الصحابة رضوان الله عليهم هم الذين قال الله عز وجل عنهم ما كان الله على النبي والمهاجرين والانصار هم الذين قال الله عنهم رضي الله عنهم ورضوا عنه هم الذين اختارهم الله عز وجل لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم من هذا الحوض المبارك من هدم يد النبي الكريم صلى الله عليه وسلم. والحمد لله رب العالمين. سبحانك اللهم وبحمده اشهد ان لا اله الا انت نستغفرك ونتوب اليك الحمد لله الذي يصطفي ما يشاء ويختار احمده سبحانه عزيز الغفار واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له الواحد القهار واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه الابرار. وبعد فان الحديث عن حرص الصحابة رضوان الله تعالى عليهم على السنة حديث عظيم ولا يدري الواحد منا في هذه الدقائق من اين يبدأ ولا حين يتم لكن ما لا يدرك كله لا يترك لا يترك بعد هم الذين علمهم خير المعلمين سيد المعلمين محمد صلى الله عليه وسلم زكاهم خير المزكين محمد صلى الله عليه وسلم فاذا كان الامر كذلك فكيف سيكون حرصهم على هدي نبيهم صلى الله عليه وسلم الحديث عن هذا الموضوع لا يحتاج الى تأثير دينه. وانما يكفي في ذلك النظر الى افعال فانا اذا نظرنا الى افعال الصحابة رضوان الله تعالى عليهم نجد انهم عملوا اعمالا تفوق الخير ولولا ان القاصي والداني والاخبار الصادقة والروايات الصحيحة الناطقة تؤكد ما عملوا لكان الامر فوق التصور خلال ثلاثة عقود من الزمان فتح الشرق والغرب ليس المقصود بالفتح فتح الاراضي والبلدان وانما كيف استطاعوا فتح قلوب اهل البلدان فاسلم الناس من الجند والهم ومن بلاد ما وراء النهوين ومن بلادي افريقية والحبشة لانهم كانوا يرون اناسا ما ان يروا افعالهم ويسمعوا حسن مقامهم الا ويستيقنون ان هذا الدين حق ولهذا نعلم علم اليقين انهم ترجمة واقعية لمعاني القرآن والسنة عملها فاذا كانت عائشة رضي الله عنها قالت عن النبي صلى الله عليه وسلم كان خلقه القرآن فنحن نقول كان خلق الصحابة اعتقادا وعبادته واخلاقا القرآن والسنة ولهذا فان الله تبارك وتعالى جعل لهم سبيلا في القرآن فقال عز من قائل في سورة النساء ومن يشاقق الرسول من بعدي ما تبين له الهدى ويتبع غير للمؤمنين وهم الصحابة نوليه ما تولى رسله لجهنم وسائر هؤلاء الصحابة رضوان الله تعالى عليهم جعل النبي صلى الله عليه وسلم لهم سنة خاصة فقال عليه الصلاة والسلام اقتدوا باللذين من بعدي ابي بكر وعمر وقال صلى الله عليه وسلم عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عليها بالنواجذ واياكم ومحدثات الامور ومضى رجل مقنع فقال النبي صلى الله عليه وسلم اذا ظهرت الفتن فمن تبعه نجى قال الرائي فنظرت اليه فاذا هو عثمان رضي الله عنه والنبي صلى الله عليه وسلم قال خير الناس قبلي ما المقصود بهذا القول؟ قطعا الصحابة رضوان الله عليهم المهاجرون ولو صاروا الذين وقفوا مع الصديق فكانوا انصار الله ورسوله اصبحوا انصار ابي بكر وقاتلوا المخططين لكن لان موضوع المحاضرة حرص الصحابة على السنة نذكر بعضا من تطبيقاتهم عملية واما النظر الكلي فهذا امر شمولي لا يمكن الحصر يعلم ان اذا قلنا اشهد ان محمدا رسول الله فان مقتضى هذه الكلمة اربعة الاول تصديق النبي صلى الله عليه وسلم في كل ما يقول ان كان القول مدركا بعقولنا او فوق تصور عقولنا ولنضرب مثلا بحرص الصحابة على تصديق النبي صلى الله عليه وسلم. فيمن يسميه البعض اليوم فوق المعقول مع ان الشريعة السمحة ليس فيها شيء مخالف للعقوبة ولكن فيها اشياء تحارب فيها العقول يقول ابو هريرة رضي الله عنه كما في البخاري ومسلم قال صلى الله عليه وسلم بينما رجل يمشي ركب بقرته فقال فقالت البقرة ما لهذا خلقت؟ فقال الصحابة رضوان الله عليهم سبحان الله تعجبوا من تكلم البقرة لان هذا الامر فوق المعقولات فقال النبي صلى الله عليه وسلم امنت به انا وابو بكر وعمر ثم قال صلى الله عليه وسلم بينما رجل يسوق غنما له واذا بالذئب قد عدى عليها. فجاء الراعي وادرك الذئب فقال الذئب كيف يوم ان لا راعي له الا انا فتعجب الصحابة من تكلم الذئب فقال النبي صلى الله عليه وسلم امنت به انا وابو بكر وعمر يقول ابو سلمة راوي الحديث عن ابي هريرة وما في القوم ابو بكر وعمر. هنا يأتي سؤال من اين علم النبي صلى الله عليه وسلم ان ابا بكر وعمر سيقبلان هذا الكلام بلا نقاش وبلا ترون بمجرد السماع يصدقان لعلمه صلى الله عليه وسلم بعظيم ايمانهم وبلوغ يقينهم بمرتبة انما يصدر عن رسول الله عليه وسلم حق غير قابل للنقاش ومن مقتضيات هذه الشهادة امتثال امر النبي صلى الله عليه وسلم من كان الصحابة رضوان الله عليهم احرص الناس على امتثال اوامر النبي صلى الله عليه وسلم وانظروا الى هذه القصة فقط جاء في صحيح البخاري ومسلم ان عبد الله ابن عمر قال سمعت رسول الله الله عليه وسلم يقول لا تمنعوا اماء الله المساجد. وفي لفظ اذا استأذن امرأة احدكم فلا تمنعه فقال بلال ابنه وفي رواية واقد ابنه قال غير واحد من العلماء ولا يبعد ان يكون الاثنين قد قال قال والله لنمنعهن انهن يتخذن ذلك دعلا النبي صلى الله عليه وسلم يقول لا تمنعوا فالصحابة يمتثلون فقال عبد الله وقت ابن عبد الله بلال ابن عبد الله وهو تابع والله لنمنعهم والسبب في منعه لزوجته او لنسائه ما قالته عائشة رضي الله تعالى عنه لو علم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما احدثه النساء اليوم لمنعهن من المسجد كما منعت بني اسرائيل فقال عبدالله بن عمر لابنه والله لا اكلمك ابدا. اقول لك قال رسول الله فتقول والله لنمنعهن. وفي رواية فشبهوا سبا شديدا. يعني انتقص. وفي رواية صريحة في غير الصحيحين انه قال له اوما هذا المعنى الشرعي اي التنقيص. وين عقلك؟ وين فكرك؟ النبي صلى الله عليه وسلم قوله يقبل بلا نقاش يقول الراوي فما كلمه حتى مات تعظيما لامر رسول الله صلى الله عليه وسلم واسمعوا لهذه القصة العجيبة العظيمة اليوم الناس يسمعون السنة وقواعدها وما فيها من لبنات البناء للامة لكنهم يخربون هذه اللبنات بذوبانها بعقولهم او بالنظر اليها بجمود. ليس نظرة الصحابة. نظرة عظيمة للسنة. تقول لو قال رسول الله يقول لكن بس شلون الزمان تغير. يا اخي اعلم ان الصحابة رضوان الله عليهم قد فتحوا البلدان شرقا وغربا تغيرت الامكنة وما تركوا السنة وحرصوا على هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم. حرصا عظيما يقول حذيفة رضي الله عنه في صحيح البخاري قصة عجيبة في غزوة الاحزاب التي قال الله عنها وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنون يقول حذيفة قام النبي صلى الله عليه وسلم فقال من يذهب ويأتيني بخبر القوم من يذهب ويأتيني بخبر القوم قال فما قام احد لان الكلام ليس على وجه الامر وانما على وجه التأخير ثم قال من يذهب يأتيني بخبر القوم؟ فمن قام احد قال من يذهب ويأتيني بخبر ما قام احد فقال النبي صلى الله عليه وسلم قد نظر الى حذيفة وكان اشد القوم احكم يا حذيفة يقول حذيفة رضي الله عنه فعلمت انه لابد لامتثال امر النبي صلى الله عليه وسلم ما في الا العالم والله يا رسول الله تبيني انا اروح؟ ما في اليوم الان مناقشة خلاص انتهى وقت المناقشة فقام حذيفة فقال علمت انه لابد من امتثال امر النبي صلى الله عليه وسلم قال فقمت وان قدماي لا تحملان. من الخوف. من الامر الفزع كما قال الله وبلغت القلوب الحناجر حتى ان من شدة الامر كانوا في الخنادق ما نظروا الى الشمس حتى غربت فاتتهم الصلاة في بعض ايام الخندق كما في الصحيحين قال عمر والله ما صليت العصر حتى غربت الشمس. فقال النبي صلى الله عليه وسلم وانا والله ما صليت وقال صلى الله عليه وسلم على قريش يدعو ملأ الله قبورهم شغلونا عن صلاة العصر وهي الصلاة الوسطى يقول حذيفة فاتيت النبي صلى الله عليه وسلم فوضع يده على صدري. ودعا لي فذهب عني ما اجد فذهبت في ادفأ اليها وكانت ليلة باردة شديدة البرد قال اذهب واتني بخبر القوم ولا تحدث فيهم شيئا. انظروا الى الكتاب والصحابة. لامر النبي صلى الله عليه وسلم ونهي صلى الله عليه وسلم يقول حذيفة فذهبت حتى دخل في جيش العدو فلما توغل في جيش عدو يقول وصلت الى مكان ارى فيه ابو سفيان. وهو رئيس الا حزام قال حتى اخذت سهما من كنانتي واثبتها واردت ان اقتل ابا سفيان العقل ماذا يقول العقل يقول اقتل رئيس الجيش الجيش ينهزم خلاص هذا العقل حذيفة رضي الله عنه يقول فتذكرت ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لي لا تحدث في القوم شيئا فارجع سهمه الى هذا هو الامتثال هذا حرص الصحابة على امتثال امر النبي صلى الله عليه وسلم امتثالا عظيما غير قابل للنقاش والجدال والقيل والقال اليوم الدين عند الناس عقولهم انا ارى انا استحسن لو كان الدين بالعقل ايها الاخوة ما كان فيه داعي لانزال الرسل لارسال الرسل وانزال الكتب ما هو بالعقل الدين ماذا قال الله؟ ماذا قال رسول الله؟ ولهذا نقرأ في القرآن اتبعوا ما انزل اليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه اولياء محبوبات. سواء كانت العقول او المعارف او او او المواد او العادات او لا يقول حذيفة فرجعت الى النبي صلى الله عليه وسلم قال فانحفني بلحافي او بثوبه فنمت حتى اصبحت فقال هذا امر عظيم تأملوا معي وبه اخدموا الحبيب اخدموا الحديث يقول احد التابعين واظنهم ادريس الخولاني يقول رأيت ابا ذر وهو من الزهاد العباد من الصحابة رضوان الله عليهم وكل وكان له مذهب عجيب في الزهد والورع يقول رأيت ابا ذر وعليه حلة وعلى خادمه حلة الحلة في لغة العرب الثوب الذي يكون من اعلى واسفل خام وحي مثل الحين بعض الناس يلبس مثلا قميص طويل ثم من تحت بنطال فضفاض هذا حلة فقال الله فقلت يا ابا ذر لو انك جعلته كله لك لكانت حلة تامة فقال ابو ذر اسمعوا الاية التطبيق العجيب فقال ابو ذر اني سمعت خليلي صلى الله عليه وسلم يقول اخوانكم خونة خونة. جعلهم الله تحت ايديهم فالبسوهم مما تلبسون. واطعموهم مما تطعمون ولا تكلفوهم ما لا يطيقون. فان كلفتموهم لا يطيقون فرعهم فتأمل يا رعاك الله عبد اشتراه من السوء. ليس اجير ولا خان. عبد اشتراه. ثم اذا به يلبسه كما يلبس يطعمه كما يطعم. لماذا؟ حرصا منه على القتال امر النبي الكريم. صلى الله عليه وسلم والصور كثيرة لكن ايها الاخوة الصحابة رضوان الله تعالى عليهم هم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم عنهم قال لا تشكوا اصعب فان احدا لو انفق مثل احد ذهبا ما بلغ مد احدهم نسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان يوفقنا واياكم لاتباع الصحابة رضوان الله عليهم ان يجمعنا واياكم واياهم على الحوض المبرود مع النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ان يسقينا واياكم مهدينا وازواجنا