الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد الحديث عن سير الصحابة الاجلاء رضوان الله تعالى عليهم حديث عظيم وهو داخل في عموم الحديث بسير السلف الصالحين وكان الامام ابو حنيفة رحمه الله يقول لانتم الى قراءة فقه السلف وسيرهم وادابهم احوج الى كثير من القراءة في الفقه وذلك لان نسير الصحابة الاجلاء والعلماء النبلاء يدلنا على كيفية التخلق والتأدب باداب واخلاق اهل العلم فينبغي علينا ان نتذاكر في سيرهم وفي تاريخهم ومعاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه هو من الصحابة الشباب الذين كان يعتز بهم كبار الصحابة اي نعم كان رضي الله تعالى عنه صغيرا في سنه لكنه كان كبيرا في علمه فالمدارسة في سيرته مدارسة في علم صحابي صغير السن عظيم الهمة كبير القامة هو معاذ ابن جبل الخزرجي ومعاذ بن جبل الاوسي الانصاري رضي الله تعالى عنه اسلم وهو في الثامنة عشر من عمره وشهد العقبة الثانية فهو احد النقباء الذين كان عبادة ابن الصامت رضي الله عنه يراهم اقدم واحظى من البدريين فنقباء الانصار لا شك انهم خيار الانصار كما ان السابقين من المهاجرين هم خيار المهاجرين وكان احد الثمانين رجلا الذين شهدوا العقبة الثانية ثم كان احد المبايعين بيعة العقبة مع صغر سنه واستغل صغر السن بالحفظ والعلم فاول ما درس بعد رجوعه وطفوله اخذ العلم على مصعب ابن عمير رضي الله تعالى عنه وهو اول سفير للاسلام في المدينة ومصعب كما تعلمون هو ايظا من شباب الصحابة لكنه قديم الاسلام وفيه دلالة على ان طالب العلم لا يأنف من طلب العلم ولو على صغار السن ما داموا كبارا في العلم ولما قدم النبي صلى الله عليه وسلم الى المدينة كان معاذ بن جبل ابو عبدالرحمن كنيته كان من اوائل الناس الذين تنوا ركبهم بالجلوس بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولزوم علمه عليه الصلاة والسلام وكان قبل ذلك قد حوى القرآن الذي كان يحفظه مصعب ابن عمير فما بقي شيء من القرآن الا وحفظه ما خلا ما لم ينزل ولما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة صار لابي عبدالرحمن معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه همة في طلب الحكمة والسنة لان العلم مبناه على الكتاب والسنة والكتاب الذكر والسنة الحكمة كما قال عز وجل في اية سورة الاحزاب واذكرن ما يتلى في بيوتكن من ايات الله والحكمة انزل الله عز وجل على نبيه صلى الله عليه وسلم القرآن وحيا متلوا وانزل عليه السنة وحي وحيا غير متلول فكل ما يقوله عليه الصلاة والسلام بل وما يفعله فان ذلك من الوحي وما قاله او فعله من غير وحي فاما ان يقره الله تبارك وتعالى فيكون وحيا تقريريا او يبين وجه الخطأ فيه بوحي من الله تبارك وتعالى كان معاذ بن جبل بقرابة العشرين ولم يبلغه ولم يكمله. لما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم كان شابا طويل القامة ابيض مليح الوجه حسن الشعري اكحل العينين حتى قيل انه كان من اضواء اهل المدينة ومن اجمل شبابها ولكن لم يشغله جماله ولا خياله عن العلم بل اتصف بصفات الكمال من اول اسلامه فكان رضي الله تعالى عنه مشهورا بالسماحة معروفا بالخير لاسيما مع اقرانه واعترابه فضلا عن بذله في سبيل خدمة النبي صلى الله عليه وسلم وخدمة كبار الصحابة رضوان الله تعالى عليهم وكان معاذ ابن جبل رضي الله تعالى عنه له الحظوة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم واذا تأملنا فيما ورد لا نجد سببا لهذه الحظوة من حيث النسب والحسب وانما كانت هذه الحظوة لما اتصف به ابو عبدالرحمن معاذ بن جبل من الصفات الحميدة العظيمة شاب في مقتبل العمر همه وغمه كيف يحفظ القرآن والسنة لا يضيع وقته في قيل وقال قليل الكلام كثير التأمل عظيم التدبر كان رضي الله تعالى عنه لا يشغله الصفق في الاسواق ولا الحرث والجمال في الزروع والثمار عن ملازمة رسول الله صلى الله عليه وسلم وصل الى مرتبة ان النبي صلى الله عليه وسلم خصه بالاقراء. كما ففي حديث انس في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال خذوا القرآن من اربعة خذ القرآن من اربعة اي من اربعة رجال عبدالله بن مسعود وبدأ به سالم المولى بحذيفة ومعاذ ابن جبل وابي ابن كعب شيخ فهد تعال لي انا طالبك لما نتأمل ان النبي صلى الله عليه واله وسلم بدأ بعبد الله بن مسعود فندرك انه كان من كهول الصحابة ومن المقدمين في الاسلام مع ما كان عنده من الاقراء حتى قال عليه الصلاة والسلام من اراد ان يقرأ القرآن غضا طريا كما انزل فليقرأ بقراءة ابن ام عبد وثنى بسالم مولى بحذيفة مع انه كان شابا لكنه مهاجري قديم الاسلام وثلث بمعاذ ابن جبل وهو الاول في الانصار في هذا الحديث لكونه كان مقدما بالحفظ والعلم والفقه ولكونه كان شابا ملما مدركة واخر ابي بن كعب مع انه من كهول الانصار وهذا التقديم والتأخير يدلنا على عظيم علم معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه وهذا يدل على ان العلم مبناه على الحفظ ومبناه على الفهم حفظ المنزل وفهم المنزل كما قال جل وعلا عن الحفظ بل هو ايات بينات في صدور الذين اوتوا العلم وقال عن الفهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم فمعاذ ابن جبل رضي الله تعالى عنه صار له هذه الحظوة ان النبي صلى الله عليه واله وسلم امر الصحابة ان يقرأوا وان يأخذوا العلم والقرآن منه فلا غرو اذا ان يخلفه النبي صلى الله عليه وسلم بعد فتح مكة في مكة ليعلم الناس القرآن والسنة فتأملوا هذه المكانة العظيمة الفخر ان يحبك رسول الله صلى الله عليه وسلم وكيف تعلم ان الله يحبك باتباع النبي صلى الله عليه وسلم وكيف تعلم ان النبي صلى الله عليه وسلم يحبك بالذب عن سنته عليه الصلاة والسلام حسب قراءتي وتتبعي لم اجد ان النبي صلى الله عليه وسلم خلف مهاجريا في مكة ولعل ذلك حتى لا يرجع القهقرة في هجرتهم. لكنه ذكر في كتب السير والتاريخ ان النبي صلى الله عليه وسلم امر معاذ ابن جبل بعد فتح مكة ان يمكث في مكة فيقرئ الناس القرآن. فتأملوا هذه مكانة عظيمة معنى هذا الكلام اذ كان فتح مكة سنة ثمان من الهجرة معاذ بن جبل معنى ذلك انه كان في عمر الثامنة عمر الثامنة والعشرين وهو يقرأ الناس القرآن في مكة في ام القرى بالبلدة التي ابتدأ نزول القرآن فيها هذي حظوة عظيمة بلغه رضي الله تعالى عنه بعد فضل الله ورحمته بجهدك واجتهاد وزهدي وورع وبذل عطاء حرص لما ينظر للانسان كهول الصحابة من الانصار متوافرون فلماذا قدم معاذ بن جبل لعلمه لحلمه فينبغي علينا ان نجتهد لا يقولن احد يستصغر نفسنا شاب فان الذي يقدم الانسان علمه عند الله عز وجل اولا وفي دين الله عز وجل ثانية ثم عند خيار الناس ثالثا كما قدم النبي صلى الله عليه وسلم حبه وابن حبه اسامة بن زيد في رئاسة غزوة غزوة الروم وهذا دليل على ان الانسان الذي يبلغ من العلم لا ينظر الى صغره فلا تعجبن اذا كان الشافعي قد جلس للافتاء بعد العشرين او جلس ابن تيمية للافتاء بعد الخامسة عشر من عمره لان العبرة بالحفظ والفهم وشهادة المشايخ والاساتذة فاذا كان فاذا كانت العبرة بشهادة المشايخ والاساتذة فلن يجد احد اعظم من شهادة رسول الله صلى الله عليه وسلم كما شهد لمعاذ بن جبل قد روى ابن حبان في صحيحه حسنه بعض اهل العلم وضعفه اخرون والصواب انه حديث حسن وهو حديث طويل مبتدأ ارحم امتي بامتي ابو بكر الى ان قال واعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل تأملنا مقارنة معاذ بن جبل الصحابة فنجد ان ذلك لمزيد عناية عنده بالاحكام وهذا يعني انه لا بأس ان يتخصص الانسان من نعومة اظفاره ببعض العلوم الشرعية تواع في القراءات او في الفقه الذي هو الاحكام وفي العقائد وفي الحديث او او الى اخره هذه شهادة عظيمة وروي ايظا انه يقدم العلماء برمية حجر معاذ بن جبل يقدم العلماء برمية حجر وهذا الحديث ينصح فليس بينه وبين فضل ابي بكر وعمر وبقية الصحابة من تعارظ لان المقصود انه يقدم العلماء الشباب برمية حجر هذا المقصود ومما يدلنا على انه كان عظيم العلم ان النبي صلى الله عليه وسلم بعد قفوله من غزوة تبوك ارسل معاذ بن جبل الى اليمن ارسله عالما معلما فقيها مفتيا وحاكما وقاضيا وامره عليه الصلاة والسلام ان يتآخى مع ابي موسى الاشعري وابو موسى الاشعري بالنسبة لمعاذ بن جبل يعتبر من الكهول وكان اكبر سنا من معاذ ابن جبل لكن ابا موسى كان يقدم معاذ بن جبل لما يعلم من علمه وحفظه ولما يعلم من مكانته عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاء في الاحاديث في الصحيح وغيره انه لما قدم اليمن وجد ابا موسى الاشعري رضي الله عنه وعنده رجل مربوط فسأل عنه معاذ ابن جبل ما له فقال ابو موسى او قيل له هذا رجل يهودي اسلم ثم ارتد فقال له ابو موسى اجلس فقال معاذ رضي الله عنه والله لا اجلس يرحمك الله حتى تقيم عليه الحد وهذا ايضا من فقهه ومن عظيم حزمه وعزمه رضي الله تعالى عنه ولما اراد النبي صلى الله عليه وسلم ان يرسله الى اليمن وصل مكانة وصلت مكانته ودرجة معاذ عند النبي صلى الله عليه وسلم انه اعلمه بحبه اياه نحن قد نقول لمشايخنا الذين يكبرون سننا وعلمنا والله انا لنحبك لكن ان يقول الاكبر للاصغر والله اني لاحبك فهذه نعتبرها وسام وشهادة فخر فكيف ان كانت هذه الشهادة من رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي حبه في الله فان احب انسان فنعلم انه بلغ مرتبة عند الله جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلن حبه له يقول معاذ رضي الله عنه مسك النبي صلى الله عليه وسلم بيده يعني كفه في كف رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال لي يا معاذ والله اني لاحبك الله اكبر كون الانسان يحب النبي صلى الله عليه وسلم كون الانسان قبل ذلك يحب رب العالمين هذا امر ليس فيه مفخرة لانها عبادة ان الفخر ان يحبك الله والقيام بنشر هذه السنة المباركة ودعوة الناس اليها وبذل المهج دونها واسترخاص الغالي والنفيس لاجلها والله اني لاحبك ثم وصاه بوصية عظيمة قال لا تدعن دبر كل صلاة ان تقول وفي بعض الالفاظ لا تدعن في دبر كل صلاة اي في اخر كل صلاة. يعني قبل السلام اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك فهذه من الادعية الجامعة التي ينبغي للعبد ان يدعو بها قبل السلام كما قال عليه الصلاة والسلام ثم ليتخير من الدعاء اعجبه اليه. فالنبي صلى الله عليه وسلم اعجب بهذا الدعاء فاعلمه حبيبه اعلمه حبيبه ان يقول بهذا الدعاء قبل السلام وجاء في الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم وهو يرسل معاذا الى اليمن قال له يا معاذ انك تأتي قوما من اهل الكتاب فليكن اول ما تدعوهم اليه شهادة ان لا اله الا الله فيه دلالة. على عظيم علمي. عليكم السلام. على عظيم علم معاذ ابن جبل وانه قادر على اهل الكتاب ودعوتهم بالحكمة ومع ذلك بين له الرسول صلى الله عليه وسلم الاولوية في الدعوة الى الله عز وجل وان اول واعظم واس ما ينبغي ان يدعو اليه التوحيد ثم الصلاة ثم الزكاة وانه ينبغي عليه ان يبتعد عن المظالم وبمناسبة واتق دعوة المظلوم اقول يا طالب العلم اذا اردت ان تقتدي بمعاذ ابن جبل فاخلي قلبك من الشواغل الحقد والحسد والغل والكبر وابتعد عن ظلم الناس فان من المعوقات من معوقات طلب العلم الظلم اذا ظلمت انسان فانت وضعت بينك وبين العلم معوق لا تظلمه لا بنظرة ولا بكلمة فضلا عن فعله فضلا عن انفعال واتق دعوة المظلوم ذهب معاذ بن جبل الى اليمن ومكث كما امره النبي صلى الله عليه وسلم متنقلا بين مداين اليمن مدينة مدينة معلما حتى اذا انتهى المدة التي امره النبي صلى الله عليه وسلم يمكث فيها رجع الى المدينة ولما رجع الى المدينة وجد ان النبي صلى الله عليه وسلم قد مات بايام فحزن حزنا شديدا رضي الله تعالى عنه كيف لا يحزن ومصاب النبي صلى الله عليه وسلم اعظم مصاب لكل الامة فكيف برسول الله صلى الله عليه وسلم ومصاب معاذ بن جبل بالنبي صلى الله عليه وسلم اعظم من مصاب غيره من المسلمين به من جهة كونه حبيبه من جهة كون النبي صلى الله عليه وسلم حبيبا لمعاذ ابن جبل وانه مات ولم يره فما كان منه الا انه وجد ان خير وسيلة واقرب طريقة لوصال رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذهاب الى الدعوة والقيام بالجهاد فاستأذن خليفة رسول الله الصديق رضي الله تعالى عنه بان يذهب الى الشام ويكون مع المجاهدين فاذن له الصديق فوصل الى جند الشام وكان مع المجاهدين في معركة اليرموك وكان من اعظم الناس تعليما للمجاهدين ودعوة للمهتدين حتى قيل انه كان قليل النوم ليلا كثير القيام وكان قليل الفطر في النهار عظيم الصيام وهذا يظهر عند مماته ولما فتح الله عز وجل بلاد الشام واستقر الامر في الشام امر امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه معاذ ابن جبل ان يكون معلما للناس في الشام فكان من اعظم المعلمين في الشام للمسلمين من معلم الصحابة يعلم الناس القرآن والسنة وكان ابو عبيدة وهو امين هذه الامة كما تعلمون واحد العشرة المبشرين بالجنة حظيا بمعاذ ابن جبل محبا له متكئا عليه مستندا اليه يحب صحبته وخلته وقد استفاد من معاذ بن جبل في الشام اناس كثيرون حتى قال بعض العلماء ان جل علم اهل الشام انما هو من معاذ بن جبل وابي الدرداء وابي عبيدة ومن في طبقتهم فلما وقع الطاعون في الشام طاعون عمواس وكان مبتدأ الطاعون في السنة الخامسة عشر او اخر الرابعة عشر من الهجرة من خلافة عمر رضي الله تعالى عنه مات ابو عبيدة رضي الله تعالى عنه بهذا الطاعون فعلم عمر بذلك فامر معاذ بن جبل ان يكون اميرا على الشام ولم يمكث معاذ رضي الله عنه الا قيل عشرين يوم وقيل اكثر من ذلك بقليل واصيب بالطاعون واصيبت الامة بفقد عالم من علمائها الشباب توفي معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه في السنة الثامنة عشرة من الهجرة بعد ان اصيب هو واهل بيته في الطاعون وكان عنده عبدالرحمن وعنده بنيك اسمها ام عبدالله وله زوجتان اصيبوا كلهم بالطاعون فماتوا لكن معاذ بن جبل لم يمت فان علمه حي بين العلما بل وبين عامة المسلمين في كل بلد وفي كل زمان معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه كان ملجأ كاسمه لطلبة العلم للوريعين الزهاد وكان جبلا في العلم كسب ابيه يقول احد التابعين دخلت مسجد حمص فاذا انا بفتى حوله الناس العرب اذا جاوز الانسان الاربعين ما يسمونه فتى يسمونه كهل قبل ذلك يسمونه فتى وشباب قال فاذا انا بفتى يعني بثمانية وعشرين في الثلاثين حوله الناس جعد قطط فاذا تكلم كأنما يخرج من فيه نور ولؤلؤ طبعا يشبه الكلمات بالظياء واللؤلؤ يشبه الحكمة وهذا تشبيه بليغ فقلت من هذا؟ قالوا هذا معاذ بن جبل هذا وصف لاحد التابعين لمعاذ ابن جبل رضي الله عنه وقال فيه ابو ادريس الخولاني عائد الله راوية حديث ابي ذر الحديث المرفوع القدسي يا عبادي اني حرمت الظلم على نفسي يقول ابو ادريس الخولاني رحمه الله وهو من احد الطلبة الذين تأثروا بعلم معاذ ابن جبل واخذوا عنه يقول اتيت مسجد دمشق لاحظوا ذاك قال حمص وهذا قال دمشق مما يدل كان معاذ بن جبل كان ينتقل للتعليم بين حمص ودمشق وبين نابلس وبين الاقصى كان ينتقل يقول اتيت مسجد دمشق فاذا حلقة فيها كهول من اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كبار السن متجاوزين الاربعين واذا شاب فيهم يعني في حلقات للكهول وفي حلقة فيه شاب واذا شاب فيهم اكحل العين براق الثنايا كلما اختلفوا في شيء ردوه الى الفتى يقول فسألت عنه احد الجلساء فقال هذا معاذ بن جبل رضي الله عنه وصل علمه الى هذه المرتبة معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم نعم الرجل معاذ ابن جبل هذا وحدة كافية على ما ذكرناه من فضائله رضي الله تعالى عنه اما سناء الناس عليه فيكفي ان انقل لكم بعد ما ذكرت من ثناء رسول الله صلى الله عليه وسلم ما جاء عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهذا يدلنا على زهده وورعه رضي الله تعالى عنه جاء ان عمر ابن الخطاب رضي الله عنه اعطى صرة فيها اربع مئة دينار لغلام له قال له خذ هذا الى معاذ ابن جبل وانظر ماذا يفعل فذهب الرجل واعطى الدنانير والدراهم لمعاذ ابن جبل فصار معاذ بن جبل يوزعها حتى لم يبقى الا شيء يسير فقالت زوجته رحمك الله لو ابقيت لنا شيئا فانا لم نأكل منذ كذا وكذا فقال لها لو قلتي هذا قبل هذا فلم يجد الا دينارين الا درهمين ما هو دينارين. درهمين فابقى ذلك لاهلي فرجع الغلام الى عمر رضي الله تعالى عنه ففرح بذلك عمر رضي الله تعالى عنه وسر بذلك وهذا يدلنا يا الاخوة على عظيم زهده اما ورع معاذ بن جبل فنقل في ورعه شيء غريب من ذا الذي يطيق ذاك روي عنه انه كان له زوجتان كان لا يشرب ماء عند احدى زوجتيه اذا لم يكن يومها حتى الماي ما يشرب هذا ورع عجيب ومن ورعه وهذا يدلنا ايها الاخوة على ان الانسان يجب ان يجعل العلم حاكما عليه في كل الظروف لفرحه وسروره بحزنه في يوم وفاة اهله ماتت الزوجتان في يوم واحد وفي نفس الوقت تصوروا من ورعه ما قال هذي كبيرة وهذي صغيرة هذي لا اقرع بينهما ايهما يدفنها اولا شيء عجيب حتى في هذه المسائل كان بهذه المثابة رضوان الله تعالى عليه وكان رضي الله عنه لما حضر الطاعون اصيب الناس ولم يصب هو ولا ال بيته شيئا وكان مستجاب الدعوة. معاذ ابن جبل وكان الناس يعرفون ذلك منه فجاءوا اليه وطلبوا منه وهذا في اخر وقت الطاعون ان يدعو الله عز وجل حتى يرفع الله الطاغوت يقولون انه دعا الله عز وجل لكن ضمن الدعوة قال اللهم واجعل لال معاذ من هذا الوباء نصيبا فما انتهى من دعائه الا خرجت بثرة فيه وفي عياله وفي زوجته اصيبوا كلهم بالطاعون وكانوا يرون ان الطاعون بلية وكان الناس يقولون هذا الكلام له فقال رضي الله تعالى عنه كلمته المشهورة العجيبة انه يقول للناس ايها الناس لا تسبوا الطاعون فاني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول انها شهادة ثم طلب الشهادة ولما حضرته الوفاء كأن بعض الناس احس منه انه يوادعهم فقال له ما تقول؟ قال والله ما احب البقاء في الدنيا الا لثلاث تأملوا لاي شيء يحب البقاء للتزين والتجمل للاستكثار من الدنيا لا والله قال ما احب البقاء في الدنيا الا لثلاث قالوا وما هي قال صوم الهواجر يعني في القيظ يصوم بالصيف وقيام ليالي الشتاء طويلة وملاقاة الاخوان يعني الاحبة ما احب البقاء الا لهذه المقاصد الثلاث تأمل ان الانسان كيف يجعل حياته لله عز وجل؟ حتى حبك للحياة لا تجعلها الا لمقصد شرعي مو والله عشان عيالي يكبرون عشان بنياني يتم عشان اشوف احفادي بعض الناس يقول اه حتى في دعائه يقول يا ربي تبقيني بس عشان اشوف عرس ولدي عجيب والله مطلب غريب هؤلاء جيل لا لم يكن ولا يكون مثله كيف هم تلامذة اعظم المعلمين محمد صلى الله عليه وسلم يقول فيه جابر بن عبدالله رضي الله تعالى عنه كان معاذ ابن جبل كان معاذ بن جبل احسن الناس وجها. واحسنهم خلقا واسمحهم كفة. يقول عنه عبد الله ابن مسعود وهو اكبر منه سنا بكثير يقول ان معاذ بن جبل كان امة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين كان يعلم الناس الخير وكان مطيعا لله ولرسوله سبحان الله شيء عجيب لما خرج معاذ بن جبل الى الشام قال عنه عمر خرج معاذ الى الشام لقد اخل خروجه بالمدينة واهلها في الفقه وما كان يفتيهم تأملوا هذا الامر العظيم معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه عالم توفي ولم يتجاوز السادسة والثلاثين من العمر لكن علمه عظيم يقول عنه ابو نعيم الاصفهاني وبه نختم هذه السيرة المباركة العطرة يقول ابو نعيم الاصفاني اصفهاني عنه كان ابو عبد الرحمن معاذ بن جبل المحكم للعمل التارك للجدل يعني كان يخبر بالحكم لا يجادل ما يناقش مقدام العلماء امام الحكماء مطعم الكرماء القارئ القانت المحب الثابت السهل السري السمح السخي المولى المأمون الوفي المصون رضي الله تعالى عنه وارضاه والحقنا به وجعلنا على طريقته بالعلم والعمل وصل اللهم وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين