الحمد لله رب العالمين نحمده سبحانه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه واشهد ان محمدا عبده ورسوله الداعي الى رضوانه صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وخلانه وبعد تحدثوا في هذه الليلة المباركة في ديوان اخينا العصفور بارك الله فيه بهذه الليلة المباركة ليلة الثلاثاء الرابع عشر من شهر جمادى الاولى عام خمسة واربعين واربع مئة والف من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم نتحدث عن خلق مع الله عز وجل وهذا الخلق لابد ان يتصف به كل مسلم فظلا عن طالب العلم الا وهو خلق الابتهال كيف يتخلق المسلم ويكون مبتهلا بين يدي الله جل وعلا الابتهال كما تعلمون من احد معاني بهل الرجل من احد معانيه انه دعا دعاء خاصا كل الناس يدعوه وليس هذا هو المقصود بالتخلق بالابتهال وانما المقصود نوع خاص في الدعاء وهو التضرع تخشع و الانبساط بين يدي الله تبارك وتعالى كيف يسترسل الانسان في حاجته الى الله تبارك وتعالى كيف يتضرع العبد مع الاسف الشديد عندما اصبح كثير من الناس متعلقين بالدنيا اول ما يلجأون يلجأون الى الاسباب وقل من يلجأ اولا الى الابتهال الى الله تبارك وتعالى ثم يبذل الاسباب الممكنة او الموجودة ولما نقول فلان ابتهل في الدعاء يعني اجتهد واسترسل وصار يدعو الله جل وعلا بالتضرع فالابتهال اجتهاد واسترسال وبذل وسع وقد جاء في اية المباهلة في قوله تبارك وتعالى فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندعو ابناءنا وابناءكم ونسائنا وانفسكم ثم نبتهل فليس المقصود ثم ندعو لا المقصود نوع خاص من الدعاء وهو ما كان فيه اجتهاد واسترسال وتضرع بين يدي الله تبارك وتعالى حتى يبين الحق من الباطل مبطلا من المحق اذا معنى ثم نبتهل اي ثم نجتهد ونخلص في الدعاء واللعن على الكاذب منه والمسبح لله عز وجل بدعاء الذكر هو مبتهله ولذلك يسمى الذاكر مبتهلا والغافل لا يسمى مبتهلا الغافل عن الذكر لا يسمى مبتهلا و كذلك الذي يدعو دعاء المسألة هو مبتهل والذي يدعو دعاء العبادة هو مبتهل الذي يذكر الله عز وجل هو مبتهل فحقيقة الابتهال هو ان يكون الانسان في جميع احواله داعيا الله عز وجل في حال تعبده في حال مباحاته في حال ذكره قد يطلق الابتهال ويراد به مد اليدين ورفعهما في دعاء التضرع والمبالغة في المد والمبالغة في السؤال ولذلك جاء في تعريف الابتهال عند بعض الفقهاء انهم قالوا الابتهال ان يمد العبد يديه بالدعاء مخلصا متضرعا ويؤكد هذا المعنى قول ابي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم اغفر لعبدي قيس او لعبدي القيس اذا اسلم اللهم اغفر لعبدي القيس صار يدعو لهم قال اذ اسلموا طائعين غير كارهين غير خزايا ولا موتورين قال ابو سعيد رضي الله عنه وابتهل صلى الله عليه وسلم ووجهه ها هنا واشار الى القبلة قال حتى استقبل القبلة ثم يدعو لعبدي القيس وهو رافع يديه ويقول ان خير خير اهل المشرق عبد القيس هذا لفظ رواه الامام احمد واصله في الصحيحين ومن صور الابتهال ايضا ما جاء عن نبي الله ابراهيم عليه السلام بعد تركه لاسماعيل وامه هاجر في واد غير ذي زرع استقبل بوجه ناحية البيت ولم يكن قد بني بعده ثم دعا يديه يقولون رافعا ظاما اياهما شديد الرفع وهو يقول ربنا اني اسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع وذكر هؤلاء الكلمات ورفع اليدين البخاري في صحيحه ومن حديث انس رضي الله عنه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفع يديه في الدعاء حتى يرى بياض ابطين وهذا الحديث اه قد يكون مطلقا في دعاء المسألة وقد يكون خاصا في دعاء الاستسقاء لكن رفع اليدين جدا الى حد ان يرى وكأنه يدعو هكذا ظهور الاكف الى السماء فبطون الاكف الى الارض هذا يسمى ايظا ابتهالا وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما ان ضرار ابن الازور رضي الله عنه لما اسلم اتى النبي صلى الله عليه وسلم فانشأ يقول ابيات شعر تركت القداح وعزف القياد والخمر تصلية وابتهالا اصلية يعني صلة بالله عز وجل وابتهالا يعني الى الله سبحانه وتعالى فيا رب لا اغبنا صفقتي فقد بعت اهلي ومالي بداله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما غبنت صفقتك يا ضرار رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال هذا الاخلاص هذا الحديث روي لابن عباس موقوفا ومرفوعة ولعل الموقوف اصح قال هذا الاخلاص يعني الانسان لما يقول التحيات لله والصلوات والطيب اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك واشهد ان فهو يدعو مخلصا ولذلك نرى عامة المسلمين اذا اتوا بكلمة التوحيد يقولون هكذا لا اله الا الله مشيرين الى الاخلاص والوحدانية لله جل وعلا قال ابن عباس مرفوعا هذا الاخلاص يشير باصبعه التي تلي الابهام وهذا الدعاء فرفع يديه حذو منكبيه هكذا هذا المنكب قال رفع يديه حذو منك ايه بقى؟ قال هذا الدعاء قال ابن عباس وهذا الابتهال فرفع يديه مدا كما في سنن ابي داوود وكما ذكرت ان الموقوف هو الاصح واما الامثلة التطبيقية من حياة النبي صلى الله عليه وسلم في الابتهال فهي كثيرة من ذلك ما جاء في الصحيح ان النبي عليه الصلاة والسلام قام ليلة صبيحة بدر يدعو الله عز وجل والناس نيام وهو قائم يصلي حتى سقط رداؤه من على منكبيه. وابو بكر رضي الله عنه من ورائه يرد ويقول كفاك مناشدتك ربك يا رسول الله فان الله منجز لك ما قد وعدك من شدة دعائه صلوات ربي وسلامه عليه كان يبتهل الى الله ويدعو رافعا يديه حتى سقط رداه وجاء عن انس رضي الله عنه ان رجلا دخل المسجد يوم جمعة من باب كان نحو دار القضاء يعني من جهة المغرب ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يخطب فاستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم قائما ثم قال يا رسول الله هلكت الاموال وانقطعت السبل فادعوا الله يغثنا. قال فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يدي اللهم اغثنا هكذا اللهم اغثنا هذا هو الابتهال اما ما ذكره بعض الفقهاء انه رفع يديه هكذا فهذا لم يرد وان كان ذكره بعض الفقهاء لكن حديث ابن عباس عند ابي داود جلي في ان الابتهال المقصود به هكذا وان الذي ورد في حديث انس في الاستسقاء انما هكذا حتى يرى الناظر ان بطون الاكف الى الارض من شدة الرفع ومن شدة الابتهال والتضرع وان وظهور الاكف الى جهة الشماء. قال فقال اللهم اغثنا اللهم اغثنا. قال انس رضي الله عنك ولا والله ما نرى في السماء من سحاب ولا قزعة. السحاب معروف اما القزعة فهي السحابة الصغيرة التي تشبه المظلة هذه تسمى قزعة عند العرب قال وما بيننا وبين سلع من بيت ولا دار. يقصد سلع الجبل الذي في غربي مسجد النبي عليه الصلاة سلام والجالس في اصل منبر النبي عليه الصلاة والسلام اذا نظر الى جهة المغرب ولم يكن هناك بنيان يرى جبل سلة او جبل سلع يقول