الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد قبل اشهر سمعت انسانا يتكلم عن سيرة النبي صلى الله عليه وسلم. واثناء حديثه عن السيرة لم اجده يذكر شيئا نذرا يسيرا مما يتعلق من سيرته عليه الصلاة والسلام في القرآن الكريم. فبدا لي ان اجمع ما ورد في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم في القرآن ولو على سبيل الاجماع. فموضوع هذه الكلمة محمد صلى الله عليه وسلم في القرآن الكريم. هذا الكتاب العظيم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد الله سبحانه وتعالى لا يجامل احد. فاذا كان مديح منه فهو الحق واذا كان خبرا منه فهو الصدق. لان اخبار الله سبحانه وتعالى لا تكون الا صدقا. واحكام الله عز وجل لا تكون الا عدلا بناء على هذا ايها الاخوة لنتأمل جميعا فيما ورد في كلام الله عز وجل في القرآن عن نبينا صلى الله عليه وسلم. وهو كلام كثير ولا شك اننا لا يمكن لنا في مثل هذه المحاضرات ان نحيط بذلك علما. لكن كما يقال ما لا يدرك كله لا يترك بعضه اولا ما جاء في القرآن الكريم مما يدل على اسم النبي صلى الله عليه وسلم واسمائه. جاءت ايات متعددة في الدلالة على اسم النبي الكريم صلى الله عليه وسلم. اولا الذكر اسمه محمد صلى الله عليه وسلم مجردا مبتدأ مخبرا عنه وذلك في ثلاثة مواضع قوله تبارك وتعالى في سورة الفتح محمد رسول الله. وقوله جل وعلا في سورة ال عمران وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل جل وعلا في سورة الاحزاب ايضا جاء ذكر اسم محمد صلى الله عليه وسلم وجاء مجرورا بعلى في سورة محمد صلى الله عليه وسلم. نزل على محمد وهو الحق من ربهم وجعل الله سبحانه وتعالى باسمه محمد سورة وهي سورة محمد صلى الله عليه وسلم التي بين الاحقاف وبين الفتح. اما اسمه احمد وقد جاء في اية واحدة في سورة الصف في قوله تبارك وتعالى مخبرا عن عيسى ومبشرا برسول يأتي من بعد اسمه احمد. فهذان اسمان جاء صريحين في كتاب الله تبارك وتعالى واما اسماءه الاخرى الواردة في القرآن فمن الخطأ جعلها اسماء لانها اوصاف ولذلك ننتقل الى النقطة الثانية وهي ما دل على اوصافه صلى الله عليه وسلم وهذه الاوصاف هي دالة على الكمالات في المعاني فهي ليست اوصافا مجردة. فنحن نقول عن فلان مثلا انه كذا وقد لا اما في خبر الله انه كذا وكذا فلا بد ان يكون الامر في الواقع كذا وكذا لانه لا خلف في خبر الله ومن اصدق من الله قيلا. والجواب لا احد. اذا اردنا ان استقصي ما جاء من اوصاف النبي صلى الله عليه وسلم في القرآن صاحب الحمد وبيده لواء الحمد واسمه مرتبط بالحمد صلى الله عليه وسلم وذو العرش محمود وهذا محمد كما قال حسان رضي الله تعالى عنه خاطبه الله تبارك وتعالى واخبر ان له اوصافا كثيرة ونذكر منها اولا الرسول وهذا الوصف جاء في ايات كثيرة مثل يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك. ونحو ذلك من المواضع الاخرى ووصف الرسول مشعر بامرين الاول انه لا يتصرف من نفسه والثاني انه انما جاء مبلغا لشيء معه وهي الرسالة. والرسول كما تعلمون هو في الاصطلاح الشرعي على الصحيح من اقوال اهل العلم من ارسله الله الى قوم كافرين يدعوهم الى الاسلام. وهو رجل ذكر وايضا من اوصاف النبي صلى الله عليه وسلم في القرآن النبي. والنبي هو في اللغة مأخوذ من الانباء او من النبأ. المكان المرتفع والانباء الاخبار فيقال فلان نبي اي ارتفع عن الناس بالنبوة. او فلان نبي جاءه الخبر والانباء من الله تبارك وتعالى. وهذا الوصف مشعر انه لا يتكلم من تلقاء نفسه وانما يتكلم بما ينبئه الله تبارك وتعالى. ويقف فيما لا نبأ عنده فيه وهذا المعنى موجود في قضايا كثيرة سئل فيها النبي صلى الله عليه وسلم وتوقف فيها عليه الصلاة والسلام ولم يجاوب والنبي في الاصطلاح على الصحيح من اقوال اهل العلم من ارسله الله الى قوم مؤمنين. فان قال قائل كيف جمع الله لمحمد صلى الله عليه وسلم بين النبوة والرسالة ذلك لان كل رسول فهو نبي ولا عكس لان الرسول حينما يدعو الى