رسول الله قد قدح في ذلك ونقص بمقدار تلك البدعة وربما كان كانت بدعة كفرية فخرج من اصل بالدين والعياذ بالله. لهذا الاصل قال العلماء ان اعظم اية في هذا الامر وهي اية سورة المائدة هذه الاية لو تأملها اهل الاسلام لكفتهم عنان يكونوا على غير السنة قال جل وعلا اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا قال يهودي لعمر بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين نحمده ونستعينه ونستغفره واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله وصفيه وخليله نشهد انه بلغ الرسالة واعد الامانة ونصح الامة وجاهد في الله حق الجهاد ونشهد انه لا خير الا دل الامة عليه ولا شر الا حذرها منه فصلوات الله وسلامه على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهداهم الى يوم الدين اما بعد فان احسن الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد ابن عبد الله وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار قاله المصطفى صلى الله عليه وسلم ان هذا الموضوع وهو موضوع البدع وبيان حقيقتها و اثر البدع في حياة المسلمين انه لموضوع غاية في الاهمية ذلك لان كل انحراف في الدين انما كان سببه احداث بدعة لم يكن عليها الامر الاول في حياة النبي عليه الصلاة والسلام في امور الاعتقاد وفي الامور العملية الشركية وفي وسائل الشرك وفي انواع البدع العملية التي ظن اصحابها انها تقربهم الى الله جل جلاله. ولا شك ان كل مسلم تهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله رغب باسلامه ان يسلم في الدنيا وان يسلم في الاخرة لان لقاء الله والحساب وما يكون هنالك في الدار الاخرى امر عظيم عظيم فالمسلم يهرب من كل ما يشينه في ذلك اليوم او يخفف موازينه ولهذا كان من الواجب على كل مسلم ان يسعى في تعلم تحقيق معنى شهادة ان لا اله الا الله والشهادة بان محمدا رسول الله بان كل سعادة ستحوزها اذا حققت هاتين الشهادتين وتحقيق شهادة ان لا اله الا الله بالتوحيد بانواعه توحيد الالهية بالمطابقة وتوحيد الربوبية والاسماء والصفات بما تضمنته تلك الكلمة العظيمة واما تحقيق شهادة ان محمدا رسول الله فهو في انحاء وفي جهات ومنها الا تكون عبادة ولا تقرب الى الله جل وعلا الا عن طريق المصطفى صلى الله عليه وسلم فالعبادة انما هي التي شرعها المصطفى عليه الصلاة والسلام والتي سلكها وامر بها او دل عليها اصحابه وامته عليه الصلاة والسلام وهو عليه الصلاة والسلام بالمؤمنين رؤوف رحيم وقد امره الله جل وعلا بابلاغ الدين وبان لا يكتم شيئا من الدين فبلغ الدين وبلغ الرسالة وجاهد في ذلك فكان مما بلغ اشياء مفصلة في امور العبادات. ومما بلغ النهي عن اشياء مجملة نهى عنها مما لا يجوز احداثه او التقرب الى الله جل وعلا به وتلكم هي البدع فكان عليه الصلاة والسلام امرا باشياء مفصلة من امور الخير كثيرة تكفي من اراد ان يتقرب الى الله جل جلاله بها ونهى باجمال عن كل غير تلك العبادات فنهى عن البدع ونهى عن ان يتقرب الى الله جل جلاله بغير ما سنه المصطفى صلى الله عليه وسلم ولهذا قال العلماء معنى شهادة ان محمدا رسول الله ان يطاع فيما امر وان يصدق فيما اخبر وان يجتنب ما عنه نهى وزجر والا يعبد الله الا بما شرعه رسوله صلى الله عليه وسلم فكل عبادة يتعبد بها الله جل جلاله لم يكن عليها امر المصطفى صلى الله عليه وسلم فهي باطلة وسالكها قد انقدح في سلوكه قد انقدح في امره وعبادته تحقيق شهادة ان محمدا رضي الله عنه اية لو انزلت علينا معشر اليهود لاتخذنا ذلك اليوم الذي انزلت فيه عيدان قال وما هي قال اليوم اكملت لكم دينكم قال عمر اني لاعلم اليوم الذي نزلت فيه والساعة التي نزلت فيها والمكان الذي نزلت فيه. لانها نزلت يوم الجمعة نزلت يوم عرفة وهذا اليوم هو يوم عيد للمسلمين. فهذه الاية فيها بيان ان الله جل وعلا اكمل لنا الدين. قال اليوم اكملت لكم دينكم. يعني ان الدين وهو وما يتدين به المرء ليقربه الى الله جل وعلا قد كمل فاذا كان كاملا فهل ثم وسيلة الى ادخال شيء فيه حتى يتقرب به الى الله جل جلاله؟ ان هذا مناقض لمعنى هذه الاية. ولهذا قال الشاطبي وغيره من اهل العلم قالوا ان اهل بدع ليس عندهم لهذه الاية معنى. وهي قوله اليوم اكملت لكم دينكم. لان معنى انه ليس فيه مجال لان يدخل فيه شيء يقرب الى الله جل جلاله. واذا كان كذلك فكل احدث بعد الرسول عليه الصلاة والسلام بعد زمنه فانه بدعة ضلالة يدعي صاحبها ان دين ناقص وانه يريد اكماله لانه لم يكفه ما جاءت به الشريعة بهذا قال الامام مالك فيما رواه عنه ابن الماجحون قال قال مالك رحمه الله تعالى من زعم ان في الدين بدعة حسنة فقد زعم ان محمدا عليه الصلاة والسلام خان الرسالة. والله جل وعلا يقول اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا. لهذا كان كل محدث لبدعة مدع لان الدين لم يكمل اما بلسان حاله او بلسان مقاله وهو اعظم والعياذ بالله لهذا وجب عليك ان تتعرف الى البدع من جهة معناها ومن جهة اسبابها ومن جهة القواعد التي بها تعرف البدعة وتعرف السنة ومن جهة الظوابط في هذه المسألة وتتعلم الشبهات التي اثارها اهل البدع وما اكثرهم لا كثرهم الله جل جلاله. تتعلم تلك الشبهات والرد عليها لانه قد يأتي من يحسن البدع عندك بانواع من التحسينات او يلقي شبهة فاذا كشفت الشبهة بتعلم وتعليم كنت في حيازة وحراسة من اهل البدع اتباع الهوى وكذلك تعرف انواعا مما احدثه الناس من انواع البدع حتى اذا مر عليك شيء منها او سمعت باحد يعمل بشيء منها كنت منها على بغض وحذر وكذلك ان ترتها لعلم لك بها لهذا نقول ان البدعة مأخوذة من ابتدع الشيء يعني اخترعه تقول هذا امر مبتدع يعني جديد مخترع ليس له مثال سابق و لهذا قال الله جل وعلا بديع السماوات والارض يعني قد اخترعهما وانشأهما من غير مثال سابق وقال جل وعلا امر النبي صلى الله عليه وسلم قل ما كنت بدعا من الرسل. يعني ما كنت مخترعا من الرسل ليس ليس قبلي رسول. بل ثم رسل من قبلي. فلم تنكرون رسالتي وتقرون بان ثمة رسلا ارسلهم الله جل وعلا قل ما كنت بدعا من الرسل يعني ليست رسالتي مخترعة ولا جديدة لم يسبق ان ارسل الله جل وعلا. بل ارسل الله جل وعلا رسلا وانا لست ببدع فيه لست بجديد في الرسل. لهذا اصل البدعة انها شيء مخترع جديد. هذا في اللغة. قد يكون كونوا في اصل اللغة يكون الاختراع في امور محمودة وقد يكون في امور مذمومة. لكن اذا اخترع شيئا وابتدع فانه يقال هذه بدعة ولهذا استعمل عمر رضي الله عنه الخليفة الراشد الثاني استعمل لفظ البدعة في المعنى اللغوي. فقال الله عنه لما اجتمع الناس على امام واحد يصلون خلفه في ايام رمضان قال لما رآهم يجتمعون يصلون التراويح نعم البدعة هذه. بدعة من جهة اللغة لانهم لم يكونوا يفعلونها فاجتمعوا على امام واحد. وليست ببدعة في الشرع. لان النبي عليه الصلاة والسلام قد جمع بهم في رمضان وصلوا خلفه بضع ليال عليه الصلاة والسلام. فانا عمر بهذه الكلمة المعنى اللغوية لها لانهم اجتمعوا بعد ان كانوا متفرقين على عدد من الائمة في مسجده صلى الله عليه وسلم اما في الاصطلاح يعني في عرف اهل الشرع فان البدعة عرفت انواع من التعاريف منها ان البدعة طريقة في الدين مخترعة يضاهى بها الطريقة الشرعية ويقصد بها المبالغة في التعبد لله جل وعلا وهذا تعريف الشاطبي رحمه الله في كتابه الاعتصام وهو كتاب نفيس في هذا الباب في معرفة البدع والرد على اهل للشبهات فيها. وعرفها اخرون بقولهم ان البدعة هي ما احدث على خلاف الحق المتلقى عن رسول الله قل الله عليه وسلم في قول او اعتقاد او حال بنوع شبهة او تحسان ولا بأس ان ننظر الى التعريف الاول بان كثيرين من اهل العلم يعتمدون ذلك التعريف. فما هي البدعة في الشرع قال الشاطبي لنا البدعة هي طريقة في الدين مخترعة طريقة الطريق هو المسلوق طريق يعني قد طرقته الاقدام فسلك فمعنى ذلك ان البدعة لم تفعل مرة ولكنها طرقت وسلكت كثيرا فصار امرها مطروقا يعني فعلت كثيرا حتى صارت طريقة طريقة في الدين يعني انها ليست في الدنيا فاذا احدث الناس في امور دنياهم ما يعينهم على تحسين امور دنياهم فليست تلك من البدع المنهي عنها بل البدعة المنهي عنها في الدين طريقة في الدين لان امر الدنيا على الاباحة لكن امر الشريعة والعبادات على الحظر حتى يكون عن المصطفى صلى الله عليه وسلم. مخترعة يعني جديدة لم يكن لها مثال سابق في عهده عليه الصلاة والسلام قال تضاهى بها الطريقة الشرعية يعني تجعل مماثلة للطريقة الشرعية. فماذا يقصد الناس بالطريقة الشرعية يعني بالالتزام بامر شرعي بعبادة من العبادات يقصدون بذلك ان يتقربوا الى الله جل وعلا بتلك العبادة وعن يكون فعلهم الذي فعلوه مقتدى به يعني يقتدي الناس به ويكونون هم قد اقتدوا برسول الله صلى الله عليه وسلم فيه اما من جهة الاذن بالقول او الاذن بالحال فاذا يقصد اصحاب البدع بها مضاهاة الطريقة الشرعية قد تأتي الى مبتدع وتقول انت تريد مضاهاة الطريقة الشرعية منافسة الطريقة الشرعية يقول لا ولكن المقصود الحال فانه حين تعبد بعبادة جديدة فانه ضاع الطريقة الشرعية يعني جعل شيئا يتعبد فيه فيه وبه هو على شكل وهيئة الطريقة الشرعية قال يضحى بها الطريقة الشرعية ويقصد بها المبالغة في التعبد وهذا امر مهم لان الذين تعبدوا بالبدع لماذا تعبدوا بالبدع؟ يريدون المبالغة في التعبد مر ابن مسعود رضي الله عنه على قوم بعد ان اخبر عنهم في مسجد الكوفة فاذا هم يسبحون بحصى يأتون بحصى ويجمعون كل عشر حصيات او كل مئة حصاة ثم يعدون. سبحان الله مئة واحد اثنين ثلاثة الى اخره. فلما رأهم غضب وقال اما ان تكونوا اهدى من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم او ان تكونوا محدثوا ان تكونوا محدثي ضلالة هذه انية رسول الله صلى الله عليه وسلم لم تكسر. وهذه ثيابه لم تبلى فكيف يعني معنى كلامه؟ فكيف تحدثون ذلك مع القرب بعهد النبوة قالوا يا ابن يا ابا عبد الرحمن ما اردنا الا الخير. فهذا فصل الشاطبي حين قال يقصد باحداث البدع المبالغة في التعبد لله جل وعلا فانه حين احدث البدعة لم يحدثها وهو يعلم انه مخالف للدين بل يقول انا اريد الزيادة في الخير لكن هل اذن له بان يزيد ما شاء دون اذن من الشرع لم يؤذن له بذلك لهذا نقول ان ادلة الشرع دلت على وجوب الالتزام بالسنة وعلى حرمة مخالفة السنة والاتيان بالبدع يعني مخالفة الطريقة التي يتعبد بها والتعبد لله جل وعلا بالبدع. قال الله جل وعلا قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم. قال بعض السلف ليس الشأن ان تحب ولكن الشأن ان تحط ليس الشأن ان تحب انت الله جل وعلا. ليس الشأن ان تحب الرسول صلى الله عليه وسلم. ليس الشأن ان تحب الدين. ولكن الشأن ان يحبك الله جل وعلا. والله جل وعلا لا يحب العبد الا اذا كان عمله حسنا. قال جل وعلا بلوكم ايكم احسن عملا. قال الفضيل في كلمته المشهورة العمل الحسن هو الذي كان خالصا صوابا هذي صنعة لله جل وعلا لا لغيره صوابا على سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم. وقد قال جل وعلا وان هذا صراطي مستقيم فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله. ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون قال وان هذا صراطي مستقيما. فصراط الله واحد طبل الضلالة قال فاتبعوه يعني اتبعوا هذا الصراط ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله. فسبيل الله واحد واما السبل سبل البدع والشبهات فهي كثيرة. ولهذا فسرها مجاهد بن جبر ابو الحجاج التابع المعروف تلميذ ابن عباس فسر هذه الاية بقوله هي البد هي البدع والشبهات قال فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون. وقال جل وعلا في سورة ال عمران هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متسابحات فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله. وما يعلم تأويله الا الله من هم الذين يتركون الامر الواضح البين ويأخذون بالمشتبهات والمتشابهات هم اهل الزيغ واهل الزيغ قال فيهم عليه الصلاة والسلام اذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فاولئك الذين الله فاحذروهم. فاذا الذين يتركون الامر الواضح ويأخذون بالمشتبهات فهؤلاء هم اهل الزيغ لانهم تركوا الامر البين الذي بينه عليه الصلاة والسلام واخذوا بامور مشتبهات او لم يأتي بها شرع المصطفى عليه الصلاة والسلام. لهذا كانت في كان في خطبة الحاجة التي يذكر بها النبي عليه الصلاة والسلام اصحابه دائما كان فيها قوله عليه الصلاة والسلام. اما بعد فان احسن الحديث كلام الله او كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم. وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة هذه خطبة الحاجة كان عليه الصلاة والسلام يعلمها اصحابه يعلمهم ان كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل وكل ضلالة في النار. هذا تأكيد على هذا الامر حتى لا يحدث في الدين شيء. ولهذا جاء في حديث العرباض بن سارية الحديث المشهور قال في فيه بعض المسارية رضي الله عنه وعظم رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب. فقلنا يا رسول الله كانها موعظة مودع. فاوصنا. فاوصاهم عليه الصلاة والسلام وكان من ما اوصاهم به ان قال انه من يعس منكم ما سيرى اختلافا كثيرا انه من يعس منكم فسيرى اختلافا كثيرا. فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي. تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ يعني لا تفكونه عضوا عليها بالنواجذ يعني باقوى ما عندك وعضوا عليها بالنواجذ واياكم ومحدثات الامور. فان كل محدثة بدعة وهذه وصيته عليه الصلاة والسلام بعد موعظته التي ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب عليه الصلاة والسلام فما كان انصحه لامته وما كان ارأفه بامته لا خير الا دلهم عليه ولا شر الا حذرهم منه. كما جاء في مسلم انه عليه الصلاة والسلام قال ما بعث الله من نبي الا كان حقا عليه ان يدل امته على ما يعلمه لهم وان يحذر امته عن شر ما يخافه عليه وهكذا كان المصطفى عليه الصلاة والسلام. اذا فامر البدع امر عظيم و جامعتها و الدليل الذي يجب عليك ان يكون معك دائما في هذا الامر هو قول المصطفى عليه الصلاة والسلام بميزان تزن الامور وتزن به الافعال قوله عليه الصلاة والسلام فيما روته عائشة واخرجه صاحب الصحيح من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد وفي رواية لمسلم وعلقه البخاري في صحيحه من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد قال العلماء تم حديثان هما ميزانان للاعمال اما الاول فهو ميزان للاعمال في باطنها. تزن عملك في الباطن الذي لا يظهر للناس. وهو قول المصطفى عليه الصلاة والسلام انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى. هذا ميزان باطن. انت تقوم نفسك به انما الاعمال بالنيات فان كانت نيتك صالحة خالصة لله جل وعلا فهذا معناه ان الجهة الباطنة صحيحة والميزان الظاهر الذي تزن به العمل في الظاهر الذي يرى قوله عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث من احدث في امرنا ما ليس منه فهو رد من عمل عملا ليس من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد من احدث في امرنا ما ليس منه وفي رواية ما ليس فيه فهو رد هذا ميزان للظاهر فاذا تزن الاعمال في الباطن من جهة صلاحيتها وكونها حسنة مقبولة بهل انت مخلص فيها ام لا وتزن العمل الظاهر فيما يرى الناس بهل هو على امر النبي عليه الصلاة والسلام ام ليس على امره فهما ميزانان لا عنهما شيء من الاعمال واحد للباطن وواحد للظاهر اذا اذا كان الامر كذلك والبدع بهذا الشأن وهذه هي الادلة التي جاءت فيها فلما احدثت البدع المسلمون يحبون الخير ويحبون نبيهم عليه الصلاة والسلام. فما اسباب حدوث البدع لما حدثت البدع في هذه الامة اول اسباب حدوث البدع الجهل الجهل بالسنن واذا جهل المرء الذي يبغي الخير بالسنة فان جهله هذا يأتي الشيطان من جهته فيحبب له الخير بشيء مبتدع. مثل ما قال اولئك لابن مسعود يا ابن مسعود ما اردنا الا الخير ما ارادوا الا الخير واذا كان ما ارادوا الا الخير فمعناه ان الامر جائز وهذا ليس بصواب اذا اهم اسباب البدع ان ان المحدث لها يقول ما اردنا الا الخير وهو جاهل بالسنة ما سمعنا مبتدئ يقول انا اردت مخالفة السنة. هل سمعتم؟ ما احد يقول انا اردت مخالفة السنة. كلهم يقولون ما اردنا الا الخير. احنا نبغى التقرب الى الله كيف تقول ان هذا الفعل كذا وكذا وتنهى عنه صالح اجعل الناس يتذكرون اجعل الناس يعبدون. اذهب الى غير الى الفسقة الى الفجرة وانهاهم. اما الذين يريدون الخير فاجعل انهم يتعبدون لانهم ما ارادوا الا الخير. هل كل مريد للخير يحصله؟ لا. لا بد ان يكون على هذا الطريق وهو طريق المصطفى صلى الله عليه وسلم. وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه. ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون. السبب الثاني من اسباب وجود البدع واستمرار البدع الهوى و التقليد لانك تجد ان الذي استمر على البدع وعمل بها اذا سألته النبي صلى الله عليه وسلم الم يقل كذا؟ هل فعل النبي صلى الله عليه وسلم هذا الشيء فيقول العالم الفلاني قال كذا وشيخنا قال كذا وهذا كان فيه القرية كان فيها كذا وكذا والبلد هؤلاء ظلال فيأتيه الهوى الذي من اجله نصر من قبله نصر اسلافه يأتيه التقليد يأتيه التعصب فيجعله ينتصر لهذا الامر الباطن ولم ينتصر الى السنة فسأل نفسه هل كان النبي عليه الصلاة والسلام على هذا الامر ام لا فيكون عنده هوى وتقليد وتعصب جعله هذا الهوى والتقليد والتعصب ينتصر للرجال ولا ينتصر لسنة النبي العدنان عليه الصلاة والسلام. هذا سبب مهم ومن اسباب حدوث البدع امور سياسية وهذا الامر السياسي كان من اعظم فسو البدع بالمسلمين. لم؟ لان الشيء اذا ايدته دولة فانه ينتشر البدع و ذلك على اصنافها المختلفة ايدتها دولة فنشرتها في المسلمين وهي الدولة الفاطمية التي حقيقة اسمها الدولة العبيدية. هم ينتسبون الى العبيديين ولا ينتسبون الى علي رضي الله عنه هذا الصحيح. هذه الدولة جاءت وتكلم العلماء فيها وقالوا انها كذا ودولة باطنية وهي على غير الاسلام ولها معتقدات مكفرة الى اخره فكيف يقنعون الناس انهم محبون للدين؟ محبون للنبي صلى الله عليه وسلم وانهم من ال البيت اول ما بدأ احدثوا الاحتفالات البدعية فهم اول من احدث الاحتفال بمولد النبي عليه الصلاة والسلام. جاؤوا قالوا هذا يوم المولد لا بد نحتفل به فلما رأى العوام ان هؤلاء هذه الدولة تحتفل بمولد النبي صلى الله عليه وسلم وتتلو سيرته ويفعلون في المولد صدقات تلو اطعام ونحو ذلك قالوا هؤلاء محبون للشريعة محبون للسنة. والعوام ليس عندهم من تقييم الامور ما عند اهل العلم ابتدأ ذلك فبدل ان يكون يوم واحد من الاحتفالات في السنة صار كما قال المؤرخون عندهم في كل يوم مولد في كل يوم احتفال للدولة العبيدية. فايدتها الدولة وانتصرت الناس في ذلك وشيئا فشيئا حتى عم في الناس. اذا من الاسباب التي دعت الى انتشار البدع ما ايدت به البدع الدولة العبيدية واعظم البدع التي ايدتها الدولة العبيدية من جهة العمل الاحتفالات بانواعها ما هم مع ما هم عليه من البدع في الاعتقاد من الاسباب ايضا احداث البدع ولبقائها والانتشارها الاستحسان العقلي في مقابلة النص الشرعي الدين كامل فلا يجوز ان تستحسن فيه بالعقل في عبادة لان العبادات في الاصل لا تعلم عللها لم جعلت صلاة الظهر اربعا والمغرب ثلاث لما المغرب ثلاث وبعدها بساعة ونص العشاء اربع لما صار التقييد في التسبيح بكذا وكذا هذه العبادات لا نعلم عللها فلهذا وجب ان يقتصر فيها على نص الشارع لانه لا علة معلومة فيها ولهذا يقول العلماء العبادات هي غير معلومة العلة يعني في الغالب الحكمة غير العلة الحكمة وصف قاصر اما العلة هي الامر الذي او الوصف المناسب الذي تستخرج منه حكما لغير المسألة جامع بينها وبين المسألة المنصوص عليها حكم شيء والعلل شيء اخر. فاذا من اسباب البدع الاستحسان العقلي. والشريعة كاملة والعبادات لا مجال فيها للعقل اصلا اذا قال قائل انا اريد ان ان ادعو الله بالطريقة الفلانية فقل لماذا لا تصلي الظهر خمسا فيقول الظهر خمس ما جاءت ما ما صلى النبي عليه الصلاة والسلام خمس. فاذا هل هل فعل النبي صلى الله عليه وسلم هذه هذا الدعاء؟ او هذه الهيئة او هذا الذكر او وهل اجتمع الصحابة على هذا النحو؟ ما الفرق بين هذه وهذه ادخل تحسينه العقلي في اشياء ولم يدخله في اشياء لانه هابه. هاب المخالفة فيه لعظم المخالفة. فلهذا من اسباب البدع الدخول فيها بالتحصين العقلي يدخل في العقل ويقول هذا جيد نفعل كذا عشان نحبب الناس نجمعهم بهذه الطريقة. وكل خير في اتباع من سلف وكل شر في داعي من خلف. اذا هذه خمسة اسباب لحدوث البدع واستمرار البدع في هذه الامة. هناك قواعد مهمة الى علمتها سهل عليك القوة في امر السنة والرد على اهل البدع اما القاعدة الاولى منها فهي ان الاصل في العبادات الحظر حتى يأتي الدليل الاصل في العبادات المنع حتى يأتي الدليل بها لما؟ لان العبادة شرعت على غير تعليل عقلي فالاصل الا يتعبد احد بشيء حتى يأتي الدليل به لقول الله جل وعلا وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا. ما اتاكم من الاقوال والاعمال والاعتقادات خذوه وما نهاكم عنه فانتهوا هذه قاعدة مهمة ان الاصل في العبادات الحظر. حتى يأتي الدليل. فاذا اتى ات وقال لك ان هذه البدعة طيبة فقل الاصل في العبادة المنع حتى يأتي الدليل. فهل اتى بهذه دليل هل اجمع عليها العلماء هل ذكرها الصحابة هل فعلها الصحابة كما سيأتي في القواعد الاخرى هذه قاعدة مهمة القاعدة الثانية واصول معرفة البدع والرد على اهلها ان البدعة التي احدثت لو كانت خيرا لفعلها خير هذه الامة وخير هذه الامة هم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتابعوهم و تابعوا هم خير هذه الامة فاذا اذا اتى واحد وفعل بدعة فتسأله هل فعلها الصحابة هل فعلها التابعون فاذا قال لا فتقول اذا لو كانت خيرا تقرب الى الله لفعلها خير هذه الامة بل لفعلها النبي عليه الصلاة والسلام ولفعلها اصحابه في وقته فلو كانت خيرا لا فعلوها فما دام انهم ما فعلوها فدلنا ذلك على انها ليست بطريقة مرضية لانهم خير هذه الامة ومقتضى كونهم خير هذه الامة ان الامور الخيرة قد عملوها في امور العبادات الاعتقادات والجهاد وغير ذلك من القواعد ايضا المهمة في ذلك ان تعلم ان فعل النبي عليه الصلاة والسلام او سنة النبي عليه الصلاة والسلام نقول سنة النبي عليه الصلاة والسلام على قسمين تنح فعلية وسنة تركية كما حققها العلامة ابن القيم في كتابه معالم الموقعين عن رب العالمين. سنة فعلية وسنة تركية. الناس يهتمون بسنن الفعل النبي صلى الله عليه وسلم روي عنه انه فعل كذا. فنصلي. صلى الراتبة نصليها. امر بالذكر فنذكر على هذا النحو. هذه سنة فعلية واضحة فامر او حتى او رغب فهذه سنن الافعال او فعل ذلك في نفسه او اقر غيره فهذه السنن الفعلية. لكن المهم في قواعد البدع ان تعلم ان من سنته الترك وتركه سنة كما ان فعله سنة. لان الترك في الحقيقة فعل هو ترك للفعل فهو فعل ترك ولهذا نقول سنة النبي عليه الصلاة والسلام منها الترك فاذا الذي يريد اتباع السنة فانه يفعل ما فعل عليه الصلاة والسلام ويترك ما ترك لان سنته عليه الصلاة والسلام منها سنة تركية. هذه قاعدة مهمة فتأتي الى اهل البدع وتقول لهم النبي عليه الصلاة والسلام فعل وهذه سنة فعلية تقتدي بها او لا تقتدي؟ يقول نعم اقتدي بها. فتقول ايضا النبي عليه الصلاة والسلام ترك وهذه سنة تركية. فاذا كانت سنة تركية فنترك لانه ترك كما اننا نفعل لانه فعل. فالسنة ترجع الى الشيئين. واقتداء المكلف بالنبي عليه الصلاة والسلام الذي يؤجر عليه من جهة النية ومن جهة الفعل ان يفعل لاجل انه عليه الصلاة والسلام فعل وان يترك لاجل انه عليه الصلاة والسلام تركه هذه بعض القواعد والمقام يقصر عن تفصيل هذا المقام نذكر بعض بعد القواعد شيئا من الضوابط التي تفرق بين البدعة وغيرها البدعة من تعريفها الذي ذكرنا يظهر انه يعني من فعلها يلتزم بها ولهذا قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في موضع ضابط البدعة انها ملتزم بها قال فالفرق بين ترك السنة وفعل البدعة او بين مخالفة السنة والبدعة ان مخالفة السنة تقع احيانا ونادرا. واما البدعة فهي ملتزم بها. وهذا ضابط مهم. مثلا يوضح لك هذا الضابط لو رأيت رجلا يدعو بعد الصلاة رفع يديه فدعا مرة رفع يديه فدعا هذا بدعة او مخالف للسنة تنظر اذا التزم بهذا الفعل فكان دائما عليه فمعناه انه جعله من الدين واراد بذلك التقرب الى الله جل وعلا فكان بدعة. واما اذا فعله مرة فيكون خطأ مخالف للسنة لكن لا يكون بدعة. فضابط التزام مهم في الفرق بين البدعة ومخالفة السنة. فمن خالف السنة وفعل فعلا مخالفا للسنة في امر التعبد مره مرتين بحسب ما ظهر له فانه يقال اخطأ وخالف السنة لكنه لا يسمى مبتدعا حتى يكون ملتزما بهذا الفعل. فاذا التزم صار فعله طريقة في الدين مخترعة تضاهى بها الطريقة الشرعية. يقصد بها المبالغة في تعبدي لله جل وعلا. وهكذا افعال اخر من امور التسبيح والاذكار. فينكر عليه تارة لمخالفته السنة عليه اشد اذا كان على بدعة. فمن فعل شيئا مخالفا للسنة ينكر عليه وينصح ويبين له. لكن لا يسمى مبتدعا فيلتزم بذلك فيكون التزامه طريقة في الدين مخترعة وهذا ضابط مهم في هذا الباب شبهات تتعلق النهي عن البدع. قد علمنا النصوص التي دلت على التحذير من البدع والنهي عنها وان كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار وعنا ما عمل احد عملا ليس عليه امر النبي صلى الله عليه وسلم الا هو رد يعني مردود عليه من احدث في امرنا هذا ما ليس منه وفي رواية ما ليس فيه فهو رد يعني مردودا عليه. فهناك شبهات حسنها اهل البدع وعلماء البدعة والضلال من هذه الشبهات انهم قالوا الصحابة رضوان الله عليهم قد فعلوا اشياء لم تكن في عهده عليه الصلاة والسلام. ما هي قالوا جمع القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم اذن بجمع القرآن هل جمع القرآن في عهده؟ الصحابة احدثوا الجمع جمع القرآن في كتاب واحد وهو في عهده عليه الصلاة والسلام كان مفرقا في الصحف والعظام والالواح ونحو ذلك فجمعهم له تقربوا به الى الله جل وعلا و لم يجعله احد بدعة مذمومة فدل على انه وان كان بدعة لكنه بدعة حسنة. هذه شبهة وهي ناتجة عن الجهل او عدم فقه الشرع كما ذكرنا لكم في اسباب البدعة الله جل وعلا دلنا في كتابه على ان القرآن فيكون كتابا. فقال جل وعلا الف لام ميم ذلك الكتاب لا ريب فيه. الكتاب اشارة الى اي شيء الكتاب اسم للمجموع وعلى تلك ايات الكتاب وقرآن مبين. تلك ايات الكتاب النبي عليه الصلاة والسلام في عهده ولم يكن ثمة مصحف مجموع في شيء واحد قال فيما رواه مسلم في الصحيح يعني نهى عن ان يسافر بالمصحف الى ارض العدو اين المصحف اين الكتاب الذي قال الله فيه ذلك الكتاب؟ هل هو اشارة الى الذي في اللوح المحفوظ او الكتاب الذي سيجمع فهذا فيه دليل على انه يجب ان يجمع حتى يكون كتابنا ولكن في عهده عليه الصلاة والسلام ما قام المقتضي لجمعه في ما بين دفتين لما لان الوحي يتنزل ما انتهى الوحي بعد هل تم تنزل القرآن؟ ما تم في حياته عليه الصلاة والسلام. ولهذا نقول في عهده عليه الصلاة والسلام القرآن ينزل والايات تنزل فاذا كان سيجمع في مصحف واحد معنى ذلك انه ستدخل اية في هذا الموضع وتدخل اية في ذلك الموضع وسيكون تلاوته ليست متيسرة بل سنحتاج الى ان ينسخ مرة ثانية وثالثة بعد نزول مجموعة من الايات او بعض السور. فاخر جمعه يدير لك الدلالة على ما بعد عهده عليه الصلاة والسلام حتى يتم تنزل القرآن وايحاء الله جل وعلا لنبيه عليه الصلاة والسلام فلهذا نقول انه ليس لهذه الشبهة معنى لان الصحابة فعلوه من جهة الفقه في النص. ففعلوا ما ادل النص بالاشارة وباللفظ على انه يجب ان يفعل فهم امتثلوا الامر الذي دل عليه بالاشارة شبهة الثانية قالوا النبي عليه الصلاة والسلام يقول من سن في الاسلام سنة حسنة وسيلته التي هي المصلحة المرسلة مطلوبة. فهذا فرق مهم فاذا الذي يحتجون به في مسألة المصالح المرسلة والبدع لا وجه له لان الفرق بينهما قائم وقد حقق العلماء ذلك بتفصيل وايظاح فله اجرها واجر من عمل بها الى يوم القيامة من سن في الاسلام سنة حسنة. فهذا يدل على ان من جاء بشيء جديد ولكنه حسن فان له اجره والنبي عليه الصلاة والسلام ثبت عنه ذلك كما رواه مسلم في صحيحه وغيره فقال من سن في الاسلام سنة حسنة. الجواب يعني فيما لو طرح احد عليك او سمعت هذه الشبهة؟ الجواب عن ذلك ان هذا الحديث له سبب وسببه يوضح معناه والعلماء يقولون العلم بالسبب يورث العلم بالمسبب. اذا علمت السبب فهمت معنى الكلام وسببه ان قوما مجتابي النمار يعني كانت عليهم ملابس مجتابة يعني مخرقة اتوا الى النبي عليه الصلاة والسلام فلما رآهم رق لحالهم وعرف ذلك في وجهه عليه الصلاة والسلام. فحث على الصدقة وامر وبها فقام رجل فقال علي يا رسول الله ها يا رسول الله كذا فلما فعل ذلك تبادر الناس وفعلوا مثل فعله لقال عليه الصلاة والسلام حين ذلك من سن في الاسلام سنة حسنة فله اجرها واجر من عمل بها الى يوم القيامة فيكون معنى قوله من سن في الاسلام سنة حسنة يعني ترك العمل بها. سنة من الدين ولكن ترك العمل بها مثل التصدق لانه قالها حين تصدق ذاك فتبعه فتبعه الناس على ذلك. فالذي يبتدأ بالامر الذي شرع في الدين ويتبعه الناس على احياء هذا الامر الذي شرع في الدين يكون ذلك الفاعل الاول سن في الاسلام حسنة ما ابتدع ولكنه احيا تلك السنة. ومن المعلوم في قواعد اللغة انه يطلق الشيء على ملابسه فيقال من سن ويراد به من احيا السنة. كما قال جل وعلا يا ايها الذين امنوا اذا قمتم الى الصلاة فاغسلوا يعني اذا اردتم القيام الى الصلاة وكقوله فقبضت قبضة من اثر الرسول فنبذتها يعني اطلت قبضة من اثر حافر الرسول فنبذتها ونحو ذلك مما هو معلوم في اللغة ميلان هذه الشبهة لا وجه لها. من الشبه التي يقولونها ان هؤلاء ما ارادوا الا الخير وهذا سبق ان ذكرته لكم. يعني ذكرت لكم جوابه وانه ليس بشيء لانه ليس الامر على ان تريد الخير. الامر على ان يكون عملك خالصا صوابا من الشبهات ايضا وهذه مهمة انهم قالوا الصحابة احدث اشياء والمسلمون احدث اشياء في امورهم فاحدث عمر وظع الدواوين واحدثوا في المساجد يعني في تنظيم بعض الاشياء المتعلقة بالامام وبالائمة واحدثوا بعض الادارة انواع الادارة واحدثوا ديوان الجند واحدثوا المدارس واحدثوا كذا وكذا الى اخره. يعني انهم فعلوا اشياء ونظموا اشياء جديدة وهذه لا شك انهم يريدون بها انها من الدين لانها تقرب الى الله جل وعلا. فلم يجعلوها من البدع والجواب عن ذلك ان هناك فرقا مهما بين البدعة وبين ما سماه الامام ما لك واتباعه وطائفة من اهل العلم المصالح المرسلة هناك شي اسمه بدع كما ذكرنا وهناك مصالح مرسلة المصالح المرسلة مثل فعل الصحابة. نظموا الادارة نظموا امور دنياهم. نظموا الدواوين. عملوا اشياء احدثوا التاريخ وكتابة التاريخ ونحو ذلك هذه من المصالح المرسلة. والمصالح المرسلة مرعية في الدين و يحث عليها لان فيها رفع الحرج الفرق بين البدعة وبين المصلحة المرسلة ان المصلحة المرسلة راجعة الى امر به حفظ امر كوري من الدين والضروريات خمس والى رفع حرج عن المسلمين في شيء فهي اذا راجعة الى جهة المعاملات الى جهة العمل الى جهة التنظيم لا الى جهة العبادة. واما البدعة فليست راجعة الى هذه الاشياء وانما هي راجعة لاحداث امر في الدين يعني في العبادات. ففرق بين شؤون عبادات وبين امور المعاملات وما يفعله الناس. فالصحابة ما احدثوا امرا في عباداتهم وانما احدثوا امرا في مياهه وقد قدمت لك القاعدة ان الاصل في العبادات الحظر حتى يرد دليل الجواز. والاصل في المعاملات الجواز حتى يرد دليل الحظر ايضا من الفرق المهم بين المصلحة المرسلة وبين البدعة ان المصلحة المرسلة راجعة الى الوسائل وسيلة واما البدعة فهي غاية وهذا فرق مهم البدعة غاية يعني هي في نفسها مراده يتعبد الله بها واما المصلحة المرسلة فهي وسيلة لتحصيل امر مشروع. وفرق ما بين الاذن بالوسائل التي تدخل تحت كقاعدة الوسائل لها احكام المقاصد. فاذا كان المقصد وهو حفظ امر ضروري مطلوبا في الشرع فان وسيلته وهي المصلحة المرسلة مطلوبة. واذا كان المقصد وهو ازالة الحرج مطلوبا في الشرع فكذلك نختم كلامنا بذكر طائفة من انواع البدع هذا الذي سبق كأسيد والتأصيل مهم لانك به تعرس ما لا نذكره قد اذكر اشياء من البدع ليست على وجه الحصر ولكن على وجه التمثيل فاذا عرفت القواعد والتأصيلات في هذا الامر المهم فانك تعرف البدعة من السنة ان شاء الله تعالى. من البدع المحدثة بدع متعلقة العزمنة فهناك في شهر محرم احدثوا بدع مثل بدع الرافضة في ضرب الصدر ونحو ذلك في الندب في عاشوراء يعني يوم العاشر من محرم وفي غيره. هناك بدع متعلقة بشهر ربيعنا الاول ومن اظهرها بدعة الاحتفال بالمولد الاحتفال بيوم مولد النبي عليه الصلاة والسلام. فيجتمعون ليلته ويقرأون سيرته وبعض القصائد التي في مدح النبي عليه الصلاة والسلام وربما كان منها ما فيه شرك اكبر بالله جل وعلا قد ذكرت لك فيما سبق ان اول من احدث بدعة الاحتفال بمولد النبي عليه الصلاة والسلام وبالموالد جميعا من الدولة العبيدية. ومنها بدع في شهر رجب مثل بعض الصلوات في و بعض العبادات التي يتقربون الى الله جل وعلا فيها. فشهر رجب ليس له مزية على غيره من الشهور. ومنها بدع لقاء بغير ذلك من الاشهر كشهر شوال ونحو ذلك. هناك بدع راجعة الى هيئات العبادة. مثل على الذكر على نحو معين. ولنجتمع على الذكر فيذكرون الله بشكل جماعي واحد يقول سبحان الله والجميع سبحان الله سبحان الله. هذا الفعل هيئة التسبيح في اصله مشروع. ولكن هذه الهيئة غير مشروعة بدعة. لم؟ لان سنة النبي صلى الله عليه وسلم جاءت بشيئين جاءت بالفعل في نفسه يعني بالحكم في نفسه من حيث الفعل او الترك وجاءت بهين الفعل فجاءت بالتسبيح من حيث هو وكذلك هيئة التسبيح انه يكون مثلا باليد. فثم اذا شيئان الكيفية والهيئة والامر في نفسه العبادة في نفسها. فاذا كانت العبادة في اصلها مشروعة لابد ان تكون الهيئة مشروعة فاذا كانت الهيئة غير مشروعة فان ذلك من البدع التي تسمى البدع الاضافية ولو كان اصلها مشروعا لكن لما كانت هيئة مبتدعة كان ذلك دليل عدم الجواز من ذلك ايضا بعض الاذكار مثل ان يذكر الله جل وعلا في اعلى اعلى المنارة يعني على المناير يصلون على النبي صلى الله عليه وسلم بعد الاذان او يذكرون الله على المآذن على نحو ما او يجتمعون في الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام على صفة ما هذا كله من هيئات البدع بان اصل هذه الاعمال مشروع ولكنها مبتدعة. اعظم البدع البدع الشركية ووسائل الشرك فمن وسائل الشرك التي هي داخلة في البدع الاعتناء بالقبور من البدع وهو من اخطر انواعها وسائل الشرك الاكبر ومن ذلك العناية بالقبور و ذلك تشييدها او تجخيصها او التفريج عليها او بناء الابنية عليها او وضع القباب عليها او بناء المساجد عليها وهو اشدها قد قال عليه الصلاة والسلام الا لا تتخذوا القبور مساجد فاني انهاكم عن ذلك لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور انبيائهم مساجد. الا لا تتخذوا القبور مساجد فاني انهاكم عن ذلك هذه بدعة وخيمة ووسيلة من وسائل الشرك. لما حدثت في هذه الامة ال الامر بالناس الى ان يعظموا ذلك المقبور فيخترعوا له من الصفات ما تضاهى به صفات الله جل وعلا. ثم عبدوهم اليه. من البدع المتعلقة بوسائل الشرك ان يدعو المرء الله جل وعلا متوسلا اليه بذات احد من الخلق او بجاهه او بحرمته مثلا يقول اللهم اني اسألك بجاه نبيك اسألك بحرمة اهل بدر اسألك ابي بكر بالعالم الفلاني فيجعل التوسل بذات او بجاه او بحرمة. بظنه ان ذاك عند الله جل وعلا له جاه وله حرمة واذا كان كذلك جاز ان يكون وسيلة وهذا من الاعتداء في الدعاء وبدعة ووسيلة الشرك من وسيلة من وسائل الشرك ولهذا لم يأتي ان احدا من الصحابة ولا من السلف توسل بهذا التوسل البدعي. لانه توسل بامر خارجه فلان او عمل فلان او جاه فلان له. وانت ليس لك الا ما سعيت وان ليس للانسان الا ما سعى. فتوسلت بامر خارج عنك فكان ذلك اعتداءا في الدعاء وبدع. يؤول الامر بهذه البدعة حتى يعظم ذلك الذي يتوسل به دائما فيسأل او تجعل له صفات من التعظيم لا يجوز ان تجعل لبشر. كذلك من الابتداع العظيم الابتداع في انواع الاعتقاد الابتداع في مسائل الصفات بان يجعل العقل محكما على صفات الله جل وعلا وهذه بدعة احدثها الجهمية والمعتزلة فانهم جعلوا العقل محكما على الغيبيات. وجعلوا العقل محكما على الغيبيات فيه تقديم العقل على ما جاء به النقل. وهذا قدح صريح في ما جاء عن الله جل وعلا عن رسوله صلى الله عليه وسلم فاذا الواجب الا يتعرض للصفات بتأويل يخرجها عن ظاهرها ولا ان يتعرض لها بمجاز يخرجها عن حقيقتها. فالايمان بها على ما دل عليه ظاهرها وعلى ما دل عليه حقيقة اللفظ الافرادية او الترتيبية مع نفي المثيل عن الله جل وعلا ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. من البدع ما حدث في ابواب القدر من ان يجعل الانسان هو الذي يخلق فعل نفسه او ان يجعل الانسان مجبورا على فعله كقول غلاتهم من الجهمية او قول متوسط الجبرية من الاشاعرة ونحوهم كذلك في ابواب الايمان ابتدعت اشياء كثيرة من اقوال الخوارج ونحو ذلك ومن البدع المحدثة ايضا التي احدثت بالدين ان يفرق بابواب الامامة للاعتقاد ما بين الامامة العظمى والامامة الخاصة قال بعضهم الامامة العظمى لها حقوق هي التي جاءت في الحديث. واما الامام او ولي الامر اذا كان في بلد معين هذا له السمع والطاعة وليس له حقوق الامامة العظمى. من البيعة ونحو ذلك وهذه بدعة وخيمة خطيرة خالف بها اصحابها ما اجمع عليه سلف هذه الامة واجمعت عليه كتب الاعتقاد من ان الامام هو الذي له البيعة وله السمع والطاعة بلا تفريق. وان الامامة سواء كانت خاصة عام عامة الحقوق واحدة فيها البيعة وفيها السمع والطاعة ونحو ذلك. لهذا اجمع المسلمون على ان بيعة وامامة اهل الاندلس للامويين فيها صحيحة ماضية وعلى ان بيعة من في الشرق من اهلي بغداد او العراق والحرمين ودمشق ومصر والى اخره ان بيعتهم للعباسيين ماضية. فقام امامان هنا وهنا وكل منهما امامته اسلامية والبيعة منعقدة لهذا ولهذا كل بحسب محله ولم يفرقوا في هذا الامر ما بين الامامة العظمى والامامة الخاصة. هذا والحديث في هذا الباب يطول فالحذر الحذر من كل سبيل فيه مخالفة السنة فكل خير في اتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف واهل البدع قال الله جل وعلا في ام لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله. فكل من شرع شيئا في الدين او جعل شيئا في العقيدة لان العقيدة تسمى شريعة من جعل شيئا في ذلك على غير ما عليه الامر الاول فقد جعل نفسه شريكا لصاحب بالرسالة في التشريع وهذا والعياذ بالله من اشد ما يكون خطرا من جهة المبتدع. كذلك البدع تفرق بين الناس ويعاقب الله جل وعلا الناس بالبدع يعني اذا سلكوا البدع بالتفريق بين قلوبهم. وقد قال جل وعلا ان الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء انما امرهم الى الله. وهؤلاء الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا يدخل فيهم كل من سعى في التفرقة اتخاذ طريقة في الدين مبتدعة كالطرق الصوفية المختلفة الطريقة الشاذلية وهذه القادرية وهذه نقشبندية وهذه جوشتية وهذه وهذه وكل هذا من التفريق في الدين وسبيل المصطفى صلى الله عليه وسلم واحد وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم ثم وصاكم به لعلكم تتقون. فهل نقبل وصية الله جل وعلا؟ وهل نقبل وصية المصطفى صلى الله عليه وسلم؟ فالله الله في السنة الله الله في الالتزام بها الله الله في الحذر من البدع وفي الانكار على اهلها وفي المجاهدة في ذلك فان ذلك من اعظم انواع الامر بالمعروف والنهي عن المنكر هذا وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين