ورب كل شيء ومليكه جل جلاله. لكن القوم يجحدون هذا ويشركون في عبادة الله جل وعلا اندادهم واصنامهم واوثانهم. مما ذرأ اي مما خلق وبرأ. الحرث الزروع والثمار الانعام بهيمة الانعام الابل والبقر والغنم وهي ثمانية ازواج من الضأن اثنين ومن المعد اثنين ومن الابل اثنين ومن اثنين هذه بهيمة ايه؟ الانعام فجعلوا لله مما درى من الحرث والانعام نصيبا فقالوا هذا لله بزعمهم وهذا لشركائنا طب قسموا هذه القسمة الشركية هل حافزوا عليها لا جاره فيها ايضا فما كان لشركائهم فلا يصل الى الله وما كان لله فهو يصل الى شركائهم جاء ما يحكمون ابن عباس يقول ان اعداء الله كانوا اذا حرثوا حرثا او كانت لهم ثمرة جعلوا لله منه جزءا وللوثن جزءا فما كان من حرث او ثمرة او شيء من نصيب الاوثان يحفظونه ويحصونه وان سقط شيء وان سقط منه شيء فيما سموه لله ردوه الى ما جعلوه للوثن وان سبقه الماء فان سبقهم الماء الذي جعلوه للوثن فسقى شيئا جعلوه لله جعلوا ذلك للوثن. يعني قسمة وان سقط شيء من الحرث او الثمر الذي جعلوه لله فاختلط بالذي جعلوه للوثن قالوا هذا فقير ولم يردوه الى ما جعلوه لله ايضا كانوا يحرمون من اموالهم البحيرة والسائبة والوصف الطينة والحام فيجعلون ذلك للاوثان ويزعمون انهم يحرمونه قربة الى الله وساء ما يفترون. ان الله جل وعلا لم يأمرهم بهذا ولم يشرعه لهم. هذا من تلبيس الشياطين عليهم ومن وحي لهم وليس من الله في شيء ساء ما يحكمون ساء ما يقسمون. اخطأوا اولا بالقسم لان الله رب كل شيء ومليكه وخالقه له الملك كله وله الخلق كله وله الامر كله وتحت تصرفه وقدرته ومشيئته كل شيء لا اله غيره ولا رب سواه ثم لما قسموا هذه القسمة الظالمة لم يحفظوها بل جاره عليها كقول الله سبحانه ويجعلون لله البنات سبحانه ولهم ما يشتهون واذا بشر احدهم بالانثى ظل وجهه مسودا وهو كسير او كما قال تعالى وجعلوا له من عباده جزءا ان الانسان لكفور مبين. وقال الكم الذكر وله الانثى تلك اذا قسمة بيزا ثم قال تعالى وكذلك يعني كما زينت الشياطين لهؤلاء ان يجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والانعام نصيبا. زينوا لهم ايضا قتل اولادهم خشية الاملاق قتل الذكور خشية الفقر وقتل البنات نعم خشية العار شركاؤهم شياطينهم يأمرونهم ان يئدوا اولادهم خشية العيلة. كما قال تعالى ولا تقتلوا اولادكم خشية املاق نحن نرزقهم واياكم ان قتلهم كان خطئا كبيرا او كما قال في سورة الانعام ولا تقتلوا اولادكم من املاق نحن نرزقكم واياهم فامرتهم الشياطين ان يقتلوا اولادهم خشية الاملاء او خشية العار ففعلوا ذلك سفها بغير علم وحرموا ما رزقهم الله افتراء على الله. ثم قال تعالى ولو وشاء ربك ما فعلوه كل هذا واقع بمشيئة الله الكونية بارادته الكونية جل جلاله واختياره لذلك كون ولله الحكمة البالغة لا يسأل عما يفعل وهم يسألون فذرهم وما يفترون دعهم واجتنبهم وما هم فيه فسيحكم ربك بينك وبينهم يوم القيامة ثم قال تعالى وقالوا هذه انعام وحرث الحجر لا يطعمها الا من نشاء بزعمهم وانعام حرمت ظهورها وانعام لا يذكرون اسم الله عليها افتراء عليه سيجزيهم بما كانوا يفترون. الحجر الحرام مما حرمه من الوصيلة وتحريم ما حرموا وهذه يعني يقول قتادة وقالوا هذه انعام وحرث الحجر اي تحريم كان عليهم من الشياطين في اموالهم وتغليظ وتشديد ولم يكن من الله جل جلاله بل هذه اشياء احتجزوها لالهتهم ثم يقولون لا يطعمها الا من نشاء بزعمهم اي حرام ان يطعم الا من شئنا. كقول الله سبحانه قل ارأيتم ما انزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحلالا قل الله اذن لكم ام على الله تفترون وكقول الله جل جلاله ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة لا وسيلة ولا حال ولكن الذين كفروا يفترون على الله الكذب واكثرهم لا يعقلون. البحيرة شق البحر شق اذن الناقة السائبة المسيبة المخلاة يسيبونها فلا يركبونها ولا يأكلونها يتركونها لالهتهم الوصيلة ايضا اتترك للالهة اذا وصلت ذكرا بانثى. فتترك للالهة. الحامي الفحل يحمى ظهره من الركوب عليه والانتفاع به بسبب تتابع اولاد تحدث من فحلته يعني ازا طرق عددا معينا من بهيمات الانعام فاحبلها هذا حمى ظهره فلا يركب ولا ينتفع به انعام لا يذكرون اسم الله عليها. البحيرة كانوا لا يحجون عليها او كان من ابلهم طائفة لا يذكرون اسم الله عليها في شأن من شأنها. لئن ركبوا ولان حلبوا ولان حملوا ولان نتجوا ولان عملوا شيئا افتراء عليه يفعلون هذا وينسبونه الى الله جل جلاله واذا فعلوا فاحشة نعم قالوا وجدنا عليها اباءنا والله امرنا بها قل ان الله لا يأمر بالفحشاء. اتقولون على الله ما لا تعلمون. ولهذا قال سيجزيهم بما كانوا يفترون من الكذب عليه ويسندونه اليه. ثم قال تعالى وقالوا المشركون ما في بطون هذه الانعام خالصة لذكورنا. اللبن كانوا يحرمونه على اناثهم ويشربه ذكرانهم ايضا كانت الشاة ازا وجد الذكر ان ذبحوه وكان للرجال دون النساء وانتهت انثى تركت فلم تذبح حتى تنتج وان كانت ميتة فهم فيه شركاء فنهى الله عن ذلك شعب يقول البحيرة لا يأكل من لبنها الا الرجال وان مات منها شيء اكله الرجال والنساء سيجزيهم وصفهم. اي قولهم الكذب في ذلك كقول الله سبحانه ولا تقولوا لما تصف السنتكم كذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب. ان الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون انه حكيم عليم. حكيم في افعاله واقواله وشرائعه عليم باعمال عباده من خير او شر. وسيجزيهم عليها اتم التزائي واوفره. البر لا يبلى والذنب لا ينسى والديان لا يموت نعم. واخيرا يقول ربي جل جلاله قد خسر الذين قتلوا اولادهم تفها بغير علم حرموا ما رزقهم الله افتراء على الله. ايه يا رب خسروا في الدنيا والاخرة اما في الدنيا فقد قتلوا اولاده وضيقوا على انفسهم في اموالهم بتحريم هذه الاشياء التي ابتدعوا تحريمها من تلقاء انفسهم واما الاخرة فسوف يصيرون الى اسوأ المنازل بكذبهم على الله وافترائهم عليه. ان الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون. متاع في الدنيا ثم الينا مرجعهم ثم نذيقهم العذاب الشديد بما كانوا يكفرون الحافظ ابو بكر ابن مردويه يقول يروي عن ابن عباس اسمع جيدا اذا سرك ان تعلم جهل العرب تقرأ ما فوق الثلاثين والمئة من سورة الانعام من قول الله سبحانه قد خسر الذين قتلوا اولادهم سفها بغير علم وحرموا ما رزقهم الله افتراء على الله قد ضلوا وما كانوا مهتدين درس المستفاد من هذا ان التحليل والتحريم ليس الى البشر ام لهم شركاء ترعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله التحليل والتحريم التشريع المطلق حق خالص لله جل جلاله والله جل وعلا وصف احبار بني اسرائيل ورهبانهم بالشرك لانهم ادعوا لانفسهم هذا الحق كانوا يزعمون ان المسيح قال لهم ما تحلونه في الارض فهو محلول في السماوات ما تربطونه في الارض فهو مربوط في السماوات يعني اتفقوا يحلون ويحرمون كما يشاؤون وتابعهم بنو اسرائيل على ذلك يرون الشيء حراما في التوراة يحله لهم احبارهم ورهبانهم فيستحلونه يرون الشيء حلالا في التوراة يحرم عليهم احبارهم ورهبانهم فيحرمونه هكذا كانت الربوبية في بني اسرائيل اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما امروا الا ليعبدوا الها واحدا فسوى الله جل جلاله بين التحليل والتحريم بغير برهان من الله وبين اتخاذ المسيح الها من دونه والمسيح ابن مريم وما امروا الا ليعبدوا الها واحدا الحلال ما احله الله ورسوله الحرام ما حرمه الله ورسوله الدين ما شرعه الله ورسوله من احل الحرام المجمل عليه او حرم الحلال المجمع عليه او بدل الشرع المجمع عليه انما يخلع بذلك ربقة الاسلام من عمره طيب احبتي يا الله نأتي الى نهاية الحلقة نكتفي بهذا القدر في هذا اليوم على امل اللقاء القريب بكم في حلقة الغد ان شاء الله احيانا الله واحياكم حتى نلتقي استودعكم الله تعالى وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته