يهتم بشهوته يفعل الفواحش لا تجد عنده حمية لا على عرض ولا على بيت فضلا عن مجتمعنا فكيف يتصور من زان لائق ان يدافع عن البلد او ان ينافح عن العباد والبلاد وحرم السفر بها بدون محرم وتحريم هذا كله شرعا معلوم بادلة قطعية لا تقبل الجدال بل هي اعني الفواحش محرمة في جميع الاديان حتى المحرفة منها بل واكثر الاديان الوضعية يرون تحريم الفواحش فاذا سألنا انفسنا ما سبب تحريم الفواحش حتى في الاديان الوضعية نجد ان مرجع ذلك الى امرين الاول ان هذه الفواحش هي من الامور المخالفة للفطرة والثاني ان هذه الفواحش تضر المجتمعات ولذلك تأبى الديانات حتى الوضعية منها فضلا عن المحرفة فضلا عن الدين الحق ففي كونها من الامور العظيمة. ولذلك فان الشريعة الاسلامية جعلت الفواحش من الكبائر الحمد لله احل الطيبات واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له حرم الخبائث والفواحش والمنكرات. واشهد ان محمدا عبده ورسوله المتمم للاخلاق صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه السادات وعلى من تبعهم باحسان من البريات وبعد فان العاقل دوما يهتم بمجتمعه ويبحث عما يحافظ عليه فيأتي بكل امر حميد ويتجنب كل امر غير رشيد ويتفحص السلبيات حتى يتجنبها ويجنب مجتمعه منها ولهذا نسأل انفسنا سؤالا ما هي اثر الفواحش على المجتمعات كل عاقل يهتم بمجتمعه فعليه ان يحفظ مجتمعه من كل داء ووباء عاجل او اجل كما نرى من تكالب الدول والعقلاء بحفظهم للعباد والبلاد من وباء كورونا وكذلك الامر يجب على كل عاقل مسؤول وكل حاكم ومحكوم ان يسعى في منع الفواحش التي اثارها على المجتمعات عظيمة وقبل الجواب على سؤال ما اثر الفواحش على المجتمعات اذكر نفسي واياكم الى اهمية الزواج فانه ضروري للفرد والمجتمع وذلك لانه سبب عظيم في الحفظ في العفة والحفاظ على النفس وبقاء النوع الانساني ولهذا جاء الامر بالشريعة الغرا بالزواج والترغيب فيه وجاء كراهة العزل عن النساء وجاء تحريم التبتل وعندما نتأمل في المنظومة الاجتماعية التي جاءت بها الشريعة المحمدية المنزلة من السماء نجد انها مجموعة متكاملة صيغة مصاغا صيغة مساغا واحدا لاجل الحفظ حفظ الفرد حفظ الاسرة حفظ المجتمع لبنات بعضها فوق بعض وعندما نتأمل لماذا حرم الله عز وجل الفواحش ندرك ان المقصد الاساس من ذلك ليس لكونه افرغ شهوته في محل محرم فحسب بل لان هذه الفواحش والمنكرات لها اضرار عظيمة على الفرد وعلى المجتمع وما يهمنا في هذه الكلمة ذكر اظرار الفواحش عن المجتمعات وعندما نقول اثر الفواحش على المجتمعات فنقصد من وراء ذلك كل عملية جنسية محرمة شرعا واسبابها الموصلة الى هذه الفواحش فالزنا من الفواحش وعمل قوم لوط وهو الشذوذ الجنسي من الفواحش واتيان البهائم من الفواحش وما يكون سببا الى هذه الامور فهي كلها من الوسائل الموصلة للفواحش فتكون محرمة ولذلك حرم الشرع العظيم الخلوة بالاجنبية والمحادثة بين الرجل والمرأة الاجنبية في خلوة وريبة التي قرنها الله سبحانه وتعالى مرة بالشرك فقد قال سبحانه وتعالى الزاني لا ينكح الا زانية او مشركة والزانية لا ينكحها الا زان او مشرك وقرن الفواحش مرة بقتل النفس فقال جل وعلا والذين لا يدعون مع الله الها اخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق. ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلقى اثامه يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا الا من تاب والعرب سمت الزنا سفاحا ويقولون فلان ولد سفاح اي ولد زنا وذلك لان اصحاب الفواحش لا غرض لهم سوى سفح الماء للشهوة كمن ضيع ماء في غير حرثه وما فاحشة اللواطة والشذوذ الجنسي الا نوعا من انواع الزنا بل هو اشد واعظم خطر لاثارها السيئة ومما اختص من الاثار باللواطة والشذوذ الجنسي انه طريق لي اه اهلاك الحرث والنسل فتنقطع المجتمعات من النماء ويذهب الرجال ولا يخلفون ولهذا اعده الله جل وعلا سرفا عظيما لان فيه ضياعا للاولاد قال الله تعالى عن قوم لوط انكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل انتم قوم مسرفون فلا يوجد مسلم الا وهو يعلم حرمة الفواحش من الزنا واللواط والشذوذ الجنسي لان ذلك موافق للفطر ومجمع عليه في الدين قال الله تعالى ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن اي سواء كانت الفاحشة علنية او سرية وقال جل في علاه ولا تقربوا الزنا انه كان فاحشة وساء سبيلا وحجة بعض الناس في ان هذا امر معتاد صار عليه الناس او ان ذلك حرية فردية فهذه دعاوى باطلة ردها الله تبارك وتعالى بقوله واذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها اباءنا والله امرنا بها قل ان الله لا يأمر بالفحشاء اتقولون على الله ما لا تعلمون وزنا المحارم من اشد الفواحش. قال الله تعالى ولا تنكحوا ما نكح اباؤكم من النساء الا ما قد سلف انه كان فاحشة ومقتا وساء سبيلا والوعيد المترتب على الفواحش كبير وذلك لشناعة اثارها وعظم مخاطرها ولهذا كانت عقوبة الفواحش في الشرع عظيمة ومعلنة وظاهرة وذلك لردع المجتمع عن هذه الفواحش التي اثارها وخيمة ومنها اولا تفكك الاسر وينتج عن تفكك الاسر تفكك المجتمعات فان الرجل اذا رأى من زوجته انه مرتكب الفاحشة فانه لا يستطيع امساكها فيطلقه فيصبح البيت مفككا ينتج عن ذلك الاثر الوخيم الثاني وهو ضياع الاولاد وهذا امر خطير فان اكثر الاولاد يضيعون بسبب تفكك او بسبب عدم مبالاة الوالدين او انشغال كل واحد منهما بنفسه عنهم وينتج عن ضياع الوالدين اثر وخيم ثالث وخيم عن المجتمع الا وهو انتشار الجرائم وذلك لان الذين لم يتربوا تربية صالحة فانهم لا يندفعون عن فعل اي جريمة ولا يرون حياء او خجلا من فعل اي شنيعة ويترتب عن ذلك الاثر الرابع وهو ان الفواحش من اثارها العظيمة ان فيها هتكا للاعراف وهنا نسألوا انفسنا سؤالا للذين يريدون ان يسهلوا الفواحش نقول لهم من منكم يرضاها لنفسه ان تنتهك عرضه او عرض ولده او عرض ابنتي او عرض زوجته او عرظ امه او عرض اخواته او عرض عماته وخالاته فان كان الرجل لا يرضى ذلك في خاصة نفسه فليعلم ان اخوانه من المسلمين لا يرضونه لاهاليهم وخاصة انفسهم ولهذا يجب علينا ان نعلم ان هتك الاعراض امر عظيم. فجاءت الشريعة بحفظ الاعراض بتحريم الزنا وتحريم الفواحش خامسا من الاثار العظيمة والوخيمة للفواحش خلط الانشاء فاذا ما سرى الزنا بين الناس فالمرأة في فراش الزوجية تفعل الفاحشة ثم تحبل وتحمل ثم ينسب الولد الى صاحب الفراش زورا وبهتانا وقد قال جل وعلا عن المؤمنين ولا يأتين ببهتان يفترينه بين ايديهن وارجلهن ومن يقبل ان ينسب اليه ولد غيره سادسا من الاثار الوخيمة للفواحش ذهاب الرجولة والمروءة فان الذي يرتكب الفواحش لا يكون له غيرة فتذهب غيرته لا تجدوا فيه رجولة بل يصل به الامر الى حد كما ذكر ابن الجوزي وغيره انه ربما يصبح قوادا عياذا بالله تعالى وربما يتمنى لو ان اهله وعياله يعيشون كعيشته البهيمية الشهوانية هذا كله من اثار الفواحش من يسار الفواحش ايضا ضياع الحمية الحمية فان الانسان الذي انه لا ينافح ولا يدافع عن اهله وعياله. فكيف ينافح ويدافع عن العباد والبلاد وكثير من العساكر حتى في العصر الحاضر قد انهزموا بسبب انتشار الفواحش واللواط بينهم انهزموا وهم معهم اسلحة فتاكة وقوى من ما يسمى القوة الحربية الحديثة لكنهم انهزموا في عدة حروب متعددة خلال القرن الماضي وخلال هذا القرن وما ذاك الا بسبب ان الحمية غير موجودة في قلوبهم لان الفواحش اثرت فيهم فنسوا الحمية لاسرهم وبلدانهم الاثر الثامن من الاثار الوخيمة للفواحش ضياع الاخلاق وانسياق الفاحش وراء الشهوات وانسياق الفاحشة وراء الشهوات فتجده لا يعرف خلقا ولا يتخلق بخلق حسن ولهذا جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اذا لم تستحي فاصنع ما شئت وهذا من كلام النبوة الاولى فالانسان الذي لا يستحي فيرتكب المحرمات والفواحش والمنكرات فانه يفعل ما يشاء لانه قد تخلق باخلاق رذيلة واتصف بصفات ذميمة الاثر التاسع ان الفواحش في انتشارها سبب لضياع الاوطان وذلك لان كل صاحب فاحشة يهتم بشهوة نفسه فيصبح انانيا لا يبالي بمصلحة الاسر والمجتمعات ولا بمصلحة البلاد والعباد كذلك انتشار الفواحش سبب لضياع الاوطان من الجهة الاقتصادية فان هذه الفواحش ينتج عنها الاوبئة والامراض الخطيرة التي سيأتي ذكرها كذلك تكون على الاوطان عيب عظيم بسبب انشغال الناس بالفواحش عن اه الاخلاق الفاضلة وعن العلوم النافعة فيصبحون اهل شهوات لا حاجة لهم الا اشباع شهواتهم فيضيع علم البلد ويضيع ثروات البلد عاشرا من اثار الفواحش انه سبب لانتشار الجهالات وذهاب العلوم والحضارات وانشغال بسفاسف الامور وانشغال بالشهوة البهيمية الحيوانية فيصبح الرجل او المرأة المتصف بالفواحش لا هم له الا هم البهيمة ان يأكل ويشرب وينام ويفرغ شهوته ليس له مقصد ولا غاية فاي علم سيتعلمه فضلا عن ان يعلمه ومن هنا ندرك ان الامم الغارقة في الشهوات تنتشر الجهالات فيها وتذهب المروءات منها وتظيع اوطانها ولهذا قيل في التاريخ ان اهل روما لما اسرفوا في الفواحش ذهبت مروءاتهم وضاعت حمياتهم ولذلك استطاع اهل اليونان ان يسيطروا على حضارتهم ايضا من اثار الفواحش الوخيمة ان الفواحش سبب للعنة الله تعالى وعقابه واخرت هذا والذي بعده من الاثار لان ذلك من الاثار التي متأخرة في النتيجة او حالة في العقوبة قال ابن مسعود رضي الله عنه لما ظهرت الفاحشة في بني اسرائيل جعل فقهاؤهم وقراؤهم يؤكلونهم ويشاربونهم لا يأمرونهم بمعروف ولا ينهونهم عن منكر فضرب الله قلوب بعضهم على بعض ولعنهم على لسان داوود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون وروى الامام احمد بسند جيد عن ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ولعن الله من عمل عمل قوم لوط ولعن الله من عمل عمل قوم لوط ولعن الله من عمل عمل قوم لوط قالها ثلاثة من اثارها العظيمة نزول عموم البلاء فان الذنوب بعضها عقوباتها فردية وبعضها عقوباتها جماعية ومن الذنوب التي عقوبتها جماعية ظهور الفواحش قال الصديق رضي الله عنه في محضر من الصحابة في خطبته الاولى ولا ظهرت الفاحشة في قوم قط الا عمهم الله بالبلاء وروى الامام احمد وابن حبان في صحيحه عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما ظهر في قوم الزنا والربا الا احلوا بانفسهم عقاب الله وجاء عند الطبراني في الكبير والحاكم في المستدرك وقال على شرط مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما اذا ظهر الزنا والربا في قرية فقد احلوا بانفسهم عذاب الله ومن اثارها الجسيمة ظهور الاوبئة والامراض المستعصية ووالله ما ظهر الوباء في هذه الازمنة الا بسبب ظهور الفواحش فقد روى ابن ماجة في سننه عن ابن عمر رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ولم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها الا نشأ فيهم الطاعون والاوجاع التي لم تكن في اسلافهم الذين مضوا وعند الحاكم من حديث بريدة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ولا ظهرت الفاحشة في قوم قط الا سلط الله عليهم الموت ولما كانت الفواحش لها اثارا عظيمة وجسيمة خاف النبي الكريم صلى الله عليه وسلم على امته منها. كما روى ابن ماجة والترمذي وقال حديث حسن عن جابر رضي الله عنه ان اخوف ما اخاف على امتي عمل قوم لوط وبعد بيان هذه الاثار العظيمة للفواحش فانا نستيقن بانه لا بد من نشر الفظيح وحث الناس على الاخلاق النبيلة والحذر كل الحذر من نشر الفواحش قال الله تعالى ان الذين يحبون ان تشيع الفاحشة في الذين امنوا لهم عذاب اليم في الدنيا والاخرة والله يعلم وانتم لا تعلمون وهذه الاية فيمن احب ان تظهر الفواحش فكيف بمن فعلها وسعى فيها او كان سببا في ظهورها وعلى كل انسان عاقل ان يجدد التوبة من هذه الفواحش فانها طرق غواية وسبل للشياطين في العماية وان يسارع العبد في الاوبة حتى نحافظ على اعراضنا وعلى اسرنا وعلى مجتمعاتنا وعلى اوطاننا والله نسأل ان يحفظنا بحفظه وان يكلأنا بفضله وان يشملنا برحمته وصل اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. والحمد لله رب العالمين