بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. يسر مركز وسائل بوزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد بالمملكة العربية السعودية ان يقدم لكم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز ال الشيخ. وعنوان هذه المادة الوسطية والاعتدال. بسم الله الرحمن الرحيم. احمد ربي خير حمد واوفاه. واشكره شكرا متواترا على الائه العظيمة. ومنح ومنح المتتابعة. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله. صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا. اما بعد فاني في فاتحة هذا اللقاء لاشكر لجامعة محمد ابن سعود الاسلامية ممثلة في معالي مديرها الاخ الدكتور محمد السالم وجميع الوكلاء واعضاء هيئة التدريس وجميع منسوبيها من الطلاب والموظفين حسن رعايتهم للمطلب الشرعي وحفاظهم على الديانة وقيامهم بواجب الامانة تجاه ملة الاسلام وشريعة محمد ابن عبدالله عليه الصلاة والسلام. ولا شك ان الواجب اليوم عظيم جدا. ولا شك ايضا ان حماية الاسلام رعايته تتطلب منا دائما النصح والمراجعة ونقد النفس بين حين واخر حتى لا يكون العمل صالحا خالصا صوابا. واشكر لمعاليه هذه المقدمة التي ذكر فيها ما لا استحقه وكان وفيا مع السابقين رحم الله من مضى ووفق الحي وجعلنا واياكم من على البر والتقوى والحفاظ على سير السفينة. وهذه المحاضرة جاءت في هذا الوقت الذي يتطلب منا شعور بالمسؤولية. ويتطلب منا الوقوف بحزم مع متطلبات منهج السلف الصالح ويتطلب منا ان نكون حاملين للامانة حاملين للمنهج الصحيح وعقيدة ائمة السنة والجماعة بحق وان نكون خير مؤتمن على ذلك. لهذا اخترت في خضم هذه الاحداث التي خدع بها كل مخلص لله ولرسوله وكل ناصح لله ولرسوله ولكتابه ولائمة المسلمين وعامته من وجود الاجرام والانحراف في بلد السنة والاسلام التي هي محط الانظار وهي منبع نشر عقيدة السلف الصالح شرط موضوعا بعنوان الوسطية والاعتدال واثرهما على حياة المسلمين هذا الموضوع موضوع شرعي. لان الله جل وعلا وصف هذه الامة بانها الامة الوسط. قال سبحانه وكذلك جعلناكم وسطا لتكونوا شهداء على الناس. ويكون الرسول عليكم شهيدا. ولان لفظ الوسط وكون هذه ثم وسطا جاء في كتب العقائد فما من كتاب من كتب اهل السنة والجماعة اهل الحديث والاثر الا وينصون فيه على ان هذه الامة وسط وعلى ان اتباع المنهج الصحيح وسط ايضا بين الغالي والجاه. اعرضوا لهذا الموضوع بمقدمة تبين اهمية الموضوع. وتبين معنى الوسطية وسمات ثم ندخل في الموضوع ببيان بعض عناصر ثم ابين بعض عناصر متعلقة بالتطبيقات بالوسطية في الحياة وفي السلوك وفي الفكر وفي غير ذلك. الوسطية المطلوبة قبل ان ندخل في اهمية طرح هذا الموضوع لها سمات وهذه السمات موجودة في النصوص وموجودة في سلوك الصحابة وفي سلوك ائمة الاسلام. اما استماتها فالوسطية والاعتدال هي سمة الشريعة بنص القرآن. فهذه الشريعة متسمة بانها شريعة السماحة ورفع الحق قال الله جل وعلا وما جعل عليكم في الدين من حرج. وقال ايضا ما يريد الله ليجعل عليكم من حرس من سماتها انها شريعة العدل في الاحكام والتصرفات. ولذلك كانت وسط فالعدل في الاحكام والتصرفات قد يوجب الوسطية. لان غير ذي الوسط لا بد ان يكون بين لا بد ان يكون في سلوكه اما الى تفريط واما الى افراط. من سمات المنهج الوسطي الذي هو منهج الشريعة. ان هذا المنهج موافق الشرع ثم هو موافق للعقل السليم. فالشرع الصحيح بنصوصه وقواعده واجتهادات العلماء فيه. يدعو الى الوسطية والاعتدال. وينهى عن الغلو والمبالغة. وكذلك مقتضيات العقل السليم فان حياة الناس لا تستقيم الا بهذه الوسطية. فان الانحراف عن الجادة بغلو او جفاء لا يكون معه العيش مستمرا على وفق مصالح الناس. ومصالح الناس تقتضي عقلا ان يكون هناك منهج متوسط يجتمعون عليه ويدافعون عنه. لان كلا طرفي الامور ذميم كما قال الشاعر. من سماتها ايضا ان الوسطية والاعتدال يبرآن من الهوى ويعتمدان على العلم الراسخ. والعلم اما ان يكون نصا من كتاب او سنة او ان يكون قولا لصحابي فيما لم يرد فيه النص او يكون من اجتهادات اهل العلم الراسخين في ذلك. فاعتماد الوسطية على العلم الراسخ الصحيح مظهر من مظاهرها وسمة من سماتها. من سمات الوسطية محن ومحن وفتن وما حصل من اصلاح فان هذا ينتج عنه الاهتمام بلزوم الوسطية والاعتدال. التاريخ في تجارب كثيرة دامية فيه تجارب كثيرة قاتلة وفيه تجارب كثيرة صالحة مصلحة من نظر فيها ان الوسطية تراعي القدرات والامكانات. فليس صاحب الوسطية معجزا للناس في طلبات او ذاهبا الى خيالات في ارائه وتنظيراته. كثير من الناس صاحب تنظيرات وصاحب خيالات وهؤلاء يبتعدون عن الوسطية المرادة. لان الوسطية والاعتدال يؤثر في حياة الناس ملموسة وهذا يعني ان تراعى في ذلك القدرات والامكانات سواء كانت قدرات الافراد او قدرات المجتمع او قدرات الدولة الخاصة بالبلد ام القدرات المتعلقة بالاوضاع العالمية؟ كذلك من سمات الوسطية والاعتدال ان فيها مراعاة للزمن والناس. فالزمن يتغير والناس ايضا يحتاجون الى تجدد باعتبار الزمن وباعتبار التغير. فمحافظتهم على المنهج الوسط هذا يقتضي ان يكون هناك مراعاة لاختلاف الازمنة ولاختلاف الامكنة ولاختلاف الناس. ولهذا نصح اهل العلم على ان الفتوى تختلف باختلاف في الزمان والمكان والوقائع والاحوال والناس. لماذا نذهب الى الوسطية؟ هل هو لعلاج مشكلة قامت كم هو لاجل ايجاد حلول لمشكلات ام لغير ذلك؟ نختار الوسطية والاعتدال لان الله جل وعلا امر بها وامر بها رسوله صلى الله عليه وسلم. فهي مأمور بها ويجب على الناس ان يمتثلوا المأمور وان يجتنبوا ما لم يؤمر به في المناهج والافكار. ثم لان الوسطية حق. ولان غيرها باطل لان الوسطية وهذا هو العامل الثالث بريئة من الاهواء. فغالبا يكون طرفا الجهتين اما الغلو واما الجفا اما التفريط واما الافراط يكون ثم هوى يحركه. اما الوسط والاعتدال المبني على العدل والحق انه يبرأ من الهوى والهوى مأمور ان نبره منه وان نسعى في تجنب اثره على النفس في الفكر والحب والتحابم قال الله جل وعلا ارأيت من اتخذ الهه هواه؟ والرابع كون الوسطية والاعتدال موصلة كون الوسطية موصلة الى تحقيق مقاصد الشريعة في الدين والدنيا. معلوم اننا نحتاج لتحقيق الشريعة ان نرعى مقاصد الشريعة. وان نحقق مقاصد الشريعة في الناس. فالشريعة جاءت لتحكم في الناس. ولتكون حياة الناس على ضوئها ولم تأتي الشريعة لتكون نظريات يباحى بها او تكون خيالات الناس يفتخرون بها دون ان تكون تطبيقا لواقع. تطبيقا في الواقع باحكامها ومثلها وعقائدها. لذلك فالوسطية والاعتدال على نحو ما ذكرنا موصلة الى تحقيق مقاصد الشريعة في الدين وفي الدنيا ايضا. الخامس والاخير نختار الوسطية ان الوسطية ابعد عن الفتن. ما ظهر منها وما بطن. فالفتن في تاريخ الاسلام منذ ان نبع وظهر المعترض على رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله اعدل يا محمد ورد عليه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله ويحك من اذا لم اعدل هذه الوسطية منذ ذلك الحين مرورا بخروج الخوارج والفرق الضالة الى ان وصلنا الى هذا الوقت بما الى ان حصلت التفجيرات الاخيرة وما فيها من افكار وما فيها من غلو وتكفير وجفاء كله نختار الوسطية لانها مبعدة عن الفتن ما ظهر منها وما بطن. الوسطية في الثبات عليها لها اسباب فمن اسباب الثبات على الوسطية. اولا معرفة المنهج الصحيح بالكتاب والسنة. وكلام اهل العلم الراسخين فيه المنهج الصحيح يحتاج الى معرفة. بنصوصه وادلته وكلام اهل العلم فيه. ولم يؤتى الناس في بعدهم عن الثبات عن المنهج الحق والاعتدال والوسطية الا لقصورهم في العلم وغلبة الجهل او غلبة بعض الجهل عليه. لذلك كلما كنا حريصين على نشر العلم الصحيح النافع من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وفهم السلف او اجتهادات السلف فيما فهموا من النصوص فان ذلك مدعاة للثبات على الاعتدال والوسطية. فالجهل وترك العلم الذهاب الى عقليات وافكار ربما لا تكون موافقة للعلم الصحيح فان ذلك يبعد عن المنهج الوسطي. الثاني من الثبات على الوسطية قوة العلم. فان العلم يزداد بالاعتدال ويضمحل بالغلو او الجفاف. الثالث من اسباب الثبات على الوسطية قوة العقل والنظر في تجارب الناس والتاريخ. قوة العقل نحتاجها لان العقل السليم مأمور به. ولان صحة العقل اثنى الله جل وعلا عليها. فالله جل وعلا خاطب في كتابه العزيز خاطب اولي الالباب خاطب الذين يعقلون. خاطب الذين يفهمون. خاطب من يتذكر من اهل اللب الصحيح السليم ومن اهل الصريح القوي. وهذا فيه اشارة الى اهمية العقل والادراك في فهم النص وفي فهم المصالح الرابع قبلها قلنا في النظر في تجارب الناس والتاريخ. النظر في التاريخ وتجارب الناس وما حصل في التاريخ من اين الانصاف؟ وجد بقوة عقله وادراكه ان من نجح كان معتمدا على الوسطية في قوله وعلمه وعقله وادراك. الرابع والاخير من اسباب الثبات على الوصية والصبر. الصبر مهم جدا لانه سمة اهل العلم بل هو سمة الانبياء والمرسلين. قال الله جل وعلا فاصبر كما صبر اولو العزم من الرسل ولا تستعجل لهم. وقال ايضا جل وعلا ان وعد الله حق. ولا يستخفنك الذين لا يوقنون. فمن استخف فليس بذي عقل. ومن لم يكن بوعد الله حقا صابرا فايضا هو مستخف وليس بذي ادراك سليم. فالصبر وعدم الاستعجال في الامر كله الثبات على على الوسطية والاعتدال. وبعدها يكون من من اسباب النجاح في المهارب والمقاصد. بمقابل من اسباب الانحراف عن الوسطية والاعتدال اولا الجهل. والثاني الهوى الثالث غلبة العاطفة على العقل. والرابع استعجال النتائج فيما هو مشروع. وطرح نتائج مرفوضة فيما ليس بمشروع. الخامس الابتداع في الدين والسادس اتهام العلماء والعقلاء بالمداهنة وترك الحق. هذا الموضوع الوسطية والاعتدال واثر الوسطية في حياة المسلمين مهم جدا. وذلك لاننا نسمع كثيرا منهج الوسطية. نسمع كثيرا اهمية الوسطية والاستعمال لفظ الوسطية كثيرا ما يستعمل دون ظوابط شرعية او عقلية. الثانية ان مرجع الوسط دائما الى بين طرفين فمن يحدد الطرفين؟ من يصف المنهج الوسط؟ من يقول ان هذا وسط وخلافه من يقول ان هذا وسط وان خلافه ليس بوسط لابد من قواعد تحكم ذلك حتى لا يجرنا حتى لا يجرنا هذا المنهج الى نبذ مسلمات من الدين او العقيدة الصحيحة طلبا لوسطية متوهمة. فالوسطية والاعتدال مطلوبة شرعا وفق ضوابطها الشرعية التي يقرها اهل العلم. الراسخون فيه. الاسلام عقيدة وشريعة مبنية على الوسطية كما نص اهل العقائد وشريعته مبنية على الوسطية ايضا والاعتدال كما نص اهل الفقه والقواعد والمقاصد والاصول. يقول الله جل وعلا وكذلك جعلناكم امة وسطا. معنى قوله امة وسطا كما فسرها الصحابة ومن تبعهم يعني جعلناكم امة عدلا خيارا. بما تتوسطون فيه بين الغالي والجاه فهناك غلو وجفاء في الملل والنحل هناك غلو وجفاء في انواع الشرائع التي سبقتنا هناك غلو وجفاء في الفرا المختلفة في هذه الامة. هناك غلو وجفاء في الجماعات والتحزبات المختلفة. مما يدل وايضا على هذا المبدأ قول الله جل وعلا ولا تجعل يدك مغلولة الى عنقك ولا تبسطها كل البسط. وقال جل وعلا والذين اذا انفقوا لم يسرفوا ولم يقصروا وكان بين ذلك قوام. وثبت عنه عليه الصلاة والسلام انه قال اياكم والغلو. فانما ما اهلك من كان قبلكم الغلو في الدين. رواه النسائي وابن ماجه وابن خزيمة وابن حبان والحاكم وصححوه وجاء عن علي ابن ابي طالب الخليفة الراشد رضي الله عنه وارضاه انه قال خير الناس النمط الاوسط خير الناس النمط الاوسط الذين يرجع اليهم الغالي ويلحق بهم الجافي. رواه ابن المبارك عن محمد ابن طلحة عن علي رضي الله عنه قال بعض السلف دين الله بين الغالي فيه والجافي عنه. وهذه قاعدة عند ائمة السلف وفي من؟ وعند من صنف في العقائد. يقولون دين الله الحق. دين الله المرء دين الله الذي يؤمر الناس باتباعه وسط بين الغالي فيه والجافي عنه. وفي الحديث الذي في الصحيح ان ان هذا الدين متين ولن يساد الدين احد الا غلبه. والنبي صلى الله عليه وسلم ما خير بين امرين لاختار ايسرهما ما لم يكن اثما. وفي الحديث الذي في السنن وفي غيرها وهو مرسل وله شواهد من حديث محمد ابن المنتدب عن جابر قال ان هذا الدين متين. فاوغل فيه برفق فان المنبث لا ارظ انقطع ولا ظهرا ابقى وصح عنه عليه الصلاة والسلام انه قال احب الدين الى الله الحنيفية السمحة. وقال ايضا هلك المتنطعون ثلاث. ولما صاحبيه الى اليمن قال لهما تطاوعا ولا تختلفا ويسرا ولا تعسرا بشر ولا تنفرا وهذه هي قاعدة الدعوة. كما اجمع على ذلك اهل العلم في قوله عليه الصلاة والسلام للداعيين الذي ارسلهما الى اليمن علي ابن ابي طالب. ومعه ابو موسى الاشعري قال تطاوعا ولا تختلفا. ويسرا ولا تعسر وبشرا ولا تنفرا. وايضا جاء عنه عليه الصلاة والسلام انه قال احب الامور الى الله اواسطها. اذا تبين ذلك وان هذه الوسطية وهذا الاعتدال مطلوب وان دلائل الشرع تدل عليه وانه منحة لهذه الامة لكي تبقى وتستمر وانه لا بقاء للغلام كما انه لا بقاء للجفاف وانما الذي يبقى ويبقى ناصحا لهذه الامة ويبقى مخلصا لها ويبقى داعيا معلما عالما ناصحا مؤثرا من كونوا على هذا المنهج القويم الذي دل عليه النص ودل عليه سلوك الخلفاء وكلمات الخلفاء ودلت عليه اعمال ائمة الاسلام ودلت عليه مصنفاتهم. الوسطية لها انحاء حيث التطبيق اما من جهة الوصف او من جهة التنظير الواقع. اولا الاسلام وسط بين الديانات. فمن تأمل عقيدة الاسلام وجدها الوسط بين الديانات والديانات هو هي كل دين دان الناس به والتزموه سواء اكان دينا اصله حق ام كان دينا باطلا من اصله. فالاسلام وسط بين اليهودية والنصرانية. والاسلام وسط. بين المجوس والبوذيين والاسلام وسط بين اهل القوانين بين الرومان وبين الذين يجعلون الحكم لانفسهم. الاسلام وسط الاخلاق ووسط في المعاملات. الاسلام دعا الى الاخلاق الحميدة وحض عليها بل وصف الله جل وعلا نبيه بذلك في قوله وانك لعلى خلق عظيم. لكنه لم يجعل من الخلق المحمود ترك العزة. ولم يجعل من من الخلق المحمود ترك الحق. بل جعل الخلق المحمود وسطا بين اللين وبين القوة. فالقوة في مكانها مطلوبة واللين مع المسلمين وغير المسلمين في مكانه مطلوب. فالحق بين ذاك وذاك. والاسلام وسط ايضا في الديانات في انواع المعاملات وانواع التشريعات التي فيها تعامل الناس ما بين من يحل الربا بانواعه وما فيه ظلم للناس وما بين من يمنع كل انواع التعامل ويحرق المال الذي يكتسبه الانسان الا من عمل يده فالاسلام يدعو الى التجارة ويدعو الى العمل ويدعو الى الاقتصاد ويدعو الى تنمية المال ولكنه يمنع في ذلك كله الظلم ويمنع اخذ اموال الناس بغير حق ويمنع ان يكون المال دولة بين الاغنياء فقط كما كان ذلك في شرائع الجاهلية او في شرائع من سبقنا من الملل والشرائع. الاسلام وسط فيما امر به في معتقدات وما اخبر الله جل وعلا واخبر به رسوله صلى الله عليه وسلم. ففي التوحيد وسط بين الغالي فيه. ممن بالله جل وعلا كالنصارى واليهود وما بين الجافي والمبتعد عن ذلك ممن يظن ان الناس جميعا على التوحيد مهما عملوا فالاسلام يدعو الى توحيد الله جل وعلا بما امر الله به في قوله فاعبد الله مخلصا له الدين وقال وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه. فتوحيد الله جل وعلا والاخلاص له اساس الملة والدين. في باب الصفات وانتم اهل الاختصاص الاسلام بل اهل السنة والجماعة وسط في باب الصفات ما بين الممثلة المشبهة وما بين النفات معطلة وفي ابواب الايمان اهل السنة والجماعة والاسلام الحق وسط ما بين التكفيريين الغلاة وما بين المرجعة الجفاة وفي في اثبات الايمان من انه قول وعمل واعتقاد ووسط بين هؤلاء وهؤلاء كذلك الاسلام وسط الصحابة بين الغلاة فيهم ممن الهوهم وبين النواصب الذين ذموا بعض الصحابة فاهل السنة والجماعة يثنون على جميع صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم. ويقولون فيهم ما قال الله جل وعلا لقد رضي الله عن المؤمنين اذ يبايعونك تحت الشجرة وفي ابواب الامامة والولاء والولاية اهل السنة والجماعة بل دين الاسلام وسط بين من في هذه المسألة العظيمة من الخوارج في القول والعمل الذين يرون الخروج على الولاة فيما يرون منهم اخطاء او منكرات ووسط بين هؤلاء الغلاة الذين يرون القرود والذين والطرف الاخر الذي لا يرى نصيحة الامام اصلا ويرى ان ما قاله ولي الامر فهو صواب مطلقا لانهم نواب الله جل وعلا في عرضه واهل السنة والجماعة يرون الطاعة كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم بل امر به في انهم يجب على المرء المسلم على السمع والطاعة فيما احب وكره. يجب على المرء المسلم السمع والطاعة فيما احب وكره والا ينازع الامر اهله كما ثبت ذلك في صحيح مسلم. فامر الامامة والولاية عظيم. وشأنه عظيم. لكن معه في منهج الوسطية النصح والبيان والتعاون مع ولاة الامر على البر والتقوى. كذلك منهج الوسطية والاعتدال عدل ووسط في الفقه والاحكام اولا مراعاة الاجتهاد. الاجتهاد ماض لم يغلق. وباب الاجتهاد منهم من فتحه على مصراعيه حتى دخله من ليس باهل له ومن لم يع النصوص ولا القواعد والاصول. ففتحه على مصراعيه ونسمع اليوم من يجتهد في المسائل الشرعية والنوازل العظيمة مما لو كانت في عهد عمر رضي الله عنه لجمع لها اهل بدر واليوم تنزل المسائل العظيمة بالامة فيفتي بها الواحد. ويفتي بها الاثنان من عامة طلبة العلم ممن ليسوا مؤهلين لذلك في العلم مما يجتنبه الجمهرة من العلماء الا ان يجتمعوا جميعا لينظروا في هذه النافلة. فالاجتهاد مفتوح بابه انه لكن هذا الفتح وسط بين فئتين بين من يرى غلق باب الاجتهاد اصلا والبقاء على نصوص السابقين من اهل العلم وبين من يرى باب مفتوحا لكل احد حتى ولم يكن اهلا لذلك. الاعتدال في الفقه والاحكام والوسطية في ذلك هنا للوسطية بين جهتين بين لزوم المذهبية ونزع المذاهب. فهناك من يطلب نزع المذاهب الفقهية ان المذاهب ليست بحق على اطلاقها. وانما كانت لفترة مضت. والواجب الرجوع الى كتب الحديث والسنة. ونبذ كتب المذاهب مهما كان وبين فرقة اخرى وفئة اخرى ترى البقاء على نصوص المذاهب وانهم ادرى بذلك وان نصوصهم وكلام علماء المذاهب يصلح لما بقي من الزمان. والحق وسط بين الفئتين. لان كلام علماء المذاهب مطلوب فهمه لانهم الذين فهموا الشريعة وصوروها. لكن لكل زمن احكام ولكل زمن فهم والشريعة منوطة بالمقاصد ومنوطة بتحقيق المصالح ودرء المفاسد. فالبقاء على نصوصك علماء سابقين. ليسوا معنى في ذلك الوقت هذا الوقت وليسوا متطرقين الى ما نعيشه وما عندنا من علل ومقاصد يجب مراعاتها ومصالح يجب مراعاتها ومفاسد يجب درغها هذا ليس من باب الاعتدال. الاعتدال الاخذ باقوالهم وفهم مراداتهم. واخذ احكامهم ومعرفة مآخذهم ولكن يجب النظر في النصوص لان النصوص واسعة تسع الازمنة والاخذ بكلام العلماء مطلوب فيفهم تلك النصوص فالاسلام وسط في المذهبية ما بين معطلة المذاهب وما بين الغلاة في المذهبية. كذلك وسطية والاعتدال سمة لهذا الدين وسمة لاهل السنة والجماعة فيما بين التشديد المفرط والتيسير غير المنضبط النبي صلى الله عليه وسلم امر بالتيسير وحض عليه وقال وكان اذا خير بين امرين اختار وايسرهما ما لم يكن اثما. وهذا فيه نفي للتشديد الذي هو ايقاع في الحرج. فالذين يأخذون بالتشديد وان الحق في الشدة وان الحق في التغليط ليس هذا بحق بل هو نوع من الغلو في الاحكام يجب نبذه وانما الحق في ان نأخذ بالتشديد في مكانه الذي دل عليه النص وحينئذ لا يسمى تشديدا ونأخذ بالتيسير حيث دل النص ذلك او حيث خيرنا بين امرين لم يرد دليل في احدهما نصا فاننا نختار ايسرهما ما لم يكن اثما وهذا يهم جدا في البحوث وفي المقالات وفي المحاضرات وفيما نوجه فيه الشباب نجتهد في ان نبتعد عن التشديد الذي يضر وعن الاخذ بالغلظة والاخذ بالشدة التي تجعل الناس الذين يوجهون ويحاضر عليهم ويرسلون يأخذون بالمأخذ الاشد الذي يجعل في النفوس حرجا حتى من التعايش مع الناس. والواجب ان يكون هناك اخذ بالوسط والاعتدال في ذلك كله. لان الشريعة جاءت بنفي الحرج. وان المنبث لا ارضا انقطع ولا ظهرا ابقى كذلك الشريعة في احكامها وفقهها ومقاصدها وسط في المصالح والمفاسد. غلا اناس في المصالح حتى قدموا المصلحة المتوهمة على النص. وحتى قال بعضهم حيثما وجدت المصلحة فثم شرع الله. وغلا اخرون حيث رأوا الغاء المصالح مطلقا. والنظر في في النصوص وان النصوص فقط هي المصلحة والاخذ في ظاهر النصوص والشريعة شريعة معللة. شريعة مبنية على مصالح وعلى درء المفاسد. شريعة مبنية على تحقيق المقام ومن فاته العلم بقواعد المصالح ودرء المفاسد. وفاته العلم بقواعد الشريعة ومقاصد الشريعة فانه يفوته تحقيق هذه الشريعة المباركة. فهذه الشريعة المباركة شريعة الاسلام شريعة مبنية على علل. مبنية على مقاصد مبنية على الى رعاية المطالب مبنية في الفقه على معرفة الفرق والجمع بين الاحكام. فمن فاته معرفة المقاصد والمصالح والمفاسد معرفة العلل المتوخاة من الاحكام وفاته معرفة الجمع والفرق في الاحكام المنصوص عليها او التي اجتهدت فيها العلماء فانه لا مجال له في الاجتهاد. ولا مجال له في الحكم. ولا مجال له في رؤية احوال الناس. لهذا يجب علينا ان نرعى الوسط ما بين الذين ينفون المصالح مطلقا وما بين الذين يغلون فيها فشريعتنا معللة نأخذ في المصالح ومقاصد الشريعة. ولهذا نرى كلام اهل العلم الراسخين فيه من مثل الامام احمد وقبله الشافعي والامام مالك وابو حنيفة كلام شيخ الاسلام ابن تيمية وابن القيم في مسائل كثيرة يرون فيها المصالح المنوطة بالنص حتى تكلموا في مسائل ربما خالفت ما عليه الفتوى اليوم لرعايتهم للمصالح المتوخاة من الشريعة المقاصد والمصالح مطلب شرعي ضروري لتأصيل منهج الوسطية والاعتدال في الامور. من انواع التطبيقات هذا الامر وهو الوسطية والاعتدال وهذا المنهج القويم. الوسطية والاعتدال في الحكم على الاشياء. الاشياء تتجدد والقضايا تتنوع وكل يوم لنا جديد. ولا شك فالزمن له حركة والمدنية ولادة والحضارة متوقدة ولن تقف عند حكم فقيه. اولم تقف عند حكم داعية او عند تنظير منظر الزمن يتحرك والزمن ولاد. والمدنية تتولد وتنمو كما هو مشاهد ومنظور في الزمن الحاضر هو الحضارة والازمنة الماضية. ولابد حينئذ من ان يكون هناك منهج واضح معتدل في الحكم على الاشياء في الحكم على الاوضاع. في الحكم على الاشخاص في الحكم على الافكار. وما يطرح في الحكم على النوايا والمقاصد في الحكم على المجتمعات في الحكم على الدول في الحكم على العلما في الحكم على الدعاة في الحكم على الناس هذا المنهج الوسط يجب ان يؤصل في اطروحات وفي رسائل حتى لا يكون الناس الذين يرومون الاصلاح ويرومون دعوة يرمون الارشاد حتى لا يكون طلبة العلم في غيبة عن المنهج المعتدل في ذلك. من قواعد اهل العلم الحكم على الشرع فرع عن تصوره. والله جل وعلا يقول لنا ولا تقفوا ما ليس لك به علم. فمن اراد ان يحكم على شيء دون علم كامل بهذا الشيء او يحكم على وظع او يحكم على شخص او يحكم على افكار واطروحات او يحكم على ومقاصد دون معرفة شرعية بذلك فانه حينئذ يقفو ما ليس له به علم. والواجب علينا ان نضع هذه الاية نصب اعيننا. وان نضع قول الله جل وعلا في النهي عن القول بلا علم وجعل وحيث جعله قرينا للشرك بقوله وان تقولوا على الله ما لا تعلمون. والنبي صلى الله عليه وسلم نهى عن القول بلا علم وان من يفتي بلا بغير علم فانما يتقحم النار. حينئذ فكيف نحكم على الاوضاع؟ الناس كما ترون يحكمون على كل شيء. فهل يليق يليق باهل الفكر والعلم واهل المنهج الفكري. والمنهج المستقيم في النظر والتأمل. ان يكونوا مستعجلين. وان من غير ذوي الاناس في الحكم على الاشياء انتم نخبة. سواء سواء من الطلاب من ذوي المستويات العالية او من غيرهم انتم النخبة. فكيف يسوء ان يكون لكل شيء منهج الا التفكير والحكم على الاشياء بلا منهج؟ هل ان يترك الناس لكل احد طريقة في الحكم على الاشياء حينئذ ستنتج اشياء واشياء واشياء من مثل ما رأينا وسينتج هناك افكار واراء واحكام على الاوضاع والاشخاص والمجتمعات والدول وحتى حكم على النوايا واهل العلم بما ترون لما لا ترون في المستقبل؟ هل يسوء ان يكون هناك غياب لمنهج التفكير في الحكم على الاشياء؟ اننا نطالب في منهج نفكر فيه ونفكر به في منهج يكون قاعدة للتفكير. كيف يفكر؟ كيف تبني النتائج على مقدمات هل يسوق ان يكون هناك حكم على النتائج؟ حكم على الاشياء وحصول نتائج. في الحكم او في العمل بدون مقدمات التفسير سليمة. كيف نصحح الافكار؟ كيف نصحح منهج الحكم على الاشياء؟ هذا هذا من اهم المهمات. الحكم على فرع عن تصوره من القواعد انه ليس لكل احد ان يقتحم الحكم على كل مطلب. هناك اشياء عظيمة يجب ان تترك للناس الكبار للناس الذين ينظرون للامور بمنظار شامل. انت لا تعرف كل شيء في الامور فكيف تحكم على كل شيء هل يسوء لطالب علم او منتسب او حتى من المثقفين وعامة الناس ان ينصب نفسه حكما على اوضاع حكما على دولة حكما على علماء حكما على افكار دون حصر ودون نظر ودون تطبيق للقواعد الشرعية من الناس لمن يروم ان يكون ديدنه في الحكم الاخذ ببعض الاشياء. فيرى نصا واحدا لديه كافيا في الحكم الكلي على ذلك ولو كان الامر كذلك لما كان الفقهاء قليلين. كيف تميز فقهاء الاسلام؟ لانهم نظروا في النصوص جميعا ثم نظروا في النصوص ونظروا في عللها ونظروا في المقاصد ونظروا في المصالح والمفاسد. فالحكم الشرعي لا بشيء واحد ينظر فيه المرء فلا بد من الاعتدال في الحكم على الاشياء ما بين طرف يغلو فيحكم بمجرد خاطر وقع له وما بين اخر يترك الامر وكأنه لا يعنيه. نحتاج الى وسط ما بين الغلام الذين يحكمون دائما بالاسوأ من الاحكام على الاشياء وعلى الاشخاص ويحكمون بالظن ويسيئون ويسيئون ان نرى ويسيئون الظن ويحكمون على كلمة قالها شخص او امر تبنته جهة على الحكم على تلك الجهة بكلها واجب ان يكون المرء متوسطا موازنا بين الايجابيات والسلبيات. موازنا بين المصالح والمفاسد وازنا في الحكم على الاشياء ما بين الغالي فيها والجافي عنها. فالذي يروم الحكم بدون توسط فانه يذهب الى الخروج عن اعتدال الشريعة وعلى وعن الاعتدال في الامور. الاشخاص المسلم الاصل فيه سلام الاصل في المسلم السلامة ليس الاصل في المسلم الشك. ليس الاصل في المسلم ظن السوء. الاصل في المسلم ولو كان عنده ما لا ينبغي من الاعمال والاقوال لكن الاصل فيه السلامة. ليس الاصل فيه الشك والاصل فيه انه يقول سوءا او يذهب الى سوء الافكار التي يطرحها مسلم ان يكون ديدنه فيها حب الخير. وليس لديدنه فيها حب الشر او حب المخالفة او او الافساد ولكن ديدنه في ذلك الخير من حيث الافكار الا ان ثبت خلاف ذلك من قول صريح او عمل صريح فانه حينئذ يكون خلاف ذلك. النوايا والمقاصد يجب اعتبار الظاهر فيها. والا نحكم على نوايا ومقاصد الناس في اعتبار ظاهر سلوكي او ظاهر قولي لان النوايا والمقاصد علمها عند الله جل وعلا. ويجب علينا الحذر من ان نظن سوءا بالناس والله جل وعلا يقول يا ايها الذين امنوا يقول الله جل وعلا واجتنبوا اجتنبوا كثيرا من الظن ان بعض الظن اثم. وقال ايضا عليه الصلاة والسلام فيما جاء في الحديث لما جاءت الشهادة قال هل رأيت الشمس؟ قال نعم قال على مثلها فاشهد او فدع. الوسطية في التفكير مطلوبة. تفكير الشباب اليوم. بل تفكير الناس بل حتى تفكير بعض الخاصة نراه متفرقا متشعبا بين عقل جامد او عاطفة جامحة. العقل والادراك والعقل والاتزان مطلوب. لكن مع عدم الغاء العاطفة والعاطفة مطلوبة. العاطفة الجياشة مطلوبة. التعاطف مظلوم الحماس للدين مطلوب لكن مع عدم غياب العقل السليم ورعاية النص. فمن جعل عاطفته حكما عليه في كل تصرفاته دون رجوع الى علمه ودون رجوع الى اهل العلم الراسخين فيه. ودون رجوع الى توجيهات من ولي الامر او على قواعد شرعية مبنية فانه حينئذ يروم عاطفة كما رامها الخوارج او كما رامها المعتدلة او كما اهل الاهواء فاهل الاهواء ما الذي اوقعهم في اهوائهم الا العاطفة التي لم تنضبط بنص ولم تنضبط بمنهج خالف الخوارج الصحابة فقتلوا خير الناس في زمنهم وهو علي رضي الله عنه. من قتل علي هل قتله اعداء الاسلام؟ انما قتله رجل يقوم الليل عبدالرحمن بن ملجم ارسله عمر ابن الخطاب رضي الله عنه الى مصر لما طلب عمرو ابن العاص قال قارئا للقرآن يقرأ الناس القرآن. قال مصر اهل مصر يحتاجون الى قارئ يقرئ الناس القرآن. فقال عمر رضي الله عنه في رسالة ارسلها الى عمرو ابن العاص قال ارسلت لك رجلا صالحا هو عبد الرحمن ابن ملجم اثرتك به على نفسي اذا اتاك فاكرمه واجعل واجعل له دارا يقرئ الناس فيها القرآن. جلس عبدالرحمن ابن ملجم في مصر حتى ظهرت حركة الخوارج واول مرة فظهرت في اليمن ثم في مصر واخذت في مصر فاثروا عليه. لانه كان كثير الصلاح كثير العاطفة لكنه كان قليل العلم والفقه وكان منعزلا فلذلك اتاه الامر من حيث اتاه وقتل خير الناس علي بن ابي طالب ولما قيد للقسم وقيد منه اريد للقتل قال لهم لا تقتلوني مرة واحدة. انما اقتلوني شيئا فشيئا قطعوا اطرابي امامي لانظر كيف تقطع اطرافي في سبيل الله جل وعلا. وامتدحه واحد من اصحابه هل كونه خارجيا معنى ذلك ان الناس نفوه؟ لا بقيت دعوة الخوارج سرية متسلسلة في الناس حتى مدح مدح العلي عمران ابن حطاب في ابيات يقول فيها والعياذ بالله يقول يا ضربة من تقي ما اراد بها هل هو علي بن ابي طالب عند هذا الشاعر الفاجر؟ الخارجي المجرم لا انما هو قاتل علي. يقول يا ضربة من تقي ما اراد بها الا ليبلغ من ذي العرش رضوانا اني لاذكره اني لاذكره حينا فاحسبه اوفى البرية عند الله ميزانا. وهذا والعياذ بالله يصل التدين. او التدين الغالي بالانسان حتى تجعله يرى حسنة ما ليس بالحسن. فالعاطفة الجياشة والحماس للدين. والجهاد المظنون الذي يؤول الى مثل هذا هذه الافكار وهذا الغلو هذا مرفوض من صاحبه والوسط والاعتدال يرفضه بل يحارب اصحابه لانهم ان بقوا فانهم سيضلون الناس فقد حاربهم علي ابن ابي طالب وحاربهم ابن عباس رضي الله عنهما وحاربهم معاوية وحاربتهم الدولة الاموية وحاربتهم الدولة العباسية الى وقتنا الى الحاضر فكل اهل الحق يحاربون من يغلو في الدين الى هذا الامر ولو كان يتدين بعاطفة جياشة او يقول من قول خير البرية فالنبي صلى الله عليه وسلم حذر من ذلك الوسطية مطلوبة في التفكير وفي الحكم على الاشياء وفي منهج التفكير بين نظر البدايات والمآلات. كثير من الناس ينظر الى الامور باعتبار الحاضر. ينظر الى الامور باعتبار الواقع. لكن لا ينظر الى المآلات والعقلاء الذين الشرف ويذيقون احكامه ونصوصه ومقاصده فانهم ينظرون الى البدايات كما ينظرون الى المهالات. وقد قال بعض اهل العلم من كانت بداياته محرقة كانت نهايته مشرقة من كان ينظر الى البداية نظرا سليما في النظر في اسباب حدوث الاشياء وفي بواعدها لينظر كيف يحكم عليها فانه سيكون في نظره الى المهالات سليما اما ان كان لا ينظر الى البدايات ولا ينظر الى الاسباب والبواعد ولا ينظر الى بعث الشيء او كيف حصل وانما ينظر الى المقصد منه فاذا كان معي سيتحقق منه سليما فان بدايته عنده ستكون سليمة ولا شك فهذا في التفكير لان التفكير الصحيح ان تنظر الى البداية وتنظر الى المآل. فمن فاته النظر في المآلات فانه يفوتها النظر السليم وكثير من ذوي العاطفة الجياشة وذوي النظر القاصر ينظرون الى الامور نظرا سطحيا بدون للمهالي والنهاية. كذلك نطلب نظرا وسطيا في التفريق ما بين الواقع والتنظيم. كثير من الناس ينظر نظريات وخيالات هي في نفس الامر قد تكون سليمة. لكنها من حيث التطبيق شبه مستحيلة او مستحيلة فهل يسوء ان يكون المتفقه ان يكون حملة الشرع؟ واقبل ان يكون الناس المحب ان يكون الناس المحبون للخير ان يكونوا اثيرين للخيالات غير قابلة للتطبيق ان يكونوا اثيرين بتنظيرات لا توافق الواقع الذي يريد الاصلاح الصحيح فيجب ان يعمل من خلال الممكن من خلال الواقع لا ان يجانب الواقع سيعمل تنظيرات يكره بسببها الواقع او يجانب الواقع من اجل ذلك. كيف تعمل النبي صلى الله عليه وسلم اتى الى قوم اهل جاهلية فهل ابطل جميع ما كان عليه الجاهلية؟ ليس الامر كذلك باحكام الجاهلية في اشياء كثيرة. وجعل من اعمال اهل الجاهلية في كثير من الامور ميدانا لانطلاقه. هذا وهم اهل جاهلية فكيف الامر اذا كان المسألة في بلد الاسلام او بين اهل الاسلام او بين اهل العلم في امور مختلف فيها ما بين اجتهاد واخر. فكيف يكون الامر كذلك؟ انكم مطالبون يا حملة الشريعة. ويا دعاة الاسلام ويا خطباء المساجد وائمة المساجد. بل ويا علماء الاسلام ويا فقهاء الاسلام ان تكونوا واقعيين في الطرح. فليس الامر مقبولا اذا كانت اطروحاتنا خيالية او كانت اطروحاتنا بعيدة عن عن قبول التطبيق لا يمكنك ان تطبق على الناس ما لم يكن مقبولا لدى الناس ما لم يكن مقبولا في مصالحهم. ويجب ان نرعى احوال الناس وما يختلفون فيه فالخيالات والتنظيرات ليست بمقبولة كذلك في ميدان الدعوة. اذا كنا نريد من الناس في ميدان الدعوة ان يكونوا في ميدان الدعوة يأتون الى الناس بكلماتهم وتنظيراتهم وتحميس الناس الى ما ليس بميدان في التحنيف ويكونون كمن يدعو الى الجهاد ولا ميدان صحيح للجهاد. فمن يدعو الى الانكار باليد ولا ميدان لانكار باليد الا من جهة الاختصاص فيحمل ذلك الناس على الحماس وحينئذ يفرغون حماسهم في طرق غير شرعية قد يكون من نتائجها حصل في الاسبوع الماضي وما قد يحصل مستقبلا. فيجب عليك ان ترعى كلمتك في الا تكون خياليا فيما تطرح والا تتكلم بكلام ينزله الناس على واقع ليس في ذهنه. بعض المعلمين او بعض الدعاة بعض الاساتذة بعض الخطب يقول كلاما هو في نفسه صحيح. ويكون عند الخطيب او عند الداعية او عند المعلم او عند الاستاذ الجامعة. يكون عنده ضوابط تحجزه عنان يزيد في تطبيق ما ذكر عن الحد المأذون به شرعا لكن هو لا يأمن من ومن يحدث عن ان يزيد في تطبيق ما ذكر الحد المأذون به شرعا والحظ قول الله جل وعلا يا ايها الذين امنوا لا تقول راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا فجل وعلا اهل الايمان عنان يقولوا راعنا لماذا؟ لان كلمة راعنا ان تفهم كما يقوله اليهود راعنا يعني من الرعونة والغلظة والشدة يريد بها النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه لما كان الفهم يمكن ان يفهم سيئا نهى الله جل وعلا عن استعمال اللفظة وامر باستعمال كلمة واضحة بينة لا لبس فيها ولا غموض. كذلك الذين يتحدثون للناس عبر الخطبة عبر المسجد عبر حلقات الجامع عبر المحاضرات التي تخوف الجامعات او عبر الدروس التي تكون في المدارس. ويقول كلمة ليست صحيحة في نفسها او يمكن ان تفهم على غير فهمها او توقع المستمع في اللبس ثم هو لا يوضح فانه حينئذ يكون شريكا في البعد عن الاعتدال ويكون شريكا في عدم الفهم الحسن. كذلك يجب علينا ان ننظر الى قول النبي صلى الله عليه وسلم ان الله حبوا الرفق في الامر كله. يحب الرفق في الامر كله. ويعطي عليه ما لا يعطي على العمر. وهذا الحديث صحيح كما هو معروف يحب الرفق في الامر كله. في الامر كله يعني في الكلمة. تكون رفيقا في التفكير تكون رفيقا الارشاد تكون رفيقا في الطرح تكون رفيقا. فالرفق مطلوب الله جل وعلا رفيق يحب الرفق في الامر كله. فهل نريد غير محبة الله جل وعلا؟ هل نريد غير ما يرضى الله جل وعلا عنه؟ فاذا كنت غير رفيق في امرك في تفكيرك في مقاصده في اطروحاتك في ارشادك فيما تقول وما تأثر في اعمالك في الحكم على الاشياء والحكم على التصورات والحكم على الاشخاص فحينئذ تكون قد فوت اعظم شيء وهو محبة الله جل وعلا لك. الوسطية في الدعوة مطلوبة. الدعوة تحتاج منا الى تنظيم تحتاج منا الى ترتيب تحتاج منا منا الى تعاون على البر والتقوى. لكن هذه الدعوة انه لا يصلح فيها الفوضوية بل يجب ان يتعاون فيها اهل الحق واهل الخير. يتعاونوا فيها فانه لا يجوز ان نكون فيها مغاليين سنذهب في الدعوة الى تنظيمات بدعية او تنظيمات سرية او الى حزبية فالدعوة الحق بين التنظيم السري والحزبيات المقيتة وبين الموالاة والمعاداة على رموز دعوة متوهمة وما بين التي لا تنتج دعوة. نحتاج الى تعاون على البر والتقوى وفق منهج اهل السنة والجماعة ووفق التطاوى الطاعة لا تجوز في بلد الاسلام الا لولي الامر. الطاعة المتوهمة لجماعة او لدعوة او لحزب او نحو ذلك هذه ليست شرعية. النبي صلى الله عليه وسلم حين ارسل عليا وصاحبه الى اليمن مع ان احدهما كان اميرا للسفر فحينما اتى امر الدعوة قال لهما تطاوعا ولا تختلفا. ويسرا ولا تعسرا وبشرا ولا تنفرا فليس ثم مجال لطاعة مطلقة وفق تنظيم سري او وفق حزبية مغلقة بل يكون وفق تنظيم ولي الامر والطاعة تكون وفق طاعة الله جل وعلا وطاعة رسوله ثم طاعة ولي الامر فيما ليس فيه معصية. اذا كان الامر كذلك فنحتاج الى تعاون في الدعوة على البر والتقوى. والى تكاتف والى ان نكون في الاطار الذي اذن به ولي الامر. والاطار الذي لا ينتج مفاسد. اما الاطارات الاخرى التي يتكلم فيها الناس او قد تكون موجودة في بعض البلدان ونخشى ان تكون موجودة عندنا او تنتقل الينا من تنظيمات سرية او حزبيات مبتدعة فان هذا مخالف للمنهج الوسطي ولطريقة اهل السنة والجماعة. فما كون امام من الائمة ائمة الاسلام مع ما حصل في زمنهم ما كونوا جماعة خلاف ما اقره ولي الامر ولم يكونوا تنظيما وانما كانوا وفق المنهج الذي يرعى الممكن ويرعى الدعوة وفق التعاون على البر والتقوى. نحتاج ايضا الى وسطية في الدعوة اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك محمد. جزاكم الله خيرا على هذه المحاضرة القيمة الرائعة. التي كنا نود ان تستمر وتستمر حتى توضح لنا اساتذة وطلاب هذه المعالم القيمة التي تنطلق من في مسألة حل مشاكل الامة الدعاة او طلبة العلم او المنتسبين او اهل الغيرة يظنون ان مشاكل الامة ستحل بغيرتك. لو كانت كذلك لم يكن ثم اغير من نوح عليه السلام. على توحيد الله وعلى الاخلاص الديني لله جل وعلا فهل كانت غيرة نوح عليه السلام التي لم يكن تم اعلى منها في زمانه؟ هل كانت كافية في ان يزول الشرك او ان تزول الوثنية التي كانت في زمنه لم يكن الامر كذلك. هل كانت كافية لتنزل نصر الله جل وعلا عليه اذ لم يكن الامر كذلك بل مكث في قومه الف سنة الا خمسين عاما. لقد ارسلنا نوحا الى قومه فلبث فيهم الف سنة الا خمسين عاما. فاخذهم الطوفان وهم ظالمون. هذا الصبر الطويل صبر تسع مئة وخمسين سنة مع وجود وغيرها العظيمة والعاطفة الجياثة منهج يجب ان نكون عليه من ينظر اليوم الى مشاكل الامة وما هي فيه في كثير من الاخطاء من جهل في دين الله من بعد عن توحيد الله جل وعلا الخالص من وجود لشركيات مختلفة من وجود لبدع مختلفة من وجود لمنكرات مختلفة هل حلها يكون في غيرة متوهمة؟ هل حلها يكون بالانكار باليد؟ هل حلها يكون بالسعي؟ فيما لا يرضي الله جل وعلا من وجود مثل هذه الجرائم والتفجيرات التي حصلت كيف تحل مشاكل الامة جهد ابناء الامة لابد ان نكون في ذلك وسطا بين الذين كأن الامر لا يعنيهم ولا يسعون في حل مشكلات الامة وبين الذين يغالون فيذهبون الى الخوارج او طرق بدعية ظالمة بما فيها من سلوكيات وسبل منحرفة. الامر وسط في ان نعمل جهدنا المنهج الشرعي في ان نعمل متكاتفين متعاونين وان نحصر مشاكل الامة وان نسعى فيها وان نبذل بالدعوة والخير والاصلاح المناصحة وفق المتاح ووفق الشرع المطهر ووفق المأذون به. فمن حل مشاكل الامة بخيالات وتنظيرات فانه يكون اسير هذه الخيالات والمشكلات دون حل لها. كذلك نكون وسطا في النوازل التي تقع في الامة. بين تائبين النوازل وبين الاسلام في حلها. الامة مستهدفة ولا شك امة الاسلام بعامة وبلدكم هذا بخاصة. مستهدف فكيف تكونون تجاه ذلك؟ يجب اولا على مستوى هذا البلد المبارك الذي هو معقل الاسلام ومأرز الايمان الذي انطلقت منه الرسالة الخالدة وانطلقت منه دعوة التصحيح والتجديد. والذي تنطلق منه اليوم بشائر الخير بما ترعاه وترعاه مؤسسات هذا البلد من وزارات وهيئات وجامعات ومؤسسات خيرية وما يرعاه علماء ودعاة ويرعاهم الجميع يجب ان يتكاتف في رد الازمات. وعلاج الازمات. لا ان نكون مؤثرين في الناس في ان نزيد من الازمة جاءت ازمات وكثير من الناس زاد من الازمة بفعله او بهيجانه او بتحميثه او كونه كان الازمة لا تعنيه. والا يؤثر فيها. فالواجب علينا ان نكون مؤثرين بالمنهج الوسطي. وان نعمل في التأثير وفقا المتاح والا نكون متفاعلين مع الامور بطريق غلط. ان نكون محمسين بطريق خاطئة. ان نكون مغالين فالمطلوب منا ان نحافظ اولا على توحيد الله جل وعلا. وان نكون محافظين على وحدة على طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم. ثم ثالثا على وحدة الكلمة واجتماع الصف. مسائل الجاهلية التي خالف فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم اهل الجاهلية والف فيها الامام المصلح المجدد الشيخ محمد بن عبد الوهاب كتاب كتابه ومسائل الجاهلية قدم لها مسائل هي اعظم المسائل التي خالف فيها اهل الاسلام اهل الجاهلية خالف به الرسول صلى الله عليه وسلم اهل الجاهلية الامر الاول التوحيد فكان اهل فدعاهم الى التوحيد. الثاني طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم. الجاهلية ما يقيمون طاعة. لمقدم فيهم فخالفهم بطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم. الثالث طاعة ولي الامر. كان اهل الجاهلية يرون الفوضى. لم يكن في مكة امير لم يكن في مكة امير عليها ولم يكن لم يكن هناك في البلد امير عليها فدعا النبي صلى الله عليه وسلم الى طاعة ولي الامر قال شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب بعد فرض المسائل فعثى النبي صلى الله عليه وسلم فعظم هذه المسائل الثلاث وابدى فيها واعاد هذا هو الذي يجب علينا ان نبدي فيها ونعيد. فالذين يؤزمون النوازل لاعطاء الشكوك والاوهام. وطرح الشك وطرح سوء الظن. والا ويذهبون بعيدا عن الدعوة الى وحدة الكلمة واجتماع الصف. فان هؤلاء يسعون الى ما فيه خلاف الصالح شرعا والى الغلو فيما يطرحون فالواجب حينئذ في المسائل والنوازل ان نسعى في عدم تأزيم النوازل وان نسعى في حلها. النوازل اذا وقعت تحل بالشرع. تحل بالعقل والحكمة والاناة. الوقت يضايقنا عن المضي في هذه المسائل نحتاج الى تنبيهكم الى نقاط ربما انتم تبحثون فيها ان تكون هناك بحور في هذه الامور التي ساذكرها اه باختصار لانها مهمة في توجيه وتوجيه الشباب بل توجيه الامة. الاعتدال في السياسة. بين المبالغة في النظر الى السياسة. وما بين الترك كثير من الناس ينظر انه بسماعه لقناة فضائية او بقراءته لتقرير صحفي انه مؤهل للنظر في السياق السياسة صعبة حتى عند الذين عندهم مؤسسات كبيرة تدعمهم بالمعلومات ولديهم اجهزة تحري فليست السياسة بالامر السهل التي يحكم فيها افراد الناس لان هذا امر حكمه كذا وان هذه القضية يجب ان ننظر فيها كذا الواجب حينئذ ان نكون متوسطين في السياسة. السهم الامور السياسية مطلوب. لكن يجب ان تثق في حل الامور السياسية ان تثق بولي الامر ان تثق بمن اعطي في ذلك لانه عنده من الاجهزة والنظر والادراك في مصالح الامة ما ليس عند فمن كان عنده نظر في تقرير صحفي او في رؤية قناة فضائية وحينئذ يجعل نفسه قائما بامر الامور سياسية وكأنه الذي عنده الغيرة على الامة وغيره ليس عنده غيرة على الامة فانه قد بالغ وترك الاعتدال. الاعتدال في بين الفهم والقناعة. ليس كل الامور يمكن ان تفهم لكن يجب ان تحاول الفهم. لكن قد لا تدرك القناعة التامة. الاعتدال في بين الاتهام المطلق وما بين التبرير المطلق. هناك من يبالغون في الاتهام يتهمون باول خاطب وهناك اخرون ايضا في الطرف الاخر يبالغ في التبرير لكل شيء. والعاقل المدرك العالم طالب العلم صاحب الحق فانه يكون وسطا بين الاتهام وما بين التبرير يكون متفهما مدركا يعرف الامور الوسطية بين الوطن والامة. الوسطية بين الاهم والمهم. نحتاج الى بحث في الوطن والامة. منا من قد يفرط في وطنه الذي هو مخاطب اساسا. لوجود الولاية عليه ولوجود مصالحه ومصالحه من يكونون حوله فيه يفرط في وطنه رعاية لمصالح الامة كلها. وهذا ليس بسليم. مصالح الامة ان ترعى وان يحافظ عليها. لكن اولا ان يحافظ على مصالح الوطن. لان هذا انت مخاطب فيه اولا بنفسك ثم بمن تعود. ابدأ بنفسك اولا بنفسك وبمن حولك بالنفقة بنفسك ومن حولك في المحافظة من اضاع المحافظة على الوطن من جهة النظر الى المحافظة على الامة فانه لن يدرك المحافظة على الامة ولن يدرك على الوطن فلا بد ان تكون الامور بمقدماتها تحافظ على وطنك لانه الاهم وان تجتمع كلمتنا على ذلك ونسعى في هذا في ان نكون مؤثرين في الامة ساعنا في مصالحها. كذلك الاهم والمهم. هناك من لا يرعى الاعتدال في ذلك يقدم كل شيء عنده مهم. لا العقلاء من اهل العلم والدعوة واهل التوجيه يرون ان تقديم الاهم مطلوب يرون ان تقديم الاهم مطلوب حتى ولو فوت مهما او مهمات كثيرة. لا بد ان الاولويات ان تبدأ بالاهم وان تؤخر المهم لا بد من ان نكون اهل ادراك لان شريعتنا امر امرتنا بذلك ان نكون اهل فهم اهل نظر والا نكون متعجلين متوانين في امورنا وان نكون وسطا بين طرفي الافراط والتفريط بين طرفي الغلو والجفاء. نسأل الله جل وعلا ان يوفقني واياكم لما فيه رضاه وان يجعلنا من النمط الذين وصفهم علي بن ابي طالب الخليفة الراشد رابع المبشر بالجنة رضي الله عنه وارضاه وصفهم بقوله خير الناس نمط الاوسط الذين يرجع اليهم وهذا هو المطلوب منكم. اسأل الله لنا ولكم التوفيق. اللهم اجمع كلمة المسلمين على الحق والرشد والسداد. اللهم وفق ولاة امورنا الى الخير. واجعلنا واياهم من المتعاونين على البر والتقوى. واجزهم خيرا عن كل ما يقدمونه للاسلام والمسلمين. اللهم نسألك التوفيق في امورنا كلها. وان تجعلنا من المتعاونين على البر والتقوى. شاكرا مجددا لمعالي مدير الجامعة هذه اه الفرصة وهذا الاكرام في هذه الزيارة ومقابلة اخوتي جميعا سائلا المولى جل وعلا لي ولكم الرشد والسداد في القول والعمل وان يعيذنا من الذلل والزغل في الطريق والقول والمسار انه جواد كريم. واخر دعواي ان الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد شريعتنا الغراء ومن منهج الوسط الذي جاء به الكتاب والسنة. وامامي اه اعداد كبيرة من الاسئلة الواقع لن نستطيع ان نأتي عليها جميعا. ولهذا اعتذر للسائلين وسنطرح بعضا منها على ان اه الاسئلة ان شاء الله جميعها تسلم لمعالي اه الشيخ صالح اه لعله ان شاء الله اه يعني مرة اخرى بزيارة كريمة لكي اه يتحدث في كثير من الامور التي في الحقيقة نحتاج الى ان نسمع منه ونستمع اليه جزاه الله خيرا. معالي الشيخ نشهد الله على حبك ونشكرك على هذا الطرح والقول المتوازن. سؤالي هو ما نصيحتكم لنا نحن اعضاء هيئة التدريس في تربيتنا لابنائنا الطلاب وتوجيههم؟ خصوصا واننا نرى اننا واننا نرى بعض زملائنا يتأرجحون بين الافراط والتفريط. وفي نظري ان المسألة لا تحتمل الا الوضوح والصراحة في علاج مسائل جدت التكفير والتبديع والتفسير اضافة الى عدم الادراك الحقيقي للولاء والبراء. فما توجيه معاليكم في ذلك؟ وجزاكم الله خيرا الحمد لله وبعد لا شك ان المسائل العلمية التي يطرحها اليوم كثيرون تحتاج الى فهم ودقة. مسائل التكفير مسائل الولاء والبراء. ومسائل الموالاة والمعاداة. ومسائل الاحكام الفقهية لكثير مما يجري الجهاد ومفاهيم الجهاد وشروط الجهاد والامر بالمعروف والنهي عن عن المنكر هذي تحتاج الى بسط شرعي فيها. اولا اطلب من ذوي العلم والفقه. من اساتذة الجامعة ان يحصروا هذه المسائل التي يكثر الكلام فيها اليوم. اليوم يتكلم بعض بعض الفئات في الانترنت وفي غيرها عن التكفير بما هو موافق او شبه موافق لمنهج الغلام. ويجب ان يبين الحق في هذه المسائل وان على ذوي الشبهات. من الذي وقف للتكفيريين؟ لهم الصحابة. الخوارج الاولون. او اعظم مسألة وصفوا بها اول مسألة هي مسألة التكفير. اول الامر خرجوا خروجه لم يكونوا لم يكونوا مكفرين. في عهد عثمان رضي الله عنه لما قتلوا عثمان رضي الله عنه قتلوه بالخروج عليه. لذلك سموا خوارج. وسموا حرورية. لانهم خرجوا على ولي الامر بغير تهويل سابق. يسمون خوارج بذلك. ثم لما اتى وقت علي وجاء التحكيم جاءت مسألة التكتيك. وهنا هاجمهم الصحابة ناقشهم ابن عباس رضي الله عنهما حتى رجع ثلثه. ثم بعد ذلك جاءت المسائل الاخرى. مسألة خلق القرآن بعض المسائل التي اتسموا بها فيما بعد. مسألة التكبير يجب ان يكون القول فيها واضحا صريحا. لا يجوز تكفير مسلم المسلم الذي دخل في الاسلام بدخول بعد البلوغ او ولد فيه على الفطرة. لا يجوز اخراجه من هذا الدين الا بامر بين في قوة بينة الشهادة التي ادخلته في هذا الدين. لا شك ان المسلم قد يرتد لقول او فعل او اعتقاد كما نص على ذلك اهل العلم في باب حكم المرتد. والله جل وعلا يقول من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه وكفروا بعد اسلامهم وكفروا بعد ايمانهم. لكن هل الحكم بالتكفير لاحاد الناس؟ لا. اولا له شروط وله موانع. ثانيا لا الا من اتى بامر بين في مثل بينة الشهادة. اما اذا اتى بامر فيه شبهة او فيه احتمال فالتكفير امر عظيم الاخراج من الدين لا يكون الا في امر واضح ولذلك ليس لاحاد الناس ان يفعلوه وانما هو للقضاة خاصة لابد ان يكون الحكم من قاض يقيم الشروط وينفي الموانع. فاذا قامت الشروط وانتفت الموانع واقيمت الحجة حين ذلك يكون الحكم اما احاد الناس فليس الامر كذلك. فالواجب على المدرسين على الاساتذة على اعضاء هيئة التدريس في هذه الجامعة وفي غيرها ان يكونوا فاعلين في رد الشبهات. وان يكونوا موظحين بكلمة واظحة. جاء الحدث الذي قبل اه اسبوع حدائق التفجير المجرمة الاثمة. بعض الناس يعالجها معالجة ضعيفة. كيف؟ حدث عظيم بالغ فيه مخالفة لاحكام الله جل وعلا من اوجه كثيرة تزيد عن عشرين وجها كما حصرت وترجع اصولها الى في اصول كيف هذه سيكون معالجتها بامور خفيفة؟ يجب ان تكون هناك حملة كاملة منكم وليس لمدة اسبوع او اسبوعين او شهر لابد ان تكون كاملة في الجامعة وفي خارجها لتوضيح شناعة الفعل هذا وما ادى اليه واهمية ايضاح الامور الشرعية في مثل ذلك قتل النفس قتل المسلم قتل النفس حرام بالنصوص قتل المسلمين حرام بالنصوص وكبيرة وظلم واعتداء واجرام. قتل المستامنين والمعاهدين وذوي المواثيق. الاعتداء على اموال المسلمين. الاعتداء على اموال والمعصومين. الاعتداء على الاخرين. ترويع الامنين. انتهاك حرمة الامن التي اعدتها الشريعة. ترويع بدون بينة. مسائل كثيرة في ذلك. كيف؟ اعظم جرم بعد الشرك بالله؟ قتل النفس التي حرم الله جل وعلا فهل نترك هذا الامر او نعالجه او نذكر بعظ العبارات التي لا تكون في قوة هذه الشناعة والاجرام الكبير ليس الوقوف لابد من شحن النفوس في مضادة الاجرام ومضادة غير المنهج الحق. جزاكم الله خيرا. اه هذا سؤال انه للاسف وجدنا بعض طلاب اه من طلاب الجامعة وغيرهم ممن لهم اطلاع على القنوات الفضائية يؤيدون لما يبكيها من الاعتداء على العلماء ووصفهم بالمداهنة كما هو ظاهر في عدد من الكتاب. الذين يصرحون بذكر مما يؤدي الى تزعزع الثقة بالعلماء. فما رأي معاليكم في ذلك؟ الاعتداء على العلماء ليس جديدا. العلماء ورثة الانبياء اول من اعتدي عليه بعد الانبياء الصحابة رضوان الله عليهم وهم سادة اهل العلم. اعتدي عليهم من الضالين والمارقين. كذلك ائمة الاسلام اعتدي عليهم واتهموا المجاملة. اتهموا بالمداهنة. اتهموا بالفساد. اتهموا باخذ الاموال. ليس هذا الامر من الان من قديم. فمن نحى نحو الفرق الضالة التي تستهن العلما بذلك فهو ينحو منح المتقدمين فيجب عليه انكارا واضحا الامام احمد في خطبته المشهورة التي يحفظها اهل السنة والعلم يقول الحمد لله في اول خطبته كتابه الرد على الزنادقة والجهمية يقول الحمد لله الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل بقايا من اهل العلم يدعون من الى الهدى ويبصرون من العمى ويحيون بكتاب الله الموتى. فكم من قتيل لابليس قد احيوه؟ وكم من ضال تائه قد هدوه ينفون عن الله تحريف المبطلين وانتحال الضالين الذين عقدوا الوية البدعة فما احسن الى ان قال فما احسن اثرهم على الناس وما اسوأ اثر الناس عليهم. ما احسن اثر العلماء على الناس لكن ما اسوأ اثر الناس عليه؟ العلماء هم حراس الدين على الحقيقة. لكن ليس من شرط العالم ان يكون كاملا. هل من شرط العالم ان يكون كاملا؟ ليس كذلك. لو كان العلماء عاملين لا يؤخذ عليهم في قول او في عمل فانهم صاروا انبياء. والانبياء هم المعصومون. اما العالم فليس بمعصوم. لكن علماء لا يجوز الوقيعة فيه. وقد قال ابن عساكر في اول كتابه في الدفاع عن عودة الاشعري الى السنة تبيين كذب المفتري فيما اشتراه على الامام الاشعري قال لحوم العلماء مسمومة وعاد الله في منتقصهم معلومة. وهذي لاحظناها في من انتقص العلماء السابقين. لاحظنا من انتقص في وقت الشيخ محمد بن من كان يرمي الشيخ محمد بن إبراهيم من الشباب بالذات المتحمس موجود اليوم الان منهم من هو موجود لكن الله جل لم يجعل لهم ذكرا كما جعل لغيرهم ممن كانوا حول العلما. كذلك من علمائنا القريبين من سماحة الشيخ ابن حميد سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمهم الله تعالى جميعا ورفع درجته في جنته وجدنا من انتقصهم اليوم ليس في عير ولا في نفير الا في كلام فارغ. العلماء يجب ان نكون معهم. لانهم مؤتمنون على حمل الشريعة هؤلاء الذين يتأثرون في الوقيعة في اهل العلم لا يمثلون جهدا ولا علما العلماء يسهرون ليلهم ونهارهم اما في فتوى واما في علم او في نصيحة مذبورة وغير منظورة او في صلات او المشاركة في اشياء تدفع عن الامة الشرور او تصلح او في التعاون مع الامر فيما فيه بر وتقوى ونحو ذلك. فمن اراد الوقيعة فيهم فانما اثمه على نفسه وحسبه ان يكون مع الواقعين في العلماء من الفرق الضالة السابقة. جزاكم الله خيرا. هذا سؤال من من الطالبات عد شيخ محمد ابن عبد الوهاب مظاهرة المشركين ومعاونتهم من نوافل الاسلام. نوافظ من نوافظ الاسلام ما ظابط هذه المظاهرة هذا هو الناقض الثامن من نواقض الاسلام العشرة والشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى لم يذكرها من عنده فهذه النوافذ موجودة في كتاب كشاف القناع عن متن الاقناع بنصها. الشيخ رحمه الله اختصرها. فقوله مظاهرة المشركين يعني ان يكون لهم ظهرا وردءا يدفع عنهم عند القتال. فاذا قام قتال بين الكفار والمسلمين فجاء طائفة من المسلمين يكونون عونا للكافر على المسلم بمظاهرة يعني ان يكون ظهرا للكفار يدفع عنهم ويكون ظهرا لهم لاجل انتصار دينهم فهذا ناقض من نواقض الاسلام. فاولا تفهم معنى وهو ان يكون مظاهرا لهم. قول الشيخ مظاهرة المشركين ومعاونتهم ليست المعاونة وحدها. مكفرة على كل حال. وانما المظاهرة والمعاونة حال الحرب بان يكون ظهرا وردا لهم قاصدا ظهور الكفر على الاسلام وهذا يبينه فعل حاطب رضي الله عنه لما عاون المشركين ببث سر النبي صلى الله عليه وسلم لهم. النبي صلى الله عليه وسلم سار للمشركين فارسل لهم رسالة يقول فيها ان رسول قادم عليكم فخذوا حذركم. وهذا نوع معاونة بل هو نوع من افشاء السر العين للكافر على المسلم لكنه لم يكن مراده بذلك ان ينتصر الكفر على الاسلام. لم يكن مراده بذلك وقصده من ذلك ان ان يظهر الكفار على المسلمين. وانما كان يريد حماية نفسه وماله الذي كان بمكة. لهذا قال لما اكتشفه النبي صلى الله عليه وسلم قال عمر يا رسول الله دعني اضرب عنق هذا فانه قد ناقة. قال دعه يا عمر. يا حافظ كما في الصحيح فصل منه قال يا حاطب ما حملك على هذا؟ دل اولا على ان هذا المقام مقام استفصال. يا حافظ ما حملك على هذا قال يا رسول الله انظر فقه حاظر. قال يا رسول الله والله ما حملني عليه رغبة في الكفر بعد الاسلام ولكن ما من احد من اصحابك الا وله في مكة يد. يدفع بها عن ما له. وليس لي في مكة فاردت ان يكون لي بذلك عند اهل مكة يد. فقال النبي صلى الله عليه وسلم صدقكم يا عمر ان الله اطلع الى اهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم. فمن كان رزقا للمكفار يدفع عنهم حال الهجوم عليهم ويكون بذلك قاصدا ظهور الكفر على الاسلام فانه حينئذ هذا من من نواقض الاسلام. فكلمة الشيخ رحمه الله تفهم بما ذكره فقهاء الحنابل ارجعوا الى شروح الحنابلة فيما ذكروه والى شروح غيرهم والى النصوص الكثيرة في ذلك ان هذا بين والعلماء يقولون ان الله جل وعلا لما ذكر موالاة حاطب للمشركين قال يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم اولياء تلقون اليهم بالمودة. وقد كفروا بما جاء معكم من الحق يخرجون الرسول واياكم ان تؤمنوا بالله ربكم. يعني يخرجون الرسول ويخرجونكم لعلة انكم بالله ربكم. لاحظ في الاية ان الله جل وعلا صدرها بقوله يا ايها الذين امنوا ثم قال تلقون اليهم بالمودة فجعل الالقاء بالمودة ليس مانعا من مناداتهم باسم الايمان. قال تلقون اليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق يخرجون الرسول واياكم. ومع ذلك لم يمنعه ان يصدره بلفظ الايمان قال اه الشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن الحسن ال الشيخ في رسائله لما ظهرت موجة التكفير في ذلك ونقل بعض كلام اهل العلم في ذلك ناداهم باسم الايمان لان هذا النوع من القاء المودة ليس مخرجا من الايمان مع انه مناف لكمال الايمان. وهذا ظاهر بين لانه لا بد من الخروج على الايمان ان يكون قصد الكفر بعد الاسلام. اما اذا كان قصد الدنيا فليس قصد الدنيا بمكفر. شكر الله لكم الغريب ان هذا مثل هذا السؤال يكون بين الطالبات لان الاسئلة هذه بين الشباب اكثر وبهذه المناسبة انا اه نود ان لا يكون كل ما يبحث بين طلبة العلم من الرجال والشباب او بين الاساتذة يبحث عند الطالبات لان المرأة مطلوب منها اشياء في علمها وتعلمها. وليكن طالبات العلم آآ الاستاذات ولمن يشارك في هذا قدوة في عمل تفقيهات الصحابة. عائشة رضي الله عنها وفي عمل ام الكبرى وكذلك ام الدرداء الصغرى وفي غيرها من فقيهات الصحابة فانه كان اكثر اهتمامهن بما ينفع الاسرة وما ينفع الناس فانه اجدى للانتفاع في الحاضر وفي المعاني لكن العلم بما ذكر وجواب ما ذكر سؤال هذا مهم ويشترون على طرح مثل هذه الاسئلة المهمة. مع تحيات مركز الوسائل بوزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد بالمملكة العربية السعودية