بسم الله الرحمن الرحيم. المكتبة الصوتية لمحاضرات الدكتور صالح بن فوزان الفوزان مجالس شهر رمضان الرابع بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين. لا شك ان تلاوة القرآن العظيم من افضل الاعمال. لانه كلام الله سبحانه وتعالى. فهو اشرف الكلام اعظم الكلام ولاننا ولاننا مأمورون باتباعه والعمل به ولابد من تلاوته لانه لا يمكن العمل به الا بتعلمه وتعليمه وتلاوته وتدبره ومعرفة معانيه لاننا مأمورون بان نعمل بما فيه. فنعمل باوامره. ونجتنب ما نهى عنه فلا بد من معرفته تماما. وذلك بتعلمه وتعليمه وتلاوته. وتدبره المهم انه لا يكون يمضي عليه شهر ولم يقرأ كتاب الله عز وجل. ليكون مرتبطا به تمام الارتباط ولا يكون معرضا عنه لا يتلوه الاعراض قد يكون اعراضا كليا كاعراظ الكافر والمنافق وتفسيره فهو الكتاب المنزل علينا لهدايتنا ودلالتنا على سبيل النجاة وتحذيرنا من سبيل الهلاك. فنتقرب الى الله سبحانه وتعالى بتلاوته قال سبحانه ان الذين يتلون كتاب الله واقاموا الصلاة وانفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور ليوفيهم اجورهم. ويزيدهم من فضله. انه غفور شكور. ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا. الكتاب هو القرآن. والذين اصطفينا اي اخترنا وهم هذه الامة فالله جل وعلا اختار هذه الامة المحمدية وانزل عليها اشرف كتاب انزله على رسول وتعليمه اجر كما قال صلى الله عليه وسلم خيركم من تعلم القرآن وعلمه. وفي تلاوته اجور مضاعفة كما قال صلى الله عليه وسلم من قرأ حرفا من كتاب الله فله حسنة والحسنة بعشر امثالها لا اقول الف لام ميم حرف ولكن الف حرف ولام حرف وميم حرف لكل حرف حسنة وفي كل وفي كل حسنة عشر امثالها مضاعفة وهذا فضل عظيم والله يسر القرآن للتلاوة والعمل كما قال تعالى ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر يحفظه الصغير والكبير ويحفظه العامي والعالم لان الله يسره سبحانه وتعالى يسره للذكر سهل حفظه سهل تلاوته وسهل العمل به لمن اقبل عليه. فهو الصراط المستقيم الطريق الموصل الى الله سبحانه وتعالى. ولا شك ان سنة الرسول صلى الله عليه وسلم والاحاديث الصحيحة انها مفسرة للقرآن. ومبينة للقرآن وموظحة. للقرآن فهي وحي من الله سبحانه وتعالى. كما ان القرآن وحي من الله لكن القرآن متعبد بلفظ وتلاوته واما الحديث فانه وحي من الله ولكن لم يتعبد بتلاوته وانما امر بتعلمه والعمل به ولا يشرع إنك تردد الحديث وتقرأه ولذلك لا يقرأ في الصلاة وانما يقرأ كلام الله سبحانه وتعالى لأنه هو تعبد بتلاوته وقراءته فيجب على المسلم ان يعتني بكتاب الله ولا يغفل عنه لا سيما في هذا الشهر المبارك الذي انزله الله فيه كما قال تعالى شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان. قال تعالى انا انزلناه في ليلة القدر انا انزلناه في ليلة مباركة. وذلك في شهر رمضان فلتلاوة القرآن في شهر رمضان مزيد فضل وخاصية ولهذا كان صلى الله عليه وسلم يكثر من تلاوة القرآن في كل وقت وفي شهر رمضان خاصة. كان السلف يقبلون على تلاوة قرآن في هذا الشهر اكثر من غيره. ويتفرغون لذلك. فينبغي للمسلم ان يعتني بكتاب الله عز وجل ولا يعرظ عنه ولا يبتعد عن تلاوته في كل السنة ولكن في شهر رمظان يكون الاهتمام اكثر لان لان الاجر اعظم ولان القلب يتفرغ بالصوم والقيام بالليل تفرغ القلب لاستقبال القرآن اكثر من غيره. فيكثر المسلم من تلاوة القرآن سواء كان يقرأه عن ظهر قلب او كان يقرأه من المصحف. وسواء كان يجيد قراءته او كان يتتعتع فيه ويشق عليه فليصبر. قال صلى الله عليه وسلم الماهر بالقرآن السفرة الكرام البررة. والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه. وهو عليه شاق له اجران اجر التلاوة واجر المشقة. فالمسلم لا يترك تلاوة القرآن ويكثر من ذلك وسواء كان يقرأ القرآن كله او يقرأ بعضه او يحفظ سورا منه فليردد ما يحفظ ويكرره لانه قرآن سواء كان يقرأ من المصحف بعض القرآن او يحفظه ولو بان قصار السور. فانه يردد حفظه ويردد ما يحفظه من السور الاجزاء حتى يحصل على هذا الاجر. فان الاجر يحصل بتلاوة القرآن كله ويحصل بتلاوة لبعض القرآن بحسب استطاعة المسلم. فلو جلس المسلم في المسجد ويكرر السور التي يحفظها. فانه يحصل على الاجر والثواب من الله سبحانه وتعالى. واذا قرأه كله وكرره فذلك اعظم اجرا. واكثر ثوابا انما المسلم لا يبتعد عن القرآن. ان يكون له نصيب منه تلاوة القرآن يوميا على طول السنة يرتبط بكتاب الله ويكون له حزب يقرأه يوميا ولو كان قليلا ولو لم يختمه في الشهر الا مرة فاذا ختمه اكثر من من مرة في الشهر فهذا افضل. فلو حزبه ثلاثين حزبا كل يوم يقرأ جزء هذا فيه خير كثير ولو حزبه ثلاثة اثلاث يقرأ في كل يوم عشرة اجزاء وهذا خير كثير ولو حزبه عشرة كل يوم يقرأ ثلاثة اجزاء فكان ذلك خير كثير وهذا والعياذ بالله متوعد باشد وعيد كما قال سبحانه وتعالى والذين كفروا عما انذروا معرظون ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا هذا اعراض الكافر والمنافق وكذلك الاعراض عن التلاوة ولو كان الانسان يؤمن به ويتبعه ولكنه لا يتلوه هذا اعراب نوع من الاعراض. ونوع من الهجر. فلا يبتعد المسلم عن كتاب ربه عز عز وجل بل يكون له ارتباط به ويقرأ منه يوميا. وفي رمظان يجد نشاطه وجده اكثر من غيره. فيكثر من ختم القرآن في هذا الشهر العظيم. ليحصل على هذا الاجر الكبير والثواب العظيم. ولانه اذا اكثر من تلاوة القرآن فان القرآن يؤثر في قلبه خيرا وهداية اية كما قال تعالى ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات ان لهم اجرا كبيرا. فاذا اكثر من تلاوة القرآن حصلت له الهداية. والنور في قلبه والهداية في بصيرته. وكذلك العمل بالقرآن هذا هو المطلوب. العمل بالقرآن هو المطلوب ولكن لا يمكن ان يعمل به الا اذا كان يتلوه ويقرأه. اما اذا كان لا يتلو القرآن ولا يقرأه فانه يظعف العمل به وقد وقد يعدم العمل به كليا كل ما ابتعد الانسان عن القرآن ضعف عمله. وربما يترك العمل نهائيا. والقرآن سيكون حجة علينا يوم القيامة كما قال صلى الله عليه وسلم القرآن حجة لك او عليك. حجة لك ان عملت به عند الله سبحانه الا ويكون شافعا لك يوم القيامة او حجة عليك يوم القيامة اذا اعرضت عنه فهذا القرآن هو حجة الله على خلقه لان لا يقول يوم القيامة ما ما عرفنا ولا درينا ولا جاءنا كتاب ولا جاءنا رسول او اقام الحجة على خلقه من حكمته ان هذا القرآن الان يتلى في المشارق والمغارب بواسطة وسائل الاعلام التي تبثه ويبلغ المشارق والمغارب لان لا يقول العباد يوم القيامة ما جاءنا حجة. قامت الحجة الان على الناس. المؤمن والكافر والمنافق. لان هذا القرآن يبلغ المشارق والمغارب. وقد سخر الله له هذه المحطات وهذه الفظائيات التي تبثه على العالم. وهذا من معجزات هذا الرسول صلى الله عليه وسلم لانه بلغ العالم كما قال تعالى واوحي الي هذا القرآن لانذركم به ومن بلغ فكل من بلغه القرآن قامت عليه الحجة. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين. اما بعد فان الله سبحانه وتعالى ذكر في كتابه المبين ذكر الجنة والنار وكرر ذلك في مواضع من كتابه بينما فيهما بين ما في الجنة من النعيم والسرور. وما فيها من الخلود وما فيها من النعم والمستلذات وبين ما في النار من العذاب والنكال والاغلال والعذاب الاليم والاحراق والحرارة وغير ذلك من انواع صنوف العذاب الذي لا يدخل تحت حصر ولا حول ولا قوة الا بالله وبين الاسباب التي توجب دخول الجنة والاسباب التي توجب دخول النار كل ذلك رحمة بعباده. وتنبيها لهم لانفسهم لاجل ان يبتعدوا عن اعمال اهل النار. وان يأخذوا باعمال اهل الجنة رحمة منه سبحانه وتعالى لحاجتهم الى ذلك وفقرهم الى ذلك فلم يتركهم سبحانه وتعالى بدون بيان. وتوضيح وقام عليهم الحجة. والنار دار الكفار والمشركين والمنافقين هؤلاء مخلدون فيها. من مات على الكفر وعلى الشرك وعلى النفاق الاكبر. فانه مخلدون فيه. وهم الطبقات والعياذ دركات والعياذ بالله دركات كل درك اسفل من الذي فوقه. والمنافقون في الدرك الاسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا لانهم يخادعون الله والذين امنوا يظهرون الايمان ويبطن ويبطنون الكفر ويخادعون ولذلك صار جزاؤهم اشد من جزاء الكفار المجاهرين بكفرهم وشركهم وكذلك يدخل النار من المؤمنين العصاة. قال تعالى ومن يعصي الله ورسوله فان له نار جهنم توعد الزاني بالنار وتوعد شارب الخمر بالنار وتوعد على انواع من الذنوب والكبائر بالنار وتواعد اكل الربا بالنار وان كانوا مؤمنين اذا فعلوا هذه الافعال فانهم متوعدون بالنار ثم هم تحت المشيئة ان شاء الله غفر لهم ولم يدخلهم النار وان شاء الله ادخلهم النار وعذبهم فيها ما شاء الله جل وعلا من المدد ثم يخرجون منها ولا يخلدون فيها. ولكن قد يبقون فيها طويلا حتى يتفحموا فيأكلون فحما من العذاب ثم يخرجون منها ولا يخلد فيها الا اهل الكفر والشرك والنفاق الاكبر. فعلى كل حال هذه النار خطرها عظيم. قال الله سبحانه وتعالى وويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون الذين هم يراؤون. ويمنعون الماعون. توعد على هذه الذنوب الثلاثة الذين الذين هم عن صلاتهم ساهون. وفي الاية الاخرى فخلف من بعدهم خلف اضاعوا الصلاة. واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا. وفي الاية الثالثة ما سلككم في سقر. قالوا لم نك من المصلين. فتوعد على اولي النار. وترك الصلاة من تركها نهائيا وتعمد تركها هذا كافر. يدخل النار مخلدا فيها اذا لم يتب الى الله سبحانه وتعالى. واما من كان يصلي لكنه يخرجها عن وقتها وينام عنها فهذا متوعد بالويل الذين فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون. يعني يؤخرونها على اوقاتها فلا يصلي الفجر الا بعد طلوع الشمس. ولا يصلي الظهر الا اذا دخل وقت العصر ولا يصلي العصر الا بعد غروب الشمس وهكذا هذا يصلي لكنه لا يصلي على الصفة التي امره الله بها. يخرجها عن وقتها فهو توعدوا بهذا الوعيد الشديد بالويل هو الغي والعياذ بالله الذين هم عن صلاتهم ساهون الذين هم يراؤون اللي يرائي بعمله يتظاهر للناس لانه يصلي لله ويتصدق لله وهو في الحقيقة يريد المدح والثناء من الناس يريد الرئة والسمعة هذا وان كان مؤمنا فانه متوعد بالنار لان هذا من النفاق العملي. فهو متوعد بالنار على الرياء الرياء خطير لانه شرك نوع من انواع الشرك وهو شرك خفي. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يعلمه الا الله. لانه في النيات والنيات لا الا الله سبحانه وتعالى. فخطره عظيم وكذلك الثالث الذين يمنعون الماعون وهو العارية اللي ما يعير المحتاجين ما يعير الثوب ولا يعير السيارة ولا يعير الدابة للمحتاج ولا يعير القدر لمن يطبخ به ولا يعير الفأس لمن يحفر به هذا متوعد بالويل. ومن ثم استدل بعض العلماء على وجوب العارية لمن يقدر عليها ان يعير المحتاج لانه متوعد على تركها والجمهور على ان العارية مستحبة وليست واجبة. ولكن هذه الاية تدل على ان الاعارة على ان الاعارة واجبة لكن بشرط ان يكون المعار امينا ينتفع بالعارية ثم يردها الى صاحبها اما الذي يأخذ العارية ويتلفها ولا يبالي فيها فهذا لا يعار وكانت امرأة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم تستعير المتاع وتجحده. لا ترده الى اهله فامر النبي صلى الله عليه وسلم بقطع يدها لانها سارقة تحتال على السرقة باسم العارية. فامر النبي صلى الله عليه وسلم بقطع يدها الذي يستعير اموال الناس ولا يبالي فيها ويضيعها ولا يهتم بها هذا عليه وعيد شديد لانه يأكل اموال الناس بالباطل ومن ثم اذا اشتهر انه لا يهتم بالعارية ولا يردها فانه لا يعار. وليس على من امتنع من اعارته لو انما اللوم على الذي يمنع العارية من انسان محتاج امين. ينتفع بها ويردها الى صاحبها على كل حال هذه النار والعياذ بالله نار لا يعلم خطورتها وشدتها وما فيها الا الله سبحانه وتعالى ولكنه ذكر لنا منها انواعا من العذاب وجعل في هذه الدنيا نماذج مما في النار مما يحس به الانسان من الجوع والعطش والحر الشديد والشوك وغير ذلك والالم والمرض. هذه انواع من عذاب النار والحمى مات وكل هذي من انواع العذاب الذي في النار والروائح الخبيثة والمناظر الكريهة كل ما يكره ويستقبح في هذه الدنيا فانه نموذج مما في النار وكل ما يستطاب ويستلذ فانه نموذج مما في الجنة جعله الله للاعتبار والاتعاظ والتذكر. اسأل الله عز وجل ان يوفقنا واياكم وجميع المسلمين لصالح القول والعمل. صلى الله سلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد على اله واصحابه اجمعين لا شك ان تلاوة القرآن من افضل الاعمال لانها تلاوة كتاب رب العالمين الذي هو كلامه جل جلاله. كلام الله جل وعلا هو افضل الكلام فضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله على خلقه فهو كلامه المنزل على نبيه المرسل عليه الصلاة والسلام. تكلم الله به حقيقة وسمعه منه جبريل عليه السلام وامره الله بانزاله على محمد صلى الله عليه وسلم وامر محمدا صلى الله عليه وسلم بابلاغه الى امته وانه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الامين على قلبك لتكون من المنذرين. بلسان عربي مبين هذا هو القرآن وهذا هو سنده عن محمد رسول الله عن جبريل عن الله عز وجل لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ليس قبله ما يكذبه ولا يأتي بعده ما يكذبه ولا ما يخالفه كما قال سبحانه وتعالى افلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا. وقال سبحانه انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون فهو الذي انزله وهو الذي يحفظه سبحانه وتعالى من التغيير والتبذير فلا يزال ولن يزال هذا القرآن محفوظا بحفظ الله عز وجل لم يغير منه حرف ولم يطرأ عليه اي تغيير وسيحفظه الله جل وعلا الى ان يرفعه اليه في اخر الزمان فانه في اخر الزمان يرفع من المصاحف ومن صدور الرجال فلا يبقى في الارض قرآن وذلك عند قيام الساعة فهو كلام الله انزله هداية للخلق اقامة للحجة على المعاندين وهداية للمؤمنين الذين تقبلوه وامنوا به ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوى وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين قل هو للذين امنوا هدى وشفاء ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين فهو هدى لجميع الناس بمعنى انه بين الحق من الباطل والهدى من الضلال ودعا الى الى الاسلام وهو