لقد كدنا له فصرفه فصرف ربه عنه كيدنا وسجنا فبرأه الله حتى شهدنا على انفسنا في مثل هذا الحفل الرهيب ببرائته من كل العيوب وسلامته من كل سوء ما خطبكن اذ راودكن يوسف عن نفسه بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه ايها الاخوة والاخوات سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وحياكم الله جميعا حيثما كنتم ومرحبا بكم مجددا مع المحاضرة السادسة من محاضرات تفسير سورة يوسف مع قول الله جل جلاله بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم وقال الملك اني ارى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر واخر يابسات يا ايها الملأ افتوني في رؤياي ان كنتم للرؤيا تعبرون رؤيا اراها الله جل جلاله ملك مصر وكانت من اقداره التي جعلها سببا لخروج يوسف عليه السلام من السجن وقلنا مرارا ان يد الله تعمل في هذا الوجود لكنها تعمل بطريقتها الخاصة لما اراد الله ان يخرج عبده يوسف من السجن لم يرسل اليه لا جيشا عرمرما ولا فرق الكوماندوز انما ارسل رؤيا تسربت الى خيالي الملك في نومه اني ارى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف رؤيا هالته تعجب من امرها ماذا عسى؟ ماذا عسى ان يكون تفسيرها جمع الكهنة من حوله جمع امراءه وكبار رجال دولته وقص عليهم ما رأى وما هال وسألهم عن تأويله لم يعرفوا تأويلها اعتذروا اليه بانها اضغاث اضغاث احلام اخلاط احلام وليست رؤية حقيقية وما نحن بتأويل الاحلام بعالمين فعند ذلك تذكر احد صاحبيه في السجن ذلك الذي كان قد قال له يوسف اذكرني عند ربك فانساه الشيطان ذكر ربه. فلبث في السجن بضع سنين التذكر الذي نجى من دينك الفتيين اللذين كانا في السجن مع يوسف وكان الشيطان قد انساه ما اوصاه به يوسف من ذكر امره عند الملك تذكر بعد مدة من الزمن وفي رواية بعد اما وادكر بعد امة في قراءة بعد امه. اي بعد النسيان فقال له اين الملك والذين جمعهم انا انبئكم بتأويله فارسلوه تذكرا انه كان معي يوسف عليه السلام وكان استاز الاستازين في تأويل الاحاديث وكيف اوى له رؤياه في السجن عندما قال اني اراني اعصر خمرا واخبره انه سينزل ثلاثة ايام وسيعود الى سقاية الملك الخمر مرة اخرى والرؤية احبائي في الله كما بين النبي صلى الله عليه وسلم الرؤيا ثلاث حديث النفس شيء تحدث به نفسك فتراه في النوم. وتخويف الشيطان تهويله وبشرى من الله عز وجل من رأى شيئا يكرهه فلا يقصصه على احد وليقم فليصلي اذا رأيت شيئا تتكره لا تقصه على احد وقم افزع الى الصلاة وكان ابو سلمة يقول لقد كنت ارى الرؤيا فتمرضني لقد كنت ارى الرؤيا فتمرضني حتى سمعت ابا قتادة يقول وانا كنت لا ارى الرؤية تمرضني حتى سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول الرؤية الحسنة من الله في رواية الرؤيا الصالحة من الله والحلم من الشيطان فاذا رأى احدكم ما يحب فلا يحدث به الا من يحب واذا رأى ما يكره فليتعوذ بالله من شرها ومن شر الشيطان وليتفل ثلاثا ولا يحدث بها احدا فانها لا تضره ولا يحدث بها احدا فانها لن تضره نعم رواه البخاري ومسلم آآ في رواية في رواية اخرى قول ابي قتادة ان كنت لارى الرؤيا اثقل علي من جبل فما هو الا ان سمعت بهذا الحديث فما اباليه. ما ابالي ما رأيت الا ان النبي صلى الله عليه وسلم اعطاني علما خيرا. فليتعوذ بالله من شر ومن شر الشيطان وليتفل يسارا ولا يحدث بها احدا فانها لا تضره. فمهما رأيت من رؤى سيئة الحمد لله عندك حصن حصين اخبرك به النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم لا اله الا الله محمد رسول الله قالوا اضغاث احلام وما نحن بتأويل الاحلام بعالمين اضغاس جمع ضعف الحزمة من النبات والاحلام جمع حلم او حلم ما يرى في النوم ما يرى في النوم دعم قالوا اضغاث احلام وما نحن بتأويل الاحلام بعالمين. هذه الرؤية التي رآها ملك مصر يذكر المؤرخون ان ملك مصر في عهد يوسف كان من ملوك العرب الذين يسمون بالرعاة الهكسوس وهذه الرؤية التي عجز الكهنة والعلماء ورجال الدين عن تأويلها وقالوا اضغاث احلام اي احلام مختلفة متداخلة مضطربة يصعب تأويلها احلام مختلفة متداخلة مضطربة يصعب تأويلها ومن ثم لجأوا الى يوسف في تأويل الرؤيا وتم اتصاله بالملك وكانت النتيجة ان عينه وزيرا له نعم. وقال الذي نجا منهما وادكر بعد امة انا انبئكم بتأويله فارسلون اذ تذكر ان يوسف كان قد اوصاه بان يذكره عند ربه عند الملك انا انبئكم بتأويله اي بتأويل هذا المنام. فارسلوني اي فابعثوني الى يوسف الصديق الى السجن فبعثوه فجاء الى يوسف وقال له يوسف ايها الصديق افتنا في سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف المفروض ان العكس القوي ياكل الضعيف. هنا الضعيف بياكل القوي تبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر واخر يابسات لعلي ارجع الى الناس لعلهم يعلمون ذكر المنام الذي رآه الملك ان ذلك ذكر له يوسف الصديق تعبيرها وانظر الى ادبي النبوة. من غير تعنيف للفتى في نسيانه جايني دلوقتي مش فاكر لما قلت لك اعمل كزا وكزا وكزا ما عملتش من غير تعنيف للفتى في نسيانه ما وصاه به. ومن غير اشتراط للخروج قبل ذلك بل على العكس عندما جاءه الرسول قال ارجع الى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن ايديهن ان ربي بكيدهن عليم ماذا كان تأويل نبي الله يوسف؟ قال تزرعون سبع سنين دأبا الدهب استمرار الشيء على حال واحدة. يقول هو دائم بفعل كذا اذا استمر على فعله. اي تستمرون في زرع بالزرع هذه السنين تزرعون سبع سنين دأبا يأتيكم الخصب والمطر سبع سنوات متواليات ففسر البقر بالسنين لانها تثير الارض الذي تشتغل منها الثمرات والزروع وهن السنبلات الخضر ثم ارشدهم الى ما يعتدونه في تلك السنين فقال فما حصدتم بذروه في سنبله يعني ما جنيتم في هذه السنوات السبع الخصيبة ادخروه في سنابله لكي يكون ابقى له وابعد عن اسراع الفساد اليه الا المقدار الذي تأكلونه وليكن قليلا قليلا لا تسرفوا فيه. ادخروه لتنتفعوا به في السبع الشداد وهن السبع سنين المحل التي تعقو هذه السبع المتواليات وهن البقرات العجاف التي تأكل السنان لان سنين الجد يؤكل فيها ما جمعوه في سنين الخصم واخبرهن انهن لا ينبتن شيئا وما بذروه فلا يرجعون منه الى شيء ثم يأتي من بعد ذلك تسبح ابتداء ليس فيها لا زرع ولا ولا انبات ولا غيره يأكلن ما قدمتم لهن الا قليلا مما تحصنون مبشره بعد الجد العام المتوالي انه بعد ذلك عام فيه يغاث الناس ياتيهم الغيث وهو المطر وفيه يعصرون. يعصر الناس ما كانوا يعصرون على عادتهم من زيت ونحوه حتى قال بعضهم يدخل فيه حلب اللبن ايضا وابن عباس يقول يعصرون يحلبون ثم ياتي من بعد ذلك عام فيه اغاث الناس وفيه يعص وفيه يعصرون طيب سمع الملك تأويل الرؤيا فما كان جوابه وما كان رد فعله وقال الملك ائتوني به استخلصه لنفسي تأمل الملك تأويل الرؤيا وراء حصافة ونجابة عقل نبي الله يوسف فتشوهت نفسه الى ان يدنيه وان يقربه وان يتخذوا وزيرا عنده اه يعول عليه في مهمات الامور ائتوني به فلما جاءه الرسول قال ارجع الى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن ايديهن ان ربي بكيدهن عديد يخبر الله تعالى عن الملك لما رجعوا اليه بتعبير الرؤيا التي كان رآها بما اعجبه وايقن انه تعبير دقيق صادق وعرف فضل يوسف وعرف علمه وحسن اطلاعه على رؤياه وحسن اخلاقه على من ببلده من رعاياه فقال ائتوني به اخرجوه من السجن واحضروه فلما جاء الرسول بذلك امتنع من الخروج حتى يتحقق الملك ورعيته من براءة ساحته ونزاهة عرضه مما نسب اليه من جهة امرأة العزيز وان هذا السجن لم يكن على امر يقتضيه لما يكون عليها جريمة ارتكبها نبي الله يوسف بل كان محض الظلم والعدوان ارجع الى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن اليهم لقد جاءت السنة المطهرة بمدح ما فعله نبي الله يوسف والتنبيه به على فضله وشرفه وصبره وعلو قدره وفي الصحيحين حديث ابي هريرة قال النبي صلى الله عليه وسلم نحن احق بالشك من ابراهيم اذ قال ربي ارني كيف تحيي الموتى ويرحم الله لوطا لقد كان يأوي الى ركن شديد ولو لبثت في السجن ما لبث يوسف لاجبت الداعي ولو لبثت في السجن ما لبث يوسف لاجبت الداعي اي لو اي لو كنت لاسرعت الاجابة وما ابتغيت العذر لاسرعت في الاجابة وما ابتغيت العزر في رواية لقد عيبت من يوسف وصبره وكرمه والله يغفر له حين سئل عن البقرات العجاف والسمان ولو كنت مكانه ما اجبتهم حتى اشترط ان يخرجوني ولقد غبت من يوسف وصبره وكرمه والله يغفر له اين اتاه الرسول ولو كنت مكانه لبدرتهم الباب ولكنه اراد ان يكون له العذر. الحديث عنه الحال مرسل في اسناده مقال اي اسرعت الاجابة في الخروج من السجن ولما قدمت طلب البراءة فوصفه بشدة الصبر حيث لم يبادر بالخروج وانما وهذا القول من النبي صلى الله عليه وسلم تواضعا والتواضع لا يحط مرتبة الكبير بل يزيده رفعة وجلالا وقيل هو من جنس قوله لا تفضلوني على يونس وقد قيل انه قاله قبل ان يعلم انه افضل الناس وانه سيد الناس في الدنيا وفي الاخرة بحديث ان النبي ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يرحم الله يرحم الله اخي يوسف لقد كان صابرا حليما ولو لبثت في السجن ما لبثه اجبت الداعي ولم التمس العذر رواية يرحم الله يوسف لو كنت انا المحبوس ثم ارسل الي لخرجت سريعا. ان كان لحليما ذائنا احاديس كثيرة بهذا المعنى يقول ابن عطية كان هذا الفعل من يوسف اناة وصبرا وطلبا لبراءة الساحة وذلك انه فيما روي خشي ان يخرج وينال من الملك مرتبة ويسكت عن امر ذنبه صفحا فيراه الناس بتلك العين ابدا ويقولون هذا الذي راود امرأة مولاه برضه يوسف عليه السلام ان يبين براءتك وان يحقق منزلته من العفة والخير وحينئذ قال للنبي صلى الله عليه وسلم يعني اقصد قال للرسول للرسول الملك ارجع الى ربك واسأله ما بال النسوة قل له يستقصي عن ذنبي وينظر في امره اولا هل سلمت بحق او ظلم ولم يذكر امرأة العزيز حسن ذي العشرة ورعاية لذمام الملك العزيز له فان قيل كيف مدح النبي صلى الله عليه وسلم يوسف بالصبر والاناة وترك المبادرة الى الخروج ثم هو يذهب بنفسه عن حالة قد مدح بها غيره اذا كان موقف يوسف جميل فلماذا يذهب بنفسه عن حالة مدح بها غيره وهو اولى بمواقف المدح والنبل والكرم والاصالة من غيره صلوات ربي وسلامه عليه الوجه في هذا ان النبي صلى الله عليه وسلم انما اخذ لنفسه وجها اخر من الرأي له جهة ايضا من الجودة يقول لو كنت انا لبادرت بالخروج ثم حاولت بيان عذري بعد ذلك وذلك ان هذه القصص والنوازل معرضة لان يقتدي الناس بها الى يوم القيامة فاراد رسول الله صلى الله عليه وسلم حمل الناس على الاحزم من الامور وذلك ان تارك الحزم في مثل هذه النازلة هو التارك لفرصة الخروج من مثل ذلك الصين ربما نتج له البقاء في سجنه وانصرفت نفس مخرجه عنه وان كان يوسف عليه السلام امن من ذلك بعلم له من الله عز وجل فغيره من الناس لا يأمن ذلك يعني ممكن تقول لأ يقول لك طب سيبه لأ سيبه يرن مش عايز يخرج بلاش خليه يسيبه سنين ويبقى في السجن الى ما شاء الله فالحالة التي ذهب النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه اليها حارب حزم وما فعله يوسف حياة صبر وجلد وقال الملك ائتوني به كي استمع كلامه واتعرف على دغية عقله واعلم تفضيل رأيه فلما جاءه الرسول وبلغه امر الملك طلب اليه انفاذه. قال ارجع الى ربك فاسألهما بال النسوة اللاتي قطعن ايديهن ما هو الامر ارجع الى سيدك قبل شخوصي اليه ومثولي بين يديه وسله عن حال النسوة اللاتي قطعن ايديهن ليعرف حقيقة امري انا لا اود ان اهتيه وانا متهم في قضية عوقبت من اجلها بالسجن وقد طال مكثي دون ان تعرف الحقيقة ولا ان يبحس في صميم التهمة ان ربي بكيدهن عليم هو العالم بخفيات الامور وهو الذي صرف عني كيدهن فلم اصبو اليهن ولم اكن من الجاهلين هذا التريث من نبي الله يوسف يدل على جميل صبره وحسن اناته يدل على عزة نفسه وصون كرامته اذ لم يرضى ان تكون التهمة بالباطل عالقة به فطلب اظهار براءته وعفته عن ان يزن بريبة او تحوم حول اسمه شائبة من سوء عف عن اتهام النسوة بالسوء والتصريح بالطعن عليهن وترك هذا للملك يتحقق منه بنفسه حينما يسألوا عن السبب في تقطيع الايدي ويحرم ذلك ويعلم ذلك منهن الاجابة نقطة بهم لم يذكر سيدته مع معهن وهي مسعرة الفتنة وفاء لزوجها ورحمة بها اتهمها اولا دفاعا عن نفسه. حين وقف موقف التهمة لدى سيدها. وقال هي راودتني عن نفسي اما في هذا المقام لم يذكر سيدة انما قال ما بال النسوة اللاتي قطعن ايديهن آآ يعني ما فعل هذا وفاء لزوجها ورحمة ما خطبكن اذا راودكن يوسف عن نفسه الخض الشأن العظيم الذي يقع فيه التخاطب لغرابته او لانكاره كما قال تعالى فما خطبكم ايها المرسلون فما خطبك يا سامري اي ان الرسول بعد ان ابلغ الملك قول يوسف انه لن يخرج من السجن استجابة لدعوته حتى يحقق قصة النسوة جمعهن وسادهن ما خطبكن الذي حملكن على مراودة يوسف عن نفسه هل كان عن ميل منه اليكن وهل رأيتنا منه مواتاتا ومطاوعة واستجابة بعدها. وماذا كان السبب في القائه في السجن مع المجرمين؟ بيتحرى يشوف ايه اللي حصل وما وكيف مضت مجريات الامور فقلنا حاشا لله معاذ الله ما علمنا عليه من سوء يشينه ولا يسوؤه لا في قليل ولا في كثير عندها قالت امرأة العزيز الان حصحص الحق ظهر بعد ان كان خفيا اي ان الحق في هذه القضية كان في رأي من بلغه موزع التبعة بيننا معشر النسوة وبين يوسف لكل منا حصة بقدر ما عرض فيها من شبهة الان قد ظهر الحق في جانب واحد لا خفاء فيه وهن قد شهدن بما علمن شهادة نفي ما علمنا عليه من سوء وانا اشهد شهادة ايجاب فاقول انا راودته عن نفسه لا انه راودني بل استعصم واعرض عني وانه لمن الصادقين في قوله حين افتريت عليه هي راودتني عن نفسي والذي دعاها الى هذا للاعتراف مكافأة يوسف على ما فعله من رعاية حقها وتعظيم جانبها واخفاء عملها حيث قال ما بال النسوة اللاتي قطعن ايديهن ولم يعرض لشأنهن شهادة مريحة طيبة من امرأة العزيز ببراءة يوسف من كل الذنوب بطهارته من كل العيوب عندما تتضافر الشهادات يعني المتهمة له رقم واحد تقول انا راودته عن نفسه وانه لمن الصادقين زوجها يقول استغفري لذنبك انك كنت من الخاطئين الشاهد من من اهلها يقول ان كان قميص قدة من دبر فكذبته وهو من الصادقين. فوق هذا رب العالمين كذلك يا ريت لنصرف عنه السوء والفحشاء. انه من عبادنا المخلصين قل اي شيء اكبر شهادة؟ قل الله شهيد بيني وبينكم ذلك ليعلم اني لم اخنه بالغيب ذلك ليعلم اني لم اخونه بالغيب هذا الاعتراف مني بالحق والشهادة بالصدق الذي علمته منه ليعلم اني لم اخونه بالغيب منذ السجن الى الان فلم انل من امانته ولم اطعن في شرفه وعفته بل صرحت لاولئك بل صرحت لاولئك النسوة باني راودته عن نفسه فاستعصم وها انا ذا اقر به امام الملك ورجال دولتي وهو غائب عنا وان الله لا يهدي كيد الخائنين. لا ينفذه بل يبطله وتكون عاقبته الفضيحة والنكال هذا كما قلنا اخبار عن الملك حين جمع النسوة اللاتي قطعن ايديهن عند امرأة العزيز ما خطبكن؟ ما شأنكن؟ ما خبركن؟ اذ راودكن يوسف عن نفسه؟ قلنا حاش لله ان يكون يوسف متهما والله ما علمنا عليه من سوء قالت امرأة العزيز الان حصحص الحق الان حصحص الحق تبين وظهر وبرز انا راودته عن نفسي وانه لمن الصادقين اي في قوله يرىودتني عن نفسي ذلك ليعلم اني لم اخونه بالغيب تفسير اخر انها تقصد ليعلم زوجها مش ليعلم يوسف اعترفت بهذا على نفسي ليعلم زوجي اني لم اخونه بالغيب في نفس الامر ولا وقع المحظور الاكبر وانما راودت هذا الشاب مراودة تمتنع فلهذا اعترفت ليه على ما اني بريئة وان الله لا يهدي كيد الخائنين ذلك ليعلم اني لم اخنه بالغيب وان الله لا يهدي كيد الخائنين وآآ كانها تخون حتى في قوله تعالى وما ابرئ نفسي يعني حدست مراودة لا ابرئ منها نفسي لكن المحذور الاكبر لم يقع ويوسف مبرء من كل سوء في حديث ابن عباس ما رأيت شيئا اشبه باللمم مما قال ابو هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله كتب على ابن ادم حظه من الزنا ادرك ذلك لا محالة فزنا العينين النزر زنا اللسان النطق والنفس تتمنى وتشتهي والفرج يصدق ذلك او يكذبه والفرج يصدق ذلك او يكذبه كأن وما وما ابرئ نفسي هذا من تتمة كلام مين امرأة العزيز كأنها يعني اية تقول المحظور الاكبر لم يقع لكن وقعت مني مراودة اعترف بها واقر بها وما ابرئ نفسي ان النفس لامارة بالسوء الا ما رحم ربي هذا من كلام امرأة الحديث وقيل ان هذا من كلام يوسف عليه السلام قال ليعلم اني لم اخونه بالغيب لقد رددت رسول الملك ليعلم الملك براءتي وليعلم العزيز اني لم اخنه في زوجته بالغيب وان الله لا يهدي كيد الخائنين ليعلم اني لم اخونه بالغيب لكن القول الاول اقوى وان هذا من تتمة كلام امرأة العزيز بحضرة الملك ولم يكن يوسف عليه السلام عند تهم بل احضره الملك بعد ذلك وما ابرئ نفسي ان النفس لامارة بالسوء الا ما رحم ربي ان ربي غفور رحيم احبتي في الله نكتفي بهذا القدر في التعليق على هذه الايات الكريمات على امل اللقاء بكم في حلقة الغد ان شاء الله وحتى نلتقي استودعكم الله تعالى. وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته