ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره. ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا. من الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمد ان عبده ورسوله يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته. ولا تموتن الا وانتم مسلمون. يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام ان الله كان عليكم رقيبا. يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا ايه ده يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما. اما بعد فان اصدق الحديث كتاب الله. وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم. وشر الامور محدثات وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار. ايها الاخوة الافاضل اشكر الاخوة في زاد المسلم على استضافتهم لي مع نخبة من المشايخ الفضلاء وطلبة العلم النجباء. لالقاء محاضرة بعنوان موقف المسلم من احزان تمام وان كان العنوان غريبا لكن لهذه المحاضرة مناسبة للوقت الذي يمر العالم الاسلامي به. وذلك لتوالي الاحزان وتعاقب المصايب. في مختلف البلدان فتلك مصيبة اصابت غرب العالم الاسلامي في الزلزال العظيم اللي الذي اصاب اهل المغرب واخرى زلزال عظيم اصاب المسلمين في شرق العالم الاسلامي في افغانستان ثم توالت مصيبة الفيضانات في ليبيا فضلا عن مصائب المسلمين التي جراء العنصرية في الهند وفي الغرب. فضلا عن مصايب المسلمين. التي عظمت بسبب الحروب كما في والان كما في فلسطين وفي غزة على وجه الخصوص وقبل الحديث عن موقف المسلم من الاحزان لا بد ان ننتبه ان الفرح والحزن امران طبعيان. والفرح بالايمان والعبادة وطاعة الرحمن امر شرعي لذلك قال جل وعلا وبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون اما الحزن في نفسه ليس مأمورا به شرعا ولا هو مطلوب بل المطلوب شرعا البعد عن اسباب. لا سيما اذا كان هذا الحزن ينتج عن تضجر على القدر او تسخط على الواقع المر. فان ذلك يعني التسخط على قضاء الله وقدره حين يفوت الانسان شيء من محبوباته. او يتوقع حدوث مكروه فانه يصاب بالغم ويذهب عنه الفرح ولو مؤقتا. وهذه الحال التي تصيب الانسان وتسمى عند علمائنا النفس والطبع بالحزن لا شك ان ان نوطن انفسنا فيما يقدره الله تبارك وتعالى عليه. لان الدنيا دار قدر ولو شاء الله جل وعلا ان يجعلها دار فرح لجعلها كما جعل الجنة دارا قال فيها لابينا ادم عليه السلام ان لك الا تجوع فيها ولا تعرى وانك لا تظمأ فيها ولا تضحى ولكن الله سبحانه وتعالى بحكمته قدر في الدنيا هذه الامور من الاكدار وهي من من الحكم البالغة. فهو سبحانه الذي قدر هذه الامور فاظحك وابكى. وانه هو اظحك وابكى ينبغي علينا ان نوطن انفسنا ان هذه الدنيا لا تدوم على حال. تتقلب باهلها. بين عز وذل فكم من اناس كانوا اعزاء امسوا اذلاء. وكم من اناس كانوا في مأوى اصبحوا مطرودين. وكم من انسان كان في عافية اصبح او امسى في مرض وشدة وفاقة. فمهما كان لابد ان ندرك ان الدنيا كذلك ونبلوكم بالشر والخير فتنة والينا ترجعون. هذه حال الدنيا. ولذلك من اسمائها الدنيا. قيل من دنائتها او من دنوها وقربها ان سرت دهرا ساءت يومه وان ساءت يوما ساءت دهرا هكذا تقدير الله بالابتلاء طبعت على كدر وانت تريدها صفا من الاقذاء والاقدار هذا امر يكاد يكون من المستحيل ولو كان العيش في الدنيا ممكنا من اه ممكنا خاليا من الاقذار والاكدار لعاشها خيرة خلق الله عز وجل. بل كملوا في احوالهم يجد ان الله جل وعلا اجرى عليهم من تقديره ما يشق على عامة الخلق ان يتحملوه ولذلك قال عليه الصلاة والسلام اشد الناس بلاء الانبياء ثم الامثل فالامثل. اذا كان الامر كذلك فان الامر الطبعي من الحزن مقدر يعتري الانسان ولذلك يقال هذا حزن فطري والذي لا يحزن ولا يقال قلبه من الحجر ولكن ينبغي علينا ان نتأمل ان الله سبحانه وتعالى هو الذي قدر المقام يقول عكرمة في قوله تعالى وانه واضحك وابكى يقول ليس احد الا وهو يفرح ويحزن. ولكن اجعلوا الفرح شكرا والحزن صبرا ولهذا لا ينكر على العبد ان يحزن اذا توافرت اسباب الحزن لكن المذموم قطعا هو الاستسلام لحالة الحزن بحيث يغلب على صاحبه وينقطع او ينعزل او يسخط او يصاب بالامراض النفسية او العضوية بل قد يتمكن الحزن من صاحبه حتى يقتله نسأل الله العافية قد كان نبينا صلى الله عليه وسلم يتعوذ بالله من الحزن فكثيرا ما كان يقول اللهم اني اعوذ بك من الهم والحزن كما في الصحيحين واذا كان الله جل وعلا نهانا عن الحزن فمعنى ذلك ان نتجنب اسباب الحزن وهي كثيرة ومتعددة قد يكون الحزن بسبب فوات شيء من الدنيا قد يكون لتوقع مكروه في المستقبل وقد يكون بسبب مرض او فقد عزيز او حبيب. وقد يكون لتسلط الاعداء وغلبتهم واستهزائهم بالمؤمنين وغير ذلك من الاسباب قد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يحزن بسبب اعراض الكافرين واستهزائهم واقوالهم الفاجرة قال الله تعالى قد نعلم انه يحزنك الذي يقولون وقال فلا يحزنك قولهم انا نعلم ما يسرون وما يعلنون وقال ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر وقال جل وعلا يا ايها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر ففي هذه الايات ونحوها النهي عن الحزن وان الشيطان يريد ادخال الحزن على المؤمنين ويحرص على ذلك اشد الحرص لماذا؟ ليشغله ليشغلهم عن امورهم العظيمة من جهة وليدخل عليهم التسخط على القدر من جهة اخرى وليدخل عليهم الشك في دين الله عز وجل واياته. ووعده ووعيده من جهة ثالثة. ولهذا قال جل وعلا مبينا سببا وخطة من خطط ابليس في ادخال الحزن على المسلمين انما النجوى من الشيطان ليحزن الذين معلومة وليس بضارهم شيئا الا باذن الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون والحزن ايها الاخوة في نفسي مدحضة يسهل على ابليس ايقاع الناس بسببه فيما يريد من شرك او كفر او بدعة او معصية او تفرقة ومن تأمل حال واقع الناس وجد هذا واقعا. فذاك الذي اصيب بالحزن ينادي ويصرخ واويلاه لماذا انا من دون الناس ولا يدري المشركين ان كلمته تلك تضجر على قدر الله جل وعلا. فالشيطان يستغل الهفوة والزلة ليوقع العداوة بين المؤمنين ليحزنهم ويفسد ذات بينهم وقد حذر الرسول صلى الله عليه وسلم من كل ما يمكن ان يستغله الشيطان للوقيع ذات البين ولو كان شيئا يسيرا قد لا ينتبه له احدنا فقال صلى الله عليه وسلم اذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون الاخر حتى تختلط بالناس من اجل ان يحزنه. رواه مسلم ومن اساليب ابليس في الحزن الرؤى قال صلى الله عليه وسلم وهو يذكر انواع الرؤى قال ورؤيا هو زين من الشيطان متفق عليه واما اعراض الحزن فهي ايضا مختلفة باختلاف الناس. ومن اهمها ظيق الصدر وسرعة الانفعال والغضب وطول التفكير وضعف الثقة بالدين وبالاخبار القرآنية والايات المنزلة وبالاحاديث النبوية حتى يقول المحزون متى نصر الله ولا يدري ان نصر الله قريب. ولو اكمل الاية لعلم ان نصر الله قريب حتى يقول المحزون متى الفرج من الله ولا يدري المحزون ان الكرب معه الفرج ويدخل في اعراض الحزن قد يدخل في الانسان امور تؤثر على عقله وبدنه ونفسه بل وعلى اولاده واهله بل وعلى اصحابه وخلانه واجتماعه هذه بعض الاعراض النفسية المؤثرة التي تخلفه الحزن في الانسان. اما الاعراض البدنية ان الاطباء النفسيين يتفقون ويقولون ان الحزن يأتي بالاجهاد البدني والخمور ويأتي بصداع في الراس وو الى اخره ولذلك ايها الاخوة اظرار الحزن النفسية والبدنية كثيرة لذلك نهى الشارع الحكيم عن استمراء الحزن حتى قال عليه الصلاة والسلام لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الاخر. ان تعتد على احد فوق ثلاث الا المرأة على زوجها بعد اشهر وعشرة. تحملوا هذا الهدي النبوي العظيم. ولذلك يا ام حبيبة ام سلمة وغيرها وغيرهن من امهات المؤمنين والصحابيات كن يكن في الحزن لموت الاب والاخ والابن وبعد ثلاثة ايام تقوم احداهن وتكحل عينها قد كانت في الجاهلية ربما جلست السنة والسنتين والثلاث والاربع لا تضع شيئا في عينها اظهارا للحزن على حبيبي فتأملوا كيف انقلبت الاحوال. لذلك ايها الاخوة لا نستغرب ابدا ان الشارع الحكيم هانا عن الاستمراء في الحزن حتى قال بعض حذاق الاطباء ان الزهايمر المبكر من اسبابه الحزن الشيخوخة المبكرة من اسباب الحزن الاصابة بالامراض المزمنة الخطيرة كتعطل البنكرياس وغيره من اسبابه الحزن وبناء على ذلك ايها الاخوة فلا بد للانسان ان يبحث عن موقفه الصحيح من الاحزان. سواء كانت من احزان زماننا هذه او مما يستقبل لاننا للاحزاب فلسنا في دار الفرح والسرور ولابد ان نبحث عن علاج الاحزان والحزن. واول ذلك عدم الاستسلام للحزن ايا كانت اسبابه ودواعيه وعدم استجراء معه ولهذا قال جل وعلا ولا تهنوا ولا تحزنوا. وانتم الاعلون ان كنتم مؤمنين. تحملوا معي ان الذين قتلوا في غزوة بدر سبعين من الصحابة وكسرت رباعية النبي صلى الله عليه وسلم وشج وجهه حتى الشيعة بين الناس انه قد مات او قتل ومع ذلك انزل الله ولا تهنوا ولا تحزنوا وانتم الاعلون ان كنتم مؤمنين ثانيا الانشغال بزيادة الايمان فكلما قوي ايمان العبد ظهر استسلامه وانقياده لقضاء الله وقدره وعلم ان ما اصابه او ما يصيب الكون لم يكن ليكون خلافه لم يكن لذلك بعض الناس يقول فلان تسبب بكذا فلان تسبب بكذا ما هو الا سبب انت قلت تسبب لكن الامر مقدور فلماذا انت تشغب في الامر المقدور؟ ابحث في الامر الشرعي المقدور عليه ولا تشغب في الامر المقدر الذي وقع فانه لو اجتمع الانس والجن على ان يرفعوه ما كان لهم ان يرفعوه لكن لان الخائضين لا سيما مع وجود التواصل اليوم او وسائل التواصل يتكلم فيه كل احد وكل من هب ودب فتجد الكلام الكثير في من قيل وقال لكن زيادة الايمان من اعظم وسائل دفع الاحزان. ولذلك النبي عليه الصلاة والسلام ماذا قال في الهرج؟ قال العبادة في الهرج كهجرة اليه لو نتأمل ما الحكمة في ان العبادة في الهرج كهجرة اليه صلى الله عليه وسلم من الحكم ان الانشغال قال بالعبادة من اعظم اسباب زيادة الايمان من عمل صالحا من ذكر او انثى ومؤمن فلنحيينه حياة طيبة. تأمل ربط الحياة الطيبة العمل الصالح بالعمل الصالح. ولنجزينهم اجرهم باحسن ما كانوا يعملون. فاخبر سبحانه وتعالى ووعد من جمع بينهم من الايمان والعمل الصالح بالحياة الطيبة في هذه الدار وبالجزاء الحسن في هذه الدار وفي دار القرار السبب الثالث ايها الاخوة الاكثار من الذكر فانه من اعظم الاسباب الدافعة للاحزان الواقعة لا سيما الحوقلة لا سيما الحوقلة فانها كنز من كنوز الجنة كما قال النبي عليه الصلاة والسلام وربنا جل وعلا يقول عن الذاكرين الذين امنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله الا بذكر الله تطمئن القلوب رابعا تجنب اسباب الغضب والتحلي بحسن الخلق وسعة الصدر وتربية النفس على دفع السيئة بالحسنة والعفو والصفح والتحلي بمكارم الاخلاق. ندفع احزان زماننا بالعلم بان الحزن غير نافع احزن ما شئت ما الذي تنفعك به نفسك او تنفع من حولك او تنفع المحزون عليه. ما الذي تنفعه؟ فكر في المنفعة سادسا العلم بان الحزن يؤدي الى مصائب اخرى بدنية ونفسية واجتماعية ودينية سابعا العلم بان الحزن منهي عنه شرعا لا سيما الاستمراء معه. ثامنا الحذر من رؤية الدنيا الحذر من النظرة ومن رؤية الدنيا من جهة واحدة من زاوية واحدة لابد الانسان ان يدرك انه ان اصيب بمصيبة في هذه الجهة لو نظر الى الاخرى لوجد انه في نعم مثلا من اصيب بعينه يحمد الله انه لم يصب في سمع من اصيب في يده احمدوا الله انه لم يصب في قدميه من اصيب في ولده يحمد الله لم يصب في جميع اولاده ان اصيبت الامة في جهة وفي زاوية يحمدون الله ان الكفار لم يطلقوا القنابل النووية على المسلمين يفكر بهذا التفكير ويدرك فباي الاء ربكما تكذبان عاشرا اتخاذ المواقف الايجابية في الاحزان وهي لب المحاضرة واختصرها اختصار. اولا اي حزن يطرأ على الانسان من قتل حبيبه او صديقه او قريب او بعيد من المسلمين احتساب الاجر عند الله عز وجل وكم وكم من الناس ينشغلون بالقتل والقتال وربما لا يقرأ ببالهم احتساب الاجر عند الله عز وجل واحتساب الاجر بمصائب المسلمين من الامور العظيمة التي يؤجر عليها الانسان اذا رزق الفقه يقول صلى الله عليه وسلم ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا اذى ولا غم حتى يشاكها الا كفر الله بها من خطاياه وفي صحيح مسلم عن صهيب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عجبا لامر المؤمن ان امره قل له خير وليس ذلك لاحد الا للمؤمن. ان اصابته سراء شكر فكان خيرا له. وان اصابته ضراء صبر فكان خيرا له ثانيا من المواقف المهمة في الاحزان اعانة المحزون عليه. اعانة المتضررين من هذه المصايب التي تقع بما نقدر من الاعانات النفسية والبدنية والطبية والاجتماعية ولا سيما اذا امر به ولي الامر. والعجب من من بعض الناس انه ربما يثبت عن اعانة المتضررين في هذه المصائب مع ان ولي الامر امر جمع الاموال لهؤلاء المتضررين بحجة او بحجة واهية. قد يقولون هذه الاموال لا تصل. هذه الاموال تنفق في غير سبيلها. انت مالك ومال اين تنفخ وكيف تنفق انت تسأل يوم القيامة ماذا كان موقفك تجاههم؟ انت بذلت ولا ما بذلت؟ هذا الذي تسأل عنه. ما تسأل انت مالك وصل ولا ما وصل؟ لكن هذه من طرق ابليس يلمزون المتطوعين من المؤمنين في الصدقات فلنحذر فلنحذر الله جل وعلا يسألنا في حال هذه المصيبة ماذا فعلنا؟ ما يسألك انت ايش صار في اموال المسلمين؟ هذه قضية مهمة من المواقف المهمة في احزان الزمان الدعاء. فوالله ان الدعاء من اعظم من اعظم ما ينتفع به الحزين والمحزون عليه كلاهما. انا ساسألكم الان سؤال اذا مات ميتك الذي تحبه ولنفرض انه كان ابوك امك زوجتك اخوك ابنك ابنتك قريبك صديقك حبيبك شيخك ما الذي تستفيده عندما تبكي؟ البكاء عند قبره حظ النفس. كما يقال يقول الاطباء اخراج الموجودة في النفس لترتاح لكن انت استفدت لكن الميت ما استفاد. بينما لو اشغلت نفسك بالدعاء انت استفدت وهو استفاد وهكذا في كل قضية من المصائب الدنيوية والدينية التي تقع على الامة الاسلامية. ولذلك ينبغي علينا ان ننتبه ان الدعاء دعاء الله سبحانه وتعالى وتعلق القلب به. والاستعانة به في كل ما يهم العبد بكل ما يحزن العبد في كل ما يغتم به العبد او يهمه العبد ومن يتوكل على الله فهو حسبه ومن دعاء الهم والحزن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال عبد قط اذا اصابه هم وحزن. اللهم اني عبدك وابن عبدك ابن امتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عد في قضاؤك اسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك او وانزلته في كتابك او علمته احدا من خلقك او استأثرت به في علم الغيب عندك ان تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي قال صلى الله عليه وسلم الا اذهب الله عز وجل همه. وابدله مكانه مكان حزنه فرحا. قالوا يا رسول الله ينبغي لنا ان نتعلم هؤلاء الكلمات قال اجل ينبغي لمن سمعهن ان يتعلمهن. رواه الامام احمد اللفظ غيره وصححه الالباني. ومن دعاء الكرب ما جاء في حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو عند الكرب لا اله الا الله العظيم الحليم. لا اله الا الله رب السماوات والارض. رب العرش العظيم. رواه البخاري مسلم رابعا مواساة المحزونين. هذا الذي ينفعهم وينفعك فلا تنشغل بالحزن واسهم باي شيء بكلمة حسنة والكلمة الحسنة صدقة. واذا كنت تقابلهم فبالبسمة واذا كنت لا تقابلهم بالكلمة الطيبة اذا كنت لا تستطيع حتى الكلمة الطيبة كف لسانك فبذلك تكف شرك عن المصابين في المصائب ولا تكن ولا تكن جمرة تضيء من تزيد من النار نارا ولا حطبا فيزداد المصابين بالمصائب نارا عياذا بالله تبارك وتعالى خامسا السعي في تخفيف المعاناة عنهم بما تقدر. بما تقدر حتى لو انك ما كنت ان تواسيهم بكلمة ولا تستطيع ان تدعو لهم ولا تستطيع وان كان ما في احد ما يستطيع ان يدعو وان كنت ما تستطيع ان تصل اليهم لكن تستطيع ان تسعى في تخفيف المعاناة عنهم اذا كنت ذا مسؤولية توجه مسؤوليتك في تخفيف المعاناة عنهم. سادسا العلم بما يحصل من هذه الاحزان من فوائد دينية لا يعلمها الا الله تعالى ومن اعظم هذه الفوائد الدينية ليميز الله الخبيث من الطيب. هذه المصايب الدنيوية هي تمييز وتمايز. ولذلك قال جل وعلا انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب لماذا؟ لانه حصل عندهم لما جاءت المصيبة والبلية خرجوا منها كالذهب الخالص فاستحقوا اجرا بلا عد ولا حساب انما يوفى الصابرون اجرا بغير حساب في حديث جابر رضي الله عنه قال يود اهل العافية يوم القيامة مرفوع قال يود اهل العافية يوم القيامة حين يعطى اهل البلاء الثواب لو ان جلودهم كانت قرضت في الدنيا بالمقاريض رواه الترمذي وحسنه الالباني ويشهد له ما في الصحيح من حديث جابر رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم له يا جابر ان الله كلم اباك كفاحا فقال قال يا ربي اتمنى ان تعيدني الى الدنيا فاقتل في سبيل الله لما يرى من اثر ايش من اثر القتل في سبيل الله عند الله عز وجل. سابعا من المواقف المهمة من احزان الزمان اليقين بان هذه مصايب فيها تكفير للسيئات ورفعة للدرجات ومغفرة للذنوب. عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله وما عليه خطيئة. رواه الترمذي وصححه الالباني وخطب عثمان رضي الله عنه فقال في خطبته ان الله انما اعطاكم الدنيا لتطلبوا بها الاخرة ولم يعطكموها لتركنوا اليها. ان الدنيا تفنى وان الاخرة تبقى لا تبطرنكم الفانية ولا تشغلنكم عن الباقية. وعن ميمون ابن مهران قال الدنيا كلها قليل قد ذهب اكثر القليل وبقي قليل من القليل ثامنا الانشغال بما يفيد في الدنيا والاخرة. فهذا من اعظم ما ينبغي ان ان يكون لنا فيه الموقف. الانشغال بما يفيد في الدنيا والاخرة اما الانشغال بالقيل والقال والجدل وهذا يقول كذا وهذا يقول كذا فهذا ليس من الامر المطلوب شرعا الانشغال بما يفيد في الدنيا والاخرة. وصرف الذهن اليه. قال العلامة السعدي رحمه الله ومن اسباب دفع القلق الناشئ عن توتر الاعصاب اشتغال القلب ببعض المكدرات. الاشتغال بعمل من الاعمال او علوم او علم من العلوم النافعة فانها تلهي القلب عن اشتغاله بذلك الامر الذي اقلقه وربما نسي بسبب ذلك الاسباب التي اوجبت له الهم والغم ففرحت نفسه وازداد نشاطه. تاسعا من المواقف التي ينبغي لنا ان نقفها في مثل هذه الاحزان التي نمر بها في هذه الاعصار النظر في سير عليهم الصلاة والسلام لا سيما نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فانهم كما قال الله عز وجل اولئك الذين هداهم الله فبهداهم مقتدين. ما من انسان يصاب بمصيبة الا تجد له في الانبياء سلفا مهما كانت مصيبته اما مخصوصا واما عموما. فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ازيد الناس في الدنيا توفيت زوجته خديجة وعمه حمزة وابنه ابراهيم فكان من الصابرين المحتسبين. كان ينام الارض حتى يؤثر في جنبه التراب. قالت عائشة رضي الله عنها ما شبع ال محمد صلى الله عليه وسلم من خبز الشعير يومين متتاليين بعينه حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم متفق عليه وفي رواية لمسلم قالت لقد مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وما شبع من خبز وزيت في يوم واحد مرتين ولو اراد صلى الله عليه وسلم لاتاه الله كنوز الدنيا كلها عليه الصلاة والسلام وكان العالم الواعظ الزاهد الفضيل بن عياض رحمه الله يقول لنفسه يا نفس اتخافين ان تجوعي؟ انما يجوع محمد صلى الله عليه وسلم واصحابه اخيرا ايها الاخوة مما ينبغي ان نقفه من احزان الزمان ان نستغل هذه الاحزان في ترسيخ الايمان بالقدر حتى تطمئن النفوس فان الله جل وعلا يقول ما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم ويعفو عن كثير ونحن نعيش في هذا العفو الكثير. ويقول جل وعلا ما اصاب من مصيبة الا باذن الله. ومن يؤمن بالله يهدي قلبه قال بعض المفسرين من السلف هو الرجل تصيبه المصيبة في علم انها من عند الله فيرضى فتطمئن نفسه ويقول جل وعلا في سورة الحديد لكي لا تأسوا على ما فاتكم. ولا تفرحوا بما اتاكم. والله لا يحب كل مختال فخور وفي الحديث قال صلى الله عليه وسلم وتعلم ان ما اصابك لم يكن ليخطئك وما اخطأك لم يكن ليصيبك. رواه الامام احمد وابو داوود. ونسأل الله عز وجل باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان يرفع المحن عن المسلمين وان يحقن دماء اخواننا المسلمين في غزة وان يحفظهم من بين ايديهم ومن خلفهم وعن ايمانهم وعن شمائلهم ومن فوقهم نعوذ بعظمته ان يغتالوا من تحتهم. ونسأل الله عز وجل باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان ينصرهم على عدوه وعدوهم. اللهم انا نسألك يا مولانا ان تذل اليهود الغاصبين. اللهم فرق جمعهم وشتت شملهم ورد كيدهم الى نحرهم. واجعل تدبيرهم في تدميرهم يا رب العالمين وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. والحمد لله رب العالمين