العبد من هذا الحصن الحصين. ومن خرج عن حصن الله احاطت به المخاوف من كل جانب. فتجد العبد يحسب كل صيحة عليه. ان لقي ان لقي اهل النفاق نافق معهم خوفا منهم. وان لقي اهل الكفر الله جل وعلا من كان يريد العزة فلله العزة جميعا. يقول السلف رحمه الله تعالى اي يطلب العزة بطاعة الله فانه لا يجد العزة ابدا الا في طاعة الله. وقد كان من دعاء السلف او يمرضه مرضا مخوفا او يضعف قوته ولابد. حتى ينتهي ضعفه الى الاشياء الثمانية التي استعاذ منها النبي صلى الله عليه وسلم. وفكر في حالك تجد انك واقع فيها اذا كان عندك شيء من في ايضا ما قاله الامام ابن القيم رحمه الله انها تخون العبد احوج ما يكون الى نفسه. انها تخون العبد احوج ما تكون الى احوج ما يكون الى نفسه. قال رحمه الله ان العبد العاصي اذا وقع في شدة او كربة او بلية خانه قلبه ولسانه وجوارحه عما هو انفع شيء له فلا ينجذب قلبه للتوكل على الله. ولا ينجذب قلبه للانابة اليه. ولا الحمية عليه ولا التضرع السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الاولين والاخرين نبينا محمد عليه وعلى اله واصحابه واتباعه افضل الصلاة وازكى التسليم ثم اما بعد محاضرتنا اليوم عنوانها اثار الذنوب والمعاصي على الفرد والمجتمع وعلى الكون باسره وهذا الموضوع قد طرقه اهل العلم رحمهم الله تعالى كثيرا وقد بينوا فيه هذه الاثار العظيمة التي اذا تدبرها عاقل عرف لماذا حرم الله جل وعلا هذه الذنوب والاثام واننا سوف ننطلق ان شاء الله جل وعلا من قاعدة كلها سيفرع عليها ما سيذكر في هذه المحاضرة ان شاء الله هي قاعدة ان الله جل وعلا اذا حرم شيئا فانه لابد ان يكون لارتكابه فانه لابد ان يكون لارتكابه فيه اثر في الكون. كما ان الله جل وعلا اذا شرع شيئا فانه لابد ان يكون لارتكابه وفعله اثرا في الكون فكما ان الطاعات لها اثارها الطيبة الحميدة في الكون فكذلك الذنوب والاثام ايضا لها اثارها القبيحة المذمومة فعلى الفرد في الكون وعلى المجتمع كما قال الله جل وعلا ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون وكلامنا في هذه المحاضرة ليس عن اثار الطاعة وانما عن اثار ضد الطاعة وهي المعصية. وان فارس هذه المحاضرة هو العلامة ابو عبد الله ابن القيم رحمه الله تعالى فان له كتابا اسمه الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي. وقد ذكر رحمه الله تعالى في هذا الكتاب جملا كبيرة تفوق السبعين اثرا من اثار الذنوب والمعاصي وخلاصة هذه المحاضرة او جميع ما سيذكر في هذه المحاضرة اصوله من الامام منقولة منه. لان من باب انا هالعلمية رد العلم الى اهله. فهذه الاثار ليست بالنتاج فكري ولا من انتاج عقلي وانما هي سير على اثار الامام ابن القيم رحمه الله تعالى. وان جميع من تكلم في هذا الموضوع استفادوا من الامام ابن القيم في هذا الكتاب والاثار التي ذكرها الامام رحمه الله تعالى كثيرة جدا ولكن انا اختصرها في جمل مهمة لابد للانسان الناصح لنفسه ان يتعرف ان يتعرف عليها. فاذا القاعدة التي سننطلق منها ان الله اذا حرم شيئا فانه يجعل ارتكابه اثرا في هذا الكون فمن اعظم اثار الذنوب والمعاصي اهلاك الامم. فانك لو تدبرت احوال الامم السالفة من امة نوح الى هذه الامة فانك تجد ان اعظم الاسباب التي ان اول الاسباب التي اغلق الله جل وعلا بسبب هذه الامم انما هي ارتكابهم للذنوب والمعاصي. برهان ذلك قول الله جل وعلا فكلا اخذنا بذنبه فمنهم من ارسلنا عليه حاصبا منهم من اخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الارض ومنهم من اغرقنا وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا وانفسهم يظلمون ويقول الله جل وعلا فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات احلت لهم وبصدهم عن سبيل الله كثيرا واخذهم الربا وقد نهوا عنه واكلهم اموال الناس بالباطل والايات في هذا المعنى كثيرة جدا. فالذي اهلك قوم نوح هو الشرك. وكذلك الله جل وعلا اهلك به قوم قوم قوم هود وقوم صالح وقوم لوط وسائر الامم انما اهلكهم الله جل وعلا بسبب ارتكابهم للذنوب والمعاصي وان اهلاك الامم ينقسم الى قسمين. اهلاك استئصال واهلاك استنزاف. اما اهلاك الاستئصال ان يرسل الله جل وعلا رجسا من العذاب يهلك الامة كلها فلا يبقى لها عين ولا اثر. كما كما فالله جل وعلا امة نوح بالطوفان فلم يبق من امتي نوح الا من امن فقط. وكما اهلك الله جل وعلا امة هود ريح الصرصر العاتية التي تنزعهم وتلقيهم في اطراف الارض كأنهم اعجاز نخل خاوية. فبعد هذه الريح استأصل الله جل وعلا شيء اسمه عاد. وكما اهلك الله جل وعلا امة صالح بالصيحة التي قطعت نياط قلوبهم فلم يبق منهم عين تطرف ولا لسان يتكلم بسبب الذنوب والمعاصي. وكما اهلك الله جل وعلا امة امة لوط اذ ارسل الله جل وعلا عليهم اذ ارسل الله جل وعلا عليهم الملائكة فاجتثت قراهم على اجنحتها ثم ثم قلبتها على رؤوسهم فلم يبق من امة لوط احد. وهكذا سائر الامم الهلاك الذي انزله الله جل وعلا على الامم انما هو هلاك الاستئصال نعوذ بالله من ذلك. ولكن ببركة دعوة نبينا صلى الله عليه وسلم عصم الله امته من من عذاب الاستئصال ولكن يبقى عذاب الاستنزاف. يبتلون في اموالهم ويبتلون في انفسهم ويبتلون بانتصار عدوهم عليهم ويبتلون في اعراضهم ويبتلون بسائر الابتلاءات. ولكن لا يبتلون بابتلاء يستأصل الامة ويجتث اطرافها من من البلاد ابدا. يقول النبي صلى الله عليه وسلم واني دعوت ربي بثلاث فاعطاني اثنتين ومنعني واحدة. دعوت تربي الا يهلك امتي بسنة بعامة فاعطانيها. واهلاك السنة العامة يعني ان ينزل عذاب من السماء يستأصل الامة عن بكرة ابيها فلا لا يبقى الا نبيها ومن امن معه فقط. فاذا السبب الاعظم من الاسباب التي اهلكت بها الامم انما هم الظنوع انما هي الذنوب والمعاصي. ومن اثار الذنوب والمعاصي ايضا حرمان حرمان الرزق كما قاله الامام ابن القيم رحمه الله ولا داعي اني اقول كل شوي كما قاله الامام القيم لان هذه الاسباب ذكرت انها منقولة منه حرمان الرزق فقد يكون الله جل وعلا قد قدر لك رزقا ولكن بسبب هذا الذنب حرمك الله جل وعلا من هذا الرزق. كم من انسان قد قدر الله جل وعلا له في الصحف التي بايدي الملائكة انه يفتح له ابواب التجارات وابواب الخير وابواب مال وابواب العطاء وابواب النعمة والصحة ولكن بسبب كثرة ارتكابه للذنوب والمعاصي تغلق عنه هذه الابواب. ولذلك في مسند الامام احمد رحمه الله تعالى يقول النبي صلى الله عليه وسلم وان العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه. حسنه الالباني رحمه الله. فاذا رأى الانسان ان في رزقه ضيقا وفي عيشه نكدا وضنك وضنكا في عيشه فاذا يجب عليه ان يراجع نفسه وان وان يحاسب نفسه وان يجدد التوبة بين يدي ربه جل وعلا. فلرب ذنب يرتكبه وهو لا يدري عن تؤمن ارتكابه ولا عن اثر ارتكابه هو الذي سبب له انغلاق ابواب الرزق. وما هؤلاء الذين يبحثون عن الوظائف السنوات الطويلة ولا الا اثرا من اثار الذنوب التي يرتكبونها. ولا يزكي العبد نفسه ولا يستصغر العبد الذنب. فلرب ذنب صغير يصر عليه العبد سببا والعياذ بالله في اغلاق ابواب الرزق على هذا العبد. ولا يلزم من ان يكون ولا يلزم من ذلك ان يكون كل فقير في هذا به الدنيا وكل من اغلق عليه باب رزقه في هذه الدنيا يكون من اصحاب الذنوب والمعاصي. لا ما يلزم من هذا. لان الله جل وعلا يبتلي على قسمين ابتداء ويبتلي جزاء ومقابلة. فالنبي صلى الله عليه وسلم انتم تعرفون انه عاش عيشة المساكين فكان يبيت صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم طاويا بطنه من الجوع ويمر عليه الهلال والهلال والهلال يعني الشهران ولا يوقد في بيته نار. فليس كل فقير او كل من اغلق في وجه ابواب الرزق يكون قد جنى شيئا اغلق الله بسببه ابواب الرزق. لا ولكن على العبد الناصح لنفسه ان يراجع نفسه وان يتذكر ما جنته يداه لعل الله جل وعلا يغفر له ويتوب عليه ويفتح معه صفحة جديدة ويفتح له ابواب الرزق. وما خسارة التجارات وانتكاس الاسهم وخسارة الاموال الاقتصادية الا بسبب الذنوب والمعاصي. وانتم تقرأون الاخبار ان امريكا الان على شفا جرف هار من ان تسقط اقتصاديا واجتماعيا لكثرة ديونها وكثرة الخسارات في شركاتها وتراجع اسهمها انما ذلك بسبب الذنوب والمعاصي. وما انتكاسة الاسهم التي اودت بكثير من اموال المسلمين الا بسبب الذنوب والمعاصي. يقول الله يقول الله جل وعلا يمحق الله الربا ويربي الصدقات. فاصحاب الربا اموالهم وان كثرت وان زادت وعظمت الا انها ممحوقة البركة. وانتم تعرفون ان القاعدة العلماء ان المال باعتبار بركته لا باعتبار عدده فرب مال يسير اذا بارك الله جل وعلا فيه يغني العبد اياما واشهرا وسنوات طويلة ما لا يغنيه الملايين المملينة في شهر واحد من اصحاب الربا. فاذا بركة المال ليست في عدده وانما بركة المال في ان يكون قد دخل من وجه وان يعرف العبد حق الله جل وعلا فيه. فاذا هذا سبب عظيم من اسباب الذنوب والمعاصي واثر وبئر قبيح من اثارها وهو حرمان الرزق حرمان الرزق ومن اثار الذنوب والمعاصي والعياذ بالله ايضا حرمان العلم. حرمان العلم ونسيان العلم. فكم وهذا وهذا يخص العلماء وطلبة العلم. فكم من انسان يحاول ان يحفظ ولا يستطيع؟ يحاول ان يستذكر ولا يستطيع. يقرأ الكتب الكثيرة ويجرد المطولات العظيمة ولكن لا يستجمع في قلبه ولا خلده شيئا من العلم ابدا. وانما علمه كأنه حروف على شط موج او كلمات على سف رمل. لا يبقى منها شيء ابدا. بسبب الذنوب والمعاصي التي يرتكبها العالم او طالب العلم وليس ثمة احد معصوم. فعلى العبد ان يتقي الله جل وعلا. يقول الامام ابن القيم رحمه الله وقد كان الشافعي يجلس عند وكيع يطلب العلم بين يديه. واعجب الامام وكيع بشدة حفظ الامام الشافعي ووقود فكره وذكائه وتوقد حافظته. فقال له الامام رحمه الله تعالى يا محمد يقصد الشافعي اني ارى الله جل وعلا قد قذف في قلبك نور العلم فاياك ان تطفئه بظلمة المعصية وقد عقد الامام الشافعي رحمه الله تعالى ابياتا جميلة كلنا نحفظها وهي الابيات التي تقول شكوت الى وكيع سوء حفظي من كان في قلبه بصيص من النور وما لجرح بميت ايلام. يقول الامام ابن القيم رحمه الله ولو اجتمعت له اي هذا العاصي ولو اجتمعت له لذات الدنيا باسرها لم تفي بتلك الوحشة. وهذا امر لا يحس به الا من في قلبه حياة. فلو لم يكن في ترك الذنوب الا الحذر من الوقوع في تلك الوحشة لكان العاقل حريا بتركها. وشكى رجل الى بعض العارفين وحشة يجدها في نفسه. فقال له اذا اذا كانت الذنوب قد اوحشتك. فدعها اذا شئت واستأنس بطاعة الله جل وعلا. فاذا ابدا لا تذهب هذه من القلب الا بالتوبة والرجوع وكثرة الاستغفار واللجأ الى الله واللجأ الى الله جل وعلا. ولذلك نجد ان بعض الناس لا يحب سماع اخبار الصالحين. ولا يحب مجالسة الصالحين. ولا يحب الانتفاع من العلم ولا يحب قراءة الكتب. واذا وجه مؤشر الراديو وخرج له شيء من الايات او الاحاديث فانه يقلبها الى الغناء مباشرة. يستوحش من سماع القرآن ويستوحش من سماع الذكر. ويستوعب ويستوحش من حلق العلم. واذا مر عليه احد من اهل العلم او طلاب العلم او المستقيمين على طاعة الله تجد قلبه منقبضا كأن بينه وبين هذا الرجل من العداوات قضاء ما الله به عليم مع انه لا يعرف اسمه ولا يعرفه ولا ولم يتقدم بينه وبينه اي مخاصم لكنها تلك الوحشة التي توجب تلك الجفوة الوحشة هي التي توجب تلك الجفوة. ولذلك هؤلاء الذين يقعون في اعراض العلماء ويقعون في اعراض الصالحين انما في وحشة وظلمة بسبب اقترافهم لهذه الذنوب والمعاصي. وقال بعض السلف الله تعالى اني لاعصي الله جل وعلا فاجد ذلك في وجهي. يعني انه يجد من الضيق اني لاعصي الله فاجد ذلك في صدري. يعني يجد في صدره من الضيق ومن الضنك ومن الوحشة ومن الظلمة ما لا قوموا لذات الدنيا باسرها في في في كشفها وقلعها. فاذا اراد العبد ان يستنير قلبه فما له الا ان يتوب ويكثر الاستغفار ويرجع الى الطاعة. هذه الوحشة هي التي يصرح بها هؤلاء الكفار اذا اسلموا. يقول الواحد منهم انني قد استمتعت تع الدنيا كلها. شربت الخمر وزنيت وفعلت وفعلت ولكن لا يزال قلبي منقبضا. ولا يزال قلبي مستوحشا وسبب ذلك هي ظلمة الكفر وظلمة الذنوب والمعاصي. وان من الخطأ العظيم ان يعالج ان يغسل البول بالبول اكرمكم الله او يغسل الدم المسفوح بالدم المسفوح. فان من الناس من اذا ظاق صدره بسبب معصية ضيقت صدره وضيقت جوانب روحه وقطعت جوانب جوانح نفسه فانه يذهب الى معصية اخرى يطلب منها انشراح الصدر وراحة البال. فيعالج المعصية بانتقاله الى معصية اخرى. فاذا مل من معصية التلفاز ذهب الى معصية الاستراحات من من المحتضرين من اصابهم ذلك حتى قيل لبعضهم قل لا اله الا الله. فقال كلمات تدل على ان الله جل وعلا حرمه من هذا التوفيق العظيم. حرمه من هذا التوفيق العظيم. ولذلك الغيبة والنميمة. واذا مل من هذه المعصية ذهب الى معصية المواقع العنكبوتية الجنسية الفاسدة الكاسدة التي لا تعرظ الا كل رذيلة. واذا مل قلبه من هذه المعصية ذهب الى معصية اخرى وهكذا. طفشان دايم طفشان دايم ضايق صدره. ينتقل من معصية الى معصية ولا يدري ان تلك الوحشة والله لا يجتثها من قلبه الا ذكر الله. والا طاعة الله الا كثرة الاستغفار والاقبال الى الله جل وعلا والعودة في قوافل التائبين الى الله جل وعلا. لكنك لكن اكثر لا يعقلون واكثرهم لا يعلمون. هذه وحشة نفسية داخلية يجدها العبد بينه وبين الله ومن اثار الذنوب والمعاصي العظيمة ايضا. تلك الوحشة العظيمة التي تحصل بين العاصي وبين الناس. بين اقرب الاقربين اليه. يقول بعض السلف رحمهم الله رحمه الله تعالى اني لاعصي الله فاجد ذلك في خلق دابتي وزوجتي. في خلق دابتي وزوجتي فاذا رأيت الاقربين قد تنكروا لك وقد ابغضوك وابغضوا ذكرك وسماع اخبارك. وحصلت بينك وبينهم جفوة فلا تستأنسوا بمجالستهم ولا ترتاح لسماع اخبارهم. وتحب الانطواء وتحب العزلة عن المجتمع فاعلم ان ذلك بالذنوب والمعاصي. اكثر ما يعانيه الناس من هذه الوحدة انه لا يرتاح الا اذا كان وحيدا ولا يرتاح الا اذا اطفأ الانوار ولا يرتاح الا اذا كان في سيارته او يمشي في طريق مظلم لوحده هذه هي الوحشة من الناس. لا يستأنس باجتماع بالاجتماع مع الناس ولا في محادثة الناس وانما لا يستأنس الا اذا كان وحده. انما ظلمة المعصية ووحشة المعصية التي يرتكبها هي التي اوجبت له الناس وهجر مجالسهم. وان الخطر كل الخطر في ذلك. ان الانسان اذا ابعد عن مجالس الصالحين وابعد عن الست الناس؟ فانه سوف يكون فريسة سهلة لي الشياطين والابالسة. وان الشيطان من الواحد اقرب منه من الاثنين والثلاثة ومن اثار الذنوب والمعاصي ايضا تعسير امور العبد فلا يذهب الى باب يطلب خرج فيه الا ويجده محكم الاغلاق. لا تتيسر عليه اموره مطلقا. يذهب الى باب الوظائف فيجدها مغلقة يطرق ابواب التجارات فيجدها مغلقة. يطرق ابواب الناس فيجدها مغلقة. يقع في يقع في الكروب والهموم ويطرق ابواب التجار والمحسنين فيجدها مغلقة. واعظم من ذلك انه يطرق باب الله بكثرة الدعاء فيجده مغلقا والعياذ بالله. وسبب ذلك كماذا؟ انما هي الذنوب انما هي الذنوب انما هي الذنوب والمعاصي. وهذا كما ان العبد اذا اتقى الله جعل له من امره يسرى فكذلك اذا عصى العبد ربه جعل الله له من امره ضيقا ضيقا وضنكا. يحسه العبد من نفسه ولذلك امور الصالحين ولله الحمد والمنة امور الصالحين ظاهرا وباطنا متيسرا. لا يوجهون وجوههم الى شيء الا ويفتح الله لهم الابواب والخيرات ويغدق عليهم بركات السماء ويفتح لهم من خيرات الارض وبركاته. واما اهل الذنوب والمعاصي فلا يطرقون بابا الا ويجدونه مغلقا. فاذا طرقت الابواب فوجدتها مغلقة فاعلم انه لذنب ارتكبته. او لمعصية اقترفتها واصررت عليها فعليك ان تعالج ذلك بماذا؟ بكثرة التوبة والانطراح بين يدي الله جل وعلا. لعل الله جل وعلا ان يغفر لك ويتجاوز عن سيئاتك ومن اثار الذنوب والمعاصي العظيمة ان المعاصي توهن القلب والبدن. يقول الامام ابن القيم رحمه الله تعالى اما وهنها للقلب فامر ظاهر. بل لا توهنه حتى تزيل حياته بالكلية واما وهنها للبدن فان المؤمن قوته في قلبه. وكلما قوي قلب وكلما قوي قلبه قوي بدنه. واما الفاجر فانه وان كان قوي البدن فهو اضعف شيء عند الحاجة الى قوته فتخونه قوته احوج ما يكون الى نفسه. فتأمل يقول الامام القيم فتأمل قوة ابداني فارس والروم. كيف خانتهم احوج ما كانوا اليها وقهرهم اهل الايمان ابدانهم وقلوبهم. وانظر الى غزوة بدر. الله جل وعلا يقول فيها كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة باذن الله لم؟ لان الفئة القليلة قويت بايمانها وعقيدتها الصافية وايمانها الصحيح وطاعتها لربها. فالمؤمن قوته في قلبه واما واما الفئة الكثيرة فانها ضعفت في ظعفت بسبب كفرها وبسبب بعدها عن الله لدينه ولاوليائه. فاذا ليست القضية قضية عضلات ولا قضية تدريب ولا رياضة وانما وانما القوة والضعف بالنسبة للمؤمن انما ترجع الى قوة القلب. ولذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم الا وان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب. ويقول العلماء رحمهم الله تعالى ان القلب والاعضاء جنوده. فاذا قوي الملك قويت الجنود. واذا ظعف الملك ظعفت. واذا ظعف الملك ظعفت الجنود ومن اثار الذنوب والمعاصي العظيمة ايضا. حرمان الطاعة. واستثقالها وعدم توفيق العبد لها. فالانسان قد تمر عليه ايام الصوم الفاضلة ولكن لا يوفق لصيامها. قد تمر عليه بل بل بل بعض الناس والعياذ بالله قد يمر عليه صيام الفرظ. وتجده يفطر من الصباح مع انه ليس بجائع. توه قبل شوي سحب ضارب في الرز لكن سبحان الله حرمه الله جل وعلا من الطاعة. فما ان يصبح ويصلي الفجر ويذهب مع زملائه من ها هنا ها هنا الا ويشربون ويأكلون لا من جوع. ولكن لان الله لم يوفقهم لهذه الطاعة بسبب الذنوب والمعاصي. وكم من انسان اثقلته ذنوبه عن قيام الليل فتمر عليه الايام والشهور والاسابيع والاشهر والسنوات لا يعرف انه قام ليلة واحدة هذا رجل اثقلته ذنوبه عن قيام الليل والعياذ بالله. هذا رجل بال الشيطان في اذنه. وكلنا ذاك الرجل المقصر ولكن ان يمر السنة او الشهر او الايام الطويلة ولا ولا يقوم الانسان ولو ليلة واحدة. هذا والله حرمان عظيم. كم من انسان عنده من المال ما الله به عليم ولكن حرمه الله من الصدقة ولو بالشيء اليسير. حرمه الله من الصدقة ولو بالشيء اليسير. يحدثنا بعض مشائخنا قبل ايام ان رجلا اتصل عليه بالهاتف وقال له يا شيخ احظر الان عندي مباشرة. انا اريدك في امر ظروري قام الشيخ وذهب له فقال له يا شيخ ارأيت هذا المسجد اللي امام البيت امام باب الدار؟ قال نعم. قال انا اموالي لا تعد ولا تحصى. ولما جاء الجماعة يبنون هذا المسجد. بدأت انا اذهب اذهب عن ابحث عن التجار حتى يتصدقوا على المسجد ليبنى حرمانا عظيم والان قد من الله علي بالتوبة فهذا فهذه مجموعة من المال ابني بها المساجد في المواضع المحتاجة. نعم اموال كثيرة ولكن الله يحرمه من بناء المساجد بها. يحرمه من الصدقة يحرمه من كفالة الايتام. يحرمه من اعانة كالمحتاجين واغاثة الملهوفين بسبب ماذا؟ بسبب ان الله ما وفقه للطاعة. لماذا بسبب هذا الذنب والمعصية والعياذ بالله؟ كم من انسان يحرم من الذكر بعد الصلاة. تجده والعياذ بالله كأنه كالبهيمة المقيدة في مكان ما ان تطلق او كالبعير المعقول بعقال قوي ماء يطلق عقاله الا ويفر من هذا المسجد. من حين ما يقول الامام السلام عليكم ورحمة الله السلام عليكم ورحمة الله الا ويبادر بالخروج وربما قبل التسليمة الثانية. حرمان من الطاعة. حرمان من الاجر. حرمان من الخير. حرمان من الفوز بالجنة حرمان من رضا الرحمن لو انه كان عظيما عند الله لو كان محبوبا لله جل وعلا لوفقه للطاعة ويسر عليه ويسر عليه اسبابها ولكن حرمان الطاعة من اعظم الاشياء التي توجبها الذنوب والمعاصي والعياذ بالله. فاذا رأيت ان الخيرات تمر عليك ولا تستفيد منها. ومواسم الطاعات تقبل عليك وترى من حولك يفرحون بها ويستغلونها ويبادرون بفعل ما اوجب الله او استحب عليهم فيها وانت صفر اليدين تراوح مكانك فاعلم انك مخذول ومحروم بسبب بذنب اقترفته او معصية لا تزال مصرا عليها فالواجب عليك ان تتوب الى الله جل وعلا. ان تتوب الى الله جل وعلا فان كذلك التوبة الى الله جل وعلا يقول الامام ابن القيم رحمه الله تعالى فلو لم يكن للذنب عقوبة الا انه يصد عن طاعة تكون له عفوا تكون بدلة ويقطع طريق طاعة اخرى فينقطع عنه عليه طريق طريق ثالثة ثم رابعة وهلم جرة فينقطع عليه بسبب الذنب طاعات كثيرة. كل واحدة منها خير له من الدنيا وما عليها. وهذا كرجل اكل اكلة اوجبت له مرضة طويلة. منعته من عدة اكلات اطيب منها والله والله المستعان فاذا رأيت في قلبك ثقلا عن الطاعة فبادر مباشرة بعلاجه والتوبة الى الله جل وعلا. ومن اثار الذنوب والمعاصي الخطيرة القبيحة الوخيمة انها تذهب بركة العمر وتقصره. ان انها تذهب بركة العمر وتجعله قصيرا. وهذا لابد منه. فان العبد لن تزول قدماه قدماه يوم القيامة حتى يسأل عنه عن هذه اللحظات التي قطعها وعن هذه الاوقات التي بما عمرها بما عمر بما عمره فيها. فان كان قد عمرها الطاعة فاهلا وسهلا وان لم يكن قد عمرها بالطاعة فان عمره في الحقيقة قد ذهب ضياعا وهباء منثورا. ولذلك يقول السلف رحمهم الله يا ابن ادم ليس لك من ايامك وعمرك الا ما اطعت الله فيه. لان العبد يقطع عمره في ثلاثة اشياء لا طبيعة لها اما طاعة واما معصية واما يقطعه في مباح لا طاعة لا طاعة ولا معصية ولا يكتب له في ميزانه الا ما عمره فانظر الى اوقات الطاعة في يومك اهي اكثر من ايام مباحات اي هي اكثر من اوقات مباحاتك؟ اهي اكثر من ايام او اهي اكثر من اوقات معصيتك؟ الجواب ان بعض الناس والعياذ بالله قد يجلس على المعصية الساعات تلو الساعات ولا يستطيع ان يسجل في يومه من الطاعة الا بضع دقائق. فهل هذا فعلا استغل عمره؟ هل هذا فعلا استفاد من هذه اللحظات وتلك الامانة التي امنه الله جل وعلا عليها الجواب لا. فما السبب في ضياع بركة العمر؟ انما هي الذنوب والمعاصي. ولذلك من الناس من ينتج انتاج من عمره الف سنة. في سنوات قليلة في سنوات قليلة ينتج انتاجا عظيما. في ثنيات قليلة يبارك الله في حياته ويبارك الله في اوقاته. ويبارك الله في اعماله. ويبارك الله في امواله. حتى يستجمع في هذا العمر من من الخيرات والثواب والفضائل والاجور ما لا يستجمعه من لو عمر عمرا نوح تسعمائة سنة الف سنة الا خمسين عاما. فاذا ليست القضية قضية طول الاعمار. فرب رجل قد عمر ثمانين سنة او مئة سنة او اقل او اكثر ولكن لم يحسب له في ميزانه الا انه عمر سنتين فقط. لماذا؟ لان حقيقة عمرك هو الوقت الذي تستفرغه في عفوا تستغله في طاعة الله. واما المعاصي فانها تمحق بركة عمرك وتجعله قصيرا. والعياذ بالله. فاذا يجب على العبد ان يعلم انه لا حياة لقلبه. ولا حقيقة لعمره الا في الاوقات التي اقبل قلبه فيها على الله. وتنعم بحبه وتنعم الانس بذكره وايثار مرضاته جل وعلا. نسأل الله ان يجعلني واياكم منهم. ومن اثار الذنوب قيمتي ايضا ان المعاصي تزرع امثالها ويولد بعضها بعضا. ان المعاصي تزرع امثالها ويولد بعضها بعضا. اتحداك ان الانسان يشرب الدخان فقط. ويقف عند شرب الدخان السنوات الطويلة. بل لابد ان مع هذه المعصية الاولى معصية يعني عدة معاص كثيرة ولكن ولو بعد حين. واتحداك ان يقف الانسان عند مشاهدة قنوات الاخبار فقط اذا ادخل الدش فانه ربما يلتزم بذلك اسبوعا او اسبوعين ولكن المعصية تجر الاخرى لذلك من شؤم المعصية كما قال السلف رحمهم الله انها تنادي اختي اختي اختي كما ان من حسن الطاعة انها تنادي اختي اختي فلو لم يكن من اثار الذنوب والمعاصي الا انها تكثر ولا تقف عند حد لكان حريا بالعبد العاقل الحصيف. الناصح لنفسه ان يتركها ولذلك هؤلاء الذين قطعوا شوطا واسعا في ارتكاب الذنوب والمعاصي. وبلغوا شأوا عظيما كبيرا في مسألة ارتكاب بالذنوب والمعاصي وسبقوا غيرهم حتى وصلوا الى ما الى مراحل متأخرة في الذنوب والمعاصي لو سألتهم كيف فعل ذا كيف كيف وقعتم لذلك لذكروا ان اول الامر كان شرارة بسيطة ظنوا تلبيسا من الشيطان وتسويلا من ابليس والعياذ بالله انهم سيقفون عند هذا الحد فما دروا المساكين الا وقد استجرهم الشيطان الى اخر خطوة من خطواته. ولذلك الله جل وعلا يقول يا ايها الذين امنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان. فمن سلك الخطوة الاولى فليعلم انه سيسلك الخطوة الثانية. والثالثة والرابعة ولابد ولذلك قصص كثيرة في هذه المسألة لا سيما في النساء فان المرأة في اوائل عمرها بعد تكليفها ربما اذا لم يكن ثمة رقيب او ولي مطالع لاحوالها ربما تقع في اول الامر في مكالمة مع بعض الشباب او في تواصل مع بعض في في بعض المواقع الاجتماعية المشهورة المنتشرة وهي تعزم في نفسها ان الامر مجرد محادثة ان الامر مجرد مهاتفة ان الامر مجرد اطروحة يعني ملأ اوقات فقط. ثم الشهر الاخر تطورت المسألة الى ضحكات. ثم الامر الشهر الثالث تطور الامر الى انه ده صورة ثم بعد ذلك ارسال صورتين من اعلى الجسد. ثم بعد ذلك لا بدأت السورة تنزل تحت. لو نظر ثم بعد ذلك ولكن موعد بادب لان اهم شيء الاخلاق. يعني اركب معك بادب. ولكن باخلاق. وثم بعد ذلك ها ثم ثم يقع في الفاحشة الكبرى ولو انها قطعت الطريق من اول خطوة لما وصلت الى هذه النهايات المؤلمة التي تبكي الدم بدل الدم وتفضح اهلها وتجلب العار على قبيلتها وفخذها كلهم. يوصفون بالسوء بسبب الشؤم معصية امرأة واحدة من قبيلتهم هذه مشكلة عظيمة وهي التي جعلت الكفار في عصر الجاهلية يئدون البنات. لان البنت الواحدة اذا فعلت الفاحشة فضحت القبيلة كلها فهم يقتلونها خوف العار. يقتلونها خوف العار. ولكن جاء الاسلام وحفظ الدماء وحفظ الحياة وحرم ذلك ولكن ينبغي المراقبة وينبغي تعظيم ذلك الامر في نفوس بناتنا واولادنا من الناشئة. من سلك الخطوة الاولى فانه لن يقف عند حد ابدا هذا كله من من شؤم الذنوب والمعاصي. ولذلك ما رأيكم في رجل رأى شرارة بسيطة وقال انا لن اطفئها ولن اتكلف انما هي شرارة. انما هي شرارة. فهذه الشرارة بعد فترة بسيطة سوف تتحول الى ماذا؟ الى نار مضطرمة او يجتمع اناس يعني جمع غفير لاطفائها ما استطاعوا. تحرق الاخضر واليابس وتهلك وتهلك الحرث والنسل. فاذا بادر باطفاء الشرارة في اول اتقادها تسلم من احتراق دينك واحتراق اخلاقك. واحتراق سمعتك بين الناس. حتى لا يكون عرض الانسان علكا يلوكه الناس او مضغة يلوكها الناس في افواه بسبب اتباعه لخطوات الشيطان ومن اثار الذنوب والمعاصي الوخيمة ايضا. انه ينسلخ من القلب استقباحها لان من الناس من اذا ارتكب الذنب اول مرة فتجده يستخفي به عن الناس ويستحي ان يخرجه للناس لان قلبه لا يزال فيه استقباح واستهجان لهذا الذنب الذي يرتكبه. لكن ما ان يستمر على هذا الذنب ويسترسل في ارتكابه ويصر عليه الا وتجده يعلن به. بل وقد يتمادى به الامر حتى يجادل عنه كثيرا من الناس يجادل عن الذنوب والمعاصي. يبدأ يستدل على جوازها ويستدل على انه لا شيء فيها. ويبدأ يضع امامها البراهين والحجج في انه لا شيء في ارتكابها. وما هؤلاء الذين يجادلون عن علمانيتهم والحادهم ويبرهنون للناس صحتها وصوابها الا بسبب هذا. الا بسبب ارتكاب الذنوب والمعاصي. وانسلاخ القلب من استهجانها واستقباحها. تجده يجادلك في المعصية هؤلاء الذين يدعون الى الاختلاط الا يجادلون؟ الذين يدعون الى قيادة المرأة الا يجادلون؟ هذا بسبب شؤم الذنوب والمعاصي. ينسلخ من القلب بالحياء والعياذ بالله والحياء صفة الايمان. يقول النبي صلى الله عليه وسلم والحياء شعبة من الايمان. والحياء يطفئ نور الحياء تطفئه ظلمة المعصية. فتجد هذا الرجل كان يستخفي بهذه المعصية في اوائل الامر ثم بدأ يعلن بها. كان يستخفي بها عن ثم بدأ يعلن بها امام والديه وامام اخوانه وامام اقربائه. وامام جماعة المسجد وامام جيرانه واهل الحي ولا لا يخاف لا يخاف ابدا ولا يستحي. هذا مسكين ليس ثمة قوة جاءت لهذا الرجل وانما هو الحياء مات في قلبه قلبه. الحياء مات في قلبه. قتلته المعصية والعياذ بالله. ظلمة المعصية غطت غطت نور الحياة وبهاء الحياء. يقول النبي صلى الله عليه وسلم الحياء لا يأتي الا بخير. وفي رواية الحياء خير. الحياء خير كله. يقول ابن القيم رحمه الله ومن اخوفها على العبد انها نعم. قال ابن القيم رحمه الله ومن اثارها انه ينسلخ من القلب استقباحها. فتصير له عادة فلا يستقبح من نفسه رؤية الناس له ولا كلامهم فيه. وهذا عند ارباب الفسوق هو غاية التفكر وتمام اللذة حتى يفتخر احدهم بالمعصية ويحدث بها. ان من الناس من يسافر لمواقعة الزنا وشرب الخمور في بلاد العهر والغرب. ولكن لا يكتفي هذا الثور بارتكاب المعصية والذنب حتى يصور نفسه وهو يشرب الخمر وحتى يصور نفسه وهو يعاقر المومسات ويرتكب الزنا ويأتي متبجحا ينشرها في بعض المواقع او او يجعلها في البوم ذكريات. البوم ذكريات يريها اصحابه بين الفينة والاخرى مفتخرا بهذه المعصية. هذه المعصية هي التي قتلت نور الحياء ونور الايمان وصدق كلامه رحمه الله تعالى. يقول وتمام اللذة حتى يفتخر احدهم بالمعصية بها من لم يكن يعلم انه عملها. فيقول يا فلان اما تدري انني عملت كذا وكذا احد درى عنك طيب لكن لكنه انسلاخ القلب من الحياء وهذا الظرب من الناس يقول ابن القيم وهذا الظرب من الناس لا تطلب لهم العافية. لا تطلب لهم العافية والعياذ بالله. كثير من الناس يحرم من التوبة والمغفرة بسبب مجاهرته للذنوب. فان قلت وما دليل ذلك؟ اقول قول النبي صلى الله عليه وسلم كل امتي معافى الا من ايها الاخوان؟ الا المجاهرين فلما سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن المجاهرين قال ان يستر الله على العبد ثم يصبح يفضح نفسه ويقول يا فلان عملت يوم كذا وكذا كذا وكذا فبهت نفسه فيبهت نفسه. وقد بات يستره ربه. وهذا يريد ان يكشف ستر ربه جل وعلا عليه ايه؟ نعوذ بالله من احوال هذا الصنف. من يسوغ لنفسه ذلك فانه سوف يجاهر به. التفحيط معصية وذنب من الذنوب ايضا لان فيه اتلاف الانفس وتعريض الناس للموت واتلاف الاموال وغير ذلك وايذاء الخلق النائب بعض المفحطين ربما يفحط في في اماكن بعيدة او في بلاد غير بلاده لكن تستمر به الحال حتى يصل الى باب داره. ويفعل هذه الافعال امام امام اهله امام اهله ومنها ايضا من اثار الذنوب والمعاصي وهو اثر قبيح ايضا. يقول ابن القيم رحمه والله ان كل معصية ان كل معصية من المعاصي هي ميراث عن امة من الامم التي اهلكها الله جل وعلا. ولو تدبرت الذنوب التي بسببها اهلك من قبلنا لوجدت انها جميعا موجودة في هذه الامة موجودة في هذه الامة وبكثرة وليست بالقلة. اهلكت امم بسبب الشرك اوليس ثمة شرك في هذه الامة؟ الجواب نعم ولكن الله عصم هذه الامة من عذاب الاستئصال ولله الحمد. الشرك موجود الشرك موجود. القبور يطاف عليها وينذر لها والاولياء والصالحون يدعون من دون الله ويستغاث بهم في تفريج الكربات. وتفريج الملمات من من دون الله جل وعلا. الشرك موجود شرك قبور شرك الاوليا والصالحين شرك التصوير. شرك النذر شرك الطواف. شرك الاستغاثة شرك الرجاء شرك الذبح. شرك الخوف. كل موجودة في هذه الامة والعياذ بالله. وكذلك قوم لوط اوليس من مقتضيات تعذيب الله لهم وجود اللواط؟ انظر الى هذه الجريمة والفاحشة وكثرتها في هذا الزمان تجد العجب العجاب. كثيرة في هذا الزمان كثرة لا تخفى على من تدبر احوال الناس في هذا الزمان. وان قرورا بسيطا على اقرب مركز هيئة. ليطلعك الشباب فيه على كثرة هذه القضايا. على كثرة هذه القضايا. هذه في قضايا كثيرة جدا فاذا لو ان الله ما عصم الامة من هذا الامر لحلت بها الويلات والنكبات. ولكن ولكن الحمد لله ان الامة لم يكتب عليها عذاب الاستئصال. وكذلك تطفيف المكيال والميزان الذي عذب به قوم شعيب عليه عليه وعلى نبينا والسلام ويا قومي اوفوا المكيال والميزان ولا تبخسوا الناس اشياءهم ولا تعذروا في الارض مفسدين. اوفوا الكيل ولا تكونوا من مخسرين ويل للمطففين الذين اذا اكتالوا على الناس يستوفون. واذا كالوهم او وزنوهم يخسرون. يعني اذا كان الحق لهم استوفوا حقهم بغايته وتمامه. واذا كان الامر عليهم فانهم يطففون ويبخسون الناس اشياءهم. اوليس هذا موجودا في هذه الامة نعم موجود في هذه الامة. عذب اليهود باكلهم الربا واكلهم اموال الناس بالباطل اوليس موجودا هذا الامر في هذه الامة؟ الجواب نعم موجود في هذه في هذه الامة. يقول ابن القيم رحمه الله ان كل معصية من المعاصي هي ميراث عن امة من الامم التي اهلكها الله عز وجل. فاللوطية ميراث عن قوم لوط. واخذ الحق بالزائد ودفعه بالناقص ميراث عن قوم شعيب والعلو في الارض والفساد ميراث عن قوم فرعون عن فرعون وقوم فرعون. والتكبر والتجبر ميراث عن قوم هود وكل هذه الذنوب والمعاصي مجتمعة في هذه الامة ولا حول ولا قوة الا بالله. فاذا اذا اذا اذا الحمد لله الذي لم يكتب علينا عذاب الاستئصال. ومن اثار الذنوب نعم. يقول ابن القيم رحمه الله اكمالا للفائدة قال العاصي لابس لثياب بعض هذه الامم ولابد. وهم اعداء الله. وقد روى الامام عبدالله ابن الامام احمد في كتاب الزهد لابيه عن ما لك بن دينار قال اوحى الله الى نبي من انبياء بني اسرائيل ام قل لقومك لا تدخلوا مداخل اعدائي. ولا تلبسوا ملابس اعدائي. ولا تركبوا اعدائي ولا تطعموا مطاعم اعدائي فتكونوا اعدائي كما هم اعدائي. فالذي يفعل هذه الذنوب والمعاصي يكون قد لبس لباس اعداء الله جل وعلا. فاذا يجب عليه ان يتقي الله وان يخاف من عقوبة الله واليم واليم عذابه وعظيم سخطه جل وعلا. ومن اثار الذنوب والمعاصي ايضا ان المعصية سبب لهوان العبد وسقوطه من عين الله جل وعلا وذهاب منزلته عند الله جل وعلا. ولذلك يقول الامام الحسن البصري رحمه الله تعالى في حق العصاة هانوا على الله هانوا على الله فعصوه. ولو عزوا عليه لعصمهم من معصيته اذا اردت ان تعرف منزلتك عند الله فانظر الى توفيقك للطاعة وتوفيقك لترك المعصية. فاذا كانت معاصيك اكثر من طاعات فان منزلتك عند الله جل وعلا ضعيفة وقليلة. فاياك ان تسقط من عين الله. يقول الامام رحمه الله واذا هان العبد على الله لم يكرمه احد كما قال الله تعالى ومن يهن الله فما له من مكرم وان عظمه الناس في لحاجتهم اليه او خوفا من شره فانه في قلوبهم احقر شيء واهون الاشياء. يعني يمكن ان يكون ان هذا العاصي صاحب سلطان او صاحب منصب او صاحب جاه يخافه الناس ويحترمونه من اجل منصبه وسلطانه. وجاهه وماله ولكنه في بهم من احقر الاشياء بسبب شؤم المعصية والعياذ بالله. ولذلك كتب الله جل وعلا على اهل المعصية الذل والصغار كما سيأتينا ان شاء الله جل وعلا. فاذا كلما وفق العبد للطاعات وترك المعاصي والذنوب والسيئات كلما علم ان ان له منزلة عند الله جل وعلا ان له منزلة عند الله جل وعلا. ولذلك لو ان ولدك رأيته على بعض المعاصي لزجرته وقطعت اسباب المعصية عنه لانك تريد له العز تريد له الرفعة. لكن لكن ابن الجيران لا يؤثر في قلبك كما يؤثر ولدك فيك. لان المنزلة تختلف. فكذلك العبد فيما بينه وبين ربه ولله المثل الاعلى. كلما رأيت العبد يتقحم الذنوب والمعاصي وليس ثمة رادع. ولا زاجر من قلبه ولا من ايمانه فاعلم ان هذا لهوانه على الله وسقوطه من عين الله جل وعلا. ومن اثار الذنوب والمعاصي ايضا ان العبد يقول الامام ابن القيم رحمه الله ان العبد لا يزال يرتكب الذنوب حتى تهون عليه وتصغر في قلبه. فحين اذ لا يحس انه محتاج للتوبة منها. وهذه من اخطر الاشياء هذه من اخطر الاشياء ان تصغر ذنوبه في عينيه. ومع صغرها وعدم استعظامها يؤخر التوبة عنها ويسوف. لم؟ لانها انه يرى انها ليست بشيء ويأمن عند ذلك من عقوبة الله. وقد وعد الله وقد توعد الله الامنين من مكره بالعقوق في الدنيا والاخرة. يقول الله جل وعلا افأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله الا القوم الخاسرون. هذا الرجل اذا قلنا له اتق الله تب من هذه المعصية. قال يا شيخ وش هذه المعصية؟ هذه معصية بسيطة. اذا كنت تبي المعصية شف فلان وش يسوي؟ شف فلان وش يسوي؟ يا حليلنا ومعاصينا لا ما في يحليلك ومعاصيك انتبه من هذه الكلمة. هذه هذه دليل على ان قلبك يستصغر هذه المعصية. والقاعدة في ذلك تقول احذر من ان قلبك صغار المعصية ولكن ليلتفت قلبك الى عظمة من حرمها عليك وعظمة من عصيت. فلا ينظر قلبك دائما الى ان المعصية صغيرة ولكن انظر دائما الى عظمة هذا الرب الكريم الذي عصيته هذا الرب العظيم الجبار القهار الذي عصيته. فلا تنظر الى صغرها وان الى عظمة الله جل وعلا. وان استصغار الذنوب من اخطر ما يفتح على قلب العبد. هذا من اعظم الاشياء. يقول النبي صلى الله الله عليه وسلم كما في الصحيحين من حديث ابن مسعود رضي الله عنه وارضاه. ان المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف ان يقع عليه. واللي بيقعد تحت جبل تلقاه قاعد كده مبسوط ويتقهوى لا بتلقاه يفر تلقاه فر من هذا الجبل فهو يرى ان ذنوبه دائما كالجبل الذي يخاف ان يقع عليه في اي لحظة فهو يفر منها بالتوبة يفر منها بالانابة يفر منها بكثرة الاستغفار واللجأ الى الله جل وعلا. والدعاء بالثبات. قال وان المنافق او الفاجر يرى ذنوبه كذباب وقع على انفه فقال به هكذا. فطار هذا ابسط شيء ما في كلفة. تطير الذباب لا يحتاج الى كلفة فاذا هذا هو حال المؤمن بالنسبة للنظر الى ذنوبه وحال الكافر والمنافق والفاجر بالنسبة للنظر الى ذنوبه فالذي صغر شأن الذنوب في قلب الفاجر والكافر انما هي انما هي بسبب اثر من اثار ارتكابها والاصرار عليها. ومن اثار الذنوب والمعاصي والعياذ بالله. ان شؤمها من العاصي الى الى غيره. من شؤمها ان ان من شؤمها واثارها ان عقوبتها تتجاوز من العاصي الى غيره. يا ليت الذنب عقوبة الذنب تقف عند العاصي فقط لا. لا وانما تتجاوز منه الى غيره وفي الحديث الذي يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لا يرحم الله قوما فيهم قاطع رحم يرحم الله قوما فيهم قاطع رحم. يعني اذا اذا عرفوا بحاله واقروه ولم ينكروا عليه ولم يأمروه بالمعروف ولم ينهوه ولم ينهوه عن المنكر. ولم ينهوه عن المنكر. فاذا شؤم المعصية يحترق به العاصي ويحرق به من حوله وهل تأخر نزول الامطار عن الناس في هذا الزمان الا بسبب الذنوب والمعاصي؟ الا بسبب الذنوب والمعاصي. يقول النبي صلى الله عليه وسلم لما تلا هذه الاية لعن الذين كفروا من بني اسرائيل على لسان داوود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون، كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون. قال النبي صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذن على يد السفيه ولتأطرنه على الحق اطرا او ليضربن امن الله قلوب بعضكم ببعض وليلعننكم كما لعنهم. فاذا شؤم المعصية ليس مقصورا على صاحب المعصية فقط بل يتعداه الى غيره. ولذلك اسمع الى ما قال ابو هريرة رضي الله عنه. قال ان الحبار وهي طائر اكبر من الدجاج الاهلي وهي معروف هي معروفة قال ان الحبارى لتموت في وكرها من ظلم الظالم. الظالم يظلم في البلد ويرتكب ذنبه في البلد فينتشر فتموت تلك الطائر فيموت ذلك الطائر في وكره. في وكره بسبب ظلم الظالم وشؤم معصيته والعياذ بالله. يقول عكرمة رحمه الله تعالى دواب الارض وهوامها حتى الخنافس والعقارب يقولون منعنا القطر بذنوب بني ادم. فاذا لا يكفيه عقاب ذنبه حتى يبوء بلعنة من لا ذنب له بسبب هذا الشؤم والعياذ بالله. يقول الامام مجاهد رحمه الله تعالى ان البهائم لتلعن عصاة بني ادم. اذا اشتدت السنة يعني القحط وامسك المطر وتقول هذا بشؤم معصية بني ادم. هذا بشؤم معصية بني ادم وكذلك الهزيمة في الحروب ايضا. بسبب الذنوب والمعاصي وهي اثار وهي اثار يرتكبها العبد. ولذلك اذا مات العاصي ترى مو باللي يستريح فقط منه نفسه بل يستريح منه البلاد والعباد والشجر والدواب قالوا ليه؟ قالوا لان فجوره ومعصيته لا يصير شؤمها عليه. ولذلك مرت جنازة على النبي صلى الله عليه وسلم فقال عليه الصلاة والسلام مستريح ومستراح منه. قالوا يا رسول والله ما مستريح وما مستراح منه. قال العبد الفاجر اذا مات استراحت منه البلاد والعباد والدواب والهوام كلهم يستريحون من بموت هذا العبد الفاجر بسبب شؤم هذه المعصية ووصول شؤم اليهم ومن اثارها الخطيرة ايضا ان المعصية تكسب العبد ذلا الناس فتجد ان العاصي يطأطأ رأسه دائما امام الناس. ذليل النفس امام امام غيره. كما انه ذليل النفس امام الله جل وعلا. فكما ان الطاعة تورث العز فكذلك المعصية تورث الذل والمهانة والعياذ بالله. يقول الله تعالى اللهم اعزني بطاعتك. ولا تذلني بمعصيتك. ولا بمعصيتك ومن اثارها الوخيمة ايضا ان المعاصي تفسد العقل وتطفئ نوره وتذهب عليه تفكيره السليم وتوجه هذا العقل الى مسالك الردى والهلاك والخنا والفجور والعياذ بالله. ولذلك تجد ان مروجي المخدرات عندهم وعندهم طرق وعندهم خطط ولكنها فيما فيما يباعدهم من الله ويقربهم من النار. فهل استفادوا من هذه النعمة العظيمة الغريزة العظيمة الجواب لا. هؤلاء اهل البدع واهل الزنا والفجور والخنا. عندهم خطط في الوصول الى معاصيهم وذنوبهم ولكن ولكن وهذا التفكير بعقولهم ولكنها عقول مظلمة بسبب هذه المعصية. يقول الامام ابن القيم رحمه الله اعلم ان المعاصي تفسد العقل. فان للعقل نورا والمعصية تطفئ نور العقل ولابد واذا اطفئ نوره ضعف ونقص. وقال بعض السلف ما عصى الله احد حتى يغيب عقله. فانه لو حضره عقله لحجزه عن المعصية. وهو في قبضة الرب جل وعلا وتحت قهره ايديكم ويعفو عن كثير. ومن عقوباتها والعياذ بالله ما يلقيه الله جل وعلا في قلب العاصي من الرعب الخوف الذي لا يزيله الا التوبة والطاعة. فلا تجد هذا العاصي الا خائفا مضطربا مشوش التفكير وهو مطلع عليه وفي داره وعلى بساطه. والملائكة ينظرون اليه كأنهم شهود عيان القرآن يعظه وينهاه ولكنه لا يقترف المعصية الا اذا غيب واعظ العقل. وداع الايمان ولذلك العقل الذي ينجو صاحبه انما هو العقل المستنير بنور الطاعة. واما الاذكياء اللي من الله عليهم بالعقول والذكاء لكن لا يقودهم لا يقودهم ذكاؤهم. ولا تدلهم عقولهم الا على معصية الله فهؤلاء لا عقول لهم. ولذلك بايات كثيرة يختمها الله ان في ذلك لايات لقوم يعقلون. مع انه يخاطب عقلا لو كانوا مجانين ما ما كلفوا. لكنهم بسبب واصرارهم على معصية الله نزلهم منزلة المجانين الذين لا عقول لهم. ومنها ايضا من اثارها ان الذنوب اذا تكاثرت على القلب غطت نوره وبصيرته. وهذا هو الران الذي يقول الله جل وعلا فيه كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون. ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون. وفي الحديث يقول النبي صلى الله عليه وسلم ان العبد اذا ارتكب ذنبا نكت في قلبه نكتة سوداء. ثم اذا ارتكب اخر قرأ نكت في قلبه نكتة سوداء حتى تعود القلوب على قلبين. والشاهد منه القلب الثاني. هذا قلب اسود كوزي مجخيا مربادا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا. بسبب ماذا؟ بسبب كثرة ارتكاب الذنوب والمعاصي. فانك اذا عصيت اسود شيء من قلبك. واذا عصيت مرة اخرى عظم هذا السواد. حتى حلو وسواد القلب فترى على وجه العاصي ظلمة يراها كل ذي عينين تجد في وجهه ظلمة فكما ان فكما ان للطاعة نورا في القلب. وسعة في الرزق ونظرة في الوجه فكذلك يكون لها نور في الوجه ايضا فكذلك المعصية ايها الاخوة. فوجوه الطاعين مستنيرة بنور الطاعة والايمان. واما وجوه اهل المعاصي والفسق والفجور والظلم والكفر فان عليهم غشاوة كقطع الليل المظلم كما قال النبي صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم وهذا هو الطبع على القلب الطبع الغلاف الران كلها بسبب اثار الذنوب والمعاصي. ومن من اثار الذنوب والمعاصي ان المعصية تمنع من استجابة ابت الدعاء فالعبد يدعو ويدعو يا رب يا رب ولكن بسبب شؤم معصيته لا يجاب دعاؤه. لا اجاب دعائه ولا ينظر في كربته ولا ينظر في ضرورته وحاجته ابدا. بسبب هذا الذنب والمعصية حتى وان الح على الله ما يستجاب له حتى وان كرر يا رب يا رب حتى وان سأل الله باسمه الاعظم لا يستجيب الله جل وعلا له. ما دام مقارفا لهذا الذنب الا اذا شاء الله جل وعلا يقول النبي صلى الله عليه وسلم في صحيح الامام مسلم من حديث ابي هريرة رضي الله عنه وارضاه ان الله تبارك وتعالى طيب لا يقبل الا طيبا وفي اخره قال ثم ذكر الرجل يطيل السفر اشعث اغبر يمد يديه الى السماء يا رب يا رب. طيب وش المشكلة عند هالرجال هذا؟ المشكلة ما سيأتي ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فانى يستجاب لذلك ان يعني بعد ان يستجيب الله جل وعلا لهذا لهذا الرجل. فاذا كنت تدعو ولا ترى اثرا اجابتي فانظر في نفسك وراجع احوالك. وصحح علاقتك في سيرك الى الله جل جل وعلا. ومن اثار الذنوب والمعاصي ايضا والعياذ بالله انها تحدث انواعا عظيمة من الفساد في المياه والهواء والزرع والثمار والمساكن وما كثرة الفيضانات والزلازل والبراكين في هذه الازمنة الا بسبب الذنوب والمعاصي وما ارتفاع الاسعار اسعار السلع في هذا الزمان الا بسبب الذنوب والمعاصي ايضا. وما تسلط الحكام على كثير من شعوبهم الا بسبب الذنوب والمعاصي كذلك. ولذلك يقول الله جل وعلا ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم لعلهم يرجعون. ومن عقوبات الذنوب والمعاصي انها تطفئ نار الغيرة في القلب اعوذ بالله من انطفائها. تطفئ نار الغيرة في القلب. يقول ابن القيم رحمه الله والمقصود انه كلما اشتدت ملامسته للذنوب اخرجت من قلبه الغيرة على نفسه واهله وعموم الناس وقد في القلب جدا حتى لا يستقبح بعد ذلك القبيح لا من نفسه ولا من غيره. واذا وصل العبد الى هذا الحد فقد دخل في باب الهلاك وكثير من هؤلاء لا يقتصرون على عدم الاستقباح فقط بل مرعوبا يخاف من كل شيء يحسب كل صيحة يحسب كل صيحة عليه. فان الطاعة حصن الله اعظم الذي من دخله كان من الامنين. والمعصية تخرج العبد من هذا والمعصية تخرج يحسن الفواحش ويحسن الظلم لغيره. ويزينه له ويدعوه اليه. ويحثه عليه تسعى له في تحصيله ولهذا كان الديوث اخبث اخبث خلق الله. والجنة عليه حرام وكذلك محلل الظلم والبغي لغيره ومزينه لغيره. ثم يقول بعد كلام انظر ما الذي حملت عليه قلة الغيرة؟ وهذا يدلك على ان اصل الدين الغيرة. ومن لا غيرة له فلا دين له ومن لا غيرة له فلا دين فلا دين له. ومن اعظم عقوبات الذنوب والمعاصي ايضا انها توجب نسيان الله لك ايها ايها العاصي. الله ينساك. وهل الله ينسى؟ الجواب نعم ولكن العلماء رحمهم الله تعالى يقولون ان نسيان الله للعبد معناه تركه عن علم وجزم من باب الجزاء والمقابلة والعقوبة. يقول الله جل وعلا نسوا الله فنسيهم. يقول الله جل فذوقوا بما نسيتم لقاء يومكم هذا انا انا نسيناكم بالله تعالى. فالله ينسى العبد. طيب واذا نسيه الله ماذا يحصل للعبد؟ اعلم انك محفوظ بالله ومرزوق بالله ومطعوم بالله له معقبات من بين يديه ومن خلفه كل ذلك من امر الله. الله يحفظك فوق الارض وتحت الارض ويوم العرظ فاذا نسيك الله ووكلك الى نفسك والى حولك والى قوتك فقد اذن فقد اذن بهلاكك. يقول جل وعلا يا ايها الذين امنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله ان الله خبير بما تعملون. ولا تكونوا كالذين نسوا الله فانساهم انفسهم. اولئك هم الفاسقون. يقول الامام ابن القيم رحمه الله فاخبر تعالى انه عاقب من ترك التقوى بان انساه نفسه. اي انساه مصالحها وما ينجيه من عذاب به وما يوجب له الحياة الابدية. فالله سبحانه وتعالى يعوض عن كل شيء سواه ولا يعوض عن الله جل وعلا شيء. يقول السلف رحمهم الله ومن وجد الله فماذا فقد ومن فقد الله فماذا وجد؟ فكل موجود دون الله فلا ينفعك وجوده وكل مفقود دون الله فلا يضرك فقده. فاذا لا يجد العبد ربه الا بطاعته. والاقبال عليه. وكثرة واتباع شريعته والايمان بنبيه ومحبة اوليائه. يقول ابن القيم رحمه الله كيف يستغني العبد عن طاعة من هذا شأنه طرفة عين؟ وكيف ينسى ذكره؟ ويضيع امره حتى ينسيه نفسه فيخسر نفسه ويظلمها اعظم الظلم. فما ظلم العبد ربه فما ظلم عفوا. فما ظلم فما ظلم ابو عبده ولكن العبد هو الذي يظلم نفسه وما ظلمناهم ولكن كانوا انفسهم يظلمون يقول الامام ابن القيم رحمه الله تعالى ومن عقوباتها انها تخرج العبد من دائرة الاحسان وتمنعه من ثواب المحسنين وذلك لان الايمان سبب جالب لكل خير. وكل خير في الدنيا والاخرة فانما سببه الايمان فكيف يهون على العبد ان يرتكب شيئا يخرجه من دائرة الايمان ويحول بينه وبينه واعظم ما يخرج العبد من دائرة الايمان والاحسان كثرة اقترافه للذنوب للذنوب والمعاصي. ومن عقوباتها ايضا من باب الاختصار انها تظعف سير القلب الى الله جل وعلا. وتعوقه وتوقفه وتعطفه عن السير الى الله فلا تدعه يخطو الى الله جل وعلا خطوة واحدة. فالذنب اما ان يميت القلب مطلقا الذنوب والمعاصي اما الهم واما الحزن واما العجز واما الكسل واما الجبن اما البخل واما ضلع الدين او غلبة الرجال. فالذنوب والمعاصي تجعل العبد ساق بسبب ضعف قلبه وهمته وارادته الى واحد من واحدة من هذه الثمانية. الهم والحسد ازا والعجز والكسل والبخل والجبن وضلع الدين وغلبة الرجال قال الامام رحمه الله تعالى والمقصود ان الذنوب هي اقوى الاشياء التي تجلب هذه الثمانية. كما انها من اقوى الاسباب التي تجلب جهد البلاء ودرك الشقاء وسوء القضاء وشماتة الاعداء وهي من اقوى الاسباب التي توجب زوال النعم. وفجاءة النقم وزوال العافية وتحولها والعياذ الله تعالى ومن عقوبات الذنوب ايضا انها تزيل النعم وتحل النقم على العبد. وعلى من منه يقول الامام رحمه الله تعالى فما زالت الذنوب فما زال العبد يقترف الذنوب حتى تذهب نعمه وتحل عليه النقم. كما قال علي ابن ابي طالب رضي الله تعالى عنه وارضاه ما نزل بلاء الا بذنب ولا رفع الا الا بتوبة. يقول الله جل وعلا وما اصابكم من مصيبة فبما كسبت معهم خوفا منهم وهكذا. ومن عقوباتها ايضا ما ذكره الامام ابن القيم رحمه الله من قوله ان العاصي دائما واقع في اسر شيطانه واقع دائما في سجن شهواته. واقع دائما في قيود هواه. فهو اسير دائما مسجون دائما مقيد دائما بل لا اسير اسوأ وحالا من اسير اسره اعدى اعداءه وهو الهوى. ولا سجن اضيق من اضيق من الهوى ولا قيد اصعب من قيد الشهوة. فكيف يسير العبد الى الله والى الدار الاخرة وقلبه هو مستون عن الله مأسور عن الله. مقيد عن السير الى الله جل وعلا. وكيف يخطو خطوة واحدة يقول الامام رحمه الله واذا تقيد القلب طرقته الافات من كل جانب بحسب كثرة قيوده ومثل القلب كمثل الطائر كلما علا طيرانه كلما بعد عن الافات وكلما نزل اوحشته الافات استوحشته الافات. ومن عقوبات الذنوب والمعاصي ايضا انها تسلب العبد القاب المدح والشرف وتكسوه اسماء الذل والصغار. فتسلب اسم المؤمن والبر والمحسن هذه ما يسمى بها العاصي وهي اسمها مدح فتسلبه اسم المؤمن بر والمحسن والتقي والمطيع والمنيب والولي والورع والزاهد مصلح والعابد والخائف والاواب والطيب والمرضي ونحوها وتكسبه بعد ذلك اسم الفاجر الكافر العاصي المبتدع المخالف المسيء المفسد الخبيث المسخوط عليه الزاني السارق القاتل الكاذب الخائن اللوطي الغادر قاطع الرحم وامثال هذه الاسماء. فهذه اسماء الفسوق قال الله جل وعلا بئس الاسم الفسوق بئس الاسم الفسوق بعد الايمان. هذه اسماء توجب غضب الديان. ودخول ايران وعيش الخزي والهوان وتلك اسماء توجب رضا الرحمن ودخول الجنان وتوجب شرف المسمى بها على سائر انواع الانسان. ومن عقوبات الذنوب والمعاصي ايضا. ان من اقتدى بك في معصيتك فعلى اثمه ووزره هذا من شؤمها. فاذا كنت تعصي ورآك احد او زينت له المعصية او دعوته اليها او عصى بسببك وعن طريقك. فان عليك شؤم معصيته والعياذ بالله. واذا اقتدى به ثالث فعليك اثم الاثنين. واذا الرابع فعليك اثم الثلاثة. وهكذا حتى تقوم الساعة ولا تزال تأتيك اثامهم. كما قال الله جل وعلا الذي كفروا وصدوا عن سبيل الله زدناهم عذابا فوق العذاب بما كانوا نعم زدناهم عذابا فوق عذاب بما كانوا يفسقون. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم ما تقتل نفس في الارض ظلما الا اكان على ابن ادم الاول كفل من دمها لانه اول من سن القتل. اعوذ بالله. هذا الرجل كيف يلاقي الله جل وعلا بهذه الصحيفة؟ جميع الانفس التي تقتل في الارض على ابن ادم الاول كفل منها لانه اول من سن قتل ويقول النبي صلى الله عليه وسلم ومن سن في الاسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده لا ينقص من اوزارهم شيئا لا ينقص من اوزارهم شيئا. ومن عقوبات الذنوب والمعاصي عدم التوفيق لحسن الخاتمة والعياذ بالله. عدم التوفيق لحسن الخاتمة. لحسن الخاتمة فغالب من يختم له بالسوء انما هو بسبب الذنب والمعصية. والقاعدة عند العلماء تقول ان من عاش على شيء فانه يموت عليه. ومن مات على شيء فانه يبعث عليه والعياذ بالله. فكما ان الطاعة توجب حسن الخاتمة فكذلك المعصية. والعياذ بالله. فتتوفاه الملائكة تظرب وجهه ودبره وتلعنه بلعنة الله بسبب هذه الذنوب والمعاصي. ومن اثارها ايضا ومن اثار الذنوب والمعاصي والتذلل والانكسار بين يديه. ولا يطاوعه لسانه لذكره. وان ذكره بلسانه لم يجمع بين قلبه ولسانه فلا ينحبس القلب عن اللسان الا بسبب الذنوب والمعاصي والعياذ بالله. الا بسبب الذنوب والمعاصي بالله. قال الامام رحمه الله وثم امر اخوف من ذلك وادهى وامر. وهو ان يخونه قلبه ولسانه عند الاحتضار كما ذكرت والانتقال الى الله. فربما تعذر عليه النطق بالشهادة. كما شاهد الناس كثيرا يعرض على الانسان شريط حياته ومعاصيه التي كان يرتكبها عند سكرات عند سكرات الموت عند سكرات الموت ومنها ايضا وهو اخرها المعيشة الضنك في هذه الدنيا وفي البرزخ والعذاب في الاخرة. قال الله جل وعلا ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا يوم القيامة اعمى قال رب لما حشرتني اعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك اتتك اياتنا فنسيت وكذلك اليوم تنسى وقد فسرت المعيشة الضنك بعذاب القبر. ولا ريب انه من المعيشة الضنك ولكن القول الصحيح ان ان معناها اوسع من مجرد كونها عذاب عذاب القبر. يقول الامام رحمه الله تعالى فانه سبحانه رتب المعيشة الضنك على على الاعراض عن ذكره. فالمعرض عنه له من ضنك المعيشة بحسب اعراضه. وان تنعم في الدنيا باصناف النعيم. ففي قلبه من الوحشة والذل والحسرات التي تقطع القلوب والاماني الباطلة والعذاب الحاضر ما فيه. وانما تتوارى عند سكرات الشهوات والعشق وحب الدنيا والرياسة. وحب الدنيا والرياسة. انتهى كلامه رحمه الله. ثم قال بعد كلام طويل ثم اعلم ايها العبد انه لا تقر العين ولا يهدأ القلب ولا تطمئن النفس الا بالهها ومعبودها الذي هو حق. وكل معبود سواه فانه باطل. فمن قرت عينه بالله قرت به كل عين ومن لم تقر عينه بالله تقطعت نفسه على الدنيا حسرات. هذه جمل من دار الذنوب والمعاصي بشيء من الاختصار بشيء من الاختصار ومن اراد الاستزادة من ذلك فليراجع الكتاب المذكور في اول في في اول المحاضرة فان قلت وما علاج ذلك؟ فاقولهما علاجان العلاج الاول المبادرة بالتوبة والانابة الله جل وعلا والانطراح بين يديه. فان من تاب تاب الله عليه. ولابد ان تبادر بالتوبة واحذر كل الحذر من التسويف فيها فان التائب من الذنب كمن لا ذنب له. والله جل وعلا يقول والذين لا يدعون مع الله الها اخر. ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلقى اثاما. مضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيهم وانا الا من تاب. وامن وعمل عملا فاولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات. والامر الثاني بكثرة الاستغفار فطوبى لمن وجد في صحيفته استغفارا كثيرا فقلت استغفروا ربكم انه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم باموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم انهارا. فمن اراد سعادة الدنيا والاخرة فعليه بهذين العلاجين والمبادرة بهما. والاكثار منهما فانه كان يحسب النبي صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد ان يقول استغفر الله واتوب اليه مائة مرة كما في الصحيح. اسأل الله ان يجعلنا واياكم من من عاش عيشة السعداء وممن وفقه الله جل وعلا لميتة الشهداء. وممن حشره الله مع الانبياء. نسأله جل وعلا ان يجعلنا من الذين تابوا التوبة الصادقة النصوح وممن عاشوا العيشة السعيدة وماتوا الميتة الحميدة. واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد احسن الله اليكم فضيلة الشيخ وكتب اجركم مباركا فيكم هذا سائل يقول كيف نرد على من ينسب الفيضانات والزلازل بالظواهر الجغرافية ونحوها وينكر ان هنا عقوبات سند الذنوب والمعاصي خاصة اذا وقعت في بلاد فيها مسلمون اعلم رحمك الله تعالى ان الظواهر الكونية لها تفسيران تفسير كوني قد يطلع الله عليه من شاء من خلقه وتفسير شرعي والمؤمن مأمور ان يقف عند التفسيرات الشرعية لا التفسيرات الكونية. بل ان النظر في هذه التفسيرات الكونية يبعد قلب المؤمن عما يقصد بها ويراد بها. فالله جل وعلا لا يحدث شيئا في كونه الا وله الحكمة العظيمة والمصلحة والغاية الحميدة فهل اظهر الله البراكين والفيضانات لانها براكين وفيضانات؟ الجواب لا. وانما اراد الله من ذلك شيئا هذا الشيء الذي اراده الله هو التفسير الشرعي. فهؤلاء الكفار ومن تابعهم من المسلمين انما يقفون عند التفسيرات الكونية وهم ليسوا مأمورين ان ينقبوا عن اسباب عن الاسباب الكونية للبراكين. ما امرنا الله ان ننقب عن الاسباب الكونية للزلازل والفيضانات ولكن امرنا الله ان نحمل هذه الظواهر الكونية على الاسباب الشرعية. ولذلك اذا حادثة الكسوف والخسوف لها تفسيران. تفسير كوني قاهر يعرفه اهل الفلك وتفسير شرعي. المؤمن لا يجوز له ان يقف عند التفسيرات الكونية لانها ستهمل المطلوب منه شرعا. ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم فاذا رأيتموهما فافزعوا الى ذكر الله والصلاة والصدقة والعتق. فاذا نحن مأمورون ان نقف عند التفسيرات الشرعية. فلماذا ظهرت هذه الاثار؟ انما بسبب الذنوب والمعاصي. لماذا اظهرها الله حتى نرجع اليه؟ ويكون ذلك كمن الزواجر التي تجعلنا نعترف بتقصيرنا في جنبه. وتجعلنا نتوب اليه ونبادر بالاوبة والرجوع اليه. فمن افادته هذه الظواهر هذه التفسيرات الشرعية والحكم المرعية فهو من الموفقين. ومن وقف عند ظواهرها وان قشرة الارض الفوقية ضعيفة وان احتباس كل هذا من التفسيرات الكونية التي ما امرنا بالوقوف عندي عندها. ولذلك تجد ان الادلة الشرعية اذا ذكرت هذه الظواهر الكونية لا تذكروا اسبابها الكونية. لا وانما دائما تذكر اسبابها الشرعية ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس هذا هو السبب الشرعي. الحكمة الحكمة لعلهم يرجعون. لعلهم يرجعون. اذا لكل ظاهرة كونية سبب شرعي وحكمة وغاية. السبب الشرعي لابد ان يقف عليه قلب المؤمن ولا يلهي قلبه عن النظر بالتفسيرات الشرعية. النظر في التفسيرات الكونية لان الكفار يحرصون على تهنئة القلوب وتهدئة النفوس بنشر هذه التفسيرات الكونية واعلانها على الملأ فيطمئنوا خوف الناس وان الامر طبيعي وانه مجرد رياح وانه مجرد اه زلزال واحتباس. فيجب على العلماء وعلى طلبة العلم وعلى الخطباء ان هذه التفسيرات الشرعية وان يربطوا قلوب المؤمنين بها. نعم احسن الله اليكم فضيلة الشيخ يقول السائل لقد من الله علي بفعل الطاعات وترك المعاصي في الظاهر ولكن ما ان اخلو لنفسي الا وتنهزم هذا كلنا نقع فيه. والحقيقة الجواب سيكون حجة علي انا. لانه كلنا نقع في مثل هذه الذنوب في الخلوات ولا يزكي العبد نفسه. ولكن يجب على العبد ان يجاهد. علاجك في المجاهدة وفي احياء دفة المراقبة ميزان المراقبة في قلبك فان ربك الذي من اجله تركت الذنب والمعصية في الجلوة هو بعينه ربك في الخلوة. اذا كن والا لا تكون فيك نوع رياء او نوع نفاق لانك ما تركت الذنوب والمعاصي الا خوف ذم الناس. وانه لابد ان نربي انفسنا على ثقافة حرام اعظم من تربية انفسنا على ثقافة العيب. لان من الناس من يربي ابناءه على الا يفعلوا هذه الافعال المحرمة شرعا لكن يقرنها دائما باني عيب وانا ابوك. عيب يا وانا ابوك. عيب وانا ابوك. فينشأ العبد وهو على ثقافة العيب اشد منه على ثقافة الحرام فاذا يترك الكثير منا الذنوب والمعاصي امام الناس لا لانها حرام لانه لو تركها لانها حرام ولان الله يراقبه ولم يكن في قلبه في تركه امام الناس الا هذا الموضوع لم يجد غضاضة في ان يتركها حتى وان خفي عن اعين الناس. لان القضية قضية والحرام في الجلوى هو الحرام في الخلوة. والرب في الجلوة هو الرب في الخلوة. ولا لا يا جماعة؟ لكنه لكن المشكلة عندنا اننا نغلب ثقافة ايش قافة العيب فاذا خفي عن اعين الناس ذهبت ثقافة العين ما عاد في عيب لان ما عندي احد يعيبني فحينئذ لا يجد غضاضة في ان يقترف هذه الذنوب والمعاصي فاذا عليك بعلينا جميعا ما اقول عليك ايها السائل. علينا جميعا ان ان ان نجاهد انفسنا وان وان نزرع جانب مراقبة الله جل وعلا في في قلوبنا فانه من جاهد نفسه مجاهدة صادقة فان الله سيعينه ويوفقه وهو يسدده ويهديه سبله. يقول الله جل وعلا والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا. ثم انظر ايها الاخ الكريم ما وقوعك في المعصية السبب. ما سببه؟ اذا كان ثمة اسباب توجب لك الوقوع في هذه المعصية اقطع هذه الاسباب. اذا كانت الله راح اذا كانت اذا كانت نفسك اذا كانت نفسك لا تستطيع ان تقف امام شاشة الجوال انتبه لا تستطيع ان تقف امام شاشة الجوال الا وتدخل المواقع في الانترنت. يا اخي اقطع الانترنت من البيت. اقطع الانترنت من البيت. كلم ابوك اباك يقطع الانترنت من البيت صارح اباك. اقطع اسباب المعصية عنك. فانك اذا كانت نفسك في بدايات المجاهدة لا تستطيع لا تستطيع فاذا يجب عليك ان تقطع اسباب المعصية عنك. اما ان تكون اسباب المعصية متوفرة مقدورا على استعمالها ثم تقول والله انا كيف انا كيف اعصي؟ انا كيف اعصي الله جل وعلا؟ فان هذا والعياذ بالله يعني يصدق عليه كما يقول الشاعر القاه في اليم مكتوفا وقال له اياك اياك ان تبتل بالماء. فاذا هذه دلالة المجاهدة الصادقة ان تزرع ميزان المراقبة في قلبك ان تقطع اسباب المعصية عنك وابشر بالخير. احسن الله اليكم فضيلة الشيخ وهذا يقول عندي معصية خفية لما عملت احسست بالذنب واستغفرت الله واكثرت من العمل الصالح وتصدقت. ولكن اعود لتلك المعصية الخفية واستغفر الله. هل هذا جاء نفس الجواب نفس الجواب. هم احسن الله اليك لكن ابشر بخير ما دام قلبك لا يزال يستهجن هذه المعصية فلا يزال في قلبك ايش ؟ بصيص نور من من الحياء فهذا طيب هذا طيب لكن اياك ان تستمر وان تستمرئ وان تستجرئ حتى تستصغر فيذهب نور الحياء كما ذكرت في المحاضرة احسن الله اليكم فضيلة الشيخ هذا السائل يقول ما قولكم فيمن يقول ان ارتكاب الذنوب مكتوب ومقدر ما قولكم انا ما ودي انا نقول ما قولكم لان ما قولك؟ ولا لا؟ يعني ما لها داعي قولكم ما رأيكم؟ ما رأيك ما قولك احسن لان المخاطب واحد. وهذه العبارات توجب للنفس تعظيما واننا نبي يعني النفس ضعيفة. الشاهد ان هذا ممن يحتج بالقدر على الذنوب والمعاصي. وهذا الرجل اريدك ان تقف امامه وتسترها بكف. تسطره بكف. فاذا قال لما ضربت ايش تقول له؟ الله قدر. هل سيرضى بهذا القدر؟ هل سيرضى احدنا بهذا وابلى لن يرضى. ونقول لهذا المسكين اجلس لا تذهب الى الوظيفة. فاذا كان الله قادر فاذا كان الله قد قدر ان راتبك سينزل لاخر الشهر سوف ينزل ولو لم تذهب للوظيفة. هل هذا مقبول؟ او واحد جالس يقول يا رب ترزقني وليد. يا رب ترزقني وليد. ما بعد اعرس من بعد عرس نقول طيب لا يقول لا اذا كان الله قدر لي اني بيجيني وليد ما ادري الا طاق عليه الباب. بابا بابا بابا. بدون بدون زوجة. شو بتقول هذا؟ ايه زين زين ان شاء الله. خلاص هذا ارتفع عقله. كذلك الانسان اذا اذا قدمت اذا اذا اذا اعلنت وظيفة من الوظائف. تلقاه يروح يزين ملفه شروطهم فبموقعهم الى الشبكة العنكبوتية. ما يقول والله اذا كان الله قدر ان اكون من اصحاب هذه الوظيفة فساكون. مع ان وظيفة ما تبي الا واحد وقدم عليها عشرة الاف ومع ذلك لا يزال قلبه ايش؟ فيه الامل ان يكون هو هذا الواحد. فأسباب الدنيا نحصلها ولا احد ابدا يترك اسباب الرزق محتجا بايش؟ بان الله قضاه وقدره. لكن اذا جاءت اسباب طريق الجنة وسلوك طريق الجنة يقول والله اذا كان الله قدر لي الجنة فانا سادخلها ولو كنت من اصحاب الذنوب والمعاصي. هذا مو بصحيح. هذا من باب الاحتجاج بالقدر على ترك الشرع وهذا فعل الزنادقة. وهذه حجة باطلة بالقرآن والسنة والاجماع. وقد ذكرتها في جمل من المواضع لا يطول الحال بذكره. يقول الله جل وعلا وقال الذين اشركوا لو شاء الله ما اشركنا نحن ولا اباؤنا ولا حرمنا من من شيء كذلك فعل الذين من قبله. وفي سورة الانعام قال كذلك كذب الذين من قبلهم. يقول الله جل وعلا ان تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله وان كنت لمن الساخرين او تقول لو ان الله هداني لكنت من المتقين بلى قد جاءتك اياتي فكذبت بها. فاذا حجة الله عبادي قامت بارسال الرسل وانزال الكتب. ولا حجة للعباد بعد ذلك ان الله قدرها عليه. ثم نقول لهذا العصر اذا كنت تقول ان الله قدر علي هذه المعصية قبل ان تفعلها. فلماذا لا تقف الان وتقول لا لا ما قدر علي المعصية. بل قدر علي الطاعة فتفعل الطاعة. ليش دائما نسيء الظن بالله؟ دائما ننسب المعاصي لله؟ هل احد منكم يوم من الايام قام الليل فسأل لماذا قمت الليل قل والله انا مركز الساعة مبتسر ويعني قيام الليل وكذا. لكن ابدا ما ننسب الطاعات لله وانما ننسب الى الله الذنوب والمعاصي. يتقحم بيديه ورجليه ويقول الله قدرها علي. وهذا وهذا زيف وباطل. نعم. احسن الله اليكم فضيلة الشيخ يقول السائل ما واصلاح القلب هذي يبيلها محاضرة هذي يبيلها محاضرة لكن اعظم اعظم اسباب صلاح القلب كثرة الدعاء. كثرة الدعاء فان من فان النبي صلى الله عليه وسلم اخبرنا ان قلوب العباد بين اصبعين من اصابع الرحمن يصرفها كيف يشاء. ثم قرن ذلك بقوله اللهم صرف اه اصرف قلبي عن معصيتك. اللهم مثبت القلوب ثبت قلبي على طاعتك. فكثرة الدعاء وصحبة الصالحين. وترك مجالس الطالحين وكثرة الطاعة والانطراح بين يدي الله جل وعلا والتوبة وقراءة سير السلف كل هذا من الاشياء التي يصلح بها القلب. احسن الله اليكم فضيلة الشيخ يقول السائل ما في رجل وصل عمره الان اربعين سنة ولا يصلي والمسجد بجانب اليتيم وهو صاحب خلق رفيع هذا الرجل يجب عليه عدة امور. يجب عليه ان يحسن خلقه مع الناس وقد احسن في هذا. ولكن يجب عليه ان ان يحسن خلقه ايضا ايش من يا جماعة؟ مع ربه جل وعلا، فهذا اخفق في ادبه مع الله. فاذا فاذا نحن نشكره على احسان خلقه مع الناس ولكن يجب عليه ان ذلك بتسميم مكارم اخلاقه بطاعة الله جل وعلا. لان تارك الصلاة كافر عند الامام احمد رحمه الله تعالى وهو القول الصحيح الذي تؤيده الادلة. واربعون سنة الان خلاص اعمار امتي ما بين الستين والسبعين. فانا ادعو هذا الرجل الى التوبة الى الى المبادرة بالتوبة والى تقوى الله جل وعلا والى ان يخاف من عقوبة الله بان يقبض روحه وهو تارك للصلاة. فما تنفعه حينئذ اي طاعة فعلها ما ينفعه احسان اخلاقه مع الناس اذا كان كافرا. لان النبي صلى الله عليه وسلم لما ذكر له ابن جدعان قال عائشة يا رسول الله ابن جدعان كان في الجاهلية يصل الرحم ويطعم المسكين. يعني حسن خلق مع الناس. فهل ذلك نافع؟ قال لا ينفعه انه لم يقل يوما رب اغفر خطيئة يوم الدين. ومهما فعل هذا الرجل من احسان الاخلاق بالكرم وغيره لن يكون اكرم من حاتم الطائي. ولكن لما سأل عدي بن حاتم نبي الله صلى الله عليه وسلم عن ابيه والحديث في مسند احمد قال ان اباك لم يقل رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين. يعني ما ينفع يوم القيامة هذا الامر. فصدقه مع الناس واحسانه للناس وصدقته على الناس وبذله الخير للناس وشفاعته للناس. كلها يجعلها الله هباء منثورا لانها اعمال صالحة ما بنيت على قاعدة توحيد ويقول الله جل وعلا وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا. فالتوبة التوبة والبدار البدار والحذر الحذر من ان ان تقبض روحك على على الردة على الردة والعياذ بالله. نسأل الله لك التوبة. اسأل الله لك التوبة. اسأل الله ان يتوب عليك. وعلينا جميعا. اسأل الله فضيلة الشيخ يقول ما قولكم في شخص سن السنة سيئة ثم تاب بعدها وما زال الاخرون يعملون بتلك السيئات هل عليه وزراء يقول العلماء رحمهم الله تعالى ان الواجب عليه ان ينهى من وقع في هذه السيئة وان يبين له خطرها. فكما فذلك كفارة ايقاع غيرك فيها. والاعمال تكفر بنظيراتها. ولا لا يا جماعة؟ فكما انك دعوت غيرك للوقوع فيها فوقع فانت معاقب على دعوتك له. فكذلك يعزب عليك ان تكفر عن سيئتك هذه بان تدعوه الى الاقلاع منها. فاذا دعوته ونهيت ليته وانكرت عليه وبينت له قبحها ومع ذلك اصر فاصراره حينئذ على نفسه وانت تخرج من العهدة. احسن الله اليكم فضيلة الشيخ يقول من اثار الذنوب عدم التألم لما يحصل لاخواننا المسلمين المنتظرين. اي نعم. هذا نعم. لان صاحب الذنب مشغول بذنوبه ومعاصيه عن النظر في المسلمين. فيطفئ فتطفئ ظلمة المعصية احساسه بمقتضى الواجب عليه. تجاه اخوانه المسلمين. ولا ادل على ذلك من هؤلاء الذين يطالبون بقيادة المرأة لا يزالون يطالبون واخوانهم لا يقتلون في كل مكان الان. لا يزالون يدعون الى الذنوب والمعاصي مشغولون بالدعوة اليها وبإقترافها ومزاولتها وهم ينظرون الى الام المسلمين فهذا من اثار الذنوب والمعاصي والعياذ بالله. طيب والله وجزاكم الله خيرا واعتذر لكم على الاطالة والله اعلى واعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد