الحمد لله القدوس السلام نحمده سبحانه الداعي الى دار السلام واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له الملك العلام واشهد ان محمدا عبده ورسوله الداعي الى الرظوان صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه وجميع الخلان اما بعد فان الدعوة الى الله تبارك وتعالى فضائلها عظيمة وقبل ان ابدأ في تعداد هذه الفضائل وعلاماتها واثارها احب ان انبه الى ان الدعوة الى الله تبارك وتعالى هي من اشرف اعمال الانبياء عليهم الصلاة والسلام وهي من اعلى مقامات الاولياء والدعوة الى الله لا يصل الى الكمال فيها الا العلماء لا سيما العاملون منهم والله سبحانه وتعالى امر نبيه صلى الله عليه وسلم بالدعوة الى الله والاصل في امره عليه الصلاة والسلام ان امته تابع له الا ما جاء فيه دليل التخصيص فكم من امر في كتاب الله تبارك وتعالى؟ لنبيه صلى الله عليه وسلم على وجه الخصوص بالدعوة الى الله تبارك وتعالى وجاء ايضا بصيغة الجمعية الصيغة الفردية ادع وصيغة الجمعية كنتم خير امة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ولتكن منكم امة يدعون الى الخير هذه صيغة جمعية والمقصود في الصيغة الفردية ان كل فرد عليه ان يدعو الى الله تبارك وتعالى دعوا الى الله جل وعلا ليس امرا عسيرا كل مسلم يمكنه ان يدعو الى الله تبارك وتعالى بكلمة ببسمة بفعلة حسنة باحسانه ولولا خشية الاطالة لذكرت شيئا من احوال السلف الصالح لا سيما الصحابة رضوان الله تعالى عليهم كيف كانوا يدعون الى الله جل وعلا كيف كان الناس يتأثرون بدعوتهم الى الله تبارك وتعالى فلا تحقرن يا عبد الله الدعوة الى الله ولو بشيء يسير مع اصحابك مع جيرانك مع اهلك وذويك مع اولادك المدرس في مدرسته العامل في معمله الموظف في مكان وظيفته ولنعلم ان الدعوة بالعمل اعظم تأثيرا من الدعوة بالقول وتأثير الاعمال اعمق من تأثير الاقوال وقد جاء عن عدد من الصحابة انهم كانوا يقولون كنا نأتي النبي صلى الله عليه وسلم وما من احد ابغض الينا منه فما ان يروه تأمل الى كلمة يروا ما الذي يرونه؟ ما قال ما ان يسمعوه ما ان يروه الا ويدخل الايمان في قلوبهم ويصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم من احب الناس اليه الدعوة الى الله تبارك وتعالى ليست هي وظيفة ائمة المساجد فحسب ولا هي وظيفة المستقيمين فحسب ولا هي وظيفة الدعاة الى الله والعلماء اي نعم التصدر للعلم والجلوس للعلم هي من الدعوة الى الله وهي وظيفة خاصة بالعلما لكن مسألة الدعوة الى الله عز وجل اشمل من مسألة التعليم واشمل من مسألة الجلوس للعلم فاذا تقرر هذا نفهم ان النبي عليه الصلاة والسلام حياته كلها دعوة الى الله تبارك وتعالى في ليله في نهاره في نطقه وصمته في اقواله وافعاله صلوات ربي وسلامه عليه يقول الله جل وعلا له ادعوا الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن ان ربك هو اعلم بمن ظل عن سبيله وهو اعلم بالمهتدين وتأمل لما امره قال ادع الى سبيل ربك لما امره بان يدعو الى سبيل ربه حدد له الهدف والغاية غاية الداعي الى الله الدعوة الى سبيل الله عز وجل. الدعوة الى الصراط المستقيم الدعوة الى الطريق الموصل الى الجنة. الدعوة الى الطريق الموصل الى رضوان الله جل وعلا ثم بين له الوسيلة التي بها يدعو قال بالحكمة فقدمها والموعظة الحسنة فوسطها وجادلهم بالتي هي احسن فاخره والحكمة ومن الحكمة في ذلك ان الدعوة الى الله بالحكمة هو الانفع وهو الذي يجب ان يبدأ به الداعي ولا ينتقل الى غيره البتة وهو وظع الشيء في موظعه فلا يعقل انك ترى انسانا لا يصلي ثم تدعوه الى ترك الدخان هذا ليه شيء من الحكمة في شيء لا يعقل ان تدعو انسانا يستقيم على السنة وهو لا يصلي اصلا ادع الى سبيل ربك بالحكمة ولهذا نجد ان النبي عليه الصلاة والسلام يدعو اولا الى التوحيد ما يقول للناس كما قالت عائشة رضي الله تعالى عنها لو كان اول ما قال للناس لا تسرقوا لا تفعلوا لا ترابوا لا تزنوا لما دخل الناس في الاسلام او كما قالت لذلك البداعة بالحكمة في الاية مقصودة ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة اي نعم الواو لا يفيد الترتيب وهذه قاعدة من قواعد التفسير لكن ينبغي لطالب العلم ان يعلم ان الواو وان كان في الاصل لا يفيد الترتيب الا انه لا يهمل الترتيب فلما قال جل وعلا قل من كان عدوا لله وملائكته نعمل الواو لا يفيد الترتيب لكن هنا لا يهمل الترتيب من كان عدوا لجبريل وميكال من فهم هذه القاعدة علم ان الواو هنا هو ان كان لا يفيد الترتيب لكنه لا يهمله فلا ينتقل من الحكمة الى الموعظة الحسنة الا عند وجود الحاجة والفرق بين الحكمة والموعظة الحسنة ان الحكمة متظمنة للعمل اولا ومتظمن للفعال ومتظمن لي القول باللين والقول بالتي هي احسن فاذا لم ينفع ينتقل الداعي الى والموعظة الحسنة وهي التي فيها ترغيب وترهيب فيها البشارة والنذارة فيها الجمع بين ما يخوف القلب والعقل وبينما يرغب القلب والعقل ثم اخر الجدال لان مرتبتها التأخير وجادلهم بالتي هي احسن لان المجادلات لان المجادلات نتاجها قليل وفي اكثرها تكون المجادلات عقيمة لا سيما ممن غاب عنه الاخلاص لله عز وجل ودخل فيه الانتصار للنفس فاي خير سينتج عنه ولو كان داعية الى الخير لكن يدخل فيه نية المغالبة ومتى ما دخل في الامر نية المغالبة جاءت المخاصمة ويقول جل وعلا وادع الى ربك ولا تكونن من المشركين وهنا نتأمل الى الامر وضده وهو النهي وادع الى ربك ولا تكونن من المشركين مفهوم عند طلاب العلم ان ندعو الى ربك الى توحيده الى دينه ولا تكونن من المشركين النهي عن ضده وهو الشرك والكفر والنفاق وغير ذلك لكن لما قال وادعي الى ربك ولا تكونن من المشركين تضمن هذا العطف على وجه الخصوص وجوب الاخلاص في الدعوة الى ربك لان من الشرك الخفي ما يدخل في الدعوة الى الله عز وجل على الداعي في نيته في ريائه ويكون قد شابه المشركين ويقول جل وعلا فلذلك فادعوا فلذلك ادعو واستقم كما امرت ولا تتبع اهواءهم وقل امنت بما انزل الله من كتاب وامرت لاعدل بينكم الله ربنا وربكم لنا اعمالنا ولكم اعمالكم لا حجة بيننا وبينكم. الله يجمع بيننا واليه المصير. ولا يأتوا في هذا المعنى كثيرة ان الدعوة الى الله جل وعلا من اجل العبادات اذا كانت الزكاة هي منفعة للمجتمع فان الدعوة الى الله من اعظم ما ينفع المجتمع الزكاة والصدقات قد قد تنقذ الفقراء والمساكين من الحاجة والعوز الدعوة الى الله تنقذ المجتمعات من الهلاك لان الداعي الى الله مصلح وما كان ربك ليهلك القرى بظلم واهلها مصلح. فتأمل عظمة الدعوة الى الله جل وعلا. عود نفسك انك تكون داعية الى الله في كل يوم وليلة ولو في جانب واحد من الجوانب وهذا الذي دعا العلماء الربانيين والائمة في الدين ان يؤلفوا كتبا في الفضائل حتى يكون زادا للداعية الى الله جل وعلا الفوا كتبا في الترغيب والترهيب الفوا كتبا في باب العقائد وفي باب المعاملات وفي باب العبادات والاخلاق الدعوة الى الله من افضل القربات ولهذا قال ربنا تبارك وتعالى ومن احسن قولا ممن دعا الى الله وعمل صالحا وقال انني من المسلمين ففي هذه الاية والاستفهام فيها تقريري بمعنى لا احد احسن قولا ممن دعا الى الله ولذلك اذا قرأت هذه الاية الاستفهام التقريري ومن احسن قولا ممن دعا الى الله وعمل صالحا وقال انني من المسلمين تجاوب ربك وتقول لا احد اي لا احد احسن قولا ممن دعا الى التوحيد ولذلك ينبغي ان نفهم هذا المقصد العظيم اول ما يدخل في ومن احسن قولا ممن دعا الى الله طبعا هنا نتأمل في الاية دعا الى الله ولم يبين دع الى الله ايش دعا الى توحيد الله تأمل قال دعا الى الله فذكر المضاف وحذف المضاف اليه والقاعدة التفسيرية ان حذف المضاف يدل على التعميم دعا الى توحيد الله دعا الى عبادة الله دعا لي الى تعظيم الله دعا الى التمسك بدين الله دعا دعا دعا كل التقديرات صحيحة هذه قضية عظيمة ولذلك في قصة يوسف عليه السلام وسيرة يوسف عليه السلام فيها الدعوة الى الله بالفعال وبالاقوال في الساعة وفي الضيق بالرخاء والشدة قال الله في سورة قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني وسبحان الله وما انا من المشركين والجار والمجرور على بصيرة يصح ان يكون متعلقا بالامرين وهذا من بلاغة القرآن اذ اخره فقوله قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة فيمكن ان يكون الجار المجرور على بصيرة يكون متعلقا الدعوة اي ادعو على بصيرة وهي العلم ويمكن ان يكون الجار المجور قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني يكون الجار والمجرور حال حال من الفاعل وهو النبي صلى الله عليه وسلم وحال من الصحابة ومن اتبعني حال ممن اتبع فكون النبي عليه الصلاة والسلام حاله انه على بصيرة ويدعو الى الله على بصيرة هذا لا اشكال فيه لكن لماذا اتباعه يكونون على بصيرة وقد تقدم حالهم على ذي الحال على هذا التقدير فالجواب ان ومن اتبعني لا يستحقون ان يكونوا على بصيرة الا بالاتباع فتأخر وقدم الحال على ذي الحال لهذه النكتة البلاغية وسبحان الله وما انا من المشركين وفي هذه الاية والتي سبقت التأكيد العظيم على ان اعظم وعظم ما ينبغي ان يشتغل به الداعي الى الله هو التوحيد اركان الاسلام اركان الايمان وليحذر كل مشتغل بالدعوة الى الله من القيل والقال فوالله ان في ذلك لتشغيلا للامة من غير فائدة تقال ولا فائدة ترجى في الحال وفي المآل فانت اذا اشغلت الامة بالقيل والقال كيف سيكون جوابك يوم الوقوف بين يدي الله عز وجل فاحذر يا عبد الله اشغل العباد بالدعوة الى الله فيما فيه عمل وليس في ما فيه جدل فافضل القربات الدعوة الى الله جل وعلا وهذه الدعوة الى الله متظمنة ايها الاخوة للتوحيد والعبادات مكارم الاخلاق الامر بالمعروف والنهي عن المنكر من اعظم فضائل الدعوة الى الله وان لم اذكره فيما ساعدده انها حماية لدين الله جل وعلا فالداعي الى الله يحمي الدين بدعوته ويكثر سواد امة محمد صلى الله عليه وسلم واذا كان شرعا يندب الزواج من الولودة الودودة لتكثير سواد امة محمد صلى الله عليه وسلم فان الدعوة الى الله اعظم تسويدا وتسييدا لدين محمد صلى الله عليه وسلم والدعوة الى الله عز وجل قد يكون بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر قد يكون بالجهاد الدعوة الى الله تبارك وتعالى قد يكون بذكر فضائل هذا الدين بذكر اصول هذا الدين برد الشبهات المبطلين عن هذا الدين ففظائل الدعوة الى الله كثيرة ايها الاخوة اعدد بعضها ولم ولا اقصد الحصر واذكر المشورة منها اولا الدعاة الى الله هم خير هذه الامة على الاطلاق الداعي الى الله يكون من خير هذه الامة. فاذا اردت ان ينالك شيء من هذه الخيرية فاشغل نفسك بالدعوة الى الله يقول الله جل وعلا كنتم خير امة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف تنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ثانيا عمل الداعي الى الله عز وجل وفعل الداعي الى الله عز وجل في الدعوة خير من كل اموال الدنيا عندما تدعو الى الله فعملك هذا خير من كل اموال الدنيا بغض النظر الجهة المقابلة قبلت او ما قبلت عملك خير مما طلعت عليه الشمس فان قبلت الجهة الاخرى الدعوة فهذا خير على خير ونور على نور وجاء في عند البخاري ومسلم من حديث سهل ابن سعد الساعدي رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الطويل قال النبي عليه الصلاة والسلام لعلي رضي الله عنه والله فوالله لن يهدي الله بك رجلا واحدا خير مما طلعت عليه الشمس ووالله لان يهدي الله بك رجل واحدا خير لك من حمر النعم روايته واذا كانت العبادات والطاعات منافعها قاصرة الدعوة الى الله منافعها متعدية ثالثا الدعاة الى الله عز وجل هم المفلحون وانما تناله درجة من الفلاح بقدر عملك في الدعوة الى الله عز وجل فالمفلح التام من شغل وقته كلها في الدعوة الى الله عز وجل وبقدر ما تنقص تنقص يقول الله جل وعلا بسورة ال عمران ولتكن منكم امة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر واولئك هم المفلحون وتأمل في القاعدة التفسيرية ان اولئك خبر المبتدأ المفلحون الخبر واتى بظمير الفصل بين المبتدأ والخبر لافادة الحصر فكأن المعنى لا يرزق احد الفلاح ما لم يكن متصفا بالدعوة الى الله عز وجل والفلاح الذي تصيبه بقدر ما تصيبه من الدعوة الى الله جل وعلا بكلمة حسنة اذكر احد الناس من العوام من عوامل المسلمين لكن بعض الاعوام قد يكون اذكى من كثير من المثقفين حتى انه ما كان يعرف يقرأ ولا يكتب رحمه الله واسكنه الفردوس الاعلى كل ما يرى انسان اول كلمة يقولها بعد السلام وكيفها قل لا اله الا الله فمرة سألته قلت له يا ابو فلان ليش تقول كذا؟ قال عشان يقول ويحتسب لي شوف النية يقول هو الكلمة تحتسب لي انا يقول عندي احتساب هذه قضية عظيمة ايها الاخوة رابعا من فضائل الدعوة الى الله عز وجل ان كلام الدعاة افضل الدعوات وهذا مر معنا في اية سورة فصلت ومن احسن قولا ممن دعا الى الله وعمل صالحا وقال انني من المسلمين فالجواب لا احد احسن قولا دعوات الدعاة من افضل الكلمات خامسا الدعاة الى الله عز وجل اعظم الناس استحقاقا لرحمة الله تعالى اذا تنزلت الرحمات فانها تقسم اتوزع بحسب من يستحق تلك الرحمات النصيب الاوفر من هذه الرحمات تنزل على اهل الدعوات على الذين يدعون الى الله جل وعلا يقول سبحانه في سورة التوبة والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله اولئك سيرحمهم الله. ان الله عزيز حكيم اولئك يرحمهم الله وهذا عام في الدنيا وفي الاخرة سادسا من فضائل الدعوة الى الله جل وعلا ان الداعي الى الله ثوابه مستمر والمتعبد المختلي بنفسه اذا مات انقطع ثوابه حتى لو كانت عباداته اعظم من عبادات الداعي الى الله فان رصيد الداعي الى الله سيكثر مع مرور الزمن وذاك يبقى على ما كان فعند مسلم واصحاب السنن ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من دعا الى هدى كان له من الهجر مثل اجور من اتبعه لا ينقص ذلك من اجورهم شيئا تأمل هذا الحديث ومن هنا نفهم لماذا كان صديق الامة اعظم الناس ثقلا في الميزان بعد النبي عليه الصلاة والسلام لان ستة من العشرة المبشرين بالجنة اسلموا على يديه واكثر من عشرة اشخاص فكهم من العبيد وشراهم من ماله الخاص وهم في ميزان من هذولا كلهم مهاجرين صاروا وفوق هذا كله الليل والنهار يدعو الى الله عز وجل وثبت الله به الدين فوقف وقفة لم يقفها احد من الامة الا هو رضي الله عنه الداعي الى الله اعماله مستمرة ولذلك كان العلماء اعظم الناس اجرا وثوابا عند الله اما قال النبي عليه الصلاة والسلام اذا مات ابن ادم انقطع عمله الا من ثلاث صدقة جارية او علم ينتفع به او ولد صالح يدعو له واذا تأملت في هذه الامور الثلاث ربما ان الداعي الى الله عز وجل قد اجرى الصدقات خلف علما وخلف اولادا صالحين سابعا من ثمرات وفضائل الدعوة الى الله عز وجل انها سبب عظيم من اسباب الثبات على الدين فان مناسبة الناس على الدين من يدعو الى الله عز وجل لا يجامل لا يداهن لا يجاري الناس وبذلك يكون هو مثل الانسان الذي يأخذ التطعيمات في كل موسم وفي كل وقت وعند كل حادثة فتراه موفور الصحة والناس في مرض فالداعي الى الله جل وعلا تجده موفور الديانة والناس في نقصه واول من ينتفع بقيله وعمله تأثيرا هو نفس الانسان لماذا فرض الله العبادات والمعاملات والاخلاق لانها تؤثر على نفس الانسان ايجابا وتركها مؤثرة على نفس الانسان سلبا فالداعي الى الله عز وجل كذلك ثامنا الداعي الى الله جل وعلا مبارك فمن اعظم اسباب البركة في العمر والوقت والمالي والولد اشتغال الانسان بالدعوة الى الله جل وعلا فيجد البركة في عقبي يجد البركة في من دعاهم فيبقون له تأملوا يا رعاكم الله مزكم من الاف السنين مات ابراهيم عليه السلام وما من موحد يأتي بعده الا هو في ميزان حسناته سبحان الله ملة ابيكم ابراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس هذه الابوة ابوة دينية ما هي ابوة نسبيتها هذه قضية عظيمة ايها الاخوة البركة اذا احسست بنقصان في بركة وقتك او في بركة في مالك او في بركة في عيالك فاشتغل بالدعوة الى الله جل وعلا تجد البركة تاسعا من فضائل الدعوة الى الله عز وجل انه سبب عظيم من اسباب اصلاح الاسر سبب عظيم من اسباب اصلاح المجتمعات سبب عظيم من اسباب صلاح الناس سبب عظيم من اسباب وقاية الناس من الهلاك العام كما سبق وان ذكرت اية وما كان ربك ليهلك القرى بظلم واهلها مصلحون عاشرا الدعوة الصادقة من الداعي الى الله جل وعلا سبب لنيل حب الخلق له. فانه اذا كان داعية الى الله بصدق نال المحبة من الناس لان الله يحب الدعاة الصادقين وينزل وينزل محبتهم في قلوب عباده الصالحين فيحبونه والمقصود بهذا الحب حب الصالحين واما حب الغوغاء فلا عبرة بحبهم فان حبهم تابع لاهوائهم الناس يتبجحون يقولون مات الفنان الفلاني حبيب الناس. هذا الحب ما ينفع يقولون مات اللاعب الفلاني او الناس كلهم يحبونه هذا الحب ما ينفع عند الله الذي ينفع عند الله هو حب الصالحين للعبد اما حب الطالحين وربما يكون وبالا على الانسان اذا كان الانسان يوم القيامة يود ان يكون بينه وبين عمله السيء كما بين المشرق والمغرب فكم سيكون ها كم سيود ان يكون بينه وبين حبيبه على الباطل من المسافة اضعاف اضعاف اضعاف ولذلك قال جل وعلا لاخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو الا المتقين الفضيلة الحادية عشر الدعوة الى الله طريق لنشر الدين وسبب لتقليص المنكرات وتقليلها وسبب عظيم من اسباب نشر التوحيد والسنة واجد نفسي مضطرا انا اقول يا دعاة التوحيد والسنة اشتغلوا بالتوحيد والسنة اشتغلوا بالدعوة الى التوحيد والسنة لا يكن اهل الباطل اجلد منكم في دعوتهم الى ما يدعون اليه اشتغلوا دعوة الناس الى الايمان والى اركان الاسلام والايمان ودعوا عنكم الامور التي تكون الجانبية له تضر الامة وتضر الدعوة الى الله جل وعلا يدخلون في جدال عقيم ما ينفع قلت لا ما قلت انت قلت وانت لازم قولك كذا وانا لازم قولي كذا طيب يا اخي دع عنك قولي وقول فلان اعمل بما امرك الله به ورسوله هذا الذي ينفعك عند الله عز وجل الثانية عشر من فضائل الدعوة الى الله عز وجل انه سبب عظيم من اسباب دحض شبهات الملبسين ورد شبهات المبطلين وخوف اصحاب الشهوات الظاهرين والمختفين فينبغي على الانسان ان يعلم انه اذا علم الناس ان هناك من يرد على باطله وعلى شبهاته وعلى شهواته فانه لا يظهر شبهاته ولا يظهر شهواته يخاف من ان يفحم فالمنبغى على الدعاة الى الله عز وجل ان يكونوا اسودا يزأرون بالحق للحق لهداية الخلق بالصدق وان لا يكونوا ممن يدعو على استحياء او ممن يدعو فضلة وقته بل يرون ان الدعوة الى الله اس عظيم من اسس مبادئ حياتهم الفضيلة الثالثة عشر الدعوة الى الله عز وجل سبيل من سبل عز الاسلام ورفع شأنه ونشره حتى لو كان بدعوة خفية في صلاة الليل وتأمل في مثل هذه الفظيلة قول النبي عليه الصلاة والسلام اللهم اعز الاسلام باحد الرجلين وذكر عمر ابن الخطاب وابي جهل فكان احب رجلين الى الله عمر ابن الخطاب فهداه الله للاسلام يقول عبدالله بن مسعود رضي الله عنه ما زلنا اعزة مذ اسلم ابن الخطاب فكم في الدعوة الى الله عز وجل من اعزاز للاسلام وقوة ومكانة الفضيلة الرابعة عشر الدعوة الى الله سبب لايصال الناس الى النجاة والجنة والرضوان يعجب الانسان يعجب المرء انك اذا رأيت اذى او قذا في ثوب اخيك من نجاسة او ما يشبه النجاسة تنبهه عليها ثم ترى في دينه نقصا ظاهرا او في خلقه عيبا شنيعا ثم تسكت عنه وكأنك تقول انبهك على ما اهوى واترك لما لا اهواء وربما يغضبك ولو كان يدخلك النار هذا هو الغش والمسلم ناصح امين المسلمون نصح والمنافقون خدعة يخدع بعضهم بعضا بالمجاملات ولذلك ينبغي الانسان يدرك ان هذه الفضيلة عظيمة ولهذا قال الرجل الصالح ويا قومي ما ليدعوكم الى النجاة تدعونني الى النار فرق عظيم شاسع بين من يدعوك الى التوحيد لذلك قل لهذا الرجل المبتلى ببعض الشركيات يا اخي اذا قلت يا حي يا قيوم افضل ولا يا بدوي افضل اذا قلت يا الله افظل ولا قلت يا عيسى فكر مع نفسك فقط ما اريد منك شيء ما اريد ان اجادلك ايهما افضل ان اقول لك الدين ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وما كان بعده فهي زيادات او انك تقبل الزيادات فيزيد كل من شاء ما شاء حتى يختفي اصل الدين فلا تعرف اين نقاوة الاسلام واين المحجة البيضاء الفضيلة الخامسة عشر وبه اختم الداعي الى الله تبارك وتعالى اخذ بميراث بميراث النبي صلى الله عليه وسلم من ثلاثة اوجه الداعي الى الله اخذ بميراث النبوة من ثلاثة اوجه الوجه الاول من جهة العلم الوجه الثاني من جهة الدعوة الوجه الثالث من جهة العمل واينا لا يريد ان يأخذ من ميراث النبي صلى الله عليه وسلم على هذا الوجه من الكمال كل واحد منا يريد ان يكون كذلك فيا اخي لا تقصرن رب كلمة خرجت منك نفعت امة رب كلمة كتبتها فارسلتها انتفع بها فئام من الناس فان الكلمات النافعة قد تكون قليلة لكن منافعها كثيرة. كما ان الكلمات الكفرية او الشركية والبدعية رب كلمة اهلكت صاحبها واحرقت امه يقول ابو هريرة رضي الله عنه سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ان الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا يعني قالها اه ما هو منتبه للاثر المترتب على هذه الكلمة وليس المقصود انه ليس مخلصا لا يلقي لها بالا اي لا ينتبه ان اثارها عظيمة ان الرجل يتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا فيبلغ بها كيت وكيت وان الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا في واتساب ويرسل تويتر ويرسل وخلاص ما همه شيء ما فكر واذا بها فرقت جمعا شتت شملا افرحت عدوا اسرت صديقا كلمة ربما لا تتجاوز سطرا فعلينا ايها الاخوة ان نشحذ الهمم في الدعوة الى الله عز وجل وهذا المخيم وهذه بيوت الله حلقات العلم علاقات القرآن في هذه الدولة المباركة التي فيها الدعوة الى الله عز وجل ابوابها مشرعة ليلا ونهارا ادام الله امنها وايمانها حفظ الله اميرها وولي عهدها والله نحن في عافية ما يعلم بها الا الله نسأل الله ان يديم جمعتنا والفتنة ومحبتنا فما عليك الا ان تدعو وهذا المخيم فرصة عظيمة لا تأتي الا ومعك انسان ما حتى لو كان يخالفك الرأي حتى لو كان يخالفك المعتقد حتى لو كان كافرا فربما يسمع كلمة او يرى فعله ها؟ فيسرع ارى اذكر ان احد الناس مرة جيء به الى احد المخيمات بعد ما تعشوا الناس وخلص قال انا بسلم قالوا له ليش قال شفت اكرام ما عمري بحياتي شفت اكرام بهالشكل يقول هذا يدل ان الناس هؤلاء يتعاملون مع الخالق يستيقنون العوظ انا اريد العوظ بس الله الله في الدعوة الى الله اسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان يوفقنا واياكم لما يحب ويرضى وان يجعل هذه المخيمات المباركة قائمة بذكر الله عز وجل قائمة على كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين