اما ان يعجل له ما سأل واما ان يدفع عنه من الشر مثلما دعا. واما ان يدخرها له في الاخرة. قال صحابي من الصحابة لما سمع هذا التنوع في الخير اترككم جميعا لنتعرف على الباب الذي لا يغلق مع فضيلة الشيخ الدكتور خالد المصلح الحمد لله حمد الشاكرين اثني عليه جل وعلا ثناء عباده المقرين بفضله وواسع كرمه وعظيم احسانه له الحمد في الاولى والاخرة وله الحكم واليه ترجعون احمده جل في علاه لا احصي ثناء عليه كما اثنى على نفسه واشهد ان لا اله الا الله اله الاولين والاخرين رب العالمين هو الرحمن الرحيم واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صفيه وخليله خيرته من خلقه بعثه الله بالهدى ودين الحق بين يدي الساعة بشيرا ونذيرا. ما ترك خيرا الا دلنا عليه ولا شرا الا حذرنا منه صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته باحسان الى يوم الدين اما بعد فمرحبا بكم وحياكم الله ايها الاخوة الكرام واسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يبلغني واياكم ما نؤمله من الخيرات. وان يجعلنا من عباده المتقين وحزبه المفلحين واولياءه الصالحين نعم انه باب لا يغلق. نعم انه باب لا يوصد نعم انه باب لا قفل له انه باب رحمة الله جل وعلا انه الله الذي له الحمد في الاولى والاخرة انه الله نور السماوات والارض انه الله الذي بيده ملكوت كل شيء سبحانه وبحمده. انه الله الذي له خزائن السماوات والارض انه الله الذي يده مبسوطتان ينفق كيف يشاء انه الله القائل كما في الحديث الالهي الذي يرويه الامام مسلم من حديث ابي ذر يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم تصور اطلق لعقلك الخيال. ولذهنك الفكر والتأمل يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على صعيد واحد سألني كل واحد مسألته لم ينقص ذلك من ملكه شيئا. الله اكبر الله اكبر ما اعظم جلال ربنا وما قدروا الله حق قدره والارض جميعا قبضته يوم القيامة. سبحانه وبحمده لا نحصي ثناء عليه انه باب لا يغلق انه ذاك الباب الذي تستمطر منه الخيرات. وتستجلب منه المبرات. ان مفتاح ذلك الباب هو الدعاء الذي قال فيه ربكم جل وعلا واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداعي اذا دعان. فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون ان ذلك الباب هو باب ربنا سبحانه وبحمده انه باب يدرك به العباد خير الدنيا والاخرة. يدركون به لذة في قلوبهم وسعادة في خواطرهم وتيسيرا لامورهم وانشراحا لصدورهم واستنارة لطرقهم وادراكا لمطلوبات وامنا مما يرهبون ويخافون ثم بعد كل هذا انهم يدركون به جنة عرضها السماوات والارض. اعدها الله لاوليائه الصالحين وعباده المتقين انه باب عظيم لا مغلق له انه باب رحمة الله جل وعلا لكن المفتاح الذي يفتح به هذا الباب وتدرك به تلك الخيرات هو الدعاء. وقد قال ربكم واذا سألك عبادي عني فاني قريب. تأمل هذه الاية الكريمة فانه من عظيم قرب الله لعبده الداعي ان ازال الواسطة بينه وبين عباده. فكل المسائل التي ذكرها الله تعالى في كتابه مما سئله النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم يأتي فيها الجواب بالامر بالقول للنبي صلى الله عليه وسلم. يقول الله تعالى على سبيل المثال يسألونك عن الاهلة قل هي مواقيت للناس. يقول جل وعلا ويسألونك ماذا ينفقون؟ قل العفو. يأتيك كذلك قوله تعالى يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير. كل تلك المسائل جعل الله تعالى بينه وبين القه السائلين واسطة وهو النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم فامره بالقول الذي يبلغ به عباد الله جواب رب العالمين. لكنه في مقام الدعاء لم يجعل الله تعالى بينه وبين عباده واسطة. بل قال واذا سألك عبادي عني فاني قريب. لم يقل وقل اني قريب او قل اني قريب ذاك لقرب الله جل وعلا من وانه سبحانه وبحمده لا يحجبه عن عباده حاجب بل هو سبحانه وبحمده القريب من الداعي. ولذلك كان اقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد. كما جاء ذلك في الصحيح من حديث ابي هريرة ان الساجد شأنه الدعاء فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح من حديث ابن عباس واما السجود فاكثروا فيه من الدعاء فقمن اي جدير وحري ان ان يستجاب لكم. انه باب لا يغلق باب ربنا سبحانه وبحمده. فينبغي لكل من رغب في الخير. وامل في البر ان يتعرض الله تعالى ويتعرض لخيراته ومبراته وعطاياه ومواهبه رأى وهب ابن منبه رجلا واقفا على باب بعض الكبراء يسأله ويطلب منه حوائجه فقال له يا هذا ويحك وهي كلمة ترحم وتلطف مقابل كلمة ويلك. قال له ويحك تأتي من يغلق عنك بابه ويظهر لك فقره ويواري عنك غناه اي يخفي عنك الغنى. وتدع من يفتح لك بابه ومن يظهر لك غناه ومن يقول لك ادعني استجب لك. الله اكبر. انه باب عظيم يتعرض الله فيه للسائلين فما من ليلة في الثلث الاخير من الليل الا ينزل ربنا رب السماوات والارض الى السماء الدنيا هو الغني عنا وعن عباداتنا ينزل جل في علاه فيقول هل من داع فاجيبه هل من سائل فاعطيه؟ هل من مستغفر فاغفر له الله اكبر انه باب لا يغلق انما يغلقه الانسان بغفلته واعراضه عن ربه. روى ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من فتح له منكم باب الدعاء فتحت له ابواب الرحمة يا اخي الكريم كلام النبي صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه من فتح له باب الدعاء فتحت له ابواب يفتح يقابله ابواب وذاك عطاء الكريم المنان فتحت له ابواب الرحمة. انها ابواب كثيرة يدرك بها الانسان خير الدنيا وسعادة الاخرة. لكن افضل وخير ما يعطاه العبد هو ان يسأل الله العافية. ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم وما سئل الله شيئا يعطى احب اليه من ان يسأل العافية لان العافية هي السلامة استقامة هي صلاح الحال في الدنيا وفي الاخرة. ان طاووس وهو من كبار سلف الامة الصالحين يوصي عطاء وهو من السلف الصالحين والائمة الاعلام يقول اياك وهذه وصية عالم لعالم يقول اياك اياك ان تطلب حوائجك ممن اغلك ممن اغلق بابه دونك ويجعل دونه حجابا يحجبون عنك مطلوبك. وعليك بمن بابه مفتوح وهو رب العالمين سبحانه وبحمده هذا باب مفتوح لا يغلق الى يوم القيامة. فالله جل وعلا بالخير الى عباده مسارع سبحانه وبحمده فالخير منه نازل وهو لا تنفك عطاياه ومننه ورحماته ان تصيب احد من عباده بل رحماته على العباد نازلة وما بكم من نعمة فمن الله من اجرى الدموع الدماء في عروقنا من يسر لنا قوانا وحركاتنا وسائر تنقلاتنا. انه الله هذا الذي بادرنا بالعطاء قبل السؤال سبحانه وبحمده. ايها الاحباب هذا المفتاح مفتاح عظيم له شأن كبير عند رب العالمين. ان الله سبحانه وتعالى يقول امرا رسولا ان يبلغ الناس. يقول جل وعلا وقال ربكم وهذا المبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال ربكم ادعوني استجب لكم. ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين. هذا رب العالمين يبين لنا عظيم منزلة الدعاء. وارتفاع مكانته. ويقول جل وعلا وقال ربكم ادعوني فهو قد امرنا بالدعاء ثم توعد المعرضين عن الدعاء بعذاب اليم وعقاب كبير فقال سبحانه وبحمده وقال ربكم ادعوني استجب لكم ان الذين يستكبرون عن عبادتي اي عن دعائي سيدخلون جهنم داخرين وقد جاء في السنن من حديث ابي هريرة ان ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من لم يسأل الله يغضب عليه. من لم يسأل لله يغضب عليه وهذا يشمل مسائل الدنيا ومسائل الاخرة. ان من لطيف حكمة الله تعالى ان جعل الدعاء في هذه المنزلة فهو الذي تستجلب به الخيرات وقد امرنا به فقال ادعوا ادعوا ربكم تضرعا وخفية انه لا يحب المعتدين. ان الله جل وعلا رفع مكانة الدعاء ومنزلته. وجعله سببا الثناء فقال في ثناء في ثنائه اللطيف على عباده واوليائه. يقول سبحانه وبحمده انهم كانوا يسارعون في الخيرات. ويدعوننا رغبا ورهبا ثم انظر الى الى اولئك الذين اعد الله لهم قرة العين في الاخرة يقول جل وعلا تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا. هؤلاء على هذه الحال من الرغبة فيما عند الله تعالى اي اي خوفا من وبال عقابه وطمعا في في جزيل عطائه وثوابه. ان الله لما ذكر عباده الرحمن ووصفهم باوصاف جليلة عظيمة كان من الوصف المتكرر لهؤلاء في اول الاوصاف واخرها انهم اهل مسألة واهل دعاء والحاح على الله تعالى وانزال للحاجة به سبحانه وبحمده. فكان من اوصافهم ان ذكر الله تعالى عنهم والذين يقولون اصرف عنا عذاب جهنم ان عذابها كان غراما. ثم انهم قالوا في اخر دعائهم ربنا هب لنا من ازواجنا وذرياتنا يا قرة اعين واجعلنا للمتقين اماما. والله تعالى قد وصف اولي الالباب في كتابه باوصاف منها انه قال سبحانه تعالى الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والارض ربنا وهذا دعاء تعال وتضرع ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار. هؤلاء شهد الله تعالى لهم بانهم اولو الالباب. فاثنى سبحانه وبحمده ان الله ايها المؤمنون وايها الاخوة الكرام يسأله كل من في السماوات والارض كل يوم هو في شأن سبحانه وبحمده يسأله من في السماوات ومن في الارض من الملائكة والانس والجن الطائع والعار المؤمن والكافر كلهم ينزلون حوائجهم به ويسألونه وهو يعطي سبحانه وبحمده لا يمن على عباده بعطاء ولا يحجب وعنهم سبحانه وبحمده شيئا لعجز او فقر فهو الغني الحميد وهو على كل شيء قدير. ان الدعاء وهو المفتاح الذي تستمطر به الخيرات ويدرك به هذا الباب الذي لا يغلق انه في منزلة كبرى قد قال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم في بيان عظيم منزلة الدعاء وارتفاع شأنه. قال صلى الله عليه وسلم كما في حديث النعمان ابن بشير دعاؤه هو العبادة الدعاء هو العبادة. وتأمل كيف يكون الدعاء هو العبادة. ان النبي صلى الله عليه وسلم هذه الجملة في ميزان كلام العرب من من الجمل التي تفيد الحصر يعني لا عبادة الا بدعاء هذا معنى قولي الدعاء هو العبادة. وقد جاء الحصر من عدة اوجه لكن المقصود انه لا دعاء لا عبادة لا يتحقق الانسان بان يكون عبدا لله سبحانه وبحمده. الا اذا حقق هذا الدعاء وهذا الوصف وهذا لك عظيم منزلة الذكر والدعاء وانزال الحاجة بالله تعالى يا اخواني ما منا الا وله حاجة ما منا الا وله طلبة ما منا الا وله مسألة فبه تنزل سبحانه وبحمده هو الصمد. اتعرفون من هو الصمد؟ قل هو الله احد الله الصمد اي الذي تنزل الخلائق حوائجها به سبحانه وبحمده. هو الغني الذي كمل في غناه. فمن اراد شيئا فلينزل بالله تعالى حاجته. ليس شيء اكرم على الله من الدعاء. يقول النبي صلى الله عليه وسلم كما في المسند والسنن من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ليس شيء اكرم على الله من الدعاء. انه في منزلة عليا منزلة سامية عند رب العالمين ان يكون العبد متضرعا الى الله تعالى منكسرا والسر في ان الدعاء هو والعبادة وانه كريم على الله لانه به تظهر حقيقتان الحقيقة الاولى فقر العباد الى ربهم. يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله. مهما اغتنى الانسان مهما كثر ما له مهما عظم منصبه مهما كثر خوله و خدمه ومن تحت يده كل اولئك لا يخرجون عن قول الله تعالى يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله يظهر هذا الفقر بدعاء الله تعالى وسؤاله وانزال الحاجة به. ايضا فيه اظهار كمال غنى الرب اذ يسأله الشريف والوظيع. يسأله الحاكم والمحكوم. يسأله الغني والفقير. كلهم عند بابه من يخيب وله سائلين سبحانه وبحمده لا يخرج عن هذا صغير او كبير. ولذلك لا تعجب اذا رأيت والكبراء يرفعون ايديهم الى رب الارض والسماء هذا سيد ولد ادم. خير الخلق نبينا محمد صلى الله عليه وعلى اله سلم تفقده عائشة ذات ليلة من فراشه فتتطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس هناك اظاءة ولا مصابيح ولا انوار فتقع يداها يدها على قدميه صلى الله عليه وسلم. منصوبتين وهو في مصلاه. تدرون ماذا يقول خير الخلق وهو ساجد انه يقول اعوذ برضاك من سخطك. وبمعافاتك من عقوبتك. وبك منك لا احصي ثناء عليك انت كما فاثنيت على نفسك الله اكبر هذا سيد الخلق الذي له من الجاه والمكانة ما ما بلغه الله تعالى اياه فرفع ذكره عنه الوزر واعلى شأنه واظهر ملته وهو صاحب المقام المحمود واللواء المعقود هو الذي يشفع في خلائق يوم العرظ على الله تعالى بعد ان يعتذر الانبياء والرسل اولو العزم من الرسل يعتذرون فيقول انا لها انا له مع ذلك تجده زوجته وهو ساجد في مصلاه يقول اعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك كمنك لا احصي ثناء عليك ثم في تضرعه ودعائه كيف كان؟ في استسقائه كان يرفع يديه حتى يبدو بياض ابطيه صلى الله عليه ان الله اذا ان العبد ان يستجاب للعبد المؤمن ما لم يدعو باثم ولا قطيعة رحم. الحديث اذا دعا العبد بغير اثم ولا قطيعة رحم فاز بواحدة من ثلاث خصال وعلى اله وسلم في اظهار الفقر والحاجة الى الله فلا نعجب ولا ينبغي ان نرتاب في حاجتنا جميعا الى ربنا سبحانه وبحمده ان الدعاء من اعظم ما يدفع به القدر المؤلم الذي يكرهه الانسان. وقد جاء في ذلك قول النبي صلى الله عليه وعلى وسلم كما في السنن ومسند الامام احمد ولا يرد القدر الا الدعاء. فان الدعاء والقدر لهما شأن كما جاء في بعظ الروايات يعترجان الى يوم القيامة. في دفع دعاء العبد ما قدره الرب جل وعلا والكل في قضاء الله وقدره ان كل شيء خلقناه بقدر. ان الدعاء له منزلة عظيمة اعلم انك اذا اردت مطلوبا او احتجت الى كشف كربة او قضاء حاجة فليس معك ولا بيديك شيء اعظم من الدعاء فهو اعظم الاسباب وهو امضى الاسباب التي تدرك بها المطلوب. انت الان لما يقال لك هذه معاملة في الدائرة الفلانية ويمكن ان تقضيها من خلال الموظف الفلاني. لكنك تعرف رئيس الدائرة ولك به صلة حسنة. وتعرف ان له من القدرة الصلاحية والامكانية ما يمضي معاملتك وينهي حاجتك. اتذهب الى ذاك الذي في ادنى السلم ام تقسط تقصد اعلى من في الهرم وفي الهيكل الاداري في تلك المؤسسة لقضاء حاجتك انك تذهب الى ذاك وتترك الادنى وهذا هو شأننا في حوائجنا. كل الخلق لا يخرج عنهم احد المالك والمملوك. كلهم عبيد لله تعالى. هم اسباب لامضاء قدر الله جل وعلا. فاذا اردت شيئا فانزل حاجتك بالله. ليس بينك وبينه حجاب واذا سألك عبادي عني فاني قريب قريب منك اذا دعوته فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون. ان اعظم ما تدرك بها المطلوبات هو الدعاء والدعاء وباب الله الاعظم كما ذكر ذلك جماعة من اهل العلم. وهو سلاح المؤمن الذي لا يخيب عند النوائب والنوازل الدعاء باب عظيم ومفتاح كبير يفتح به الانسان ابواب الرحمات. لكن هذا الباب يغلق عندما نغفل يغلق عندما نعرض يغلق عندما نتكاسل عن انزال حوائجنا بالله تعالى ثم نركن الى الاسباب المادية ان الدعاء من عظيم منزلته انه به تستدفع العقوبات. يقول الله تعالى في محكم كتابه في ما ذكره من اسباب دفع العقوبة. قل ما يعبأ بكم ربي لولا ايش؟ دعاؤكم. ويقول سبحانه بحمده وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون. ان الله تعالى يدفع عن الانسان من الكرب والضيق والكدر الاقدار المؤلمة بدعائه ما يدرك به الخير كله. ان اعظم ما تدرك به السعادة الدعاء. ولذلك يقول الله تعالى في ما قصه من خبر زكريا ولم اك بدعائك ربي شقيا. لم اكن بدعائك هنا للسببية اي بسبب دعائي لك وانزال حاجتي بك لم اكن بدعائك ربي شقيا. وقد قال ذلك خليل الرحمن مترجيا من ربه ان يدفع عنه الشقاء عسى ان لا اكون بدعاء ربي شقيا. ان الدعاء وانزال الحاجة بالله تعالى انزال المطالب به وسؤاله قضاء الحوائج هو من اعظم ما يستدفع به الشقاء وتجلب به السعادة والانشراح ان في الدعاء لذة لو لم يكن في سؤال الله وانزال الحاجة به الا ان تدرك هذه اللذة لكان ذلك كافيا. ذلك كأن العبد يا اخوان اذا رفع يديه وخلا بربه وسأله حاجته وجد في قلبه انشراحا وجد في قلبه سكونا وجد في قلبه طمأنينة لانه يناجي رب العالمين يناجي ملك الملوك يناجي من بيده الاولى والاخرة من له ملك السماوات والارض. يناجي الذي اذا شاء انما امره اذا اراد ان يقول له كن فيكون. هذه اللذة التي يرتفع بها الايمان. يزيد بها التقوى في قلب تزيد بها التقوى والاحسان في قلب العبد. هي من اعظم نتائج الدعاء وفوائده. على ان الله تعالى حيي كريم لا يخيب من انزل حاجته به. ان من عباد الله من خلق الله على ظعفهم تقصيرهم وما هم فيه من شح الا ان منهم من لا يرد سائلا اذا سأل ولا يرد طالبا اذا طلب فهذا العبد فكيف حال الرب الاكرم؟ كيف حال اكرم الاكرمين سبحانه وبحمده؟ انه لا يخيب من نزل انزل به حاجته جاء ذلك في اخبار كثيرة منها ما رواه سلمان عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ان الله حيي كريم اذا رفع عبده اليه يديه لم يردهما صفرا اي خاليتين من الخير بل لا بد ان ان يعود بخير وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم هذه الخيرية في حديث ابي سعيد وحديث ابي هريرة وحديث ابن مسعود وجملة من الاحاديث اوفاها واشملها حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه يقول النبي صلى الله عليه وسلم اما ان تعطى مسألتك واما ان يدفع الله عنك من الشر مثل ما سألت. واما ان يجعلها الله تعالى خيرا لك في الاخرة اجرا لك في الاخرة هذا غير ثواب الدعاء الدعاء نفسه عبادة يؤجر عليها العبد. لكن فيما اذا تأخرت مسألته او لم يعطيه الله تعالى ما سأله فان الله تعالى يدخر ذلك اجرا له في الاخرة. قال الصحابة يا رسول الله اذا نكثر اذا كانت هذه هي حالنا اننا بينها واحدة من ثلاث خصال فاننا نكثر اي نكثر من الدعاء فماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال الله اكثر. الله اكثر من سؤالكم فبيده ملكوت كل شيء وهو سبحانه وبحمده الغني الحميد الذي له الحمد كله لا يحصي عباده ثناء عليه سبحانه وبحمده. هذا الدعاء يا احبابي هذا السؤال يكون من العبد بطرق واحوال. منها ما يكون الى نفحات الله تعالى بالثناء عليه وتمجيده وتقديسه دون ذكر الحاجة. ااذكر حاجتي ام قد كفاني حماؤك ان شيمتك الحباء. هذا اذا كان مقول في بعظ الخلق انه ما يحتاج انك تسأله وتقول اعطني انما يكفي انك تتعرظ له بنوع من التعرض حتى يعرف ما ما تحتاج فيعطيك فكيف برب العالمين؟ ان من السؤال ما يكون ثناء على الله تعالى حمدا وتمجيدا وتقديسا وهذا سؤال يدرك به العبد خير الدنيا والاخرة. ولذلك جاء في الحديث من ذكري عن مسألتي اعطيته خير ما اعطي السائلين. معنى هذا الحديث ان العبد اذا اشتغل بالثناء على الله عن ان اذكر حاجة فان الله من كرمه وعظيم جوده وعلمه بما يصلح عبده يبلغه ما سأل ولو لم يسأل. ااذكر حاجتي قد كفاني حباؤك اي عطاؤك ان شيمتك ان شيمتك الحباء اي العطاء فهو الذي ينفق بالليل والنهار يداه جل وعلا بالخير. ان الله سبحانه وبحمده لم يجعل بينه وبين عباده حاجبا. يحجب عنهم الخير ويعطل حاجاتهم بل كل من سأل وانزل به الحاجة يدرك ربا قريبا. يعني قرب الملوك منقبة راحة للناس قرب الاشراف والكبرى في الدنيا يفرح بها الخلق. فكيف بقرب رب العالمين؟ ان قرب رب العالمين يدرك وهذا قرب خاص للداعي والساجد يدرك بان يحقق العبد الذل والانكسار لربه سبحانه وبحمده. ان الله سبحانه وبحمده يعطي وهذا العطاء يكون كما ذكرت باوجه اما ان تسأله سبحانه وتعالى بالتعرض عليه جل وعلا وتقديسه وتمجيده كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعرض لله تعالى بالثناء عليه ومن الادعية ما ليس فيه ذكر مسألة انما هو ثناء مجرد كما ذكر من حفظ السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم في دعاء الاستفتاح وغيره ليس هناك دعاء يعني راكع تقول سبحان ربي العظيم. سبوح قدوس رب الملائكة والروح. سبحانك اللهم ربنا وبحمدك. وما اشبه ذلك. اللهم لك ركعته بكامنت ولك اسلمت خشع لك سمعي وبصري ومخي وعظمي وعصبي وما اقلت قدمي كل هذه الاذكار هي نوع من الدعاء انما اهو دعاء بالتعرض لما في يد الله تعالى من الخيرات. من الدعاء ما يكون فيه عرظ المسألة وانزال الحاجة بالله تعالى واضحة صريحة ومن ذلك ربنا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين. ومنه ايضا رب زدني علما ومنه ربنا اصرف ان عذاب جهنم هذا فيه ذكر المسألة على وجه التحديد. ومنه ما يجمع الله تعالى فيه بين الامرين بين الثناء عليه وبين السؤال الحاجة وكل هذا في كلام الله تعالى. ومن امثلة النوع الاول الذي ليس فيه ذكر حاجة محددة انما فيه ثناء على الله دعاء يونس وهو خير الدعاء لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين. هل هذا سأل مسألة محددة؟ جاءه الفرج واخرج من بيت من بطن الحوت بهذه الدعوة التي لم يذكر فيها طلب الانجا انما فيها الاقرار بعظيم حق الرب والاقرار بتقصير العبد. وهنا نذكر ثالث انواع المسائل وهو ان يصف الانسان حالته. يعني انت اذا سألت الله صف حالتك لربك اظهر فقرك الي اظهر تقصيرك له جل وعلا ومنه ما جاء في دعاء موسى عليه السلام حيث قال لما خرج خائفا وجلا من فرعون بعدما جرى من قتل القبطي ماذا قال؟ ربي اني لما انزلت من خير فقير اعلان الافتقار لله تعالى اعظم الابواب التي تدخل بها على ربك. ولذلك كان كنز الجنة ما هو؟ لا حول ولا قوة الا بالله. انه كنز والكنز هو المال الثمين. والشيء النفيس الذي يبحث عنه الناس ويطلبونه كنز الجنة ان تقول لا حول ولا قوة الا بالله لان فيه اعلان تمام الافتقار الى رب الارض والسماوات وانه ما لك حول يعني ليس لك تحول من حال الى حال ولا قوة على هذا التحول من اي حال الى اي حال الا وهذا من اعظم اسباب وطرق اعلان الافتقار لرب الارض والسماوات. ان هذه الطرق في الدعاء ينبغي ان ان نستشعرها عند دعائنا حتى ندرك يا اخواني اننا في عبادة وفي لذة وفي مناجاة ونستكثر من الدعاء ثناء على الله تعالى طريقة من طرق الدعاء. وصف الحال طريقة من طرق الدعاء اعلان الحاجة والتصريح بها طريقة من طرق الدعاء كل هذه من الطرق التي يسأل بها رب الارض والسماء يقول قائل وهذا في في لسان كثير من الناس قديما وحديثا سألنا فلم نجب. دعونا ولم نعطى. نقول يا احبابي ويا اخواني ان للدعاء ادابا ينبغي للمؤمن ان ان ان يتحلى بها وان يحرص عليها وهي كثيرة لكنني اذكر اعظمها واكبرها الا وهو حسن الظن بالله جل وعلا. من احسن ظنه بالله فليبشر رب كريم بيده ملكوت كل شيء سبحانه وبحمده اما من اساء الظن بالله ودعا ليلا ونهارا فان ذلك من اسباب منع الاجابة. روى الامام البخاري ومسلم في صحيحهما من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انا يقول الله تعالى النبي يحدث عن الله وهو حديث الهي قدسي يقول الله تعالى انا عند ظن عبدي بي. وتأمل هذه وانظر في قلبك كيف هو الله في قلبك ما هو ظنك بالله؟ من ظن بالله انه الغني انه الكريم انه القدير والله لا يخيب. ومن ظن ان الله يمنعه ولا يعطيه فهذا ظنك بالله والله لك كما ظننت فمن ظن بالله خيرا ادرك ومن ظن غير ذلك فلا يلومن الا نفسه. هذا اعظم اسباب الدعاء. طيب كيف نحقق حسن الظن بالله تعالى في مقام الدعاء نحققه بامرين يا اخواني. الامر الاول ان نعتقد كمال غنى الله تعالى. فاذا منعك الله شيئا لا تظن انه لفقر بل الفقر هو فقرنا. والله هو الغني الحميد. الذي له ما في السماوات وما في الارض الثاني ان الله تعالى على كل شيء قدير. فهو على كل شيء قدير سبحانه وبحمده انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون. اذا ملأنا قلوبنا اثناء السؤال والطلب بانه هو الغني وانه هو القدير وانه لدعواتنا مجيب سبحانه وبحمده وانه لا يمنعنا عجزا كما لا يمنعنا فقرا فاننا ندرك الخير من الرب سبحانه وبحمده من اداب الدعاء ان يكثر العبد من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في دعائه. فان سؤال الله تعالى دون صلاة الصلاة على النبي صلى الله عليه عليه وسلم من اسباب منع اجابة الدعاء. وقد جاء ذلك في حديث فضالة بن عبيدة ان النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا يصلي ثم بعد ان صلى قال اللهم اغفر لي وارحمني وعافني. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم عجلت. يعني استعجلت في في الطلب اذا صليت فاحمد الله بما هو اهله وصلي علي ثم ادعه. وهذا هو الادب الان نحن في صلاتنا. اذا جلسنا في اخر الصلاة بدأنا بحمد الله التحيات لله والصلوات والطيبات كل هذا حمد وثناء وتقديس وتمجيد الله تعالى ثم عطفنا على ذلك اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد الى اخر الصلاة الابراهيمية ثم بعد ذلك يفتح لك باب الدعاء وهو من اعظم مواطن الاجابة فان مواطن الاجابة كثيرة من اعظمها واقربها حصولا هو ان تجلس بين يدي ربك فسبحانه وبحمده وقد نصب رب السماوات والارض وجهه للمصلي كما جاء في الخبر في الصحيحين من حديث ابي هريرة وغيره ان الله ينصب وجهه لعبده المصلي اذا قام العبد فان الله تعالى قبل وجهه ثم تنزل حاجتك بالملك الذي بيده ملكوت كل شيء بعد الحمد عليه والثناء تقول اللهم اني اعوذ بك من عذاب القبر ومن عذاب جهنم وفتنة المحيا والممات وفتنة المسيح الدجال وهذا يجمع لك خير الدنيا الاخرة ثم تسأل ما شئت من مسائل الدنيا ومسائل الاخرة صلاح الاولاد الازواج صلاح المال كثرة الخير وما اشبه ذلك كله بعد هذا الادب العظيم الذي يتضمن الدعاء بعد الحمد لله تعالى والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وقد جاء في حديث عمر رضي الله عنه لان النبي سألناه قال كل دعاء موقوف بين السماء والارض حتى يصلى فيه على النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم وجاء هذا مرفوعا من حديث علي انه قال كل دعاء محجوب حتى يصلى فيه على النبي صلى الله عليه وسلم. تحري اوقات الاجابة واحوال الاجابة الاحوال والاوقات لان عندنا احوال وعندنا اوقات. الاوقات مثلا الاسحار وبالاسحار هم يستغفرون. ادبار الصلوات هذا من الاوقات بين الاذان والاقامة قام هذا من الاوقات هناك احوال كحال السفر وحال الصيام وحال الظلم ووقوع الظلم على الانسان وحال الشدة اضطرار كل هذه من مواطن الاجابة ولذلك يجيب الله المضطر ولو كان غافلا بل ولو كان كافرا مشركا به. وقد قال الله تعالى من يجيب المضطر اذا دعا فاذا كنت في ضرورة فاظهر ضرورتك لله واعلن حاجتك له سبحانه وبحمده وامل منه الخير والعطاء سبحانه وبحمده ما الذي يمنع الاجابة؟ هل هناك ما يمنع من اجابة رب العالمين؟ هل هناك ما يغلق هذا الباب؟ نعم. ان اعظم ما يمنع الخير عن اب في سؤاله لربه ان يسيء الظن بالله تعالى. فان اساءة الظن به سبحانه وبحمده من اسباب منع اجابة الدعاء وعدم حصول المطلوب. ان من اسباب منع الاجابة يا اخواني وهذا كثير في دعاء الناس الاعتداء في الدعاء وهذا يغفل عنه كثير من الناس. فيدعو الله يقول ما اجابني الله. طيب يا اخي انت معتدي في دعائك الله تعالى يقول وادعوا ربكم تضرعا وخفية ثم قال انه لا يحب ايش؟ المعتدين. كيف يكونون معتدين؟ الاعتداء اما ان يكون بنفس الدعاء نفس المسألة فيها اعتداء. او وان يكون بصفة الدعاء او ان يكون حال الداعي هذه كلها من صور الاعتداء. فمن الدعاء في من الاعتداء الدعاء على سبيل المثال ان يسأل احد الله تعالى ان يجعله خالدا مخلدا هذا مستحيل. انك ميت وانهم ميتون فمن دعا بهذا الدعاء فقد سأل الله تعالى امرا واعتدى في دعائه. ان يسأل الله تعالى المستحيلات الشرعية او المستحيلات القدرية كل هذا من الاعتداء في الدعاء. من الاعتداء في الدعاء ان يستعمل في فيما يتعلق بالاسلوب ان يستعمل شيئا غير مشروع كان يتوسل بمن يتوسل بمن لا يجوز التوسل به او ما اشبه ذلك من وسائل الدعاء التي تكون في اللفظ فيسأل الله تعالى باوصاف لا لا يوصف بها او ما اشبه ذلك من وسائل واوجه النقص الحاصلة في دعاء الناس ومسائلهم. ايضا من الموانع التي تتعلق بالحال ان يكون الانسان مسرفا على نفسه في اكل ما حرم الله تعالى فان اكل المحرمات من اعظم ما يمنع الدعاء وهنا يقول الله تعالى يقول الله تعالى يا ايها الذين امنوا كلوا من الطيبات واعملوا صالحا قرأ النبي صلى الله عليه وسلم هذه الاية ثم قال وذكر كما في الصحيح من حديث ابي هريرة ذكر الرجل يطيل السفر وانظر الى هذه الحال تأمل يا اخي رجل يطيل السفر هذا وصف نبوي اشعث اغبر يعني من شدة العناء والمشقة سوء الحال في سفره انه اشعث اغبر الغبار قد علا ورأسه قد تفرق من شدة عهده بالماء والتنعم يمد يديه الى السماء. وهذا فيه اعلان الافتقار والظرورة الى الرب جل وعلا. يا رب يا رب يسأله بايش؟ بصفة الربوبية التي تقتضي ايصال الخير لكل عبد. لان ربوبية الله عامة الحمد لله رب العالمين. فالربوبية لا تخص مؤمنا عن غيره. بل هي عامة ولذلك يتوسل الى الله تعالى بها ثم مع هذا لا يجاب لماذا لا يجاب؟ يقول النبي صلى الله عليه وسلم ومطعمه حرام ومشربه حرام وغذي وملبسه حرام ذكر ثلاثة اشياء تلابس البدن. المطعم والمشرب هذا من تكوين البدن. ثم ذكر ملبسه حرام وهو اقرب ما يباشر البدن من الاشياء والممتلكات ثم قال ما قال المسكن وتأمل لان هذي اقرب الاشياء للانسان التي تتوحد تنتقل معه وتذهب وتأتي ثم قال وغذي بالحرام ايش معنى بالحرام يعني شبع من الحرام في مأكله وفي مشربه وفي ملبسه ثم يقول النبي صلى الله عليه وسلم فانى يستجاب لذلك يعني كيف يبعد ان يستجاب لمن هذه حاله. فاعظم ما يمنع اجابة الدعاء المال المحرم. وانت اذا نظرت في احوال كثير من الناس تجد انه لا يفرق بين الحلل والحرام فيما يتعلق بالمال بل الحلال عند كثير من الناس هو ما حل في اليد فما حل في يدك فهو حلال من اي طريق كان وهذا يا اخي اذا كان ابو بكر رضي الله عنه صديق الامة جلس على مائدة فاكل من مال وطعام احضره رقيق عنده فلما سأله منين هذا المال؟ قال هذا مال حصلته او هذا طعام اشتريته بمال قد تكهنت به في الجهل يعني نتاج كهانة والكهانة من المحرمات فان النبي صلى الله عليه وسلم قال الكلب خبيث وحلوان الكاهن خبيث. حلوان الكاهن يعني ما يعطى الذي يخبر بالمستقبلات او يخبر بالمغيبات. فما كان منه رضي الله طبعا الا ان ادخل يده اصبعه في في جوفه ليخرج ما اكل من المال الحرام. ان المال الحرام من من اعظم اسباب منع الخير على الانسان ولهذا ينبغي لنا ان ان نستدرك بالتوبة الى الله تعالى من المكاسب المحرمة ورد المظالم الى اهلية لان الحرام في المال له جهتان اما ان يكون حرام لحق الله تعالى واما ان يكون حرام لحق الخلق وبه ينبغي للعبد فيما تعلق بحق الله ان يتوب ويرجع وفيما يتعلق بحقوق الخلق ان يرد الحقوق الى اهلها. ايها الاحباب انها قضايا وامور نحن بحاجة اليها بامس الحاجة اليها. لماذا؟ لاننا في زمن الدعاء فيه له خصوصية. ليش؟ الله تعالى لما ذكر يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم. ذكر جملة من احكام الصيام. بعد ذلك جاء في منتصف الخبر واذا الكعبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون ثم بعد ذلك عاد الحديث عن احكام الصيام احل لكم ليلة الصيام الرفث الى نسائكم الى اخر ما ذكر الله تعالى من الايات. ذكر الصيام بذكر الدعاء في ثنايا ايات الصوم مما يدل على ان دعاء من الصائم يتبوأ منزلة خاصة توجب دعاء الاجابة الله تعالى وعطاءه واحسانه كرمه سبحانه وبحمده ولهذا جاء في السنن من حديث عبد الله بن عمرو وكذلك من حديث ابي هريرة ان للصائم دعوة وفي بعض الاحاديث ان للصائم دعوة مجابة عند فطره وهذا وان كان في اسناده مقال لكن يبقى ان الصائم له خاصية في الدعاء فينبغي ان نستكثر من الدعاء. يا اخواني ما منكم احد ما منا احد الا وله مسألة اما في نفسه او ماله او اهله او مجتمعه او امته فينبغي ان ننزل الحاجات بالله تعالى في سجودنا في ركوعنا آآ على وجه التبع وفي ادبار صلواتنا وفي اثناء صيامنا وفي اخر ساعة يوم الجمعة وفي آآ هدائات الاسحار كل هذه مواطن للاجابة لنتعرض الى الله تعالى في الخير. واعلم انه ما فيه عبادة من العبادات الا وقد ذكر فيها الدعاء. الصلاة التي هي عمود الدين قائمة على الصلاة ما سميت الصلاة صلاة الا لكونها صلة بين العبد وربه. بالحمد والثناء والدعاء وانزال الحاجة به. الزكاة النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا اخذ من احد زكاة زكاة او صدقة قال اللهم صلي على ال فلان كما اخذ من زكاة آآ ابن ابي اوفى قال اللهم صل على ال آآ ابن ابي اوفى وآآ في الصوم جاء فيه ما ذكرنا من الاية والاحاديث وفي الحج يقول الله تعالى ليس عليكم جناح اذا افضتم من عرفات فاذكروا ثم قال بعد ذكر ايات الحج قال تعالى ومن الناس من يقول ربنا اتنا في الدنيا وما له في الاخرة من خلق. ومنهم من يقول ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. فذكر الدعاء في ثنايا احكام الحج لانه من مواطن اجابة الدعاء ثم قال واذكروا الله في ايام معدودات. عاد في كلامه عن احكام الحج. كل هذا يدل على ان على ان روح العبادات يقوم على الدعاء. فاستكثروا من الدعاء يا اخوان. ولا تحرموا انفسكم من سؤال الله تعالى كل ما تريدونه من خير الدنيا والاخرة تحروا مواطن الاجابة واحوالها وابذلوا قصارى جهدكم في سؤال الله في كل امر. يقول تقول عائشة ان الله لولا يعني سلوا الله كل شيء فانه لو لم ييسر شراك النعل ما تيسر. فان الصحابة كانوا يسألون الله تعالى تسع نعالهم. هل منا ان يسأل الله تعالى السير الذي يربط به اه النعل قليل من يفعل هذا يظن انه خلاص يعني هذا عطاء ما يحتاج الى سؤال ما في شي ما يحتاج الى سؤال سؤال ولما كان الصحابة رضي الله عنهم على علم بهذه المرتبة وكبير منزلتها كانوا يركزون على الدعاء ويكثرون منه حتى ان عمر رضي الله عنه يقول لاصحابه انكم لا تنصرون بكثرتكم انما تنصرون بالله تعالى انما النصر ينزل من الله تعالى وانما ينزل هذا ويستمطر بالدعاء وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم انكم انما تنصرون بضعفائكم بصلاتهم اي بدعائهم. وهذا يدل على ان الدعاء من اسباب حصول النصر. والنصر هنا لا يلزم فقط في النصر الكبير الذي يكون فيه التقاء الصفوف والتحام الجيوش بل حتى في النصر في القضايا الخاصة. كلنا بحاجة الى ان ينصره الله تعالى. ولذلك من الدعاء من افضل الدعاء ما جاء في سنن الترمذي اللهم اعنا ولا ربنا اعنا ولا تعن علينا وانصرنا ولا تنصر علينا يقول شيخ ابن تيمية رحمه الله وهذا الدعاء من اجمع الدعاء. لانه يجمع لك خير الدنيا والاخرة. ومن خير الدعاء الذي كان لا يغادره النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح من حديث انس ان النبي صلى الله عليه وسلم ما دعا دعوة الا دعا بها ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار هذه مقتطفات ولا احب ان اطيل اكثر من هذا على اخواني آآ تتعلق بما يا موظوع الدعاء و خلاصته يا اخواني ان ربنا دعانا لدعائه. فلنقبل على ربنا بحوائجنا الدينية والدنيوية وخير خير ما نسأله الله تعالى ان يصلح قلوبنا وان يسلك بنسبنا الرشاد والهدى. ولذلك قال جماعة من اهل العلم افضل الدعاء دعاء الله تعالى العون على الهداية. وهذا في سورة الفاتحة. اهدنا الصراط المستقيم. صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين فهذا اعظم الدعاء ان يهديك الله اذا هداك الله تيسرت لك الامور وانفتحت لك ابواب الخير اسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يرزقنا واياكم التلذذ بعبادته وان ينظمنا في سلك اوليائه. اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفاف والرشاد والغنى. ربنا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحم لنا كننا من الخاسرين. ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. اللهم انا نسألك ان تجعلنا ممن صام هذا الشهر ايمانا واحتسابا. وممن قام ليالي هذا الشهر ايمانا واحتسابا. وان يوفقنا فيه الى كل خير وان يصرف عنا كل شر. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين