وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب الحمد لله الحمد لله الذي اسبغ علينا النعم احمده سبحانه كم دفع عنا النقم واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه ومن سار على دربه الى يوم القيامة وبعد هذه المحاضرة هي بعنوان حافظ على عينيك او نصايح ذهبية للمحافظة على العين ان هذا العين اسمه جنس يطلق على الواحد وعلى الاثنين وعلى الاكثر وهو في الانسان والحيوان الة الابصار من صنع الله تبارك وتعالى البديع الذي احسن كل شيء خلقه يقول ابن القيم رحمه الله انظر الى تلك العينين ما اودعتاه من الملح والحلاوة والسواد في ذلك البياض وحسن شكلهما وجمعهما لمحاسن الوجه لا تملك الا ان تقول تبارك الله احسن الخالقين وهذا في الشكل والصورة فكيف بالمنافع العظيمة المترتبة على وجود العين فمن عظيم نعم الله تبارك وتعالى علينا وعلى البشرية جمعاء ان جعل الانسان سميعا بصيرا كان يمكن ان يخلقه اصم ابكم كما اوجد بعض البشر فالبصر من النعم العظيمة التي لا تقدر بثمن من اثمان الدنيا ولو قيل لاعمى البصر كم تدفع لترى الدنيا وما فيها وتقدر على عمر معاشك بالنظر والابصار لبذل في سبيل ذلك الغالي والنفيس بل وربما بذل في سبيل ذلك بعض اعضاءه واجزائه لما يرى من عظمة نعمة البصر لانه وكل عاقل يرى ان البصر من اعظم النعم. قال الله تعالى قل هل يستوي الاعمى والبصير وقال سبحانه وما يستوي الاعمى والبصر والاية وان كان المقصود منها اعمى البصيرة ومبصر البصيرة لكن فيه فيها بيان الفرق الشاسع بين من انعم الله عليه فابصر وبين من لم يفضل لم يعطه الله فضل الابصار لا ريب ان نعم الله كلها عظيمة اعظمها بعد الايمان والاسلام من حيث النعم الفردية نعمة العقل ثم نعمة البصر ثم نعمة السمع فنعمة اللسان قال الله تعالى ايحسب ان لم يره احد الم نجعل له عينين ولسان وشفتين وهديناه النجدين الم نجعل له عينين ولسانا وشفتا يقول العلامة ابن القيم رحمه الله فسعادة الانسان بصحة هذه الاعضاء الثلاثة وشقاوته بفسادها العينان والسمع واللسان قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما يسأل الله العباد فيما استعملوا هذه الثلاثة السمع والبصر والفؤاد فالله تبارك وتعالى اعطى العبد السمع ليسمع به يسمع به اوامر ربه ونواهيه وعهودا واعطاه القلب ليعقلها ويفقهها والبصر ليرى اياته فيستدل بها على وحدانية الله وربوبيته فالمقصود باعطائه هذه الالات القلب والعينان والسمع المقصود باعطائه هذه الالات العلم وثمرته ومخطئه يقول تبارك وتعالى انا خلقنا الانسان من نطفة نمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا ولهذا نجد ان الذي لا يسمع او الذي لا يبصر خف عنه الابتلاء من حيث الاحكام الشرعية ومن كان سميعا بصيرا شدد عليه في الابتلاء الا ترى ان الله يقول ليس على الاعمى حرج وعلى على الاعرج حرج ولا على المريض حرج. لماذا خفف عنه الابتلاء لعدم كمال النعم ويقول جل وعلا قل من يرزقكم من السماء والارض ام من يملك السمع ولا ابصار من يملك السمع يمكن لاحد من الناس يقول عيني اذني سمعي بصري مسكين هذه اضافة مكانية هذه اضافة ايش؟ مكانية تقول عيني لانها بوجهك يقول سمعي لانها في راسك لكن والله ما تملكها واكبر دليل على ذلك انها اذا ضعفت ما استطعت ان تقويه واذا ذهب نورها ما استطعت ان تضيئها وهذا معنى من يملك السمع والابصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الامر فسيقولون الله فقل افلا تتقون فذلكم الله ربكم الحق فماذا بعد الحق الا الضلال فانى تصرف يقول سبحانه في سورة النحل والله اخرجكم من بطون امهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والابصار والافئدة لعلكم تشكرون ويقول في سورة المؤمنون وهو الذي انشأ لكم السمع والابصار والافئدة قليلا ما تشكو يقول العلامة ابن القيم رحمه الله وتأمل كيفية خلق الرأس تأمل بنفسك في صورتك وكثرة ما فيه من العظام حتى قيل انها خمسة خمسة وخمسون عظما برأسك خمسة وخمسين قطعة عظام ركبت بعضها الى بعض سبحان الله الخالق مختلفة الاشكال والمقادير والمنافع كيف ركبه سبحانه وتعالى على البدن وجعله عاليا يحط الراس اعلى مكان عندك علوا الراكبي على مركوبه ولما كان عاليا على البدن جعل فيه الحواس الخمس والات الادراك كل والات الادراك كلها من السمع والبصر والشم والذوق واللمس وجعل حاسة البصر في مقدمه ليكون كالطليعة والحرس والكاشف للبدن وركب كل عين من سبع طبقات ايه يا ابن ادم تستخدم العين في الحرام ولا تدري كيف ركبت اذا اراد الانسان ان يتعجب فليتعجب من اولئك زبالات المجتمعات من الملاحدة. الذين يعجزون عن ان يصنعوا مثل هذا العين وهم عقلاء ثم يقولون ان اين في الانسان جاء بفعل الطبيعة التي لا تعقل فسبحان من يطمس على البصائر يقول وركب كل عين من سبع طبقات لكل طبقة وصف مخصوص ومقدار مخصوص ومنفعة مخصوصة لو فقدت طبقة من تلك الطبقات السبع او زالت عن هيئتها وموظعها لتعطلت العين عن الابصار ثم اركز سبحانه داخل تلك الطبقات السبع خلقا عجيبا وهو انسان العين الذي نسميه اللي هو بؤبؤ العين بقدر العدسة يبصر به ما بين المشرق والمغرب. سبحان الله العظيم شيخ صغير يفتحه يرى المشرق بالكامل ثم يلتفت الى المغرب فيراها بالكعب يرى ما به ما بين المشرق والمغرب والارض والسماء وجعله من العين بمنزلة القلب من الاعضاء فهو ملكها وتلك الطبقات والاجفان والاهداب خدم له وحجاب وحراس فتبارك الله احسن الخالقين فانظر كيف حسن شكل العينين وهيئتها ومقدارها ثم جملهما بالاجفان غطاء لهما وسترا وحفظا وزينة فهما يتلقيان عن العين الاذى والقذى والغبار ويكنانهما من البارد المؤذي والحار المؤذي ثم غرس في اطراف تلك الاجفان الاهداب جمالا وزينة ولمنافع اخر ورأى الجمال والزينة ثم ودعهما ذلك النور الباصر والظوء الباهرة الذي يخرق ما بين السماء والارض ثم يخرق السماء مجاوزا لرؤية ما فوقها من الكواكب وقد اودع سبحانه هذا السر العجيب في هذا المقدار الصغير بحيث تنطبع فيه صورة السماوات مع اتساع اكنافها وتباعد اقطارها انتهى كلام الله ولما كان نعمة العين عظيمة كان في فقدها بالكلية شرعا الدية كاملة وفي فقد احد العينين نصف الدية شرعا. قال تعالى وكتبنا عليهم فيها ان النفس بالنفس والعين بالعين فتأمل بدأ بالنفس اللي هي الروح الموت والحياة وثنى بالعين واذا تقرر ان العين نعمة عظيمة فينبغي ان نحافظ على هذه النعمة اما اهل الدنيا فهم يهتمون بالمحافظة على العين لاجل بقاء نظارتها وجمالها وبعدها عن التجاعيد ونحو ذلك وذلك بمختلف انواع الاطعمة والادوية وبعدم النظر به الى الهاتف في الظلام وغير ذلك من الاسباب الظاهرة وليس حديثنا عن هذا وانما حديثنا عما يحافظ به على العين من التأثيرات التي تكون على نور بصيرته وتؤثر على صفاء دركه وعلى قوة رؤيته للحقائق والمآلات وكيفية الاستفادة من العين في الدنيا لاجل الاخرة وهذا لا يتأتى العلم به الا بالنظر الى النصوص الشرعية فاذا قيل كيف نحافظ على العينين ما هي الخطوات الذهبية للحفاظ على العين اي من الناحية الشرعية فالجواب ان ذلك يكون بما يأتي جمعت ما يقرب من ثلاثين امرا بها نحافظ على اعيننا الاول وهو واجب على الجميع. شكر الله تعالى على هذه النعم فان النعم تدوم بالشكر وتقر وتزداد ومن شكر الله تعالى صرف النعمة فيما يرضيه واجتناب ما يسخطه ويغضبه. وهذا الشكر من اعظم اسباب حفظ العين وحمايته وبقره قال الله تعالى يقلب الله الليل والنهار ان في ذلك لعبرة لاولي الابصار الله هو المقلب بعتبر ففي اي لحظة ربما تغلق فتفتح ولا ترى وقال سبحانه قل هو الذي انشأكم وجعل لكم السمع والابصار والافئدة قليلا ما تشكو قال رجل لابي حازم ما شكر العينين يا ابا حازم فقال ان رأيت بهما خيرا اعلنته وان رأيت بهما شرا سترته وهذا تفسير لبعض ما يؤدى به شكر العين ثانيا للمحافظة على العينين امنعه من النظر الى الممتعين نظرة استعلاء وطلب معية اياك ان تطلق العنان للعينين لينظر الى المتمتعين المترفين قال الله لنبيه واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا وقال ربنا تبارك وتعالى لا تمدن عينيك الى ما متعنا به ازواجا منهم زهرة الحياة الدنيا دنيا لنفتنهم فيه وهذه المحافظة للعين سبب للمحافظة القلب عن التعلق بالدنيا وقال سبحانه ولا تمدن عينيك الى ما متعنا به ازواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وابقى وامر اهلك بالصلاة واصطبر عليها. لا نسألك رزقا نحن نرزقك. والعاقبة ثالثا ان تجعل قرة عينك بما حباك الله اجعل قرة عينك بما اعطاك الله ولا تقلق العنان لها لما عند الناس ولا تمد عينيك الى ما ليس عندك قال الله جل وعلا لمريم وهي في كرب شديد في مصيبة عظيمة فكلي واشربي وقري عينا يا سبحان الله امر عجيب ولهذا كان من دعاء الصالحين ربنا هب لنا من ازواجنا وذرياتنا قرة اعين. وفي قراءة قرات اعين رابعا لتحافظ على عينيك اجري الدمع فيه بمعرفة الحق سبحانه ابكي عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرص في سبيل الله وسبعة يظلهم الله في ظله ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه قال الله تعالى واذا سمعوا ما انزل الى الرسول ترى اعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق وانتم تعلمون ان الانسان اذا توظأ وتمضمض واستنشق خرجت خطايا فمه وانفه طيب لماذا لا يدخل الماء في عينيه لتخرج خطايا العينين قال ابن القيم وانما لم يجب غسل باطن العينين في الوضوء والغسل. لانه يورث العمى. فسقط للمشقة قه ووجب غسل الفم والانف ليسري ذلك ولتخرج خطاياهما طيب وخطايا العين خطايا العين تخرج بالدمع خطايا العين تخرج بدمع العين الامر الخامس الرابع اجراء الدم الخامس افاضة الدمع منه عند فوات الطاعات وعدم المقدرة على المسابقات الى الخيرات يا مسيكين اذا شفت الناس يتسابقون الى الخيرات وانت مكانك راوح ابكي كثيرا قال الله تعالى ولا على الذين اذا ما اتوك لتحملهم قلت لا اجد ما احملكم علي. تولوا واعينهم تفيض من الدمع حزنا الا يجدوا ما فقهاء هؤلاء بكوا لفوات الخيرات عليهم وعدم مقدرتهم على المسابقات مع ان ذلك لم يكن بيدهم لفقرهم فكيف بمن تفوته السباقات الى الخيرات والمسارعات الى الطاعات بسبب منه فلا هو اول من يأتي الى الصف ولا هو اخر من يخرج من المسجد ولا هو اكثر الناس ختمة ولا هو اكثر الناس ذكرا سادسا حافظ على عينيك بادامة النظر بهما في ايات الله تعالى المتلوة وفي المشاهدات المرئية الافاقية والنفسية فان ذلك من اعظم ما تحافظ به على بصيرة عينيك قال الله تعالى وعرضنا جهنم يومئذ للكافرين عرضا الذين كانت اعينهم في غطاء عن ذكري ما كانوا يشغلون العينين في النظر الى الايات المتلوة ولا في التأمل في الايات المشاهدة الافاقية والنفسية والارضية وقال سبحانه وهو العزيز الغفور الذي خلق سبع سماوات طباقا ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر هل ترى من فطور؟ ثم ارجع البصر كرتين ينقلب اليك البصر خاسئا وهو حسير وهذا في التأمل في الايات الافاقية وقال جل وعلا يقلب الله الليل والنهار ان في ذلك لعبرة لاولي الابصار. وقال فاعتبروا يا اولي الابصار والابصار قد يطلق ويراد به اثر نظر العين وقد يطلق ويراد به العلم الامر السابع للمحافظة على عينيك استعمل البصر فيما ينفع البشر والا فانها تصاب بعمل بصيرة وكم وكم وكم بل اكثر اهل الارض عندهم اعين لكنهم مصابون بعمل بصير افلم يسيروا في الارض فتكون لهم قلوب يعقلون بها او اذان يسمعون بها فانها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور وقال سبحانه وعلى ابصارهم غشاوة وهذا مرظ خفي اذا جاءت الغشاوة على الابصار فلا يرى البصر الا ما تهواه القلب ترى الحقائق مخفية والبينات مغشية مستورة تمر العين على تلكم الدلائل والبراهين ولا يراها العين ثامنا للمحافظة على العين لابد من البعد عن الحزن. فان الله عز وجل لم يأمرنا بالحزن بل ونهانا عن الحزن قال ولا تحزن قال ولا تحزن واخبر جل وعلا عن يعقوب عليه السلام قال وابيظت عيناه من الحزن فهو وكظيم فاياك والحزن على ما تحزن ومقادير الله جارية الامر التاسع اجتناب الخوف الشديد فانه قد يؤدي الى دوران العين كما يحصل للميت فربما يذهب البصر من شدة الخوف قال الله تعالى فاذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون اليك تدور اعينهم كالذي يغشى عليه من الموت وقال سبحانه اذ جاءوكم من فوقكم ومن اسفل منكم واذ زاغت الابصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنون الامر العاشر القيام بالعدل سبب لقرة العين والظلم سبب لقسوة العين سبب لسخط العين. قال الله تعالى ذلك ادنى ان تقر اعينهن ولا يحزن ويرضين بما اتيتهن كلهن والله يعلم وقال بعض العلماء ان هذه الاية ذلك ادنى ان تقر فيها دلالة على ان العدل ينبغي ان به عين المؤمن والعدل في حكم الله وفي قدر الله في حكم الله يشاهده العلماء وفي قدر الله يشاهده الفقهاء الامر الحادي عشر عدم النظر الى البرق والخوف من العاقبة التي قد تصيب العين في البرق. قال الله تعالى المتر ان الله يزجي سحابا ثم يؤلف بينه ثم يجعله ركاما فترى الودق يخرج من خلاله وينزل من السماء من جبال فيها من برد فيصيب به من يشاء ويصرفه عمن يشاء يكاد سنا برقيه يذهب بالابصار وقال سبحانه يكاد البرق يخطف ابصارهم يكاد ايمان يقرب ويوشك كلما ظالهم مشوا فيه. واذا اظلم عليهم قاموا ولو شاء الله لذهب بسمعهم وابصارهم ان الله على كل شيء قدير الامر الثاني عشر للمحافظة على العينين لابد من الحذر من ازدراء الناس بالعين اياك وازدراء الناس لرؤيتهم على احوال مزرية دنيوية وسل الله العافية قال الله تعالى ولا اقول للذين تزدري اعينكم لن يؤتيهم الله خيرا. الله اعلم بما في انفسهم اني اذا لمن الظالمين الامر الثالث عشر اجتناب الذنوب التي تكون من جهة العين ومنها النظر في المحرمات وليتذكر العبد ان معطي العين قادر على اخذه في اي لحظة شاء قال سبحانه ولو نشاء لطمسنا على اعينهم وقال سبحانه ولقد راودوه عن ضيفه فطمسنا اعينهم فذوقوا عذابي ونذري وخرج النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة الهجرة وبيته محاصر من كفار مكة وهو يتلو قوله تعالى وجعلنا من بين ايديهم سدا ومن خلفهم سدا فاغشيناهم فهم لا يبصرون فما رأوه صلوات ربي وسلامه عليه لا من الرابع عشر للمحافظة على العين لابد من دوام مراقبة الله تعالى في البصر واليقين بان الله تعالى عنده علم بما يقع منك بعينك ولو كان ذلك منك خلسة وخيفة قال سبحانه يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور وقال وهو على كل شيء وكيل. لا تدركوا الابصار وهو يدرك الابصار. وهو اللطيف الخبير الامر الخامس عشر العلم بان لذة العين التامة لا تتم في الدنيا الفانية فمهما تلذذت فانها تطلب المزيد ولا قرار لها فاغلق عليها الباب خير لك ولنستيقن ان اللذة التامة للعين وغيرها من الجوارح لا تكون الا في الاخرة فلا تطلق لعينك العناء. قال الله تعالى مبينا القرار للاعين في دار ابرار يطاف عليهم بصحاف من ذهب واكواب وفيها ما تشتهيه الانفس وتلذ الاعين تأمل البلاغة في هذه الاية وتلذذ الاعين. وكأن العين صار عنده احساس لذة لما بلغ من الكمال في قرة العين وفيها ما تشتهيه الانفس وتلذ الاعين وانتم فيها خالدون. وتلك الجنة التي ورثتموها بما كنتم تعمل الامر السادس عشر منع العين عن الفاتنات والجميلات لتنال في الاخرة لتنال في الدنيا والاخرة المكرمات ومن منع نظره من بنات الطين وان كن جميلات رزقنا الحور العين في الجنات قال الله تعالى وزوجناهم بحور عين فمن تمتع في الدنيا منع وتقيد بالاخرة ومن تقيد في الدنيا نال التمتع ولم يحد له حد في الاخرة والجزاء من جنس العمل ولهذا قال صلى الله عليه وسلم من احتسى الخمر في الدنيا منع منعه يوم القيامة السابع عشر الزام العين حدود الله تعالى فان الانسان ينبغي عليه ان يتذكر انه تحت نظر واهب العين ومالكه اذا انت تبصر فاللي اعطاك البصر يبصرك قال الله تعالى في سورة النور رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله واقام الصلاة الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والابصار تتقلب فيه القلوب والابصار. لماذا الزموا انفسهم حدود الله والطاعات يخافون يوما تتقلب فيه القلوب الامر الثامن عشر غض البصر من اعظم ما يحفظ به الانسان عينه قال الله تعالى في سورة النور قل للمؤمنين يغضوا من ابصارهم ويحفظوا فروجه ذلك ازكى لهم ان الله خبير بما يصنعون وقل للمؤمنات يغضضن من ابصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن الا ما ظهر منها وليظربن بخمرهن على جيوبهن اية غض البصر وردت في سورة النور بعد اية النور دل على ان البصر نور في البصر. ونور في البصيرة ونور في العقل ونور في النفس. ونور في القبر ونور على الصراط ونور في الجنات وفي الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله كتب على ابن ادم حظه من الزنا ادرك ذلك لا محالة. فزنا العينين النظر انتبه اذا من هذا وزنا اللسان النطق والنفس تتمنى وتشتهي والفرج يصدق ذلك او يكذب قال العلامة ابن القيم رحمه الله ولما كان مبدأ ذلك من قبل البصر جعل الامر بغظه مقدما على حفظ الفرج. فان الحوادث مبدأها من البصر كما ان معظم النار من مستصغر الشرر فتكون نظرة ثم تكون خطرة ثم خطوة ثم خطيئة هي خاءات خطيرة ولهذا قيل من حفظ هذه الاربعة احرز دينه اللحظات والخطرات واللفظات والخطوات من حفظ هذه الاربع احرز دينه حافظت على دينك ما هي لحظات العين خطرات الفكر والعقل ولا لفظات اللسان وخطوات اقدام ولهذا قيل من حفظ هذه الاربعة احرز دينه اللحظات والخطرات واللفظات والخطوات. فينبغي للعبد ان يكون بواب نفسه على هذه الابواب الاربع ويلازم الرباط على ثغورها فمنها يدخل عليه العدو فيجوس خلال الديار ويتبر ما على تتبعه وقال رحمه الله واكثر ما تدخل المعاصي على العبد من هذه الابواب الاربعة وحديثنا عن النظرة واللحظ قال فهي رائد الشهوة ورسولها وحفظها اصل حفظ الفرج فمن اطلق بصره اورد نفسه موارد المهلكات وقال وقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تتبع النظرة النظرة فانما لك الاولى وليست لك الاخرى. رواه ابو داوود والترمذي باسناد صحيح من حديث ابي موسى الاشعري رضي الله عنه وفي المسند من حديث حذيفة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال النظرة سهم مسموم من سهام ابليس ساهموا سهم مسموم يعني دخل بدنك راح يسمك خرب نفسك نفسيتك عقلك دينك النظرة سهم مسموم من سهام ابليس فمن غض بصره عن محاسن امرأة لله اورث الله قلبه حلاوة الى يوم يلقاه قال الشاعر كل الحوادث مبداها من النظر ومعظم النار من مستصغر الشرر كم نظرة بلغت في قلب صاحبها كمبلغ السهم بين القوس والوتر والعبد ما دام ذا طرف يقلبه في اعين العين موقوف على الخطر يسر مقلته ما ظر مهجته. لا مرحبا بسرور عاد بالظرر قال العلامة ابن القيم رحمه الله ومن افات النظر انه يورث الحسرات والزفرات والحرقات. فيرى العبد ما ليس قادرا عليه ولا صابرا عنه وهذا من اعظم العذاب ان ترى ما لا صبر لك عن بعضه ولا قدرة على بعضه. قال الشاعر وكنت متى ارسلت طرفك رائدا لقلبك يوما اتعبتك المناظر. رأيت الذي لا كله انت قادر عليه ولا بعضه انت صابر واعجب من ذلك ان النظرة تجرح القلب جرحا فيتبعها جرح على جرح ثم لا يمنعه الم الجراحة من استعداء من استدعاء تكرارها. ما زلت تتبع نظرة في نظرة في اثر كل منيحة ومليح وتظن ذاك دواء جرحك وهو في تحقيق تجريح على تجريح فذبحت طرفك اللي حاضي وبالبكاء فالقلب منك ذبيح اي ذبيح وقد قيل ان حبس اللحظات ايسر من دوام الحسرات الامر التاسع عشر مما تحافظ به على عينك الخوف على العين من الطبع. ومن خاف سلم قال الله تعالى ذلك بانهم مستحبوا الحياة الدنيا على الاخرة وان الله لا يهدي القوم الكافرين اولئك الذين طبع الله على قلوبهم وسمعهم وابصارهم. واولئك هم الغافلون لا جرم انهم في الاخرة هم الخاسرون العشرون عدم رؤية الكفار والمشركين بنظرة تفاخمية ونظرة تعاظمية بل من بغى انهم هم الذين ينبغي ان ينظروا الينا نظر مثلي رأي العين كما قال تعالى لقد كان لكم قد كان لكم اية في فئتين التقتا فئة تقاتل في سبيل الله واخرى كافرة يرونهم مثليهم رأي العين ليحجبها عن النظر فلنحذر من تدريس ابليس ولنختم بقوله تعالى كلا سوف تعلمون ثم كلا سوف تعلمون كلا لو تعلمون علم اليقين لترهن الجحيم ثم لترونها عينا اليقين ثم لتسألن يومئذ عن النعيم والله يؤيد بنصره من يشاء. ان في ذلك لعبرة لاولي الابصار الحادي والعشرون العلم بان الله تعالى يتصرف في الاعين كيف يشاء. قال سبحانه واذ يريكموهم اذ في اعينكم قليلة ويقللكم في اعينهم ليقضي الله امرا كان مفعولا. والى الله ترجع الامور الامر الثاني والعشرون الحذر من زيغ العين وروغان البصر والحذر مما قد يسحره. قال الله تعالى عن سحرة فرعون قال القوا فلما القوا سحروا اعين الناس واسترهبوهم وجاؤوا بسحر عظيم الثالث والعشرون العلم بان عناية البصيرة سبب لعماية البصر ولو كان صاحبها يرى ويبصر قال الله تعالى فهل عسيتم ان توليتم من تفسدوا في الارض وتقطعوا ارحامكم اولئك الذين لعنهم الله فاصمهم واعمى ابصارهم افلا يتدبرون القرآن ام على قلوب اقفالها الرابع والعشرون ترك الحسد والبعد عن اصابة الناس بالعين ما استطاع الى ذلك سبيل قال الله تعالى في صفات الكفار وان يكاد الذين كفروا ليزلقونك بابصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون انه لمجنون وما هو الا ذكر للعالمين ولهذا في امثال السائرة عند العرب ان الحاسد لابد وان يحسد نفسه يوما ما الخامس والعشرون البعد عن تعطيل عمل العين. والحرص على استعماله في ابصار الحق. والا فان ذلك كمما يتلف مقصد وجوده ويتلف اثر فائدته. قال الله تعالى ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والانس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم اعين لا يبصرون بها ولهم اذان لا يسمعون بها. اولئك كالانعام بل هم اضل. اولئك هم الغافلين السادس والعشرون الدعاء بان يحفظ الله تعالى لك عينك من افاتها ومن معاصيها ومن العمى فيها قال الله تعالى والذين يقولون ربنا هب لنا من ازواجنا وذرياتنا قرة اعين واجعلنا للمتقين قيل امام وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم اذا اصبح وامسى اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقواتنا ابدا ما احييتنا السابع والعشرون التيقن انا سنسأل عن هذه العين هل ضيعناها هل حفظناها هل ادينا بها طاعة الله؟ قال سبحانه ولا تقف ما ليس لك به علم ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسئولا الثامن والعشرون الحذر من سلب هذه النعمة في الاخرة. قد يقول بعض الناس مات فلان ومات فلان. ما اصيبوا باعينهم لا سلب العين قادم عليهم في الاخرة. قال الله تعالى ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا. ونحشره يوم القيامة اعمى عمل قال ربي لم حشرتني اعمى؟ وقد كنت بصيرا. قال كذلك اتتك اياتنا فنسيتها. وكذلك اليوم تنسي التاسع والعشرون الخوف من شخوص البصر يوم القيامة. قال الله تعالى ولا تحسبن الله غافلا عما يعملون ظالمون انما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الابصار اخيرا الثلاثون حافظ على عينك فمهما ترى وتشاهد فانها ستشهد عليك. تذكرها مهما ترى وتشاهد فالعين ستشهد عليك. قال الله تعالى ويوم يحشر اعداء الله الى النار فهم يوزعون حتى اذا ما جاءوها شهد عليهم سمعهم وابصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون ايها الاخوة والاخوات ان العين طليعة جيش الانسان فمتى ما كان جيدا لم يستطع العدو الوصول اليه. والولوج الى داره وقلبه. ومتى كان خاملا او غافلا وصل اليه عدوه وتمكن من داره واستأسد عليه واسر قلبه قال العلامة ابن القيم رحمه الله مبينا تدليس ابليس ينصح جنوده ويقول لهم اذا استوليتم على هذه الثغور امنعوا ثغر العين ان يكون نظره اعتبارا بل اجعلوا نظره تفرجا واستحسانا وتلهيا فان اشترق نظره عبرة فافسدوها عليه بنظر الغفلة. والاستحسان والشهوة. فانه اقرب اليه واعلق بنفسه واخف عليه ودونكم ثأر العين فان منه تنالون بغيتكم. فاني ما افسدت بني ادم بشيء تلين نظر فاني ابذر به في القلب بذر الشهوة. ثم اسقيه بماء الامنية. ثم لا ازال اعده وامنيه حتى اقوي بعزيمته واقوده بزمام الشهوة لا الانخلاع من العصمة فلا تهمل امر هذا الثغر وافسدوه بحسب استطاعته وهونوا عليه امره وقولوا له مقدار نظرة تدعوك الى تسبيح الخالق والتأمل لبديع صنيعه وحسن هذه الصورة التي انما خلقت ليستدل بها الناظر عليه. وما خلق الله لك العينين سدى. وما خلق الله هذه الصورة نسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان يحفظ ابصارنا وان يزيد بصيرتنا وان يحفظ قلوبنا ويمتعنا واياكم متاعا حسنا والحمد لله وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن والاه. سبحانك اللهم وبحمدك نشهد ان لا اله الا انت استغفرك اه نبدأ ايها الاخوة بالاجابة على الاسئلة الواردة من الاذاعة آآ قناة مجالس العلم النافع الجزائرية ونشكر لهم حيث كانوا سببا في اقامة هذه المحاضرة يقول السائل ابتليت ببلية ستهلكني في ديني ودنياي وهي العادة السرية والافلام المحرمة تعبت كثيرا في مجاهدة نفسي ارجو منكم نصيحة ينفعني الله بها اولا انصحك ان تتزوج هذا هو الحل الامثل لمثل هذه المعاصي ثانيا انصحك بكثرة الصوم والاقلال من الاكل والبعد عن الاطعمة التي تزيد الباءة والتقليل منها والعيش على الجوع والصوم ثالثا الزم ذكر الله جل وعلا والزم الاستغفار في سرك وجهرك واعلم ان الذي اعطى لك العين قادر على ان يشربه منك في اي لحظة كيف ستكون لو مت على هذه الحالة عياذا بالله؟ يقول السائل احسن الله اليكم هل الامام في المسجد يجب عليه ان يطلب الاذن من مسئول المسجد؟ اذا اراد ان يلقي كلمة او ان يدرس كتابا هذا راجع الى العرف والى الشروط الموجودة عندكم في بلدكم مثلا عندنا في الكويت الامام مخول ان يلقي كلمة بدون ان يستأذن الادارة لكن ليس للامام ان يلقي كلمة في مسجد اخر الا باذن من الادارة وفي بعض البلدان ان الامام ليس له ان يلقي كلمة الا بعد اذن مسؤول المسجد فهذا امر راجع الى الامور الظبطية والانضباطية يقول السائل ما حكم فتح صفحة على الاستغراق؟ الانستجرام لنشر مقاطع القرآن والربح من وراء ذلك لا بأس بذلك كون الانسان ينشر القرآن ثم يأتي الربح لكونه نشر مقاطع فهذا خير على خير. لكن ينوي بنشره وجه الله جل وعلا يقول والربح يأتي في البنك سواء جاء في البنك او جاك مباشرة فهو ربح حلال ان شاء الله لكن لا تفتح حسابا في بنك ربوي يقول السائل احسن الله اليكم اعمل في مدرسة ثانوية ويقدمون الطعام للطلاب مقابل اجر شهري على الوجبات ونحن العمال لا ندفع ونأكل من نفس الطعام الحساء فقط ليست وجبة كاملة ونظل في العمل الى بعد العصر فهل فعلنا جائز فعلكم جائز بشرط ان يكون المسؤول عن هذا الامر يعلم بذلك فاذا كان المسؤول يعلم بذلك ويسمح لكم ولا يحصل تقليل لوجبات الطلاب فلا بأس بذلك. اما اذا كان هذا كله خلسة فهذا نوع من الاختلاس محرم يقول السائل من اخواننا من يطلب العلم ثم يلبس قليلا وينقطع والله المستعان فنرجو منكم ان توجهنا للطريقة الصحيحة للمواصلة لا شك ان طلب العلم كغيره من الطاعات يحصل للانسان فيه فتور كيف يبعد الفتور عن نفسه؟ اولا يصحب الاخيار فان الانسان اذا كسل يذكره الصاحب الخير ويسحبه ثانيا اذا احس بكسل او ملل يفتح كتابا في فضل العلم ليجتهد فيه مثل كتاب فضل العلم للخطيب البغدادي وحافظ المغرب ابي عمر ابن عبد البر وكتاب العلم من صحيح البخاري وغير ذلك ثالثا يلازم شيخا يسأل عنه اذا غاب نختم بهذا السؤال يقول ما هو الكتاب الجامع النافع في الادب الكتاب الجامعي النافع في الادب هو كتاب الادب المفرد للامام البخاري رحمه الله تعالى فانه كتاب جامع نافع ما الف مثله واوسع منه واكبر منه كتاب الاداب الشرعية للعلامة ابن مفلح رحمه الله تعالى نسأل الله عز وجل ان يأخذ بايدينا وايديكم العلم النافع والعمل الصالح