بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه ايها الاخوة والاخوات سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وحياكم الله جميعا حيثما كنتم ومرحبا بكم مجددا مع هذه الحلقة مع المحاضرة الحادية عشرة من تفسير سورة هود مع قول الله جل جلاله بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم والى سمودا اخاهم صالحا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من اله غيره هو انشأكم من الارض واستعمركم فيها فاستغفروه ثم توبوا اليه ان ربي قريب مجيب. ولقد ارسلنا الى ثمود هؤلاء كانوا يسكنون مدائن الحجر بين تبوك والمدينة وكانوا بعد قوم عاد بعد عاد فبعث الله منهم اخاهم صالحا فامرهم بما امر به الانبياء جميعا اقوامهم اعبدوا الله ما لكم من اله غيره مشترك ايماني عام ضمنه الله كل كتاب انزله وبعث الله به كل نبي ارسله وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون لم تكن دعوته بدعا من دعوة من خلوا قبله من الرسل واذكر اخ عادل اذ انذر قومه بالاحقاف وقد خلت النذر من بين يديه ومن خلفه الا تعبدوا الا الله يا قوم اعبدوا الله ما لكم من اله غيره هو انشأكم من الارض اي ابتدأ خلقكم منها. لقد خلق منها اباكم ادم عليه السلام ولقد خلقنا الانسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة في قرار مكين. ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة. فخلقنا المضغة فكسونا العظام لحما ثم انشأناه خلقا اخر. فتبارك الله احسن الخالقين. ثم انكم بعد ذلك لميتون ثم انكم يوم القيامة تبعثون واستعمركم فيها وعندنا وقفة جميلة عند كلمة واستعمركم فيها استعمركم السين والتاء في اللغة للطلب اي جعلكم عمارا للارض تعمرونها وتستغلونها فاستغفروه ثم توبوا اليه. استغفروه لماضي اخطائكم وذنوبكم وتوبوا اليه فيما تستقبلونه منها. وقد سبق ان قلنا ان الاستغفار انما هو طلب مغفرة الذنوب بسترها فلا تفضح بها ولا تعاير بها بين احد من عباد الله والا يعاقبك عليها يوم القيامة شيخ الاسلام مرة سئل كيف اصبحت فقال ما بين نعمتين لا ادري ايتهما اشكو ما بين ذنوب سترها ربي علي فلم يعايرني بها احد من خلقه وما بين مودة لي قذفها لي في قلوب عباده لا يبلغها عملي. فباي النعمتين اشكر ثم توليه واستغفروه فالاستغفار هو ان تطلب من الله عز وجل ان يستر ذنوبك فلا تعاير بها ولا يعاقبك عليها يوم القيامة. ويوم القيامة يدني الرب جل جلاله عبده المؤمن. فيضع عليه فهو ستره ثم يقرره بذنوبه. اتذكر ذنب كذا وكذا؟ يوم كذا وهمومه وكذا يذكرها جميعا. لا ينكر شيئا منها فيقول له بعد ان وقع في نفسه انه هالك لا محالة سترتها عليك في الدنيا واليوم اغفرها لك اما من عدا هؤلاء فيقول الاشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم الا لعنة الله على الظالمين لكن استخدمت كلمة استعمار استعمالنا خطأ وما كان ينبغي لا رباب اللغة العربية ولورثة هذا الكتاب العظيم ان يستدرجوا هذا الاستدراج وان يقعوا في هذا الخطأ الفاحش ان كلمة استعمار استعملت للدلالة على استيلاء العدو على اراضي اخرين بالغصب والقهر والاحتلال استنزف الخيرات والموارد ويسمى هذا استعمار. التعبير الدقيق احتلال وليت استعمار استعمار تعبير قرآني جميل واثاروا الارض وعمروها اكثر مما عمروها واستعمركم فيها الاستعمار السين