التوحيد المشركين فان هناك من يؤمن به فهو بالنسبة الى المؤمنين نبي وبالنسبة الى الكافرين رسول هذا من حيث التخريج الاصطلاحي واما من حيث التخريج اللغوي فهو رسول برسالة الى الناس. ونبي يوحى اليه والمقصود هنا بالايحاء الايحاء الخاص غير الرسالة وهي الحكمة التي يعطاها المرسلون صلوات الله وسلامه عليه وخطاب الله تبارك وتعالى محمدا صلى الله عليه وسلم بوصف النبي جاء في ايات كثيرة جدا وقد اعددتها فوجدتها ثلاثة عشر موضعا مثل قوله جل وعلا يا ايها النبي اتق الله يا ايها النبي اذا طلقتم النساء يا ايها النبي النار سلناك شاهدا ومبشرا وغير ذلك من المواضع من الاوصاف التي وصف الله عز وجل بها نبيه المزمل. وقد جاء هذا الوصف في اول سورة المزمل. يا ايها المزمل قم الليل الا قليلا. وهو مشعر بانه عليه الصلاة والسلام الذي خاطبه الله بالمزمل هو الله والمزمل هو الذي تغطى بزمالة هو الذي تغطى بيجي معانا اسم فاعل مزمل زمل الرجل نفسه فهو مزمل اي متغط فما وجه المناسبة؟ وجه المناسبة انه لا مفر له من الانباء والرسالة. مهما تغطى فهو مكلف بذاك وحينئذ فانه عليه الصلاة والسلام اذا خاطبه الله بيا ايها المزمل كان المعنى ترك هذا الوصف ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم تجمل بالرسالة والنبوة وترك تزملا اللحافي وتزملا الثياب. كذلك المدثر وهذا الوصف الرابع من اوصاف النبي صلى الله عليه وسلم. وقد وردت اه وردت هذه الصفة في اية واحدة في اول المدثر يا ايها المدثر قم فانذر. والمدثر بمعنى المتغطي فهو قريب من المتجمل. والنبي صلى الله عليه وسلم ادثر بالغطاء ليذهب عنه الروع والخوف. وخطابه بيا ايها المدثر اي ليدثر بما اوحي اليه ويترك دثارا الحسيات التي يفزع اليها من يخاف. وهذا مثل قوله عز وجل وتزودوا فان خير الزاد التقوى تزودوا امر بالتزود العام ثم قال فان خير الزاد التقوى دل على ان المقصود الاعظم التقوى. الوصف الخامس انه رحمة للعالمين كما في قوله تعالى وما ارسلناك الا رحمة للعالمين. وكونه عليه الصلاة والسلام رحمة للمؤمنين هذا ظاهر لانه عليه الصلاة والسلام يرشدهم ويعلمهم ويدلهم على طريق يوصلهم الى رضوان الله والجنة لكن ما كونه رحمة للعالمين ودخل في ذلك الكفار ودخل في ذلك البهايم والعوالم كلها السفلية والعلوية. ذلك لان ارسال الله اياه اذان بانزال القرآن الى السماء الدنيا. يتعبد بها الملائكة الكرام البررة. كما قال الله في صحف من مكرمة مرفوعة مطهرة بايدي سفرة كرام بررة فصار لهم فظل ببعثة النبي صلى الله عليه وسلم اذ يتقربون الى الله بكلام ما كانوا يتقربون به. فصار ارساله رحمة عليهم واما كونه عليه الصلاة والسلام رحمة على البهايم والحيوانات فهذا امر ظاهر فان شريعته كلها رحمة. حتى حينما يذبح الانسان انما يذبح على صورة الرحمة لا يخنق لا يقتل لا يؤدي لا ينطح لا يقتل بمثقل وانما يقتل بمحدد مع ان يتخذ ذات الروح غرضا فاي رحمة اعظم من هذه التي جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم في رسالته السمحاء التي ارسله الله بها. وهو رحمة للكافرين من جهة انه يدعوهم ويبين لهم فان ركبوا رؤوسهم كان ذلك عنادا منهم ومن انصف منهم نفسه او انصف من نفسه الحقة علم انه رسول الله صدقا. واتبعه على ذلك كذلك جاء وصفوا عليه الصلاة والسلام على وجه الخصوص بانه رحمة للمؤمنين. كما في قوله تبارك وتعالى رحمة للذين امنوا منكم رحمة للذين امنوا منكم. وجاء ايضا وهو الوصف السابع بانه من انفسنا. ومن انفسنا له ثلاثة معاني كلها صحيحة. الاول انه من جنسنا ادمي يمكن الاقتداء به ليس ملكا لا يمكن الاقتداء به. ثانيا انه من انفسنا عربي نفهم كلامه وندرك مرامه ونعرف نسبه وحسبه ومكانته وجاهة وانه بعيد كل البعد عن الكذب والخيانة. والمعنى الثالث من انفسنا بمعنى انفسنا اي احسننا واكرمنا وهذه كلها معاني صحيحة. الوصف تامن وصفه الله بانه يعز عليه عنتنا. ومعنى يعز عليه عنتنا اي انه عليه الصلاة والسلام يقع عليه المشقة يقع عليه المشقة اذا رأى الكلفة علينا واذا رأى منا تعنتا نجده عليه الصلاة والسلام يحمل همنا الوصف التاسع انه حريص علينا. وجاء هذه الاوصاف كلها في اية واحدة العاشر انه رؤوف بالمؤمنين الحادي عشر وهو قد مر ذكره انه رحيم للمؤمنين. هناك قلنا رحمة وهنا قلنا رحيم. والرحمة صفة والرحيم فعيل بمعنى فاعل كما في قوله تبارك وتعالى رسولا من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم صلوات ربي وسلامه عليه. الثاني عشر وصفه الله عز وجل بانه كريم وصفه الله بانه كريم. رسول كريم الثالث عشر وصفه الله عز وجل بالشاي الرابع عشر وصفه الله تبارك وتعالى بالمبشر الخامس عشر وصفه الله تعالى بالنذير السادسة عشر وصفه الله بالداعي الى الله باذنه السابع عشر وصفه الله بالسراج المنير الثامن عشر وصفه الله بالمنير كما قال عز وجل يا ايها النبي انا ارسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا الى الله باذنه وسراجا منير ووصفه الله تبارك وتعالى وهو الوصف التاسع عشر بالنور كما في قوله تبارك وتعالى قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين. فعامة المفسرين ان المقصود بالنون النبي صلى الله عليه وسلم وهو نور يستظار به من ظلمات الشرك الى نور التوحيد. نور يستظاع به من ظلمة البدعة الى نور السنة وهذه اعظم الانوار لانها تنور الانفس اعظم من انوار الدنيا من انوار الشمس والقمر والكواكب والاظواء لان هذه الانوار تنير العيون واما نور الرسالة والنبوة فانه نور ينور الله به البصائر والقلوب ولذلك وصفه الله عز وجل بالنور قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين. على ان بعض المفسرين يرى ان الواو واو عطف من باب عطف العام على الخاص لكن الاول اولى والله اعلم الوصف العشرون وصفه الله بالامي وهذا الوصف يظن بعض من لا يفقه او بعض من لا يفهم مراد الله او غاب عن ذهنه ذاك انه وصف مذمة وليس الامر كذلك لان وصف الله نو بانه امي اخبار عنه لم يتعلم صنعة الكتابة ولا صنعة القراءة فان القراءة والكتابة صنعة والنبي صلى الله عليه وسلم منزه عن الصنايع منزه عن الصنائع عليه الصلاة والسلام وكونه امي اشارة الى ان علمه في صدره وانما يحتاج من يكتب الذي لا يستطيع ان يحفظ ولهذا حتى لما يقال العرب اميون ليس مذمة كما يظن بعض الناس بل مقصود انهم لا يقرأون ولا يكتبون وعلمهم في صدورهم. هذا المقصود ولذلك قال عليه الصلاة والسلام متمدحا ان امة امية لا نكتم الشهر هكذا وهكذا وهكذا ثم قالت الثانية وهكذا وهكذا ومسك وقال هكذا. اذا دل على ان علمهم علم محفوظ وهذا اعلى واكبر من ان يكون العلم مكتوبا ولذلك اول ما مدح الله به العلماء قال بل هو ايات بينات في صدور الذين اوتوا العلم. وقد بعض مشايخي وهم لا يستطيعون ان يكتبوا حرفا واحدا ولكنهم فطاحلة سواء في التفسير او في الحديث او في اللغة او في النحو او في الصرف. وحدثني رحمه الله انه درس على اكثر من ثلاثين عالما ما منهم الا اربعة يكتبون والباقين كلهم يحفظون ويقرؤون ولا يكتبون فلا بد ان نفرق في هذا الوصف ايضا من اوصافه عليه الصلاة والسلام وهو الوصف الحادي والعشرون. وصفه الله بانه مبشر به في الكتب السابقة. الثاني والعشرين عشرون وصفه الله بانه يأمر بالخير. الثالث والعشرون وصفه الله بانه ينهى عن المنكر. الرابع والعشرون وصفه الله بانه يحل الطيبات الخامس والعشرون وصفه الله بانه يحرم الخبائث السادس والعشرون وصفه الله بانه يضع الاثار وهي الشدائد السابع والعشرون وصفه الله بان يضعوا الاغلال وهي القيود والموانع كما قال عز وجل الرسول النبي الامي الذي يجدونه مكتوبا عندهم مكتوبا عندهم هذا وصف الاوصاف يعني مكتوب في الكتب السابقة وصف النبي صلى الله عليه وسلم مكتوبا عندهم في التوراة والانجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث. ويضع عنهم اسرهم والاغلال التي كانت عليهم الوصف الثامن والعشرون وصفه الله بانه يهدي كما قال عز وجل وانك لتهدي التاسع والعشرون وصفه الله بانه بان هدايته موصل لمن اتبعه الى رضوان الله وصفه الله بان من اتبع هدايته فانه يصل الى رضوان الله وان تطيعوه تهتدوا الثلاثون وصفه الله بان هدايته موصل لمن اتبعه الى سبل السلام يهدي به الله ومن اتبع رضوانه سبل السلام. الوصف الحادي والثلاثون وصفه الله بانه يخرج من الظلمات الى النور باذن الله يخرجهم من الظلمات الى النور. باذن ربهم الى صراط العزيز الحميد. الثاني والثلاثون وصفه الله بانه صلى الله عليه وسلم يهدي الى الصراط المستقيم. كما قال عز وجل وانك لتهدي الى صراط مستقيم. صراط الله الذي لهما في السماوات ما في الارض الا الى الله تصير الامور. الثالث والثلاثون وصفه الله بانه يخرج الناس الى صراط العزيز الحميد الرابع والثلاثون وصفه الله بانه يخرج الناس الى صراط حميد كما في قوله عز وجل الى صراط حميد وصفه الله الخامس والثلاثون بانه يدعو الى صراط مستقيم وانك لتدعو الى صراط مستقيم السادس والثلاثون وصفه الله بانه يهدي الى صراط الله يهدي الى صراط الله وهذا امر عظيم يهدي الى صراطه يدعو الى صراط مستقيم ويهدي الى صراط مستقيم والسابع والثلاثون يهدي الى صراط الله الثامن والثلاثون وصفه الله بانه يهدي الى صراط من له السماوات والارض وهذا مذكور في القرآن التاسع والثلاثون وصفه الله بانه يهدي الى صراط من اليه المصير والاربعون وصفه الله بانه من المرسلين وهذه من تفيد بيان الجنس من جهة وتفيد البعضية من جهة من جهة اخرى الحادي والاربعون وصفه الله بانه على صراط مستقيم الثاني والاربعون وصفه الله بانه منة الله تبارك وتعالى. لقد من الله على المؤمنين اذ بعث فيهم رسولا من انفسهم السالس والاربعون وصفه الله بانه يتلو علينا يتلو علينا. ومعنى التلاوة ومعنى التلاوة يشمل ثلاثة امور. الاول القراءة فهو يعلمنا القراءة القرآن المعنى الثاني انه يعلمنا معاني ما يقرأ وهذا من معاني التلاوة الذين يمثلونه حق تلاوته المعنى الثالث من معاني التلاوة العمل بما يتلو ويقرأ عليه الصلاة والسلام الخامس والاربعون وصفه الله بانه يتلو ايات الله تعالى السادس والاربعون وصفه الله بانه يزكي اكرام الله للنبي صلى الله عليه وسلم في القرآن ان الله لم يخاطبه باسمه ولا في موضع واحد في جميع مواضع القرآن خاطب الله الانبياء باسماعنا. يا هذا مسكن انت وزوجك الجنة يزكينا عليه الصلاة والسلام السابع والاربعون وصفه الله بانه يعلمنا الثامن والاربعون وصفه الله بانه يعلمنا الحكمة ولهذه كلها جاءت في اية في اخر سورة الانفال وغيرها التاسع والاربعون وصفه الله بانه منذر كما في قوله انما انت منذر ولكل قوم هات الخمسون وصفه الله بانه نذير لمن يؤمن الحادي والخمسون وصفه الله عز وجل بانه بشير لمن يؤمن الثانية وخمسون وصفه الله بانه بشير مطلقا الثالث والخمسون وصفه الله بانه معلم بانه معلم يعلمهم الكتاب والحكمة الرابعة والخمسون وصفه الله بانه مزكي يزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة. وان كانوا من قبل لفي ضلال مبين. هذه بعض الاوصاف التي اردت سردها في كتاب الله لنبينا الكريم صلى الله عليه وسلم. ننتقل الى موضوع اخر عظيم وهو حديث القرآن عن اخلاق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم من عدنان. فقد زكى الله تعالى اخلاق النبي الكريم صلى الله عليه وسلم بطرق متنوعة بلاغية عظيمة يكاد الانسان يتعجب من هذه التزكيات العظيمة وهذا كله يدل على عظمة وجلالة مكانة النبي صلى الله عليه وسلم عند الله اولا الذي زكاه ورباه. ثانيا الذي ينبغي ان يكون ذلك المكانة في قلوب المؤمنين لرسول الله صلى الله عليه وسلم. ومن هذه التزكيات ان الله جل في علاه زكى خلقه عموما فقال وانك لعلى خلق عظيم ثانيا وصف اخلاقه بالعظمة. قال انك لعلى خلق عظيم ثالثا تجلى اخلاقه مع الكفار وصبره على اذى الكفار. وعفوه عنهم وهذا موجود في ايات كثيرة في الكريم سواء مع اليهود سواء مع النصارى سواء مع المنافقين سواء مع المشركين سواء مع المحاربين له من الكفار او المسالمين له من الكفار سواء من اهل الذمة او من غيرهم من تتبع القرآن وجد عظيم اخلاقه عليه الصلاة والسلام حتى مع اعدائه الكفرة الذين اخرجوه وقاتلوه وسبوه واذوه وشتموه عليه الصلاة والسلام هذا كله يدلنا على عظيم اخلاقه عليه الصلاة والسلام. تجلى في القرآن الكريم اخلاقه صلى الله عليه وسلم مع المنافقين وصبره عليهم وعفوه عنهم واستعماله اللين معهم في موضع اللين والشدة معهم في موضع الشدة كذلك تجلى اخلاقه صلى الله عليه وسلم مع اهل الكتاب وصبره عليه وصبره عليه الصلاة والسلام على استكبار اهل الكتاب وعفوه عنهم مع علمه بعلمهم ويقينه من يقينهم بصدق نبوته عليه الصلاة والسلام وصفه الله تبارك وتعالى بانه في اخلاقه على السداد وصفه الله تبارك وتعالى في اخلاقه بانه على الرشاد وهو عليه الصلاة والسلام على خلق رشيد اما ما دل على خلقته صلى الله عليه وسلم فالنبي صلى الله عليه وسلم ذكر الله عنه انه عبد مخلوق من عباد الله تعالى. ولهذا لا يجوز الغلو فيه واعطائه على جلالة قدره وعلو مكانته عند الله لا يجوز باي حال ان نغلو فيه فنعطيه اوصاف رب العالمين. ولذلك الله تبارك وتعالى يؤكد على خلقه صلى الله عليه وسلم وعلى عبوديته عليه الصلاة والسلام. فوصفه الله تبارك وتعالى بالعبودية في عدة مواضع فجاء ما دل على عبوديته صلى الله عليه وسلم في ايات كثيرة قال عز وجل له قل انما انا بشر مثلكم يوحى الي اذا هو بشر مثلنا الفرق يوحى اليه يمرض كما نمرض لا يعلم الغيب عليه الصلاة والسلام يجوع كما نجوع وهو عليه الصلاة والسلام آآ له من صفات البشرية الكمال. لا شك ولا ريب ولكنه عليه الصلاة والسلام ليس له من صفات الالوهية شيء وهذه العبودية التي ذكرها الله في القرآن في مواضع متعددة تجعلنا لا تغلو فيه عليه الصلاة والسلام. كذلك جاء في القرآن ايات كثيرة دالة على نبوته عليه الصلاة والسلام وادلة وهذا الباب لا يمكن حصره وانما هذا هذه اشارة وتنبيه على المسألة. جاء في القرآن الكريم ما يدل على عبادته عليه الصلاة والسلام بل ما يدل على عظيم عبادته عليه الصلاة والسلام. وجميل عبادته عليه الصلاة والسلام سواء في جهادي سواء في تعليمي سواء في دعوته سواء في امري بالمعروف سواء في صلاته سواء في صومه سواء في حجه كل ذلك مشار اليه بالقرآن في القرآن الكريم اما بطريق آآ التصريح واما بطريق التلميح اما اشارة واما تنبيها اما نصا واما مفهوما كذلك جاء في القرآن الكريم ما دل على اكرام الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم. واعظم شيء يدل على يا نوح اعرض عن هذا يا ابراهيم يخاطب الله الانبياء. يا موسى يا عيسى ولم يقل يا محمد. ولهذا ارى الله اعلم انه من الخطأ تفسير الظمير بيا محمد كما يفعله بعظ المفسرين حينما يقولون الاسلام من ذلك الكتاب لا ريب فيه. يقولون ذلك ذال مشار اليه بلام البعد يا محمد هذا خطأ الله لم يناديه باسمه. لماذا نحن نناديه باسمه؟ سبحان الله! ينبغي ان نقتدي الادب مع النبي صلى الله عليه وسلم فكان الاولى ان يقال في مثل هذه المواضع ان يفسر بدل يا محمد ان يقال نبي الله رسول الله هذا هو الاولى لان الله ناداه كذلك ولذلك ايها الاخوة نقول ان من اعظم صور اكرام الله له ان الله ناداه بالوصف بوصف النبوة والرسالة وباوصاف حال الدعوة ولم يناده عليه الصلاة والسلام ولا مرة واحدة باسمه عليه الصلاة والسلام. ولذلك لما جعله الله قدوة لنا علمنا انه عليه الصلاة والسلام قد اوتي من الكمالات ما اوتي. وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه ما جاء هكذا انما جاء لان الله عز وجل زكى عمله زكى علمه وعمله زكى هدايته وارشاده زكى عليه زكى الله عز وجل بيان النبي صلى الله عليه وسلم ورضي بيان النبي صلى الله عليه وسلم ولذلك اخبر الله انه قدوة لنا. انه قدوة لنا. ولهذا قد كانت لكم اسوة حسنة في اه ابراهيم والذين معه ثم قال عن نبينا صلى الله عليه وسلم لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله اليوم الاخر. لماذا قال حسنة؟ لانه لا احسن من منه عليه الصلاة والسلام اسوة فلهذا لا ينبغي ترك طريقته والسير على طريقة الاخرين. ولا سيما جعله الله ولا سيما قد اخبر انه معصوم. فحينئذ لا يقع منه الخطأ في البلاغ والخطأ في البيان. يا ايها الرسول اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس. ولهذا اذا وقع منه شيء مخالف ولو للاولى جاء العتاب من الله عليه. مباشرة ولا يتأخر البيان وهذا من عصمة الله لنبيه صلى الله عليه وسلم. اما ما دل على فضله عليه الصلاة والسلام. فهذا باب في القرآن كبير ولكن كما ذكرت انما اشير اليه اشارة. من فضله عليه الصلاة والسلام ان الله عز وجل وصفه بالعبودية معنى ذلك انه عليه الصلاة والسلام بلغ الغاية في كمال العبودية لربه تبارك وتعالى. فاستحق ان وصف بالعبد معرفا العبد معرفة ومنكرا للدلالة ان واتى بالكمال في العبودية. ولهذا لما تتأمل وانه لما قام عبد الله يدعوه هذا معرف وانه لما قام عبد الله يدعوه دل على انه قام على وصف بمقام العبودية على اكمل وصف حتى قام في الدعوة على اكمل وصف. سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام. معرف بالاضافة فعلمنا انه قام بالعبودية على اكمل وجه حتى في مكة يوم ان لم يكن من المؤمنين الا الله! فاوحى واوحى الى قال فكان قاب قوسين او ادنى فاوحى الى عبده معرف في مقام الوحي ايضا. فدل على الكمال في العبودية وهذا فضل لم يبلغه احد من الانبياء صلوات الله وسلامه عليهم. فتلوت دلالات مخاطبة الله له بالعبودية خاطبه بالعبودية في مقام العلياء في ليل ليلة المعراج والاسراء. وكذلك خاطبه الله عز وجل بوصف العبودية في مقام الايحاء وهو في المقامات العلياء كما في سورة النجم وخاطبه الله عز وجل في مقام انزال الايات كقوله عز وجل الحمد لله الذي انزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا. وخاطبه الله في مقام انزال الفرقان الحمد لله الذي انزل على عبده الفرقان. الله. تبارك الذي نزل على عبده الفرقان اذا هذا كله دليل على كمال عبوديته عليه الصلاة والسلام. ايضا جاء في القرآن ما يدل على عتاب الله لنبيه صلى الله عليه وسلم. وما ذاك الا اشعارا لنا حتى نستيقن عبوديته لربه وانه ليس له شيء غير مقام النبوة والرسالة العلياء فليس له من مقامات الربوبية والالوهية شيء ولذلك ذكر الله معاتباته في القرآن لتبقى شاهدة على عبوديته عليه الصلاة والسلام وعلى انه مخلوق عليه الصلاة والسلام. اما ما دل على خصائصه صلى الله عليه وسلم فهذا شيء ايضا وخصه الله عز وجل من رتب على توقيره الفلاح. وخصه الله عز وجل بان ذكر ان من نصره افلح وخصه الله عز وجل بان بين ان من اتبع النور المنزل فهو من المفلحين كثيرا في القرآن وانما اشير الى بعضه هو النبي الوحيد الذي لم يخاطبه الله باسمه بل خاطبه بوصفه. ثانيا خصه الله بانه خاتم النبيين فقال ما كان محمد ابا احد من رجالكم. ولكن رسول الله وخاتم النبيين صلى الله عليه وسلم. ثالثا خص الله بان شرح الله صدره. رابعا خصه الله بان وضع وزره خامسا خصه الله بان رفع الله ذكره سادسا خصه الله بان جعل له بعد العسر يسرا على اكمل وجه ولغيره ذاك لكن دون ذاك الكمال. سابعا خصه الله بان جعله راغبا الى ربه اذا فرغ من عبادة رغب في عبادة اخرى. ثامنا خصه الله ما ودعه تبارك وتعالى لاحد فرباه بعينه ورباه سبحانه وتعالى بعلمه جل وعلا كما قال عز وجل ما ودعك ربك وما قلى كذلك خصه الله عز وجل بانه يعطيه حتى يرضى وهذه من خصائصه عليه الصلاة والسلام. فما من احد يوم القيامة الا ويحد له. اما النبي صلى الله عليه وسلم فيعطى ويعطى حتى يرضى كما جاء في الحديث قال فاذهب واسجد فاقول اي ربي امتي امتي. فيقول اذهب فادخل من امتك كذا وكذا الجنة. ثم يأتي ويسجد ثم يقول الله له اذهب وادخل من امتك كذا وكذا ثم قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الاخر حتى تكونوا ثلثي اهل الجنة وفي الحديث ان اهل الجنة عشرون ومئة صف ثمانون منها من هذه الامة. وهذا عظيم يدل على عظمة رضا الله سبحانه وتعالى لرضاء نبيك عليه الصلاة والسلام. كذلك ذكر الله عز وجل انه خصه بانه وجده يتيما فاواه. وهذه خصيصة له من الانبياء دون غيره. من المرسلين. كذلك ذكر الله له من خصائصه انه كان ظائعا فهداه ومعنى ضائعا يعني في الصحراء قيل انه خرج طفل في الصحراء وظاع في صحراء مكة فهداه الله وبحث عنه اهله وجماعته وعشيرته فلم يجدوه فهداه الله الطريق فرجع الى مكة سالما وهو معنى قوله تعالى ووجدك ضالا فهدى على احد قول المفسرين. والمعنى الثاني ووجب ضالا يعني حائرا لا تعرف هل الذي انت عليه منا التوحيد؟ هو دين ابراهيم على سبيل الجزم واليقين ام لا؟ هل العبادة التي تتعبد الله بها هي العبادة التي تنال بها رضا الله ام لا؟ وكلا التفسيرين حق. واما من ظن واما من ظن بان المقصود انه كان على الشرك فهداه الله فقد ابعد النجعة وما من نبي يقع منه الشرك لا قبل النبوة ولا بعدها. بل ذكر الله ذلك على سبيل الاستحالة والاستبعاد فقال لئن اشركت ليحبطن عملك. وانما ذكر المستحيل للدلالة على خطورة هذا الامر لو وقع كقوله عز وجل قل ان كان للرحمن ولد فانا اول العابدين. وهذه استحالة اذا ينبغي للانسان يفهم مراد الله من قوله ووجدك ضالا فهدى. كذلك من خصائصه عليه الصلاة والسلام ان الله عز وجل جعله متحدثا بنعمته سبحانه وتعالى فتح الله له فتحا مبينا. وهذه من خصائصه. ما بلغ احد من الانبياء مبلغه في الفتح المبين خصه الله بان سير الله جل في علاه فتحه مبينا وخصه الله بان غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر من ذنبه خصه الله عز وجل بان نصره نصرا عزيزا خصه الله عز وجل بان جعله رسولا ونبيا للعالمين. وهذه الصية ما كانت لاحد من الانبياء والمرسلين السابقين. خصه الله عز وجل بان جعل شريعته عامة للعالمين وهذه خاصية ما كانت للشرائع السابقة خصه الله تبارك وتعالى بان جعل الله سبحانه وتعالى كتابه كتابا اية من ايات الله معجزة خالدة. جعل الله جل وعلا وخصه بان جعل مبايعته مبايعة لله ان الذين يبايعونك انما يبايعون الله. يد الله فوق ايديهم. خصه الله عز وجل بسبع من المثاني. لم تهن نبي قط سواء قلنا السبع المثاني الفاتحة او قلنا السبع المثاني هي الطوال فلم يعطى ذلك احد من الانبياء السابقين قبله خصه الله تبارك وتعالى ايضا باستمرارية صلاته تبارك وتعالى عليه وذلك لان الله اخبر فقال ان الله وملائكته يصلون بصيغة المضارعة التي تفيد الاستمرارية. ومما يؤكد لنا صلاة الله على نبيه ولو بعد موته ان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر انه ما من عبد يصلي على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم الا يصلي الله عليه عشرا فدل على ان صلاة الله مستمرة على نبيه عليه الصلاة سلام خصه الله تبارك وتعالى باستمرارية صلاة الملائكة عليه وخصه الله تعالى بان امر المؤمنين بان يصلوا ويسلموا عليه. وخصه الله عز وجل بان ربط بالايمان به الفلاح خصه الله عز وجل بان جعل محبته لمن اجتهد في طاعته. ومن لم يجتهد في اتباع النبي صلى الله عليه وسلم لن يحبه الله تبارك وتعالى. خصه الله تبارك وتعالى بان جعل مغفرته نائلة لكل من اتبعه. عليه الصلاة والسلام. كما قال عز وجل في سورة ال عمران قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم. خصه الله عز وجل بان رفع العذاب عن عن الارض وعن اهل الارض ما دام موجودا فيه كما قال عز وجل وما كان الله ما كان الله ليعذبهم وانت فيهم. وما كان الله ليعذبهم وهم يستغفرون وخصه الله عز وجل بان جعل وجوده امانا للامة على وجه الاخص خصه الله تبارك وتعالى بالكوثر وخصه الله تبارك وتعالى بان جعله اولى بنا من انفسنا النبي اولى بالمؤمنين من انفسهم خصه الله عز وجل بان جعله في منزلة ابائنا كما قال ابن عباس وازواجه امهاتهم قال وهو ابوهم خصه الله عز وجل بان جعل ازواجه امهات لنا على وجه الخصوص. خصه الله عز وجل بان عاتبه عتابا لطيفا لم يكن عتابه هكذا مع الانبياء. فقال عز وجل له عفا الله عنك لما انت لهم. ولا يوجد عتاب الطف من هذا عتاب عند جميع البلاغيين لم يجدوا مثالا الطف في العتاب مثل هذا العتاب الرباني للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم. خصه الله تبارك وتعالى بان جعل ارظاءه مرتبطا برظا رسول الله صلى الله عليه وسلم. والله ورسوله احق ان وانما جاء بالواو للدلالة على ان احدهما ملازم للاخر. لا يمكن الفكاك بينهما. ايضا خصه الله تبارك وتعالى بالدفاع عنه فقال الله عز وجل مبيننا انه يدافع عن المؤمنين على وجه العموم ان الله يدافع عن الذين امنوا لكنه دافع عنه على وجه الخصوص. في مواضع كثيرة لا يمكن حصرها. كذلك خصه الله عز وجل بخصيصة عظيمة ذكرها الله في موضعين في كتابه بانه شهيد على الانبياء والمرسلين وعلى الامم. فكيف اذا جئنا من كل لامة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا. خصه الله بان جعله شهيدا على امة الاسلام على وجه الخصوص. وخصه الله بان جعله الله شهيدا على اهل الكتاب وخصه الله بان جعله الله تبارك وتعالى يوم القيامة الشافع المشفع عليه الصلاة والسلام وهذا ان لم يأتي في القرآن مصرحا لكنه مشار اليه اشارة اما ما جاء مما يدل على الادب معه صلى الله عليه وسلم فهذا ايضا باب كثير لعلي اطلت لكن ان شاء الله اختصر اقول من هذه الاداب التي ادبنا الله اولا عدم التقدم بين يديه يا ايها الذين امنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله. ثانيا عدم رفع الصوت عند ثالثا عدم جهر القول له صلى الله عليه وسلم. رابعا عدم التخلف عنه. صلى الله عليه وسلم في غزوة او دعوة خامسا عدم الرغبة بالنفس عن نفسه صلى الله عليه وسلم. سادسا استئذانه صلى الله عليه وسلم عند انصراف من عنده في غزوة او دعوة سابعا النهي عن ندائه باسمه صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا. انت تقول وصاحبك يا فلان يا زيد يا احمد يا عبد الله. لا يجوز ان تنادي رسول الله باسمه. فتقول يا محمد او يا احمد. وانما تأدبوا معه فاما ان تكنيه كما كان الصحابة يكنونه يا ابا القاسم او تناديه بما ناداه الله يا رسول الله او يا نبي الله وهذا في حياته. اما بعد مماته فلا ينادى النبي صلى الله عليه وسلم نداء استغاثة ابدا اما نداء التوجه فهذا امر اخر. كذلك ادبنا الله عز وجل بان لا ندخل بيوتاته الا باذنه كما في سورة الاحزاب كذلك تاسعا الا الانصراف من طعامه بعد الاكل اذا اكلنا على قول من يرى الخصوص. عاشرا عدم الاستئناف في بيته صلى الله عليه وسلم الحادي عشر عدم ايذائه صلى الله عليه وسلم الثاني عشر سؤال تيجي من وراي حجاب الثالث عشر عدم نكاح زوجاته كما قال تعالى ولا تنكحوا ازواجه من بعده ابدا. الرابع عشر تقديم الصدقة بين يدي نجواه على قول من يرى انه كان قد عمل به ثم على سبيل الوجوب ثم نسخ الوجوب وبقي الاستحباب اما ما دل على موته صلى الله عليه وسلم وبه نختم فان القرآن الكريم جاء فيه صريحا ما يدل على موته صلى الله عليه وسلم. وذلك لانه بشر من البشر كاخوانه من مرسلين واخوانه من الانبياء يموت كما مات كما قال عز وجل انك ميت وانهم ميتون. وكما قال عز وجل ما وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم. فجاء التصريح بكونه يموت الله عليه وسلم وجاء التقرير بانه رسول كالرسل السابقين الذين ماتوا وجاءت تأكيد على عدم خلوده في الدنيا بتقرير موته او قتله صلى الله عليه وسلم. وجاء ايضا امر الله له بالصبر في مواجهة الكافرين حتى يحصل الموت ثم الفصل بين العباد. وهذا دليل على موته ايضا. ثم عموم قوله تعالى كل نفس ذائقة الموت وهو عليه الصلاة والسلام من جملة الانفس. سادسا نفي الله تبارك وتعالى الخلد عن البشر قبله وتقرير موته بذلك وهذا مصرح به. هذا بعض ما وسعني ان اذكره في حديث القرآن عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم من عدنان. اسأل الله جل وعلا ان يرزقنا واياكم محبته. واتباعه وان يرزقنا واياكم الحشر تحت لوائه والورود على حوضه والسقيا من يده الشريفة صلى الله عليه وسلم والحمد لله رب العالمين