عبد مؤمن خير من مشركه وقال ولا امة مؤمنة خير من مشركة يعني اذا اردنا ان نقارن بين عبد مؤمن وعبد وحر كافر ايهما خير فنص القرآن ولعبد مؤمن خير من مشرك الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن سار على نهجه واقتفى اثره الى يوم الدين وبعد هذه المحاضرة التي تقيمها ادارة الدراسات الاسلامية وعلوم القرآن مركز صباح السالم وهي بعنوان تأصيل الوسطية والمواطنة تأصيل هذه القضية المحورية الهامة المهمة التي سار الناس فيها بين الغلو والجفاء فلابد اولا من معرفة معنى الوسطية ومعنى المواطنة ثم بعد ذلك النظر في مواطن الاتفاق بينهما والتلاقي ومواطن الاختلاف بينهما والتنافر ثم موقف الناس من هذه القضية المحورية من قضايا العصر حيث صار الناس فيه بين غال وجاف اما الوسطية فالياء والتاء بكلمة الوسط للمصدرية من وسط الشيء يتوسطه توسطا ووسطية ووسطية وقد جاء ذكر هذه الكلمة في القرآن الكريم مصدرا بدون الياء والتاء بقوله سبحانه وتعالى وكذلك جعلناكم امة وسطا صفة لهذه الامة ومعنى الامة الوسط في هذه الاية جعلناكم امة وسطا اي عدولا خيارا فالوسطية ليس معناها ما قد يفهمه بعض من يتبجح بها من انها التوسيط بين شيئين او التوسط بين شيئين ليس هذا هو المراد في الاية قطعا وانما الوسطية التي جاء ذكرها في كتاب الله تبارك وتعالى هي وسطية العدول والانصاف العدل والانصاف عدولا خيارا وحينما نتأمل في معنى وسطية هذه الامة نجدها قائمة على امرين عظيمين وهما البعد عن الغلو والبعد عن الجفاء البعد عن الافراط والبعد عن التفريط وما ظل من ظل في باب العقائد ولا تخلف من تخلف ولا هلك من هلك الا بسبب ركوبهم احد هذين الامرين اما الافراط واما التفريط اما الغلو واما الجفاء اما لو سار الناس على طريقة العدل والخيار ايدينا عن التنطع بعيدين عن التفلت لكانوا على خير في دينهم ودنياهم وقد جاء في ايات القرآن والسنة ادلة كثيرة متوافرة في بيان خطورة الغلو وفي بيان خطورة الجفاء سواء كان هذا الغلو في جانب او في جوانب وسواء كان هذا الافراط او التفريط في جانب او في جوانب لكن اخطر انواع الجفاء واخطر انواع الغلو واخطر انواع الافراط والتفريط ما يكون في باب الاعتقادات ويلي ذلك ما يكون في باب العبادات ويلي ذلك ما يكون في باب المعاملات ولذلك نجد ان اهل الافراط وهم الغالون خاطبهم الله بقوله تبارك وتعالى يا اهل الكتاب لا تغلوا في دينكم وآآ وقال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم اياكم والغلو والادلة كثيرة كما ذكرت وانما ها هنا اشارة الى اهمية ان نكون عدولا خيارة وهنا انبه على امر شايع بين الناس لاسيما مع الانفتاح الكبير الذي حصل بين امة الاسلام وغيرها من الامم بواسطة هذه الوسائل الحديثة وهذا الامر الشائع هو ظن بعظ الناس ان الوسطية تعني المساواة هذا قصور في فهم الوسطية كما قلنا في الاول ان فهم الوسطية بانه التوسيط بين شيئين قصور في فهم المساواة حينما نجد ظالما او مظلوما فالتوسيط بينهما ظلم وليس عدلا ولا وسطية الوسطية بين الظالم والمظلوم ان نوقف الظالم ونمنعه من الظلم ونعطي للمظلوم حقه ونقف معه فالمساواة المساواة جاءت في الشريعة في بعض الامور دون بعض اما العدل اما العدل فوصف عام لكل الشرع كما قال جل وعلا وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا وكلمة ربك تشمل الامور الكونية وتشمل الامور الشرعية فالكون كله مبناه على العدل امر الله في الكون مبني على العدل وامر الله في الشرع مبني على العدل اما المساواة فهي جزء من العدل بل وربما تكون المساواة في بعض الاحايين خلاف العدل فلو اعطينا صغيرا اكلا يكفي الكبار بحجة المساواة بينه وبين الكبار ظن بعض الناس ان هذه المساواة لكن هذا ليس عدلا لان الصغير لا يستطيع ان يأكل ما يأكله الكبير ولكن الشريعة جاءت البناء على العدل فكل امر الشرع عدل وفي بعض مسائله مساواة فمثلا للذكر مثل حظ الانثيين هذا عدل لكن التساوي بين الذكور بغض النظر عن كونه كبيرا او صغيرا صحيحا او معيبا عالما او جاهلا هذه مساواة والتفريق بين الذكر والانثى عدل لما امر الله جل وعلا باقامة الصلاة واقيموا الصلاة واسقط الصلاة عن المرأة الحائض كان عدلا لانه لا يمكنها القيام بالصلاة على وجه التمام والكمال مع هذه الحالة النفسية اثناء الدورة الشهرية ويصعب عليها التحرز من هذا الدم ومعرفة اوقات نزولها من غير اوقات نزولها فكان من العدل عدم مخاطبتها في الصلاة ولا قضاءها اذا الوسطية اعم من التوثيق بين شيئين والوسطية اعم من المساواة فكل عدل وهو متظمن معنى من معاني المساواة وليس كل مساواة يكون عدلا و لهذا نجد ان الشريعة جاءت بقوله سبحانه وتعالى يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا فهنا المخاطبة من حيث العموم مساواة ان اكرمكم عند الله اتقاكم عدل عدل اذا تبين هذا وان الشريعة مبنية على العدل وهو معنى الوسطية فحينئذ ننتقل الى معنى المواطنة المواطنة مفاعلة من الوطن ووطن الرجل المكان ووطن البعير المكان اذا استقر وبركة فيه فسمي الانسان مواطنا لانه استوطن المكان هذا هو المعنى اللغوي وهذا المعنى اللغوي هو الذي نسب اليه ربنا جل وعلا بعض الناس فقال سبحانه والى مدين اخاهم شعيبا والمعنى الى اهل مدين ونسبهم واظافهم الى بلدتهم نسبهم واضافهم الى بلدته وقال جل وعلا لتنذر ام القرى ومن حولها فنسبهم الى بلدتهم مكة لتنذر ام القرى وهي مكة قد جاء ما يدل على بعض الامور في كون الانسان اذا استوطن المكان فانه يطلب فيه الامن ويطلب فيه الرزق ويطلب فيه رغد العيش ولهذا نجده يدعو للمكان الذي هو فيه بالبركة كما فعل خليل الله ابراهيم قال ربياني اسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم فدعا لهم قال وارزق اهله من الثمرات من امن منهم وفي الاية الاخرى وارزقهم من الثمرات فالمواطنة من حيث اللغة ومن حيث المعنى الشرعي هو نسبة الانسان الى المكان الذي سكنه ولهذا يقال كما في الكتب الحديثية فلان البصري فلان الكوفي الامام ما لك المدني الامام احمد بن حنبل البغدادي الامام محمد ابن اسماعيل البخاري الامام مسلم ابن حجاج النيسابوري الامام ابو عيسى محمد بن عيسى ابن ثورة الترمذي الامام ابو عبد الرحمن احمد ابن شعيب النسائي الامام ابو داوود سليمان ابن الاشعث السجستاني الامام ابو عبد الله ابن ماجة القزويني وهكذا اما تعريف المواطنة على اصطلاح الناس اليوم فهي غير منضبطة لماذا غير منضبطة لانها تختلف باختلاف القوانين الموضوعة فمثلا في بعض بلاد الغرب اي انسان يولد في ارضهم يسمونه مواطنا ولو كان ابوه او امه من غير بلدهم هذا قانون وضعوه حتى لو لم يعش في ذلك البلد وفي بعض البلدان المواطن هو الذي يكون ابوه وامه وجده من نفس المكان ولو ولد في خارج البلد فانه له حق مواطنة بلد ابيه وامه وجده وجدته وبناء على هذا لما اختلفا تعريف المواطنة باختلاف القوانين الموضوعة فاننا لا نستطيع ان نقول ان المواطنة يمكن النظر اليها من جهة الوسطية او لا يمكن لماذا؟ لانها تختلف باختلاف القوانين الوضعية التي وضعت التعاريف لهذا المعنى لكن نقول قولا جامعا ان كان المقصود بالمواطنة هو كون الانسان يعيش في مكان فله حقوق ذلك المكان فهذا المعنى حق ولا ينكره الاسلام حتى لو كان المواطن غير مسلم الا ترون ان اليهود وبعض اهل الكتاب الذين كانوا يعيشون في المدينة النبوية كان لهم حق العيش وحق الرغد وحق السكن حق البيع والشراء ونحو ذلك حالهم كحال المهاجرين والانصار من المسلمين فان قال قائل فان النبي صلى الله عليه وسلم اخرجهم واجلاهم من جزيرة العرب فالجواب ان هذا الاجلاء ما جاء عبثا وانما جاء لخيانة كانت منهم السنا نرى اليوم ان بعض الدول تسحب جنسيات مواطنيها اذا ما ثبتت خيانته لبلدته الجواب بلى فاذا كان هذا معمولا به اليوم في عرفنا فما المانع ان يعمل به النبي صلى الله عليه وسلم في زمانه لا سيما مع النص النبوي لا يجتمع دينان في جزيرة العرب وهذه مسألة اخرى ان جزيرة العرب معقل الاسلام فكان من التشريع الحسن والعدل الا يكون فيه دين اخر والا فلنتأمل ان الصحابة رضوان الله عليهم في عهد ابي بكر وعمر وعثمان وعلي ومن بعدهم من الخلفاء كانوا يعطون الكافر الذي يعيش في الشام يهوديا كان او نصرانيا او الذي يعيش في بلاد الفرس مجوسيا كان او غير مجوسي او الذي يعيش في بلاده مصر اعطونه حق السكن حق التنقل حق التعايش السلمي حق التجارة ولا يقولون بما انك كافر ليس لك شيء من هذه الحقوق اذا تبين لنا هذا ننتقل الى المسألة الثالثة وهي ما هي مواطن اللقاء والتلاقي بين الوسطية والمواطنة ومواطن التنافر والاختلاف اول مواطن اللقاء والتوافق بين الوسطية والمواطنة من حيث العمل التطبيقي ان هناك حقوقا دنيوية من العدل القيام بها لجميع المواطنين بغظ النظر عن دينه ومن ذلك ايجاد الامن لهم ومن ومن ذلك حفظ اعراضهم ومن ذلك حفظ دمائهم ومن ذلك حفظ عقولهم ومن ذلك حفظ اموالهم بل ومن ذلك ابقاؤهم على ما يريدون من الديانة وعدم اكراه المواطنين الذين لا يكونون مسلمين ان قال قائل فماذا نفعل في الذي يكون مسلما ثم يرتد كيف نتعامل معه مع حق المواطن نقول ان من العدل ان يعامل المرتد عن الاسلام بحكم الاسلام كما ان من العدل ان من خان البلد انه يقتل فخيانة الدين اولى فخيانة الدين اولى وهذا هو السبب في كون النبي صلى الله عليه وسلم قال من بدل دينه فاقتلوه وهو خطاب للحكام والقضاة والمسؤولين وليس لاحاد الناس من المسلمين القضية الاخرى ان المواطنين الذين يعيشون في بلاد المسلمين قد عاشوا في عهد الخلفاء الراشدين ومن بعدهم وهم كانوا على دينهم وفي كنائسهم فما منعهم الاسلام من قيامهم بامور دينهم في اماكنهم فان قال قائل اليس قد قال الله جل وعلا حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون اليست هذه مذلة الجواب ان اعطاءهم الجزية ليس شيئا اكثر من كونهم يدفعون مالا للمجتمع وللدولة في مقابل ما يتمتعون به من حياة كريمة في حفظ اموالهم واعراضهم وفي حفظ آآ ممتلكاتهم ونحو ذلك. اليس المسلم في بلاد المسلمين اذا طلب الحاكم منه الزكاة يجب عليه ان يدفع الزكاة رغما عن انفه ولا يجوز له ان يمتنع عن الزكاة بل لو امتنع فقد جاءت الشريعة بحكم صارم فقال صلى الله عليه وسلم من منع زكاة ماله فان اخذوها وشطر ماله عزبة من عزائم ربنا فهذا دليل على ان المسلم يدفع الزكاة للحاكم لكي يوزعه في المجتمع بما يراه مناسبا وغير المسلم لا يؤخذ منه الزكاة لانها عبادة لا تقبل الا من المسلمين فيؤخذ منه ما يسمى بالجزية وهي في اصطلاح اليوم مأخوذة من المواطنين جميعا بدوني انفة من احد تحت مسمى الظرائب سواء سمي بظرائب الرسوم او سمي بظرائب الجمارك او سمي بظرائب الصحة بل ان بعض البلدان لا سيما في الغرب يدفع المواطن من جيبه للدولة اكثر مما يصرفه على نفسه بل لا يتحرك حركة مالية الا ويترتب على ذلك انه سيدفع للدولة اما في الاسلام فان الجزية نصيب قليل حتى لا يصل الى نسبة الزكاة في الوهن فسبحان الله ما اعظم عدل الاسلام اما مواطن التنافر وعدم التلاقي بين الوسطية والمواطنة فهي متصورة في غلو بعض الناس في المواطنة وذلك يخالف العدل فحينئذ يتنافران ولا يلتقيان لا يلتقي لا تلتقي الوسطية مع المواطنة التي يفسرها بعض الناس بغلوه لان ذلك سيكون قطعا خلاف العدل واذا اردنا ان ننظر الى مواقف الناس من المواطنة بين الغلو والجفاف فلننظر الى مثالين المثال الاول ما يراه من المواطنة من يسمون انفسهم بي العلمانيين او الليبراليين فانهم يرون ما كان يراه الجاهلي قبل زمن الاسلام حيث كان يقول احدهم هل انا الا من غزية ان غوت غزية غويت وان ترشد غزية ارشدي. وغزية اسم قبيلة فهؤلاء الليبراليون اليوم يرون المواطنة معناها ان المواطن اخ لي ولو كان يهوديا او نصرانيا فهذا المعنى لا شك انه مخالف لمعنى العدل لان الاسلام وان ابقى حق المواطنة بمعنى رغد العيش والحرية التجارية وحرية التملك وحرية التنقل وحرية اه اه الزواج وحريته البقاء وغير ذلك من الامور فانه قطع الاخوة الدينية بين اهل الوطن الواحد فقال جل وعلا انما المؤمنون اخوة. ولم يقل انما اهل المدينة اخوة لان اهل المدينة كان فيهم اليهودي والنصراني وانما اخى بين المهاجرين والانصار الذين امنوا وهاجروا والذين اووا ونصره الى ان قالوا اولئك بعضهم اولياء بعض فالولاية الدينية المحبة والاخوة الدينية باقية بين اهل الاسلام ولو كانوا من مواطن شتى فالمسلم الصيني يجب ان يكون احب الينا من اخينا الذي هو من امنا وابينا اذا لم يكن على ديننا فضلا عن كونه لو كان مواطنا المسلم الامريكي يجب ان يكون احب الينا من اخينا الذي هو من امنا وابينا اذا لم يكن على ديننا فضلا عن كونه مواطنة فهذه المسائل اذا فهمت بهذه الطريقة ندرك ان اخوته الدينية قطعت ما يسمى باخوة الوطن وما يشهره ويظهره العلمانيون اليوم لان اخوة الوطن او اخوة النسب هي اخوة وقتية قد قال الله جل وعلا والى مدين اخاهم هودا والى مدين يا خام شعيبة والى ثمود اخاهم صالحا هذه الاخوة اما ان تكون اخوة نسبية فهي باقية ويترتب عليها ما يترتب على الاخوة النسبية دون ما يترتب على الاخوة الايمانية والدينية وان كانت هذه الاخوة اخوة وطنية وموطنا فيترتب عليها ما يترتب على اخوة المواطنة ولكن ذلك لا يكون الا دون اخوة الدين بمعنى ادق الاخوة الدينية اعم من جهة اهله اعم من جهة اهله و يترتب عليه احكام عامة من الولاية والمحبة والنصرة وغير ذلك والاخوة في النسب او المجاورة في الوطن هذه يترتب عليها احكام اخص وهي مقبولة بشرطين الاول الا يتعارض مع الشريعة والثاني الا تخالف الحقوق العامة التي تكون بين المسلمين ولهذا يجب الحذر من بعض عبارات الغربيين والديمقراطيين والليبراليين الذين يقدمون اليهودية والنصراني على المسلم ويقول كلكم سواء المسلم واليهودي والنصراني سواء هذا كلام باطل لا يمكن ان يكونوا سواء عند الله عز وجل ان كان سواء عندك فهذا امرك وشأنك لكن لا يمكن ان يكونوا سواء عند الله جل وعلا افنجعل المسلمين كالمجرمين قال الله جل وعلا لقد كفر الذين قالوا ان الله ثالث ثلاث وقال ان الذين كفروا من اهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها هذه احكام لابد من بيانها وهي من حقوق المواطن الكافر علينا ان نبين له الحق ولا نخدعه ولا نغشه حتى لا يخسر اخرته واما ان تطبطب عليه بان ما انت عليه من الباطل صح لاجل المحافظة على الوطن فهذه الطريقة لا تحافظ بها على الوطن وتكون بها غاشا لاهل الوطن المناصحة بالتي هي احسن وباسلوب لطيف هو المطلوب كما قال جل وعلا وعظه وقل لهم في انفسهم قولا بليغا وفي مقابل اهل الافراط والغالين في مسألة المواطنة مخالفين الوسطية فيها يوجد اناس اخرين جفوا والغوا شيء اسمه المواطنة حتى ظن بعضهم ان المواطنة بدعة محدثة مع انها لها اعتبارات في الشريعة ولها بعض الاحكام المرتبطة في الشريعة مثال ذلك لو ان لو ان حاكم البلد اراد ان يوزع الاراضي على اهل البلد فمن الاحق الذين يقطنون في ذاك البلد والذي الذين يكونون في خارج البلد اهل الجفا يقولون لا لا عبرة بالقاطني وهذا امر مخالف حتى للواقع العملي النبي صلى الله عليه وسلم مع اليهود فانه لما فتح خيبر رأى ان قيام اهل خيبر بارض بالارض المفتوحة للمسلمين خير لهم وللمسلمين فابقاهم ما دام ابقاهم سواء قلنا لمصلحة او لحكمة او ابقاهم لكونهم اعلم بالزراعة وغير ذلك كما جاء في بعض الروايات فالمهم ان من هو خارج منهم ليس اولى بالاستصلاح فهناك من المنتسبين الى التدين من التكفيريين وغيرهم من لا يرون المواطنة بل يرون قتل كل كافر في بلد الاسلام وهذا يعني غلو في جهة وجفاء في جهة غلو في فهم الاسلام وجفاء في ترك معنى المواطنة من الامثلة الظاهرة الجلية على الغلو في المواطنة والجفاء ما نراه من ميل بعض الناس في قلبه الى اهل وطنه ولو كان يهوديا او نصرانيا ولا يميل حبا للمسلم اذا كان من غير وطنه وهؤلاء على خطر عظيم لا سيما وقد قال الله جل وعلا ولا ولا واذا اردنا ان نقارن بين امرأة حرة كافرة وامرأة امة مسلمة فنص القرآن ولا امة مؤمنة خير من مشركة ولو اعجبت فالله سبحانه وتعالى بين الفرق الشاسع ولذلك لا يجوز للانسان ان يعتقد في قلبه ان اهل وطنه خير من اهلي وطني فلان وفلان مطلقا وانما يقيد ذلك بما يرى فيهم من الصفات الحميدة كقول بعضهم ان اهل البصرة زهاد فهم خير من اهل الكوفة في هذا البعض. هذا الكلام من العلماء كلام علمي دقيق فيه تمييز بذكر بعض الصفات. اما ان يقول الانسان مثلا اهله البصرة خير من اهل الكوفة مطلقا فهذا اجحاف مخالف للوسطية والعدل والخيار فلا يجوز للانسان ان يقول ان اهل بلدة كذا خير من اهل بلدة كذا مطلقا وانما يقيد يقول مثلا اهل الكويت في العطاء وفي الصدقات خير من اهل بلدة كذا وكذا واهل بلدة كذا فيهم من الشجاعة ما ليس في اهل بلدة كذا وكذا اهل بلدة كذا فيهم من الكرم ما ليس في اهل بلدة كذا وكذا اما ان الانسان يقول اهل بلدتي خير من جميع اهل الارض مطلقا هذا يقع في الاجحاف ولا ريب ويقع في الظلم ويقع في ترك وفي المقابل هؤلاء الغاليين نجد ايضا الجافي في هذا الباب الذين لا يرون لاهل اي بلد خيرا وانما يظنون ان الخيرية مرتبطة فقط بلغة مثلا او بجنس مثلا فيقول بعضهم مثلا اهل الحاضرة خير من اهل البادية او العكس يقول اهل البادية خير من اهل الحاضر او يقول العجم خيرا من العرب او العكس يقول العرب خير من العجب فهؤلاء اظن جافون فاذا اردنا ان نعرف التوسط في هذا الباب فلا بد اذا من ترك الغلو بالمدح ومن ترك الجفاف المدح ولابد من ترك الغلو في الذم ومن ترك الجفاء في الذنب ولذلك قال جل وعلا يا ايها الذين امنوا قولوا قوامين بالقسط اي بالعدل شهداء لله ولو على انفسكم ولو على انفسكم او الوالدين والاقربين ولذلك لا ينبغي للانسان ان يقدم اهل عشيرته مطلقا لانهم اهل عشيرته وان يرى لهم فظلا مطلقا لانهم اهل عشيرته او اهل جيرته او اهل بلدته وانما يقدم ما قدمه الله جل وعلا ويؤخر ما اخره الله كما قال سبحانه وان كان اباؤكم وابناؤكم واخوانكم وازواجكم وعشيرتكم وعشيرتكم هذا الشاهد واموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادا احب اليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله اهو بيعمل واختم في بيان سورة اخرى وهي كثيرة لكن هذا من باب التذكير من صور الغلو والجفاء في المواطنة المخالفة للوسطية يرى بعض الناس من الغلو ان اهل وطنه اولى بالتجارة وبالبيع والشراء من غير اهل وطنه ولو كانوا مسلمين مثلا فهذا مخالف للوسطية واهل الجفاء يرون ان الكفار اليهود والنصارى اذا كانوا في بلاد المسلمين لا يجوز ان يمكن لهم في البيع والشراء وهذا غلط ايضا فان الاسلام قد كفل لمواطنيه الذين يعيشون في ظله وتحت رايته كفل لهم حق البيع والشراء ومكن هم في تجاراتهم وغير ذلك من امور معاشهم اذا كان الله جل وعلا قال لا اكراه في الدين قال ما انت عليهم بمسيطر فمن باب اولى انه لا يجوز لنا ان نكرههم على بعض الاعمال التي لا يريدونها او ان نمنعهم من بعض الاعمال التي يريدونها الا اذا كان هذا العمل يعني يضر الدين كما نمنع بعض الناس من العمل الذي يضر الوطن وحينئذ يمنع فمسلا نحن نرى ايانا بيانا ان كثير من الدول بل كل الدول لا يقبلون ان يدخلوا في الجيش الا من كان صحيح البدن لان الجيش لابد ان يكون القائم فيه صحيح البدن فهذا ليس اجحافا لمن ليس صحيح البدء لكن هذا مقتضى العمل وهذا عدل وليس اجحافا فاذا كان في الدولة مثلا منع الكافر مثلا من عقد الزواج بين المسلمين فهذا ليس اجحافا هذا هو العدل لان عقد الزواج امر تعبدي في الاسلام لا بد ان يقوم به مسلم وهكذا القضاء وهكذا الاعمال الدينية التي لا بد فيها من المسلمين هذا ما تيسر في هذه العجالة والموظوع كبير اه واحسن من تكلم فيه هو آآ شيخنا والشيخ الدكتور صالح اه ابن عبد العزيز ال الشيخ حفظه الله ونفع به ونسأل الله عز وجل ان يبارك فينا وفيكم وان يوفقنا واياكم لما يحب ويرضى وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين واعتذر عن الاسئلة شكر الله لكم وبارك الله فيكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته