اب عزيز اي القرآن كتاب ممتنع اعن ان يضل به احد الناس فالقرآن من عزة الله عز وجل ان جعله عزيزا اي ممتنعا عن كل مراد باطل فان القرآن محمي يستدل بالقرآن على باطله الا وفيما استدل به ما يرد على ضلالته اعيد هذه الكلمة لانها تبين عزة القرآن الذي قال فيه ربنا وانه لكتاب عزيز ان يمتنع عن مرادات الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه حمدا يرضيه واشهد ان لا اله الا الله اله الاولين والاخرين لا اله الا هو الرحمن الرحيم واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صفيه وخليله خيرته من خلقه صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته واقتفى اثره باحسان الى يوم الدين اما بعد ففي هذا المجلس ايها الاخوة نتحدث عن اية ذكرها الله تعالى في كتابه فيها علاج كثير من الانحرافات التي وقع فيها اصحاب الاهواء اهل الانحراف على شتى صنوفهم وتلون وتنوع طرائقهم يقول الله جل وعلا ان الذين يلحدون في اياتنا لا يخفون علينا افمن يلقى في النار خير ام من يأتي امنا يوم القيامة اعملوا ما شئتم انه بما تعملون بصير ثم يقول جل في علاه بعد هذه الاية ان الذين كفروا بالذكر لما جاءهم وانه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد الله جل وعلا في هذه الايات اخبر عن قوم ظلوا في كتابه فالحدوا في اياته وكان ذلك سببا لانحرافهم في الاعتقاد والعمل. فان الالحاد وهو الميل عن الجادة والخروج عن الصراط المستقيم هو من اعظم اسباب الزيغ واليه يرجع كثير من الانحرافات العقدية والعملية على مر العصور وتتابع الدهور. فالالحاد هو الميل والعدول عن الصراط المستقيم. والخروج عن نهج سيد المرسلين صلوات الله وسلامه عليه وما كان عليه الصحابة والتابعون وتابعوهم باحسان رضي الله تعالى عنهم على الجميع هذا هو الالحاد الذي اخبر الله تعالى في هذه الاية عن عقوبة اصحابه وهددهم باطلاعه عليهم فانه قد قال جل في علاه ان الذين يلحدون في ايات لا يخفون علينا. ثم قال تعالى افمن يلقى في النار خير ام من يأتي امنا يوم القيامة؟ اعملوا ما ما شئتم انه بما تعملون بصير. فالله عز وجل في هذه الاية اخبر عن الانحراف الذي وقع فيه قوم من الناس وفئة من الناس وهي ضلالة الالحاد تلك الظلالة التي ينشأ عنها ضلالات عدة. فيقول الله تعالى ان الذين يلحدون في اياتنا اي يميلون بايات الكتاب وينحرفون عن دلالاتها وينحرفون عن معانيها الى انواع من الانحراف والضلال يقول جل في علاه لا يخفون علينا. ومعنى قوله لا يخفون علينا ليس فقط الخبر بانهم كالضالين ويمتنع عن ان يكون سبيلا لتقرير ظلالة او الدعوة الى بدعة او غير ذلك من الانحرافات. يقول جل وعلا وان لكتاب عزيز اي كتاب ممتنع من ان يستعمل في ضلالة او ان او ان يضل احدا عن مطلع عليهم او انه عالم بهم بل ان هذه الاية وهذه الجملة وهذا الاخبار يفيد عظيمة بان الله تعالى سيحاسبهم. فهو محيط باعمالهم. عالم بسرائرهم. مطلع على ظواهرهم لا يخفى عليه شيء من شأنهم ثم هو جل وعلا عليهم قدير وبهم بصير. فاين يفرون منه؟ وكيف ينفكون من عقوبته وهو الذي به المحيط وعليهم قدير جل في علاه. لا شك ان قوله جل وعلا لا يخفون علينا فيه التهديد العظيم لاولئك الذين يحرفون الكلمة عن مواضعه. الذين يلحدون في ايات الله الذين يخرجون عن الصراط المستقيم في فهم كتاب الله تعالى. ثم بين ان هؤلاء يستحقون النار. فقال تعالى افمن يلقى في النار؟ وهم اولئك كالذين يلحدون في ايات الله تعالى خير ام من يأتي امنا يوم القيامة فالامن يوم القيامة هو سبيل اولياء الله تعالى وهو ثمرة ايمانهم وتصديقهم وهو ثمرة مطابقتهم كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في الفهم والعمل والمقصد والمقصد والمراد لا يحرفون الكلم عن مواضعه ولا يستدلون بالقرآن او بالسنة في غير مواضعها. فهذا هو عنوان الامن فعنوان الامن هو سلامة الاعتقاد مع صلاح العمل قال الله جل وعلا في محكم كتابه ان الذين امنوا وعملوا الصالحات اولئك لهم الامن وهم مهتدون. ان الذين امنوا ولم يخلطوا ايمانهم بظلم اولئك لهم والامن وهم مهتدون فاخبر الله تعالى في محكم كتابه ان الامن نصيب اولئك الذين امنوا صدقوا الله عز وجل واقروا به واقروا بما جاء به شرعه وما جاء به نبيه فهم في الاخبار مسلمون مقرون قابلون وفيما يتعلق بالاحكام قابلون منقادون مذعنون. وهم سالمون من الظلم في الاعتقاد والعمل. هؤلاء الذين وعدهم الله تعالى بالامن التام. ان الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اي لم يخلطوا ايمانهم بشرك ولا بنفاق ولا ببدعة ولا بمعصية هؤلاء هم الذين ينالون الامن التامة الكامل اولئك لهم الامن جزاء وثوابا من الله تعالى وهم مهتدون فهذه شهادة من الله تعالى لهم على ما هم عليه من الاستقامة في العقائد والاعمال. ان الله جل في علاه عاد الى اولئك المنحرفين في فهم ايات كتابه والمضلين والمحرفين لايات الكتاب والملحدين فيها قال جل وعلا اعملوا ما شئتم اي افعلوا ما شئتم من الضلال والانحراف وهذا ليس اذنا لهم في بل هو على وجه التهديد اي اعملوا ما شئتم فانكم مجزيون به. اعملوا ما شئتم فان الله محصيه عليكم. اعملوا ما شئتم فانكم ستجدونه بين ايديكم في صحائف اعمالكم. اعملوا ما شئتم فان نصيبكم من العذاب. وسوء اب بقدر ما يكون معكم من الالحاد في ايات الله تعالى والخروج عن صراطه المستقيم. اعملوا ما شئتم ان انه بما تعملون بصير وهو جل في علاه يخبر في هذه الاية انه بعملهم بصير مطلع الى قوله تعالى ان الذين يلحدون في اياتنا لا يخفون علينا اكد اطلاعه عليهم بانه يراهم جل في علاه وفي هذا زجر لهم عن المضي في الظلال. وتحذير لهم من الاستمرار في الانحراف. وزجر لكل من وضع الكتاب في غير موضعه. ايها الاخوة الكرام ان الانحراف في فهم الكتاب و الالحاد في اياته يكون الميل بها والخروج عن الصراط المستقيم عن الوسط الذي جعله الله تعالى سمة هذه الامة كنتم خير امة اخرجت للناس الى الوان من الضلالات الانحرافات. فالله تعالى ذكر الالحاد في اياته والالحاد في اياته. حقيقته اما ان يكون تحريف الكلمة عن مواضعه بان يوضع كلام الله عز وجل في غير موضعه. ويفسر بغير معناه. ويبين بغير مراد الله ورسوله هنا يقع الالحاد في ايات الله عز وجل عندما يوضع كلام الله في غير موضعه يستدل به على باطل يستدل به على ضلالة يستدل به على انحراف يؤتى به في غير مقصود الله ورسوله فانه عند ذلك يكون قد الحد الانسان في ايات الله عز وجل. وقد ذكر العلماء في الالحاد بايات الله تعالى عدة اوجه. فقالوا ان من الالحاد في ايات الله التكذيب. وقالوا ان من الالحاد في ايات الله الجحود. وقالوا ان الالحاد في ايات الله المعاندة والمشاقة وقالوا ان من الالحاد في ايات الله الكفر والشرك. وقالوا ان من الالحاد في ايات الله ان يستدل بها في غير موضعها بان توضع في غير ما اراد الله تعالى ورسوله. في غير ما اراد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وبالتأكيد ان كل هذه الصور هي من الالحاد في ايات الله. فان من اعرض عن ايات الله ولم يعمل بمقتضى الله من دلالته على الايمان بالله والايمان باليوم الاخر والايمان باصول الايمان فانه ملحد في ايات الله من شاق شرع الله وحاد دينه ولم يقبل احكامه فهذا ايضا ملحد بايات الله لان حق هذه الايات ان يؤمن بها وان تقبل وان يذعن لها. وكذلك من وضع الايات في غير موضعها واستدل بها في غير محلها فانه الحد في ايات الله حيث مال بها عن دلالتها عن معناها عن مقصودها الى ما يشتهيه او الى ما يهواه او الى ما يحب وكل هذا مندرج في الالحاد في ايات الله. الذي ذكر الله تعالى وعيده في هذه الاية. فالالحاد في ايات الله هو الميل بها عن هو الاعراض عنها هو عدم العمل بها هو محادتها ومعارضتها ومعاندتها. كل ذلك من الالحاد في ايات الله واعلم بارك الله فيك ان الله تعالى توعد الملحدين بوعيد شديد فاخبر باطلاعه عليهم فقال ان الذين يلحدون في اياتنا لا يخفون علينا ثم توعدهم بالنار فقال تعالى افمن يلقى في النار خير ام من يأتي امنا يوم القيامة فذكر عقوبتهم في النار وانتفاء الامن عنهم يوم القيامة ثم تحداهم جل في علاه بان املى لهم وقال اعملوا ما شئتم فانكم لا تضرون الا انفسكم واعملوا ما شئتم فانكم باعمالكم واعملوا ما شئتم فاني مطلع على ما يكون منكم لا يخفى علي من شأنكم شيء ولذلك قال واعملوا ما شئتم اعملوا ما شئتم قال اعملوا ما شئتم انه بما تعملون بصير. وكل هذا التهديد. الذي يخبر فيه الله تعالى باحاطته وعلمه هو لردع هؤلاء عن ضلالهم وانحرافهم وزيغهم عن الهدى القويم والصراط المستقيم ايها الاخوة الكرام ان الله سبحانه وبحمده حفظ هذا الكتاب. ومن رحمته بعباده ان حفظه لفظا ومعنى. فان الله تعالى انزل الكتاب على محمد ابن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه. واوكل اليه مهمة البيان. فبينه صلى الله عليه وسلم بقوله كما بينه صلى الله عليه وسلم بعمله كما قال الله تعالى وانزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نزل اليهم. فكان بيان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم للكتاب الحكيم متظمنا البيان القولي ببيان القرآن وتفسيره. والبيان العملي بترجمته وتطبيقه. ولذلك لما عائشة رضي الله تعالى عنها عن عمل النبي صلى الله عليه وسلم عن خلق النبي صلى الله عليه وسلم قالت كان خلقه القرآن. وفي هذا قطع لكل معارضة وكل انحراف فان الحاكم في فهم القرآن هو ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم وما جاء عن الصحابة الكرام رضي الله تعالى عنهم والذين نقلوا بيان القرآن عن النبي صلى الله عليه وسلم وبينوا ما يحتاج الناس الى بيانه من ذلك. الله جل في علاه بعد ان ذكر الالحاد سجل حكما على الملحدين على وجه العموم. فقال ان الذين كفروا بالذكر الملحدون بايات الله انهم الذين كفروا بالذكر ولذلك يقول الله تعالى ان الذين كفروا بالذكر لما جاءهم فلم يقبلوا به ولم يذعنوا له ولم يستسلموا له ولم ولم ينقادوا اليه بل الحدوا به واعرضوا عنه وانه لكتاب عزيز. الله اخبر الله بالحاد قوم في اياته. واخبر كفر بعض الخلق بذكره الذي جاء به رسوله صلى الله عليه وسلم وهو القرآن الحكيم. ثم قال جل في علاه لتطمين اهل الاسلام ان دين الله محفوظ لا يظره تحريف الغاليين ولا انتحال المبطلين ولا افساد المفسدين الذين يسعون لحرف الدين عن ما جاء به الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه. فقال وانه لكتاب من ان يستدل به على باطل. وان يقام به ضلالة بل لا يهدي الا الى التي هي اقوم كما قال الله تعالى. ان هذا يهدي للتي هي اقوم فهو كتابه هداية وهو كتاب نور وهو كتاب بصيرة ولكن هذا ليس فقط حروفه واياته بل هو ببيان النبي صلى الله عليه وسلم وما جاء عن سلف الامة الذين كشفوا الضلالات في ايات الكتاب ومن عزة هذا الكتاب انه لا يأتي مبطل وانتبه الى هذا انه لا يأتي مبطل صراط المستقيم وهو يرغب في الهداية كيف ذلك؟ القرآن يستدل به اهل البدع واهل الضلالات بشتى صنوفهم على انواع من ضلالاتهم. لكن من فتح الله بصيرته وانار قلبه لا يمكن ان يستقر استدلال بالقرآن على باطل بل ان كل مبطل يستدل بالقرآن على ضلالة من عزة القرآن ومن احكامه واتقانه ان جعل الله فيما استدل به ما يبطل ضلالته. ما يبين كذبا دعواه ما يرد على انحرافه وهذا من عزة القرآن. وهذا تصديق قوله تعالى وانه لكتاب فما استدل مبطل بالقرآن الا وكان فيما استدل به رد عليه وابطال لدعواه وبيان لظلالته لكن ذلك لا يتبين الا لاولي البصائر واهل المعرفة الذين يفهمون معاني كلام الله تلقون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويلزمون ما كان عليه الصحابة والتابعون وتابعوهم باحسان من تابعة التابعين رضي الله تعالى عن الجميع. الله جل وعلا يبين عظمة هذا الكتاب وانه عزيز قال لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه لا يمكن ان يكون القرآن دالا على ضلالة فلا يأتيه باطل من بين يديه ولا من خلفه فهو محفوظ بحفظ الله عز وجل هو كلام الخبير جل في علاه الذي تكلم به سبحانه وهو المحكم المتقن لاياته. كما قال جل في علاه كتاب حكمت اياته اي اتقنت كتاب احكمت اياته ثم فصلت اي بينت ووضحت من لدن حكيم خبير. وفي هذه الاية يقول لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم اي محكم ما انزل. من حكيم حميد اي يستحق الحمد والثناء المدح على اتقانه لما انزله من كتاب محكم لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ايها الاخوة الكرام ان الانحراف عن الصراط المستقيم. والالحاد في ايات الله عز وجل تورط فيه فئام كثيرة من الناس في القديم والحديث الا ان اول انواع الانحراف الذي وقع فيه من وقع ممن ظل قلبه وعمي هو الحاد الخوارج في ايات الكتاب الحكيم فان الخوارج وهم اقدم الفرق ظهورا. فان الخوارج ظهروا زمن الصحابة رضي الله تعالى عنهم. والصحابة متوافرون وحاضرون وهم كثر فخرج هؤلاء في اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. وزعموا انهم احق بالحق من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. واولى بفهم القرآن وبيانه واقامة الدين من اولئك الذين رضي الله تعالى عنهم وارضاهم وكان ظهورهم بلية عظمى على الاسلام. ولعظيم شرهم وتجدد ظررهم واستمرارهم افكهم في الامة حذر النبي صلى الله عليه صلى الله عليه وسلم منهم تحذيرا لم يأت نظيره في كل الفرق ظالها المنحرفة وذلك لعظيم هؤلاء وانحرافهم. فقد نشأت ناشئتهم وظهرت بوادرهم زمنا صلى الله عليه وعلى اله وسلم وذلك في قصة الرجل الذي جاء الى النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم والنبي صلى الله وسلم بين اصحابه وقد قسم مالا صلى الله عليه وسلم من الغنيمة حسب ما اراه الله ووفق ما هداه الله اليه وهو صلى الله عليه وسلم اعلم الناس بربه اعلم الخلق بربه واتقاهم له واعلمهم بمواضع صرف المال. جاء اليه فقال له يا محمد هذه قسمة لم يبتغ بها وجه الله. وفي رواية جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد اعدل هكذا جاء امرا بالمعروف ناهيا عن المنكر متدثرا بثياب التقوى والصلاح الاهتداء واقامة الحق. فكان هذا مبدأ تلك الفرقة الضالة التي عن الهدى ووقعت في الردى واتهمت سيد الورى بانه صلوات الله وسلامه عليه قد ظلم ولم يعدل. فقال النبي صلى الله عليه وسلم من يعدل الا ما عدل من يعدل الا ما اعدل. لا يعدل احد ان ان لم يعدل محمد صلى الله عليه وسلم الا تأمنوني وانا امين من في السماء صلوات الله وسلامه عليه فرد عليه في لحظتها بابطال شبهته وبيان ظلالته رد انحرافه وان ما فعله هو العدل الذي امر الله تعالى به وهو امتثال لامر الله عز وجل الذي استأمنه على اعظم من الدراهم والدنانير والماشية والانعام. استأمنه على الوحي فجعله واسطة بينه وبين الخلق. يبلغ دين الله ويبلغ رسالاته ويقيم شرعه ويدل الخلق على ربهم فمن استأمنه الله على هذه الامانة العظمى الا يستحق ان يؤمن على شياه توزع او اموال تفرق حسب ما اراه الله تعالى وحسب اجتهاده الذي فتح الله الله تعالى عليه فيه لا شك ان ذاك قد الحد في ايات الله فانزل ايات الامر بالعدل والنهي عن الظلم في غير موضعها. حيث اتهم حكم سيد الورى وامام اهل التقى والذي هو اعلم الخلق بربه واعلم الخلق بشرع الله عز وجل وما وما يرضيه. وهو اتقاهم لله عز وجل اتهمه بعدم بالعدل وان هذه القسمة لم يبتغى بها وجه الله. ايها الاخوة هنا يبرز ويظهر ان هؤلاء الخوارج منذ نشأتهم الاولى وقعوا في الالحاد بايات الله عز وجل ولا تعجب فان هذا قد سجل عليهم من اوائل ظهورهم. فما قتل عثمان خليفة خليفة واستبيح دمه الا بتأويلات الخوارج المنحرفين ولا قتل علي رضي الله تعالى عنه واستبيح دمه استبيح دم اصحابه الا بافة الخوارج الذين افسدوا في الارض زعما منهم انهم يريدون الله عز وجل ويريدون الدار الاخرة وهم كذبة ضلال. انما ينتصرون لاهوائهم ويحرفون الكلمة عن مواضعه ويلحدون في ايات الله فلا للاسلام نصروا ولا لاهل الكفر والشر دحروا بل كانوا شوكة منذ نشأتهم وظهورهم في خاصرة الاسلام يتأذى به بهم اهل الايمان ويفرح بهم اهل الكفر واعداء الاسلام. ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم عن هؤلاء قال يقتلون اهل الاسلام ويذرون اهل الاوثان فهم سلم على اعداء الله عز وجل حرب على اولياءه اه حرب على من اقاموا الشريعة ودانوا بالاسلام على نحو ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه لكنهم من ضلالة قلوبهم وانطماس بصائرهم يبررون ما يفعلونه بايات من الكتاب وهذا الحادهم بايات الله عز وجل. ومن ضلالاتهم في فهم الكتاب وفي تحريفه. وانزاله في غير موضعه يصدق عليهم انهم ملحدون في ايات الله كما قال الله تعالى ان الذين يلحدون في اياتنا لا يخفون علينا فهم من الملحدين في ايات استمع الى ما قاله عبد الله ابن عمر رضي الله تعالى عنه وقد شهد وقد شهد الخوارج وعرفهم وعرف طرائقهم قال رضي الله تعالى عنه في عملهم حيث تسلطوا على اهل الاسلام بالقتل والتكفير واستباحة الدماء والاموال قال انطلقوا الى ايات نزلت في الكفار اي انزلها الله تعالى في شأن الذين قاتلوا النبي صلى الله عليه وسلم وكفروا بما جاء به من من الهدى ودين الحق فجعلوها على المؤمنين. فاخذوا الايات التي جاءت في اهل الكفر فانزلوها على اهل الاسلام هكذا يقول عبد الله ابن عمر وهو شيخ الاسلام. وهو من علماء الامة في صدرها الاول عبد الله بن عمر من كبراء اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وعلمائهم الافذاذ قد افتى رظي الله تعالى عنه في الاسلام ستين سنة هذا عبد الله بن عمر فخبر شأنهم وعلم حالهم فقال في بيان ظلالتهم قالن انطلقوا قال انطلقوا الى ايات نزلت في الكفار فجعلوها على المؤمنين اي انزلوها في غير موظعها فانزلوها على اهل الايمان. وقد تفطن علي ابن ابي طالب رضي الله تعالى عنه وهو ممن ابتلاه الله بالخوارج فقاتلوه فكفروه وقاتلوه اذوا حتى قتلوه رضي الله تعالى عنه. فالذي قتل علي ابن ابي طالب رضي الله تعالى عنه هم الخوارج. الذين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين ضلالتهم وقال فيهم المقولات التي تبين عظيم ما هم عليه من ضلالة وانحراف وسيأتي ذكر بعضها يقول ابن عباس رضي الله تعالى عنه وقد حدث عن الخوارج الذين انكروا التحكيم بين الصحابة عندما اختلفوا فان الصحابة رضي تعالى عنهم لما نشب بينهم الخلاف عن اجتهاد رضي الله تعالى عن الجميع خرج اصطلحوا على ان يحكموا بينهم من يفصل النزاع ويجمع الكلمة ويلم شعث الامة. فانعزل من جند علي رضي الله تعالى عنه جماعة قالوا لا حكم الا لله. قالوا لا حكم الا لله. وكانوا يرفعون المصاحف ويقولون ان الحكم الا لله. اي ما الحكم الا لله؟ وهذا بالتأكيد حق لكنه حق اريد به باطل. هذا حق لكنه وضع في غير موضعه. فان عليا و معاوية رضي الله تعالى عنهم لم يعدل عن حكم الله ولم يحكموا غير الله عز وجل بل سعوا في الصلح بين الفريقين بتحكيم من ينتدب من الطرفين لفصل النزاع وحسم الخلاف وجمع الكلمة ورأب الصدع بين اهل الاسلام في ذلك الوقت لكن هؤلاء الجهال الذين اعمى الله بصيرتهم عدوا ذلك خروجا عن قول الله تعالى ان الحكم الا لله وهذا من صور الحادهم. يقول ابن عباس فيما يحدث عن هذه الحادثة وما جرى؟ قال فاعتزل منهم اثنى عشر الفا. ممن كانوا مع علي رضي الله تعالى عنهم رضي الله تعالى عنه ومن معه من الصحابة انعزلوا هؤلاء وعددهم ما ذكر رضي الله تعالى عنه. قال ابن عباس فدعاني علي اي دعا عبد الله بن عباس فقال اذهب اليهم. اذهب الى هؤلاء الذين انحازوا وانفصلوا عن اهل الاسلام الفريقين كفروا علي ابن ابي طالب ومن معه من الصحابة وكفروا معاوية ومن معه من الصحابة كفروا الجميع رضي الله تعالى عن عنهم اجمعين اذهب اليهم وخاصمهم اي حاج اي حاججهم وادعهم الى الكتاب والسنة. ثم انتبه. قال له علي وهو الخبير بهم. وبانحرافاتهم وضلالاتهم لا تحاججهم بالقرآن يعني لا تجعل القرآن هو الحجة بينك وبينهم. فانه حمال وجوب ولكن خاصمهم بالسنة. لماذا قال خاصمهم فالسنة لان السنة ايش بيان القرآن. قال الله تعالى وانزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نزل اليهم. فما ابهم في القرآن مما لم يتبين معناه او لم يتضح مدلوله فان بيانه وايظاحه يكون كتاب الله عز بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وجاء عن علي رضي الله تعالى عنه لتعرف عظيم مهارة هؤلاء في الاستدلال بالايات في غير موضعها. جاء رجل الى علي رضي الله تعالى عنه يسأله عن صدر اية الانعام. الحمد لله الذي خلق السماوات والارض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون اي ثم الذين اشركوا بربهم يسوون يمثلون ينظرون وينددون قال اليس كذلك هذا الرجل يسأل عليا؟ عن الاية؟ فيقول اليس الذين كفروا بربهم يعدلون؟ قال علي رضي الله تعالى عنه نعم فانصرف الرجل اخذ الكلمة من علي فانصرف ثم نبه علي رضي الله تعالى عنه انه من الخوارج او تنبه فقال ارجع ارجع انما نزلت هذه الاية في اهل الكتاب او في المشركين الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فبين علي رضي الله تعالى عنه انهم يستدلون بايات الكتاب هؤلاء الخوارج والضلال وغيرهم لكننا نتكلم عن انحراف الخوارج في الالحاد بايات الله هؤلاء وغيرهم يحرفون الكلمة عن مواضعه وينزلون الايات على غير محالها ويتبعون المتشابه ويذرون كما قال الله تعالى منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات فاما الذين في قلوبهم زائغ اي ضلالا وانحراف فيتبعون ما تشابه منه. اي يتمسكون بما لا دلالة فيه واضحة. بما دلالته محتملة بما لم يتبين معناه ويرون المحكم. اما اهل البصيرة فهو ما فهو كما قال الله تعالى والراسخون في العلم يقولون امنا به كل من عند ربنا وما يذكر الا اولو الالباب وقد فسر عبدالله بن عباس رضي الله تعالى عنه هذه الاية في قوله تعالى فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله. قال هؤلاء الخوارج. وقال علي رضي الله تعالى عنه لا احسب الخوارج الا منهم. يعني ممن يتبعون المتشابه ويذرون المحكم عملا بما لا دلالة فيه وسعيا لتنزيل الكلام في غير مواضعه وتحريف الكلم عن مواضعه. وقد جنى هذا التأويل وذلك كالانحراف وهذا الالحاد شرا عظيما على الامة. وحتى يتبين لك صور من انحراف الخوارج في الاستدلال بالقرآن في غير في غير مواضعه. قال الله تعالى في محكم كتابه هو هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن. والله بما تعملون بصير. هذه الاية تقتضي انه من لا يكون مؤمنا فهو كافر هكذا يقولون من ليس بمؤمن فهو كافر. والمؤمن عندهم هو من لا معصية له. ولا يقع في ذنب كبيرة من الكبائر ولا يغشى عظيمة من عظائم الاثم. فان غشى عظيمة من عظائم الاثم ارتفع عنه وصف الايمان والتحق بالكفر. فاستدلوا بهذه الاية وهي ان الله تعالى قسم الناس الى قسمين في قوله فمنكم كافر ومنكم مؤمن على تكفير كل من وقع في كبيرة من الذنوب او عظيمة من الاثم. وهذا من انحراف وظلالهم وعدم قيامهم بحق الله عز وجل في فهم كلامه وانزال الكلام في مواضعه. احتجوا ايضا بقول الله تعالى ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا. ثم قال ومن كفر فان الله غني عن العالمين استدلوا بهذه الاية على كفر تارك الحج وانه كافر بالله العظيم وهذا مما استدل به الخوارج واختصوا به دون سائر طوائف الامة. ومن ابرز استدلالاتهم في غير مواضعها قولهم في تعالى ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الكافرون. قالوا ان كل من لم يحكم بما انزل الله فانه كافر. وهذا من اقوى ما يستدل به الخوارج المعاصرون على تكفير الحكام وعلى تكفير العلماء وعلى تكفير المجتمعات وعلى تكفير الامم من اهل الاسلام بناء على ان من لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الكافرون كفروا اهل الاسلام حكاما ومحكومين. والسبب في ذلك عدم فهمهم ان الحكم بغير ما انزل الله ليس على مرتبة واحدة على درجة واحدة بل منه ما هو كفر مخرج عن الملة ومنه ما هو معصية ومنه ما هو نفاق فليس على درجة واحدة بل هو درجات ومراتب. وانما يميز ذلك اهل العلم والبصيرة. وهؤلاء لما كان لا علم لهم لا بصيرة لديهم نزلوا هذه الاية على كل من حكم بغير الشريعة سواء كان ذلك بهوى او كان ذلك اه اه اتباعا لمصلحة او كان ذلك اقتناع بغير الشريعة او لتفضيل لغير الشريعة فسووا بين الاحوال كلها. ولا شك ان هذه الاحوال لا تستوي بل الحكم بغير ما انزل الله منه ما هو كفر كما لو اعتقد ان غير الله احسن من الله حكما كما قال تعالى ومن احسن من الله حكما لقوم يوقنون او اعتقد انه يجوز له ان يحكم بغير ما انزل الله فكل هذا من الكفر لكن من حكم لهوى لمصلحة لشهوة حكم لضرورة فان ذلك فيختلف حكمه ولا ولا يكون كافرا قد يكون معذورا وقد يكون مأزورا لكنه لا يكون كافرا. وهؤلاء لا يميزون يأتون بمثل هذه الايات التي فيها اجمال وتحتاج الى بيان وتفصيل ويعزلون عنها بقية الايات التي توضحه والنصوص في والنصوص في السنة التي تبينها. ولا تعجب اذا ساء فهم العبد ساء عمله واذا ساء آآ ساء علمه وقل نصيبه من المعرفة فانك تتوقع منه كل فساد واليكم هذه القصة التي ذكرها اصحاب السير واهل العلم عن نافع بن الازرق وهو من كبار الخوارج في زمن الصحابة فقد ناظره عبدالله بن عباس رضي الله تعالى عنه في مواضع عديدة. هذا المجرم وهو نافع ابن الازرق من رؤساء الخوارج. اقام في طريق من الطرق مع السراق وقطاع الطرق واهل الاهواء اقام اثخن القتل في الناس. فمن مر به قتله من النساء والصغار والصبيان والشيوخ والرجال فلا يترك احدا يمر به الا قتله. اتدرون بماذا كان يستدل العلاقات لهؤلاء يستدل بقوله لا تذر على الارض من الكافرين ديارا وهذا من الالحاد بايات الله. واذا نظرت الى ما تفعله الجماعات المتطرفة. على اختلاف مسمياتها من داعش او القاعدة او من نحى ونحوهم من الفرق وجدت ان ما يفعلونه مطابق تماما لما يفعله خلافهم من اهل الزيغ والضلال والانحراف. فانهم على طريقهم سائرون لا تذر على الارض من الكافرين ديارا. بل يبدأون باهل الاسلام قبل غيرهم. ويستدلون بالقرآن. وبالايات المحكمة على ضلالاتهم وانحرافاتهم والقرآن منهم بريء. وهم منه برآء وانما اتوا من سوء فهمهم وعدم علمهم بما دلت عليه الايات في الكتاب وما بينته السنة التي جاء بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ترجمان وبيانا له وكذلك من انحرافاتهم التي يزعمون بها تكفير الحكام في سابق العصر وفي العصر الحديث قوله جل وعلا وان اطعتموهم انكم لمشركون يستدلون بهذه الاية على ان طاعة الامراء وهذا في في السير القديمة على ان طاعة الامراء كفر هو شرك. فمن اطاع اميره فانه لا داخل في هذه الاية في قول الله عز وجل وان اطعتموهم انكم لمشركون. وقد كذبوا بالقرآن وانزلوه في غير مواضعه. فان هذه الاية جاءت في بيان حال المشركين الذين قاسموا النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه في الميتة فنهى الله تعالى اهل الايمان عن طاعتهم اي عن طاعة المشركين المكذبين بالقرآن الرادين لرسالة النبي الامين صلوات الله وسلامه عليه. فقال جل وعلا وان الشياطين ليوحون الى اوليائهم ليجادلوكم وان اطعتموهم انكم لمشركون. فالشياطين الذين يوحون لاوليائهم هم الذين في حل الميتة هم الذين يجادلون المسلمين في حل الميتة وانه لماذا لا تأكلون الميتة؟ والله تعالى قد قتلها وتأكلون ما تقتلون بايديكم. فجاء الرد عليهم حاسما في الاية الحكيمة حيث قال الله تعالى وان اطعتموهم اي اتبعتموهم في اباحة اكل الميت وهذا تحليل ما حرم الله انكم لمشركون. فكيف ينزل هذا النص على وهم الخوارج اثنى عشر الفا بعث اليهم عالما من علماء الصحابة وهو عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنه ليحاج ليحاججهم ويناقشهم ويقيم الحجة عليهم فتكلم معهم وان كانوا قد ايات على اهل الاسلام في طاعتهم لامرائهم ورؤسائهم وملوكهم ومقدميهم لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق لكن الطاعة في المعروف واجبة فقد قال الله عز وجل يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي منكم فهي عبادة وطاعة. وقد قال صلى الله عليه وسلم من اطاع الامير فقد اطاعني. ومن عصى الامير فقد عصاني. اي من اطاعه في غير معصية الله مما يأمر به من طاعة الله او ما يأمر به من مصالح الناس واصلاح دنياهم كل ذلك مما يؤجر عليه انسان ويثاب عليه في ميزان الحسنات والسيئات. واما الطاعة في اما الطاعة في المعصية فهي محرمة ولا بها الانسان حد الكفر الا اذا كان اطاع في تحريم ما احل الله او تحليل ما حرم الله. اما لو اطاع اميرا او رئيسا او آآ مقدما في امر محرم فانه يأثم بذلك ولكنه لا يكفر وهؤلاء ليس عندهم الخوارج ليس عندهم ما يعرف الفسق والعصيان انما اما ايمان واما كفر. فلذلك يحملون مثل هذه الايات على ان من فعل من اطاع الامير فقد كفر بالله عز وجل وهذا كذب وظلال. ومن اعظم ما يستدل به هؤلاء فيما يتعلق بتكفيرهم للحكام والعلماء وعامة المسلمين من اعظم ما يستدلون به في العصر الحديث موضوع الموالاة. وان هؤلاء يوالون الكفار وموالاة الكفار كفر. وهذا ليس صحيح على اطلاقه لان الموالاة التي تقتضي المحبة والنصرة باختيار وارادة هذه التي تقتضي الكفر كما دلت النصوص. اما ما كان من الموافقة او المعاشرة الحسنة او المحبة الطبيعية هي التي تكون بين الناس لما يكون بينهم من احسان فان هذا لا ينهى الله تعالى عنه. لذلك قال الله عز وجل لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوا في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وهذي مرتبة الاحسان. او تقسطوا اليهم. وهذي المرتبة مرتبة ان الله يحب المقسطين. فلذلك استدلالاتهم بايات الموالاة على تكفير المسلمين لاقامتهم العلاقات مع كفار واقامتهم العلاقات والمصالح مع غير المسلمين في غير موضعها بل ان الله تعالى اثبت محبة بين المسلم والكافر فيما اذا كانت محبة طبيعية اما بسبب قربى او بسبب زواج. الله تعالى يقول ومن اياته ان جعل لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم ايش؟ مودة ورحمة. طيب اليس للمسلم ان يتزوج كافرة واذا تزوج كافرة اليس يحبها ويأنس بها ويكون بينه وبينها ود؟ بلى هذا لم ينهى الله تعالى عنه بل هذا من ايات الله عز وجل. وقد قال الله تعالى اليوم احل لكم الطيبات وطعام الذين اوتوا الكتاب حل لكم. وطعامكم لهم والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين اوتوا الكتاب من قبلكم. اذا اتيتموهن اجورهن اجورهن. الاية فدل دلت الاية الكريمة على حل نكاح نساء اهل الكتاب ذلك مقتضى الحال ان يقوم بين الرجل وامرأته من الود والمحبة ما هو طبيعي ولا يلام عليه الانسان ولو كان الود وهذا الحب محرما لما اذن الله تعالى في النكاح ومعلوم ان صلة الرجل بالمرأة صلة وثيقة هن لباس وانتم لباس لهن فليس ثمة اقرب للرجل من امرأته ولا اقرب من المرأة لزوجها. وبالتالي ينبغي ان يذهب ان ما يتعلق بالموالاة له تفصيلات وفيه بيان يتبين ذلك من معرفة النصوص بمجموعها من الكتاب والسنة وما قاله الائمة والعلماء وليس ان يطلق الانسان ان الموالاة كفر ثم يأتي وينزل ذلك على اهل الاسلام فيحكم بكفر ولاة الامر ويحكم بكفر العلما ويحكم بكفر المجتمعات بناء على تنزيل الايات في غير موضعها والاستدلال بها في غير محالها وكل هذا من الالحاد في ايات الله. ما المخرج ايها الاخوة من هذه الانحرافات كيف يواجه مثل هذا الانحراف العظيم الذي تصطلي الامة بشره وضره منذ يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ثم لا يعودون اليه. اي تتجارى بهم الضلالات والانحرافات فلا يستطيعون العودة الى الحق والهدى للجدة تمكن الضلال في قلوبهم. لا يقول لا يعودون فيه حتى يعود السهم الى ازمنة بعيدة وقد زاد ذلك في الاونة الاخيرة مع هذا التغول واستغلال اعداء الاسلام لهذه الطرق المنحرفة منحرفة والاحزاب الضالة والجماعات المتطرفة التي لا تخدم دينا ولا تنصر حقا انما توافق اهواء اصحابها وتسير في ركاب اعداء الامة. كيف يواجه هؤلاء؟ كيف واجه الحادهم؟ يواجه والحادهم اولا بنشر العقيدة الصحيحة. فبقدر ما نتمكن من نشر العقائد الصحيحة. والعلوم النافعة بين الناس نقضي على جهل هؤلاء ولهذا علي رضي الله تعالى عنه لما انفرد هذا العدد من الناس روجوا عدم قبول مناقشته قبل ان يأتيهم. فقالوا لا تحاجوهم لا تحاجوا هؤلاء فقد قال الله عنهم يقصد لا تحج هؤلاء يعني اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. فقد قال الله تعالى عنهم بل هم قوم خصمون يعني قريشا من كان ضد النبي صلى الله عليه وسلم هؤلاء نزلوا هذه الاية على عبد الله ابن عباس واصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا من نماذج تحريفهم الكلم عن مواضعه لكنه رضي الله تعالى عنه لما جاء اليهم بين لهم بالعلم والحجة والبرهان والدلائل المتنوعة ظلال عليه وصحة ما عليه اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجع ثلثاهم. فالعلم والعقيدة الصحيحة ونشر الهدى بين الناس يقطع الطريق على هؤلاء الضلال الذين يزعمون الغيرة على دين الله ويزعمون النصرة لشرع الله ويزعمون صيانة حرمات المسلمين وهم اول من يستبيح دماء المسلمين. واول من يكون عتبة لاستحلال حرماتهم. فنشر العلم الصحيح مما يقطع الطريق على هنا ويبين ظلالهم وهو ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال له الرجل اعدل يا محمد قال من يعدل ان لم اعدل ثم قال لا تأمنوني وانا امين من في السماء اما الطريق الثاني الذي يحصل به صيانة الامة من شرور هؤلاء وبرهم هو بيان الخوارج وخطورة هذا الفكر المنحرف. ولهذا كان الصحابة رضي الله تعالى عنهم يبينون ذلك ويجلون قد بين علي رضي الله تعالى عنه ظلال هؤلاء في تفسير قوله تعالى فمن زين له سوء عمله فرآه حسنا فان الله يظل من يشاء ويهدي من يشاء فلا تذهب نفسك عليهم حسرات ان الله عليم بما يصنعون. قال رضي الله تعالى عنه احسب انه هو الخوارج اي انه زين لهم سوء عملهم فهم عندهم نشاط وقوة واقبال لكن في ضلالة وعماء ليس في هدى وبصيرة واقامة لدين الله وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم منهم في احاديث عديدة منها ما في حديث ابي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه في هذا الرجل الذي جاء فقال للنبي صلى الله عليه وسلم اعدل يا محمد لما ولى الرجل بعد ان رد النبي صلى الله عليه وسلم قوله قال صلى الله عليه وعلى اله وسلم يخرج من ضئضئه هذا اي من عقبه قوما يقرأون القرآن ثم انتبه الى اوصافهم هكذا يبين النبي صلى الله عليه وسلم اوصاف الضلالة ويحارب هذا الفكر ببيان صفات اهله لا يجاوز حناجرهم. القرآن لا يجاوز حناجرهم. معنى هذا انه ان نصيبهم من القرآن التلاوة فقط ليس لهم نصيب من فهمه ولا يؤثر صلاحا في قلوبهم وليس عندهم نور يفهمون به كلام الله عز وجل لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الاسلام كما يمرق السهم من الرمية. ثم قال صلى الله عليه وسلم يقتلون اهل الاسلام ويدعون اهل الاوثان. بعد ذلك يقول صلى الله عليه وسلم لئن ادركتهم لاقتلنهم قتل عاد. وقد جاء عن علي رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر قال يأتي في اخر الزمان قوم حدثاء الاسنان اعمارهم صغيرة سفهاء الاحلام عقولهم ضعيفة. يقولون من خير قول البرية يستدلون بالقرآن والسنة. هذا قول خير البرية كتاب الله عز وجل وقوله يستدعي يقولون من خير قول البرية يمرقون من الاسلام كما يمرق السهم من الرمية ليش قال لا يجاوز ايمانهم حناجرهم. كل دينهم هو في كلامهم وما يظهرونه من قول. ليس بهم نصيب من هذا الايمان ولا هداية من نور القرآن. ثم قال صلى الله عليه وسلم من ادركهم فليقاتلهم. فان قتلهم اجر لمن قتلهم يوم القيامة. وقد جاء عن ابي سعيد رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يخرج من قبل المشرق قوم يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم فواقه قيل ما سماهم؟ اي ما علاماتهم؟ قال سيماهم التحليق اي حلق الرؤوس. هذا بيان الطريق من الطرق التي يقابل بها ظلال هؤلاء هو ان تبين النصوص الشرعية وكلمات الائمة في بيان خطورة هذا الانحراف وظلاله وانه يقود الى النار ولا يهدي الى سبيل ولا الى سعادة ولا الى ولا الى بر لا في الدنيا ولا في الاخرة الطريق الثالث من طرق رد ضلالات هؤلاء والتحذير من تأويلات والحاد الخوارج في ايات الله الحوار تناصح تفنيد الشبهات وهذا يحتاج الى اهل البصائر من اهل العلم ان يجتهدوا وان يبذلوا وان يصبروا وان يحتسبوا لن يكون هذا سهلا فان هؤلاء عندهم من سلاطة اللسان وسوء البيان وقبح الكلام ما يصد كثيرا من الناس عنان يبينوا الحق ويدعوا اليه. فتجدهم كل من من خالفهم عبيد السلطان. اصحاب الدنيا اصحاب آآ مصالح علماء سوء آآ لحى خبث وما الى ذلك من قواميس ومفردات السوء والشر التي تطفح بها كتاباتهم ويملأ بها اسماع الناس اه عندما يرد على شبههم فلا بد من الصبر وهذا من مهام اهل العلم والبصيرة ان يحتسبوا الاجر عند الله فان جهاد هؤلاء من اعظم الجهاد وجهادهم بالعلم والبيان والسيف والسنان. اما العلم والبيان فهو مهمة اهل العلم. واهل الفكر واهل واهل الدراية يجادلونهم بالتي هي احسن ويبينون ضلالاتهم ويعرفونهم انحرافهم وكل هذا مما يجري الله تعالى به الاجر على اهل الاسلام وقد فعله رسول الله فهو امامنا صلوات الله وسلامه عليه وقدوتنا وقد فعله خيار الامة ففعله ابن ابن وفعله غيره من الصحابة الكرام في رد ضلالات هؤلاء واصد ما كانوا عليه من انحراف. هؤلاء اظهر بدعتهم ونشروا الفساد في الارض فانه من سبل معالجتهم ما وجه اليه النبي صلى الله عليه وسلم. حيث قال بعد ان ترى ظلالتهم كما في الصحيحين فاينما لقيتموهم فاقتلوهم. في حديث علي رضي الله تعالى عنه. فاينما لقيتموهم فاقتلوهم فان قتلهم اجر لمن قتلهم يوم القيامة. وقد اجمع الصحابة رضي الله تعالى عنهم على قتال الخوارج وان قتالهم مما يؤجر عليه الانسان وذلك لعظيم الظرر الحاصل بهم. ولهذا من حق الامة ومن حق كل مسلم على اخوانه ان اذا علم بانحراف او ظلالة او تبني هذه الاراء المنحرفة وهذه الافكار الضالة ان يجتهد في ايصال الامر الى من له الامر لاجل ان يعالج الانحراف وان يبادر الى تقويم المنهج لكن يجب ان يتحرى الصدق او العدل فاذا علم من احد تبني مثل هذه الافكار او الدعوة اليها او ايواء اهلها او دعم هؤلاء بمال او دعم هؤلاء ايواء او بغير ذلك فان النصيحة لله ولرسوله ولكتابه ولائمة المسلمين وعامتهم تقتضي ان يبلغ عن هؤلاء ولو كان اقرب قريب فانه نصيحة هذا المنحرف وهو نصيحة للامة لانك تقيه وتحفظه من ان يقع في ظلالة او يبلى الامة بتفجير او تكفير يكون عواقبه على الامة سوءا وشراء ومن سبل السلامة والوقاية من هذا الانحراف ان يزرع المؤمن لربه بتمام الافتقار ان يهدي قلبه وان يحفظه من الزيغ والضلال. فان الفتن ايها الاخوة خطافة وسيد الورى صلوات الله وسلامه عليه كان يقول صلى الله عليه وسلم في قيامه لليل اللهم فاطر اللهم رب جبرائيل وميكائيل واسرافيل عالم الغيب والشهادة فاطر السماوات والارض انت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون. اهدني لما اختلف فيه من الحق باذنك سل الله الهداية بصدق وسله جل وعلا ان يثبتك على الصراط المستقيم. وان يقيك الانحراف والضلال. وان لا يزيغ قلبك بعد فان الشبهة خطافة والقلوب ضعيفة وكلما قلت بضاعة الانسان في العلم زلت قدمه في انواع والانحراف. لهذا يجب علينا ان ان نجتمع على علمائنا. وان نعرف عمن نأخذ عمن نأخذ ديننا هذا الدين فان هذا العلم دين لا يؤخذ عن المجاهيل ولا يؤخذ عن من لم يأخذ عن العلماء فان العلماء سلسلة يصل سندها الى سيد الورى. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله هذه سلسلة متصلة فمن كان من العلماء متصل السند بمن قبله اخذ عن المعروفين بالكتاب والسنة والسير على سلف الامة فالزم نهجه وخذ عنه اصدر عن قوله تكن سالما من من الانحرافات والبدع. اسأل الله العظيم رب العرش ان يهدي قلوبنا الى الصراط المستقيم وان يصرف عنا السوء والفحشاء وان يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه وان يرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه وان يعيذنا من الضلال والانحراف. اللهم لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا. وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب. اللهم مقلب القلوب ثبت قلوبنا على اللهم ثبت قلوبنا على الهدى اللهم زدنا منه واعنا عليه واختم لنا به واجعلنا من اسعد عبادك واوفرهم حظا من من هداياتك ربنا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكون من الخاسرين. اللهم واهد ضال المسلمين. اللهم واهد ضال المسلمين. اللهم واهد ضال المسلمين واكف شر الخوارج وسائر اهل الاهواء من كل الفرق الضالة المنحرفة عن الكتاب والسنة. واجمع كلمتنا على الحق وفق ولاة امورنا الى ما تحب وترظى سددهم في الاقوال والاعمال واجعلهم على نهج سيد الانام صلوات الله وسلامه عليه ووفق ولاة امور المسلمين حيث كانوا للعمل بكتابك وسنة رسولك واجعلهم رحمة على رعاياهم وانشر الخير والبر والسلام والامن في بلاد الاسلام وصلى الله وسلم على نبينا محمد