بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه ايها الاخوة والاخوات سلام الله عليكم ورحمته وبركاته. وحياكم الله جميعا ومرحبا بكم مجددا حيثما كنتم مع هذه الحلقة من تفسير سورة الرحمن الرحمن علم القرآن خلق الانسان علمه البيع سورة الرحمن من القرآن المكي عند جماهير اهل العلم بعباس يستثني قوله تعالى يسأله من في السماوات والارض كل يوم هو في شأن وذهب بعض اهل العلم الى انها سورة بدنية لكن الذي عليه جماهير اهل العلم انها من القرآن المكي لقد ورد في فضلها بعض الاحاديث لكنها لم تصح ضعيفة من بينها على سبيل المثال بكل شيء عروس وعروس القرآن سورة الرحمن وهذا الحديث وامثاله لم يصح انما هي الضعيفة الاسناد كما حقق ذلك العلامة الالباني رحمه لكن ورد في السنة حديث صحيح يذكر هذه السورة وفيه ان النبي صلى الله عليه وسلم قرأ سورة الرحمن على اصحابه فسكتوا قال ما لي اسمع الجن احسنوا جوابا لربها منكم ما اتيت على قول الله تعالى فبأي الاء ربكما تكذبان الا قالوا لا شيء من الائك ربنا نكذب فلك الحمد سورة الرحمن لها جملة من الفضائي والمميزات اولا السورة الوحيدة التي افتتحت باسم من اسماء الله عز وجل الرحمن الذي لم يتقدم عليه غيره وقد تكرر فيها قول الله تعالى فبأي الاء ربكما تكذبان تكرر فيها احدى وثلاثين مرة وقد دل ذلك على مقام الامتنان كما دل على الاسلوب الجزل العربي الجليل في هذه السورة تذكير بنعم الله الكثيرة التي لا تحصى ومنها نعمة تعليم القرآن وذكر دلائل القدرة الباهرة في تسيير الافلاك وتسخير السفن ثم استعراض باقة من ايات الله المنزورة في كتابه المنزور كون تدريهم اياتنا في الافاق وفي انفسهم حتى يتبين لهم انه الحق بسبب نزول هذه السورة وردت عدة روايات او عدة اسباب من بينها انها جاءت لاثبات صفة الرحمن لاثبات صفة الرحمن لله جل جلاله. باضافة هذه الصفة الى سورة من سور هذا القرآن الكريم سورة الرحمة المشركون الكافرون كانوا ينكرون هذه الصفة. هذا الاسم من اسماء الله عز وجل. واذا قيل لهم اسجدوا للرحمن. قالوا وما الرحمن انسجد لما تأمرنا وزادهم نفورا وايضا عند صلح الحديبية عندما امر النبي صلى الله عليه وسلم الكاتب ان يكتب قال اكتب بسم الله الرحمن الرحيم قالوا اما الرحمن فما ندري ما هو لكن اكتب كما كنت تكتب باسمك اللهم جاءت هذه السورة لاثبات هذه الصفة الجليلة التي انكرها الظالمون لانفسهم من المشركين والكافرين ايضا قيل انها جاءت ردا على المشركين الذين كانوا يقولون عن النبي صلى الله عليه وسلم انما يعلمه بشر كما جاء في سورة النحل ولقد نعلم انهم يقولون انما يعلمه بشر لسان الذي يلحدون اليه اعجمي وهذا لسان عربي مبين فقال تعالى الرحمن علم القرآن لم يعلمه بشر بل علمه الله جل جلاله الرحمن الرحيم الذي تجحلون اسمه وتجحلون صفته سورة الرحمن من السور المكية الجليلة اه كما ذكرنا ان من قبل وقد وقفنا على بعض من فضائلها وبعض من اسباب نزولها نبدأ في قوله تعالى علم يخبر الله تعالى عن فضله ورحمته بخلقه ان انزل على عباده القرآن الكريم ويسر له الحفز ويسر لهم فهمه. ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر قد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر لقد جمع الله القرآن في صدر نبيه الذي كان يحرص غاية الحرص على ان يسابق جبريل وهو يعلمه ويدارسه فقال له الله جل من قائل لا تحرك به لسانك لتعجل به ان علينا جمعه وقرآنه. فاذا قرأناه فاتبع قرآنه ثمان علينا بيان الرحمن علم القرآن خلق الانسان علمه البيان. علمه النطق يقول الضحاك ويقول قتادة البيان الخير والشر اي بيان الخير من الشر لكن تفسيرها بانها النطق احسن واقوى لان السياق في تعليمه تعالى القرآن وهو اداء تلاوته وانما يكون ذلك بتيسير النطق على الخلق وتسهيل خروج الحروف من مواضعها من التاني والشفاء على اختلاف مخارجها وانواعها خلق الانسان يقبل الله جل جل وعلا عن فضله ونعمته انه خلق الانسان من سلالة من طين كما جاء في ايات اخرى من صلصال كالفخار كما سيأتي في هذه السورة بعد قليل باذن الله عز وجل ثم قال تعالى يجريان متعاقبين بحساب مقنن لا يختلف ولا يضطرب الشمس ينبغي لها ان تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك تعلق الاصبع وجعل الليل سكنا والشمس والقمر حسبانا ذلك تقدير العزيز العليم ضعوا هذه الكلمة عن عكرمة نعم يقول رضي الله عنه لو جعل الله نور جميع ابصار الانس والجن والدواب والطير في عيني عبد ضعفاء النور الذي جعله في عين العبد فجمع له ابصار المخلوقات كلها التي تبصر ثم كشف حجابا واحدا من سبعين حجابا دون الشمس لما استطاع ان ينظر اليه ونور الشمس جزء من سبعين جزءا من نور الكرسي ونور الكرسي جزء من سبعين جزءا من نور العرش ونور العرش جزء من سبعين جزءا من نور الستر بالنور الحجاب ولهذا جاء حجابه النور لو كشفه لاحرقت سبحات وجهه ما انتهى اليه بصره من خلقه فانظر ماذا اعطى الله عبده من النور في عينيه وقت النظر الى وجه ربه الكريم عيانا وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناضرة. ذلك يوم القيامة. اما في في الدنيا فلن يرى احد منه ربه حتى يموت وانا اعجب من قولي ابني الفارض بعض ابياتي عندما يقول واذا سألتك ان اراك حقيقة فاسمح ولا تجعل جوابي لن ترى الله قال لعبده وكليمه موسى عندما سأله ربي ارني انظر اليك قال لن تراني ولكن انظر الى الجبل فان استقر مكانه فسوف تراني فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صاعقا لم يقوى موسى على هذه المنزلة في الدنيا فكيف تتشوف انت اليها انا من خلق العقول ومن قسمها بين البشر ثم قال تعالى والنجم والشجر يسجدان اتفق اهل العلم على ان الشجر ما قام على ساعة ما له ساق لكن اختلفوا في المقصود بالنجم هل هو النجم الذي في السماء ام هو من بسط على وجه الارض من النبات نعم ولا عل تفسيره بانه الذي في السماء هو الاظهر قول الله جل جلاله الم ترى ان الله يسجد له من في السماوات ومن في الارض شمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب. ومن يهن الله فما له من مكلم. ان الله يفعل ما يشاء ثم قال تعالى والسماء رفعها ووضع الميزان الميزان العدل قال تعالى لقد ارسلنا رسلنا بالبينات رسلنا بالبينات وانزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط الا تطغوا في الميزان خلق السماوات والارض بالحق والعدل لتكون المخلوقات كلها بالحق وبالعدل هل ترى في خلق الرحمن من تفاؤل انظر البصر هل ترى من هل ترى من فتور مرجع البصر كرة ينقلب اليك البصر وهو حسيب واقيموا الوزن بالقلم ولا تخسروا لا تبخسوا الوزن زنوا بالحق والقسط وزنوا بالقسطاس ان الله عذب امة من الامم لانها كانت تبخس الناس اشياء وقد قال تعالى ويل للمطففين الذين اذا اكتالوا على الناس يستوفون واذا كالوهم او وزنوهم يخسرون الا يظن اولئك انهم مبعوثون ليوم عظيم يوم يقوم الناس برب العالمين ازدواجية المعايير ايضا نوع من انواع البخس في الميزان عندما تعامل الناس بمعيار عندما يكون حق لك تعاملهم بمعيار الحق عليك تعاملهم بمعيار اخر او تفرق بين عباد الله في المعاملة بغير برهان من الله وبغير سلطان من الله عز وجل. وان الله جل وعلا قد او وحى الى نبيه ان لا يبغي احد على على احد ولا يجر احد والارض وضعها للامام كما رفع السماء جل جلاله وضع الارض جل جلاله مهدها ارساها بالجبال الراسيات الشامخات والجبال اوتادا القى في الارض رواسي ان تميل بكم. واجعلنا فيها فجاجا سبلا لعلكم تهتدون ارساها بالجبال لتستقر لما على وجهها من الانام الخلائق المختلفة انواعهم مالهم والوانه والسنتهم في سائر اقطائها اقطارها وارجائها الانام الخلق فيها فاكهة مختلفة الالوان والطعوم والروائح طنوان وغير صنوان يسقى بماء واحد. ونفضل بعضها على بعض في الاكل جل من قائل فيها فاكهة اللي بتقول الالوان والطعوم والروائح والنخل ذات الاكمال افرض النخلة بالذكر لشرفه ونفعه رطبا ويابسا والاكمام قيل اوعية الطلح وقيل انها الليف الذي على عنق النخلة قيل انها اوعية الطلع وهو الذي يطلع فيه العنقود ثم ينشق عن العنقود فيكون بسرى ثم رطبا ثم ينضج ويتناهى نفعه واستواه وقيل انه هو الليف من لطيف ما ما يروى عن الشعب انه قال كتب قيصر الى عمر ابن الخطاب قائلا اخبرك ان رسلي اتتني من قبلك فزعمت حدث عن النخلة ان قبلكم شجرة ليست بخليقة لشيء من الخير طيب تخرج مثل اذان الحمير طيب ثم تشققوا مثل اللؤلؤ ثم تخضر فتكون مثل الزمرد الاخضر ثم تحمر فتكون كالياقوت الاحمر ثم تينع فتنضج فتكون كاطيب فالوزج اكل ثم تيبس فتكون عصمة للمقيم وزادا للمسافر فان تكن رسلي صدقتني فلا ارى هذه الشجرة الا من شجر الجنة هذا وصفه للنخلة ويعجبني قول شوقي ويتكلم آآ الطعام الفقير وحلوى الغني وزادوا المسافر والمغترب فكتب به عمر ابن الخطاب بن عبدالله عمر امير المؤمنين الى قيصر ملك الروم ان رسلك قد صدقوك. هذه الشجرة عندنا وهي الشجرة التي انبتها الله على مريم حين نفست بعيسى ابنها فاتق الله ولا تتخذ عيسى الها من دون الله فان مثل عيسى عند الله كمثل ادم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون. الحق من ربك فلا تكن من الممتلكين ثم قال تعالى والحب ذو العصف والريحان. العصف التبن ويعني وقيل ورق الزرع الاخضر اذا قطعت رؤوسه ثم يبس والريحان قيل الريحان المعروف الذي نشم منه رائحة طيبة. وقيل هو ايه؟ الورق اللهم اهدنا سواء السبيل يا رب العالمين وآآ يعني قال زيد بن عمرو بن نفيل في قصيدة مشهورة له وقولا له من ينبت الحب في الثراء فيصبح منه البقل يهتز رابيا ويخرج منه هبه في رؤوسه ففي ذلك ايات لمن كان واعيا فباي الاء ربكما تكذبان يا معشر الثقلين الحديس عن الثقلين الانس والجن يا معشر الثقلين من الانس والجن. باي نعم ربكما تكذبان ونعمه ونعمه ظاهرة عليه وانتم مغمورون بها لا تستطيعون انكارها ولا جحودها وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها ان الانسان لظلوم كفار وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها ان الله لغفور رحيم نعم الله على العباد نازلة وسابغة وذنوب العباد وتقصيرهم وسيئاتهم منهم الى الله صاعد وما بين شهود النعمة وشهود التقصير تتولد حالة الحياء من الرب جل جلاله ولهذا جاء في سيد الاستغفار اللهم انت ربي لا اله الا انت خلقتني وانا عبدك وانا على عهدك ووعدك ما استطعت اعوذ بك من شر ما صنعت ابوء لك بنعمتك علي وابوء بذنبي فاغفر لي فانه لا يغفر الذنوب الا انت شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله كيف اصبحت؟ فقال ما بين نعمتين لا ادري ايتهما افضل ما بين ذنوب سترها سترها الله علي فلم يعايرني بها احد من وما بين مودة القاها لي في قلوب عباده لا يبلوها عملي. اي والله احسن الله بنا ان الخطايا لا تفوح فاذا المستور منا بين ثوبيه فضوح الاسلام علم جليل وقول هذا من قبيل هضم النفس غفر الله له ورحمه الله ورضي الله عنه ونحن نقول ما قاله الجن المؤمنون. اللهم ولا بشيء من الائك ربنا نكذب فلك الحمد ولا بشيء من الائك ربنا نكذب فلك الحمد. كان ابن عباس يقول لا بايها يا رب اي لا نكذب بشيء منها خلق الانسان من صلصال كالفخ اضطر قال من تراب ومرة قال من حمأ مسنون ومرة قال من صلصال المراحل التي مرت بها خلق ادم فكل اية كل اية تشير الى مرحلة من مراحل هذا التخلق وخلق الجان من مارج من نار طرف لهب النار او من خالص النار وفي الحديث في حديس عائشة قول النبي صلى الله عليه وسلم خلقت الملائكة من نور وخلق الجان من مارج من نار. وخلق ادم مما وصف لكم فباي الاء ربكما تكذبون ثم قال تعالى رب المشرقين ورب المغربين باش يقيس الصيف والشتاء ومغربي الصيف والشتاء طب ماذا عن قوله تعالى فلا اقسم برب المشارق والمغارب هذا باختلاف مطالع الشمس وتنقلها في كل يوم وبروزها منه الى الناس مطالعها تختلف من يوم الى يوم منطقة الى منطقة كما هو ظاهر طب ماذا عن قوله تعالى رب المشرق والمغرب مرائي المشرق كل القائمة الشرقية مرة تانية المشارق رب المشرق والمغرب لا اله الا هو فاتخذه وكيلا. المراد جنس المشارق والمغارب يبقى عندما قال المشرق اشار الى الجنس عندما قال مشرقين مشرقي الصيف والشتاء ومغربي الصيف والشتاء وعندما قضى المشارق والمغارب انما اشار بهذا الى اختلاف مطالع الشمس وتنقلها في كل يوم وبروز زهى منه الى الناس فباي الاء ربكما تكذبان. لما كان في اختلاف هذه المشارق والمغارب مصالح للخلق من الجن والانس قال تعالى فبأي الاء ربكما تكذبان. ثم قال جل من قائل مرج البحرين يلتقيان ما رجع ارسل ويلتقيان يلتقيان لكن منعهما من ان يختلط بما جعل بينهما من البرزخ له حاجز الفاصل بينهما وجعل بينهما برزخا وحجرا محجورا البحران الملح والحلو الحلو هذه هذه الانهار السارحة بين الناس تركي الفرقان يقول الله جل جلاله وهو الذي مرج البحرين هذا عذب فرات وهذا ملح اجاج وجعل بينهما برزخا وحجرا محجورا بينهما برزخ لا يبغيان اي جعل بينهما برزخا البرزخ هو الحاجز حاجز من الاب لان لا يبغي هذا على هذا بالمناسبة المفسرون القدامى وقفوا عند قول الله عز وجل بينهما برزخ لا يبغيان. قالوا حاجز من قدرة الله عز وروي ان الشعب كان يقول اذا قرأت كل من عليها فان فلا تسكت حتى تقرأ وتكمل ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام وقد نعت الله تعالى وجهه الكريم في هذه الاية الكريمة بانه ذو الجلال والاكرام لكن علماء البحار واهل التقنية المعاصي استطاعوا ان يصوروا هذا الحاجز في منطقة المصب ما بين البحرين ومليز بالالوان واصبح حاجزا مشهودا بالابصار فنريهم اياتنا الافاق وفي انفسهم حتى يتبين لهم انه الحق اولم يكفي بربك انه على كل شيء وقف المفسرون القدامى في حدود معلومات زمانهم وادراكات عصورهم المفسرون المعاصرون استطاعوا ان يتقدموا خطوة الى الامام وان يشاهدوا باعينهم وان وان يتحقق لهم ذلك عين اليقين كما تحقق لمن كان قبلهم علم اليقين فيه وجعل بينهما برزخا لئلا يبغي هذا على ذاك فيفسد كل واحد منهما الاخر ويزيله عن صفته الذي هي مقصودة منه فباي الاء ربكما تكذب طب قال تعالى يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان ومن المعلوم ان هذه ان اللؤلؤ والمرجان انما يخرج من البحر الملح وليس من الماء العذب المقصود اي من مجموعهما فاذا وجد من احدهما كان كافيا في تحقيق دلالة هذه الاية الكريمة كما قال تعالى يا معشر الجن والانس الم يأتكم رسل منكم والرسل كانوا في الانس خاصة دون الجن. فصح هذا الاطلاق اللؤلؤ المعروف يعرفه الناس جميعا. المرجان قيل صغار اللؤلؤ قيل نوع من الجواهر احمر اللون وقيل الخرز الاحمر يعني على كل حال. هذه مسألة يرجع فيها الى اهل الصنعة اما قوله تعالى ومن كل تأكلون لحما طريا وتستخرجون حلية اه فاللحم من كل من الاجاج والعذب الحلية انما هي من المالح دون العذب ابن عباس يقول ما سقطت قط قطرة من السماء في البحر فوقعت في صدفة الا صار منها لؤلؤة رواية اخرى عنه اذا امطت السماء فتحت الاصداف في البحر افواهها فما وقع فيها يعني من قطر فهو اللؤلؤ وهذا اسناده صحيح على ابن عباس ولما كان اتخاذ هذه الحلية نعمة على اهل الارض امتن فقال فباي الاء ربكما ثم قال تعالى وله الجواري المنشآت في البحر كالاعلام. يعني السفن التي تجري في البحر نعم وقيل ما رفع قلعه من السفن فهي منشآت وما لم يرفع قلعه فليس بمشاهد يعني السبلية لها قناع تنشر تسيرها فهذه منشآت ومن لم يرفع قلعه فليس فليس بمنشآت وكلمة كالاعلام الاعلام هي الجبال اي كالجبال في كبرها وما فيها من المكاسب والمتاجر المنقولة من بلد الى بلد من قطر الى قطر اما فيه صلاح الناس في جلب ما يحتاجون اليه من سائر انواع البضائع ولهذا امتن الله جل جلاله فقال فباي الاء ربكما تكذبان عمرة ابن سويدي يقول كنت مع علي ابن ابي طالب رضي الله عنه على شاطئ الفرات اذ اقبل السفينة مرفوع شراعها فبسط علي يده ثم قال يقول الله عز وجل وله الجوار المنشآت في البحر كالاعلام والذي انشأها تجري في بحوره ما قتلت عثمان ولا مالأت على قتله رضي الله عن امير المؤمنين علي ونحن والله نبرئه من قتل عثمان ومن الممالاة على قتله ورضي الله عن الخلفاء الراشدين الاربعة عن ساداتنا ابي بكر وعمر وعثمان وعلي والحقنا بهم في الصالحين اللهم امين فباي الاء ربكما تكذبان ثم قال تعالى كل من عليها فان فاخوة تعالى ان جميع اهل الارض فيذهبون ويموتون اجمعون. وكذلك اهل السماوات جميعا الا من شاء الله ولا يبقى احد سوى وجه الكريم جل جلاله فان الله تعالى وتقدس لا يموت بل هو الحي الذي لا الذي لا يموت والانس والجن يموتون لا شيء مما ترى تبقى بشاشته يبقى الاله ويفنى المال والولد لا شيء مما ترى تبقى بشاشته يبقى الاله ويفنى المال والولد كل شيء هالك الا وجهه له الحكم واليه ترجعون حكم المنية في البرية جاري ما هذه الدنيا بدار قراري ما ان يرى الانسان فيها مخبرا حتى يرى خبرا من الاخبار جبرت على كدر وانت تريدها صفوا من الاقذاء والاكدار ومكلف الايام ضد طباعها متطلب في الماء جذوة ناري يعني بيقولوا قتادة ابان الله بما خلق ثم انبأ ان ذلك كله فان. ويبقى وجه الله وحده في الدعاء يا حي يا قيوم يا بديع السماوات والارض يا ذا الجلال والاكرام لا اله الا انت برحمتك نستغيث اصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين ولا الى احد من خلقك اهل ان يجل فلا يعصى وان يطاع فلا يخالف كقول الله جل جلاله واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه وبقول الله جل جلاله انما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا انا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نظرة وسرورا ابن عباس يقول ذو الجلال والاكرام ذو العظمة والكبرياء طب قايد يقول ما وجه التعقيب بعد ذكر الفناء والموت بقوله تعالى فبأي الاء ربكما تخلفن اي نعمة في الموت حتى يعقب الجليل بعدها بقوله فبأي الاء ربكما تكذبان الجواب لما اخبر تعالى عن تساوي اهل الارض جميعا في الوفاء وانهم جميعا سيصيرون الى الدار الاخرة فيحكم فيهم ذو الجلال والاكرام بحكمه العدل قال فباي الاء ربكما تكذبان ان يحشرهم ليوم لا ريب فيه فينتصف فيه للمظلوم من الظالم ولا يجاوزه يوم القيامة ظلم ظالم من نعمه جل جلاله كم من المزلومين والمهضومين والمحرومين والمقهورين فاضت ارواحهم ولم ينتصفوا من زلامهم ان الله سيجمع الاولين والاخرين ليوم لا ريب فيه لميقات يوم معلوم ليرد الحقوق الى اهلها قيموا في الناس عدله جل جلاله. فهذا من اعظم نعمه التي يتسلى بها المظلومون والمقهورون والمضطهدون فنحن كما قال تعالى وترجون من الله ما لا يرجون ان تكونوا تألمون فانهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرضون ثم قال تعالى ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام نعم ان جميع اهل السماوات واهل الارض سيذهبون ويموتون اجمعون الا من شاء الله جل جلاله يبقى ذو العزة قدرتي والهيبة والجبروت انا مالك الملك والملكوت سبحان ذي العزة والقدرة والهيبة والجبروت انا الحي الدائم الباقي الذي لا يموت سبحان من قهر العباد بالموت فباي الاء ربكما تكذب لا بشيء من الائك ربنا نكذب اخوتي واخواتي نكتفي بهذا القدر او بهذا الجزء من تفسير سورة الرحمن على امل اللقاء بالكون اسمه الاسبوع القادم ان شاء الله ازا احيانا الله عز وجل وكان في الاجال طول وفسحة وبقية لنلتقي استودعكم الله تعالى وسلام الله عليكم ورحمته