اي محرماته لا تقربوها لم يقل لا تقع فيها او قال لا تقربوها يعني ابتعدوا عن حدودها وعن الاسباب الموصلة اليها احتياطا فلهذا جاء في الحديث من اتقى الشبهات قد استبرأ لدينه وعرظه بسم الله الرحمن الرحيم. المكتبة الصوتية لمحاضرات الدكتور صالح بن فوزان الفوزان. مجالس شهر رمضان الثالث بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين الصيام له اداب فلا يكفي ان الانسان يمسك عن الطعام والشراب والمباحات هذا شيء لا بد منه ولكن لا يكفي حتى يمسك عن المحرمات. اذا كان ممنوعا من المباحات والطيبات من الاكل والشرب وما اباح الله له فكيف لا يمسك عن المحرمات محرمات يجب الامساك عنها دائما وابدا للصائم ولغيره لانها محرمات وهي حدود الله عز وجل قد قال الله تعالى تلك حدود الله فلا تقربوها ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى يوشك ان يقع فيه الاوان لكل ملك حمى. الاوان حمى الله محارمه ايبتعد المسلم عن المحرمات واسبابها في حالة الصيام وفي غير حالة الصيام وطول حياته وطول عمره دائما وابدا ولكن الصائم اكد في تجنبها محافظة على صيامه لانها مع كونها محرمات وكونها يأثم من ارتكبها ويعاقب فانها تؤثر على الصيام تؤثر على العبادة وقد تذهب باجرها فلا يبقى للصائم اجر مع مع تعبه وتركه اهل الطعام والشراب ومع جوعه وعطشه لا يكتب له اجر هذي خسارة عظيمة يتعب ولا يكتب له اجر نعم لا يكتب له اجر اذا لم يمتنع عن المحرمات فبعض الناس يهون عليه انه يترك الطعام والشراب لكن لا يهون عليه انه يترك الغيبة والنميمة والشتم وقول الزور والكلام المحرم تجده وهو صائم يطلق لسانه بالكلام البذيء والكلام المحرم والغيبة والنميمة والسباب. لا يتورع عن ذلك. مع انه صايم. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يكن يوم صوم احدكم ويوم فطره سوا قال عليه الصلاة والسلام فان سابه احد او شاتمه احد فليقل اني صائم اني صائم فلا يرد على من سبه ولا يشتم من شتمه وان كان ذلك جائزا وقصاصا لكن الصائم يترك هذا ولا ينتصر لنفسه بان يسب من سبه او يشتم من شتمه حفاظا على صيامه فاذا كان هذا لا يجوز من باب القصاص واخذ الحق فكيف لمن هو المعتدي وهو الظالم هو الذي يتطاول على الناس بلسانه وكلامه وقد سمعتم حديث المرأتين اللتين كادا كادتا ان تموت من شدة العطش فذكرتا للنبي صلى الله عليه وسلم فاعرض عنهما ثم انهما ذكرا له مرة ثانية فاراد صلى الله عليه وسلم ان يبين للناس ان يبين للناس شناعة الغيبة والنميمة فدعا بهما فامر احداهما ان تقيه يعني تستفرغ ما في جوفها استفرغت نصف قدح قيحا وصديدا ودما عبيطا ثم امر الاخرى فقاءت فملأت القدر عند ذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لهذا المنظر البشع الذي هو معجزة من معجزاته صلى الله عليه وسلم قال ان هاتان ان هاتين صامتا عما احل الله لهما يعني من الطعام والشراب والمباحات وافطرتا يعني تركتا ما اباح الله وافطرتا على ما حرم الله فدل على ان الغيبة تفطر الصائم افطرتا على ما حرم الله عليهما جلست احداهما الى الاخرى فجعلتا تأكلان لحوم الناس هما صائمتان عن الطعام والشراب لكنهما مفطرتان بالغيبة والنميمة بمعنى انه لا فائدة من صيامهما فهذا مثال اراد النبي صلى الله عليه وسلم ان يبينه لامته وهذا من معجزاته صلى الله عليه وسلم فلو ان هؤلاء الذين يغتابون الناس ويقعون في اعراضهم تقيؤوا لملأوا الدنيا من القيح والصديد ولظهرت منهم العجائب ولكن الله سترها عنا ولكنها محفوظة لديه سبحانه وتعالى وايضا هؤلاء يتعبون بلا فائدة يصومون ولكن ليس لهم اجر عند الله سبحانه وتعالى لانهم ظلموا واعتدوا. فاذا كان هذا شأن الغيبة والنميمة فغيرهما مثلهما او اشد من الكلام المحرم هذا في اللسان والمطلوب من الصائم ان يشغل لسانه بذكر الله وبتلاوة القرآن وبالكلام الطيب حتى يحافظ على صيامه ويسلم من لسانه فان افة اللسان اعظم الافات وقد قال صلى الله عليه وسلم وهل يكب الناس في النار على وجوههم او قال على مناخرهم الا حصائد السنتهم الانسان يتهاون بالكلام ولا يحسب له حسابا ولكنه هو اخطر شيء عليه اللسان هذا مثل السيف بين الحنكين هذا اللسان الذي في فمك هذا اخطر من السيف يحصد حسناتك ويأكل اعمالك ويوردك النار يوم القيامة لسانك فاحفظ لسانك في حالة الافطار وفي حالة الصيام احتفظ من لسانك اشد التحفظ فقد قال الله تعالى ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد ما يلفظ من قول سواء كان قولا طيبا وذكرا لله عز وجل فهذا يكتب لك يكتبه ملك الحسنات الذي عن اليمين عن اليمين وعن الشمال قعيد واحد عن يمينك يكتب الحسنات والاخر عن عن يسارك يكتب السيئات فاذا تكلمت بكلام طيب وذكر لله عز وجل كتبه ملك في الحسنات الذي عن يمينك واذا تكلمت بالكلام المحرم والغيبة والنميمة والسباب والشتم والكذب. كتبه ملك السيئات الذي يكتب السيئات ويدون عليك هذا كلامك ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد احفظ لسانك وتحفظ منه ثم ايضا النظر بعض الناس يتساهل في النظر وينظر الى ما حرم الله. والنظر سهم من مسموم. سهم مسموم من ابليس سهم يعني قذيفة السهم معناه الذي يقذف به يرمى به العدو فنظرك سهم يعني قذيفة تقذفها وترسلها. من تصيب هذه القذيفة؟ تصيب قلبك تصيب قلبك انت المصاب وانت الذي ترمي هذا السهم الى قلبك وفؤادك سهم مسموم من سهام ابليس ينفذ الى قلبك اذا ارسلته الى ما حرم الله واذا غضبته سلمت من شره قال تعالى قل للمؤمنين يغضوا من ابصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك ازكى لهم ان الله خبير بما يصنعون. وقل للمؤمنات يغضضن من ابصارهن ويحفظن فروجهن غض البصر لا تطلق بصرك في الى ما حرم الله سواء كنت صائما او مفطرا غض بصرك عما حرم الله عليك لا تنظر الى الفتن المفاتن والى النساء والى الصور والى الصور الفاتنة ولا تنظر الى الشاشات القبيحة التي تعرض الفجور وتعرض السفور وتعرظ العهر وتعرظ الشر تأتي به من كل مكان وانت تنظر اليه تتساهل في هذا الامر تقول انا بقضي وقتي انا اوسع صدري. والله ما وسعت صدرك وانما ضيقت على نفسك واهلكت نفسك وهذه المناظر التي تراها هذه في قلبك تصيب قلبك وحتى يمرض وحتى يموت من مشاهدتها اه غض بصرك عن ما حرم الله عز وجل ولا يظن بعظ الناس ان ان هذا محرم في النهار فقط ما دام صائما وفي الليل ما يخالف يسهر عليه انت تفسد في الليل ما ما عملته في النهار انت تحصد في الليل ما زرعته في النهار فغض بصرك في الليل والنهار عن هذه المناظر القبيحة. نحن في زمان فتن وفي زمان شرور. حدثت فتن ما كانت معروفة عند السابقين والاولين حدثت شرور ما كانت معلومة وكل ما تأخر الزمان وقرب قيام الساعة جاءت فتن عظيمة فعلينا ان نتقي الله سبحانه وتعالى علينا ان ان نخلي بيوتنا من هذه الالات المدمرة وان نخلي سطوحنا من هذه آآ الفضائيات وهذه الدشوش القبيحة التي تصب الشر والعهر والفجور في بيوتنا نسهر عليها نحن واطفالنا ونساؤنا الا من رحم الله عز وجل. اين الصيام؟ اين طاعة الله؟ اين اين ذكر الله سبحانه وتعالى؟ انت مؤمن. هل تصبح مثل الكفار الذين غرتهم الحياة الدنيا وفرحوا بها وعرظوا عن الاخرة هم الذين يزرعون هذه الاشيا وانت الذي تأكلها وترعاها. يزرعون لك ويبذرون لك وانت تاكل هم كفار وانت تنتسب الى الاسلام. فكيف تضيع دينك وتتبع هؤلاء وتجلب هذا الشر الى بيتك والى اهلك والى فليتق المسلم ربه عز وجل كذلك الاستماع الى الحرام الاستماع الى المعازف والمغنيات والمطربات والمطربين وصوت فلان وصوت فلانة والاغنية الفلانية بناتنا بنات المسلمين يكلمن الاذاعة ويطلبن اغنية فلان وفلانة وتهديها الى اقاربها بئس الهدية تهديها الى اقاربها اغنية فلان واغنية فلان بل بل قد تهديها الى امواتها هذا من غرور الشيطان ومن فتن الشيطان ولا حول ولا قوة الا بالله. فعلينا ان نتقي الله عز وجل وان نحافظ على ديننا عموما وعلى صيامنا خاصة وعلى شهرنا بالاخص نسأل الله ان يوفق الجميع لما يحبه ويرضى وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين النبي صلى الله عليه وسلم له شمائل وخصائص وصفات عظيمة لا يشاركه فيها غيره لان الله اصطفاه واختاره برسالته وهداية خلقه فجبله على خير الخصال وطيب الصفات فكان في كل مجال من الخير لا يسبق عليه الصلاة والسلام لا في صلاة الليل ولا في صيام النهار ولا في الدعوة الى الله والامر بالمعروف والنهي عن المنكر ونشر الخير ولا في الجهاد في سبيل الله عز وجل ولا في الانفاق في سبيل الله كان في كل مجال من مجالات الخير لا يسبقه احد عليه الصلاة والسلام ومن ذلك انه كان ينفق الاموال في سبيل الله عز وجل فانه صلى الله عليه وسلم كانت تأتيه الاموال الكثيرة من الجهاد والمغانم والموارد التي فتحها الله عليه وكان لا يدخر منها شيئا لنفسه بل كان يجوع صلى الله عليه وسلم. وكان يستدين الطعام يشتريه بثمن مؤجل يستدين لاهله ولبيته واما الاموال التي تأتيه مما لله عز وجل فانه كان ينفقها في سبيل الله لا يدخر منها شيئا. وكان يعيش عيشة الفقراء ويبذل البذل الذي لا يستطيعه ملوك الدنيا فكان صلى الله عليه وسلم ينفق المال الجهاد في سبيل الله يجهز يجهز الغزاة ويعد العدة بالسلاح وغيره للمجاهدين ويشتري الدواب والخيل والابل للغزو في سبيل الله عز وجل وكان ينفق على المحتاجين والفقراء والمساكين والظيوف الذين ينزلون به وكان يعطي الكفار الذين يرجو اسلامهم يتألفهم على الاسلام فيعطيهم حتى يهديهم الله ويدخلون في الاسلام عن رغبة ومحبة كان يتألفهم صلى الله عليه وسلم بالمال. كانوا يكرهونه ويبغضونه ويبغضون دعوتهم فكان يعطيهم من مال الله ويعطيهم حتى يحبوه ويحبوا دعوته. ويعلموا انه رسول الله. وانه ما جاد المال الا انه رسول الله. ما اخذ شيئا لنفسه مع انه تأتيه الاموال العظيمة ولكنه كان ينفقها ولا يبقى عنده منها شيء حتى انه مرة صلى بالناس فلما سلم قام مستعجلا حتى استغرب الصحابة رضي الله عنهم عجلتهم ما كان من عادته اه قام مستعجلا الى بيته فلما سئل اخبرهم انه كان فيه شيء من المال كان عنده شيء من المال ولم يخرجه. فبادر صلى الله عليه وسلم الى اخراجه وانفاقه. وان الى