ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له. ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله ارسله بين يدي الساعة بشيرا ونذيرا وداعيا الى الله داعيا الى الله باذنه وسراجا منيرا. صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون. يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء يا امة اتقوا الله واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام ان الله كان عليكم رقيبا يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا. يصلح لكم اعمالكم. ويغفر لكم ذنوبكم من يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما اما بعد فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته سلام على جيران بيت الله الحرام. سلام على سكان ارض الحطيم والحجر والحجر والمقام سلام عليكم. اذ اكرمكم الله عز وجل بنعمه. فجاورتم بيته وكنتم على ارضه فاسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يرزقنا واياكم حسن الجوار وحسن المقام. ايها الاحبة في الله ما اطيب المجالس اذا طيبت بذكر الله. وما اطيب المجالس اذا طابت بطاعة الله. ومن الذي يأخذه المؤمن من هذه الدنيا غير كلمة تدله على الله او نصيحة تثبته على طاعة الله ومرضات الله. وما الذي يأخذه العبد من هذه الدنيا غير امر بينه وبين الله في يحبها او قربة يرضاها. فنسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يعمر مجالسنا مجالسكم بذكره والانابة اليه وشكره. انه ولي ذلك والقادر عليه. ايها الاحبة في الله اطيب ما طيبت به المجالس من ذكر الله. واحسن ما عمرت به الاوقات من طاعة الله. ان يكون الكلام عن كلام الله هذا الكلام الذي انزله الله تبارك وتعالى هداية ونورا يقود الى دار السلام. هذا الكلام الذي لا تنتهي عجائبه. ولا تنقضي غرائبه. الجد لا الهزل والقول الحق الفصل كلام رب العالمين. وموعظة اله الاولين والاخرين. كم قادت الى الله قلوبا وانارت في سبيل محبته مناهجا ودروبا. كم هدى الله عز وجل به ضالين وكم ايقظ به النائمين؟ وكم دل به الى رحمته الحائرين؟ كلام رب العالمين الذي ختمت الرسالات وقطعت به الحجج والبينات. كلام الله الذي منه مبتدأه واليه منتهاه كلام الله الذي سمعته الجن فامنت واقرت وصدقت فقالت انا سمعنا قرآننا عجبا يهدي الى الرشد فامنا به ولن نشرك بربنا احدا. هذا الكلام الذي انزله الله نورا ودليلا الى دار السلام. اوجب به الرحمات واعد لاهله علو الدرجات. وكفر الخطيئات وجعله موجبا للرحمات. هذا الكلام العظيم والنور الكريم الذي الذي اصطفاه الله له الاخيار فقلب قلوبهم على اوامره وزواجره اناء الليل واطراف النهار الله الذي اصطفى الله له رجالا واختار له على مر العصور اجيالا كلام الله الذي جعل الذي احل به الحلال وحرم به الحرام فكان به صدق المقال وحسن الفعال وكريم قال فنسأل الله باسمائه الحسنى وصفاته العلى ان يجعلنا من اهله وان يحشرنا في زمرة اهله ايها الاحبة في الله ان الله عز وجل اختار لكتابه امة وعطف واحبته وصدقته فنزل القرآن الى جذور قلوبها فتحت قلوبها للقرآن واطمأنت لموعظة الرحمن حتى اذا تغلغلت تلك الايات في الجنان قادت اهلها الى المحبة والرضوان. اذا نزلت الايات الى تلك القلوب نزلت كالغيث اذا اصاب الارض الطيبة فكلام الله مع احباب الله واولياء الله يطهرهم لطاعته ويؤهلهم لمرضاته ومحبته. اذا سمعوا القرآن وجلت قلوبهم لسماعه. فبكيت من عظاته وتحركت اشواقهم لجناته. كم سمعوا فيه من الايات التي تفطر القلوب طاعة رب الارض والسماوات سمعوا تلك الايات فاستقرت في قلوبهم فترجموها في الحياة حتى اصبح القرآن دليلا امام اعينهم. القرآن الذي احب الله اهله واصطفى اولياءه. فاختار صار له رجالا وامما واجيالا احبته من قلوبها وحققته بقوالبها فهذه الامة التي عاشت ليلها مع كتاب الله ونهارها في تحقيق العبودية لله ما افضت الى الله الا والقرآن شاهد لها لا شاهد عليها. نزل هذا القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم. يوم نزل فافترق العباد الى فريقين وطائفتين ونحلتين طائفة كذبت ولم تؤمن به ولم ترضى به فاعرضت عنه وانكرته وكفرت به. فاذاقها الله الهوان والبسها الذل في سائر الازمان وطائفة احبت واقتربت منه وارتضت هذه الطائفة المنصورة اعلامها مشهورة وفي الخير مشهودة اهل القرآن الذين هم اهله وخاصته الذين احبوه بقلوبهم وطبقوه بقوالبهم وهذا هذه الطائفة المحبوبة والفرقة الناجية المنصورة يطيب الحديث عنها عن اخلاق اهلها وعن صفات اهلها هذه الصفات التي تترجم القرآن في الحياة اعلاهم واشرفهم قدرا. هم اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فدين