوسطية ولتكون شهيدة شاهدة على الامم والرسول عليه الصلاة والسلام يكون عليها شهيدا هذا يدل على تشريف هذه الامة وعلى منزلتها ومكانتها الرفيعة التي جعلها الله عز وجل بها فوصف الامة بالعدول كذلك جعلناكم امة وسطا اي عدولا خيارا فهذا وصف من الله تبارك وتعالى. تعجيل لهذه الامة فهذا لا شك انه شرف لها عدولا خيارا الوصف بالخيرية كذلك ايضا ان هذه الامة تكون شاهدة على الامم جعلناكم امة وسطا عدولا خيارا لتكونوا شهداء على الناس. وكون هذه الامة شاهدة على الامم الاخرى يدل على ان هذه الامة افضل من سائر الامم حيث جعلت شاهدة عليها وهذا المزكي لغيره او الشاهد هو بمنزلة من العدالة لا يحتاج معها الى تزكية ثم ايضا يؤخذ من هذه الاية الكريمة ان هذه الامة افضل الامم على الاطلاق لانها امة بشهادة الله هي الوسط جعلناكم امة وسطا فهي خير امة اخرجت للناس كما قال الله صراحة كنتم خير امة اخرجت للناس لكن هذه الخيرية بماذا قال تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله فلاحظ هنا قدم الامر بالمعروف والنهي عن المنكر في وصف هذه الامة واخر الايمان بالله معنى الايمان بالله هو الاصل ولما ذكر اهل الكتاب قال ليسوا سواء من اهل الكتاب امة قائمة يتلون ايات الله اناء الليل وهم يسجدون يؤمنون بالله واليوم الاخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر فبدأ بالايمان في وصفهم واخر الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فقال بعض اهل العلم في وجهي هذا انه قدم الامر بالمعروف والنهي عن المنكر في حق هذه الامة لانه ابرز اوصافها. اما الايمان فتشترك مع سائر الامم والامر بالمعروف والنهي عن المنكر عند سائر الامم. ولذلك قال الله عز وجل لعن الذين كفروا من بني اسرائيل على لسان داوود وعيسى ابن مريم. ذلك بما وكانوا يعتدون كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه وقال لولا ينهاهم الربانيون والاحبار عن قولهم الاثم واكلهم السحت لبئس ما كانوا يصنعون فدل هذا على انه مطالبون بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر ولكنه في هذه الامة اعظم واشمل واكد فقدمه فهو مزية تميزت به هذه الامة فهذه الامة الامرة بالمعروف الناهية عن المنكر استحقت الخيرية تأمرون بالمعروف تنهون عن المنكر وتؤمنون بالله تفسير لقوله كنتم خير امة اخرجت للناس. كذلك جعلناكم امة وسطا عدولا خيارا ويأخذون على يد السفيه ويعلمون الجاهل وتستقيم بذلك الاحوال ويعرف الحق من الباطل فلا يندرس الحق ويضيع بسبب سكوت العالم ومقارفات الجاهل فينشأ الصغير على المنكر ويألفه ويظن انه من المعروف ومن هنا ليس لاحد ان يعتقد او يقول او يتفوه بان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر تدخل في خصوصيات الاخرين او انه افتئات عليهم او انه لربما اشتغال بما لا يعني يغال بامر الناس هذا الكلام غير صحيح بل يجب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ونصح الجاهل وتعليم الناس الخير والحق وبهذا يحصل الكمال. فاذا وجد النقص سدد لكن بالطريق الصحيح بالطريق الصحيح وتؤتى البيوت من ابوابها اما تعطيل هذا الباب فهذا لا يمكن وذلك من الواجبات بالاجماع على خلاف بين اهل العلم هل هو من فرض الكفاية؟ او من فرض العين بناء على معنى من في قوله ولتكن منكم امة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر واولئك هم المفلحون. علق الفلاح بهؤلاء فبعض اهل العلم قال الفلاح هو مطلوب اهل الايمان واذا كان لا يتحقق الفلاح الا بهذا فهذا واجب اذا تكون من بيانية ولتكن منكم امة كما يقول الانسان لاولاده اريد منكم اولادا بررة يقصد الجميع وبعض اهل العلم يقول من تبعيضية ولتكن منكم يعني ان يكون بعض الامة يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر فاذا قام به البعض سقط عن الباقين. فهذا على كل حال اقول استحقت به الامة الخيرية صارت امة وسطا تشهد على سائر الامم يوم القيامة. اما اذا ترهلت الامة وضيعت امر الله تبارك وتعالى. وتركت الامر بالمعروف والنهي عن المنكر. وظهر فيها المنكر والفاحشة وتشبهت باعدائها واضاعت هويتها فانها بذلك تكون قد تركت من الاوصاف التي تميزها والتي ترفعها والتي استحقت بها التفضيل والخيرية بقدر ما حصل لها من التضييع هذه الاية يؤخذ منها عدالة هذه الامة لتكونوا شهداء على الناس والشهيد قوله مقبول الشاهد شهداء على الناس وانما يقبل قول العدول وكذلك يؤخذ من هذه الاية الكريمة لاحظ وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس اللام هذي يمكن ان تكون للتعليل ويمكن ان تكون للعاقبة لتكونوا شهداء على الناس. شهداء على الناس على على الناس. فجاء حرف على الدال على الاستعلاء وذلك ان الشهيد كالرقيب والمهيمن فهو بمنزلة اعلى من المشهود له او عليه ويؤخذ من هذه الاية ايظا لاحظ لتكونوا شهداء على الناس على الناس وفي حق الرسول صلى الله عليه وسلم ويكون الرسول عليكم لاحظ حرف على المتعلق لتكونوا شهداء ما قال لتكونوا على الناس شهداء لتكونوا على الناس شهداء لتكونوا شهداء على الناس. فاخر الجار المجرور على الناس وفي شهادة النبي صلى الله عليه وسلم على هذه الامة ويكون الرسول عليكم ما قال ويكون عليكم الرسول شهيدا فلاحظ التقديم والتأخير في الموضعين فيمكن ان يؤخذ من هذا والله تعالى اعلم ان الغرض في الاول تكونوا شهداء على الناس اثبات شهادة هذه الامة على الامم وفي الثاني اختصاص هذه الامة بشهادة النبي صلى الله عليه وسلم وهذا شرف ليس بعده شرف النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي يشهد عليهم اما الامم الاخرى فمن الذي يشهد عليهم؟ تشهد عليهم هذه الامة لا تشهد عليهم امة هذه الامة لا تشهد عليها امة اخرى. انما الذي يشهد عليها من ورسولها صلى الله عليه وسلم اما الامم الاخرى فان هذه الامة هي التي تشهد عليهم لتكونوا شهداء فهذا قدم ما يتعلق بهم لانهم يتشرفون بهذا على الناس واما في ما يتعلق بشهادة النبي صلى الله عليه وسلم ويكون الرسول عليكم شهيدة عليكم شهيدا فشهادته صلى الله عليه وسلم تشريف تشريف لهم ذلك ان المنة تحصل من الجهتين كما ظهر والله تعالى اعلم ايضا يؤخذ من هذه الاية ان الله تبارك وتعالى يمتحن عباده بالاحكام الشرعية كما يمتحنهم تبارك وتعالى بالاحكام القدرية الكونية بالاحكام الشرعية الايجاب والتحريم النسخ وما الى ذلك كما قال الله عز وجل وما جعلنا القبلة التي كنت عليها الا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه فامتحنهم بتحويل القبلة الله يبتلي عباده ويمتحنهم بالاحكام التي يشرعها لهم فما على العبد الا ان يذعن ويسلم ويستسلم لاحكام الله عز وجل لا يعترض ويقول هذا الحكم انا غير مقتنع فيه هذا الحكم ما استوعبته ولا استطاع عقلي ان يتقبله وما عقلك وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم. انما كان قول المؤمنين اذا دعوا الى الله ورسوله ومن بينهم ان يقولوا سمعنا واطعنا وانا لا مجال لان يقول الانسان اعرض على عقلي كما يقول بعض الناس اعرض النصوص على عقلي فما قبله عقلي قبلته اذا صار العقل هو المتبوع صار العقل اله من دون الله عز وجل صار معبودا الله يقول افرأيت من اتخذ الهه هواه اذا كان الهوى يصير الها يعبد لانه متبوع فالعقل كذلك قد يكون صنما هذا الذي يقول لا اقبل من الوحي ولا غير الوحي الا ما اعرضه على عقلي فما دخل في عقلي وقبله عقلي قبلته اذا صار الاصل والمعبود والمتبع هو العقل وليس الوحي والله عز وجل يقول لنبيه صلى الله عليه وسلم قل ان ضللت فانما اضل على نفسي وان اهتديت فبما يوحي الي ربي ويقدم الجار والمجرور فبما؟ الحصر ما فيه اهتداء الا بما يوحي يوحي من قال بما يملي علي عقلي. ما هو العقل ما قيمة العقل الذي يعارض النقل والوحي وكم يضيع بسبب هذه من خلق ولربما يتلقون هذا بدورات لا تؤجر عقلك لا تؤجر عقلك لا تلغي عقلك. اعرظ كل شيء على عقلك. مساكين فيتلقفون ذلك ويتبنون مثل هذه الافكار المنحرفة التي قد تذهب باخرتهم. والله المستعان فاذا الله تبارك وتعالى يبتلي العباد بالاحكام. المرأة قد تقول لماذا نحن الحجاب؟ لماذا لنا نصف الميراث لماذا نؤخر لماذا نصلي خلف الصفوف لماذا نمنع من مخالطة الرجال لماذا نؤمر بالقرار في البيوت لماذا اتية المرأة نصف دية الرجل يقال الله يبتلي عباده وهو عليم حكيم حكم عدل احكامه في غاية العدالة وابناها على العلم والحكمة يضع الامور في مواضعها ويوقعها في مواقعها. الا يعلم من خلق؟ سواء ادركنا هذا او لم ندرك حكمته نحن ندرك ان الذي شرعه حكيم وهذا الكون في تسييره حينما يخطف الله عز وجل من بين ايدينا من نحب او حينما يبتلينا بما نكره او نحو ذلك لا يعترض الانسان ويقول يا رب انا مطيع تقي والبلاء يساق الي سوقا واخرون لا يعرفون الله ويعيشون في بحبوحة من العيش هذا لا يقوله من عرف ربه معرفة صحيحة اذا احب الله قوما ابتلاهم اشد الناس بلاء الانبياء ثم الامثل فالامثل وكما سمعتم في الايات لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد فالابتلاء يساق لاهل الايمان في انفسهم وفي اموالهم ونسأل الله عز وجل الا يجعل مصيبتنا في ديننا اذا ايها الاحبة احكام الله القدرية واحكامه الشرعية يجب التسليم بولدها لحظة التقديم وما افاده هذا والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه هل عندكم اضافة او تعليق او سؤال نعم الرؤوف اخص من الرحيم. قلنا الرأفة والرضا بذلك كله هذا هو حال المؤمن لا اعتراض ولا امتعاظ انما يثق الان الانسان حينما يركب في الطائرة بين السماء والارض يأكل ويمرح ويأنس وهو مطمئن قرير العين وليس بمشغول في سير هذه الطائرة ولا في ما عسى ان يصنع هذا القائد لهذه الطرف مع انه لا يعرفه لكن هو عنده ثقة انه ما وضع في هذا المكان الا من هو اهل له. فيركب ينام او يقرأ صحيفة ويأكل ويشرب وهو قرير العين. ليه؟ لانه مطمئن. ان هذا اللي يقود الطائرة انه اعلم به عمله لا يحتاج ان يأتي اليه ويقول له انتبه احذر امامك كذا اذا كان هذا في قائد طائرة لا تعرفه ويخطئ ويصيب بشر ويصيبه الذهول ويمكن ان ينام او يموت او يغمى عليه تصيبه نوبة صرع اي شيء اغماء ومع ذلك انت قرير العين. فكيف بالله عز وجل الذي يدبر امر هذا الكون لا يضل ربي ولا ينسى. لا تأخذه سنة ولا نوم. اطمئن تماما اطمئن تماما هذه الاقدار التي يسوقها لك يسوقها عليم حكيم على كل شيء قدير وهو اعلم بخلقه هو الذي خلقهم واوجدهم وهو لا تشغل بالك في هذه الامور عليك بطاعة الله والتسليم والاذعان والرضا اما لماذا وكيف ولماذا لا يفعل كذا ولماذا يفعل كذا هذا ليس لك ليس من عملك هذا اطمئن الذي يدبر هذا الكون حكيم وعلي فلا تقلق لا تنزعج اختار مرظ صار لك ابتلاء اختار لك كذا لا تقلق اهم شيء ان يكون الذي بينك وبينه عامر هذا اهم شيء وما وراء ذلك لا شأن لك به والله المستعان ثم ايضا يؤخذ من هذه الاية وجعلنا القبلة التي كنت عليها الله عز وجل مدة التوجه الى بيت المقدس ستة عشر شهرا او سبعة عشر شهرا تمحيصا للنفوس محصها يمحصها يمحصها من كل رواسب الجاهلية ومن علائقها التي كانت تتعلق بها ليمحص النفوس لتكون متبعة لامر الله عز وجل. كانوا في الجاهلية يعظمون البيت فتحويلهم الى بيت المقدس ادم بحد ذاته امتحان للنفوس وتنقية لها من مألوفاتها وعاداتها لتكون تابعة لامر الله عز وجل. كان النبي صلى الله عليه وسلم في مكة يجعل الكعبة بينه وبين بيت المقدس ويصلي في المدينة يستقبل بيت المقدس والكعبة خلفه ثم يظهر بعد هذا كله بعد النسخ والتحويل من هو المرتض بالايمان الذي ارتضت نفسه ومن هو المضعضع المزعزع الذي يذهب هنا وهناك ويتشكك لي ادنى امتحان الا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه وهذا يدل ايضا وان كانت لكبيرة الا على الذين هدى الله ان بعض الاوامر الشرعية او النواهي شاقة على النفوس لكن ما الذي يهونها الايمان والهداية وترويظ النفس على الطاعة وان كانت لكبيرة هي امر شاق تحويل القبلة الا على الذين هدى الله فدل على انه بقدر هداية الانسان قدر ما يحصل له من الهداية بقدر ما يحصل له من الرسوخ والثبات فلا يتضعضع ولا يتزعزع فتذهب عنه هذه المشقة وما كان الله ليضيع ايمانكم صلاتكم الى بيت المقدس لا يضيع فدل على ان العمل من جملة الايمان واهل السنة يستدلون بهذه الاية على هذا المعنى ان الله بالناس لرؤوف رحيم فهذا تذليل يؤكد هذا المعنى ان الله لا يضيع عمل المؤمن ولا يذهب هباء وفيه ايضا اظهار المنة والرأفة هي رحمة رقيقة ارق الرحمة يقال لها رأفة فالحكم المنسوخ يلغي العمل بالحكم في المستقبل وليس ملغيا لما مضى من اعمال العاملين على وفق ما امرهم الله تبارك وتعالى وما كان الله ليضيع ايمانكم ان الله لاحظ جاء بالاسم مظهرا ما اختصر وجاء بالضمير ما قال وما كان الله ليضيع ايمانكم انه بالناس لرؤوف رحيم فالاظهار في موضع يصح فيه الاظمار يكون لنكتة يكون لمعنى لملحظ فهنا اظهار ماذا بهذا الموضع للتعظيم ما كان الله فهذا اعظم وافخم مما لو قال انه بالناس لرؤوف رحيم. ولاحظ تقديم بالناس ان الله بالناس لرؤوف رحيم قدم على متعلقه وهو لرؤوف رحيم. ما قال ان الله لرؤوف رحيم بالناس وانما قال بالناس لرؤوف رحيم. يدل على عناية عناية بهؤلاء الناس. ان الله بالناس فقدمهم فهذا يدل على شدة تعلق رحمته بهم ولصوقها وعلوقها بهم الله ارحم بعباده من الوالدة ارق الرحمة ارق الرحمة رحمة رقيقة هذه الاية هي من قبيل نسخ القرآن للسنة نص قرآن للسنة هذا مثال واضح لان استقبال بيت المقدس لم يكن بالقرآن ما امر به القرآن وانما ثبت بالسنة فهذا مثال واضح على نسخ القرآن لما ثبت في السنة نعم قصدك اقامة الحجة ولا ماذا فهمت هذا القدر يكونوا شهداء عليهم تقصد من اجل اقامة الحجة عليهم قامت الحجة اننا بلغناكم او تقصد من اجل والله تكفير المشهود عليهم شهداء هم سيشهدون على الامم سواء دخلوا في الاسلام او لم يدخلوا في الاسلام هؤلاء لهم حكم اهل الفترة لكن لا يكون المقصود بالدعوة دعوة هؤلاء من اجل ان نكون شهداء عليهم وانما ذلك مما امرنا الله عز وجل به ادعوا الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة ولتكن منكم امة يدعون الى الخير الى غير ذلك من النصوص ونحن مأمورون بالبلاغ. لكن نحن ندعوهم لماذا؟ ندعوهم لهدايتهم من جهة واقامة الحجة عليهم من جهة اخرى لسنا ندعوهم من اجل ان نكون شهداء عليهم يعني هذه الامة المسلم منهم والكافر هم من امة محمد صلى الله عليه وسلم الكفار من امة الدعوة واهل الايمان من امة الاجابة والعدول الخيار هم المسلمون هم الذين يشهدون على سائر الامم يشهدون على سائر الامم نعم هذا طبعا حكم عام اجمالا فينبغي للافراد ان يرتقوا بانفسهم ليكونوا بمنزلة يستحقون فيها مثل هذا التكريم وبذلك ترتقي الامة بمجموعها. لكن هل يعني ان كل فرد من هذه الامة هو من العدول الخيار ولو كان من افجر الفجار الجواب لا ليس كذلك فبعض الناس لا يقبل شهادته ولا في سرة بقل الكلام على مجموع الامة وليس على الافراد فالأفراد فيهم العدول وفيهم غير العدول ولذلك يطلب في عند القاضي العدالة ويطلب المزكي للشاهد بمجموع الامة مجموع الامة هذه الامة عدول خيار وكما قال شيخ الاسلام رحمه الله كل خير عند غير المسلمين فعند المسلمين مثله واضعافه اذا لا تبحث عند الاخرين كما يقول بعض الناس خذ الخير اللي عند اليهود وخذ الخير اللي عند النصارى وخذ الخير اللي لا تاخذ الخير اللي عندهم كل خير عندهم فعند المسلمين اضعافا. واهل البدع من اهل القبلة كل خير عندهم فعند اهل السنة اعظم منها اذا لا تتعب نعم لا الكلام ان الله بالناس لرؤوف رحيم بكل الناس لكن هنا جاء به بعد قوله وما كان الله ليضيع ايمانكم فمن رأفته ورحمته انه لا يضيع عمل العاملين ولكن ان الله بالناس لرؤوف رحيم والله تبارك وتعالى ذكر تعلق رحمته الرحمن على العرش استوى فذكر هذا الاسم الكريم قال ورحمتي وسعت كل شيء فرحمته واسعة لكل الخلق في العالم العلوي والسفلي واستوى باوسع الصفات على اوسع المخلوقات وهو العرش الرحمن على العرش استوى فالله يقول ورحمتي وسعت كل شيء فلو ان الناس تخلوا عن رحمة الله طرفة عين لما بقي احد