مستحقيه ما كان يبيت عنده شيء من المال في بيته او او يخسن شيئا من المال. بل بل الاموال التي تأتيه من من الجهاد ومن الموارد الشرعية كان ينفقها في سبيل الله عز وجل. ويعيش هو واهله عيشة الفقراء. حتى انه يأتي عليه الشهر والشهران لا توقد في بيته نار كما قالت عائشة رضي الله عنها بل كانوا يتعيشون بالماء والتمر الاسودين الماء والتمر. سيعيش في نفسه واهله عيشة الفقراء ويستدين عليه الصلاة والسلام بالثمن المؤجل ويرهن الرهن في الدين الذي عليه. ويأتيه الناس يطالبونه منهم من يشتد عليه بالطلب ويتكلم فيقابله صلى الله عليه وسلم بالكلام الطيب ويعطيه الزيادة على حقه ويقول خيركم احسنكم قضاء ويقول ان لصاحب الحق مقالا وكان ما يأتيه من الاموال لا يستقر عنده ويعتبره ليس مالا له وانما هو مال لله والله امره وهو قاسم عليه الصلاة والسلام الله هو المعطي والرسول صلى الله عليه وسلم هو القاسم يقسم بين الناس فكان يعطي ضعيف الايمان حتى يقوى ايمانه. ويعطي الكافر الذي يرجى اسلامه حتى يسلم فكان يعطي الكافر وهو يبغضه اشد البغض كما يمسي حتى يكون احب اليه من كل شيء. وكان يعطي الكافر الذي يكره الاسلام فما يمسي حتى يكون الاسلام احب اليه من الدنيا وما فيها. وكان يعطي الكفار الذين يخشى شرهم على المسلمين يدفع شرهم عن المسلمين بذلك وهكذا كان صلى الله عليه وسلم كان اجود الناس وكان يتضاعف جوده في رمضان اكثر من غيره. حتى يكون صلى الله عليه وسلم في رمظان اجود من الريح المرسلة. فينبغي للمسلم ان يقتدي به صلى الله عليه وسلم. وان يستخدم هذا المال الذي اعطاه الله اياه يستخدمه في الخير تستخدمه في الانفاق في سبيل الله في اعطاء المحتاجين وسد عوز المعوزين وقضاء الدين عن المدينين المعسرين وان يعطي من يقوى بعطيته ايمانه ويتألف من يرجى اسلامه ينفق ماله في الدعوة الى الله عز وجل ومساعدة الدعاة الذين يدعون الى الله على بصيرة ويدعون الى الله بالحكمة والموعظة الحسنة يمدهم بالمال وهناك الان جمعيات خيرية اذا تحقق الانسان من من حقيقتها وصدق القائمين عليها. فانه يعطيها من المال. لا من الزكاة. زكاة هذه تصرف في صارف التي ذكرها الله في القرآن الثمانية. لكن يعطيهم من التبرع من التبرعات والصدقات التطوعية يعطي هذه المراكز وهذه الجمعيات الخيرية الموثوقة ويبني المشاريع الخيرية كالمساجد والمدارس والاربطة لطلاب العلم يشتري الكتب المفيدة ويوزع على طلبة العلم وفي البلاد التي تحتاج اليها فالمال انما اعطاك الله اياه لتستخدمه وتنفقه فيما ينفعك. في المستقبل وينفع في الاخرة. ليس لك من ما لك الا ما قدمت. واما ما تركته فهو لغيرك. فقدم لنفسك من هذا المال الذي اعطاك الله في وجوه الخير ووجوه البر والاحسان. ما تجده عند الله وما تقدموا لانفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا واعظم اجر. والله جل وعلا يضاعف القليل يجعله كثيرا. مثل الذين ينفقون اموالهم في سبيل الله كمثل حبة انبتت سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة. والله يضاعف لمن يشاء. والله واسع عليم. الذين فينفقون اموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما انفقوا منا ولا اذى لهم اجرهم عند ربهم ولا خوف ولا هم يحزنون قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها اذى. والله غني حليم. فالله جل وعلا يقول من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له اضعافا كثيرة والله يقبض ويبسط واليه ترجعون الله يقترض منك مع انه هو الغني سبحانه هو الذي اعطاك ومعنى القرظ انك تقدم شيء من المال فيرجع اليك بدله تدفع شيء من المال رجاء الثواب والاجر فيرجع اليك بدله. الله جل وعلا يأخذ منك ليرد عليك اضعافا مضاعفة. اضعافا كثيرة لا يعلمها الا الله سبحانه وتعالى والقرض معناه القطع يعني تقطع شيء من مالك لله عز وجل فيرجع اليك عند الله مضاعفا اضعافا لا يعلمها الا هو سبحانه وتعالى المتاجرة مع الله رابحة بلا شك المتاجرة مع الله رابحة اظعافا كثيرة لا يعلمها الا الله عز عز وجل. اما المتاجرة في امور الدنيا فانها تحت الخطر. قد يخسر الانسان وقد يربح وقد يظيع ماله ولا قاله شيء اما المتاجرة مع الله فهي مظمونة. لكن بشرط ان تصلح نيتك. وقصدك ان تظع الصدقات في مواظعها طلبا للاجر والثواب بنية صادقة وثق بان الله لا يضيع لديه شيء لكن الشأن في الانسان ونيته وقصده نسأل الله عز وجل ان يوفق الجميع لما يحب ويرضى وصلى الله وسلم على نبينا محمد. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين. ايها الاخوة علينا ان نتذكر سرعة مرور الليالي والايام ونعلم ان ذلك من اعمارنا فكل يوم يمضي فانه يحسب من اعمارنا بالامس دخل علينا شهر رمظان واليوم يمضي العشر الاول منه وينتهي فماذا اودعنا فيه لماذا مضت هذه العشر؟ علينا ان نتفكر في ذلك. ونحاسب انفسنا. فان كنا قد استفدنا من هذه العشر التي مضت وحفظناها بالصيام والقيام والاعمال الصالحة. فعلينا ان نكمل ما بقي من هذا الشهر حتى نستوفي اجره من الله سبحانه وتعالى. اما اذا كنا قصرنا في هذه العشر التي مضت فعلينا ان نستغفر الله وان نتوب اليه وان نندم على ما فات من تقصيرنا فان هذه الايام التي مضت ستكون شاهدة علينا يوم القيامة ستكون شاهدة علينا يوم القيامة وهذه الايام التي مضت ستعرض علينا يوم القيامة ونرى ما اودعنا فيها من خير او شر من تظييع او من حفظ كسائر ايامنا على هذه الحياة لكن ايام الفضائل لها مكانتها ولها ميزتها والا في الحقيقة ان كل ايام المسلم ان كل ايامه من رمضان وغيره غنيمة له اذا هو استفاد منها او خسارة عليه اذا هو ضيعها قال الله سبحانه وتعالى بسم الله الرحمن الرحيم والعصر ان الانسان لفي خسر الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر اقسم سبحانه وتعالى وحلف سبحانه بالعصر الذي هو الزمان والوقت وهو سبحانه يقسم بما شاء من خلقه واما المخلوق فلا يجوز له ان يقسم الا بالله والله جل وعلا اقسم بالعصر لاهميته. لان الله لا يقسم بشيء الا له اهمية. ولا يحلف بشيء الا من اجل ان يتنبه الناس لاهمية هذا الشيء الذي اقسم به فاقسم بالعصر وهو الزمان لاهمية الزمان واهمية العمر واهمية الساعات والاوقات والايام. فانها مهمة جدا لمن وفقه الله عز وجل اما من ضيعها فانها تكون خسارة عليه كثير من الناس يمل من من طول الوقت ويقول نقتل الوقت يضحكون ويمرحون ويسرحون يقولون لاجل نقطع الوقت ولاجل ان نقتل الوقت وقت الفراغ ولا يدرون ان هذا الوقت انه هو رأس مالهم وهو غنيمتهم من هذه الحياة لكنهم يقتلونه كانه عدو لهم. اما اهل الايمان فانهم يعتبرون هذا الوقت غنيمة لهم فيعمرونه بالطاعة والاعمال الصالحة ويستغلونه قبل فواته ان الانسان جميع الانسان لم يستثني احدا لفي خسر يعني في خسارة. الا من اتصف باربع صفات. الصفة الاولى الذين امنوا الذين امنوا الصفة الثانية عملوا الصالحات الصفة الثالثة تواصوا بالحق. الصفة الرابعة تواصوا بالصبر. الذين امنوا امنوا بالله عز وجل الايمان الصحيح ثم اتبع الايمان بالعمل الصالح اما ايمان بدون عمل فانه لا ينفع صاحبه فلا بد من الايمان والعمل والعمل داخل في الايمان. ولكنه عطفه عليه من باب الاهتمام. به من عطف الشيء على نفسه اهتماما به. الا الذين امنوا وعملوا الصالحات اي الاعمال الصالحات وتواصوا بالحق امر بعضهم بعضا بالحق ودعا بعضهم بعضا الى الحق فهذا يشمل الدعوة الى الله ويشمل الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ويشمل تعليم العلم النافع ونشر العلم النافع هذا كله من التواصي بالحق. فالمسلمون يتواصون يوصي بعظهم بعظا بالحق الذي هو الخير الذي هو الصلاح الذي هو الاستقامة الذي هو العمل الصالح يتواصون به في ان اهم شيء عليهم هو الحق وما عدا الحق فهو باطل فماذا بعد الحق الا الظلال فانى تصرفون كما كان مخالفا للحق فهو باطل من جميع الامور. فالمؤمنون لمحبة بعضهم في بعض وشفقة بعضهم على بعض ما يكتفون بصلاحهم هم لانفسهم ما يكتفون انه يقول انا ما علي الا من نفسي. ولا علي الا من عملي ولا علي من الناس هذه ليست صفة اهل الايمان. اهل الايمان يحبون لاخوانهم ما يحبون لانفسهم كما قال صلى الله عليه وسلم لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما ايحب لنفسه فكما انه يحب الخير لنفسه ويحب العمل الصالح ويعمل الاعمال الصالحة فانه يدعو اخوانه ويرغبهم ويدعوهم الى الله ويأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر لانه لهم من الخير ما يريده لنفسه. ولا يقول هؤلاء كل على نفسه ولا عليه منهم تواصوا بالحق وتواصوا بالصبر لان الذي يوصي بالحق ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويدعو الى الله وينشر الخير يحتاج الى صبر اذا لم يكن معه صبر فانه لا يستطيع ان يقوم بهذا العمل يصبر على اذى الناس ويصبر على ما يلقاه في عمله معهم من المشقة ومن عدم استجابتهم له. او من تنقصهم له. او من مسبتهم له يصبر على هذا وهذا في سبيل الله عز وجل تواصوا بالصبر كما قال لقمان لابنه وواعظه يا هيا اقم الصلاة وامر بالمعروف وانهى عن المنكر واصبر على ما اصابك. ان ذلك من عزم الامور فالمؤمن يحتاج الى صبر والصبر من الدين بمنزلة الرأس من الجسد. فمن ليس عنده صبر ليس له دين ما يبقى الدين ويستمر الا مع الصبر عليه والصبر على المشقات والصبر على الابتلاء. والامتحان حتى يلقى الله سبحانه وتعالى صبر مع نفسه بالزامها بالعمل الصالح. وصبر مع الناس. في امرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر وتعليمهم وارشاد وصبر على ما يناله من الالم صبر على ما يناله من الالم والمشقة في سبيل العمل وفي سبيل الدعوة. فهذه اربع صفات من اتصف بها سلم من هذه الخسارة من فاتته هذه الصفات او بعضها فانه واقع في هذه الخسارة. ان الانسان لفي خسر. الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر. فكل منا يعرض نفسه على هذه الصفات في هذه السورة العظيمة هل هو متصف بها ومحقق لها او مقصر فيها؟ فيتدارك يتدارك امره قبل الفوات. وفق الله الجميع لما يحب ويرظى وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين