يوفوا به وجميع ما عاهد العباد عليه الله عز وجل يجب عليه يجب عليهم ان يوفوا به. فالله الله عز وجل قد عهد عهد الى عباده ان يقيموا شرائعه. واعظم ما اقامته هو التوحيد. ثم اركان الاسلام الصلاة ثم الزكاة ثم الصيام ثم الحج وغير ذلك. كذلك ايضا العباد عاهدوا الله عز وجل. عاهدوه عقود بينهم وبين غيرهم ومن ذلك ايضا عقد النكاح. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم ان احق الشروط به ما استحللتم به الفروج. العقود التي تكون بين الناس كعقود التوريد. عقود المقاولة كل يجب الوفاء بها. كذلك ايضا ما عاهد الانسان الله عز وجل عليه من الايمان ومن النذور اذا حلف يمينا او نادرا نذرا فانه يوفي بهذا النذر لان هذا داخل بعهد الله. قال وبعهد الله اوفوا ذلكم وصاكم به. ذلكم المشار اليهما ذكر من عدم قربان المالية منا بالتي هي احسن. وايفاء الكيل والوزن. واذا قلتم فاعجلوا وبعهد الله اوفوا ذلكم وصاكم به والوصية تقدم انها العهد بامر هام. ذلكم وصاكم به لعلكم تذكرون لعل للتعليل تذكرون اي تتعظون تتعظون واذا اتعظ الانسان التزم باوامر الله. ثم قال عز وجل وان هذا صراطي مستقيما. يحتمل ان قوله ان هذا اه المشار اليه ما تقدم من هذه الوصايا. لان هذه الوصايا التي ذكرها الله عز وجل قد شملت الدين كله. ويحتاج ان يكون قوله وان هذا صراطي اي ان ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم هو صراطه يعني الطريق الموصي اليه والاية اقول لا مانع من حملها عن المعنيين. فيقال وان هذا يعني ما ذكر في هذه الايات. وكذلك ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم صراطي صراط الصراط هو الطريق المستقيم الذي لا اعوجاج فيه وقوله ان هذا صراطي اظافه الله تعالى الى نفسه لانه موصل اليه وان هذا الصراط مستقيما لا اعوجاج فيه. فاتبعوه يعني اتبعوا هذا الصراط المستقيم الذي لا عوجج فيه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله. وتأمل هنا قال وان هذا صراطي افرد الصراط والسبل جمعها. وذلك لان الطريق الموصل الى الله عز وجل واحد. هناك سبل وطرق لكن الطريق الموصل الى الله هو طريق واحد. هذا الطريق هو ما جاء به الرسول صلى الله عليه سلم والصراط هنا اظافه الله عز وجل الى نفسه فقال وان هذا صراطي مستقيما والصراط في القرآن الكريم تارة يضاف الى الله وتارة يضاف الى غيره فبالاضافة الى الله ما في هذه الاية. وان هذا صراطي مستقيما وقد يضاف الى غير الله كقول الصراط الذين انعمت عليهم فيضاهن الله باعتبار انه هو الذي وضعه ويضاف الى المخلوق باعتبار انه هو الذي يسلكه اذا نقول الصراط في القرآن الكريم اضيف تارة الى الى الله عز وجل لانه هو الذي وضعه واضيف الى غير الله باعتبار انه هو الذي يسرقه. قال فاتبعوه يعني اتبعوه سبيل الله وطريق الله. فاتبعوه ولا تتبعوا السبل. الطرق يعني يعني طرق الغي والضلال ولهذا اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان هذه الامة ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار الا واحدة وهي من كان على كان عليه الرسول عليه الصلاة والسلام واصحابه. اه فتفرق بكم عن سبيله. التفرق بمعنى التشتت يعني ان هذه السبل سبب للتفرق والضلال والانحراف عن الصراط المستقيم والمنهج القويم. ذلكم وصاكم به ذلكم وصاكم به يعني عهد به اليكم لعلكم تتقون. يعني لاجل ان تتقوا وتأمل في الاية الاولى او في الوصايا التي في الاية الاولى قال الله عز وجل لعلكم تعقلون. وفي الاية الثانية قال لعل لكم تذكرون وفي الاية الثالثة قال لعلكم تتقون. والحكمة من ذلك ان الانسان يعقل الامر اولا ثم يتذكر ويتعظ ثم يتقي فالانسان اي امر من الامور يعقله اولا بمعنى يدركه وما وماهيته. ثم بعد ذلك يتأمل ويتدبر ويتفكر فيه. ثم بعد ذلك يكون العمل. قال لعلكم تتقون يعني لاجل ان تتقوا وتقوى الله عز وجل هي اتخاذ وقاية من عذابه بفعل اوامره واجتناب نواه هذه هي تقوى الله عز وجل ان يتخذ العبد وقاية من عذابه سبحانه وتعالى بفعل اوامره واجتناب واهي هذا اجمع ما قيل في التقوى. وقد قيل في التقوى هي ان تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله وان تترك بالها الله على نور من الله تخشى عقاب الله وقيل في التقوى هي الا يفقدك حيث امرك والا يجدك والا يجدك حيث نهاك الا يفقدك حيث امرك والا يجدك حيث نهاك. وقيل في التقوى خل الذنوب صغيرها وكبيرها ذاك التقى واعمال كماش فوق ارض الشوك يحذر ما يرى لا تحقرن صغيرة ان الجبال من هذه هي الوصايا التي امر الله عز وجل بها عباده في هذه الاية الكريمة. فدل هذا دلت هذه الوصايا على مسائل منها اول اولا عن نهي عن الشرك الا تشركوا به شيئا. فينهى عن الشرك بنوعيه. الشرك الاكبر والشرك الاصغر واذا نهي عن الشرك امر بظده وهو التوحيد لان النهي عن الشيء امر بظجة ذلك خلق الله تعالى الخلق لهذا الامر العظيم وهو تحقيق التوحيد وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون وجعل دعوة الرسل من اولهم الى اخرهم هو تحقيق التوحيد كما قال عز وجل وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا تعبدون فالرسل عليهم الصلاة والسلام كلهم وان اختلفت شرائعهم لكنها قد اتحدت من حيث الاصل والمبدأ والعقيدة وهو تحقيق التوحيد. ومنها ايضا الحث على بر الوالدين. وبيان مرتبة حيث ان الله تعالى جعله بعد حقه سبحانه وتعالى. ومنها ايضا النهي عن قتل الاولاد مطلقا سواء قتلهم من املاق ام من غير ام من غير ذلك. لكن ما ذكر يبين واقعة كانوا يفعلون هنا في الجاهلية فكل نفس حرم الله حرمها الله عز وجل فانه لا يجوز قتلها والاعتداء عليها. ومنها ايضا ان الرزق بيد الله ان الرزق بيد الله. فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه واشكروا له. فعلى العبد اذا اراد ان يرزق ان يرزق ان يبتغي الرزق من عند من ان يبتغي الرزق من الله عز وجل كما قال تعالى فابتغوا عند الله الرزق. ومن اعظم ما يستجلب به الرزق هو كثرة الاستغفار فان كثرة استغفار الله عز وجل سبب لحصول الرزق كما في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا رجاء ورزقه من حيث لا يحتسب ومنها ايضا من فوائده النهي عن قربان الفواحش سواء كانت من الكبائر عم من غيرها فجميع الذنوب على العبد ان يدعها وان يتركها سواء تحوش منها وعظم او ما كان دون ذلك. لان الذنوب سبب لحرمان العبد فضل الله عز فالانسان قد يحرم سواء قد يحرم فضل الله وقد يحرم ثوابه سبحانه وتعالى. ولذلك بسبب ومنها ايضا النهي عن قتل النفس بغير حق وقد بينا فيما تقدم ان كل نفس لا يجوز قتلها الا بواحد من امي ثلاث وهو زنا بعد احصان او ان يقتل نفسا او ان يكون مفارقا لدينه او ان يكون تاركا لدينه مفارقا للجماعة. وقد قال النبي صلى الله عليه من بدل دينه فاقتلوه. ومنها ايضا ان الامتثال لما ذكر الله عز وجل من الوصايا سبب للعقل وان عقل الانسان يزيد بسبب تدبره وتذكره لما اوصى الله. واما الايات التي بعدها ففيها النهي عن قربان مال اليتيم الا بالتي هي احسن وانما خص الله عز وجل اليتيم ولم يقل ولا تقربوا مال الناس الا بالتي هي احسن. انما خص الله الله عز وجل اليتيم لان اليتيم تتوجه الاطماع الى ما له لاستظعافه ولان الولي ايظا قد يحصل منه تعد بالنسبة لمال اليتيم في تصرفه. فاليتيم لما كان ضعيفا لا يستطيع ان يدافع عن نفسه الله تعالى بالذكر ومنها ايضا وجوب العدل والوفاء في في الكيل والوزن. وان الانسان اذا حرص على ايفاء الكيل والوزن ولكن حصل زيادة او نقص او ما اشبه ذلك فان الله تعالى لا يكلف نفسا الا وسعها. ومنها ايضا وجوب العجل فيما يصدر من الانسان من الاقوال والاعمال فاذا قلتم فاعجلوا اي اذا قلتم قولا تحكمون فيه بين الناس فاعجلوا فلا يجرمنكم شنئان قوم على الا تعدلوا اعدلوا هو اقرب للتقوى. ومنها ايضا وجوب الوفاء في عهد الله الذي عاهد به عباده الذي عهد به الى عباده والذي عاهد العباد ربهم عليه فيجب الوفاء بهذا وهذا. فالاول الذي عهد الله عز وجل به الى عباده كالشرائع. من التوحيد واقام الصلاة وغيرها والذي عهد العباد به الى الله ما عاهده عليه من الايمان والنذور. فاذا قال الانسان والله لافعلن كذا هذا نوع من العهد. اذا قال لله علي نذر ان افعل كذا فهذا نوع من العهد ولهذا قال الله عز ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم من نذر ان يطيع الله فليطعه. ومن نذر ان يعصي الله فلا وهنا ايضا انبه الى مسألة النذر. النذر حكمه في الاصل انه مكروه بل ذهب بعض العلماء رحم الله الى تحريمه قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وجماعة من العلماء الى تحريم النذر وان النذر محرم لماذا؟ قالوا لان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عنه فقال لا تنظروا واخبر عليه الصلاة والسلام انه انما يستخرج به من البقيع ولان النذر ولان الانسان اذا نذر ولم يفي بنذره صار مشابها للمنافقين فالانسان قد يأتيه حدث يفرحه او يرغب في شيء يفرحه فتجد انه ينذر وربما يتهور في نذره. فيما ينظر لله علي نذر ان اصوم سنة. ان اصوم شهرين ان افعل كذا وكذا. ربما تهور في هذا النذر ثم اذا تحقق النذر تجد انه يتكاسل فيكون حينئذ داخلا في قول الله عز وجل في المنافقين ومنهم من عاهد الله لان اتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين. فلما اتاهم من فظله بخلوا به وتولوا وهم معرضون فاعقبهم نفاقا في قلوبهم الى يوم يا قوله وامر رابع وهو ان النذر قد يصحبه عقيدة فاسدة. بعض الناس ربما دعا الله عز وجل وكان من حكمة الله ان لا يجيب دعاءه. فتجد انه يقول انظر انظر لاجل ان يجيب الله دعوتي. او يقول له شخص قل علي نذر وسيجيب الله عز وجل دعوتك او يحقق امرك. فتجد انه يقول ان شفى الله مريضي فلله علي ان افعل كذا وكذا. او ان نجحت في الاختبار فلله علي ان افعل كذا وكذا. فيلزم نفسه بامور هو لا طاقة له بها فاذا تحقق الامر حصل تجد انه يتوانى. فعلى الانسان ان ان يجتنب النذر. كما قال النبي عليه الصلاة والسلام لا تنظروا وقال عليه الصلاة والسلام ان النذر لا يأتي بخير. وفي هذا الحديث ايضا دليل على وجوب وجوب لزوم الصراط المستقيم الذي هو صراط الله عز وجل وهو شريعته. وان هذا صراطي مستقيما يعني ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من الشرائع ومنها ايضا ان الطريق الموصل الى الله طريق واحد. وما سواه طرق متعددة متشعبة كلها طرق ظلال. فالطريق الى الله طريق واحد وهو ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم. ومنها ايضا ان ان مخالفة طريق الله وعدم لزومه سبب لتفرق الامة ولتشتتها. ولهذا قال فتفرقوا عن سبيله. ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون. اسأل الله عز وجل ان يجعلنا واياكم من المنتفعين بالقرآن الكريم المتعظين باياته العاملين به وان يجعلنا من اهل القرآن الذين هم اهله وخاصته وان يوفقنا لما يحب ويرضى وان يرفع هذا البلاء عن هذه الامة ان يعجل برفع هذا البلاء عن هذه الامة وان يحفظ علينا امننا وديننا وعقيدتنا وقيادتنا ورخاءنا واستقرارنا انه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان الى يوم الدين