القرآن اول شواهده. واعظم دلائله اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم نزل القرآن يوم نزل ففتحوا قلوبهم لاياته. وفتحوا قوالبهم لعظاته. فقادهم القرآن الى الله فحققوه وطبقوه حتى اخذوا ارواحهم في اكفهم يجاهدون في سبيل الله يقاتلون اعداء الله ويوالون اولياء الله بكلام الله. اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين اصطفاهم الله واجتباهم لرؤية منازل القرآن وحوادثه ومعاركه. فكان القرآن ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم والكل يراه والكل يعلمه ويشاهده. فحققوا القرآن بالعمل وما توفي الله صلى الله عليه وسلم الا والصحابة وكل واحد من اصحابه قرآن يمشي على وجه الارض فكانت هذه الامة مع كتاب الله سهرت ليلها وظمأت نهارها فكانوا رهبان الليل كان النهار بقال الله. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم واذا احب الله العبد رزقه ان يسير على نهجهم. فما مات اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الا وخلفوا اشباههم من التابعين. ومن الائمة المهديين المحبين لكلام رب العالمين يا اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بعد ان تحكم القرآن في قلوبهم وترجم في قوالبهم فغرسوا هذا القرآن في اتباعهم والسائرين على نهجهم باحسان غرس الصحابة رضوان الله عليهم الله في قلوب التابعين رجالا ونساء صغارا وكبارا حتى احبت القلوب القرآن من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. لان الله تبارك وتعالى جمع للصحابة في القرآن خصلة قل ان تجتمع لانسان في الدنيا خصلة العلم بالقرآن والعمل بالقرآن وتطبيقه امام كان اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مع القرآن بقلوبهم سهروا معه فكان الواحد منهم تبكيه الاية وتفرحه الاية. يعيش الوعد والوعيد. والشوق والتهديد. فكانوا مع القرآن على الحق عاشوا مع هذا القرآن اذا ابتليت عليهم ايات الجنان طارت قلوبهم طارت قلوبهم الى الروح والريحان اذا تلا الواحد منهم ايات الجنان كانه يقطف من ثمارها ويتكئ وعلى ارائكها وينظر الى اشجارها وثمارها وانهارها. فما اعظمها من امة! واذا تلا الواحد منهم الاية التي فيها ذكر النيران. وغضب الواحد الديان. صعق كأن زفير النيران بين اذنيه امة احبت كتاب الله صدق المحبة. فلما رأت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر به ويعظهم به علموا انه القول الفصل وانه الجد لا الهزل الذي يحتاج لمن يحمل همومه امومة ويبادله مشاعره واشجانه واحزانه. فاذا اردت ان تنظر الى جيل القرآن في ابهى صورة واجمل حلله فانظر الى تلك الامة المصطفاة واقرأ عن سيرة اصحاب المصطفى صلى الله عليه وسلم اذا قرأت في سيرهم لا تدري اتعجب من علمهم بالقرآن ومعرفتهم لكلام الرحمن اذا قرأت سيرتهم لا تدري اتعجب من علمهم بكلام الله ام بمعرفتهم باحكام الله وشرائع الله ام بوقوفهم عند حدود الله وزوادر الله تعطر كالسيرة وتنفحك السريرة فتجد الصدق الذي لا كذب فيه والحب الذي لا شائبة فيه كان اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مع القرآن صغارا كبارا رجالا ونساء فلما رأوا اثار القرآن في حياتهم ووجدوا لذته في دنياهم في قلوب الناس فكان امامهم عبد الله ابن عباس اذا وقف يتلو كتاب الله تفجرت ينابيع الحكمة من لسانه وظهرت دلائل الحق من حسن بيانه. ووقف في عرفة يوم ان ولاه علي رضي الله عنه الحج عامة فتلا ايات البقرة ففسرها اية اية يقول القائل لو رأته الفرس والدينم لاسلم لله من جماله وبيانه. هذا الصحابي الجليل لما رأى عظمة التنزيل وما له عند الله العظيم احب كتاب الله فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم تعلق بكلام الله وقال في نفسه ان قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم فكتاب ربي موجود. وان ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلام الله غير مثقوب. فعاش مع هذا القرآن فالتزم باب زيد ابن ثابت كان نعم الصحابي القانت الثابت التزم بابه فكان رضي الله عنه وارضاه يسأله عن القرآن اية اية ويوقفه امامه حرفا فرضي الله عنه وارضاه حتى كان يبكر من الفجر الى بيت ذلك العالم الجليل من الصحابة وقفة لاهل الخير والرضا وشباب الصحوة وطاعة الله جل وعلا. ان تشحذ الهمم الى العلم بالقرآن فان عبد الله ابن عباس رضي الله عنه وارضاه مع صغر سنه لم يرى ان بينه وبين القرآن حاجزا فاقبل على زيد وتعلم منه ذلك العلم النافع وكان يبكر قبل صلاة الفجر على باب زيت يحب ان الله يظرب الخطى لكي يتعلم كلام الله. كان يغدو من الفجر فينام على عتبة زيد ابن ثابت حتى اذا خرج الى صلاة الفجر ايقظه وكان رظي الله عنه وارضاه يخرج في شديد الظهر والهاجرة لكي يسأل الصحابي الاية من كتاب الله يقول رضي الله عنه ان كنت لاجلس على باب الرجل اسأله عن اية من كتاب الله وهو نائم ان كنت لاتي الرجل في بيته وهو نائم في شدة الهادرة فاجلس على بيته والريح تسفني يعني السموم والريح لو امرتهم ان يوقظوه انتظر خروجه فاسأله فكان كتاب الله في قلبه عظيما. وكان يعظم من كان يعرف كلام الله. وهنا وقفة لكل من يريد ان يكون من جيل القرآن ان يغرس في قلبه حب كلام الرحمن وان يكون مع هذا الكلام في جميع ساعاته وحركاته وسكناته فلما توفيها فلما توفي زيد بن ثابت امامه وشيخه وقف امام ذلك العلم الجليل الذي فقه التنزيل فدمعت عيناه وبكي رضي الله عنه وارضاه فقال الا من سره ان ينظر كيف يقبض الله العلم فلينظر هكذا يقبض الله العلم. ان الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من صدور العلماء لكن يقبضه بموت العلماء. فبكى رضي الله عنه وابكى الناس لفراق شيخه في كتاب الله. فلما بلغ مبلغه من العلم تصدر رضي الله عنه وارضاه فشعت انوار التنزيل من كلامه. وظهرت حجج القرآن من بيانه فكان رضي الله عنه علما من اعلام المسلمين واماما من ائمة الدين غرس في نفوس طلابه من فقه الكتاب المبين. فكان مجاهد بن جبر ومكحول وطاووس وسعيد بن المسيب وسعيد بن جبير. رحمة والله على الجميع تلاميذه يذكرون به فتصدر رضي الله عنه لتربية الاجيال على كلام الله عز وجل وما خرج من هذه الدار الا وقد قرص كلام الله عز وجل في نفوس اصحابه. وهكذا يكون اجيال القرآن يغارون على تعلمه. يحرصون على تعلمه ويحرصون على تفهمه. ويحرصون على تطبيقه وتعليمه. فنسأل والله العظيم رب العرش الكريم ان يجعل لنا ولكم منه اوفر حظ ونصيب. ايها الاحبة في الله اصدق كلمة ان خرجت من الافواه كلمة تذكر بكلام الله واحب الكلام الى الله القرآن به ختم الله الرسالات وقطع به الحجج والبينات فاقامه شاهدا على وحدانيته. ودليلا على عظمته والوهيته. ولقد صلى الله عز وجل للقرآن بالعز. وجعل اهل القرآن في العزة والمكانة والجلالة والكرامة. فاهل القرآن هم اهل الله وخاصته ما عاش احد مع كتاب الله عز وجل الا قاده الى الله وعلق بالله سبحانه وتعالى اهل القرآن تمكن حب القرآن من افئدته. وعاشوا مع تلك الايات ساعات ليلهم ونهارهم اذا جاء الليل بثوبه فارخى عليهم سدوله وجاء الرجل منهم بعد ان اعياه التعب والنصب ان يضع كف الراحة ويبدي للنفس ما هي به من استراحة جاءت واية من كتاب الله او عظة من من كلام الله فاقضت مضجعه ونغصت نومه وقادته للوقوف بين يدي ربه فهان عليه النوم والكرى وقام يناجي ربه جل وعلا تحركه ايات القرآن لكي يقف بها بين يدي الواحد الديان حتى اذا تلا فاتحته واستفتح علومه واخباره اذا بتلك الاية تذكر بما عند الله عز وجل من النعيم. او ما عنده من العذاب والجحيم. فقرعت مسامعه مقارع تنزيل فقادت قلبه وقالبه الى العظيم الجليل. يستفتح الاية من الجنان حتى اذا استقرت في الجنان فتذكر ما فيها من الروح والريحان. وما فيها من الكرامة من ربه الديان. احس بان الشوق يقوده الى الله ونادته ونادى بلسان حاله ومقاله رباه رباه. اذا ذكر وبالجنان وما عند الله من الروح والريحان بكى واشتجى الى ربه واشتكى لانه يخاف ان تحول ذنوبه بينه وبين تلك الفرقة الصالحة. فكم نزل بالجنان من الاخيار؟ وكم تقلد ما فيها من الحور وحسن القرار من امم خلت في ازمنة مضت اطاعت ربها وسارت على نهج خالقها اذا قرأ المؤمن ايات الجنان يخاف ان تنقطع ما بينه وبينه من العرى. يخاف ان ينقطع المسير وبينهم في حال بينه وبين الجنان بسبب الذنوب التي اصابها والعيوب التي اقترفها يخاف من ذنب يحول بينه وبين الله او اساءة تبعده عن جوار الله. واذا ذكر الاية التي فيها ذكر النيران والجحيم وسخط الديان خاف من الله عز وجل ان يكون ذلك مآله وان ينتهي به الى ذلك المنتهى فيكون قراره. فنسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يجعلنا ذلك الرجل الذي يعيش مع القرآن عظاته ويحيا باياته. ايها الاحبة في الله اعظم الناس نصيبا في القرآن ان جمع بين ثلاث خصال الخصلة الاولى كثرة تلاوة القرآن. والحرص على سماعه كثرة تلاوة القرآن والحرص على سماعه. والله عز وجل اثنى على تلك الطائفتين. فقال في كتابه المبين ان الذين يتلون كتاب الله واقاموا الصلاة وانفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور. والله لا يحرص على تلاوة القرآن. ولا يحرص على استماع القرآن الا من احبه الله عز وجل. ولذلك بداية بداية التوفيق لكي يكون الانسان من اهل القرآن الذين هم اهل الله وخاصته الحرص على سماع القرآن. والحرص على قراءة القرآن. ومن الناس من لا يرتاح الا بسماع القرآن واذكر بعض العلماء الفضلاء اذا جلس على طعامه جلس والقرآن يتلى عليه. ومن الناس من لا تهنأ نفسه ولا يرتاح قلبه الا بتلاوة القرآن. يتلوه قائما يتلوه قاعدا. يتلوه مضطجعا كأنه نائما. هذا من اعظم التوفيق ان تكثر تلاوة القرآن. ولا يوفق لكثرة تلاوة القرآن الا من احبه الله. وفي تلاوة القرآن رفعة الدرجات ومضاعفة الحسنات وحت الذنوب والخطيئات. فمن اكثر تلاوة القرآن جاء القرآن له شفيعا فقد اخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم عن سورة من سوره احبها رجل من العباد سورة من سور القرآن احبها رجل من العباد واكثر من تلاوتها فاحل حلالها وحرم حرامها وشاء الله عز وجل ان يختاره الى جواره فمات وانتقل الى ربه فجاءت هذه الصورة وهو في ظلمات القبر وفي لحده ومضجعه تجادلت له حتى انجته من عذاب القبر وفتنة القبر. فما اجل القرآن اذا وفق العبد لتلاوته وتفهم اياته وتدبر عظاته. قال النبي صلى الله عليه وسلم اقرأوا القرآن فانه يأتي يوم القيامة قامت شفيعا لاصحابه. كثرة تلاوة القرآن من اجل النعم التي يوفق لها الانسان بعد نعمة الايمان. الخصم الثانية اذا اكثرت من تلاوة القرآن فاياك ثم اياك ان تجاوز اية واحدة الا وقد سألت نفسك ما موقفك من هذه الاية امرتك فهل ائتمرت؟ ونهتك فهل كففت وانزجرت ما موقفك من هذه الاية الكريمة؟ هل هذه الاية حجة لك او حجة عليك؟ اذا تلوت اي اية من كتاب الله تقف معها وسل نفسك هل هذه الاية لك او عليك؟ فان كانت الاية لك فاحمد الله على التوفيق. واسأله الثبات عليها الى لقائه فوالله الذي لا اله الا هو ما من اية تقرؤها ولا اية تسمعها الا وقفت بين يدي الله تقول يا رب عمل بي او ردني ما من اية تسمعها في حديث في محاضرة في صلاة تكتبها تقرأها تنظر اليها الا كانت حجة لك او عليك قال بعض العلماء رحمة الله عليهم ان الناس يصلون في قيام رمظان يقول من قام رمظان كاملا حتى ختم القرآن وهو يسمعه فقد تمت حجة الله عليه كملت حجة الله عليك. اذ بلغته جميع الايات وانتهت اليه جميع العظات. فاما ان تنتهي به الى الجنة او تنتهي به الى النار فان الانسان اذا تليت عليه ايات الله ما تليت عبثا اذا وقفت في اي موقف في الصلاة في محاضرة في ندوة في مجلس قرأت في كتاب في صحيفة على ورقة اذا مرت بك اية من كتاب الله فاعلم ان هذه الاية مجرد ان تقرأها انها قد بلغتك فاما عليك او لك. تقف امام القرآن وقفة الخائف الوجل. ولذلك كان الصحابة رضوان الله عليهم يقفون مع القرآن وكانوا اذا علموا طلاب العلم كتاب الله علموهم كتاب الله اية الاية. يقول مجاهد عرضت القرآن على ابن عباس ثلاثين مرة. وقال في رواية ثانية عرضته ثلاث مرات. اسأله عن عن القرآن اية اية. وهذا من ابلغ ما يكون. فانك اذا تلوت من القرآن قليلا مع التدبر والتفهم عرفت مكانك من القرآن ولو لم يكن للانسان مع القرآن الا ان يعرف قدره فان ذلك من اعظم التوفيق. فان الناس مع القرآن على ثلاث مراتب. منهم بالخيرات ومنهم مقتصد ومنهم ظالم لنفسه ثلاث مراتب اذا سمعت كتاب الله او قرأت كتاب الله فاما ان تكون من السابقين واما ان تكون من الظالمين واما ان تكون من المقتصدين. فنسأل الله العظيم ان يجعلنا واياكم من السابقين ان تقف مع كل اية فان وجدتها لك حمدت الله وان وجدتها عليك ففكر لعل الله عز وجل ان يعينك للعمل بها وتطبيقها وتحقيقها. فان كانت ذنوبا بينك وبين الله فاستحي من الله وقد بلغتك حجة الله. فاستدم لها والتزم لها التوبة والانابة الى الله عز وجل. وان كانت حقا واجبة فادي هذا الحق لمن امرك الله بادائه فان الانسان اذا هيأ نفسه للعمل بالقرآن وفقه الله عز وجل. وكان الصحابة رضوان الله عليهم اذا نزلت الاية على النبي الله عليه وسلم فبلغوا تلك الاية عملوا بها رجالا ونساء صغارا وكبارا فكانوا يتبعون السماع بالعمل واذا اردت ان تعرف حب الله لك وحبك للقرآن فانظر الى اثرك بعد سماعك كلام الله عز وجل. ان خرجت من المسجد او خرجت من الموعظة او خرجت بعد النصيحة وانت تشتاق لعمل ما يأمرك الله به وترك ما حرم الله عز وجل عليك فاعلم ان الله الله يحبك وان الله يهيئك لكي تكون من اهل القرآن الذين هم اهله وخاصته وما انصف عبد نفسه من القرآن الا تكفل الله له بحسن الختام قال بعض العلماء قال بعض العلماء سمعت بعض اهل العلم يقول ما حفظ عبد كتاب الله وعمل به الا ظمن الله له حسن الخاتمة واذكر احد العلماء الذين توفوا قريبا من اهل القرآن الذين امضوا ليلهم ونهارهم في حب القرآن وتعليم القرآن وتدريسه جاءه رجل من بلد بعيد فقال له اني اريد ان اقرأ عليك القرآن قال ان عندي طلابا كثيرين. قال يا شيخ اقبلت عليك من بلد كذا وكذا. فاعطني من وقتك فاعطاه وقتا عزيزا عليه في ليله يشاء الله عز وجل ان استفتح ذلك الطالب كتاب الله عز وجل وما زال يقرأه حتى بلغ قول الله عز وجل ان الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة واجر كبير قال فخشع الشيخ وسقط مغمى عليه فكانت خاتمته عند هذه الاية الكريمة فنسأل الله حسن الختام. والقصص في هذا كثير كثيرة فان اهل القرآن الذين يحبوا كلام الله عز وجل ليس كثير عليهم هذا. وهذا الشيخ الفاضل الذي توفي عند هذه الاية الكريمة كان يقرأ عليه احد الاقارب. يقول فرأيته بعد وفاته فقلت يا شيخ ما فعل الله بك؟ قال فغضب علي واحمر وجهه قال ما تظن الله يفعل باهل القرآن يعني تظن ان الله سيعذبني وانا من اهل القرآن؟ يفتخر ويعتز بنعمة الله تبارك وتعالى عليه. فنسأل الله عز وجل ان يسكن قلوبنا وقلوبكم حب وان يجعل حياتنا وحياتكم مع القرآن. اذا قرأت القرآن واستمعت الى الى ايات القرآن وسألت نفسك عن هذه الايات فالقرآن على ظربين ظرب منه الاوامر والنواهي تفعل ما امرك وتترك ما حرم الله عليك. واما القسم الثاني فهو العظة والعبرة التي جعلها الله عز وجل في قصص الماظين. ومآل عبادي الى الله رب العالمين. فما كان من العباد وقفت امامه. فان استطعت البكاء فذلك من الثناء والبهاء. وان لم تستطعه فتباكى فان النبي صلى الله عليه وسلم ندبنا الى البكاء عند تلاوة القرآن وعند سماع كلام الرحمن فالعظات ينبغي للانسان ان ان يعيش معها وان يحس انها تخاطبه وانه هو المعني بها. ولذلك قال بعض العلماء اذا قرأت اية فيها ذكر الجنة فعد نفسك كانك من اهلها حتى تشتاق الى بلوغها واذا ذكرت اخر اية فيها ذكر النار فعد نفسك كانك من اهلها. وكان الصحابة رضوان الله عليهم والتابعون لهم باحسان. اذا قرأوا القرآن اهانوا انفسهم عند تلاوة القرآن. قال بعض السلف والله ما عرضت نفسي على كلام الله الا اتهمتها بالنفاق وقال الثاني ما عرضت نفسي قولي وعملي على كتاب الله الا وعددتها من الراسخين في النفاق. وقال عبد الله بن عباس رضي الله الله عنهما ما زال ينزل في سورة براءة ومنهم ومنهم حتى خشينا على انفسنا ان نذكر فينبغي للانسان اذا تلا كتاب الله ان يعيش مع كلام الله عز وجل حتى تكمل موعظته وتكمل عظته ونسأل الله العظيم ان يبلغنا واياكم ذلك المبلغ. ايها الاحبة في الله ان من تمام حقوق القرآن ان يغرس الانسان حب القرآن في ابنائه وفي اهله وزوجه فمن توفيق الله عز وجل لاهل القرآن انهم كالشجرة خيرها لا يقتصر عليها جناها للناس وظلها للناس كذلك حافظ القرآن وتاليه يبلغ حجة الله الى العباد. ويهدي كلام الله عز وجل داعية الى سبيله سبيل الحق والسداد. فاذا اردت ان يتمم الله عز وجل عليك نعمته. وان يكمل عليك منته. فاذا تأثرت بكلام الله فذكر به الاقربين وذكر به الناس اجمعين. فمن تمام النعمة في القرآن ان تهدى ثماره وان يذكر باياته من بعد عنه من الاقربين والابعدين. فكن اخي في الله حامل رسالة الله الى عباد الله. شرف لك ان تقف امام عبد تذكره باية من من كتاب الله عز وجل وفخر لك ان تعتز بكلام الله فتبلغه الى عباد الله. قال صلى الله عليه وسلم خيركم من تعلم القرآن وعلمه واخبر صلوات الله وسلامه عليه الا حسد الا في اثنتين رجل اتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها الناس. فاذا اتاك الله القرآن ووجدت للقرآن اثرا فابذله الى غيرك قال بعض الفضلاء من الدعاة يقول ان العبد اذا وفقه الله للاية فتأثر بها واراد ان يذكر بها فوفقه الله لتذكيره بها فان الله سيوفقه لغيرها. لان من شكر نعمة الله عز وجل عليه بعلم القرآن وعمله بارك الله له في ذلك العلم. والناس في علم القرآن على قسمين قسم منهم بارك الله له في علمه. وقسم منهم محطه علمه ولذلك تجد الرجلين رجل يدخل المسجد فيسمع من بجواره يخطئ في القرآن لا يرد عليه خطأ واحدا وهو يعلم انه مخطئ في كتاب الله ورجل ثان يجلس بجوار الرجلين يخطئ هذا فيرده ويخطئ هذا فيرده كم له من الاجور والحسنات وهو يقوم في كتابه فينبغي للراغب الموفق في رحمة الله ومرضاة الله ان يحرص على تبليغ القرآن للغيب ودلالة الناس الى كلام رب الناس نسأل الله العظيم رب العرش الكريم باسمائه الحسنى وصفاته العلى ان يحيي قلوبنا وقلوبكم بالقرآن وان يجعلنا واياكم من اهل القرآن. اللهم انا نسألك ان ترفع بالقرآن ذكرنا. وان تهدي به ضالنا وان تجمع به شملنا وان تثبت به قلوبنا وان تشرح به صدورنا. اللهم انا نسألك حب والعمل به والدعوة اليه والثبات على ذلك الى لقائك. حتى يكون حجة لنا لا حجة علينا. انك اي ذلك والقادر عليه. واخر دعوانا ان الحمدلله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبيه اله وصحبه اجمعين فضيلة الشيخ يقول السائل عندما ينظر الانسان في سيرة الصحابة ومن بعدهم يجد ان تأثرهم بالقرآن يختلف. ففي التابعين ومن بعدهم يصعق الواحد ويغمى عليه وغير ذلك من انواع التأثر اما في الصحابة فلا يحصل مثل هذا النوع من التأخر بل اقل. فكيف نفسر هذا مع حالنا في وقتنا هذا. بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. وعلى اله وصحبه ومن والاه هذا السؤال لا شك انه من افضل الاسئلة وادقها وهو يعتبر اشكالا عند العلماء رحمهم الله ووجه هذا ان الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يسمعون القرآن ويذكرون بالقرآن ولم يقع لهم ما وقع للتابعين من بعدهم ونسمع في قصص التابعين ان الرجل كان اذا سمع الاية صعق ومات كما في الترمذي انه تلي قول الله عز وجل فاذا نقر في الناقور فسقط مغشيا عليه ميتا هذه الحالة قال بعض العلماء هل تدل على ان التابعين اكثر تأثرا من الصحابة والجواب كما قرره شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله ان الناس تختلف قلوبهم وقلوب الصحابة رضوان الله عليهم كمل فيها الايمان وقوي فيها اليقين وكانوا اذا تليت عليهم ايات القرآن تأثروا بها وكان تأثرهم في القلوب وفي العمل والتطبيق واما الاثر الظاهر وهو دمع العين ووجل القلب والسقوط مغشيا عليه ونحو ذلك مما وقع للتابعين فهذا ضعف في الوارد في المحل الذي وردت عليه التلاوة. فكان الصحابة اقوى في الثبات. واقوى في التأثر بالايات وكان علمهم بالقرآن عملا وتطبيقا. فهذا لا ينقص من قدر الصحابة شيئا. وهذا هو انسب الوجوه في الجمع. ان الصحابة رضوان الله عليهم قوي يقينهم ولم تكن قلوبهم كقلوب التابعين ارق. وهذا لا ينقص قدر الصحابة كما قلنا والله تعالى اعلم فضيلة الشيخ تمر عليه بعض الايام وما اقرأ شيئا من القرآن. هل يعتبر هذا هجرا للقرآن الله المستعان هذا يعتبر حرمانا واي حرمان اذا وجدت نفسك تمر عليك الايام ولم تتلوا شيئا من كتاب الله فابك على نفسك فوالله ما حرم الطاعة عبد الا دل ذلك على بعده من الله عز وجل قال سفيان الثوري رحمه الله اذنبت ذنبا فحرمت قيام الليل ستة اشهر فاذا وجدت ان الايام تمر عليك وليس لكتاب الله حظ في ايامك. وساعات ليلك ونهارك فابكي على نفسك واسأل الله عز وجل العافية. واطرح بين يدي الله عز وجل منيبا مستغفرا. فما ذلك الا بذنب بينك وبين الله والناس الان يهجرون كتاب الله والسلف يرتبطون بكتاب الله والفرق بين الطائفتين ان الفتن كثرت في هذا هذا الزمان وما يدريك لعل فتنة في البصر او فتنة في السمع او فتنة في الفرج طفئ نور الايمان بها في القلب فلم تعي كتاب الله ولم تحبه ولم تتله وكثرة الذنوب في هذه الازمنة المتأخرة صرفت قلوب الناس عن الطاعة واصبح حظ كثير من الناس في التأثر بكلام الله اقل من حظ الاولين الذين انتشر فيهم الخير وقل فيهم الشر. فنسأل الله العظيم ان يتداركنا واياكم بلطفه. ولذلك من افظل العلاج ان نفر من الله الى الله وان يحاول من يريد الخشوع والقرب من القرآن ان يفر عن الفتن وان يبتعد عن كل سيئة تبعده عن الله سواء في سمعه او في في بصره او في فرجه او في يده او في لسانه يبتعد عن ذلك كله السلف الصالح رحمهم الله يتركون فضول الحديث. خوفا من الوقوع فيما لا خير فيه. فكيف بنا وقد وقعنا في الغيبة والنميمة وغيرها لذلك من الذنوب فنسأل الله العظيم ان يتداركنا برحمته. والله تعالى اعلم جزاك الله خير. فضيلة الشيخ يقول السائل انا شاب قد من الله علي بحفظ القرآن الكريم الا القليل منه. ولكنني مقصر في مراجعته جدا وانا خائف وانا خائف ان اموت وانا على هذا الحال فارجو منك توجيه الوجهة الصحيحة اذا حفظ الانسان كلام الله واستقر في قلبه كلام الله فينبغي ان يستحي من الله عز وجل ان يؤاخذه بكلامه ولذلك اكمل الناس عملا بالقرآن حفاظ كتاب الله. واذا حفظت كتاب الله فاعلم ان كتاب الله يسألك حقا عظيما وكان بعض الاخيار لا يأكل في السوق ولا يقف في المطاعم وكان يبتعد عن كل شيء فيه من قسى يقول اخشى ان يؤاخذني الله بالقرآن الذي في صدري القرآن عظيم وصاحب القرآن في الجلال والتكريم. فاذا حفظت القرآن حفظك. واذا اكرمت القرآن اكرمك. واذا رفعت القرآن ولذلك ما ينبغي على لا ينبغي للانسان الذي اورثه الله عز وجل كتابه ان يقصر في تلاوته. فان من دلائل الايمان كثرة تلاوة القرآن. قال الله في كتابه الذين اتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته اولئك يؤمنون به ومن يكفر به فاولئك هم الخاسرون. فاخبر ان من حرم تلاوة القرآن وحصل له الكفر بكلام الرحمن انه من اهل الخسارة فنسأل الله العظيم ان يعافينا واياكم من ذلك. اوصيك اخي في الله وقد اكرمك الله بكلامه ان تجعل للقرآن حظا من الليل فتراجعك كلام الله عز وجل في قيام الليل. اجعل لك ولو جزءا من كتاب الله عز وجل اجعل لك ولو جزءا واحدا من كتاب الله عز وجل والله البارحة اتصلت علي امرأة عمرها اكثر من ستين سنة من حفاظ كتاب الله عز وجل من القرابة تشتكي انها في قيام الليل لم تعد تطيق الوقوف وتترخص في بتلاوته وهي جالسة فقلت سبحان الله اين الشباب الاصحاء الاقوياء الذين هم في عافية من الله؟ امرأة في اخر العمر عند المشيب والكبر تتمنى ان الله عز وجل يكرمها بذلك. ومع هذا لما سألتها اذا بها في الركعة تقرأ حزبا كاملا. حزب من القرآن فاي فضل واي غنيمة؟ والله ان الانسان في بعظ الاحيان اذا فكر في حال الصالحين وما كانوا عليه من الخيرات وجاء ذكر الموت يحصل في القلب من الشجى والحزن ما الله به عليم. لا لشيء فقط والله نخشى ان تنتهي اجالنا وان تنقضي وما عبدنا الله حق عباده نخشى ان نخرج من الدنيا ولسنا من اهل قيام الليل ونخشى ان نخرج من الدنيا ولسنا من اهل القرآن الذين هم اهل الله وخاصته. ولكن نسأل الله عز وجل بعزته وعظمته الا يخرجنا من الدنيا الا وجعلنا من اهل القرآن. الذين هم اهل وخاصته. فاي غبن حينما يأتي الانسان في عرفات يوم القيامة فيجد الصالحين قد سبقوه بمراتب ومفاوز. فنسأل الله ان يقرب ما بيننا وبينهم. وان يرزقنا التعسي بهم. اوصيك بمراجعة القرآن بتلاوته في في قيام الليل فان من افضل ما يكون في مراجعة القرآن قراءته في قيام الليل. اكثر من تلاوته. تبتدأ اول يوم ولو لم تكن حافظا. اجعل هل لقيام الليل من القرآن جزءا حاول بعد صلاة العشاء الا تتصل باحد. واجعل ليلك لله ويكفيك النهار للناس. فكفى احاديث الناس ومجالسهم فاجعل هذه الساعة بينك وبين الله. فان قدرت ان تقوم اول الليل ان تقوم اخر الليل فذلك اجل واكمل وان لم تقدر فاحرص ان تقوم منتصف الليل. فان لم تستطع فبمجرد ان تصلي العشاء اقفل باب غرفتك وخذ كتاب ربك وصلي واقرأ لك على الاقل انا اقول طالب العلم طالب العلم اقل ما ينبغي ان يقرأ في الليلة اقول على الاقل ثلاثة اجزاء الامام الشافعي رحمه الله كان يختم القرآن كل ثلاث ليالي مرة. يعني يقرأ عشرة اجزاء في الليلة الواحدة نقول طالب العلم ثلاثة اجزاء الثلث والثلث الكثير. اقل شيء ثلاثة اجزاء. والله ثلاثة اجزاء في اليوم الاول تراها مثل الجبل واليوم الثاني نصف الجبل. واليوم الثالث كلا جبل. واليوم الرابع مثل الغذاء الذي لا تستطيع ان تصبر عليه ولو كانت على الانسان احمال الدنيا وهموم الدنيا وهو من اهل قيام الليل وجد اثر قيام الليل في حياته وجرب وستجد ذلك. لن تقوم هذه النصف ساعة احيانا نصف ساعة تختم فيها جزء. هذا الجزء ملايين الحسنات والله تتأثر بها في قولك وتتأثر بها في سمعك وتتأثر بها في سلوكك. ويورثك الله بها الحب في عباده على قدر ما تلوت من كتابه. جرب وستجد ذلك كتاب الله بيننا وبينه فجوات محبة الخلق على قدر ما بينك وبين كتاب الله عز وجل من المحبة اجعل نصف ساعة تختم بها جزءا كاملا. اذا قرأته بارتياح فاذا تلوت ثلاثة اجزاء من كتاب الله ملايين الحسنات مع ما فيها من العظات وقد يعز عند الله لحظة حينما تقوم تقوم بين يدي الله وانت تستطيع ان تنام وان ترتاح تأتي بعد العشاء في عز شبابك وقدرتك. فتقف بين يدي الله بالقرآن ولو تنظر اليه لتقرأ الجزء ربما ان الله عز وجل يعظم منك هذا الموقف فيورثك خصلة من خصال الصالحين ولربما ان يشرح صدرك للطاعة فلا ينقبض ابدا. فالله كريم وما نال الصالحون درجات الصلاح الا بالعمل الصالح. بفضل الله ثم بالعمل الصالح. فاري الله عز وجل من نفسك. ار الله من نفسك خيرك. والله اذا اراك منه قليلا زادك منه قربا. من من تقرب منه شبرا تقرب منه ذراعا. ومن تقرب منه ذراعا تقرب منه باعا. فنسأل الله العظيم ان يحي قلوبنا قلوبكم بتلاوة القرآن. اناء الليل واطراف النهار انه ولي ذلك والقادر عليه. والله تعالى اعلم. جزاك الله خيرا. فضيلة الشيخ الرجاء حث النساء على تلاوة القرآن خاصة في اوقات فراغهن في البيوت فهم يشغلون اوقاتهن بالنوم او غير ذلك من الامور. فنرجو توجيه النصيحة لهن والله يحفظكم اما الكلام الذي ذكرناه فالرجال والنساء فيه سواء وكما ان كما ان في الرجال الطيبين كذلك في النساء الطيبات. وكما ان في الرجال الصالحين كذلك في النساء والله تبارك وتعالى اثنى على الصالحات. وذكر انهن مسابقات الى الخيرات. وفي خاتمة سورة ال عمران ما يدل على ان من من من النساء منهن من الذاكرات واوصي اختي المسلمة ان تكثر من تلاوة كتاب الله. وكل الذي قلناه من قبل وصية لها. ووصية للذكر والانثى. كثرة تلاوة القرآن لكن المرأة اذا اكثرت تلاوة القرآن ظهر الاثر في بيتها. وظهر الاثر في اولادها وبناتها فاذا نظرت اليك البنت وانت تنشأين وانت قد وانت تتلون تحافظين على تلاوة كتاب الله تعلق قلبها كلام الله عز وجل وكم من امرأة صالحة اورثت ابنها او ورثت بنتها او ابنها حب الصلاح بصلاحها. فالمرأة الصالحة فيها خير كثير. ولذلك ينبغي للمرأة ان اكثر من تلاوة كتاب الله عز وجل. والنبي صلى الله عليه وسلم حفز النساء والرجال. فقال اقرأوا القرآن فانه يأتي يوم القيامة شفيعا لاصحابه. فنسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يجعلنا واياكم من اصحابه والله تعالى اعلم فضيلة الشيخ لقد لقد اتممت حفظ كتاب الله. ولكني قبل ان اختم القرآن كنت اتفاخر باني حافظ لكتاب الله وكنت احب ان يقال فلان حافظ. وكنت على غير علم. والان ولله الحمد عرفت ان هذا لا يجوز وهو من الرياء. فهل ينطبق علي حديث اول من تسعر بهم النار ثلاثة عفا الله عما سلف. وعليك بما بقي من عمرك تصلح ما بينك وبين الله في نيتك كما كان في سالف فما كان وما مضى فلا تعلق قلبك به. واذا ذكرت اقوالك الاولى فاستغفر الله عز وجل منها وتب الى الله فان الذي ذكرته عظيما فان الانسان اذا ورثه الله حفظ كتابه فقال مفتخرا انا حافظ حافظ للقرآن فقد احبط على نفسه العمل فان الغرور يحبط العمل والعياذ بالله. ويمحق بركة العمل. ولذلك اذا وجدت الانسان على خصلة من خصال الصلاح ووجدته قد بالغرور محق الله بركة ذلك الصلاح فينبغي للانسان ان يخاف من الغرور. وان يخشى الله عز وجل فيما يقوله من الثناء والتزكية لنفسه ولكن اقول ارجو ان اكون حافظا. وارجو ان يوفقني الله عز وجل لحفظ القرآن والعمل بالقرآن. او يصرف نظره عن كونه حافظا فيقول اسأل الله ان يوفقني للعمل بالقرآن. ويقول المهم ان تسأل عن العمل بالقرآن لا عن حفظ القرآن. والله تعالى اعلم يقول السائل انسان مبتلى بالوسواس في كل شيء وخاصة في الصلاة والوضوء فكيف يتخلص من هذا الوسواس استعن بالله عز وجل فانه نعم المولى ونعم النصير. سل الله عز وجل ان يشرح صدرك. وان يثبت قلبك. وان يدفع الوساوس عن جنانك. واسأل الله سبحانه وتعالى ان يعيذك من الشيطان الرجيم. فان الله تبارك وتعالى لما ما ذكر الوساوس قرنها بقوله تعالى فاستعذ بالله انه هو السميع العليم. فمن استعاذ بالله اعاذه بالله فاكثر من الاستعاذة واتفل عن يسارك ثلاثا اذا وجدت الوسوسة في صلاتك او وجدتها في وضوئك والله يعينك الامر الثاني فاذا غسلت كفك وجاءك الشيطان فقال لم تغسل فقل قد سألت وكفيت المسألة فالمرة كافية فلا تصب مرة ثانية ولو قال لك ان صلاتك باطلة ولذلك خير ما يعالج به الموسوس الا يفتي نفسه. باب الوسوسة يأتي والعياذ بالله من فتوى الانسان لنفسه. اذا غسلت الاعضاء او قمت فصليت الركعة او الركعتين او الثلاثة وجاءك الشيطان. فقال لك لم تغسل يدك. لم تغسل رجلك. غسلت يدك. قال لك لم تستوعبها وانت تعلم انك قد صببت الماء عليها قال لك ادعك حتى يصل الماء الى البشرة فقل له ان الله لم يكلفني بذلك. ولا افعل شيء الا بفتوى ومثلك لا يفتي. فكن مع الله عز وجل بظبط نفسك بفتوى اهل العلم فاوصيك الا تسمع لاي وسواس يأتيك. اذا قال لك لم تغسل يدك ورأيت الماء عليها فلا تلتفت. ولو قال لك ان هذا سيبطل صلاتك ويبطل وضوءك. لان الشيطان خبيث. يأتي الانسان من باب الطاعة ما يأتيه من باب المعصية تقوى الوسوسة حينما يعظم له الاثر. فيقول له انت توضأت ولكن وضوءك غير صحيح. اذا صلاتك باطنة. واذا بطلت صلاتك فانت غير مصلي. واذا كنت غير مصلي فانت كافر. وقس على ذلك حتى ينتهي به الامر الى اقصى ما يكون من الشدة والعنت والحرج. فاذا بلغت هذا فاعلم انه على غير شرعة ولا دين. لانه يخالف منهج رب العالمين فالدين يسر وهذا عسر. والدين رحمة وهذا عذاب. فاذا وجدت من نفسك هذا فاعرض عن هذا كله. واستعن بدعاء الله عز وجل عليه والله تعالى اخر سؤال في هذا اللقاء يقول بعض حفظة القرآن تجدهم يتكاسلون عن صلاة الفجر فتجدهم في بعض الاحيان يأتون الصلاة متأخرون وفي بعض الاحيان ينامون ولا يأتون للصلاة فما هو توجيهكم لهؤلاء طلاب العلم هم القدوة للناس فينبغي ان يكون حالهم على الكمال. ومن حفظ كتاب الله عز وجل فقد حمل النبوة بين دفتي صدره فينبغي علي ان يكون على الكمال ما استطاع الى ذلك سبيلا. فلا يقصر لا في صلاة الفجر ولا في غيرها. وينبغي عليه ان يتعاطى الاسباب التي تعينه التبكير الى المساجد اذا امكنه ذلك الا اذا كان مشغولا بامر عظيم او مصلحة هي اعظم من تعليم الناس وتوجيههم ونحو ذلك فهذا امر اخر ولكن المنبغي عليه ان يتعاطى اسباب الكمال وان يحرص على ذلك الكمال. والله تعالى اعلم خزائن الرحمن تأخذ بيدك الى الجنة