ان يأتي باية الا باذن الله لم يكن لاحد من الرسل ان يأتي قومه بخارق للعادات الا ان يأذن الله له في ذلك ليس لاحد من الرسل اتاه الله ايات ومعجزات في حديث ابي ذر رواه الامام احمد قلت يا رسول الله كم عدة الانبياء؟ فقال مائة الف واربعة وعشرون الفا الرسل من ذلك ثلاثمائة وخمسة عشر جما غفيرا وما كان لرسول الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه ايها الاخوة والاخوات سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وحياكم الله جميعا حيثما كنتم ومرحبا بكم مجددا مع هذه الحلقة من تفسير سورة غافر الحلقة الثالثة والعشرين مع قول الله جل جلاله بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم فاصبر ان وعد الله حق فاما نروينك بعض الذين نعدهم او لتوفينك فالينا يرجعون لقد كان الكلام من اول سورة غافر الى هنا في تزييف طرق المجادلين في ايات الله. وبيان بطلانها وضلالها ان الذين يجادلون في ايات الله بغير سلطان اتاهم كبر مقتا عند الله وعند الذين امنوا. كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر هنا امر الله رسوله صلى الله عليه وسلم بالصبر على اذاهم وتكذيبهم وبين له ان الله سينجز له ما وعده من النصر والظفر على قومه ويجعل العاقبة له ولمن اتبعه من المؤمنين في الدنيا والاخرة فاما نروينك بعض الذي نعده اي في الدنيا وكذلك وقا فان الله تعالى اقر اعين نبيه والمؤمنين معه من كبراء اهل الكفر وصناديدهم وعظمائهم لقد ابيدوا يوم بدر ثم فتح الله عليه مكة وسائر الجزيرة العرب في حياته صلى الله عليه وسلم وشفى الله صدور قوم مؤمنين واذهب غيظ قلوبهم قاتلوهم يعذبهم الله بايديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشفي صدور قوم مؤمنين. ويذهب غيظ قلوبهم. ويتوب الله على من فاما نهينك بعض الذين عدوا او نتوفينك فالينا يرجعون فنذيقهم العذاب الشديد في الاخرة هذه الاية فيها اشارة لطيفة ان يكون العمل الدعوي خالصا لله جل جلاله ان يتجرد من كل حزوز النفس ولو من تشوفها وتطلعها الى ان يكون نصرة هذا الدين على ايديها او في زمانها لان هذا مرده الى الله جل جلاله وحده اجعل سعيك لله خالصا ان المجاهد في سبيل الله لا يتشوف الى الغنيمة لما يتشوف الى تنقية قصده وتخليصه فلا يرفع السيف عندما يرفعه الا لله جل جلاله وحده الا لكي تكون كلمة الله هي العليا. وكلمة الذين كفروا السفلى. والله عزيز حكيم العمل الدعوي لا ينبغي ان يكون كدحا من اجل تنظيم دعوي او من اجل جماعة دعوية او من اجل حزب سياسي او دعوي السعي الدعوي العمل الدعوي ينبغي ان يكون لله خالصا وللسنة موافقا لقد سول شيخ الاسلام ابن تيمية عن جماعة من الناس يسمون حزبا ويتخذون لهم رأسا ويدعون الى بعض الاشياء فقال ان كانوا مجتمعين على ما امر الله به ورسوله من غير زيادة ولا نقصان فهم مؤمنون لهم للمؤمنين وعليهم ما عليهم وان كانوا قد زالوا في ذلك او نقصوا بالتعصب لمن دخل في حزبهم بالحق وبالباطل وبالاعراض عمن لم يكن معهم. سواء اكان على الحق او على الباطل. فهذا هو التعصب المبقوت المذموم المسخوط الذي يسخطه الله ورسوله فان الله ورسوله امر بالجماعة والائتلاف ونهي عن الفرقة والاختلاف امر بالتعاون على البر والتقوى ونهي عن التعاون على الاثم والعدوان يجي على سعيك لله خالصا وللسنة موافقا لان ما سوى ذلك سوف يطيش في الموازين لا تجده سيخذلك احوج ما تكون اليه كم من اعمال وجهود دعوية في الظاهر لكن فيها دسيسة وخبيئة من حزوز النفس لا يجعل الله لاصحابها منها حظا في الاخرة لا يرفعها فوق رؤوسهم شبرا واحدا اخشى ان يكون ان تكون بعض هذه الاعمال تدخل باعمال من قال الله فيهم وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا في سياق اخر لقد نسب الى احد كبار العباد انه رؤي في المنام فقيل له ماذا فعل الله بك فقالت طاحت تلك الاشارات وفنيت تلك العبارات وما نفعنا الا ركيعات كنا نركعها في السحر طاحت تلك الاشارات وفنيت تلك العبارات وما نفعنا الا ركيعات كنا نركعها في السحر فاما نرينك بعض الذي نعدهم او يتوفينك فالينا يرجعون نذيقهم العذاب الشديد في الاخرة ثم قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم ولقد ارسلنا رسلا من قبلك منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليه وما كان لرسول ان يأتي باية الا باذن الله. فاذا جاء امر الله قضي بالحق وخسر هنالك المبطنون وخسر هنالك المبطلون. يقول الله لنبيه ولقد ارسلنا رسلا من قبل كما قال له في سورة النساء انا اوحينا اليك كما اوحينا الى نوح والنبيين من بعده من هؤلاء من قص الله على نبيه قصصه وبين له من اخبارهم مع اقوامهم ما بين وكيف كانت الرسل العاقبة والنصرة ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين انهم لهم المنصورون وان جندنا لهم الغالبون ومن هؤلاء الرسل من لم يقصصهم الله على نبيه لم يقصص عليه خبرهم ولم يبين له من نبأه وهم اكثر ممن ذكر باضعاف مضاعفة كما قال تعالى في سورة النساء ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك وكلم الله موسى تكليما الله جل وعلا يقول لنبيه تأكيد على المعنى الذي جاء في الاية السابقة فاما نذهبن بك فانا منهم منتقمون او نرينك الذي وعدناهم فانا عليهم مقتدرون تستمسك بالذي اوحي اليك انك على صراط مستقيم. وانه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون الذين قص الله اخبارهم على على نبيه خمسة وعشرون نبيا مذكورون او منهم عدد مزكور في ايات سورة الانعام بقول الله سبحانه وتلك حجتنا اتيناها ابراهيم على قومه نرفع درجات من نشاء ان ربك حكيم عليم. ووهبنا له اسحاق ويعقوب كلا هدينا ونوحا هدينا من قبل ومن ذرية داوود وسليمان وايوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين. وزكريا ويحيى وعيسى والياس كل من الصالحين. واسم وليسع ويونس ولوط وكلا فضلنا على العالمين هؤلاء ثمانية عشر نبيا ذكرهم الله في هذه الايات الكريمات والناظم يقول في تلك حجتنا منهم ثمانية من بعد عشر ويبقى سبعة وهم ادريس هود شعيب صالح وكذا ذو الكفل ادم بالمختار قد ختموا صلوات ربي وسلامه عليه. المجموع خمسة وعشرون نبيا قص الله خبرهم على نبيه اما الانبياء طبعا عددهم كبير جدا جادله قومه فيها وكذبوه وجرى عليه من الايذاء ما يقارب ما جرى عليك فصبر على ما اوذي كانوا يقترحون عليه المعجزات على سبيل التعنت والعناد لا للحاجة اليها لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرا ارنا الله جهرا لولا نؤتي مثل ما اوتي رسل الله يعني فكم من اقتراحات اقترح المكذبون من قبل على سبيل التعنت والمشاقة والمحادة واتنين من الحكمة عدم اجابتهم الى طلبوا وما منعنا ان نرسى بالايات الا ان كذب بها الاولون فاذا اقترح قومك عليك المعجزات التي لم يكن اظهارها صلاحا فلا جرما اذا لم يجابوا الى ما طلبوا لان المصلحة والحكمة الربانية تقتضي عدم اجابتهم اليه نعم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الارض ينبوعا او تكون لك جنة من نخيل وعنب فتفجر الانهار خلالها تفجيرا او تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا او تأتي بالله والملائكة قبيلا او يكون لك بيت من زخرف ذهب او ترقى في السماء ولن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتابا نقرأه قل سبحان ربي هل كنت الا بشرا رسولا هل لو اتاهم الله؟ هل لو استجاب الله لما اقترحه هل كانوا سيؤمنون؟ لا والله ولو اننا نزلنا اليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلا. ما كانوا ليؤمنوا الا ان يشاء الله ولو فتحنا عليهم بابا من السماء تظلوا فيه عرجون لقالوا انما سكرت ابصارنا بل نحن قوم مسحور ولو نزلنا عليه من السماء كتابا فلمسوه بايديهم لقالوا ان هذا الا سحر مبين فاذا جاء فاذا جاء امر الله وهو عذابه ونكاده المحيط بالمكذب بالمكذبين قضي بالحق فينجي الله المؤمنين ويهلك الله الكافرين الذين افتروا على الله الكذب والذين زعموا ان لله شركاء وجادلوا بالباطل ليضحضوا به الحق فاخذهم الله اخذ عزيز مقتدر سبحانه جل جلاله فاذا جاء امر الله قضي بالحق وخسر هنالك المبطلون اذا جاء عذابه ونكاده المحيط بالمكذبين قضى الله بالعدل ولا ينفع هؤلاء ايمانهم اذا عاينوا العذاب وجاءهم بأس الله فلم يك ينفعهم ايمانهم لما رأوا بأسنا سنة الله التي قد خلت في عباده وخسر هنالك الكافرون فلولا كانت قرية امنت فنفعها ايمانها الا قوم يونس لما امنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم الى حين ولو شاء ربك لامن من في الارض كلهم جميعا افانت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين الخلاصة من هذه الايات الكريمات فاصبر ان وعد الله مهما اجلب الباطل بخيله ورجله. ورجله مهما تقلب الذين كفروا في البلاد مهما ازدادوا عتوا وتجبرا وتسلطا وتمكينا ان وعد الله حق ان العاقبة للتقوى لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد متاعه قليل ثم مأواهم جهنم وبئسا المهاد ليزلزلن هذا ايمانك بوعد الله ايمانك بوعد الله ولا ثقتك بنصرته وانجائه لاوليائه من المؤمنين البلاء قد يطول لكن له امد ينقضي عنده اذا اشتملت على اليأس القلوب وضاق لما به الصدر الرحيم واوطنت المكاره واستقرت وارست في اماكنها الخطوب. ولم ترى الانكشاف الضر وجها ولا اغنى بحيلته القريب اتاك على قنوط منك عفو يمن به اللطيف بيبو وكل الحادثات اذا تناهت فموصول بها فرج قريب. ان في القرآن اية هي طب للقلوب. ان بعد العسر يسرا. قال علام الغيوب ان بعد العسر يسرا بل ان مع العسر يسرا فمع العسر يسر وبعد العسر يسر وهذا هو الله جل جلاله التي سبقت رحمته غضبه فقد كتب في كتاب عنده فوق العرش ان رحمته تسبق غضب فليبشر المستضعفون والمعذبون والمكدودون وليجددوا ايمانهم وثقتهم بوعد الله لهم وان جاء الله له فقط استقيموا على امر الله سبحانه وتعالى الا يراهم الله حيث نهاهم الا يفتقده حيث امرهم ان يكونوا قوامين لله شهداء بالقسط ان يكونوا وقافين عند امر الله ونهيه ان يصبروا على ما اصابهم ان يحسنوا الاستخلاف والقيام بالواجب في الثغور التي استخلفهم الله على المرابطة فيها على الامانة التي اناط الله بهم حفزها ثم يستبشرون بعاجل بشرى المؤمن واجلها لك في البرية حكمة مكنونة اعيت مذاهبها اولي الالباب ان شئت اجريت الصحاري انهرا او شئت فالانهار بعض سرابي توحيدك الاعلى جعلنا نقشه نورا تضيء بفجره الاكوان فغدت صدور المؤمنين مصاحفا بالكون مستورا بها القرآن اللهم اهدنا فيمن هديت وعافنا فيمن عافيت وتولنا فيمن توليت اللهم بلغ بنا رسالاتك ووصل من القول وانفعنا بما علمتنا وعلمنا ما جهلنا وزدنا علما واجعل ما نقوله حجة لنا لا حجة علينا انك ولي ذلك والقادر عليه. اللهم امين. وصل اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم. سبحانك اللهم وبحمدك الحمد لله اشهد ان لا اله الا انت استغفرك توبوا اليه