كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الاواخر ما لا يجتهد في غيره رواه مسلم في صحيحه وهذا الحديث العظيم يدلنا على ان النبي عليه الصلاة والسلام الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له المتفضل على العالمين واشهد ان محمدا عبده ورسوله المهداة رحمة للعالمين صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه الغر الميامين وعلى من تبعهم باحسان الى يوم الدين يسرني في هذه الليلة المبارك ليلة العشرين السبت من شهر رمضان عام خمسة واربعين واربع مئة والف من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم ان يكون معي ان اكون مع اخواني في هذه الاذاعة المباركة وتذاكروا معهم حول موضوع مهم جدا مناسب للحال وهو كيف نغتنم العشر وقبل بيان الخطوات العملية والقولية لاغتنام العشر اذكر نفسي واياكم بفضل العشر وقد قال الله تبارك وتعالى والفجر وليال عشر قال الجمهور المفسرين المقصود بالليالي العشر من ذي الحجة وقال بعضهم الليالي العشر من شهر رمضان المقصود بالليالي العشر الاخير من شهر رمضان وقد اختلف العلماء رحمهم الله اي العشرين افضل عشر ذي الحجة لكوني العشر فيها ركن الاسلام الحج ولكون العشر في الاشهر الحرم او العشر الاخير من شهر رمضان لكوني العشر متظمن للركن الثالث للركن الرابع من اركان الاسلام وهو الصيام وكونه الشهر الذي ابتدأ الله انزال القرآن فيه انزل جملة واحدة من الشمائد من البيت اه من اللوح المحفوظ الى السماء الدنيا في بيت العزة ولكون العشر الاواخر من شهر رمضان فيها ليلة القدر لا ريب ان الناظر الى الادلة تطمئن نفسه الى ان ليالي العشر من شهر رمضان الاخيرة افضل من ليالي العشر من شهر ذي الحجة على ان شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله جمع بين القولين وقال النهار في العشر الاولي من ذي الحجة افضل من نهار العشر الاواخر من شهر رمضان الليالي في العشر الاواخر من رمضان افضل من الليالي في العشر الاولي من شهر ذي الحجة وعندما نحتكم الى النصوص الشرعية نجد ان الله تبارك وتعالى خص رمضان بالفضل لنزول القرآن وابتداء نزوله وقال سبحانه شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن وهو مخصوص بنزول القرآن وقد جاء في فضل العشر من ذي الحجة ما رواه ابن ماجة وحسنه الالباني من حديث انس ابن مالك رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما دخل رمضان ان هذا الشهر قد حضركم وفيه ليلة خير من الف شهر من حرمها فقد حرم الخير كله ولا يحرم خيرها الا محروم وقوله فيها ليلة خير من الف شهر هو منصوص القرآن قال الله جل وعلا انا انزلناه في ليلة مباركة انا انزلناه في ليلة مباركة ثم بين وجه بركة هذه الليلة في قوله انا انزلناه في ليلة مباركة انا كنا منذرين فيها يفرق كل امر حكيم امرا من عندنا انا كنا مرسلين فكما ان الله تبارك وتعالى في ليلة القدر يحكم ويقضي بما يكون في الدنيا من الامور الكونية والقدرية حكم وقدر انزال القرآن في هذه الليلة المباركة على سيد البشرية محمد صلى الله عليه وسلم فلا ريب ان هذه العشر ليالي عظيمة ولهذا جاء في حديث عائشة رضي الله عنها قالت حاله كان يختلف في العشر الاواخر عن حاله في العشر الاوسط وعن حاله في العشر الاول وفسرت الصديقة رضي الله عنها ذلك في الحديث المتفق عليه فقالت كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا دخل العشر شد مئزره واحيا ليله وايقظ اهله شد مئزره كناية عن امرين الاول انه كان يجتهد اجتهادا عظيما حتى انه ربما يربط على ظهره من طول القيام كما جاء عن عائشة نفسه عن عائشة نفسها انها قالت يا رسول الله انك تقوم الليل حتى ورمت قدماك قال افلا اكون عبدا شكورا ويؤكد ذلك ما جاء في حديث ابن مسعود وحذيفة قام في ركعة واحدة بالبقرة وال عمران والنساء في ركعة واحدة وهذا من معاني شد مئزار المعنى الثاني شد مئزره اي بمعنى انه لا يأتي اهله وذلك لسببين الاول انه معتكف والثاني انه لا يستطيع ان يجد وقتا لهذه الامور المباحة بل ينشغل بالطاعة بكليته وجمعيته صلوات ربي وسلامه عليه قلبا وقالبا عملا وقولا ظاهرا وباطنا ومعنى واحيا ليلة الليل مضاف الى الظمير وهذي الاظافة تفيد العموم اي احيا الليل كله وقد جاء هذا في احاديث اخرى مؤكدا ان المعنى احيا الليل كله واذا كنا قد سبق نشرنا انه في ركعة واحدة قرأ بالبقرة وال عمران والنساء زراعة مسترسلة فهذا يعني انه قرأ باكثر من خمسة اجزاء في ركعة واحدة فلو تصورنا ان الركعة الثانية فيها المائدة والانعام هذه سبعة اجزاء في ركعتين وهو كان يقوم في احدى عشرة ركعة معنى هذا انه كان يقوم قياما طويلا وقد فسر هذا ما جاء في بعض الروايات الحديث انه قام بهم ليلة في العشر الاواخر حتى انهم خشوا ان يفوتهم الفلاح اي لا يجد وقتا ومعنى قوله وايقظ اهله هذا من باب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر والوصاية بالاقربين والاهتمام بالاهلين والاولاد فكان من يقدر على القيام من الصبيان الرباي به عليه الصلاة والسلام وخدمه وحشمه فضلا عن زوجاتي يوقظهم ولا يتركهم ينامون في هذه الليالي المباركة لان الله تبارك وتعالى يقول انا انزلناه في ليلة القدر وما ادراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من الف شهر تنزل الملائكة والروح فيها باذن ربهم من كل امر. سلام هي حتى مطلع الفجر وليلة القدر خير من الف شهر كما قال مجاهد وغيره عبادتها وصيامها وقيامها وتلاوة القرآن فيها خير من الف شهر فيما سواه ولو حسبنا الف شهر ايها الاخوة والاخوات ندرك ان الف شهر يعني بمقدار ثلاثة وثمانين عاما اعمار هذه الامة قليلة بين الستين والسبعين اكثرهم يموت قبل ذلك فكيف يدركون درجات العابدين من الامم السابقة هيأ الله لهم ذلك بامرين الاول بمضاعفة حسناتهم والثاني بتنوع الازمنة الفاضلة والامكنة الفاضلة يدرك بها الامم السابقة في العبادة والطاعة النبي عليه الصلاة والسلام الذي كان من اعظم العباد حتى ان الله تبارك وتعالى لا يناديه الا بوصف العبودية لانه قد قام بالعبودية على وجه الكمال. صلوات ربي وسلامه عليه. فالله عز وجل يخاطبه بالعبودية كان يقوم حتى ورمت قدماه صلوات ربي وسلامه عليه ومما يؤكد على اهمية الاهتمام بالعشر الاواخر من شهر رمضان ما جاء في حديث ابي هريرة رضي الله عنه المتفق عليه من قام ليلة القدر ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ومعنى من؟ من الفاظ العموم ويشمل الكبير والصغير والعاقل والمميزة وان كان الكافر لا يدخل في هذا العموم لنصوص اخرى كذلك المجنون لكن من من الفاظ العموم قام ليلة القدر والقيام مضاف الى الليل والمقصود به اقله اقله ان يقوم جزءا من الليل ولو ساعة من ساعاتها والناس في هذا القيام ليسوا على مرتبة واحدة وهناك من قام الليل كله وهناك من قام جزءا من الليل. وهناك من قام ساعة من الليل فدخل في من قام فانت وانا ينبغي لنا ان نحرص ان نكون في اعلى المقامات في معنى القيام وذلك بطول القنوت وبطول القياد من قام ليلة القدر وليلة القدر سميت بهذا الاسم هذه الليلة سميت بليلة القدر لامريني اثنين الاول لما يجري في هذه الليلة من التقدير السنوي لما يكون في الخلق اذا ليلة القدر اي ليلة التقدير. على هذا المعنى والامر الثاني ليلة القدر اي ليلة ذات قدر ومنزلة عالية رفيعة ومنه فلان ذو قدر اي ذو منزلة والله جل وعلا جعلها ليلة جعلها ليلة ذا منزلة وجعلها ليلة ذات تقدير قدر فيها ما يكون الى العام من قام ليلة القدر ولهذا يقول بعض السلف ان الله عز وجل العلي ان الله عز وجل العلي ذا القدر من زنى القرآن ذا القدر بواسطة جبريل ذي القدر على محمد صلى الله عليه وسلم ذي القدر بموضوع عظيم ذي قدر وهو التوحيد والاسلام والسنة يحق ان تسمى هذه الليلة بليلة القدر ايمانا اي مستيقنا مقرا بانها ليلة فاضلة وانها ليلة عظيمة تنزل الملائكة والروح فيها باذن ربهم من كل امر نتخيل ان الملائكة الذين لا ينزلون في مثل هذه الليالي ينزلون في هذا الليل على في هذه الليلة على وجه الخصوص والمقصود بتنزل الملائكة ملائكة مخصوصون وليس المقصود بهم الملائكة الموجودون في الارض اصالة او الملائكة الحفظة الموجودين مع العباد اصلا وانما المقصود هنا نوع خاص من الملائكة سواء قلنا انهم ملائكة او غيرهم جبريل او غيره تنزل الملائكة والروح فيها والروح وجبريل وقيل الروح وما يروح به ربنا تبارك وتعالى من تبدل الاحوال وتغير الحالات على الناس ويتوب على العصاة ويعافي المبتلين ويغني الفقراء ويعز الاذلاء ويذل الاغنياء وهكذا يقدر الله جل وعلا فيه ما يشاء من قام ليلة القدر ايمانا مقرا بهذه المعاني واحتسابا اي انما كان قيامهم طلبا للاجر والثواب وهو يقوم لا رياضة ويقوم لا سهرا يقوم لا مؤانسة وانما يقوم احتسابا طلبا للثواب واقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم ما الذي يحصل النتيجة غفر له ما تقدم من ذنبه ومما يؤكد وجوب ومما يؤكد استحباب اهتمامنا بالعشر ان النبي عليه الصلاة والسلام كما في حديث ابي سعيد الخدري في الصحيح اعتكف العشر ثم اعتكف في العشر الاوسط ثم قال اني اريد انها اي ليلة القدر في العشر الاواخر فمن كان معتكفا فليعتكف في العشر الاواخر وقال عليه الصلاة والسلام كما في الصحيح اني ارى رؤياكم قد تواطأت انها في العشر فالتمسوها في العشر ولهذا من قام العشرة كله فانه يدرك ليلة القدر ولابد ولهذا ينبغي علينا ايضا ننتبه الى ان هذه الليلة العظيمة مصاحبة اعني الليالي العشر مصاحبة للاعتكاف وهي سنة عظيمة شرعها النبي عليه الصلاة والسلام وفيها الاشارة في القرآن قال الله جل وعلا ولا تباشروهن وانتم عاكفون في المساجد والالف واللام في كلمة المساجد للاستغراق وهو يشمل كل المساجد واما حديث لا اعتكاف الا في المساجد الثلاثة فانه ان صح لانه ضاعفه جمع من اهل العلم فانه ان صح فانه محمول على الكمال هي كمال الاعتكاف انما يكون في المساجد الثلاثة وذلك لاجتماع فضل الزمان مع فضل المكان فلما اجتمع للعاكفين في المسجد الحرام او المسجد النبوي او المسجد الاقصى. الذي نسأل الله عز وجل ان يخلصه من براثن اليهود الغاصبين المعتدين وان يجعله في حوزة المسلمين حتى يدخلوها كما يريدون ويخرجون منها كما يريدون فانا نعلم علم اليقين ان اعتكافهم متضمن لشرف الزمان وشرف المكان واما من اعتكف في اي مسجد اخر فله فضل المسجد وفظل الزمان رمظان لكن لا يدرك فظل الحرم ولا يدرك فظل المساجد الثلاثة ومما يؤكد على ان الاعتكاف سنة في اي مسجد من المساجد ان الصحابة والتابعين ومن بعدهم لم يفهموا ان الاعتكاف مخصوص في المساجد الثلاثة ولهذا اتفق الائمة الاربعة مالك والشافعي وابو حنيفة واحمد على جواز الاعتكاف في المساجد وان اختلفوا هل تقام في هل يعتكف الناس في المسجد الذي لا جمعة فيه او لا هذه مسألة اخرى اذا تبين لنا فضل هذه العشر فلنعد فلنعد الى سؤالنا كيف نغتنم العشر اول ما ينبغي لنا ان نعرف من هذه الخطوات ما جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام انه كان يغتنم بالاعتكاف فمن قدر على الاعتكاف فليحرص على هذه السنة في مساجد الله تبارك وتعالى التي هي افضل البقاع ثم ان الإنسان طيلة ثلاثمئة وخمسة وخمسين يوما يكون مع الخلائق ماذا عليه لو انقطع عشرة ايام كما في حديث ابي هريرة في الصحيح ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه ولهذا كان بعض السلف يقول من اراد ان يخاطبه الله فليقرأ القرآن وتجعل نفسك انت المخاطب بالقرآن عن الخلائق وانشغل بكليته في طاعة الخالق ولهذا كان حقيقة الاعتكاف قطع العلايق عن الخلائق الخلوة بالخالق تبارك وتعالى فاعظم ما نغتنم به العشر الاعتكاف وذلك لان الاعتكاف يشمل فظل المكان الذي فيه المعتكف وهو المسجد ويشمل العبادات الاخرى التي ربما لا يستطيع القيام بها من ليس بمعتكف الامر الثاني ان نحرص كل الحرص على ان نصلي طيلة الليالي العشر هاي مينا ان لم نستطع فقاعدين وقد جاء عن الشايب ابن يزيد ان الناس في زمن عمر كانوا يقومون بالمئين يعني يقرأون في الركعة الواحدة مئتي اية فاكثر قال بالمئين يقوم بالمئين حتى ان احدهم يعتمد على العصي فاذا كان الانسان يريد ان يغتنم العشر فليغتنمها بالصلاة واذا لم يستطع ان يجعل الليل كله صلاة فلا بأس ان يجعل اغلبهم ان لم يستطع ان يقوم في مرض او علة فلا بأس ان يقعد ويصلي واذا جاء وقت الركوع قام وان لم يستطع القيام وقت الركوع ركع وهو جالس وسجد وهو جالس وصلاة القاعد على النصف من صلاة القائمين في السنة ويجوز ولو بغير عذر ان يصلي قاعدا الا انه اذا صلى قاعدا بلا عذر وكل اربع ركعات كركعتي القائمين اجرا. لانه لا عذر له الامر الثالث الذي ينبغي ان ننشغل به في هذه العشر الدعاء ولهذا قالت عائشة الصديقة رضي الله عنها يا رسول الله ارأيت مين وافقت ليلة القدر وفي بعض الروايات ارأيت ان رأيت ليلة القدر فما اقول قال صلى الله عليه وسلم قولي اللهم انك عفو تحب العفو واعفو عني رواه الامام احمد في المسند والترمذي في جامعه قال عنه الامام الالباني صحيح وهذا الحديث من اجمع انواع الادعية فان الانسان اذا رزق العفو فانه يكون بعيدا عن الذنوب واذا رزق العفو فانه يكون بعيدا عن الافات واذا رزق العفو فانه يكون بعيدا عن ما يسخط الله تبارك وتعالى. واذا رزق العفو في البدن كان بعيدا عن الامراض ونحوها فما اجمع هذا الدعاء يشمل جميع انواع العفو اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عني وعفو صفة من صفات الله تبارك وتعالى. والعفو ليس من اسماء الله عز وجل. وانما صفة من صفاته تبارك وتعالى يقول العلامة ابن رجب رحمه الله تعالى في شرحه لهذا الحديث وانما اه امر بسؤال العفو في ليلة القدر بعد الاجتهاد في الاعمال فيها وفي ليالي العشر لان العارفين يجتهدون في الاعمال ثم لا يرون لانفسهم عملا صالحا ولا حالا ولا مقالا ويرجعون الى سؤال العفو بمعنى ان الصالحين تشبهوا بالملائكة الكرام العابدين فانهم يسبحون الليل والنهار لا يفترون ومع هذا اذا كان يوم القيامة يقولون سبحانك سبحانك ما عبدناك حق عبادتك الرابع الذي ينبغي ان ننشغل به في هذه الليالي العشر ايها الاخوة الختمات القرآنية وقد جاءت الاثار الكثيرة في طول قراءة النبي عليه الصلاة والسلام في العشر الاواخر لا سيما مع مدارسته لجبريل عليه السلام وكذلك كان الصحابة رضوان الله عليهم يصلون القيام كما في زمن عمر. فاذا جاء العشر الاخير زادوا في الصلاة لانهم اذا زادوا في الصلاة يزيدون في قراءة القرآن وقد جاء في الحديث الحسن ان شاء الله وظعفه بعظ اهل العلم وهو حسن قال من قام بعشر ايات لم يكتب من الغافلين ومن قام بمئة اية كتب من القانطين ومن قام بالف اية كتب من المقنطرين ومعلوم ان القرآن كله ستة الاف مئتي واربعة ستة وثلاثين اية ستة وثلاثون ومئتي وبعد اربعة الاف فمعنى هذا لو قام بالف اية في كل ليلة معناه انه سيختم في اربع ليالي او في ثلاث ليالي ان شاء ينبغي لنا ان نخصص وان نزيد في الختمات في الليالي العشر كما ساورد بعظ الاثار عن السلف في هذا الباب الامر الخامس الذي ينبغي ان ننشغل فيه في هذه الليالي الفاضلة ذكر فاذا تعب الانسان من التلاوة من القيام يجلس ويذكر الله جل وعلا والامر ايها الاخوة ان نحسس انفسنا بفضل الذكر وعظمة الذكر فان الذاكر الله والذاكرات اعد الله لهم مغفرة واجرا عظيما ومن ذكر الله في نفسه ذكره الله في نفسه من ذكر الله في ملأ ذكره الله في ملأ خير منه ومن الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله وهذا من باب التدبر ومن اراد ان يخاطب الله فعليه من اراد ان يخاطب الله فعليه بالذكر والدعاء فانك انت اذا ذكرت الله او دعوت الله تخاطبه اذا قلت الله اكبر قال الله كبرني عبدي واذا قلت لا اله الا الله قال الله وحدني عبدي واذا قلت سبحان الله قال الله سبحني عبدي وهكذا والله يجيبك. واذا قرأت القرآن انت تجيب الله اذا قال الله اليس الله بعزيز الانتقام تقول بلى اذا قال الله اليس الله باحكم الحاكمين؟ تقول سبحانك بلى وهكذا اذا كنت في تدبر تعيش في هذا الباب فذكر الله مما ينبغي ان ينشغل به العبد في هذه الليالي العشر وهي اعني هذه الليلة العشر فرصة عظيمة لان تدرب على كثرة التلاوات وطول القيام وعلى الدعاء وعلى الذكر ولاسيما اذكار الصباح والمساء واذكار النوم سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر الامر السادس ان نجود بالصدقات فان ابن عباس يقول كان النبي عليه الصلاة والسلام اجود الناس واجود ما يكون في شهر رمضان حين يدارسه جبريل بالقرآن كما في الصحيح الامر السابع ان في هذه الليالي المباركة نغتنم هذه الليالي في ايصال الخير للغير وقد صح عن النبي عليه الصلاة والسلام انه قال لا نمشي في حاجة اخ لي فاقضي فاقضيها له احب الي من ان اعتكف في مسجدي هذا شهرا هذه بعض الامور التي ينبغي ان يعملها من يريد الحبور ويجتهد بها من يريد السعادة والسرور حتى يدرك العشر ويحصل الاجر ويكون ممن قام ليلة القدر ثم اختم البعض الاثار الواردة عن السلف الابرار في هذه ليالي العشر على وجه الخصوص ولنتذكر جميعا ان الايام والاجال تمضي ولنقتدي بسلفنا فلنغتنم العشر وعن القمة ابن قيس قال بت مع عبدالله بن مسعود رضي الله عنه ليلة فقام اول الليل ثم قام يصلي يعني من قطع من اول الليل فكان يقرأ قراءة الامام في مسجد حي يرتل ولا يراجع يعني يرتل ترتيلا ولا يراجل اي لا يرجع الى قراءة الاية مرة اخرى يسمع من حوله ولا يرجع صوته اي لا يقرأ قراءة ترتيل اه اه ترنم وكما يقرأه بعض الناس يقول حتى لم يبقى من الغلس الا كما بين اذان المغرب الى الانصراف منها ثم اوتر يعني بقي على طول القيام حتى بقي على مضي الليل شيء يسير جدا فاوتر ثم تسحر ثم ذهب الى صلاة الفجر وقال الشائب ابن يزيد كان القارئ يعني في عهد عمر رضي الله عنه يقرأ بالمئين يعني بمئات الايات حتى كنا نعتمد على العصي من طول القيام اذكر نفسي واياكم بما قاله بعض الشعراء اهل السنة يا رجال الليل جدوا رب صوت لا يرد لا يقوم الليل الا من له عزم وجدته كان بعض السلف في كل ليلة من ليالي رمضان يغتسل لينشط كما كان يفعل ذلك ابراهيم ابن يزيد ابن قيس النخعي وكان الامام ايوب ابن ابي تميم السختياني يغتسل كل ليلة يغتسل ليلة ثلاث وعشرين واربع وعشرين ويلبس ثوبين جديدين ويتطيب وكان ثابت ابن اسلم البناني تلميذ انس بن مالك وحميد الطويل تلميذ انس بن مالك يلبسان احسن لباسهما ويتطيبان ويطيبان المسجد بالنظوح الليلة التي ترجى فيها ليلة القدر وقال ثابت ايضا كان تميم الداري رضي الله عنه كان لتميمي الداري رضي الله عنه حلة يعني ثوب جميل وهو البشت او ما يشبه البشت اليوم اشتراها بالف درهم وكان يلبسها في الليلة التي ترجى فيها ليلة القدر قال سفيان الثوري رحمه الله احب قال سفيان الثوري رحمه الله احب الي اذا دخل العشر ان يتهجد بالليل ويجتهد فيه وينهض اولاده واهله للصلاة ان اطاقوا ذلك فهذا بعض احوال سلفنا الصالح بالعشر الاواخر ولنقتدي بهم وكان قتادة رحمه الله السدوسي الامام التابعي الجليل المفسر العظيم يختم القرآن كل سبع ليال مرة فاذا دخل رمظان ختم في كل ثلاث ليال مرة فاذا دخل العشر ختم في كل ليلة مرة وكان الامام وكيع بن الجراح الرؤاسي الكوفي يقرأ القرآن في رمضان في الليل ختمة وثلثا كل ليلة عنده ختمة وثلث ختمة لان الختمة تستغرق تقريبا ست ساعات ويبقى وقت فيكمل الثلث سواء كانت ختمته في الصلاة او خارج الصلاة. ومع هذا اي مع انه طول الليل يقرأ القرآن في الصلاة وفي خارج الصلاة حتى القرآن وثلث القرآن يعني معناه انه يختم اربعين يكفي ليلة واحدة اربعين جزء يقول الراوي ويصلي مع ذلك اثنتي عشرة ركعة من الضحى ويصلي من الظهر الى العصر لا اله الا الله وكان الربيع ابن خزيم رحمه الله وقد اصابه الشلل النصفي يهادى بين الرجلين ويؤتى به الى المسجد واصحابه يقولون له يا ابا اليزيد قد رخص الله لك يعني انك مريض لو صليت في البيت فيقول انه كما تقولون ليه رخصة ولكني سمعته ينادي حي على الفلاح فمن سمع منكم حي على الفلاح فليجبه ولو زحفا ولو حبوا ذكر الحافظ ابن كثير في ترجمة عمر رضي الله عنه قال كان يصلي بالناس العشاء ثم يدخل بيته فلا يزال يصلي الى الفجر ومعروف في ترجمة عثمان شهيد الدار رضي الله عنه انه كان ربما قام الليل بركعة واحدة يختم القرآن كله وكان ابو اسحاق السبيعي رحمه الله يقول يا معشر الشباب يا معشر الشباب جدوا واجتهدوا وبادروا قوتكم واغتنموا شبيبتكم قبل ان تعجزوا فانه قلما مرت علي ليلة الا قرأت فيها بالف اية بالف اية وكان بعض الصالحين يقف على بعض الشباب العباد اذا وضع طعامهم ويقول لهم لا تأكلوا كثيرا فتشربوا كثيرا فتناموا كثيرا فتخسروا كثيرا ولعل هذا احد من الاسباب ان النبي عليه الصلاة والسلام كان يواصل العشر الاواخر اليوم باليومين والثلاث ولا يفطر فاراد الصحابة رضي الله عنهم الاقتداء به وواصلوا فنهاهم عن الوصال وقالوا انك تواصل قال اني لست كيأتكم ابيت عند ربي فيطعمني ويسقيني ثم لما رأى حرصهم على الوصال قال من كان منكم مواصلا فليواصل الى السحر حتى لا يكون ضياع للوقت في الاكل ثم يترتب على ذلك النوم ويترتب على ذلك القضاء الحاجة والذهاب الى الخلاء لكن اذا كان وجبة واحدة بها قوام الانسان هي فطوره وهي سحوره واختم بما جاء عن ابراهيم ابن ادهم رحمه الله ان رجلا قال له اني لا اقدر على قيام الليل وصف لي دواء فقال لا تعصه بالنهار وهو سبحانه وتعالى يقيمك بين يديه في الليل فان وقوفك بين يدي في الليل من اعظم الشرف والعاصي لا يستحق ذلك الشرف هذا ما احببت ان يذكره في هذه الكلمة والله اسأل ان يعيننا واياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته. وان يرزقنا واياكم قيام الليالي العشر. كما يحبه ربنا ويرضى ويرزقنا ليلة القدر ويجعلنا من عتقاء الشهر وصلي اللهم وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. والحمد لله رب العالمين جزاكم الله خيرا وبارك فيكم ورفع قدركم في الدارين نستأذن مع فضيلتكم نعم تفضل احسن الله اليكم صاحب الفضيلة. خمس دقائق ها نعم طيب احسن الله اليكم صاحب الفضيلة هذه السائلة تقول آآ عندما بدأ رمضان شعرت بلذة العبادة وفجأة لا استطيع قراءة القرآن ولا صلاة الليل. والموعظة لا تؤثر في الا قليلا او تؤثر في في الحال فقط دائما انا غضبانة واسير ادب مع الاهل والاسرة وايضا غالبا عندما اغمض عيني او اسجد ارى صلبانا فبماذا تنصحونني يا شيخنا وقد وددت ان لا اكون موجودة في هذه الحياة نصيحتي لك ولغيرك وللمسلمين جميعا ان يتعلموا فان العلم اعظم ما يدفع وساوس الصدر ويمنع شياطين الانس والجن وما جاءك ما جاءك الا من قبيل القرين فانه تسلط عليك حتى اتركي العبادة والطاعة وانت على جهات وجاهدهم به جهادا كبيرا والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا فجاهدي نفسك الامارة حتى تتغلبي على قرينك الشيطاني انصحك لتغيير بعض الامور في حياتك فانه ما جاء كما جاءك الا بسبب اما البيئة التي انت فيها او الطريقة التي انت تسلكينها والانسان عليه ان يكون طبيب نفسي ويعرف من اي باب قد اوتي ومن اين جاءه سهام ابليس وان يعرف ما هي الطرق التي يرتقي بها حتى يصل الى مرضاة الله جل وعلا الاصل ان الانسان يتلذذ بالعبادة وكلما ازداد الانسان تلذذا بالعبادة والطاعة كلما ازداد رفعة ومقام فاذا ما وجد صدا فعليه باللج الى الله تبارك وتعالى اوصيك بان ترقي نفسك وان تكثري من الدعاء من قراءة والاكثار من قراءة اية الكرسي حتى يعصمك الله تبارك وتعالى احسن الله اليكم صاحب الفضيلة. هذا سائل يقول هل الافضل شيخ فريد قل قل يا شيخ فانا شيبت شيب ولكن لا تقل صاحب الفظيل احسن الله اليكم شيخنا اه هذا سائل يقول هل الافضل ان اصلي صلاة التراويح في المسجد بدون خشوع في البيت مع الخشوع الخشوع ليس هو المعيار للفضل وانما الفضل في الختمات فان كنت تريد ان تختم ختمات عدة في بيتك فهذا افضل. والا فالجماعة افضل احسن الله اليكم هذا او هذه السائلة تقول هل ليلة القدر تختلف باختلاف البلدان ليلة القدر لا تختلف باختلاف في البلدان على الصحيح من اقوال اهل العلم. وانما تختلف باختلاف السنوات وقد تكون في السنة الماضية في ليلة تسع وعشرين تكون في هذه السنة بداية سبع وعشرين. وفي العام الذي بعده في ليلة خمس وعشرين وهكذا تنتقل في العشر الاواخر احسن الله اليكم هذا سائل يقول يوصي بعض الناس بالصدقة وصلة الارحام وغير ذلك من العبادات في العشر الاواخر ليحصل العامل على اجر خير من الف شهر اذا تصدق بدينار واحد في كل ليلة فله اجر اكثر من الف شهر. فهل هذا صحيح لا اعلم ان الانسان يلتزم صلة الرحم لا سيما في هذه العشر بل اخشى ان يكون ذلك سبيلا من سبل اه الانشغال بالرحم والقيل والقال عن ما هو مخصص من الصلاة والذكر والعكوف في المسجد النبي عليه الصلاة والسلام اوصل الناس للرحم. ومع هذا كان يخصص العشر بالاعتكاف وكذلك الصدقة لا بأس ان الانسان يكون جوادا ويتصدق في العشر الاواخر من رمضان فيما يجود تجود به نفسه بما يجب كل يوم او كل ليل الامر فيه واسع. نعم يعني اجود الناس واجود ما يكون في رمضان والجود دليل الانفاق هذا اخر سؤال طيب احسن الله اليكم. السائل يقول ايهما افضل ختم القرآن من غير تدبر؟ ام القراءة بالتدبر اما في رمضان فختمات القرآنية ولو لم يكن فيها تدبر هو هدي السلف الصالح اما في غير رمضان فالتدبر فيه هو الافضل جزاكم الله خيرا وبارك فيكم ورفع قدركم ونسأل الله تعالى في ميزان الله لكم الضيافة. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته