انه يصبح مجندا وهو لا يشعر يصبح جنديا لاباه لسة الانس والجن قوادا الى المعاصي رائدا للناس الى الفحشاء والمنكر يسوس لهم يزين لهم وهو لا يشعر اصبح من جنود ابليس الحمد لله رب العالمين نحمده سبحانه حمد الشاكرين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله سيد الاولين والاخرين صلى الله عليه وعلى اله واصحابه الغر الميامين وبعد فهذه هي المحاضرة هي بعنوان خطورة المعاصي على الفرد والمجتمع وقبل ذكر هذه المخاطر من حيث التعيين لابد ان يدرك المسلم قاعدة عظيمة وهذه القاعدة منصوص عليها في المطعومات وكان اذا اقيمت الصلاة لا يعرف الا حساباته يقول ثم مرض مرض اياما واسابيع فدعاني اهله. فذهبت اليه ورأيته وهو في مرض الموت فذكرته بالله واذا بي اقول له قل لا اله الا الله مدرك في العبادات وهي ان كل ما شرعه الله تبارك وتعالى ففيه صلاح للافراد في قلوبهم وعقولهم ونفوسهم وابدانهم واموالهم وذرياتهم واحوالهم ومآلاتهم وفيه صلاح للاسر والمجتمعات والدول فما من شيء امر الله به الا وهو مصلح للانسان وما من شيء نهى الله عنه الا وهو مفسد للانسان اذا تقرر هذا فحينئذ يدرك الانسان المسلم بان المعاصي حرمها الله تبارك وتعالى. لاضرار العظيمة واثارها الجسيمة فمرة سماها بالفواحش ويكفيك من ضررها اسمها ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ومرة سماها بالاثم وهذا يعني انها اثام وسماها بسيئات لانها تسيء لفاعلها قبل غيره وتسوء فاعلها قبل غيري وهذه السيئات وهذه المعاصي اثارها على الفرد والمجتمع يصعب حصرها ولكن نذكر بعظ هذه المخاطر اولا خطورة المعاصي على الافراد ثم نذكر خطورة المعاصي على المجتمعات وحينما نتكلم عن الفرض نجد ان هذا الفرد واي انسان منا هو مكون من نفس وقلب وعقل وبدن وله احوال وذرية ومآل واثار الذنوب مقسمة على هذه الاحوال ولذلك نجد في بعض الايات ان الله تبارك وتعالى يذكر عقوبات المعاصي ثم يذكر بعد ذلك الخطر او الامر المترتب على هذه المعصية في قلب الانسان ونفسه سواء عليهم اانذرتهم ام لم تنذرهم لا يؤمنون؟ ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى ابصارهم غشاوة فتأملوا يرعاكم الله ان هذه المخاطر مقسمة ذلك لان المعاصي من حيث صدورها مقسمة ولذلك المعاصي التي اثارها عظيمة مخاطرها جسيمة نذكر اولا خطورة الذنوب على قلب الفرد ونفسه وعقله واول هذه المخاطر ان الانسان الذي يتجاسر على المعاصي تصبح نفسه دنيئة الاصل في النفس انها تكون في بدن الانسان وهي سليمة على الفطرة ثم صاحبها والبيئة حولها اما ان تدنسها واما ان تطهرها والمعاصي سبب لتدليس هذه الانفس ولذلك الانفس في القرآن الكريم اما مطمئنة وهي انفس المؤمنين جعلني الله واياكم منهم واما لوامة وهي انفس الذين خلطوا عملا صالحا واخر سيئا وانفس خبيثة وهي نفوس الفجار والكفار والاشرار فإذا من مخاطر المعاصي على النفس انها تدنسها وتجعلها تنزل وتتدنى وهي مكرمة ولقد كرمنا بني ادم لكنها بالمعاصي والاثام تنزل شيئا فشيئا حتى تصبح اردى من الانعام عام كما ذكر الله في القرآن ان هم الا كالانعام بل هم اظل بل هم اضل لماذا لانهم نزلوا من مستوى الفطرة التي عليها الدواب الى مستوى ادون منها من مخاطر الذنوب على الفرد في قلبه ان القلب اذا اشرب المعاصي يصبح اسودا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا. وهذا