انس رضي الله عنه فطلعت من ورائه اي من وراء الجبل. سحابة مثل الترسي مثل الترس يعني انه كان صغيرا ما كان كبيرا حتى نقول هذه سحابة ممطرة الترس ما يتترس به الفارس يقول فلما توسطت السماء انتشرت اصبحت كثيفة ثم امطرت قال انس فلا والله ما رأينا الشمس سبتا. اي اسبوع كاملة يعني من جمعة الى جمعة امطر ما توقف المطر قال ثم دخل رجل من ذلك الباب في الجمعة المقبلة وهنا قال رجل في بعض الروايات قال لا يدري هو او غيره قال ثم دخل رجل من ذلك الباب في الجمعة المقبلة ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يخطب. وفي هذا دلالة ان الجمعة لا تترك في المطر وجوبا. ولكن يسن للامام ان يقيم خطبة الجمعة. ومن شاء حضر حظر ومن شاء الا يحظر للمطر الشديد والوحل فله ذلك كما جاء عن عبد الله ابن الزبير وعبدالله بن عباس رضي الله تعالى عنهما يقول انس ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائما يخطب فاستقبله قائما فقال يا رسول الله هلكت الاموال وانقطعت السبل في الاول كان الهلاك بسبب القحط في الثاني صار الهلاك بسبب السيول. فقال النبي عليه الصلاة والسلام لما فقال هذا الرجل للنبي عليه الصلاة والسلام فادعوا الله يمسكها عنا فادعوا الله يمسكها عنا يمسكها مجزوم جواب فادعو يمسكها عنا قال فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه وهذا مثل الاول فرفع يعني مثل الاول ثم قال فدل على ان الرفع ان دعاء اليدين على سورة الابتهال للامور النازلة سنة عن النبي عليه الصلاة والسلام قال فرفع يديه ثم قال اللهم حوالينا ولا علينا. اللهم على الاكام والظراب وبطون الاودية ومنابت الشجر طلعت وخرجنا نمشي في الشمس سبحان الله يعني جاؤوا في المطر لكن خرجوا وهم يرون الشمس. قال شريك فسألت انس بن مالك اهو الرجل الاول قال لا ادري متفق عليه وفي حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم تلا قول الله عز وجل في إبراهيم ربي انهن اضللن كثيرا من الناس فمن تبعني فانه مني وقال عيسى عليه السلام ان تعذبهم فانهم عبادك وان تغفر لهم فانك انت العزيز الحكيم قال عبدالله بن عمرو فرفع يديه وقال اللهم امتي امتي وبكى فهذا يسمى ابتهالا لشدة تكراره صلوات ربي وسلامه عليه وشدة استرساله في الطلب ولشدة رفع يديه في الدعاء قال اللهم امتي امتي فبكى فقال الله عز وجل يا جبريل اذهب الى محمد صلى الله عليه وسلم وربك اعلم فسله ما يبكيك فاتاه جبريل عليه الصلاة والسلام فسأله فاخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قال وهو اعلم فقال الله يا جبريل ها اذهب الى محمد فقل انا سنرضيك في امتك ولا نسوؤك رواه مسلم وجاء في حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال حدثني عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال لما كان يوم بدر نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم المشركين وهم الف واصحابه ثلاث مئة وتسعة ثلاث مئة وتسعة عشر رجلا فاستقبل النبي اقبل نبي الله صلى الله عليه وسلم القبلة ثم مد يديه فجعل يهتف بربه يهتف يعني ينادي بصوت يسمعه من حوله. اللهم انجز لي ما وعدتني. اللهم اتي ما وعدتني. اللهم ان تهلك هذه العصابة من اهل الاسلام لا تعبد في الارض قال فما زال يهتف بربه مادا يديه مستقبل القبلة حتى سقط رداؤه عن منكبيه فاتاه ابو بكر رضي الله عنه فاخذ رداءه فالقاه على منكبيه ثم التزمه من ورائه لانه لم يكن في صلاة ثم التزمه من ورائه يعني احتضنه وقال يا نبي الله كفاك مناشدتك ربك فانه سينجز لك ما وعدك فانزل الله عز وجل اذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم اني ممدكم بالف من الملائكة مردفين. قال فامده الله بالملائكة متفق عليه فسمى الله عز وجل ابتهال النبي صلى الله عليه وسلم استغاثة واما ابتهال السلف فكثير يصعب حصره وعظيم يربو عن عبده. وكان ابو بكر رضي الله عنه كثير الابتهال عظيم التضرع وهذا حال جل الصحابة رضوان الله عليه انهم كانوا يبتهلون الى الله عز وجل ومن ذلك ما جاء عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال المسألة ان ترفع يديك حذو منكبك. هذي تسمى المسألة قال او نحوهما نحوهما يعني قريب منهما هذا ما ننحوهما قال والاستغفار ان تشير باصبع واحد قال والابتهال ان تمد يديك جميعا. هذا يسمى افتاء وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال والابتهال هكذا ورفع يديه والابتهال هكذا ورفع يديه وجعل ظهورهما مما يلي وجه هكذا مما يلي وجهه. قال الامام البغوي رحمه الله في قوله تبارك وتعالى واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة قال اي تتضرع الي وتخاف مني وقال مجاهد وابن جريج امر ان او امر ان يذكره في الصدور بالتضرع اليه والدعاء والاستكانة و الابتهال لا يجوز ان يكون الا لله عز وجل سورة الابتهال يمكن ان تقول لرجل يا اخي يا فلان بسبابتك او بيدك يا اخي يا كذا او حتى لو بيديك ارجوك الناس يفعلون هذا لكن الابتهال قال العلماء بالاجماع الابتهال لا يكون الا الى الله عز وجل لا في الفعل لا في الفعل ولا في الدعاء ومما جرى من ابتهال ما نعلمه من ابتهال ادم عليه السلام في طلب المغفرة حتى قيل انه صار يدعو الله الليل والنهار ويكرر هو وامنا حواء ربنا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين كم استمر في هذا الدعاء علم ذلك عند ربك يظن بعض الناس انه بمجرد ما ان قال الله تاب عليه لا ليس كذلك وكذلك فعل ذو النوني عليه السلام ابتهل الى ربه وصار يدعو وهو في بطن الحوت ويتضرع ويقول لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين كم دعا الله عز وجل كم مكث في بطن الحوت الله اعلم بعض المفسرين يقول ثلاثة ايام بعضهم يقول اربعين يوم بعضهم يقول شهر علم ذلك عند ربي لكن المهم ان الانسان يبتهل ويدعو ويتضرع لان الله يقول فنجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين وهذا هو المهم. ان تعلم ان تضرعك وابتهالك ودعائك سبب من اسباب تعبدك لله عز وجل وقربك منه سبحانه وتعالى. سواء اعطاك او لم يعطك لكن الابتهال في نفسه هو من صور التعبد لله جل وعلا وتعلمون ان يوسف عليه السلام جرى له ما جرى وكان يدعو الله عز وجل. فكان من دعائه قال ربي السجن احب الي مما يدعونني اليه والا تغفر لي وترحمني اكن من الخاسرين تأمل انه دعا ربه عز وجل يخلصه من كيدهن وكذلك الله جل وعلا استجاب لابتهال نبيه وكليمه موسى. ولم يكن بعد نبيا فلما سقى للمرأتين تولى الى الظل وقال ربي اني لما انزلت الي من خير فقير وتعلمن كم دعا ايوب عليه السلام وقال ربي اني مسني الضر وانت ارحم الراحمين وتعلمون ان سليمان عليه السلام يقال انه ذهب عنه ملكه فلما ذهب عنه ملكه وهذا احد صور الابتلاء ان الله جل وعلا ابتلاه في كرسيه وهذا من معاني فالقينا على كرسيه جسدا ثم انام اي رجع الى كرسيه وصار ملكا على الملك كان بسبب الابتهال والدعاء الى الله جل وعلا والتضرع قال ربي هب لي ملكا لا ينبغي لاحد من بعدي هذا كان من دعائه عليه وعلى نبينا السلام وتعلمون ايضا الابتهالات الكثيرة التي كان عليها النبي عليه الصلاة والسلام وما ذكرناه هو غيظ من فيظ وتذكرون لما ذهب الى الطائف واخرج منها فلما كان في بعض الطريق وهو هايم على وجهه لا يدري مغموم مهموم حيث ان قومه قد صدوه واهل الطائف قد طردوه واذوه فصار هائما على وجهه قال فلم افق الا وانا في قرني الثاني واذا بجبريل عليه السلام يقول له هذا ملك الجبال ان شئت مره فيطبق عليهم الاخشاب قال لا ودعا لقومه بالهداية وتضرع واخبر انه يرجو ان يخرج من اصلابهم من يعبد الله جل وعلا الليل والنهار لا يشرك به شيئا وكان لو اردنا ان نتتبع احوال السلف كيف كانوا يدعون في ليلهم في نهارهم في صلاتهم في حجهم في صومهم في صداقاتهم في سجودهم في طوافهم يذكرون في ترجمة مالك ابن دينار انه كان اذا صلى في يوم عرفة في عرفات اذا صلى الظهر والعصر انصرف الى ناحية واستقبل القبلة وصار يدعو ويدعو ويدعو ويدعو من اين تعلم هذا الدعاء الكثير؟ من النبي عليه الصلاة والسلام فان النبي عليه الصلاة والسلام في هذا المقام دعا دعاء عجيبا طويلا اكثر من ثلاث ساعات وهو يدعو رافعا يديه. يقول الراوي حتى ان لجام دابته او قال خطام ناقته لتسقط او لا يسقط الخطام فيتناوله بيده ويده الاخرى مرفوعة يدعو الله عز وجل تأمل هذا الابتهال العظيم من رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد ذكر صاحب صفوة الصفا ابن الجوزي وصاحب حلية الاولياء ابو نعيم الاصفهاني وغيره صور صور كثيرة من ابتهال السلف رحمهم الله تعالى ولولا خشية اطالة الوقت لذكرنا شيئا من ذلك ونكتفي بما اوردنا من الاحاديث النبوية والاثار السلفية فانها دالة على ما ذكرنا. ونسأل الله عز وجل ان يخلقنا بهذا الخلق العظيم وهو كيفية الدعاء. انتقلوا الى صورة اخرى مهمة وهي ما هي فوائد الابتلاء فوايد الابتلاء كثيرة منها ان الانسان يتعلم العبودية لله عز وجل تزداد بالابتلاء والاسترسال مع الله خطابا من فوائد الابتهال الى الله عز وجل يصل العبد الى مرتبة محبة الله تبارك وتعالى فان الله يحب العبد اللحوح اذا دعاه ان الله عز وجل يحب العبد اللحوح اذا دعاه ولا يحب من عبده ان يقع في قلبه الاياس او اليأس ولذلك ينبغي ان تدعو وانت موقن بالاجابة من فوائد الابتهال انه يعلق القلب بالله عز وجل وهذه قضية عظيمة ايها الاخوة الانسان اول ما تصيبه المصيبة يلجأ الى الله عز وجل لا يفكر بالاسباب ثم يدعو ويدعو ويدعو ثم يبذل الاسباب المتاحة المباحة يبذل الاسباب المتاحة المباحة من فوائد الابتهال ان فيها راحة للنفس طمأنينة للقلب انشراحا للصدر بصيرة الايمان والعقل والنور ونقاوة للقلب من فوائد الابتهال ان المبتهل اقرب الى الله عز وجل في استجابة الدعاء وهذه ايضا قضية مهمة ولا يشترط في الابتهال الى الله عز وجل حال معينة نعم استحب الفقهاء استقبال القبلة ورفع اليدين جدا والوضوء لكن هذه مستحبات وليست شروطا لصحة الابتهال والدعاء كذلك ينبغي على المبتهل الى الله عز وجل الا يتعجل الاجابة وان يعلم ان اكثاره من الدعاء في حد ذاته عبادة اكثاره من الدعاء في حد ذاته عبادة اما كونه بعد ذلك يستجاب له او لا يستجاب ليس هذا مهمة ايضا من فوائد الابتهال ايها الاخوة ان انه سبب لتفريج الكروب فربما ان الداعي الى الله عز وجل مبتهل اليه سبحانه المتضرع بين يديه قد لا يجيب الله عز وجل له هذا الدعاء المعين ولكنه جل في علاه يصرف عنه من السوء مثله او يؤخر ذلك له فلا يقولن احد اني دعوت فلم يستجب لي وفي مسند الامام احمد باسناد صحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من مسلم يدعو بدعوة الا استجيب له يعني الان او صرف عنه من السوء مثله او اخر له ذلك قال عمر رضي الله عنه اذا يا رسول الله ما دام كل الادعية مستجابة ايش نسوي؟ اذا نكثر انت ما تدعو بدعاء الا ويستجاب لك نكثر قال الله اكثر واجل وذلك لانه جل وعلا كريم. والكريم اذا سئل لا يرد سائله خائبا ابدا اي نعم قد يؤخر لحكمة ويعظم الاجر لحكمة ربما ساضرب لكم مثالا واقعيا ذهب النبي عليه الصلاة والسلام الى بيت احد من الانصار وان لم تخني الذاكرة اظنه سعد ابن معاذ او سعد ابن عبادة احدهما وكان قد دعاه الى وليمة وكان من هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم انه يستأذن ثلاثا اذا وصل الى بيت المدعو فان اذن له والا رجع فلما جاء الى البيت قال السلام عليكم ورحمة الله فسمع سعد سلام النبي صلى الله عليه وسلم فلم يجبه وقال لي زوجتي وخدمي لا تجيبه حتى يكثر السلام علينا تم الان الحكمة من عدم الاجابة من عبد لعبد فقال النبي عليه الصلاة والسلام السلام عليكم ورحمة الله فلم يجبه فلما كان الثالث قال السلام عليكم ورحمة الله فلم يجبه حتى هم النبي عليه الصلاة والسلام بالانصراف فخرج سعد يجر من ويقول يا رسول الله اني سمعت نداءك ما منعني ان اجيبك الا اني احببت ان تكثر علي من السلام الله اكبر فربك قد يؤخر عنك اجابة دعوتك يريد منك ان تكثر من الدعاء لترتفع عنده جل وعلا هذا شأن الرب جل وعلا فالرب ان منعك فلحكمة ان اخر عنك فلحكمة انصرف عنك فلحكمة انت لا تراها هو يراها جل في علاه ايضا من المحظورات في الابتهال ان ننتبه الى ما قد انتشر في هذه الايام مما يسمى بالابتهال بالاناشيد هذا ليس ابتهالا الى الله بل هذا من البدع والمحدثات وربنا جل وعلا لا يتقرب اليه الا بما شرع لا بما احدثه الناس واخترع فاحذروا لا يمكن لعبد ان يتقرب الى الله ويسميه ابتهالا ثم يأتي بالموسيقى ويأتي بالات الطرب ويدعو الله عز وجل باسمائه او بالدعاء ويسميه ابتهالا فهذا من البدع والمحدثات ومن البدع والمحدثات في الدعاء والابتهال ما قد يدعو اليه بعض الناس من الصور البدعية سمعت ان بعض الدعاة في هذه الاحداث الاخيرة بدال ما يدعو في سجوده للمسلمين بالنصر والتمكين ولليهود بالدحر والتفريق والخذلان يدعو الناس يقول الليلة الفلانية عندنا قيام ليل ها وفي قيام الليل ندعو مسلمين في فلسطين من الذي اذن لكم بهذه الطريقة من وصار بعض الدعاة كما ارسلوا الي في الاسئلة يقول اليوم الفلاني سنصوم لاجل الانتصار لي وثم ندعو في فطرنا لاهل غزة من اين لكم هذا فلنحذر من الابتهالات البدعية فانها لا تقرب العبد الى الله بل تبعده اسأل الله عز وجل ان يرزقنا واياكم العلم النافع والعمل الصالح اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقواتنا ابدا ما حييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثارنا على من ظلمنا ولا تؤاخذنا بذنوبنا ولا بما فعل السفهاء منا وصلي اللهم وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين