الناس بصومه وهذا دليل على ان الارادة في رمظان تكون كافة عن الشر وهذا هو حقيقة الصوم ان الصائم في وقت صومه لا يرتكب الفواحش لا يرتكب الاثام ومن علامات الحمد لله رب العالمين احمده سبحانه ولي الصالحين المتقين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن سار على نهجه واقتفى اثره الى يوم الدين وبعد فهذه كلمة عن الارادة في رمضان كلنا نعلم ان الايرادات تقوى في شهر الخيرات وذلك لعدة اسباب وعوامل خارجية وداخلية منها ان الشياطين مصفدة وان ابواب الجنة التي يرغب فيها المؤمنون مفتوحة وان الطاعات سهلة يسيرة ومنها ما يجده المؤمن من قوة الارادة بسبب بعده عن الملهيات وترك المشغلات فتجتمع القوة الجمعية لارادته فتكون ارادته متوجهة الى جهة واحدة ومن اصبح وارادته متوجهة الى شيء واحد كان اقوى واجدر في تحقيق الامور و تيسير المأسور والوصول الى الحجور والى ما فيه الغبطة والسرور من كانت ارادته مجتمعة ليست كمن ارادته متفرقة فمن الناس عياذا بالله من يصبح وهمه الدنيا فحينئذ ارادته ليست مجتمعة الى رضا الله تبارك وتعالى بخلاف من اصبح وهمه وفكره وارادته كيف يرضي ربه تبارك وتعالى هذه الارادة التي نراها في رمظان قوية ينبغي ان نجعلها كذلك في غير رمضان ان نقوي عزائمنا وايراداتنا ونعلقها في المرادات العظيمة الباقية الجنة ورؤية الله تبارك وتعالى الارادة في رمظان انما تتقوى بهذه العبادات فرمضان مدرسة لتقوية الارادة وصلابتها فالمسلم يعلم انه يتقوى بهذه الطاعات ومن الامور التي يجد القوة فيها قوة ارادته وقد قال عليه الصلاة والسلام المؤمن القوي احب الى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير فهنا ينبغي للانسان المسلم ان ينظر الى قوة ارادته فانا النتائج الكبيرة العظيمة متعلقة بالايرادات القوية الجسيمة و ليس من ارادته متعلقة بالباقيات فمن ارادته متعلقة بالزائلات ليس من ارادته متعلقة بالباقيات الصالحات كمن ارادته متعلقة بسفاسف الامور ولننظر يا امة الاسلام اننا امة مرحومة مصطفاه اننا امة مجتباه كما قال عز وجل ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا عنا بهم اهل الاسلام كما قال جماهير المفسرين سلفا وخلفا ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه وهم الذين اراداتهم ضعيفة تسيطر عليهم تسيطر عليهم اهواءهم وشهواتهم ومنهم مقتصد وهم الذين ارتقت ايراداتهم فوصلوا الى مرتبة من الرفعة في الايمان لكنهم لما يصلوا الى الكمال فيه ومنهم سابق بالخيرات وهؤلاء هم اعلى الدرجات لكمال اراداتهم وكمال اعمالهم وكمال نعالهم ثم لنتأمل ان هذه الارادة التي كانت لنا في رمضان وهي مدرسة فيها تدريب للايرادات هذه الارادة تجلت من ثلاث جهات الجهة الاولى انها تجلت من حيث الاحتساب من حيث قوة الارتباط القلبي تحققت القيامة ايمانا واحتسابا حققت الصيام ايمانا واحتسابا حققت طلب اجر قيام ليلة القدر ايمانا واحتسابا فصار عنده صارت الارادة عنده قوية فحينئذ هنيئا له اذ اصبحت ايراداته متعلقة بارادة الله عز وجل فعلا وترك ثوابا واجرا والايرادات في رمظان تعلقت بالافعال ايضا فنجد ان الصائمين عندهم من الافعال الحسنة الايجابية ما ليس عند غيرهم وهكذا ينبغي ان نحرص على الحفاظ على هذه الارادة كما قال صلى الله عليه وسلم فان سابه احد او شاتمه فليقل اني صائم فيكف شره عن صحة الصوم وقبوله عند الله ان الصائم اصبح على ارادة قوية لا يجعل هواه مقدمة وانما يقدم امر الله ورسوله على هوى نفسه كما قال صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري قال كل امتي يدخلون الجنة الا من ابى قالوا ومن يأبى يا رسول الله قال من اطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد ابى فنحن وانت ايها الصائم حينما صمت لله عز وجل استطعت ان تكف نفسك عن الشر بارادة وعزيمة وشكيمة قوية حتى انا لنرى من يشرب الدخان مثلا لا يشربها لقوتي ارادته في الصوم فهكذا ينبغي ان نكون بعده ومن كان يسمع الغنى لا يسمعها الان وهكذا ينبغي ان نكون بعد رمضان فالارادة في رمضان ارادة مبنية على الخير مريدة للخير موصلة الى الخير هكذا نجد ان الارادات تقوت في رمظان في شهر الخير حتى اصبح من المؤمنين الذين ربما كانوا لا يستطيعون ان يقرأوا جزءا او جزئين في اليوم والليلة منهم من اصبح يختم القرآن في اليوم والليلة باي شهيد ارادة وتوكل على الله عز وجل وخير وبركة في هذا الشهر فهذه الارادة انتجت للصائمين لسانا ذاكرا لسانا لا يفتر كما ان قلبه لا يفتر عن الاحتساب وجوارحه لا تفتروا عن فعل الخيرات واثامه لا تظهر عند الاثام فلسانه كذلك لا يفتر عن ذكر الرحمن تبارك وتعالى ومن هنا يتجلى لنا ونحن في نهاية شهر رمضان ان المؤمن قد جمع الله تبارك وتعالى له صفات الخير وحري بمن كان ذا عزيمة وقوية وشكيمة ان يحافظ على هذه الصفات التي اجتمعت فيه حتى يقابل ربه جل وعلا وهو على الكمال التائبون العابدون الحامدون السائحون ومن معاني السائحون الصائمون. الراكعون الساجدون الامرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين فهذه الارادة انتجت مثل هذه الخيرات نسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان يقوي ايراداتنا وان ليجعلنا وان يجعل اراداتنا كما يحب ربنا ويرضى سبحانه وتعالى. وان يجعل هذه الارادات التي تكون في نفوسنا موافقة لرضاه تبارك وتعالى وموافقة لهدي رسوله صلى الله عليه وسلم وفي ختام هذا المجلس ااجيب على سؤالين الاول يقول السائل نريد توجيه قصير عن زكاة الفطر اولا زكاة الفطر قرض وواجب على كل مسلم. حتى لو كان فقيرا اذا كان يجد اكثر من قوت يومه فعليه ان يخرج زكاة الفطر لانها متعلقة بنفس الصائمين وبنفس وبنفس المسلمين صغيرا كان او كبيرا حتى لو كان المسلم سفيها او كان مجنونا فان وليه يخرج عنه زكاة الفطر بل من كان يطعم شخصا ما في طول رمضان سحورا وفطورا فعليه ان يخرج عنه زكاة الفطر واما الكافر فليس عليه زكاة فطر ولا يجوز ان يخرج عنه لان زكاة الفطر طهرة للصائمين و طهرة للمسلمين وليس للكافرين وهي بمقدار صاع من صاع النبي صلى الله عليه وسلم والصاع اربعة امداد هكذا هذا مد اربع مرات هكذا يخرج تمرا او يخرج زبيبا او يخرج برا او شعيرا بحسب قوت البلد وطعامهم ولا يجزئ ولا يجزئ غير القوت ولا غير الطعام فمثلا لو ان انسان اخرج زيتا فان ذلك لا يجزئ لان الزيت ليس طعام وانما هي من مكملات الطعام لو ان الانسان اخرج عسلا فالعسل ليس بطعام انما امر النبي صلى الله عليه وسلم باخراج الطعام قال فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم صاعا من تمر وفي حديث ابي سعيد صاعا من طعام والاموال والفلوس على الصحيح من اقوال اهل العلم انها لا تجزي ايضا لان الفلوس كانت موجودة في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومع ذلك لم يأمر باخراجها ما لم تؤدى الى كل فقير ولا بأس ان يجتمع الناس باعطائهم فقيرا واحدا ما لم يزد عن قوته سنة فيعطى الفقير من الطعام ما يكفيه الى سنة اما زيادة على ذلك فلا فمثلا اذا كان الصائم اذا كان الصايم عنده اناس كثيرين هو يكفلهم فيخرج عن مئة شخص مثلا فمعلوم ان صاع مئة شخص يزيد عن قوت شخص واحد لكن لو كانوا عشرة او اه عشرين فلا بأس حينئذ اعطاؤهم هذا الشيء الكثير وينبغي ان تخرج زكاة الفطر في البلد الذي فيه المصدق في البلد الذي فيه المسلم ان اخرجه في مكان اخر لحاجة المسلمين وفقرهم فارجو الا يكون بذلك بأس ان شاء الله تبارك وتعالى ويجوز فيه التوكيل ان يوكل الانسان شخصا او هيئة او جمعية فيعطيهم المال ليشتروا هم زكاة الفطر ويوزعوه وينبغي ان تخرج زكاة الفطر قبل العيد بيوم او يومين ويجب قبل صلاة العيد فان لم يخرجها الانسان حتى صليت العيد فانه اثم يستغفر ويتوب ويقضي هذا الواجب ايضا هنا سؤال اخر يقول بعض الاخوة من المستقيمين والعوام في بعض الاحيان اذا رأى منكرا ومحرما يقول لا تقتلوا الفرحة اسكتوا عنهم فاذا ما انتهوا من فرحتهم انكروا عليه هذا من ابليس لا يجوز للانسان اذا رأى منكرا ان يسكت اما ان ينكر واما ان يقوم ويترك المكان مثلا الناس يرقصون او الناس يتمايلون فيما يسمى بالشيلات مثلا او الناس يضربون الدف مثلا او الناس عياذا بالله يسمعون الغنى مثلا لا يجوز للانسان يقول والله اهلي واولادي يسمعون الاغاني وانا اسكت لانهم فرحانين اذا انتهوا من الفرح بعدين تقول لهم هذا امر محرم قد انتهى وقته ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم قال لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر او ليوشكن الله ان يعمكم بعذاب من عنده نسأل الله السلامة والعافية وصلي اللهم وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين