والحمد لله نحمده سبحانه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له شهادة التوحيد واشهد ان محمدا عبده ورسوله الشائع على التوفيق والتشديد. صلوات ربي وسلامه عليه وعلى اله واصحابه ومن سار على نهجه واقتفى اثره الى يوم المزيد وبعد هذه المحاضرة هي بعنوان حقوق الله تبارك وتعالى اعظم حق في الوجود هو حق الخالق تبارك وتعالى وذلك لانه سبحانه المنعم حقيقة والحقوق انما تترتب على النعم سواء كانت هذه الحقوق من جهة الاسباب والمباشرة او من جهة ابداء والاظهار والاعطاء واذا نظرنا الى هذا المعنى نجد ان الله تبارك وتعالى هو مبدي النعم وموصل النعم هو سبحانه المبدئ المعين الذي انشأنا وخلقنا واوجدنا فكان حقه اعظم الحقوق وكل عاقل يدرك حق والديه لما لهما من سبب لوجود وفي التربية ويعلم ويعلم حق الجيران وحق الاصحاب وحق المعلمين وغيرهم لما يكون قد بدر منهم من النعم التي اثارها على الانسان ظاهرة وجليمة اما حق الله تبارك وتعالى فهي بادية في كل اثر من اثار الانسان بكل ثكنة من سكناتك وفي كل حركة من حركاتك فالامر كما قال عز من قائل وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها اذا تقرر هذا فينبغي على المسلم على وجه الخصوص وعلى الانسان الذي يريد ان يبلغ الكمال في الايمان على وجه اخص ان يعرف هذه الحقوق التي هي لله عز وجل خوفا من العقوق واعظم هذه الحقوق معرفة الله تبارك وتعالى بانه المعبود بحق وان كل من سواه وكل ما سواه فهي معبودات باطلة لم تدعي ان لها شيئا من حق العبادة وانما زعم لها ان هي الا اسماء سميتموها انتم واباؤكم ما انزل الله بها من سلطان فما قال عزير قط اتخذوني الها مع الله ولا قال عيسى قط اتخذوني الها مع الله واذ قال الله يا عيسى اانت قلت للناس اتخذوني وامي الهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي ان اقول ما ليس لي بحق هذا ليس حقه هذا حق الله ما يكون لي ان اقول ما ليس لي بحق ان كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا اعلم ما في نفسك انك انت علام الغيوب ما قلت لهم الا ما امرتني به ان اعبدوا الله ربي وربكم اعبدوا الله ربي وربكم وهذا هو شعار الانبياء عليهم السلام كلا ابتداء وانتهاء وعظم دعوتهم لبيان هذا الحق الذي جاء الالباس فيه كثيرا ولهذا يقول جل وعلا وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبده وقد جاء في حديث معاذ ابن جبل رضي الله تعالى عنه قال كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا معاذ اتدري ما حق الله على العباد وما حق العباد على الله قال قلت الله ورسوله اعلم قال فان حق الله على العباد ان يعبدوه ولا يشركوا به شيئا وحق العباد على الله انهم فعلوا ذلك الا يعذب من لا يشرك به شيئا فهذا الحق الذي بينه النبي عليه الصلاة والسلام وهو الحق الذي يفصل بين الحق والباطل وبين المؤمن كافر وبين الموحد والمشرك هذا الحق هو اعظم حقوق الله عز وجل ولهذا من اتى بهذا الحق قبل منه ما عداه وان كان ناقصا ومن فرط او افرط في هذا الحق فان الله جل وعلا لا يقبل منه عملا اخر مهما كان مخلصا ومهما كان باذلا وما منعهم ان تقبل منهم نفقاتهم الا انهم كفروا بالله وبرسوله فالتوحيد ارضية لبناء اركان الاسلام واذا لم يكن للانسان ارظ فان بنى فبنيانه منهد اما بحكم العرف او بحكم القانون او بالفطرة فكذلك من لم يأت بالتوحيد واتى بالصلاة والصوم والزكاة والحج فان عمله منهد وعمله غير مقبول ان الذي يرفع العمل عند الله التوحيد فالكلم الطيب يرفع العمل الصالح اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه وهذا الحق اعني ان الله هو المعبود بحق هو الفيصل بين الموحدين والمشركين الحق الثاني معرفة الله عز وجل في ذاته على الكمال وانه سبحانه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير فذاته العلية ليست كذوات الاجناس مرئية وغير المرئية ليس كمثله شيء ليس كذاته شيء فله الفردانية وله الاحدية قل هو الله احد او احد فالله عز وجل احد لا ثاني له والله عز وجل احد منفرد بالكمالات فلا مثل له ولهذا ينبغي على المسلم وجوبا ان يعتقد ان الله لا يمكن ان يكون من اجناس ما نراه او ما لا نراه. فانه سبحانه فرد صمد ليس له جنس وهو الواحد القهار الاحد ولما جاء بعض المشركين كفار وسألوا النبي عليه الصلاة والسلام عن الذات العلية كما جاء في اسباب النزول وان كان في سندها مقال لكن يستأنس بها من باب معرفة ان الله ليس كذاته شيء قالوا يا محمد يريدون ان يقيسوا على معبوداتهم وعلى مرئياتهم ومشاهداتهم ومعقولاتهم وافكارهم وخيالاتهم قالوا يا محمد ربك من ذهب او من فضة فنعبده ذلك لانهم لم يعرفوا الله حق قدره اذ ظنوه من جنس المشاهدات والمرئيات الموجودة فانزل الله قل هو الله احد الله الصمد ومن معاني الصمد الذي كمل سؤدده فلا سيد فوقه ويلزم من ذلك ان لا شيء مثله ومن معاني الصمد الذي لا جوف له فلا يأكل ولا يشرب ولا يطعم وهو يطعم ولا يطعم جل في علاه من حق الله عز وجل علينا ان نعلم ان اسمائه الحسنى ليست كاسماء المحدثات وان تشابهت في اللفظ والعبارات لكنها في القوة والحقيقة والكمال مختلف عن معاني اسماء المشاهدات فهو سبحانه الملك وسمى بعض عباده ملكة وقال الملك ائتوني به وليس الملك كالملك وهو سبحانه القوي العزيز. وسمى بعض عباده قويا وعزيزا وليس القوي كالقوي ولا العزة كالعزة وسمى الله عز وجل نفسه بالرحمن والرحيم وسمى بعض عباده بالرحيم وليس الرحمة كالرحمة ويكفيك ان تعلم مثالا واحدا على ذلك ان تنظر الى علم الله فان الله عز وجل من اسمائه العليم وسمى بعض عباده عليم وليس العليم كالعليم فان علمه جل في علاه لم يسبق بعدم ولا بجهل ولا يلحقه فناء ولا زوال ولا يصحبه غفلة ولا نسيان وما ربك بغافل عما تعملون وما كان ربك نسيا اما قوله جل وعلا انا نسيناكم فمعناه اخرناكم كما هو قول المحققين من المفسرين فالله جل في علاه لا ينسى اما علم المخلوق فمهما كان المخلوق عليما ويكفي في المغايرة ان علمه مسبوق بجهل ملحوق بالنسيان مصحوب بالغفلة وعدم التذكر حتى قال الله عن نبيه ادم فنسي ولم نجد له عزما وقال عن خيرة خلق محمد صلى الله عليه وسلم سنقرئك فلا تنسى الا ما شاء الله اي لكن ما شاء الله ان تنساه فستنساه فاذا تقرر هذا فيجب ان نعلم ان اسماء الله كلها حسنى من حيث الدلالة اللفظية ومن حيث المعنى البلاغي ومن حيث الانفراد في كيفية هذه المدلولات التي دلت عليها الاسماء فالله قوي وقوته لا مثيل لها قوي قدير قدرته لا مثيل لها ولذلك الله عز وجل لما ذكر السميع البصير من اسمائه الدالة على وصف السمع والبصر قال ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ومن حقه تبارك وتعالى علينا ان نعرفه بانه سبحانه ليس كصفاته وصفة ولا احد يقدر ان يفعل كافعاله وهو له الخلق وحده جل في علاه وله الامر وحده سبحانه وتعالى الا له الخلق والامر تبارك الله رب العالمين هو الذي يرزق وحده بلا معين ولا وزير ولا مشير وهو سبحانه وتعالى في صفاته لم يكن له كفوا احد والكفؤ انما يكون هو المساوي من الجنس الذي يقاربك في الوصف فالله ليس من جنسه ثاني فكيف يكون له مقارب في الوصف فاجمع بين هذه المنفيات الاربعة يحصل لك الكمال المطلق فحينئذ تبلغ في اداء حق الله عز وجل في معرفته على انه سبحانه ذو الجلال والاكرام ولهذا ينبغي للانسان ان يدرك ان الله عز وجل ليس له سمي هل تعلم له سميا؟ الجواب لا نعلم له سميا فاذا كان ليس له سمي وليس له كفر وليس له مثل فانى للمخلوق العاقل ان يجعل له ندا فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في اية البقرة فلا تجعلوا لله اندادا اي شركاء ونظراء وانتم تعلمون انه الخالق وحده والرازق وحده والمالك وحده فكيف تجعلون له اندادا وتعبدونها مع الله تبارك وتعالى فمعرفتك ايها المؤمن بالله عز وجل على انه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ولم يكن له كفوا احد وليس له سمي ينتج عنه انه لا ند له فترجع الى ما تقرر اولا من حقي جل وعلا فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سم يا فتأمل الجمع بين الامر بعبادته والصبر على ذلك وبين نفيه السمي. فاعبده واصطبر عبادته هل تعلم له سميا ومن حقه جل وعلا ان يشكر فلا يكفر وان يذكر فلا ينسى ذلك لان نعمه تترى والاءه لا تحصى فهذا من اعظم حقوق الله عز وجل قال تبارك وتعالى عن المشركين وتجعلون رزقكم انكم تكذبون هذه شكركم في مقابل نعم الله عز وجل انكم اذا سقيتم المطر قلتم سقينا بنوي كذا وكذا. ونسبتم النعم الى اسبابها او الى اوقاتها او الى ازمنتها وامكنتها والمباشرين لها ونسيتم الخالق سبحانه الذي اسدى النعم واعطى الالاء وازال النقم وكشف الكرب سبحانه وتعالى ينبغي على المسلم ان يكون عظيم الشكر لله عز وجل عظيم الشكر على النعمة علي عظيم الشكر في البلاء والباب الثاني الباب الاول قد يكون امرا معلوما مدركا ينجح فيه كثير من عباد الله فيشكر الله عز وجل على نعمة البصر ونعمة السمع ونعمة العقل ونعمة القدمين واليدين ونعمة الحياة ونعمة الوالدين ونعمة امن ونعمة الاستقرار ونعمة الرغد وو والى اخره لكن الشأن كل الشأن ان تكون شاكرا في البلاء وهذا ما لا يقدر عليه الا الكمل من الرجال الذين عرفوا الله حق قدره وعلموا ان الحكيم جل في علاه لا يقدر الا ما فيه حكمة فما من سكنة وما من حركة الا باذنه سبحانه قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه ان كنتم تعلمون. سيقولون لله الله سبحانه وتعالى يبتلي عباده بما شاء من انواع البلايا ويعفو عن كثير ولهذا لو قارن الانسان بين ازمنة البلاء الواردة عليه وازمنة العافية التي هو فيها لا يجد مقارنة يجد انه في عفو الله والاءه ونعمه في اكثر الاوقات وانما البلاء يكون واردا وطارئا. ومع ذلك لا ينجح كثير من الناس في اداء هذا الحق فالواجب على المسلم في هذا النوع من الابتلاءات والاختبارات الصبر وهذا اقل حق الله عز وجل علينا في باب القضاء والقدر واكمل من ذلك ان نسعى الى الرضا بقضاء الله وقدره واكمل من ذلك ان نسعى الى شكر الله على هذا البلاء والله سبحانه وتعالى من حكمته انه يبتلي بشيء ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين ومن ادى هذا الحق على وجه الكمال فاصبح شاكرا في البلايا استحق ان يكون من الشاكرين ولذلك كان من القاب نوح عليه السلام العبد الشكور حتى الناس يأتون اليه يوم القيامة ويقولون له انت اول رسول الى اهل الارض. وقد سماك الله عبدا شكورا على ايش كان يشكر الله تسع مئة وخمسين سنة خمسون وتسعمائة عام وهو يدعو قومه ما تضجر يوما لا ليلا ولا نهار لا سرا ولا جهارا يدعوهم ويصبروا على شدة قومه وبلائهم ونكرانهم للحق ما قال يوما قط الى متى يا ربي وانا ادم هذا حقيقة هذا حقيقة الشكر في البلاء انك تنظر في البلاء باي شيء امرك الله فتفعله. واما النتيجة تتركها الى الله سبحانه وتعالى وكان نوح عليه السلام يعلم انه مأمور بالدعوة الى الله في هذا البلاء وفي هذا الابتلاء فكان يقوم بالدعوة الى الله سرا وجهار ليلا ونهارا وما قال يوما قط الى متى حتى ما دعا على قومه ماذا على قومه يوما الا لما انزل الله عليه خبرا وقال له يا نوح انه لن يؤمن من قومك الا من قد ابى بعد خمسين وتسع من تسعمائة من الاعوام اوحى الله اليه انه لن يؤمن من قومك الا قد امن جيلا بعد جيل يكونون مصرين على الكفر والشرك يتعهدون على عدم الايمان وعلى عدم التوحيد فحينها قال نوح عليه السلام ربي لا تذر على الارض من الكافرين ديارا فتأمل يا عبد الله كيف مدحه الله وجعله من الشاكرين على ماذا لانه شكر الله بالابتلاء وقل ما يصل انسان الى هذه المرتبة العلية ومن حقوق الله عز وجل علينا طاعته سبحانه وتعالى فيما امر والانتهاء عما نهى عنه وزجر وطاعة نبيه صلى الله عليه وسلم فيما امر فان طاعة الله فان طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم من طاعة الله ومن يطع الرسول فقد اطاع الله والانتهاء عما نهى عنه نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وقد اخبر الله ان حقه ان يطاع فلا يعصى وان يشكر فلا يكفر فقال سبحانه وتعالى يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول وقال ومن يطع ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيم فهذا حق عظيم حق التوحيد سبب لان تكون من اهل الجنة ولو حينا من الدار وان اديت حق الامر والنهي كنت من اهل الجنة ابتداء برحمة الله تبارك وتعالى فأدي هذا الحق واياك والتسويف ولو انهم اقاموا التوراة والانجيل وما انزل اليهم من ربهم لا كانوا من فوقهم ومن تحت ارجلهم فطاعة الله تبارك وتعالى ليست فظلة يقوم بها العبد بل ان طاعته حق من حقوقه سبحانه وتعالى علينا انت اذا امرك ابوك تقول لبيه اذا امرك مسؤولك في الدوام تقول حاضر ليش؟ عشان المعاش طيب واللي يمدك بالحول والقوة كل دقيقة كل لحظة اذا مديرك في العمل امرك ونهاك تلتزم علشان المعاش واذا وكيل الوزارة في العمل امرك ونهاك ما يمكن ان تخالف واذا قرار وزاري تقول له لو يجيك ابوك ولا امك تقول يقول لك سوي كذا وكذا انا اعتذر قرار وزاري ما اقدر اخالف طيب هذولا غاية ما يصل اليه الامر انهم سيقطعون معاشك ومن الذي يمدك بالحول والقوة في كل ساعة من ساعات ليلك ونهارك لو قطع عنك الاكسجين لمت لو اوجد علة ما استطعت ان تنتفع بطعام ولا بشراب لو اغلق عليك المجرى ما استطعت ان تخرج الفظلات من جسمك فحقه ان يطاع فلا يعصى وان يشكر فلا يكفر ولهذا يقول الرب تبارك وتعالى ولو انهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم واشد تثبيتا واذا لاتيناهم من لدنا اجرا عظيما ومن حق الله عز وجل علينا ان نصدقه في خبره وفيما يخبر به رسوله الذي لا ينطق عن الهوى فلا يجوز ان يقابل اخبار الله جل في علاه بالرد او بالتكذيب كما هو وصف الكفار والمشركين اذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قال وما الرحمن ينكرون المؤمن اذا قيل له ان الله هو الرحمن. يقول سمعنا واطعنا واذا نظر الى البلايا من حوله ووسوس له ابليس كيف يكون هو الرحمن والرحيم وهذه البلاءات التي نراها في علم اليقين ان رحمته غلبت غضبه وان حكمته في اقامة بعض هذه المنغصات التي نراها لحكمة يراها ولا نراها هذا حق الله عز وجل علينا في الاخبار ان نصدقه بلا كيف بعض الناس يقول لا انا ما اصدق خبر الله والرسول الا اذا وافق عقلي طيب وهو عقلك انت ميزان على الله والرسول عقلك انت قانون به نقبل خبر الله والرسول يا مسكين انت عقلك ما يقبله اهل الطب في طبهم لانك لست طبيبا ولا اهل الهندسة في هندستهم لانك لست مهندسا ولا لجيولوجيا في علمهم لانك لست جيولوجيا ثم تأتي وتجعل عقلك لانك اصبحت فيلسوفا او منطقيا او ذوقيا تريد ان تجعل حقك حاكم على خبر الله ورسوله وتقول اقبلوا هذا الخبر لانه موافق لعقلي ولا تقبلوا هذا الخبر لانه مخالف لعقلي مثل ما يقول بعض الناس في حديث النبي عليه الصلاة والسلام اذا وقع الذباب فيناي احدكم فليغمسوا فان في احد جناحيه داء وفي الاخر دواء. يقول انا ما اصدق هذا الخبر سبحان الله ليش ما تصدق؟ قال كيف ذبابة؟ وفي احد جناحيه داء وفي الاخر دواء اذا قلت كيف معناته انت لست مصدقا لخبر الله ورسوله فاذا اخبرك الاطباء كيف؟ وامنت هذا ما هو ايمان هذا ما هو ايمان هذا ايمان بالاطباء وهذا الفرق بين المؤمن وبين غير المؤمن المؤمن يؤمن قبل ان يعلم الحكمة وقبل ان يعلم وقوع الامر وقبل ان يدرك تأويل الامر والخبر وغير المؤمن لا يؤمن الا اذا وقع تأويل الخبر. ولذلك اذا ادركه الغرق قال امنت انه لا اله الا الذي امنت به بنو اسرائيل الان ما ينفع اذا اصبح الامر مشاهدا ولم يكن غيبيا او اصبح الامر مفهوما خرج عن الغيبية واذا خرج عن الغيبية فحين اذ امنت فايمانك هذا ليس لانه خبر الله ورسوله وانما لانه وافق قول وقول المهندس وقول فلان وفلان ولذلك مدح الله المؤمنين بمدح عظيم فجعل من اعظم اوصاف المؤمنين يؤمنون بالغيب وهذا من معاني الايمان بالغيب ومن حق الله عز وجل علينا تعظيم رسله عليهم الصلاة والسلام لان تعظيم الرسول من تعظيم المرسل الا ترون ان السفراء اذا اهينوا فان الدول تستنفر لسفرائها وكذلك رسل الله تبارك وتعالى فحقهم علينا ان نجلهم وان نوقرهم لتعزروه وتوقروه فهذا حق الرسول صلى الله عليه وسلم وتسبحوه هذا حق الله تبارك وتعالى علينا ومن حق الله عز وجل علينا ان نعظم وان نجل دينه التوحيد الاسلام ان الدين عند الله الاسلام ومن حق الله عز وجل علينا وبه اختم البعد عن كل ما فيه استهزائه او ضحك او على قولة العوام عندنا غشمرة فيما يتعلق بالذات العلية بما يتعلق بالله ذي الجلال والاكرام او فيما يتعلق بدينه او فيما يتعلق بانبيائه ورسله فمن اراد ان يقوم بحق الله يعرف لله حقه وليقتدي بالملائكة المعظمين لله عز وجل وما قدروا الله حق قدره والارض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركه والملائكة الذين يسبحون الله الليل والنهار اذا كان يوم القيامة يقولون سبحانك سبحانك ما عبدناك حق عبادتك هؤلاء هم الذين عرفوا حق الله فعلينا ان نقتدي به وان تعلم ان كل ما ياتي في ذهنك من نقص في حق الله عز وجل او في حق رسله او في حق دينه انه من وساوس ابليس وان الله عز وجل موصوف بالجلال والاكرام وانه سبحانه وتعالى منزه عن كل عيب وعن كل نقصان وهذا فيما يتعلق به جل في علاه وكذلك يجب على المسلم ان يعتقد ان انبيائه وان رسله وان دين الله منزه عن مخالفة الحكمة منزه عن مخالفة العدل فالله جل وعلا انما يعامل عباده اما بعدله وهذا لعموم الخلق واما بفضله وهذا لخواص الخلق نسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان يرزقنا واياكم القيام بحقه واداء ما له من الحقوق عليه على الوجه الذي يرضيه عنا. اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك وصل اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. والحمد لله رب العالمين