الامر لا يأتي مرة واحدة. وانما شيئا فشيئا. قال الله تعالى كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون وتأملوا معي رعاكم الله ان الله ختم الاية بفعل مضارع بما كانوا يكسبون. دل على ان الرام لا يحيط بالقلب. وهي الغشاوة او السواد او الظلمة لا يحيط بال القلب دفعة واحدة وانما شيئا فشيئا ويؤكد هذا المعنى ما جاء في حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم قال ان العبد اذا اذنب الذنب نكت في قلبه نكتة سوداء فاذا تاب صقل ذهب اثره واذا عاد عاد ثم اذا اكثر يصبح القلب اسود كما قال صلى الله عليه وسلم كالكوز مجخيا كوز ومقلوب سواد في سواد لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا ولهذا ايها الاخوة يقول العلماء رحمهم الله ان من اثار الذنوب والمعاصي ان القلب يفقد بريقه ولمعانه ونوره وبصيرته فيحرم العبد بالماء بسبب الذنب ذلك لان القلب في الاصل مثل المرآة نظيفة ثم الغبار والاحوال والمحيطات تؤثر على هذه المرآة فلا تكاد تراها مرآة بل لو نظرت اليها ما عرفت نفسك فظلا عن غيرك فالقلب الذي اشرب المعاصي يصبح عياذا بالله لا يعرف ابسط الاشياء كما قال عز وجل واشربوا في قلوبهم العجل بكفره يعني هل يعقل انسان يرى ان الله فلق له البحر امام عينيه واغرق عدوه فرعون امام عينيه وشكوا في غرقه فاخرجه الله من البحر اليهم فرأوه عيانا بابصارهم وبعد هذا يعبدون العجل هذه مسألة عظيمة حرمان العلم كما قال الشافعي رحمه الله شكوت الى وكيع سوى حفظي فاخبرني بان العلم نور ونور الله لا يؤتاه عاصي كذلك من اثار الذنوب على الفرد في قلبه وحشة القلب وحشة القلب يصبح لا يعرف الانس بالله يصبح يقدم محبوبات الخلائق على محبوبات الخالق يصبح لا يعرف في قلبه حب الدين. حب النبي صلى الله عليه وسلم حب اهل الايمان والتقى حب القرآن من اثار الذنوب والمعاصي على قلب الفرد ظلمة القلب ضعف القلب فساد القلب فساد العقل الختم على القلب والطبع على القلب ذهاب البصيرة ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا ونحشره عيشة ضنكا هذا من اثار الذنوب على ما حول العاصي وفي نفسه ونحشره يوم القيامة اعمى. مآل سيء قال ربي لما حشرتني اعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك اتتك اياتنا فنسيتها نسيتها يعني تركتها وكذلك اليوم تنسى اي تترك وهذا امر عظيم ايها الاخوة من خطورة الذنوب على قلب الفرد تمرد النفس هذه في هذه التي ذكرناها في وحدها كاف للعاقل ان يحجم نفسه عن هواها كيف وللذنوب مخاطر جسيمة على البدن ومن ذلك ان صاحب المعاصي بدنه كما جاء في حديث البراء بن عازب عند ابي داود بطيء في طاعة الله سريع في معصية الله يجد البدن متكاسل عن الطاعة. وحكى الله ذلك عن المنافقين في القرآن. واذا قاموا الى الصلاة قاموا كسال لا سببه نفاقه فتكاسل البدن عن الطاعة ظعف البدن عن الطاعة عجز البدن عن الطاعة هذا سببه من اثار الذنوب والمعاصي على الابدان كذلك الامراظ اذا رأيت انسانا ليس مقيما على طاعة الله. ويبتلى بالامراض فتيقن ان ذلك بسبب ذنب ارتكبه اي نعم المؤمنون قد يبتليهم الله بالمصائب رفعة للدرجات كما ابتلى الله عز وجل نوحا فلم يؤمن قومه ونافقت امرأته ونافق ابنه وابتلى الله ابراهيم بالهجرة وابتلى الله ايوب بالمرض فهذا يحصل لكن اثار الذنوب والمعاصي على الابدان مباشرة مباشرة ولهذا تجد ان من الناس من يصاب بصمم في اذنه بعدما كان سميعا من الناس من يصاب بامراض ما كانت في ابائه ولا في اجداده كما جاء في سنن ابن ماجة وغيره وغيره وما فشى الفاحشة في قوم قط الا ابتلاهم الله بالامراض والاوبئة التي لم تكن في اسلافهم وانتم تدركون هذا سماعا او رؤية ما كان الناس يعرفون الايدز ما كان الناس يعرفون التيفوئيد. ما كان الناس يعرفون انفلونزا الخنازير من اين جاءتهم هذه ما اصابكم من مصيبة فبما كسبت اي من خطورة الذنوب وخطورة المعاصي على الفرد في بدنه ذهاب البركة عن البدن والعمر تجد الانسان لا يجد بركة في قلمه بركة في سماعه بركة في نظري بركة في وقته. كل ذلك بسبب المعاصي ويؤكد هذا المعنى الحديث الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من وصل رحمه اطال الله عمره فصلة الرحم زيادة في العمر زيادة في العمر على الصحيح من اقوال اهل العلم بركة وسببا وهذا امر يكاد الانسان يتعجب منه فلان من الناس مثل الشافعي رحمه الله. مات ولم يصل الى الخمسين وكتابه الام ام في الفقه الى يومنا هذا الف كتابا في الفقه هو ام في الباب الى يومنا هذا والف كتابا هو يعتبر اما في اصول الفقه واما في مصطلح الحديث واما في القواعد الفقهية واما في الفروق الفقهية وهو لم يصل الى الخمسين من العمر لكن الانسان الذي يحفظ نفسه يجد البركة على نفسه وبدنه من خطورة المعاصي على بدن الفرض فوات الخير عليه فكم من انسان فوت على نفسه الخير بسبب المعاصي لا يصل رحمه لانه منشغل بالنظر الى المعاصي لا يطيع امر والديه لانه منشغل بالمعاصي لا يصلي لانه منشغل بالمعاصي. فالخيرات الدينية والدنيوية تفوت عليه بسبب انشغال بدن بهذه المعاصي لهوا ولعبا وقد يقول قائل ان هذه اثار على قلبي ونفسي وبدني لكن ما خطورة المعاصي على الذرية؟ هذا امر اعجب هذا امر اعجب يقول الشاعر اذا كان صاحب البيت بالدف ضاربا فشيمة اهل البيت كلهم الرقص وهل يجنى من الشوك الثمر وهل من يزرع شوكا يجني تمرا وحبا وثمرا انت قدوتهم في البيت وامامهم وامامهم وانت مقيم على المعاصي يرونك وانت لا تبر والديك يرونك وانت تعصي الله ولا تذهب الى مسجد ثم تريد منهم ان يكونوا ابرارا تالله ان هذا لفي القياس بديع لا شك ان الله يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي. هذا لا ينكر لكن هذا الامر مخالف للاسباب الكونية ومخالف للاسباب الشرعية فمن يريد صلاح الذرية فعليه بالتقية فعليه بالتقوى يتقي الله جل وعلا محق البركة من الذرية سببه المعاصي سببه المعاصي انا اعرف رجل اعرف رجلا ابتلي بولد له الى الان وهو يتمنى لو لم يولد له ولد ما سببه فسألته مرة ما سبب هذا الحال الذي انت عليه قال ايه يا شيخ سببه اني لم اكن بارا بابي يا اخوان ان اثار خطورة المعاصي على الذرية هذه عقوبة عاجلة كما تدين تدان وهل جزاء الاحسان الا الاحسان انت تعصي تفسدهم ففساد الذرية بسبب عصيانك يقول الله عز وجل واما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان ابوهما صالحا اراد ربك ان يبلغا شدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك وما فعلته عن امري ذلك تأويل ما لم تسطع عليه فتأملوا معي ان صلاح الوالدين نافعان الذرية ففسادهما ففسادهما مؤثران على الذرية من اثار الذنوب ومخاطر الذنوب على الفرد في ذريته انه يغيب عن عينه وعن قلبه الغيرة على اهله تصبح الامور عنده سيئة واذا ذهبت الغيرة من الرجل في اهله واولاده وبناته ومحارمه فلا تسأل كيف تكون هذه الاسرة هذا امر عظيم علاوة على هذا كله ننتقل الى بيان خطورة المعاصي على الفرد في احوال اول هذه المخاطر في الاحوال ان العاصي لا يدخل في دعاء الملائكة المقربين والمؤمنين الصالحين يقول الله عز وجل عن الملائكة الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين امنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما. فاغفر للذين تابوا. تاب مو بس تابوا لا تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجاهل ربنا وادخلهم جنات عدن التي وعدتهم. ومن صلح من ابائهم وازواجهم وذرياتهم انك فانت العزيز الحكيم فالفساق والفجار المصرون على الذنوب الكبار لا يدخلون تحت دعائك دعاء الملائكة الامراض كذلك المؤمنون في التشهد ماذا يقولون يقولون السلام عليك ايها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله ايش؟ الصالحين. وين راح الفاسدين؟ خرجوا. ما دخلوا تحت الدعاء فليتق الله العبد لو لم يكن من مخاطر المعاصي الا ان العاصي يخرج نفسه من دعاء المؤمنين لكان حريا به ان يرجع وان يتوب من مخاطر المعاصي على الفرد في احواله انه يحرم الرزق كما جاء في الحديث الذي حسنه بعض اهل العلم ان العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه ولما نقول الرزق فهو اعم من الدينار والدرهم الرزق العافية الرزق الدين الرزق العقل الرزق الادراك الرزق البصيرة الرزق حسن حال الرزق العافية في المآل الرزق الجنة هذا معاني الرزق في القرآن الكريم من مخاطر المعاصي على الفرد في احواله انه يسبب المعاصي او العصيان يسبب الشحناء والبغضاء يسبب الشحناء والبغضاء ومصداقه في القرآن فنسوا حظا مما ذكروا به فاغرينا بينهم العداوة والبغض لما نسوا بمعنى الترك اما نسوا بمعنى الترك تركوا حظا مما ذكروا به من الاوامر والنواهي فتجاسروا ما الذي حصل؟ اغرينا بينهم العداوة والبغض او نشوا على بابه بمعنى انهم نسوا العلم به. فلما نسوا العلم به وقعوا في البغضاء عياذا بالله والتنازع وجاء في الحديث الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما والذي نفس محمد بيده ما تواد اثنان تواد يعني تحار ما توادي اثنان ففرق بينهما الا بذنب يحدثه احدهما صار بينك وبين جارك شي؟ قطعا احدكما عصى الله صار بينك وبين اخوك شيء قطعا احدكما عصى الله او كلاكما صار بينك وبين زميلك شيء قطعا احدكما عصى الله صار بينك وبين صاحب العمل شيء قطعا احدكما قد عصى الله صار بينك وبين العامل شيء قطعا احدكما او كلاكما عصى الله ولذلك ينبغي للانسان ان يراجع نفسه كان بعض السلف يقول اني لاعصي الله. تأمل العبارة العجيبة فاجد اثر ذلك في خلق زوجتي ودابتي الزوجة تتغير الدابة تتغير ما تكون مشيتها كما كانت تتجاسر على العاصي النساء والدواء من مخاطر الذنوب والمعاصي على الفرد في احواله ان العاصي يصبح مهانا مهانا ذليلا عند الناس ذليلا عند الله ومن يهن الله فما له من مكرم والعزة بالطاعة ولله العزة ولرسولي وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون ومن مخاطر المعاصي على الفرد في احواله فاتبعه الشيطان فكان من الغاوين ولهذا الرب تبارك وتعالى لذكر لنا مثالا كمثل الشيطان اذ قال للانسان اكفر فلما كفر قال اني بريء منك اني اخاف الله رب العالمين وفي كتب بني اسرائيل ان رجلا عابدا ليس عنده علم رجل عابد ما عنده علم وهذا خطورة ترك العلم اخذ بالعبادة وانشغل بالعبادة فارادوا ان يفسدوا بعض الفساق ارادوا ان يفسدوه فارسلوا اليه امرأة وهو في صومعته في برية فلم يفتح لها الباب ولم يبالي بها لانه خشي الخلوة لكنها اصرت وولولت وصرخت حتى ادخلها البيت وما زال هو واياها في البيت بالصومعة فكان الشيطان ثالثهما فاغواه الشيطان فواقعها فحملت فقالت والله لافضحنك فخشي عياذا بالله خشي من العار الدنيوي فقال لها لا تفظحيني سافعل ما تريدين ما تريدين واذا بها تأخذه الى الخمارة وخرج الرجل العابد من صومعته متبعا خطوات الشيطان حتى اوصلته الى الخمارة واذا بالفساق يضحكون عليك ثم لما وضعت ذهبت الى السلطان وقالت هذا الرجل الذي وقع لي وفضحته فوخذ وسود وجهه وحمل على القتل والصلب فجاءه ابليس وقال انا الذي اوقعتك. ما لك مني مفر ان اردت النجاة فاسجد لي وانا انجيك فسجد له وهو على حاله مسلسل فاخذوه وصلبوه فخرج روحه على الشرك ولهذا لا ينبغي للانسان ان يرى الامر هينا لا لا تتبع خطوات الشيطان لا تكن من جنود ابليس اما خطورة المعاصي على الفرد في المآلات فشيء عظيم. شيء عظيم الله جل وعلا ذكر قال وجزاء سيئة سيئة مثلها لا تظنن ان المعاصي التي ارتكبتها ولم تتب منها انها تبقى وتنسى انت تنسى والديان لا ينسى انت تنسى والحكيم العليم لا ينسى. انت تنسى في ظلمك العباد ورب العباد الذي لا يظلم عنده احد ولا يظلم موحدا لا ينسى ذكر الشيخ محمود خطاب رحمه الله في احد مؤلفاته قصة عجيبة وكان رجلا يعمل في الداخلية برتبة عقيد وكان يحضر عند المحكوم عليهم بالاعدام وينصحه قبل الاعدام بالتوبة والاستغفار يقول فاتيت الى رجل وبدأت اذكره بالله وان يتوب الى الله. يقول فقال لي والله يا شيخ انهم يزعمون انني قتلت هذا الرجل. والله ما قتلته وانا اعلم انهم حكموا علي بالاعدام وما لي حيلة لكني سأخبرك بقصتي يقول قال انه منذ اكثر من عشرين سنة كنت اعمل في سفينة صغيرة انقل الناس من نهر الفرات من جانب الى جانب فركبت يوم فركبت في احد الايام امرأة حسناء في عيني ومعها ولدها في حضنها فنظرت اليها فوقعت في قلبي يقول فلما انزلت الناس لا زلت انتظر لعلها ان تأتي لكي يوصلها الى الجهة الاخرى فجاءت فحملتها وعجلت بالسير ولم انتظر اناسا اخرين فما هي الا انا وهي في المركب فراودتها بعد ان نلت بها الى احد الجزر بنهر الفرات فراودتها في ناحية من النهر فابت فاخذت الولد قلت والله لاقتلنه او تستسلمين. فابت قال فقتلت الغلام فابت. فراودتها فابت فقتلتها ثم فعلت فيها الفاحشة ثم ذهبت واذا بالدنيا قد اظلمت علي قال فاخذت كل ما عندي وتركت المدينة واتيت الى هذه المدينة التي انت تراني الان فيها وعملت في الجزارة يقول وانا عملت وتكسفت واصبح لي مال واصبحت رجلا معروفا في الجزارين وفي يوم من الايام سعادة الجزارين اخذت العجلة لاذبحه في الصباح المبكر. قبل ظهور نجم الصباح ومعي غلماني. فلما ذبحنا العجل وقطعناه امرت من يحملوه. ثم اذنتم لاذهب الى نهر الفرات واقضي حاجتي واتوضأ واذهب الى الصلاة قال ومعي السكين ملطخا بالدماء بينما امشي رأيت رجلا ملطخا بالدم وبعد لحظات واذا بالشرط يحيطون بي ويقولون لي انت الذي قتلت هذا يقول والله ما قتلته. لكنني ظننت ان اني قد هربت من دم تلك المرأة فابى الله اه الا ان يأخذ من دم تلك المرأة يجب على الانسان يعتقد ان الله الحكيم العليم لا يظلم عنده احد وما ربك بظلام للعبيد من اعظم المخاطر مخاطر المعاصي على الفرد في المآلات عقوبات الدنيا عقوبات الدنيا من اعظم مخاطر المعاصي في المآلات فكلا اخذنا بذنبه فمنهم من اغرق ومنهم من خسفنا به الارض ومنهم ومنهم من اعظم المآلات في خطورة المعاصي في المآلات واثارها السيئة في المآلات سوء الخاتمة سوء الخاتمة ذكر ابن الجوزي رحمه الله يقول رأيت رجلا كان يبيع في السوق في بغداد عندنا واذا به يقول ثلاثة في اربعة ستة في ثمانية اقول له قل لا اله الا الله وهو يحسب باصابعه سوء الخاتمة من اثار الذنوب والمعاصي ايها الاخوة هذا امر ينبغي للانسان يقول لي احد الناس ان رجلا ان رجلا وانا اعرف هذا الرجل لكن ما سمعت القصة الا بواسطة رجل خنق ابا زوجته لكي يتزوجها لانه كان يأبى الزواج الا بعد دفع المهر وهو ما كان عنده مال ولما قتل ابا زوجته دخل على زوجته وعاش وعمر الرجل سنين ثم لما مرض يحدثني من زاره في مرضه الذي مات فيه وهو في اواخر عمره كله مصاب بمرض الخنق. الذي نسميه الناس التنك يحس ان نفسه وصدره يخرج يقول فزرناه في مرضه الذي مات فيه واذا به يقول لزائريه اخنقوني واريحوني. اخنقوني واريحوني سوء الخاتمة ام حسب الذين يعملون السيئات ان نجعلهم كالذين امنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم والله الذي لا اله الا هو وانا اقسمت عليكم يمين وربي يشهد. زرت شيخنا ابا عبدالله عبيد الله بن عطاء الافغاني المقرئ المعروف في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم زرته في مرضه الذي مات فيه وقد اصيب بجلطة والله ايها الاخوة وهو مغمى عليه مغمى عليه ما يسميه الاطباء بالموت الدماغي. والله اني قربت اذني الى فمه. وهو يحرك شفتيه وانت تنظر اليه لكن ما تدري ماذا يقول فقربت اذني الى فمه قلت لابنه عبد الله ماذا يقول والدك؟ قال والدي هذا حاله منذ ان اغمي عليه يقرأ القرآن قربت اذني فعرفت انه يقرأ القرآن وهو مغمى عليه لذلك ايها الاخوة الذنوب والمعاصي لها اثر في سوء الخاتمة نسأل الله السلامة والعافية من خطورة المعاصي على الفرد في المآلات عذاب القبر وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم انواعا والوانا من عذاب القبر في مسلمين وليس في الكافرين فرأى صاحب الربا ورأى صاحب الغيبة ورأى صاحب النميمة ورأى صاحب الكذب ورأى الذي ينام عن صلاة الفجر ورأى وراءه كما في حديث شريك ابن ابي نمر في صحيح البخاري في قصة الاسراء والمعراج منا خطورة المعاصي على الفرض في المآلات انه يصبح من سفلة الناس ويذهب عنه المسمى الحسن يصبح من سقطة الناس فان العاصي يزدريه الناس. طبعا وفطرته ويخرج من اسم الايمان والتقى والبر الى اسم الفسوق والفجور والظلم عياذا بالله تعالى هذه بعض مخاطر المعاصي عن الفرض واما مخاطر المعاصي عن المجتمع فهي كثيرة اذكر منها خمسة الاول ذهاب الامن فما من مجتمع ما من مجتمع يفشو تفشو المعاصي فيه الا وبقدر غشو المعاصي يذهب الامن. قال الله تعالى الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون وقال الذين ان مكناهم في الارض اقاموا الصلاة واتوا الزكاة وامروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الامور من خطورة المعاصي على المجتمعات انتشار الرذيلة وذهاب الفظيلة ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا والرب تبارك وتعالى الغفور يتجاوز عن كثير كما قال ويعفو عن كثير من خطورة المعاصي على المجتمعات غلاء الاسعار ونكد العيش مع سعة الدار يتعجب الانسان وانا ادرك هذا تماما في الثمانينات في الكويت اللي معاشه مئة دينار مئة وخمسين دينار يكفيه اليوم الناس معاشاتهم بين الست مئة والثمان مئة ولا الف ومع ذلك يشتكون من عدم الكفاية ما سبب ذلك؟ ذهاب البركات ذهاب البركات اشتكى الصحابة الى النبي صلى الله عليه وسلم قالوا يا رسول الله ان الاسعار قد غلت في المدينة فسعر لنا فقال صلى الله عليه وسلم ان الله هو المسعر وانما انا قاسم الله هو المشعر هو الذي يرفع الاسعار ويخفضها والسبب رفع الاسعار وخفضها ذنوب العباد وطاعتهم. قال الله تعالى ولو ان اهل القرى امنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والارض من خطورة الذنوب والمعاصي على المجتمعات انتشار الامراض والاوجاع مع الاسف مستشفيات اليوم والبيوتات ما من بيت الا وفيه مبتلى بمرض ولا احد يقول ان سبب ذلك المعاصي كلهم يرجعون ذلك الى الاسباب الكونية نحن لا ننكر الاسباب الكونية لكن لابد من الربط بين الاسباب الكونية المدركة وبين الاسباب الشرعية المنطوقة والمفهومة والمدركة هذه المعاصي وهذه لا الفسوق والعصيان كل ذلك يسبب الامراض والاوجاع كذلك من خطورة المعاصي على الافراد والمجتمعات انتشار الحروب وجود الزلازل والفيضانات والحرائق والسنين. كما جاء ذلك عن غير واحد من السلف لعلي اختم هذه المحاضرة باسباب النجاة من اثار الذنوب والمعاصي اعظم الاسباب الاستغفار والتوبة فانها ماحية للذنوب والانسان الذي يتوب الى الله الله جل وعلا يجازي من تاب بان يبدل سيئاته حسنات ويرظي خصومه فالتوبة الصادقة التائب من الذنب كمن لا ذنب له يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين يا ايها الذين امنوا قوا انفسكم واهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون ثم قال للمؤمنين يا ايها الذين امنوا توبوا الى الله توبة نصوحا عسى ربكم ان يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الانهار. يوم لا يخزي الله النبي والذين امنوا معه. نورهم يسعى بين ايديهم وبايمانهم فاربطوا هذه الايات بالتوبة والاستغفار. اعظم اعظم سبب من اسباب النجاة من اثار الذنوب والمعاصي الاستغفار والتوبة الاستغفار الصادق مهو تقول استغفر الله استغفر الله وفي الصباح تروح البنك تسوي ربا استغفر الله استغفر الله واذا جلست مع الناس غيبة ونميمة استغفر الله استغفر الله وتنام عن الصلوات لكن كلما اذنبت ارجع وتب كلما اذنبت ارجع وتب توبة صادقة من اعظم الاسباب المنجية من اثار الذنوب والمعاصي الامر بالمعروف والنهي عن المنكر في قلبك بلسانك بيدك لمن لك عليهم ولاية من اعظم اسباب النجاة من اثار الذنوب والمعاصي ان تكون مصلحا قال الله تعالى وما كان ربك ليهلك القرى بظلم واهلها مصلحون واسأل الله جل وعلا ان يجنبنا واياكم المعاصي والاثام ما ظهر منها وما بطن وصلى الله اسلم وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. والحمد لله رب العالمين