الحمد لله رب العالمين احمده سبحانه اله الاولين والاخرين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له المعبود بحق في السماوات والاراضين واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن سار على نهجه. واختفى اثره الى يوم الدين وبعد فهذه المحاضرة هي بعنوان كيف نحقق التوحيد انا نرى اليوم كثيرا من المسلمين. يقولون لا اله الا الله ولكن هل حققنا معنى هذه الكلمة العظيمة؟ في قلوبنا وفي اعمالنا وفي اخلاقنا وفي بيوتنا وفي مجتمعاتنا؟ ام انها اصبحت كلمة عابرة نرددها ونقولها بل وربما لا نهتم ادراك معانيها فضلا عن كيفية تحقيقها نعلم علم اليقين ان مجرد التلفظ بلا اله الا الله غير مجد والدليل على ذلك ان المنافقين في زمن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم كانوا يقولون لا اله الا الله ولم تنفعهم هذه الكلمة وذلك لانهم لم يقولوها عن علم ويقين. وصدق واخلاص فهذا يدلنا على ان هذه الكلمة لابد من تحقيقها حتى تؤتي الكلمة ثمرتها كما قال جل وعلا ومثل كلمة طيبة كشجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي اكلها كل حين باذن ربها وقد ذكر عامة المفسرين ان المقصود بالكلمة الطيبة هي التوحيد وقد ذكر الله جل وعلا بعض ثمرات من حقق التوحيد في الدنيا كما في قوله جل وعلا في اول البقرة فاما يأتينكم مني هدى فلا خوف فلا يضل ولا يشقى وفي الاية الثانية فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون وقال في قول ابراهيم عليه السلام الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون وقال في بيان ثمرات من حقق التوحيد عند نزع الروح وعند خروج الروح ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون. اولئك اصحاب الجنة خالدين فيها جزاء بما كانوا يعملون وقال ايضا ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة اي في وقت نزع الارواح الا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون نحن اولياؤكم في الحياة الدنيا وفي في الاخرة واذا كنا ندرك ان من حقق التوحيد فانه يجني ثمرات عظيمة في الدنيا وفي الاخرة من هذه الثمرات شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم من هذه الثمرات العيش بهناة وسعادة مع التوحيد من هذه الثمرات الاحساس بالعزة التي هي لله ولرسوله وللمؤمنين من هذه الثمرات ان المؤمن الذي حقق التوحيد يكون عبدا لله ليس الا فلا يعرف العبودية لغير الله تبارك وتعالى يكون متبعا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يعرف الاتباع لغير محمد صلى الله عليه وسلم وثمرات الاعمال الصالحة كلها لا توجد الا بالتوحيد وهذا وحده كاف في ان نبحث كيف نحقق التوحيد وها هنا عشرون خطوة لنحقق التوحيد عمليا ها هنا عشرون خطة لنحقق التوحيد عمليا اولا ان نفهم معنى كلمة التوحيد. فهما صحيحا فان من لا يفهم معنى الكلام لا يستطيع ان يحققه مراده ومقتضاه ولقد انحرف كثير من الناس في فهمهم لمعنى لا اله الا الله فصاروا يظنون ان معنى لا اله الا الله هو الذي اقر به المشركون. وهو لا خالق الا الله مع ان الله جل وعلا قد ذكر في غير ما اية معنى لا اله الا الله بانه لا معبود حق الا الله. اعبدوا الله ما لكم من اله غيره ففهم معنى كلمة التوحيد فهما صحيحا اول خطوة عملية علمية لتحقيق التوحيد ثانيا ان يوجد شروط كلمة التوحيد في قلوبنا من العلم واليقين والصدق والاخلاص والمحبة والانقياد والقبول وان نكمل هذه الشروط وان نتممها فنزداد اخلاصا في قول هذه الكلمة العظيمة. وصدقا في قولنا لهذه الكلمة المباركة ويقينا في مدلولها ومعناها مستيقنين بها نزداد يقينا بعد يقين بانه لا معبود حق الا الله ذلك بان الله هو الحق وانما يدعون من دونه الباطل وان نحب مدلول هذه الكلمة فنحب عبادة الله ونبغض عبادة غير الله من الاحجار والاشجار والغيران والقبور. والاضرحة والمخلوقات وان نغضب لله عز وجل فاذا فهمنا معنى كلمة التوحيد اولا وبذلنا وسعنا في ايجاد شروط هذه الكلمة على اتم وجه واكمله. ثانيا حينئذ قد عرفنا الطريق الصحيح والمنهج المستقيم في تحقيق التوحيد ثالثا مما به نحقق التوحيد معرفة الله عز وجل باسمائه وصفاته العليا ان نعرف الله تبارك وتعالى انه سبحانه له الاسماء الحسنى وانه جل في علاه له الصفات العليا وانه ليس كمثله شيء ولم يكن له كفوا احد وليس له سمي وليس له نظير وليس له وزير ولا مشير ولا يشفع احد عنده الا باذنه له الملك واليه يرجع الامر كله الا له الامر والخلق تبارك الله احسن الخالقين. كلما ازداد الانسان معرفة باسماء الله وصفاته كلما حقق معنى لا اله الا الله ولهذا قال جل وعلا انما يخشى الله من عباده العلماء رابعا العلم والعمل امتثالا بالامر الشرعي كلما ازداد الانسان علما بامر الله عز وجل وعملا بامر الله عز وجل ازداد تحقيقا للتوحيد فالصلاة ترسخ التوحيد في القلب والقول والعمل الصوم يرسخ التوحيد في القلب والقول والعمل الزكاة ترسخ التوحيد في القلب والقول والعمل الحج يرسخ التوحيد قلبا وقولا وعملا ظاهرا وباطنا وهكذا دواليك جميع الاوامر فانها مما به مما به نحقق التوحيد ومن هنا ندرك كلما ازداد الانسان عملا كلما ازداد ايمانا وتوحيدا ولهذا قال جل وعلا والذين اهتدوا زادهم هدى الامر الخامس العلم والعمل بترك المنهيات اجتنابا كلما ازداد الانسان معرفة وعلما بما نهى الله عنه وعمل باجتناب المنهيات والبعد عنها كلما ازداد توحيدا وايمانا ولهذا قال جل وعلا ولو انهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم واشد ايه ده خيرا لهم في توحيدهم وايمانهم وعاجل امرهم واجل امرهم واشد تثبيتا على الدين واليقين فاجتناب المنهيات من الامور العظيمة الموصلة الى تحقيق التوحيد الموصلة الى تحقيق التوحيد وذلك لان التوحيد اطيب الطيب والشرك اخبث اخبث الخبثاء واخبث خبيث على وجه الارض ولهذا امر الله باطيب الطيب ونهى عن اخبث خبيث وكل الاوامر تابعة للتوحيد. وكل النواهي تابعة للشرك والبدعة. ولذا نجد عنها سادسا لا يمكن لاحد بعد ان وصل الى السلالم الخمس لا يمكن ان يحقق التوحيد فيرتقي الى السلم السادس ما لم يكن مجتنبا للشرك الاصغر فظلا عن الاكبر بمعنى لو ان انسانا علم معنى لا اله الا الله وانه لا معبود حق الا الله وعلم شروط لا اله الا الله وعمل بمعرفة الله عز وجل علم الله عز وجل باسمائه وصفاته وعلم وعمل الاوامر وعلم واجتنب النواهي فان ذلك غير نافعه ما لم يذر ما لم يترك الشرك اصغره واكبره ذلك لان الشرك محبط للعمل فكيف يمكن لانسان ان يحقق التوحيد وهو يحلف بغير الله او يقول لولا الله وفلان ما كان كذا وكذا فيجعل فلانا مع الله بواو المشاركة ومن هنا ندرك خطورة الشرك ولهذا قال جل وعلا بعدما ذكر الانبياء والرسل قال ولو اشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون وهذا من حيث العموم. وقال من حيث الخصوص عن نبينا صلى الله عليه وسلم ولقد اوحي اليك والى الذين من قبلك لئن اشركت ليحبطن عملك. ولتكونن من الخاسرين. بل الله فاعبد وكن من الشاكرين سابعا اذا وصل الانسان الى السلم السادس من سلالم تحقيق العبودية وتحقيق التوحيد فعليه ان يتأدب باداب الله تبارك وتعالى ان يتأدب مع الله تبارك وتعالى في القول فلا يذكر الله الا بكل جميل ويثني على الله بكل حميد ويذر كل قول لا يليق الخطاب به مع الله عز وجل فلا يقول ما شاء الله وشاء فلان. يقول ما شاء الله ثم شاء فلان لا يقول لولا الله وانت يقول لولا الله ثم انت لبيان السببية فالتأدب مع الله في الاقوال من علامات تحقيق التوحيد ولهذا انظرن وانظروا رعاكم الله الى تأدبي نبي الله ابراهيم عليه السلام ماذا قال قال واذا مرضت فهو يشفين. والذي هو يطعمني ويسقين. واذا مرضت فهو يشفي فنسب الاطعام والسقي الى الله ونسب المرظ الى نفسه تأدبا مع الله عز وجل. مع ان الكل من تقدير الله ولننظر الى ادب نبي الله ايوب وهو مريض ما قال ربي قدرت علي هذا لا وانما قال ربي اني مسني الضر وانت ارحم الراحمين ولننظر الى نبي الله يونس عليه السلام ما قال اي ربي انت قلت لي بعد ثلاث اذا لم يؤمنوا بهلك عدوك فانا فهمت اني اخرج وقال مباشرة بلا تأويل ولا تبرير لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين ولننظر الى ادب النبي صلى الله عليه وسلم مع ربه لما طرد من الطائف مشى مسافة مئة كيلو ذهابا وايابا على قدميه الشريفتين ورجع وقد ادميت قدماه صلى الله عليه وسلم فلما جاء يدعو قال اللهم ان لم يكن بك غضب علي فلا ابالي. هذا هو التأدب مع الله عز وجل ثامنا او تاسعا السابع التأدب مع الله تعالى بالقول. الثامن التأدب مع الله تعالى في الفعل فلا يمن الموحد على الله بعمله لان المن على الله بالعمل من شأن التوحيد ان ينقص ولهذا قال جل وعلا يمنون عليك ان اسلموا قل لا تمنوا علي اسلامكم بل الله يمن عليكم ان هداكم للايمان ان كنتم صادقين ولهذا الكمل من المؤمنين المحققين للتوحيد من الصحابة من المهاجرين والانصار فهموا هذا المعنى فلما قال النبي صلى الله عليه وسلم للانصار اما لو شئتم لقلتم اتيتنا شديدا فاويناك واتيتنا ضعيفا فنصرناك فبدأ يعدد محاسن الانصار. فقال فقال حينئذ الانصار بل المنة لله ولرسوله. المنة لله ولرسوله فمن اراد ان يحقق التوحيد فانه يتأدب مع الله تعالى في العمل في الفعل فلا يصدر منه فعل الا وهو يرضي الله عز وجل ولهذا قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم اتق الله حيثما كنت طيب قد يقول قائل انا لست معصوم. فقال صلى الله عليه وسلم واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن وقال جل وعلا ان الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين تاسعا مما نحقق به التوحيد دوام المراقبة ان ندرك ان الله عز وجل ينظر الينا ويسمع ما قال له ويرى فعالنا ويعلم سرنا ونجوانا ويعلم خائنة اعيننا وما تخفي صدورنا فمن وصل الى هذه المرتبة انه كلما تحرك فعلا او اراد لسانه ان ينبت بكلمة او اراد فكره ان ينشغل بخطرة جاءته المراقبة فاذا به يدرك ان الله يراه. ويسمع كلامه وشهيد على فعاله وبصير لاعماله سميع لاقواله قادر على معاقبته واهلاكه. فحينئذ ينزجر فمن رزق المراقبة فانه يكون قد حقق سلما من سلالم التوحيد الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين انه هو السميع العليم عاشرا التوكل على الله تعالى. وتعلق القلب به سبحانه وتعالى من اعظم ما نحقق به التوحيد ان تتعلق قلوبنا بالله عز وجل لا بالاسباب ولا بالمشاهدات ولا بالوقاية تتعلق قلوبنا بخالق الاسباب سبحانه وتعالى وان نعلم علم اليقين انه ما من تحريكة ولا تسكينة الا بامر الله الواحد القهار الذي يقول لشيء كن فيكون انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون التوكل على الله عز وجل من اعظم الامور التي بها نحقق التوحيد الحادي عشر الخطرات والخطوات لله تعالى ان نلاحظ انفسنا في خطرات افكارنا فلا نتقدم خطرة ولا نجعلها فكرة الا بعد ان نستيقظ ان الخطرة وما يليها من الفكرة يرضي الله عز وجل والخطوات لا نقدم خطوة ولا قدما ولا نؤخر رجلا الا اذا علمنا ان في ذلك رضا الله سبحانه وتعالى الثاني عشر مما به نحقق التوحيد تحقيق شهادة ان محمدا رسول الله. صلى الله عليه وسلم وكيف نحقق شهادة ان محمدا رسول الله هذه بحاجة بحاجة منا الى محاضرة اخرى لكن من حيث الجملة قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله فلا طريق لتحقيق التوحيد الا بمحبة النبي صلى الله عليه وسلم واتباع صلى الله عليه وسلم ظاهرا وباطنا قولا وعملا الثالث عشر مما نحقق به التوحيد الزهد في الدنيا. وعدم الاغترار بها. والله جل وعلا يقول فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور الزهد في الدنيا من اعظم الوسائل التي بها نحقق التوحيد فان الدنيا لا تساوي عند الله جناح بعوض ولهذا جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله علمني شيئا اذا فعلته احبني الله واحبني الناس فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ازد في الدنيا يحبك الله وازهد في معيد الناس يحبك الناس الرابع عشر مما نحقق به التوحيد ان نجتهد في ان ننال محبة الله تعالى. وليس الشأن ان نحب الله فان القلوب السليمة مجبولة على حب الله عز وجل المنعم الكريم سبحانه وتعالى القلوب السليمة مجبولة على حب الخالق الرزاق المالك المدبر سبحانه وتعالى ولكن الشأن كيف ننال محبة الله؟ كيف يحبنا الله؟ فمتى ما احبنا الله تكون قد حققنا التوحيد وثم اعمال ان عملناها احبنا الله تعالى مثل التوحيد مثل التطهر من الشرك والنجاسات الظاهرة والباطنة. ان الله يحب التوابين ويحب الله يحب التوابين ويحب المتطهرين اذا اردنا ان ننال محبة الله فان من وسائل ذلك ان نحصل معية الله عز وجل الخاصة وكيف ننال محبة الله عز وجل الخاصة لا يمكن لا يمكن نيل محبة الله الخاصة الا بمعي بطلب معيته ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ان الله مع الصابرين ان الله مع المحسنين الخامس عشر مما به نحقق التوحيد نصرة دين الله تعالى وشرعه هذا الدين منصور. لان الله نصل ولكن الشأن هل نحن من الجنود الذين ينصرون هذا الدين او لا هل نحن من لبنات نصرة هذا الدين او لا من اراد ان يحقق التوحيد فلينظر الى محله اين هو من نصرة دين الله عز وجل اين هو من نصرة هذه الشريعة هل علم شيئا هل نشر سنة؟ هل امات بدعة؟ هل نهى عن شرك؟ هل زجر عن معصية فنصرة دين الله تعالى وشرعه من اعظم ما نحقق به التوحيد. ان تنصروا الله ينصركم. ويثبت اقدامه بس السادس عشر مما نحقق به التوحيد الرضا بقدر الله تعالى الصبر درجة من درجات التعامل مع القدر وهذا واجب وبه يتم الايمان والتوحيد الواجب لكن حديثنا اليوم كيف نحقق التوحيد تحقيق التوحيد لا يتم الا بالرضا بالقضاء ولنعلم ان ما قدره الله وان كان في نظرنا مخالفا لرغباتنا وشهواتنا ومراداتنا ان نرظى بقظاء الله وقدره وان ندرك ان هذا هو الخير ولقد قتل من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم سبعون في احد وكسرت رباعيته وشج وجهه صلى الله عليه وسلم ومع هذا لم نجد منه صلى الله عليه وسلم ولا حرفا مما قد يتخيله انسان فيما يتعلق بقضاء الله وقدره. ولذلك المسلم يتعاملوا في قضاء الله وقدره وفق قول الله عز وجل انا لله وانا اليه راجعون تذهب الاموال وتروح يقول انا لله وانا اليه راجعون تذهب العافية وتروح فيقول انا لله وانا اليه راجعون تذهب الارزاق وتروح فيقول انا لله وانا اليه راجعون تذهب الانفس وتهلك فيقول انا لله وانا اليه راجعون السابع عشر مما به نحقق التوحيد حب الانبياء والصالحين من حيث العموم. وقد مر معنا حب النبي صلى الله وعليه وسلم فهو من مقتضيات شهادة ان محمدا رسول الله. حب الصالحين ابو الانبياء والمرسلين حب العلماء الربانيين مما به ننال رفقته والفتهم ومحبتهم ومودتهم وقربهم وشفاعتهم وننال بذلك تحقيق توحيد شهادة ان لا اله الا الله. لان العلماء لا يشهدون الناس الا الى التوحيد يريدون ان يكون العبيد يعني يريدون ان يكون العباد عبيدا لرب العباد عشرة لا ان يكونوا عبيدا للعبيد الثامن عشر مما به نحقق التوحيد حب كتاب الله تعالى وحب كلامه جل في علاه فانظر يا عبد الله وانظري يا امة الله اين حب القرآن في القلب كم وكم وكم نقلب صفحات وسائل التواصل ومن صفحة الى اخرى ومن وسيلة لاخرى لكن كم صفحة قلبناها في كتاب الله عز وجل قراءة وتدبرا وتلاوة وتن وهو كلام من؟ كلام العزيز. كلام الحميد. كلام المجيد. كلام الرحيم سبحانه وتعالى ولذلك من علامات تحقيق التوحيد حب العبد لكلام الله عز وجل التاسعة عشر مما به يحقق التوحيد حب لقاء الله تعالى. وفي الحديث من احب لقاء الله احب الله لقاءه طاعة ومن ابغض لقاء الله ابغض الله لقاءه كيف ينال الانسان حب لقاء الله؟ وذلك بالعلم به سبحانه وتعالى وحبه جل في علاه والنظر في الائه ونعمائه فكم اعطانا وخصنا اعطانا عقلا لم يجعلنا مجنونا فقال سمعا لم يجعلنا بك لم يجعلنا صمة اعطانا عينا لم يجعلنا عميا اعطانا لسانا لم يجعلنا بكما اعطانا يدا ورجلا وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها ولندرك انه ارحم بنا من امهاتنا وهذا المعنى يجعل الانسان يحب لقاء الله فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه اخيرا مما به نحقق التوحيد ان نجعل مراداتنا عالية وان نعلق قلوبنا بالمرادات العالية. فلا نرظى الا بان تكون الفردوس الاعلى منزلنا ولا نجعل امنياتنا وطلباتنا دنية كلما وصلنا الى منازل من منازل العبودية نرتقي لاعلاها حتى يكون الجنة تكون جنة جنة الفردوس مأوانا. وذلك لا يتأتى الا بتحقيق هذا التوحيد الذي هذه سلالم ارتقائه ودرجات تحقيقه وطريق ايجاد كماله نسأل الله تبارك وتعالى باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان يرزقنا واياكم فكنا تحقيق التوحيد. وصلي اللهم وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين اعتذر عن الاسئلة وقت دخول المغرب. جزاك الله خير