هدى للمؤمنين خاصة لانهم تقبلوه وامنوا به وعملوا به. فدلهم به على ما يرضيه سبحانه وتعالى فلذلك تستحب تلاوته والاكثار من تلاوته مع التدبر والتفكر في معانيه والتلاوة لها اداب اولا ان يكون الانسان على طهارة من الحدثين الاكبر والاصغر اما الطهارة من الحدث الاكبر فهي واجبة ولا يجوز لمن عليه حدث اكبر ان يقرأ شيئا من القرآن حتى يتطهر واما الطهارة من الحدث الاصغر فهي مستحبة لمن كان يقرأ عن ظهر قلب يستحب له ان يكون متطهرا ويجوز ان يقرأ على غير طهارة. الا اذا كان يقرأ من المصحف. فلا يجوز له ان يمس المصحف وهو على غير طهارة لقوله صلى الله عليه وسلم لا يمس القرآن الا طاهر. ومن اداب التلاوة ان يخلص النية لله عز وجل يقرأ القرآن احتسابا لوجه الله عز وجل وتقربا الى الله يبتغي ثواب الله لا يقرأه رياء ولا سمعة ولا لاجل طمع من مطامع الدنيا فلا يقرؤه الا لوجه الله يريد بذلك ثواب الله عز وجل والتقرب اليه بتلاوة كتابه ومن اداب التلاوة ان يحظر قلبه عند التلاوة فلا يقرأ وهو مشوش الفكر او غائب الذهن يقرأ الحروف فقط من غير حضور قلب فان هذا لا ينتفع بالقرآن لا بد ان يقرأه مع حضور قلبه وحضور فكره واقباله على كتاب الله عز وجل وكذلك من اداب التلاوة ان يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم في بداية التلاوة قال تعالى فاذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم وذلك عند بداية التلاوة فمعنى قوله فاذا قرأت القرآن يعني اذا اردت تلاوته فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم بان تقول اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من اجل ان تسلم من شر الشيطان فلا يحضر عندك. ويصرف قلبك عن القرآن او يغلطك في الفاظ القرآن ويشوش عليك القراءة فاذا استعذت بالله من الشيطان الرجيم في بداية التلاوة بحضور قلب فان فان الله يصرف عنك هذا الشيطان ويمنعه منك تتمكن من تلاوة القرآن على الوجه المطلوب بتدبر واقبال قلب وتأثر بكلام الله عز وجل فان الله جل وعلا يقول لو انزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله فلو ان القلوب حضرت حضورا صحيحا عند تلاوة القرآن لكان لها شأن هو انتفاع لكلام الله عز وجل ولتأثرت وخشعت لله ولصلحت الاعمال واستقامت الاحوال لان هذا القرآن هدى ورحمة وشفاء ونور وروح وذكر لله عز وجل فاذا فاذا حضر القلب عند تلاوته وتأمل فيه فانه يؤثر فيه تأثيرا عجيبا ويكون القرآن هو دليله الى الخير. ويتأثر بالقرآن فيعمل باوامره ويترك نواهيه ويتخلق باخلاقه فلو ان قراء القرآن تأدبوا باداب التلاوة لصار لهذه التلاوة تأثيرا عجيبا عليهم واما اذا قرأوه بالسنتهم فقط ولم يتدبروه ولم يتفكروا فيه او قرؤوه رياء وسمعة او قرؤوه لاجل طلب الدنيا فانهم لا ينتفعون به ولا يؤثر فيهم وقد جاء في الحديث ان قوما في اخر الزمان يقرأون القرآن لا يتجاوز حناجرهم يقيمونه يقيمون حروفه ويجودونه ولكنهم لا يعملون به ولا يتدبرونه فلا يتجاوز حناجرهم انما هو باللسان فقط ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم. ثم على القارئ القرآن ان يتوسط في قراءته بين وبين التمطيط فلا يمططه ويمدده تمديدا زائدا عن الحد كما يفعله بعض المتنطعين ولا يهزه هز الشعر ولا يسرع فيه. وانما يتوسط في تلاوة القرآن حتى يكون له لذة ويكون له حلاوة ويكون خفيفا على القلب وعلى الاسماع هذا هذه جملة من اداب تلاوة القرآن نسأل الله عز وجل ان يجعلنا واياكم من اهل القرآن. الذين يتلونه حق تلاوته. ويؤمنون به ويعملون به وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين