من امة محمد صلى الله عليه وسلم سيصيبهم سيئات ما كسبوا وما هم بمعجزين لا تحسبن الذين كفروا معجزين في الارض لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد متاعه قليل الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه. ايها الاخوة والاخوات سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وحياكم الله جميعا ومرحبا بكم مجددا حيثما كنتم مع هذه الايات الكريمات من سورة الزمر مع قول الله جل جلاله بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم فاذا مس الانسان ضر دعانا ثم اذا خولناه نعمة منا قال انما اوتيته على علم بل هي فتنة ولكن اكثرهم لا يعلمون يخبرنا الله جل جلاله في هذه الاية الكريمة ام طبيعة الانسان الكنود الذي يتعرف على الله بالشدة ثم يجحد ربه ويجحد نعمه في الرخاء اذا مس الانسان ضر دعانا ثم اذا خولناه نعمة منا قال انما اوتيته على علم لان الله يعلم انني اهل لهذا العطاء وانه مستحق له بجدارة لخصوصية خير عندي وما درى المسكين انها فتنة انها ابتلاء انها ابتلاء انها اختبار ليبلوه ربه ايشكر ام يكفر ومن شكر فانما يشكو لنفسه ومن كفر فان الله غني كريم جل جلاله الاصل تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة الاصل ان لله على عباده عبودية في السراء وفي الضراء في العسر واليسر في المنشط والمكره اما هؤلاء الذين اذا مسهم الضر دعوا الله مخلصين له الدين. فلما نجاهم الى البر اذا هم يشركون. هؤلاء مخذولون. يقول الله جل جلاله واذا مس الانسان الضر دعانا لجنبه او قاعدا او قائما فلما كشفنا عنه ضره مر كأن لم الى ضر مسه كذلك زين للمسرفين ما كانوا يعملون سورة يونس او قول الله جل جلاله في سورة لا يسأم الانسان من دعاء الخير وان مسه الشر فيؤوس القنوط ولئن اذقناه رحمة منا من بعد ضراء مسته ليقولن هذا لي وما اظن الساعة قائما. ولان رجعت الى ربي ان ان لي عنده للحسنى فلننبئن الذين كفروا بما عملوا ولنذيقنهم من عذاب غليظ. واذا انعمنا على الانسان اعرض ونأى بجانبه واذا مسه الشر فذو دعاء عريض. هذه الايات الكريمات انما هي كقول الله جل جلاله في هذه الاية سورة الزمر فاذا مس الانسان ضر دعانا لانه تقطعت الاسباب وسقطت العلائق والاغيار ولم يبق الا باب واحد هو باب الله جل جلاله فيلجأ اليه البر والفاجر والصالح والطالح فلما نجاهم الى البر فمنهم مقتصد وما يجحد باياتنا الا كل ختان الكفور ثم اذا خولناه نعمة منا قال انما اوتيته على علم. سبحان الله كما قال قارون عندما قال انما اوتيته على علم عندي اولم يعلم ان الله قد اهلك من قبله من القرون من هو اشد منه قوة واكثر جمعا ولا يسأل عن ذنوبهم هم المجرمون يبقى قول الله جل جلاله فاذا مس الانسان ضر دعانا اي اذا اذا اصابه بؤس او اصابته شدة دعانا مستغيثا بنا من جهة ما اصابه من الضر. ثم اذا كشفنا عنه ضره وخولناه نعمة منا اذا اعطيناه فرجا ومخرجا بان ابدلناه بالضر رخاء وسعة وبالسقم صحة وعافية يقول انما اعطيت هذا الذي اعطيت من الرخاء والسعة في المعيشة والصحة في البدن والعافية فيها على علم عندي اي على علم من الله باني لذلك اهل لشرفي ولرضاه عن ثم قال بل هي فتنة فتنة كبار ابتلاء الله جل وعلا يبتلي عباده بالعسر واليسر والشر فتنة بل هي فتنة اي اعطيناهم تلك النعمة من بعد الضر الذي كانوا فيه فتنة لهم بلاء ابتليناهم به اختبارا اختبرناهم به. ولكن اكثرهم لجهلهم ولسوء رأيهم لا يعلمون لاي سبب اعطوا ذلك نعم قد قالها الذين من قبلهم هذه المقولة التي يزعم اصحابها انكشف الضر عنهم انما كان لاستحقاقهم لذلك ولجدارتهم به بسبب احسانهم وصالح اعمالهم وسلامة صدورهم وقلوبهم الى اخر دعواهم قد قالها الذين من قبلهم فما اغنى عنهم ما كانوا يكسبون لا صح قولهم ولا منعهم جمعهم ولا ما كانوا يكسبون نعم قد قالها الذين من قبلهم اي من قبل مشركي قريش من الام الخالية قالوها لرسلهم تكذيبا لهم واستهزاء بهم فما اغنى عنهم ما كانوا يكسبون لم تغني عنهم هذه المقولة حين جاءهم بأس الله جل وعلا على تجزيبهم لرسله واستهزائهم بهم ما كانوا يكسبونه من الاعمال من عبادتهم للاوثان لم تنفعهم خدمتهم اياها لم تشفع لهم الهتهم المزعومة عند الله حينئذ ولكنها اسلمتهم وتبرأت منهم وقال الشيطان لما قضي الامر ان الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فاخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان الا ان دعوتكم فاستجبتم لي. فلا تلوموني ولوموا انفسكم ما انا بمصرخكم وما انتم بمصرخي اني كفرت بما اشركتموني من قبل ان الظالمين لهم عذاب اليم بياطين الانداد الاوثان تخذل اصحابها لا تنفعهم لا تغني عنهم من الله من شيء لا يملكون لانفسهم نفعا ولا ضرا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا فاصابهم سيئات ما كسبوا والذين ظلموا من هؤلاء سيصيبهم سيئات ما كسبوا وما هم بمعجزين فاصابهم سيئات ما كسبوا فاصابهم اي اصاب الامم الماضية شؤم اعمالهم ومغبة تكذيبهم وفجورهم وابائهم ومخالفتهم عن امر الله جل جلاله وقال مخبرا عن قارون عندما قال له قومه لا تفرح ان الله لا يحب الفرحين وبالتالي فيما اتاك الله الدار الاخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا واحسن كما احسن الله اليك ولا تبغي الفساد في الارض. ان الله لا يحب المفسدين. قال انما اوتيته على علم عندي اولم يعلم ان الله قد اهلك من قبله من القرون من هو اشد منه قوة واكثر جمعا ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون كما قال تعالى وقالوا نحن اكثر اموالا واولادا وما نحن بمعذبين فاصابهم سيئات ما كسبوا هذا بالنسبة للامم الماضية. ثم قال تعالى والذين ظلموا من هؤلاء من قومك يا محمد الذين كفروا بك من قومك وظلموا انفسهم وقالوا هذه المقولة سيصيبهم ايضا وبال وسيئات ما كسبوا كما اصاب الذين من قبلهم عندما قالوا ذلك وما هم بمعجزين لا يفوتون ربهم ولا يسبقونه هربا في الارض من عذابه اذا نزل بهم بل تصيبهم سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا فعلى ذلك واحل بهم وقد فعل الله ذلك بالكفار مكة ومشركيها الذين ظلوا على كفرهم وشركهم فاحل بهم خزيه في عاجل الدنيا فقتلهم بالسيف يوم بدء وللاخرة ادهى وامر وللاخرة ادهى وامر. نعم قد قالها الذين من قبلهم اي من الامم الماضية. والذين ظلموا من هؤلاء اي ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد ان من اعتى الامم على ربها اه قوم عاد تكبر في الارض بغير الحق وقالوا من اشد منا اولم يروا ان الله الذي خلقه هو اشد منهم قوة وكانوا باياتنا يجحدون فاصابهم ما اصابهم من بأس الله جل وعلا عندما اظلتهم سحابة سوداء قالوا هذا عارض ممطرنا بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب اليم تدمر كل شيء بامر ربها فاصبحوا لا يرى الا مساكنهم كذلك نجزي القوم المجرمين وفي القرآن وانها لبسبيل مقيم عندما تحدث عن اهلاك قوم لوط وقال وما هي من الظالمين ببعيد سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر ان الارض يرثها عبادي الصالحون ان في هذا لبلاغا لقوم عابدين. وما ارسلناك الا رحمة للعالمين فاصابهم سيئات ما كسبوا والذين ظلموا من هؤلاء سيصيبهم سيئات ما كسبوا وما هم بمعجزين زعمت تقيمة ان ستغلب ربها فليغلبن مغالب الغلاب فليغلبن مغالب الغلاب نعم كتب الله لاغلبن انا ورسلي ان الله قوي عزيز ان الذين يحادون الله ورسوله اولئك في الاذلين كتب الله لاغلبن انا ان الله قوي عزيز اخوتي واخواتي اسأل الله لي ولكم العافية وحسن الخاتمة نكتفي بهذا القدر في التعليق على هذه الايات الكريمات من سورة الزمر على امل اللقاء بكم في لقاء قريب قادم سنلتقي استودعكم الله تعالى سلام الله عليكم ورحمته وبركاته