من الذين يحب الله عملهم من هنا اقول ان الذي انزل العلم هو الله جل جلاله والذي امرنا بالعبادة هو الله جل جلاله والذي بين لنا العلم هو نبيه صلى الله عليه وسلم ومع هذا يجب علينا ان نعتقد انه لا يمكن وجود تعارض بين هذا وهذا بل لا بد ان نعتقد انهما صنوان انهما متقارنان متى تخلف احدهما فسد الاخر اي وربي فسد الاخر العلماء ان نوافل العلم خير من نوافل العبادات هذا اذا تعارظت فطلب العلم مقدم على العبادة اذا تعارظتا وتساويتا ومن هنا اقول غفر الله لي ولكم التقصير واخذ بايدينا حتى نكون الحمد لله رب العالمين احمده سبحانه يحب من عباده الطايعين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له المعبود بحق في السماوات والاراضين واشهد ان محمدا عبده ورسوله سيد العابدين صلى الله عليه وعلى اله واصحابه الغر الميامين وعلى من تبعهم باحسان الى يوم الدين وبعد يسرني في هذه المحاضرة ان اكون مع اخوة لي في الله عز وجل ونتحدث ونتذاكر عن العبادة في حياة طالب العلم بادئ ذي بدء اقول ان مثلي لا يحق له وانا اعرف بنفسي منكم ان يتحدث عن مثل هذا الموضوع ولكن سلواني في ذلك ان العلماء رحمهم الله قالوا بان المقصر لا يمنعه تقصيره من ان يذكر الناس بالكمال او يذكر الناس بالجمال او يذكر الناس بحسن الحال العبادة في حياة طالب العلم في واقع الامر شيء اراه مفقودا ان لم اقل من جل الشباب وجل طلاب العلم فان ذلك مشاهد في حال افراد كثير منهم ومع الاسف الشديد مع ان العبادة في حياة طالب العلم هي الروح هي الحياة العبادة هي الوسع هي الطاقة العبادة هي النماء هي البركة هي الخير لطالب العلم اي نعم طلب العلم في نفسه عبادة فكون الانسان يعيش في طلب العلم فهو في عبادة وهذا الشيء لا ينبغي ان يغيب عن ذهن طالب العلم فهو اذا حضر درسا بالفجر او العصر او المغرب او العشاء فهو في عبادة ولكن كونه في عبادة لا يعني ذلك التسويغ له بترك عبادات اخرى يمكنه القيام بها في نفس الوقت او في وقت اخر نحن لا نشك ان طلب العلم في نفسه عبادة سواء كان طلب العلم للعلم الفرضي وهو في عبادة فرظية او طلب العلم في علم كفائي فهو في عبادة كفائية او طلب العلم في علم من المندوبات والمستحبات فهو في عبادة مندوبة مستحبة وقد اتفقت كلمة ما فسد علم من علم الا بنقصان عبادته وما فسدت عبادة من عبد الا لنقصان علمه ولهذا كان النبي الكريم صلى الله عليه وسلم واصحابه اكثر الناس علما وعبادة واشدهم لانه ما كان ما كان ينشأ ولا يوجد في اذهانهم تعارض بين العلم والعبادة وانما وجد هذا التعارض لما قل العلم او قل الورع او ضعفت الهمم او ذهبت الايرادات العلم حقيقته العلم في اصله يورث العبادة العلم يورث الخشية والخشية هي رأس العبادة والله جل جلاله يقول الم ترى ان الله انزل من السماء ماء فاخرجنا به ثمرات مختلفا الوانها ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف الوانها وغرابيب سود ومن الناس والدواب والانعام مختلف الوانه كذلك انما يخشى الله من عباده العلماء ان الله عزيز غفور كنت اتأمل في هذه الاية بوجه المناسبة في ان الله جل وعلا ذكر خشية العلماء منه سبحانه وتعالى في ذكر في مورد هذه الاية في ختم هذه الاية المتر ان الله انزل من السماء لان العلم الذي يورث الخشية هو العلم المنزل والعلم المنزل يخرج الله به من قلوب العباد ثمرات مختلفا الوانها كما ان الوابل الصيب اذا نزل في الارض ارجو اغلاق الهواتف كما ان الوابل الصيب اذا نزل في الارض اخرجت ثمرات مختلفة الوانها وان كانت وان كان الشكل واحدا لكن اللون والطعم مختلف ومتنوع لكن اللون والطعم مختلف ومتنوع فهذا اسمه فاكهة وهذه فاكهة وتلك فاكهة ومن لون واحد وجسم واحد وجنس واحد لكن الطعم مختلف الناس كذلك هذا ظاهره الاستقامة وهذا ظاهره العلم وهذا ظاهره العلم لكن العبادات والثمرات متنوعة ثم ذكر الله الجبال دلالة ان بعض القلوب لو انزلت عليها المياه كلها لما اثمرت لما اسمرت فان بعض القلوب لو تلوت عليها او تليت عليها ايات الله كلها ما اثمرت والناس والدواب والانعام مختلف الوانه مختلف الالوان ليس فقط في اللون الظاهري بل مختلف الوانه في العمل كما قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم كل الناس يغدو فبايعوا نفسه فمعتقها او بايع نفسه فموبقها فهذا من اختلاف الالوان يقول المفسرون في قوله تعالى انما يخشى الله من عباده العلماء قالوا لا يخشى الله حق الخشية الا العلماء الذين عرفوه حق المعرفة قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره للاية انما يخشاه حق خشيته العلماء العارفون به لانه كلما كانت المعرفة للعظيم القديم اتم والعلم به اكمل كانت الخشية له اعظم واكثر وقال القرطبي رحمه الله يعني بالعلماء الذين يخافون قدرته فمن علم انه عز وجل قدير ايقن بمعاقبته على معصيته كما روي عن ابن عباس انه قال انما يخشى الله من عباده العلماء قال الذين علموا ان الله على كل شيء قدير وقال انس رضي الله عنه من لم يخشى الله فليس بعالم وقال مجاهد رحمه الله انما العالم من خشي الله عز وجل وقال ابن مسعود رضي الله عنه كفى بخشية الله تعالى علما وبالاغترار جهلا ولا يكفي لطالب العلم ان يقال عنه طالب علم او صاحب استقامة حتى يكون خائفا من الله عز وجل حتى يكون ممن يخشى الله فالعلماء ايها الاخوة طلاب العلم الذين يخشون الله هم الذين يتدبرون القرآن العظيم ويعرفون الله معرفة حقيقية يعرفون الله باسمائه وصفاته وافعاله وعظيم النظر باثار صنعته ويدركون عظمته في اثار قدرته يستشعرون حقيقة عظمته وجماله وجلاله برؤية حقيقة ابداعه ومن ثم يخشونه واقعا ويتقونه سرا وجهرا ويعبد ويعبدونه ليلا ونهارا على الحقيقة التي يريدها الله ما برنامج طالب العلم في العبادة كم نسأل ما هو البرنامج العملي لطلب العلم لكن ما هو برنامج طالب العلم في العبادة ما حاله في يومه ونهاره ابن القيم رحمه الله في كتابه دار الهجرتين لما فسر الاية ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادك من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات ذكر الابرار المقتصدين ثم ذكر برنامجه ثم ذكر السابقين ووالله اني استحييت ان انقله لكم فلنذكر ما ذكره عن الابرار لعلنا ان ان ان نحسب منه ان نلحق بركابهم واما السابقين فارجعوا اليه ان شئتم يقول رحمه الله وهو يصف يوميات الابرار وهم دون السابقين الاخيار قال واما الابرار المقتصدون فقطعوا مراحل سفرهم بالاهتمام باقامة امر الله وعقد القلب يعني عز على ترك مخالفته ومعاصيه فهممهم مصروفة الى القيام بالاعمال الصالحة واجتناب الاعمال القبيحة فاول ما يستيقظ احدهم من منامه يذكر الله ويسبق الى قلبه القيام الى الوضوء والصلاة كما امره الله فاذا ادى فرظ وقته اشتغل يعني الفجر اشتغل بالتلاوة والاذكار الى حين تطلع الشمس فيركع الضحى ثم ذهب الى ما اقامه الله فيه من الاسباب يعني اشتغل بمعاشه فاذا حضر فرض الظهر بادر الى التطهر والسعي الى الصف الاول من المسجد هذا حال الابرار فكيف بالسابقين الاخيار قال فادى فريضته كما امر مكملا لها بشرائطها واركانها وسننها حنا اليوم نجد بعض المنتسبين الى العلم يدخل الى المسجد وباله مع الهاتف بل منهم من يدخل المسجد ونظره الى هاتفه وقلبه مشتت لم يجتمع قط الى النظر الى الله تبارك وتعالى ولا ولم يجتمع همه لرضا الله تبارك وتعالى يقول رحمه الله مكملا لها بشرائطها واركانها وسننها وحقائقها الباطنة من الخشوع والمراقبة والحضور بين يدي الرب تبارك وتعالى فينصرف من الصلاة قد اثرت في قلبه وبدنه وسائر احواله اثارا تبدو على صفحاته ولسانه وجوارحه هذا حال الابرار فكيف بالسابقين الاخيار قال ويجد ثمرتها ثمرة الصلاة ويجد ثمرتها في قلبه من الانابة الى دار الخلود والتجافي عن دار الغرور وقلة التكالب والحرص على الدنيا وعاجلها قد نهته صلاته عن الفحشاء والمنكر وحببت اليه لقاء الله ونفرته من كل قاطع يقطعه عن الله فهو مغموم مهموم كانه في سجن حتى تحظر الصلاة. فاذا حضرت قام الى نعيمه وسروره قرة عينه وحياة قلبه فهو لا تطيب له الحياة الا بالصلاة هذا وهم في ذلك كله مراعون لحفظ السنن لا لا يخلون منها شيء ما امكنهم فيقصدون من الوضوء اكمله ومن الوقت اوله ومن الصفوف اولها عن يمين الامام او خلف ظهره ويأتون بعد الفريضة بالاذكار المشروعة ثم اوردها فاذا كان قبل غروب الشمس توافروا على اذكار المساء الواردة في السنة نظير اذكار الصباح الواردة في اول النهار لا لا يخلونها ابدا فاذا جاء الليل كانوا فيه على منازلهم من مواهب الرب سبحانه التي قسمها بين عباده فاذا اخذوا مضاجعهم اتوا باذكار النوم الواردة في السنة وهي كثيرة تبلغ نحوا من اربعين فيأتون منها بما علموه وما يقدرون عليه ثم اوردها قال ثم يقول احدهم اللهم اني اسلمت نفسي اليك يعني في اخر ما يقول في اذكار النوم ووجهت وجهي اليك وفوضت امري اليك والجأت ظهري اليك رغبة ورهبة اليك لا ملجأ ولا منجى منك الا اليك امنت بكتابك الذي انزلت ونبيك الذي ارسلت ثم قال وبالجملة فلا يزال يذكر الله على فراشه حتى يغلبه النوم وهو يذكر الله فهذا يعني الذي هذا برنامجه فهذا منامه عبادة وزيادة له في قربه من الله هذا معنى قول بعض السلف يا حبذا نوم الاكياس فهذا منامه عبادة وزيادة له في قربه من الله جل جلاله يقول رحمه الله فاذا استيقظ عاد الى عادته الاولى ومع هذا فهو قائم بحقوق العباد يحسبونه عابد بس لا ومع هذا فهو قائم بحقوق العباد من عيادة المرضى وتشييع الجنائز واجابة الدعوة والمعاونة لهم بالجاه والبدن والنفس والمال وزيارتهم وتفقدهم وقائم بحقوق اهله وعياله فهو متنقل في منازل العبودية. كيف نقله فيها الامر فاذا وقع منه تفريط ما يقع لا يقع فاذا وقع منه تفريط في حق من حقوق الله بادر الى الاعتذار والتوبة والاستغفار ومحاه وداواه بعمل صالح يزيل اثره فهذا وظيفته دائما هذا برنامج الابرار فكيف بطلاب العلم كيف بمن ينتسبون الى العلم اما حال العلماء فشيء والله الذي لا اله الا هو ان اني لاستحي ان اذكره حالهم لما نرى من تقصيرنا قال رحمه الله واما السابقون المقربون يقول ابن القيم رحمه الله ونستغفر الله الذي لا اله الا هو اولا من وصف حالهم وعدم الاتصاف به ابن القيم يقسم انه انما يذكر حالهم ولم يتصف بحالهم فماذا نقول نحن يقول واما السابقون المقربون فنستغفر الله الذي لا اله الا هو اولا من وصف حاله وعدم الاتصاف به بل ما شممنا له رائحة ولكن محبة القوم تحمل على تعرف منزلتهم والعلم بها وان كانت النفوس متخلفة منقطعة عن اللحاق بهم ففي معرفة حال القوم فوائد عديدة منها انه لا يزال المتخلف المسكين مزريا على نفسه ذاما لها ابكي على نفسك انظر كيف انت تخلفت يا مسيكين تتزيى بالعلم واين عملك واين عبادتك ومنها الا يزال منكسر القلب بين يدي ربه تعالى ذليلا له حقيرا. يشهد منازل السابقين وهو في زمرة المنقطعين ويشهد بضائع التجار وهو في رفقة المحرمين ومنها انه عساه ان تنهض همته يوما الى التشبث والتعلق بساقة القوم ولو من بعيد ومنها انه لعله ان يصدق في الرغبة واللجاء الى من بيده الخير كله ان يلحقه بالقول ان يلحقه بالقول ويهيئه لاعمالهم فيصادف ساعة اجابة لا يسأل الله فيها شيئا الا اعطاه ومنها ان هذا العلم هو من اشرف علوم العباد وليس بعد علم التوحيد اشرف منه. وهو علم التعرف الى الله بالعبادة التعرف الى الله بالعبادة وليس بعد علم التوحيد اشرف منه. وهو لا يناسب الا النفوس الشريفة ولا ولا يناسب النفوس الدنيئة المهينة فاذا رأى نفسه تناسب هذا العلم وتشتاق اليه وتحبه وتأنس باقله فليبشر بالخير واذا رأى فاذا رأى نفسه تناسب هذا العلم وتشتاق اليه وتحبه وتأنس باقله فليبشر بالخير فقد اهل له فليقل لنفسه يا نفس قد حصل لك شطر السعادة فاحرصي على الشطر الاخر فان السعادة في العلم بهذا الشأن والعمل والعمل به فقد قطعت نصف المسافة فهلا تقطعين باقيها فتفوزين فوزا عظيما وبالجملة ففوائد العلم بهذا الشأن اي بحال الابرار السابقين الاخيار ووظائفهم وكيفية تعرفه من الله بالعبادة ففوائد العلم بهذا الشأن لا تنحصر ولا ينبغي ان تصغي الى من يثبطك عنه وتقول انه لا ينفع بل احذره واستعن الله ولا تعجز فان وجدت من نفسك حركة وهمة الى التشبه بهم فاحمد الله وادخل فالطريق واضح والباب مفتوح ثم بدأ يذكر برنامجهم وحال السابقين في عبادتهم انشغالهم بمولاهم وسيدهم وربهم فقال رحمه الله فنبأ القوم عجيب وامرهم خفي الا على من له مشاركة مع القوم. فانه يطلع من حالهم على ما يريه اياه القدر المشترك وجملة امرهم انهم قوم قد امتلأت قلوبهم من معرفة الله وغمرت بمحبته وخشيته واجلاله ومراقبته فسرت المحبة في اجزائهم فلم يبق فيها عرق ولا مفصل الا وقد دخله الحب قد انساهم حبه ذكر غيري واوحشهم انسهم به ممن سواه. قد فنى بحبه عن حب من سواه وبذكره عن ذكر من سواه وبخوفه ورجائه والرغبة اليه والرهبة منه والتوكل عليه والانابة اليه والسكون اليه والتذلل والانكسار بين يديه عن تعلق ذلك منهم بغيره ثم ذكر رحمه الله ما هي عباداتهم وكيف احوالهم؟ وكما ذكرت والله استحيت ان اذكره لكن لكم ان ترجعوا الى كتاب الهجرتين لعلكم ان تقرأوها فتستأنس وتشبهوا بالكرام ان لم تكونوا مثلهم ان التشبه بالكرام فلاح انتهى كلام ابن القيم رحمه الله ايها الاخوة حقيقة العبادة بالنسبة لطالب العلم هي السعادة اذا كنت تتلذذ بطلب العلم فان تحصلت نصف السعادة فبقي النصف الاخر ولن تجدها الا في العبادة بل ان الانشغال بعبودية الله هي جنة الدنيا التي تحدث عنها العلماء والصلحاء كشيخ الاسلام ابن تيمية ومن قبله ابن المبارك وكثير من اهل العلم قالوا ان في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الاخرة ثم اجد نفسي اذكر بعض صور من صور عبادات طلاب العلم والعلماء اسى ان يكون في ذكرهم ذكرى لنا وفي ايراد هذه الصور موردا لنا نذكر صورا من عبادة العلماء اهل العلم والعمل لا يستحق الوصف بالعالم الا من عمل قال الله تعالى في الزمر حشرني الله واياكم في زمرتهم امن هو قانت اناء الليل ساجدا وقائما يحذر الاخرة ويرجو رحمة ربه ثم وصف من هذا حاله؟ فقال قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون فدل على ان اهل العلم المستحقين لهذا الوصف هم اهل العمل فالذين لا يعملون بالعلم ليسوا من اهل من اهل العلم ولم يخالف في هذه المسألة ان الذي لا يعمل بعلمه ليس عالما بل ولا عدلا الا مجاعة ابو عمر الا ما جاء عن ابي عمر ابن عبدالبر فانه رحمه الله رأى ان كل من حمل العلم يكون عدلا والجمهور على خلافه ان من لم يعمل بعلمه فانه لا يكون عدلا فمن اشغلته الكثرة عن الفرظ فهو والله من الله فالقصد القصد لابد من العمل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن اربع عن عمره فيما افنى وعن علمه ماذا عمل به؟ ما معنى ماذا عمل به اعتقادا ماذا عمل بي؟ اعتقده او لا ماذا عمل به؟ تخلق به او لا ماذا عن علمه؟ ماذا عمل به؟ هل عمل ولا لا قال علي ابن ابي طالب رضي الله عنه هتف العلم بالعمل فان اجابه والا ارتحل قال الحسن البصري رحمه الله ليس الايمان بالتمني ليس الايمان بالتحلي ولا بالتمني ولكن ما وقر في القلوب وصدقته الاعمال وصدقته الاعمال وعن جندب ابن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل العالم الذي يعلم الناس الخير وينسى نفسه كمثل السراج يضيء للناس ويحرق نفسه اسناده جيد ولنحذر من ترك العبادة فحديث الثلاثة الذين هم اول من تسعر بهم النار يوم القيامة من اهل الاسلام احدهم العالم الذي يعلم الناس ولم يعمل. لم يخلص فلم يخلص ولنذكر بعض صور العبادات عند العلماء والمنتسبين الى العلم حتى نتخلق باخلاقهم اما الصلاة فاقلها في حق طالب العلم ان يحافظ على اربعين ركعة منها في اليوم والليلة اقلها في حق طالب العلم ان يحافظ على اربعين ركعة منها سبعة عشر الفرض وثلاث وعشرون ركعة النفل اثنتي عشرة ركعة نافلة النهار واحدى عشرة ركعة نافلة الليل هذا اقل شيء والا فكيف لما تقرأون في سير العلماء والعباد والزهاة من يصلي ثلاث مئة ركعة من يصلي مئة ركعة من يصلي اربعين ركعة ستين ركعة فينبغي على طالب العلم ان يجتهد في الصلاة فيتعبد حسب الطاقة قام عليه الصلاة والسلام في الليل وهو المغفور له ما تقدم من ذنبه وما تأخر حتى تفطرت قدماه وصلى بالبقرة ثم النساء ثم ال عمران بركعة واحدة صلوات ربي وسلامه عليه كيف كيف كان ركوعه كيف كان سجوده اليوم اشد الناس عجلة في الصلاة من ينتسب الى العلم اي صلاة هذه ان بعض العوام من العباد صلاته خير من صلاة بعض المنتسبين الى العلم وكثرة الركعات ايضا مطلوبة قال صلى الله عليه وسلم صلاة الليل مثنى مثنى كما عند البخاري وعند غيره صلاة الليل والنهار مثنى مثنى وقد جاء ما يدل على اهمية كثرة الصلاة جاء رجل فقال يا رسول الله اسألك مرافقتك الجنة الا تريدون ان تكونوا مرافقين لرسول الله صلى الله عليه وسلم في الجنة اني لا اجد من بصائركم انكم كلكم تقولون بلى نريد كذلك فاسمعوا الى اي شيء ارشدنا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم قال له اعني على نفسك بكثرة السجود وذكر الحافظ ابن كثير رحمه الله عن ليل عمر رضي الله عنه انه كان يصلي بالناس العشاء ثم يدخل بيته فلا يزال يصلي الى الفجر وثبت عن الامام احمد انه كان يصلي في اليوم والليلة ثلاث مئة ركعة ثلاث مئة ركعة كيف الف المسند كيف الف المسند خذوها مني والذي لا اله الا هو لم اجد لم اجد تأويلا لحالهم الا بشيء واحد وهو انهم كلما ازدادوا تعبدا ورقا وطاعة وعبودية وعملا كلما بارك الله في اوقاتهم وحينما قلت عباداتنا ذهبت بركات اوقاتنا. لا اجد الا هذا الحل والا فانبئوني كيف برجل مثل الامام احمد منشغل بالفتوى والتأليف والتعليم والارشاد ويصلي في اليوم والليلة ثلاث مئة ركعة. هذي باساليب صحيحة لا غبار فيها وعن ابي عثمان النهدي قال تضيفت ابا هريرة رضي الله عنه سبعا. تعرفون ابو هريرة مفتي المدينة قاضي المدينة محدث المدينة معلم المدينة تأملوا عبادته يقول تضيفت ابا هريرة سبعا فكان هو وامرأته وخادمه يقسمون الليل اثلاثا. يصلي هذا ثم يوقظ هذا حتى ينبلج الفجر وقال ابن المبارك ما بلغني عن احد من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من العبادة ما بلغني عن تميم الداري كيف لو بلغه عبادة ابن عمر وعن عثمان ابن طلحة قال كان ابن الزبير لا ينازع في ثلاثة. ابن الزبير امير المؤمنين خليفة المسلمين وتأملوا الى عبادته يقول كان ابن الزبير لا ينازع في ثلاثة شجاعة في شجاعتك ولا في عبادته ولا في بلاغه كان يقف بين الركن والمقام ويصلي تحسبه الطير عمودا وهو يقيم ويطيل الصلاة ويطيل الركعات وعن الربيع بن خثيم قال اتيت اويس القرني وهو سيد التابعين بشهادة من الرسول صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم قال اتيت اويسا القرني او القرني فوجدته قد صلى الصبح متى جاء؟ في صلاة الصبح قال وقعد بعد الصلاة جلس يذكر الله فقلت لا اشغله عن التسبيح فلما كان وقت الصلاة قام فصلى الى الظهر يعني بعد صلاة الفجر قام يذكر الله فلما طلعت الشمس وصار وقت الصلاة قام يصلي الى الظهر فلما صلى الظهر صلى الى العصر فلما صلى العصر جلس يذكر الله الى المغرب والربيع ابن خثيم ينتظر متى يفرغ عشان يكلمه قال فلما صلى المغرب صلى الى العشاء ثم نعس بعد صلاة العشاء اخذته عينه. فلما انتبه اذا به يقول اللهم اني اعوذ بك من عين نوامة وبطن لا تشبع سبحان الله العظيم هذا ذكره الشاطبي في الاعتصام عنه وعن ابن المسيب قال ما فاتتني الصلاة في جماعة منذ اربعين سنة لا اله الا الله منذ اربعين سنة ما فاتته الجماعة بل واشد من ذلك في رواية قال ما فاتتني التكبيرة الاولى منذ خمسين سنة وما نظرت في قفا رجل في الصلاة منذ خمسين سنة ذكر ذلك الذهبي في ترجمته في السير وعن عثمان بن حكيم قال سمعت سعيد المسيب يقول ما اذن المؤذن منذ ثلاثين سنة الا وانا في المسجد وثبت عن بعضهم انه قال ان الذي لا يأتي الى الصلاة حتى يدعى اليها انه لرجل سوء. اسأل الله السلامة والعافية قال سعيد ابن جبير لقيني مسروق ومسروق من خواص تلامذة ابن مسعود وسعيد ابن الجبير من خواص تلامذة ابن عباس يقول لقيني مسروق فقال يا سعيد ما بقي شيء يرغب فيه الا ان نعفر وجوهنا بالتراب ومآسى على شيء يعني من الدنيا الا السجود لله تعالى وعن ابراهيم بن محمد بن المنتشر قال كان مسروق يرخي الستر بينه وبين اهله ويقبل على صلاته ويخليهم ودنياهم ذكر ذلك ابو نعيم في الحلم وعن شو راحبيل؟ ان رجلين اتى ابا مسلم الخولاني عبد الله ابن ثوب قال فلم يجداه في منزله فيأتي المسجد فوجداه يركع فانتظراه فاحصى احدهم انه ركع ثلاث مئة ركعة هذا بالنسبة لصلاة العلماء والمنتسبين الى العلم واما صيام طالب العلم فثبت عنه عليه الصلاة والسلام انه كان يصوم حتى يقال لا يفطر وثبت عنه انه كان يفطر حتى يقال انه لا يصوم وكان يصوم من الاشهر الحرم يصوم في المحرم ويصوم من شعبان اكثره. وقال صلى الله عليه وسلم افضل صلاة افضل الصلاة صلاة داوود. وافضل الصيام صيام داوود وافضل الصيام صيام داوود ينام نصف الليل ثم يقوم ثلثه ثم ينام سدسه قالت عائشة رضي الله عنها وايكم يطيق ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يطيق وعند البخاري من حديث عائشة قالت مرفوعا عليكم ما تطيقون من الاعمال. فان الله لا يمل حتى تملوا الانسان يجتهد يبذل وسعه ولكن بما يقدر وجاء في الحديث الصحيح افضل الاعمال ما داوم عليها صاحبه والله اذا ذللت نفسك على امر لا تتلذذ الا بها قال عليه الصلاة والسلام الصلاة خير موضوع فمن استطاع ان يستكثر فليستكثر في ناس يقول اتصل علي التلفون يقول عندي موضوع تعال يضيع وقتك الصلاة خير موضوع. فمن استطاع ان يستكثر فليستكثر وجاء في الحديث ايضا ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم الاثنين والخميس وقد كان من السلف من يصوم اكثر ايام السنة وقد كان من اهل العلم من يصوم يوما ويفطر يوما ومنهم عبدالله بن عمرو رضي الله عنه ومنهم من يصوم اليومين ويترك يومه. ومنهم من يصوم الاثنين والخميس والبيض. واقلهم من يقتصر على الاثنين والخميس او ايام الليل واما ذكر طالب العلم وفي كتاب الله والذاكرين الله كثيرا والذاكرات اعد الله لهم مغفرة واجرا عظيما قال صلى الله عليه وسلم سبق المفردون قالوا من هم يا رسول الله؟ قال الذاكرون الله كثيرا والذاكرات طالب العلم لا يمسك لسانه ولا يلجم فمه عن ذكر الله لا يغلق شفتيه سواء كان في مجلس علم او في مشية او في قيام او في قعود الا وتجد شفتاه تتحرك بتسبيحه او تحميد او تكبير او تهليل وحوقلة وصلاة وسلام واستغفار نعم اذا جينا نذكر اذكار العلماء والمنتسبين للعلم ونعد اورادهم قال بنا المقام عن المقام وما ادركنا المرارة فكم منهم من يسبح الالوف ويهلل الالوف ويكبر الالوف ويستغفر المئات والله الذي لا اله الا هو يتعجب الانسان من طول انشغال السنتهم بذكر الله عز وجل واما تلاوة طالب العلم للقرآن الكريم فان الله يقول ان الذين يتلون كتاب الله واقاموا الصلاة وانفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة قتل لن تبور بكل حرف عشر حسنات والختمة الواحدة كم تساوي؟ ثلاثة ملايين حسنة وزيادة يعني الجزء الواحد الذي تقرأه في ربع ساعة كم حسنة فيها مئة الف حسنة تقريبا هذا امر في غاية اليسر والله جل وعلا يقول ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر صلي صلاة الصبح الى طلوع الشمس تختم القرآن فاذا بك كل يوم تختم ما بين الخمس الى الست سبعة ايام وانت خاتم القرآن وهذه ختمة الصحابة في الغالب وقليل منهم من يختم في ثلاث ومنهم من يختم في اليوم والليلة واقل واحد منهم من يختم في الاربعين اما انت وانا فلنسأل انفسنا متى كانت اخر ختمتنا قال ابو الاحوص قال لنا ابو اسحاق السبيعي يا معشر الشباب هذا كلام ابو اسحاق السبيعي يوجهها اليكم يا معشر الشباب اغتنموا يعني شبابكم وقوتكم يا معشر الشباب اغتنموا قل ما مرت بي ليلة الا واقرأ فيها الف اية القرآن كله كم اية ستة الاف وشوي يعني الف اية معناتها سبعة ايام وهو خاتم القرآن يقول قلما مرت بي ليلة الا واقرأ فيها الف اية. واني لاقرأ البقرة في ركعة واني لاصوم الاشهر الحرم وثلاثة ايام من كل شهر والاثنين والخميس ايها الاخوة الامر هذا ليس صعب كما يظنه البعظ الناس يقول مشاغلنا واجد شنو مشاغلنا واجد حتى الدوام اللي احنا نداوم ما في مشاغل بعض الناس يقول اروح اداوم شنو اسوي طيب اذكر الله اقرأ القرآن كان السلف احدهم يأخذ فأس يذهب يحتطب والاخر يذهب للزراعة والاخر يذهب للتجارة. وما شغلهم ذلك عن العبادات والطاعات ولا مجالس العلم عن اورادهم وعن اذكارهم لكن الامر يحتاج الى شيء من المجاهدة في الاول ثم بعد ذلك تجد لذة كغيرها من العبادات والطاعات الانسان في اول طلبه للعلم يجد مشقة لكن اذا استمر على طلب العلم يجد فيها لذة. كذلك العبادات والطاعات هذه العبادات لا ننسى انها تكاليف والجنة محفوفة بالتكاليف حفت الجنة بايش؟ بالمكاره خلاف ما تشتهيه الانفس فلابد اذا من مجاهدة مجاهدة النفس واذا علم الله جل في علاه منك صدق الرغبة والنية اعانك حتى يجعلك تتلذذ بالعبادة اشد واعظم من تلذذك بالمطاعم والمشارب والمياثر والمجالس السلف رحمهم الله لا سيما العلماء والمنتسبون الى العلم كابدوا قيام الليل وهو كان في اول الامر شاق عليهم لكن مع ذلك نجد انهم كانوا يجاهدون انفسهم حتى وصلوا الى ما وصلوا عن انس قال وجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة شيئا تعب فلما اصبح قيل يا رسول الله ان اثر الوجع عليك لبين لو انك متغير فقال صلى الله عليه وسلم يشجع اصحابه ويرشدنا ويعلمنا فقال صلى الله عليه وسلم اما اني على ما ترون بحمد الله قد قرأت البارحة السبع الطوال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اشتكى ليلة وجعا حتى رؤية اثار المرظ عليه صلى الله عليه وسلم ومع ذلك يقول ما تركت حتى قرأت السبع الطوال قال عمر رضي الله عنه لمعاوية ابن خديج وقد رآه معاوية شاحب اللون يرأف بحال عمر ويقول له الا تنام فقال عمر لان نمت بالنهار لان نمت بالنهار لو ظيعن الرعية ولئن نمت بالليل لاضيعن نفسي فكيف بالنوم مع هذين يا معاوية ولهذا قال من قال من السلف كان كثير منهم لا ينام الا ساجدا قال حماد بن سلمة ما اتينا سليمان التيمي في ساعة يطاع الله عز وجل فيها. الا وجدناه مطيعا ان كان في ساعة صلاة وجدناه يصلي وان لم تكن في ساعة صلاة وجدناه اما يتوضأ او عائدا مريضا او مشيعا جنازته او قاعدا في المسجد قال فكنا نرى انه لا يحسن ان يعصي الله عز وجل قال معتمر ابن سليمان التيمي لمحمد ابن عبدالاعلى لولا انك من اهلي ما حدثتك عن ابي بهذا مكث ابي اربعين سنة يصوم ويفطر يوما ويصلي الصبح بوضوء العشاء. وربما احدث الوضوء من غير نوم عبادة طول الليل قال يحيى بن المغيرة زعم جرير ان سليمان التيمي لم تمر ساعة الا تصدق بشيء. فان لم يكن عنده صلى ركعتين قال الاوزاعي رحمه الله من اطال قيام الليل هون الله عليه وقوف يوم القيامة قال الوليد ابن مسلم ما رأيت اكثر اجتهادا في العبادة من الاوزاعي. وهو امام اهل الشام وقال ابو مسر كان ابراهيم يعني كان الاوزاعي يحيي الليل صلاة وقرآنا وبكاء وعن عبدالرحمن بن مهدي قال لو قيل لحماد بن سلمة انك تموت غدا ما قدر ان يزيد في العمل شيئا قال يحيى ابن ايوب حدثني بعض اصحابي وكيع الذين كانوا يلازمون ان وكيعا كان لا ينام حتى جزءه من كل ليلة ثلث القرآن يعني يختم القرآن في ثلاث ليال في غير رمضان ثم يقوم في اخر الليل فيقرأ المفصل ثم يجلس فيأخذ بالاستغفار حتى يطلع الفجر قال عبدالله بن احمد كان ابي رحمه الله يصلي في كل يوم وليلة ثلاث مئة ركعة فلما مرض بسبب الجلد حينما ثبت في المحنة كان يصلي كل يوم وليلة مئة وخمسين ركعة يعني حتى بعد الظرب وبعد السجن وبعد الالام والمرض ما ترك كثرة الصلاة قال احمد بن سلامة النيسابوري الحافظ كان هناد بن السري رحمه الله كثير البكاء فرغ يوما من القراءة لنا يعني يقريهم شنو الحديث يقرؤهم الحديث قال توظأ فجاء الى المسجد فصلى الى الزوال وانا معه في المسجد ثم رجع الى مسجده فتوضأ وجاء فصلى من الظهر واخذ يقرأ في المصحف حتى صلى المغرب قال فقلت لبعض جيرانك ما اصبره على العبادة. فقال هذه عبادته بالنهار منذ سبعين سنة فكيف لو رأيت عبادته بالليل وكان قد عمر وكان بقي ابن مخلد تعرفون البقية ابن مخلد الامام الحافظ المعروف صاحب المسند الكبير الف مسندا اكثر من اربعين الف حديث جابوا الدنيا وجمعها قد يقول قال اربعين الف حديث هذا متى يجد وقت للعبادة؟ اسمع كان بقي ابن مخلد الامام يختم القرآن كل ليلة في ثلاثة عشر ركعة وكان يصلي بالنهار مئة ركعة ويصوم الدهر. لما تسمع كلمة يصوم الدهر يعني ما عدا العيدين لان المنهي عنه هو صوم الدهر كله مطبقا اما اذا افطر في العيدين فلا شيء فيه على الصحيح من اقوال اهل العلم قال ويصوم الدهر وكان كثير الجهاد فاضلا كان الحافظ عبد الغني ابن عبد الواحد المقدسي رحمه الله لا يضيع شيئا من زمانه بلا فائدة فانه كان يصلي الفجر ويقرأ القرآن وربما اقرأ شيئا من الحديث فانه كان يصلي الفجر ويقرأ القرآن وربما اقرأ شيئا من الحديث ثم يقوم فيتوضأ فيصلي ثلاث مئة ركعة بالفاتحة والمعوذتين. كما سبق ان ذلك ورد عن الامام احمد رحمه الله ثم يقوم قبل الظهر وينام نومة خفيفة فيصلي الظهر ويشتغل اما بالتسميع تسميع الحديث او بالنسخ الى المغرب فان كان صائما افطر والا صلى من المغرب الى العشاء. ويصلي العشاء وينام الى نصف الليل او بعده ثم قام كأن انسانا يوقظه فيصلي ثم يتوضأ ويصلي الى قرب الفجر ثم ينام نومة يسيرة الى الفجر فهذا دأبه هذا حال من هذا حل يعني الامام الحافظ عبد الغني المقدسي يقول موفق الدين ابن قدامة رحمه الله عنه كان الحافظ عبد الغني جامعا للعلم والعمل كان رفيقي في الصبا كان رفيقي في الصبا وفي طلب العلم وما كنا نستبق الى خير الا سبقني اليه الا القليل وكمل الله فضيلته بابتلائه باذى اهل البدعة وعداوتهم وابن قدامة هذا رحمه الله وابن قدامة ذكر في ترجمته من العبادة الشيء الكثير وما ترك قيام الليل منذ شبابه. فاذا وافق ناسا في السفر ناموا وحرسهم يصلون ابن قدامة موفق الدين عبادته مقرونة بعبادة عبد الغني المقدسي ابن قدامة الف المغني جمع العلم والف المغني ومن شبابه ما ترك الصلاة اما ما ذكر عن شيخ الاسلام الامام الهمام ابن تيمية علم الاعلام من العلم والعمل فشيء والله لولا تواتره لقال الانسان باستحالته فما عرفت عن انسان اكثر عبادة منه ولا اكثر علما منه ولا اكثر فتية منه ولا اكثر جهادا منه رحمه الله تعالى ما كان من الصحابة الاخيار ومن قبل ذلك الانبياء والمرسل انظر الى المؤلفات بحر المدرار واذا نظرتم الى عباداتي فتجدون الشيء الذي لا يجارى ولا يبارى يقول ابن القيم رحمه الله عنه انه كان يقول عن ذكره وتسبيحه هذه غدوتي لو لم اقم بها لخارت قواك قال ابن رجب في ذيل الطبقات عن الامام المحقق ابن القيم رحمه الله وحج مرات كثيرة. وجاور بمكة وكان اهل مكة يذكرون عنه من شدة العبادة وكثرة الطواف امرا يعجب منه وهكذا يستمر العلماء المحققون على هذا المنهج وهو الجمع بين العلم والعمل. فمن قرأ سيرة الشيخ الامام المجدد محمد ابن عبد الوهاب رأى العجب في عبادة وذكره واستغفاره وصومه وصلاته وتلاوته مع كثرة نشره للعلم وتأليفه وجلوسه للفتية وجهاده رحمه الله. وهكذا في سير تلامذته كابنه عبد الله وحفيده الشيخ سليمان والعلامة عبدالرحمن بن حسن وعبد اللطيف والشيخ ابابطين والشيخ محمد ابن ابراهيم واما فريد دهره ووحيد عصره عبادة وعلما وعملا ممن ادركناه. فالشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله فهو كالبازي بالعلم والعمل في هذا العصر. والله ما رأت عيناي مثله ذكرا ولا صلاة ولا عبادة ولا علما وكذلك من مشايخنا ممن ادركناهم كانوا عظيمين القراءة عظيم العبادة الشيخ عبد العزيز الشبل رحمه الله كان يجلس ويقرأ القرآن من حفظه من بعد العصر الى المغرب ثم بعد المغرب ان كان له درس اشتغل به والا كان جالسا يقرأ القرآن حتى يؤذن العشاء وكان لا يخرج بعد العشاء حتى ينهي ورده رحمه الله رحمة واسعة ورأيت بعيني مرة الشيخ صالح الفوزان رحمه الله وكان في احد قدماته الى المدينة رأيته دخل بعد صلاة العصر الى المسجد النبوي فجلس في الصف الثاني او الاول الشك مني الان فاذا به يقرأ القرآن من حفظه وما فتح مصحفه حتى اذن المغرب فلما اذن المغرب قام وصلى ركعتين ثم صلى المغرب ثم جلس يذكر الله ثم انصرف الى حفظه الله ونفع به ومن ادركتهم من اهل العبادة والزهادة والورع وممن يشار اليهم بانهم اصحاب عبادة شيخنا الشيخ عبد المحسن نفع الله به العباد والبلاد ومن المكثرين من الذكر شيخنا الشيخ صالح السحيم رحمه الله تعالى ومن المكثرين من الذكر فان لسانه ما كان يفتر عن ذكر الله عز وجل شيخنا الشيخ عبيد ابن سليمان الجابري حفظه الله ونفع به وممن ادركته ممن كان كثير التلاوة والدي رحمه الله فكان يختم القرآن في كل ثلاث وكان ممن ادركتهم ايضا احد اقاربي وهم من شيوخي كان يطوف في اليوم الواحد في مكة ثلاثين طوفة وهم في وهم اهل هذا الزمان فلا يقولن احد ان الزمان قد تغير وانما نحن الذين يجب ان نغير من حالنا نسأل الله جل وعلا ان يرزقنا واياكم العلم والعمل وان يريثنا خشيته سبحانه وتعالى في السر والعلن. وصلي اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. والحمد لله رب العالمين