والتاء في اللغة للطلب فهي كلمة جميلة عندما تعمر ارضا عندما تحيي ارضا الميتة لما تزرع ارضا ميتة وتحييها وتبني فيها مساكن وتشق فيها طرق وانهار هذا استعمار وكلمة جميلة ومعنى جميل اما المعنى الاخر فهو اصل فهو الذي يصدق عليه كلمة احتلال وليس كلمة استعمار اللهم اهدنا سواء السبيل وقنا عذابك يوم تبعث عبادك يا رب العالمين يبقى السينما بتاعة السين والتاء في اللغة كما قلنا للطلب وهذه الكلمة استخدمت في غير موضعه طيب ماذا كان جواب قومي صالح يا صالح قد كنت فينا مرجوا قبل هذا. ياه ده احنا كنا راضين فيكم يا قلب قد كنت فينا مرجوا قبل هذا كنا نظنك من عقلائنا وحلمائنا وحكمائنا وكبرائنا ممن نفزع لهم في مهمات والمصالح العامة ممن ننيط بهم شؤوننا. اليوم خاب رجاؤنا فيك وخاب املنا فيك. اتنهانا ان نعبد ما يعبد اباؤنا يعني تماما كما قال موشك مكة اجعل الالهة الها واحدا؟ ان هذا لشيء عجاب واننا لفي شك مما تدعونا اليه مريب يا صالح قد كنا نرجوك في عقلك قبل ان تقول ما قلت كيف سوغ لك عقلك؟ وكيف ساغ في حلمك ورشدك؟ ان تنهانا ان نعبد ما كان يعبده اسلافنا. اننا لنشك كبير من هذا المسلك البدعي الجديد الذي تدعونا اليه اليه وما وجدنا اباءنا عليه من قبل ماذا يقول النبي الكريم يا قومي ارأيت ان كنت على بينة من ربي. كنت انا على يقين جازم قاطع بان ما عليه هو الحق الذي ليس وراءه الا الضلال واتاني منه رحمة. خصني برحمة وهي النبوة وارسلني اليكم لكي انذركم بين يدي عذاب شديد. فمن ينصرني من الله ان عصيته. اتروادونني على ان اتخلى عن بلاغ الرسالة وعن اداء الامانة وعن تبليغ كلمات الله وتوصيل قوله فمن ينصرني من الله ان عصيته. قل اني لن يجيرني من ان الله احد ولن اجد من دونه ملتحدا الا بلاغا من الله ورسالاته. ومن يعصي الله ورسوله فان له نار جهنم خالدين فيها ابدا فما تزيدونني غير تخسير. لو اني اطعتكم الى ما تقولون. لو اني طاوعتكم على ما ترودونني عليه تزيدني هذا الا خسارا والا وبال والا سوء عاقبة وسوء منقلب ارأيتم ان كنت على بينة من ربي على يقين مما ارسلني ربي به. وخصني دونكم بالنبوة والرحمة ان تركت دعوتكم الى الحق وعبادة الله وعبادة الله وحده فلو تركته لما تفعلون لي؟ والله ما تزيدونني غير تقصير طيب كان القوم قالوا له نحن نريد اية على صدق ما تقول قال هذه ناقة الله لكم اية فذروها تأكل في ارض الله ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب وبلغ الخبر نبي الله صالحا. فجاءهم وهم مجتمعون فلما رأى الناقة بكى وقال تمتعوا في داركم ثلاثة ايام وتقول الروايات لقد كان قتلهم الناقة يوم الاربعاء فلما قال هذه الكلمة وامسى القوم قريب ناقة ارسلها الله لها لهم سبحانه وتعالى ناقة عزيمة مهيبة في خلقها في شكلها في سمتها وبين له ان الله قد قسم الماء قسمين. قسم للناقة وقسم له والقسم الذي لا يشربون من الماء سيشربون اللبن. هذه الناقة غير كافية بازن الله. ان ان تسقيهم جميعا وان تروا يا ظمأهم جميعا وان وان الله جل وعلا ابدلهم من الماء الذي تركوه في هذا اليوم اللبن الذي غطى اوعيتهم جميعا وملا اسقيتهم جميعا وافاض عليهم منه ما تشتهيه الانفس وتلذ الاعين هذه ناقة الله لكم اية فذروها تأكل في ارض الله ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب قريب لكن السعيد من سعد في بطن امه والشقي من شقي في بطن امه لقد سأل القوم نبيهم ان يأتيهم باية اقترحوا عليه ان تخرج لهم من صخرة صماء عينوها بانفسهم. صخرة منفردة في ناحية الحجة فطلبوا منه ان تخرج لهم منها ناقة عاشوراء ما خض فاخذ عليهم صالح العهود والمواثيق لئن اجابهم الله الى سؤالهم واجابهم الى طلبتهم ليؤمنن به وليتبعنه فلما اعطوه على ذلك عهودهم ومواثيقهم. قام صالح عليه السلام الى صلاته. ودعا ربه فتحركت تلك الصخرة انصدعك عن ناقة جوفاء وبراء يتحرك جنينها بين جنبيها كما سألوا فعند ذلك امن منهم من سبقت له من الله الحسنى وكفر منه من غلبت عليه شقوته قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين لقد اراد بقية اشراف ثمود ان يؤمنوا لكن صدهم الملأ الذين استكبروا والملأ في كل زمان ومكان الذين يقطعون الطريق على الله عز وجل ويصدون الناس عن سبيل الله ويبغونها عوجا وهم ينهون عنه ويلاون عنه. وان يهلكون الا انفسهم وما يشعرون يعني ثم ائتمروا فيما بينهم ان يقتلوا هذه الناقة لماذا؟ فقط تسوي النفس تصوير شيطان وماذا عليهم لو امنوا بالله واليوم الاخر ماذا سيخسرون وماذا عليهم لو امنوا بالله واليوم الاخر ائتمروا فيما بينهم وكانوا تسعة رهط يفسدون في الارض ولا يصلحون تقاسموا بعد ما انبعث اشقاهم وقتل الناقة ونبي الله صالح قال له تمتعوا في داركم ثلاثة ايام ذلك وعد غير مكذوب قالوا نخلص عليه قبل تلات تيام ما ينتفوا يبقى ان كان كذاب ادينا خلصنا منه وان كان صادق اهو سبقنا الى العزاب وسبقنا الى الهلاك وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الارض ولا يصلحون. قالوا تقاسموا بالله لنبيتنه واهله ثم لنقولن لوليه ما شهدنا مهلك اهله وانا لصادقون ومكروا مكنا ومكرنا مكرا وهم لا يشعرون فانظر كان كيف كان عاقبة متلهم انا دمر وما هم وقومهم اجمعين فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا. ان في ذلك الاية لقوم يؤمنون الله جل وعلا نجى نبيه صالحا ومن معه بكبريائه ويعني بجلاله الناقة كانت بين ازهر القوم تنتقل من فج الى فج يشربون من بئرهم يوما ويشربون من لبنها يوما واليوم الذي يشربون منه من لبنه يملأون ما شاءوا من اوعيتهم واوانيهم. ونبئهم ان الماء قسمة كل شرب محتضر. هذه ناقة لها شرب ولكم شرب يوم معدوم تسرح في بعض تلك الاودية ترد من فج وتصدر من غيره وكان كما ذكر اهل التفسير خلقا هائلا ومنظرا رائعا فلما طال عليهم واش تا دا تكذيبهم لنبيهم؟ عزموا على قتلها ليستأثروا بالماء كل يوم فاتفقوا على قتلها والذين تولوا كبرها يعني كبر قتل الناقة مروا عليهم جميعا كانهم يستشيرونهم ليشتركوا جميعا في الجريمة المباشر والساكت والمقر والداعم والامر ان فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين والله جل وعلا اسند عقرها الى القبيلة كلها فعقروا الناقة وعتوا عن امر ربهم فاسند العقر الى القبيلة كلها فدل هذا على رضاهم جميعا بذلك. يقول قتادة لقد بلغني ان الذي قتلها طاف عليهم جميعا فكانوا جميعا راضين بقتلها. حتى مر على النساء في خدورهن وعلى الصبيان وهذا ظاهر لقوله تعالى تكذبوه فعقبوها. فدمدم عليهم ربهم بذنبهم. فسواها ولا يخاف عقباها واتينا ثمود الناقة مبصرة فظلموا بها وما نرسل بالايات الا تخويفا. طبعا في قصص زكر في قصة عقل الناقة وتفاصيل معزمها منقولة من كتب اهل الكتاب وما جاء من هذا القصص انما ينقل على سبيل الاعتبار لا نصدقه ولا نكذبه حتى لا نصدق بباطل ولا نكذب بحق فلما فعلوا ذلك وفرغوا من عقر الناقة جاء هؤلاء التسعة وعزموا كما قلنا على قتل نبي الله صالح كان صادقا عجلناه قبلنا وان كان كاذبا الحقناه بناقته جرأة ان كان صادقا عجلناه قبلنا وان كان كاذبا الحقناه بناقته تقاسموا بالله لنبيتنه واهله. ثم لنقولن لوليه ما شهدنا مالك اهله وانا لصادقون ومكروا مكرا ومكنا مكرا وهم لا يشعرون فانظر كيف كان عاقبة مكرهم انا دمرناهم وقومهم اجمعين. لما عزموا على ذلك لو تواطؤوا عليه وجاؤوا من الليل ليفتكوا بنبي الله صالح ارسل الله سبحانه وتعالى عليهم حجارة ورضختهم سلفا وتعجيلا قبل قومهم واصبح ثمود يوم الخميس وهو اليوم الاول من ايام النظرة ما هو قال لهم تمتعوا في داركم ثلاثة ايام اصبح وجوههم مصفرة يوم الثاني محمرة لليوم الثالث من ايام المتاع وهو يوم السبت اصبحت وجوههم مسودة فلما اصبحوا من يوم الاحد نعم تحنطوا وقعدوا ينتزرون نقمة الله وعذابه. عياذا بالله من ذلك لا يدرون ماذا يفعل بهم ولا كيف يأتيهم العذاب اشفقت الشمس جاءته صيحة من السماء ورجفة شديدة من اسفل منهم ففاضت الارواح وازهقت النفوس في ساعة واحدة عقروها فقال تمتعوا في داركم ثلاثة ايام. ذلك وعد غير مكذوب. واخذ الذين ظلموا الصيحة فاصبحوا في صرع هالكين كان لم يغنوا فيها كانهم لم يعيشوا فيها ساعة واحدة ولا يوما واحدا الا ان ثمودا كفروا ربهم الا بعدا لثمود وانها لبسبيل مقيم وكأن الله جل وعلا يقول لنبيه ان سنة الله ماضية لا الدين لسنة الله تبديلا ولا انتهي الى سنة الله تحويلا. لقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين. انهم لهم المنصورون وان جندنا لهم الغالبون كتب الله لاغلبن. انا ورسلي ان الله لقوي عزيز. ان حين يحادون الله ورسوله. اولئك في الاذلين. ان الذين يحادون الله ورسوله ثبتوا كما كبت الذين من قبلهم وقد انزلنا ايات بينات وللكافرين عذاب اليم اه اخر حاجة نختم بها قبل ان نتجاوز هذا المشهد اتخاذ اماكن المعذبين اماكن سياحة ومزارات سياحية ليس من هدي النبوة في شيء لا ينبغي ان ندخل على هذه الاماكن الا باكين ولا ينبغي ان نمر بها الا متعجلين والا نشرب من مائها والا نعجن او نخبز من مياهها المرور يكون مرورا سريعا للعبرة والموعظة اما تتخذ مزارات وتنشأ فيها استراحات والمقاهي والفنادق ومازورات سياحية يرغب الناس في المجيء اليها. وفي القدوم اليها فليس هذا من هدي النبي صلى الله عليه واله وسلم في في شيك بل المشروع في مثل هذا الا ندخل على قبور هؤلاء المعذبين الا باكين حتى لا يصيبنا مثل ما اصابه. والنبي صلى الله عليه وسلم عندما مر بقوم على هذه المنطقة وكانوا قد استقوا من ابارهم وخبزوا وخبزوا منها امر يعني بالالية ان تكفى وبالخبز الذي خبز ان يطعم للابل وان يتجاوزوها وامر الا نمر بهذه الاماكن الا لا مسرعين باكين حتى لا يصيبنا مثل ما اصابهم وقد خلت من قبلهم المثلات وان ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم وان ربك لشديد العقاب اللهم اهدنا فيمن هديت وعافنا فيمن عافيت وتولنا فيمن توليت. اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ونبيك محمد وعلى اله وصحبه وسلم سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك