الله مثلا قرية كانت امنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان. فكفرت بانعم الله فاذا الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون. ولقد جاءهم رسول منهم فكذبوه فاخذهم العذاب بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. يسر مركز وسائل بوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية ان يقدم لكم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز ال الشيخ. وعنوان هذه المادة الظلم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله الذي خلق السماوات والارض وجعل الظلمات والنور. ثم الذين كفروا بربهم يعدلون. واشهد ان لا اله الا الله الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله. بشر وانذر لا خير الا دل الامة عليه ولا شر الا حذرها منه. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه. ومن اهتدى هداه الى يوم الدين. اللهم انا نعوذ بك ان نذل او نذل او نضل او نضل او نجهل او يجهل علينا او او نظلم. اللهم فاعدنا ثم ان هذا الموضوع الظلم خطره وعواقبه. من الموضوعات مهمة ان تكون مع العبد المؤمن ليلا ونهارا. لان الله جل وعلا اقام السماوات والارض على العدل. وحرم الظلم على نفسه وجعله بين العباد محرما. كما ثبت في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال قال الله تعالى اني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما. فلا تظالموا. والظلم في القرآن والسنة معناه واسع يشمل كل فروع الشريعة والعقيدة. فكل مسألة من مسائل العقيدة من اخذ فيها بما فعليه الكتاب والسنة وكان عليه سلف الامة فهو الذي جاء بالحق واتى بالعدل وسعى في رفع الظلم عن نفسه وكل من سعى في امور العبادة والشريعة والمعاملات بانواعها بما جاءت به سنة محمد عليه الصلاة والسلام قد سعى في الاخذ بالعدل ورفع الظلم. اذا فحقيقة العدل احقاق العقيدة والشريعة. حقيقة العدل ان قوم العقيدة والتوحيد في قلوب العباد قولا وعملا واعتقادا. وان يقوم العمل الصالح في العبادات وفي المعاملات فيما بين العبد وبين ربه وفيما بين العبد وبين اخوانه بل وبين الناس على ما جاءت به الشريعة في الكتاب والسنة. فمن اقام نفسه على ذلك فقد تبرأ من الظلم. ومن اخل بشيء فله نصيب من الظلم. ولهذا اجمع علماء اللغة على ان حقيقة الظلم في اللغة تعود الى وضع الشيء في غير موضعه اللاحق به. فمن وضع العبادة في غير موضعها اللاحق بها المستحق لها وهو الله جل وعلا فقد ظلم. من توجه في العبادة الى غيره لله وصرف العبادة لغير الله فقد ظلم لانه وضع العبادة في غير موضعها اللائق بها. من اطاع هواه والشيطان وخالف امر الله جل وعلا فترك الفرائض وقد ظلم. من لم يعامل العباد بما انزل الله جل وعلا ولم يعطهم حقوقهم على انواع الحقوق فقد ظلم. وهكذا. فاذا الظلم عام. فكل من حاد عن الشريعة فله او نصيب من الظلم. ولهذا قال جل وعلا ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا. فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات باذن الله ذلك هو الفضل الكبير. فجعل خاصة الناس وهم الذين اولفوا كتاب وهم المسلمون جعل منهم الظالم لنفسه يعني بفعل المحرم او ترك الفريضة. ولهذا لما نزل قول الله جل وعلا في سورة الانعام الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون شق ذلك على الصحابة في فهمهم معنى الظلم ولمعرفتهم بسعة معناه. فقالوا يا رسول الله اينا لم يظلم نفسه؟ فقال ليس الظلم الذي تذهبون اليه. ليس ذلك الظلم الذي تذهبون اليه انما الظلم الشرك الم تسمعوا قول لقمان لابنه يا بني لا تشرك بالله ان الشرك لظلم عظيم. اذا تبين لك كذلك فهناك عبارات مختلفة لاهل العلم في كتب اللغة وفي كتب التفسير يعبرون عن الظلم يعبرون عن الظلم يعبرون دون عن الظلم بها فتارة يقولون ما ذكرت الظلم وضع الشيء في غير موضعه اللائق به وتارة يقولون او الظلم هو صرف هو صرف صرف الحق عن اهله. وتارة يقولون الظلم عدم ايصال من حقوقي لاهلها وتارة يقولون الظلم الا تعطي كل ذي حق حقه. وهذه العبارات متنوعة ولكن مؤداها واحد. اذا تبين لك ذلك فقد جاء لفظ الظلم في الكتاب العزيز في مواضع كثيرة جدا. تارة معنى بالمعنى العام وتارة بمعنى خاص. فمما جاء في ذلك ان الظلم يأتي بمعنى الكفر. كما قال سبحانه يسافرون هم الظالمون. وقال جل وعلا الا لعنة الله على الظالمين. الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا. ويأتي الظلم بمعنى الشرك كما في قوله ان الشرك لظلم عظيم. وكالاية التي ذكرت لكم الذين امنوا ولم يلبسوا بظلم يعني بشرك اولئك لهم الامن وهم مهتدون. ويأتي الظلم بعدم طاعة الرسول. كما قال جل وعلا وضرب وهم ظالمون. فكل من كذب الرسول فهو ظالم. كل من عبد غير الله جل وعلا واشرك فهو ظالم. ويأتي الظلم ايظا في الكتاب والسنة بمعنى فعل الكبيرة وظلم العبد لنفسه بترك الفرائض وفعل المحرمات كما في اية فاطر التي ذكرت لكم ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه. قال العلماء الظالم لنفسه هو الذي خلق عملا صالحا واخر سيئا اتى بواجبات واتى ايضا بمحرمات لم ينتهي عن كل المحرمات ولم يأتي كل الواجبات بل خلط هذا وهذا فظلم نفسه بالمعصية. ولما سمي ذلك ظلما للنفس؟ لان نفسك اعز ذو شيء عليك فمن حقها عليك ان تكرمها. من حقها عليك ان تسعدها. من حقها عليك ان تبوأها المنازل العالية اذا عرظتها للعذاب اذا عرظتها للنكال اذا عرظتها لمخالفة امر الله فقد ظلمتها. ولم تعطها حقها الذي ينبغي لها من ان نكون مطيعة لخالقها متبوءة السعادة في الدنيا والاخرى. ايضا جاء الظلم في القرآن في وصف بعض الكبائر مثل القتل والسرقة والسارق والسارقة فاقطعوا ايديهما. جزاء بما كسبا نكالا من الله. والله عزيز حكيم فمن تاب من بعدي ظلمه يعني بالسرقة وهكذا في ظلم النفس بالمعصية في الزنا فعل بشرب الخمر بقتل النفس كل هذا ظلم للنفس وايضا مما جاء في الكتاب والسنة ان الظلم يكون بين العباد فيما بينهم يظلم الاخر يعني لا يعطيه حقه بل يسلبه حقه الذي اعطاه الله جل وعلا اياه. فمن ظلم الناس في اموالهم وظالم ومن ظلم الناس في اعراضهم فهو ظالم. ومن ظلم الناس فيه ما يمتلكون فهو ظالم. ومن بخس الناس حقوقهم ايضا هو ظالم لهم. ولهذا جاء في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري وغيره ان النبي عليه الصلاة والسلام قال من ظلم قيل شبر من الارض طوقه يوم القيامة من سبع اراضين. وثبت ايضا في الصحيح ان النبي عليه الصلاة والسلام قال من كانت عنده لاخيه مظلمة مظلمة بكسر اللام في مال او عرض تحلله منه اليوم قبل ان يكون يوم لا درهم فيه ولا دينار. وهذا في الظلم بين العباد. فاذا الرجل يظلم اخاه اذا غش اذا غش يظلم اخاه اذا اخذ ماله يظلم اخاه اذا اغتابه يظلم اخاه اذا قتله يظلم اخاه اذا انتهك عرضه بانواع انتهك عرضه بانواع الانتهاك. كل ذلك من الظلم لان لان الحق الذي اوجب الله جل وعلا لفلان هذا حق له فاذا لم تعطه الحق الذي له فانك قد ظلمته والعياذ بالله. لهذا فالظلم معناه واسع في الشريعة. معناه واسع. فمسائل التوحيد من لم يأتي في لمن لم يأتي فيها بما اوجب الله جل وعلا من توحيد الله وعبادته وحده دون ما سواه كما سيأتي بعض تفصيل كلام على ذلك من لم يتابع النبي عليه الصلاة والسلام ويجعله قدوة له ويقدم قوله على قول غيره عليه الصلاة والسلام فله نصيب من الظلم من لم يطع الله جل وعلا باداء الصلاة لاداء الزكاة باداء الفرائض بالانتهاء عن المحرمات فهو له نصيب من من الظلم ولهذا ربنا جل وعلا جعل الظالم ظالما لنفسه لانه لا يظلم الله ولا يظلم الناس ولكن انت في الحقيقة تظلم نفسك كما قال سبحانه وما ظلمونا ولكن كانوا انفسهم يظلمون. لان الظلم في واقع راجع عليه فاذا ظلمت غيرك فقد ظلمت نفسك ولابد للظلم من اثر في الدنيا او في الاخرة. اذا تبين لك في هذه المقدمة سعت معنى الظلم وبعض موارده في الكتاب والسنة فاعلم ان الظلم يقسم تارة اعتبار الى ثلاثة اقسام ظلم في حق الله جل وعلا. وهذا بالشرك به وبتكذيب رسوله عليه الصلاة والسلام القسم الاول والثاني ظلم للنفس بفعل المعصية وترك الواجب والثالث ظلم للعباد وذلك بعدم اعطائهم حقوقهم التي اعطاهم الله جل وعلا اياه. فهذه ثلاثة اقسام باعتبار. وتارة يقسم اهل يقسم اهل العلم الظلم من حيث موارده الى انه يكون ظلم في امر التوحيد. ويكون ظلم في امر السنة. ويكون ظلم يعني يوجد ظلم في في العبادات. ويكون ظلم في المعاملات. ويكون ظلم في الاعراض. ويكون ظلم في ويكون ظلم في العلاقات الاجتماعية وهكذا. اذا فكل انواع التعامل التي تتعامل بها في في لحظاتك في يومك وليلتك لا تخلو اما ان تكون قد اقمتها بالعدل او قد اقمتها على الظلم فاذا امر الله جل وعلا في عبادتك له وحده دون ما سواه لم تتوجه لغيره سبحانه فقد اقمت العدل فيما بينك وبين ربك جل وعلا رفعت الظلم. اذا تركت المحرم واتيت بالواجب رفعت نفسك عن معصية الله رفعت نفسك عن ظلم نفسك. كذلك في اداء الحقوق بانواعها. وهذه كما ترى تشمل كل الاقسام. سواء بالاعتبار الاول او بالاعتبار الثاني. فلنأخذ شيئا من التفصيل فيما يتعلق بالتقسيم الاول وبالتقسيم الثاني. اما الاول فقد قسمنا الى ثلاثة اقسام. الاول ظلم العبد في حق ربه جل وعلا. هذا الظلم كيف يكون؟ العبد لا يمكن ان يظلم ربه جل وعلا الله سبحانه وتعالى هو القوي العزيز. هو المهيمن هو الملك هو ذو الملكوت والجبروت. سبحانه ذو الجلال والاكرام لا يمكن للعبد ان يظلم ربه جل وعلا لكن يقع منه الظلم في حق الله جل وعلا وحق الله سبحانه وتعالى عبادته وحده دون ما سواه. ولهذا جعل الله جعل الله جل وعلا في القرآن المشرك ظالما. وجعل الله جل وعلا في القرآن الكافر ظالمة. وجعل الله جل وعلا في القرآن المكذب لرسول الله ولرسل الله جعله ظالما اذا تبين ذلك فاعظم الظلم اعظم الظلم واخبثه واقبحه هو الشرك بالله جل وعلا. كما قال ان الشرك لظلم عظيم. واذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله ان له ظلم عظيم. اول وصية من لقمان الحكيم لابنه وهو يعظه يعني وهو يأمره وينهاه. بما فيه مصلحته يا بني لا تشرك بالله ان الشرك لظلم عظيم. فكل انواع الشرك ظلم. فاذا وقع في الارض الشرك فقد وقع فيها الظلم ومعنى ذلك انه وقع فيها الفساد. لهذا كل من عبد غير الله جل وعلا او اقر في داره او في بلده او في مجتمع عبادة غير الله جل وعلا فقد ظلم واقر الظلم. وهذا هو اعظم انواع الظلم التي يفعلها العبد يقرها في بلده او يقرها في بيته الى اخر ذلك. لان الشرك بالله وهو دعوة غير الله توجه لغير الله في الدعاء في الذبح بالنذر بالاستغاثة بالاستعانة فيما لا يقدر عليه الا الله جل وعلا من مناداة او مناداة الموتى لغير الامور في مناداة الموتى او مناداة الغائبين ونحو ذلك هذا كله شرك بالله جل وعلا فمن رضي فقد رضي الظلم في حق الله جل وعلا. ومن نفاه في بيته او في داره او دعا الى نفسه فقد دعا الى العدل واقر العدل امر بالعدل وحرم الظلم. لهذا اعظم صلاح يكون عبدي في نفسه ان يبتعد عن الشرك كله صغيره وكبيره. واعظم صلاح وعدل يكون في المجتمع يكون في الملأ يكون وفي الدولة ان لا يكون فيها شرك اكبر بالله جل وعلا فتكون الارض صالحة غير غير فاسدة كما قال سبحانه ولا تفسدوا في الارض بعد اصلاحها. وادعوه يعني وحده خوفا وطمعا ان رحمة الله قريب من المحسنين. فاصلاح الارض بان لا يعبد فيها الا الله جل وعلا. فالبلد والدار التي لا يعبد فيها الا الله جل وعلا لا اثر فيها لمظاهر الشرك الاكبر من عبادة الاولياء والانبياء وعبادة الصالحين والذبح بالشجر والحجر والتعلق غير الله تعلق العبادة هذه الارض صالحة لانه ارتفع عنها اكبر انواع الظلم وهو الظلم في حق الله وهو وجود الشرك لهذا اعظم ما تدعو اليه واعظم ما تحرمه ان تدعو للتوحيد وان تحرم الشرك يعني تدعو الى عنه فهذا اعظم ما تكون متقربا الى الله جل وعلا به فاعظم الحسنات التوحيد واعظم السيئات الشرك الاكبر بالله جل جلاله هذا نوع من الظلم في حق الله جل وعلا كذلك الظلم في حق الله جل وعلا يكون بالا تثبت لله جل لو على ما اثبته لنفسه سبحانه. ربنا جل وعلا سمى نفسه باسماء. وهو اعلم بنفسه جل وعلا. وصف جل وعلا بصفات فان تسلب عن الله جل وعلا ما سمى به نفسه او ما وصف به نفسه فقد ظلمت فقد ظلمت في حق الله جل وعلا. في هذا كل محرف لاسماء الله جل وعلا ولصفاته فله نصيب من الظلم في حق الله جل وعلا وكذلك في سائر امور الاعتقاد فكل من اعتقد في امر خلافة ما جاء به النبي عليه الصلاة والسلام وكان عليه الصحابة رضوان الله عليهم فقد وقع في نوع من انواع الظلم. فالواجب على العبد ان يكون عادلا في عبادته لله وحده بان لا يعبد الا الله وان يكون عادلا غير ظالم في العقيدة في في توحيد الله في اسمائه وصفاته بان لا تردد في ان يثبت لله جل جلاله ما ثبته لنفسه. الله سبحانه وتعالى قال الرحمن على العرش استوى. وقال ثم استوى على العرش الرحمن فاسأل به خبيرا وقال ثم استوى على العرش في في سبع ايات في القرآن فدل هذا على ان النفس لا تطيب الا بان توافق ربها جل وعلا فيما نسب الى نفسه واثبت لنفسه اذا من قال لم يستوي فقد ظلم في حق الله جل وعلا. ومن قال الاستواء ليس استواء وانما هو استيلاء فقد العلماء ايضا في حق الله جل وعلا والظلم في حق الله جل وعلا درجات. كذلك انواع الشرك الاصغر ووسائل الشرك هي ظلم فبها والظلم في حق الله جل وعلا له اثاره في الدنيا والاخرة كما سيأتي في ذلك فهو خطر خطر عظيم ان يظلم العبد لان الله سبحانه اعد النار للظالمين. اعد النار لمن ظلم. واعظم الظلم كما ذكرت لك هو الشرك بالله جل جلاله. قال سبحانه واذ قال عيسى ابن مريم يا بني اسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم. انه من بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من انصار. فاذا هذا الظلم عاقبته النار عاقبته النكال في الدنيا والعذاب في الاخرة كما سيأتي بيانه في اثار الظلم في الدنيا وفي الاخرة الظلم يكون في حق العبد لنفسه. وما ظلمونا ولكن انفسهم يظلمون. وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين ونحو ذلك من الايات. العبد هو الذي يظلم نفسه. كيف تظلم نفسك؟ كما ذكرت لك نفسك هذه عزيزة عليه. من حقها عليك ان تسعدها. من حقها عليك ان تختار لها احسن شيء. فاذا اخترت لها شيئا فكون عاقبته سيئة على نفسك معرضا نفسك للعذاب في الدنيا او انكال في الاخرة فقد ظلمتها. لانك لم تعطيها حقها وهي ان وهي اقرب بل هي اعز الاشياء اليه. لهذا الاتيان بالفرائض والانتهاء عن المحرمات من اتى به فقد رفع الظلم على نفسه. لذلك تأمل في حياته في كل انواع سلوكك اذا اتى اذا اتت فريضة فبادر اليها اذا اتى محرم فبادر بالانتهاء عنه وتصور انك لو غشيت اللذة المحرمة ساعة او اكثر او او اقل فان لذتها تذهب وان عاقبة ظلمك لنفسك تبقى وهذا كما وما احسن ما قال الشاعر ان اهل عيسى ان قضيتها ذهبت لزناتها والاثم حل. فاذا العبد المؤمن لا يجوز له ان يعرض نفسه للعين ولا للمكان ولا للخسارة في الدنيا وفي الاخرة ولا لسوء العاقبة لب قلة الرزق العبد يحرم الرزق بالذنب يصيبه كما ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم ان العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه لانه ظلم. فاذا ظلمت حرمت كما انك ظلمت فانك تحرم فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات احلت لهم وسيأتي بعض الاثار مستقبلا. كذلك في حق العباد. الظلم في حق الاخرين. وقد جاء في في الحديث الذي رواه الطبراني وغيره ان الله ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الدواوين يوم القيامة ثلاثة. ديوان لا يغفره الله وهو الشرك. لانه اعظم الظلم وديوان بين العبد وبين ربه. يغفره الله وهو ما بين العبد وبين ربه. وديوان لا يبقي الله منه شيئا وهو ظلم اب للاخرين. ولهذا قال عليه الصلاة والسلام في وصف المؤمن المؤمن اخو المؤمن لا يظلمه ولا احقره ولا يخذله. المؤمن اخو المؤمن لا يظلم. فكل انواع التعامل بين المؤمن والمؤمن قد تتعامل بالعدل واعطاء صاحب الحق حقه وقد تتعامل بالظلم. خذ مثلا أنواع الحقوق الحقوق أنواعها كثيرة فحق لوالديه فمن لم يبر والده اليه فقد ظلم. حق لزوجك. فمن لم يعطي اهله حقهم فقد ظلم. حق لاولادك. فمن لم يعطي اولاده حق من الرعاية والتربية والانفاق الى اخره فقد ظلم لان الاولاد امانة. رعايتك لهم رعاية امانة انت هم امناء عندك. وقد تخون الامانة قد تكون قائما في الامانة على وجهها. تعاملك مع اخوانك مع الناس في اعراضهم في اموالهم قد تعاملهم بالحق والعدل وقد تعاملهم بظلم فتسلبهم حقوق فتسلبهم حقوقهم. اذا كل حق عليك فعدم ادائك له نوع من الظلم هناك حق لاهل العلم فمن لم يؤدي حق اهل العلم فقد ظلمه. هناك حق لولي الامر فمن لم يؤدي حقه فقد ظلمه. وهكذا في انواع تعامل فاذا الواجب على العباد ان يسيروا بالعدل وان يعطوا كل ذي حق حقه حتى يتبرأوا من ظلم ومن عاقبة الظلم. الظلم بين المؤمنين وبين الناس هذا الظلم النوع الثالث يتنوع كما ذكرنا في انواع الحقوق ويقول المقام بتفصيل الكلام على انواع الظلم وعلى افراده. لكن نذكر امثلة لذلك. الحقوق المالية هذي يجب واداؤها. فمن لم يعطي الاجير حقه فقد ظلمه. من غش في المبيت فقد ظلم. ليس منا من غش كما ثبت في صحيح النبي عليه الصلاة والسلام خطب يوم عرفة في الناس كما جاء في الصحيح الصحيحين من حديث ابي بكرة رضي الله عنه ان النبي عليه الصلاة والسلام قال كل المسلم قال ان دمائكم واموالكم واعراضكم ان دماءه واموال واعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهر كم هذا في بلدكم هذا يعني الحرمة المغلظة والاموال والاعراض. الدما الثقافي هذا ظلم. كل مؤمن قتل اخاه فقد ظلم. فقد ظلم. وكل سعي في القتال وفي الفتنة فهو ظلم. وهو هذا من اعظم انواع الحرام. لان اعظم الفساد ان يسفك الدم الحرام. كما قال قال جل وعلا في قيل الملائكة اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء؟ لانها اقبح اقبح انواع المعاصي العملية سفك الدم وامواله الدما خذ الان امثلة مما يقع في العالم الاسلامي او مما يقع في كل هذا الذي تراه ظلم العبد يظلم نفسه ويظلم اخوانه كظالم قتل فك الدم لا يدري القاتل لما قتل ولا المقتول لما قتل ما يدري فتن تموج هذا وهذا يقتل لم؟ لا احد يعلم في عصبيات وفي وفي تارات وفي امور وفي امور كلها منكر وفي امور كلها منكر والحديث عن هذه المسألة ذو شجون. الاموال المال قسمان مال خاص ومال عام. المال الخاص مال المعين من المسلمين ان تتعدى على ماله فتأخذه بغير وجه حق هذا ظلم سواء علم او لم يعلم. واذا اخذت عرق اجيب ولم تعطي الموظف اجرته لم تعطي المتعاقد معه اجرته لم تعطي الذين لهم مرتبات ثباتهم وهم يحتاجون اليها ولا يرظون بالتأخير فهذا ظلم. ومطل الغني ظلم كما قال النبي عليه الصلاة والسلام. والمال امره خطير وعاقبته خطيرة لان به الحياة. فاذا حبست المال عنه عن صاحبه عن عن من له الحق في بغير وجه حق فلا شك ان هذا ظلم له وقد يترتب على هذا الظلم انواع من الظلم في اسرهم وفي اولادهم والى اخره. الظلم في الاعراض الظلم في الاعراض هذا باب واسع فيه الزنا والعياذ بالله. والله جل وعلا جعل الزنا فاحشة وساءة بنا ولا تقربوا الزنا انه كان فاحشة او وثاع سبيلا. من زنا فقد ظلم ظلم نفسه. فان زنا بمسلمة فقد ظلم وليها. وظلمها هي ايضا سواء كانت راضية مطاوعة او غير مطاوعة. ومن زنا بجنب حليلة جاره فقد ظلم اكبر انواع الظلم في هذا الباب. ولهذا النبي عليه الصلاة والسلام ذكر مزاناة حليلة الجار ان هذا من اعظم الذنوب ان تزاني حريرة جارك لان الجار يرفق بجاره ويحسن الى جاره ويخلقه فيه اذا سافر ويحسن الى اهله ويحسن الى ولده. فاذا كان الجار يخون فكيف اذا يؤمن البعيد والمسلم اخو المسلم لا يظلمه لا يظلمه في نفسه ولا في عرضه ولا في اهله. يعني هذا بالزنا كذلك القصد انواع القذف هذا اعتداء على الاعراض وهي حرام يقذف الواحد بشبهة رآه في حق الافلام ما فيه خير. عنده امور وهو يظن ظنا والله جل وعلا نهى نهانا عن بعظ الظن وقال اجتنبوا كثيرا من الظن ان بعض الظن اثم. ان بعض الظن اثم. لان بعض الظن الذي له قرائنه او الذي يحكم بها القاضي او نحو ذلك هذا مقر شرعا وله احكامه. لكن ان تظن بالاخر شيئا وانت لا تستيقظ حق المسلم ان تنشر محاسنه وان تكتم مساوئه وليس العكس. اذا نشرت محاسن الناس نشر بينهم من انتشر بينهم الخير. وقل فيهم الشرط. اما ان ننشر الشرط في المكان الفلاني فيه كذا وهذا فعل كذا. وكأن البلد ليس فيها الا الشر هذا يقوي الشر وينشر ويصبح الناس يتهاونون فيه سواء اكان في حديث المجالس او في محاضرة او في خطبة والباب في هذا اعظم. فالواجب ان تنشر محاسن اخيك لتعين انه على الخير واذا علمت منه شيئا علم يقيه فان تناصحه بينك وبينه ولا تظلمه بان تقذفه او ان تسيء اليه او ان تكشف ستره وتفشي سره لا شك هذا نوع من الظلم في حقه الا اذا كان مجاهرا بذلك فمن جاهر فقد القى جلباب الحياء فلا حق له لانه هو الذي اسقط حقه. في مسائل اللسان الغيبة والنميمة هذا تعرض لاخيك بما يكره وهي الغيبة سئل النبي عليه الصلاة والسلام عن الغيبة فقال ذكرك اخاك بما يكره قال ارأيت ان كان في يا اخي ما اقول؟ قال ان كان فيه ما تقول فقد اغتبته. وان لم يكن فيه ما تقول فقد بحثته. فالغيبة ملك لانها تعرض للعرض وقد ظلمته في حقه اذا اذا اغتبت. وكذلك النميمة والعياذ بالله وهي اشد لانها مفسدة. لذات البيع. والله سبحانه امر باصلاح ذات البيت. اذا فحقوق المسلم على المسلم متنوعة. في نفسه في ماله في اهله في ولده في عرضه هذه حقوق متنوعة. فكل باب منها اذا لم تعطي اخاك المسلم حقه فقد ظلمته فيه. والناس في هذا درجة منهم من من تنزه عن الظلم فاعانه الله على نفسه ومنهم من ليس كذلك. الظلم هذه امثلة له مع تأصيل لموضوعه ووروده في الكتاب والسنة. لكن ما اثر الظلم؟ ما عواقب الظلم؟ الظلم اخبث شيء يكون على الارض. الله سبحانه وتعالى اقام السماوات الارض على العدل وحرم الظلم على نفسه فالله سبحانه ليس في احكامه الفورية ظلم ولا في احكامه الشرعية ظلم ان اني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا. هذا الظلم اذا وقع في الارض فله اثاره هل عوقبت الامم التي كذبت الرسل الا بظلمها؟ هل اخذوا بالعذاب المستأصل في الدنيا؟ الا بظلمهم. ولقد جاءهم رسول رسول منهم فكذبوه فاخذهم العذاب وهم ظالمون. هل حرموا الطيبات وانقلبت حياتهم من السعة والطمأنينة والامن الى ضد ذلك من الضيق والخوف والهلع والجزع والقلق الا بسبب الظلم. قال جل وعلا فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات محلت لهم. وبصدهم عن سبيل الله كثيرا واخذهم الربا وقد نهوا عنه واكلهم اموال الناس بالباطل. في هذا انواع من الذنوب من الظلم الذي وقع من العباد حرمت عليهم اشياء طيبة كانت حلالا لهم. قال بعض اهل العلم التحريم هنا لبني اسرائيل نوعان. حصل ان وحرمت عليهم اشياء شرعا وحصل ان حرموا اشياء كونه. يعني التحريم في الاية يكون كونيا ويكون شرعيا فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات احلت لهم يعني ان الله جل وعلا حرمهم الطيبات كونا حرم عليهم بعض الطيبات في شريعتهم. وجاء عيسى عليه السلام ليحل لهم بعض الذي حرم عليهم في الشريعة. اذا فالظلم هنا في هذه الاية بين الله جل وعلا بعض عواقبه. فقال فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات احلت لهم. فاذا تحريم الطيبات طيبات انواع. طيبات المحاكم. طيبات المشارب. وغير ذلك حرم عليهم بعض ذلك فاذا العبد يخشى ان يكون الظلم اذا وقع منه في حق الله جل وعلا فافسد في الارض بعد اصلاحها بالشرك بدعة بعد السنة ان يكون ظالما والظالم له عقوبته. ومن اثار الظلم ان الظالم ليس بذي امن في الدنيا وليس بذي امن في الاخرة. كما قال سبحانه الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن. وهم الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم هنا لم يلبسوا ايمانهم بظلم ظلم نكرة جاءت في سياق النفي بلم فتعم جميع انواع الظلم. وهذا الظلم هنا عام مراد به الخصوص وهو الشرك. لان عامة في عند الاصوليين قد يبقى العام على عمومه وقد يعرض للعام ما يخصصه وقد يتحول العام الى مخصوص فيكون عاما مرادا به الخصوص يعني حالة واحدة. النبي صلى الله عليه وسلم فسر الظلم هنا بالشرك. قال طائفة من العلماء ومنهم شيخ الاسلام ابن تيمية ومن تبعه ان الظلم هنا النبي صلى الله عليه وسلم فسره بالشرك لانه فهم منهم من الصحابة انهم لما شق عليهم فهم منهم انهم خافوا اصل حصول الامن لهم واصل حصول الاهتداء فقالوا اينا لم يظلم نفسه؟ فظنوا ان وجود اصل الظلم يعني اي نوع من انواع الظلم يسلب الامن اصل امن فينقلب امرهم الى خوف ويسلب الاهتداء اصل الاهتداء فينقلبون الى ضالين. ففسره لهم بالنهاية وهو الشرك قال ولهذا الاية فيها تناسب. يعني ان بقدر وجود الظلم يوجد الامن والاستدان الله سبحانه وتعالى قال الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الهم. والظلم درجات وانواع فكل من كان مبتعدا عن الظلم فله نصيب من هذه العاقبة وهي الامن والاهتداء. فمن كمل العدل ونفى الظلم عن نفسه في تعامله وفي حق الله جل وعلا وفي حقوق الخلق فقد كمل له الامن والاهتداد وهذه مرتبة الانبياء والمرسلين ثم الناس بعدهم درجات. فاذا صار العبد يسلط ظلما ويخلط صلاحا وعدلا. فيكون الامن عند الامن النفسي في داخله او الامن في مجتمعه يكون ايضا بقدر انتفاء الظلم. ولهذا كلما كثرت الكبائر والخبث وكلما كثر كثر مخالفة التوحيد والسنة بقدر ذلك ينتفع الامن. في العباد في انفسهم وايضا في مجتمعاتهم يعني في مجتمعات المؤمنين. لان الله سبحانه وتعالى رتب هذا على هذا. من اثار الظلم الذي جاء في هذه الاية هو انتفاء الامن ما بينته اية سورة النحل حيث قال جل وعلا وضرب الله مثلا قرية كانت امنة مطمئنة. يأتيها رزقها رغدا من كل مكان. هذي الحالة حالة النعمة رزقها رغدا من كل مكان. وهذا قد يراد به مكة كما هو قول كثير من المفسرين. وقد يراد به العموم يعني في كل قرية يعني كل قرية فيها هذه الصفات التي ستأتي فكفرت بانعم الله. هذه حالة لما وقع الظلم بالكفر لاننا قلنا لكم وفي الاول انه ان الكفر ظلم والكافرون هم الظالمون. الذي يصد عن دين الله هذا ظالم. الا لعنة الله على الظالمين الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا. فكفرت بانعم الله فاذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون ولاحظ كلمة لباس الجوع والخوف لباس الجوع والخوف اللباس ينافسك من رأسك الى الى قدمك اللباس يلابسه من رأسك الى قدمه فقال جل وعلا لباس الجوع والخوف يعني انه صار ملازما لهم في كل من رأسهم الى اقدامهم. ملازمة اللباس لصاحبه لابسه. فالقلب يخاف واليدين تخاف والمعقل. اصبح في قلق لا تطيعوا تفكيرا ولا حراكا ولا طمأنينة. نسأل الله جل وعلا السلامة والعافية. اذا الظلم هذه بعض اثاره في الدنيا. اما في الاخرة فالظالم ان اذا كان الظالم كافرا مدركا الشرك الاكبر فهو معذب في قبره العذاب الدائم وهو خارج في النار. واذا كان الظالم بما دون الشرك الاكبر فان الله سبحانه يغفر ذلك لمن يشاء. وقد يؤاخذ العبد في الاخرة على ظلمه. ان الله لا ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. ومن يشرك بالله فقد افترى اثما عظيما. الظلم ظلم العبد لنفسه المعاصي بالذنوب بترك الفرائض هذا لابد له من عقوبة ان لم يتب العبد اذا لم يتب العبد الى الله جل وعلا في الدنيا ولم يغفر الله له ذنبه ان ييسر عليه في الدنيا ويغفر له في الاخرة فلابد له من عقوبة اما في الدنيا واما في الاخرة. فاذا الظالم قد يسلم من اثر الظلم اذا تاب وانام والتوبة تجب ما قبلها او اذا غفر الله جل وعلا له والله سبحانه يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شيء قدير سبحانه. ولكن العبد يخاف يرجو ولكن يخاف. فلهذا لا لا يجوز للعبد ان يأمن على نفسه. من امن من امن على نفسه طرفة عين سلبه الله جل وعلا الايمان. ما يجوز الامن انك تأمن فلا تخاف ابدا. هذا ليس بحالة للمؤمن ولا للمسلم. المسلم يكون راجيا طامعا في فضل الله ويكون كن خائفا وجلا من معصية الله جل وعلا وهذه حالة اهل اهل ولاية الله جل وعلا. انهم كانوا يسارعون في رأسي ويدعوننا رغبة ورهبة وكان لنا خاشعين. اذا الظلم له عاقبته في الاخرة يعني بالمعاصي. تعلمون ان اب اذا ظلم بما هو دون الشرك الاكبر مثلا ظلم بالقتل فهو في جهنم خالدا فيها. كما قال سبحانه ومن يقتل ومن المتعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها. والخلود في القرآن نوعان. خلود ابدي وخلود طويل عملي له زمن ينتهي فيه. لان الخلود في لغة العرب معناه المقت الطويل. خلد وخلد يعني مكث طويلا لهذا كانت العرب تسمي اولادهم خالدا تفاؤلا بطول مكثه في الحياة وبطول عمره. قال جل وعلا ومن يصف مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها يعني يمكث فيها مكتا طويلا ساعة او لحظة من لحظات جهنم لا يتحملها العبد فكيف بموت؟ كذلك الزنا. الزنا قال الله جل وعلا فيه ولا يزنون دعا. الصفات ولا يقتلون التي حرم الله الا بالحق ولا يزنون. ومن يفعل ذلك يلقى اتاما يضاعف له العذاب يوم القيامة. ويخلد فيه كبائر امرها شديد سواء في القبر او في عرفات القيامة او في النار. نسأل الله جل وعلا السلامة منها ومما من قرب اليه. حقوق العباد اذا ظلمت العبد فاخشع من شيئين. اخشى اولا على نفسك من هذا الظلم. يعني لان ظلم العبد لاخوانه باخذ ما ليس له محرم تخشى على نفسك من هذه العاقبة والثاني من دعاء المظلوم النبي عليه الصلاة سلام قال واتق دعوة المظلوم فانه ليس بينها وبين الله حجاب. وجاء في الحديث الصحيح ان الرب جل وعلا على اذا دعا المظلوم فسمع الدعاء قال جل وعلا لهذه الدعوة وعزتي وجلالي لانصرنك ولو بعد حين. ظلم ظلمات في الدنيا وظلمات يوم القيامة. فاذا الظلم عاقبته وخيمة. الظلم خطأ. في عبادة الله جل وعلى في التعامل في سلب الحقوق في الاعراض في الاموال في تعاملك مع زوجك مع اهلك لا فضله. اجعل نفسك قوية على الحق ابتعد عن الظلم اذا ظلمك العباد فلا تظلم العباد ادي الامانة الى من ائتمنك ولا تخن من خانك كما رواه ابو داوود وغيره باسناد فيه مقال. فالعبد المؤمن ولو ظلمه الناس فانه لا يعاملهم بظلم. قال جل وعلا وجزاء سيئة سيئة مثل فمن عفا واصلح فاجره على الله انه لا يحب الظالمين. الظالم من هو؟ الذي ابتدع والذي جاوز في العقوبة ما كان من جنسها. تكلم عليك فانت اذا تجاوزت بالكلام عليه فقد ظلمت. تعطيه حقه جزاء ضيعت سيئة مثلها. لكن العفو والاصلاح خير فمن عفا واصلح فاجر على الله. هذه امثلة لهذه لهذا الموضوع ولا شك انه يجب علينا جميعا ان نخشى الله جل وعلا وان نتقي وان نبتعد عن الظلم في انفسنا وفي مجتمعاتنا كل عليه واسع الرجل في اسرته وفي اهله عليه واجب. فالله الله في ان يظلم الرجل الذي له زوجتان لا يظلم واحدة ويفضل اخرى عليها الاخت تالية لا مطلقة ولا معلقة لا يعطيها حقها ولا يصرف عليها ولا يعطيها حقها في القسم والمال كذلك الاولاد لا يجوز ان يفضل بعض الولد على بعض في العطية اتقوا الله واعدلوا بين اولادكم فمن فضله بعض الاولاد على بعض في عطية دون سبب شرعي يجيز ذلك فانها فانه مالك. والنبي عليه الصلاة والسلام تم ذلك عدلا يعني اذا ساوى بين الاولاد العطية اتقوا الله واعدلوا بين اولادكم. كذلك في سائر انواع المعاملات في جميع احوالك ليكن دائما معك رقابة الرب جل جلاله. والظلم وان خفي على بعض العباد فان الله سبحانه وتعالى يعلمه تكون في شأن وما تتلو منه من قرآن ولا تعملون من عمل الا كنا عليكم شهودا اذ تفيضون فيه. سبحان ربي نسأل الله ان يعيننا واياكم على مراقبة الرب جل وعلا وعلى العمل بالطاعة والبعد عن ما يغضبه جل جلاله. اذا فهذه المسألة كما ترى ما رأيها سمعك قلدها في قلبك متأملا واحذر الظلم بانواعه فان عاقبته وقيمه وان اثره في الدنيا خطأ يسلب الظلم يسلب الرزق ويسلب الصحة ويعرض العبد الظالم لدعاء المظلوم. وكل هذا بلاء تلو بلاء. بعض الناس جاني شي ما ادري من وين جا؟ ربما لو فكر في نفسه وجد انه جر على نفسه البلاء والعياذ بالله والعبد المؤمن يجب عليه دائما ان يكون متحريا للحق عاملا به وذلك يشمل حق الله جل جلاله ويشمل حق عباده سبحانه وتعالى اسأل الله سبحانه ان يعينني واياكم على الحق والهدى وان يجنبنا الضلال والردى وان يجعلنا من المتعاونين على البر والتقوى وان يعيذنا من مظلات الفتن نعوذ به سبحانه ان نضل او نضل او نذل او نذل او نظلم او نظلم. كما اسأله سبحانه ان لنا ظلمنا لانفسنا وان يؤتينا الرشد وان يؤتينا الرشد والسداد وان يجعل عملنا له جل جلاله وان يصلح كما بيننا وبينه وان يصلح ما بيننا وبين اخواننا كما له سبحانه في اسمائه وصفاته ان يجعلنا من المؤمنين من الفزع يوم نلقاه وان يجعلنا من المؤمنين المطمئنين في هذه الدنيا وان يصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا وان يصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واسأله سبحانه ان يوفق ولاة امورنا لما فيه الحق والخير وان يجعلنا واياهم من المتعاونين على البر والتقوى انه سبحانه جواد كريم اعوذ بك ربي من مضلات الفتن واعوذ بك ربي من قول لا يتبعه عمل واسألك ربي ان تجعلنا من الصالحين المثبتين الذين يقولون ويعملون الذين وفقتهم واعنتهم فاياك نعبد واياك نستعين لا لنا ولا قوة الا بك اللهم فاعنا على العزم والحق واعذنا من الظلم والردى انك جواد كريم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد. على ان المحاضرة بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على اشرف الانبياء واشرف المرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحابته اجمعين. والتابعين لهم باحسان الى يوم الدين. ونسأله تعالى ان يمد علينا فيجعلنا جميعا ممن تبعهم باحسان. انه على كل شيء قدير