الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه احمده حق حمده احق من ذكر واعظم من طمد واثني عليه لا احصي ثناء عليه هو كما اثنى على نفسي. واشهد ان لا اله الا الله اله الاولين الاخرين واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صفيه وخليله خيرته من خلقه صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته باحسان الى يوم الدين اما بعد فحياكم الله ايها الاخوة الكرام في هذا اللقاء المبارك في هذه البقعة الطاهرة المباركة في هذا اليوم العظيم في ليلة عرفة من منى الله عز وجل ان يبارك لي ولكم في حجنا وان يرزقنا واياكم العلم النافع والعمل الصالح وان يعيننا واياكم على تحقيق الحج المبرور. الذي به تبلغ الاماني وتدرك المطالب. فالحج المبرور ليس له وجزاء الا الجنة. ايها الاخوة الكرام عندما يتحدث الانسان عن شخص له مكانة ومنزلة تعجز الالفاظ تضيق اوجه البيان في بيان مكانته ومنزلته. هذا فيما اذا كان يتحدث عن شخص ذو تأثير ومكانة في الامة دون رسول الله صلى الله عليه وسلم كالصحابة الكرام رضي الله عنهم والائمة العظام على تعاقب الليالي والايام في تاريخ الامة المجيد. تعجز الالفاظ عن ان توفي اولئك الابرار. اولئك الاعلام ما لهم من مكانة. ان توفي ما لهم من مزايا ان توفي ما قدموه للامة وما تركوه من بصمات مباركة. في امته فكيف اذا كان الحديث عن سيد ولد ادم صلى الله عليه وعلى اله وسلم؟ كيف اذا كان الحديث عن سيرة بخير الخلق صلى الله عليه وسلم. كيف اذا كان الحديث عن صفوة الله من خلقه؟ ان الامر يختلف تماما فمهما اوتي الانسان من البيان وفتح عليه في اوجه الفصاحة وقوة اللسان. فانه سيقصر عن توظيح ما كان عليه خير الانام صلى الله عليه وسلم من المكانة والمنزلة. يكفيه فظلا ومكانة ان الله اصطفاه وشهد له بالكمال البشري فقال وانك لعلى خلق عظيم. يكفيه منزلة ومكانة ان الله تعالى رفع قدره وبلغه منزلة لم يبلغها احد من الاولين والاخرين. ليس فقط في فضائله وشمائله وخصائصه وسلم ممن نقل عنه آآ خبر آآ معايشته للنبي صلى الله عليه وسلم يرى عجبا يرى في هذه البرهة المختصرة التي لا تتجاوز القريب من العشرين يوم او اقل من ذلك وما كان عليه من طيب الاخلاق صلى الله عليه وسلم وحسن السجايا. بل الامر يتعلق بما خصه به من عظيم المكانة والقرب منه جل في علاه. فقد اعلى الله منزلته ورفع مكانته وادناه منه جل في علاه حتى مقاما لم يبلغه احد من الاولين والاخرين بلغ مقاما في ليلة المعراج سمع فيه صريف الاقلام صلى الله عليه وعلى اله وسلم الاقلام التي تجري باقدار الكريم المنان جل في علاه. الاقلام التي يستنسخ بها ما في اللوح المحفوظ. سمعه وصلى الله عليه وسلم وهذه منزلة لم يبلغها احد قصر عنها كل خلق الله عز وجل من الانس والجن والملائكة وغيرهم ممن خصهم الله تعالى بالمزية والمكانة. ايها الاخوة عندما نتحدث عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم فنحن نتحدث عن الكمال البشري عن الاسوة الذي جعل الله تعالى اخلاقه وشمائله او ما كان عليه نجاة للبشرية ليس في عصر ولا في مصر ولا في مكان ولا في نقبة من الزمان بل ذلك على تعاقب الليالي والايام. بل ذلك على مر العصور والدهور. فمحمد بن عبدالله بابي هو وامي صلى الله عليه وسلم هو اكمل البشر على مر العصور لم يأت احد قبله بمنزلته كما انه لا يبلغ احد ممن بعده منزلته صلى الله عليه وسلم في العلم بالله وتحقيق التقوى وكمال العبودية لله جل في علاه. اما والله اني لاعلمكم بالله واتقاكم له هكذا اخبر صلى الله عليه وسلم ليس فخرا ولا خيلاء ولا علوا على الخلق بل ذاك كان بيانا لما حباه الله به. وما خصه به من كمال علمي به وكمال تحقيق العبودية لله عز وجل. النبي صلى الله عليه وسلم ظرب الاسوة والقدوة والخير للامة في كل باب من الابواب لم يستثند في ذلك باب فاذا نظرت في نفع الناس فهو الامام المقدم في نصح الناس فهو السابق الاول في الجهاد فهو الشجاع المقدام في التعليم والبيان كذلك في القيادة والريادة له السبق والتقدم في من العشرة مع اهله ضعفاء وضعفاء الناس كان نموذجا يحتذى لا يشق له غبار صلى الله عليه وسلم فكمل الله به ايه؟ محاسن الاخلاق في تحقيق العبودية ما بين العبد وربه في صلته بالله وفي صلته بالخلق. عندما نتحدث عن سيرته نتحدث عن حلقات من النور و مواقف من الهداية. اننا لا نروي قصصا تملأ به المجالس. ولا حكايات تسلى بها النفوس. اننا نقص حياة من جعله الله قدوة للامة عبر الليالي والايام. على اختلاف والدهور وعلى اختلاف الاحوال والمواقف. قدوة للصغير والكبير للذكر والانثى للحاكم والمحكوم. في حال السعة الضيق في حال المنشط والمكره في حال الفتنة وفي حال السعة والامن. انه امام الامة الله عليه وعلى اله وسلم. ليس هذا تمجيدا له فحسب هذا بيان لما كان عليه صلى الله عليه وسلم حتى نعرف اهمية ما نقرأه اهمية ما نسمعه اهمية ما نطالعه من اخباره صلى الله عليه وسلم. اخباره ليست قصصا تروى وتملأ بها المجالس وتشنف بها الاسماع وتعطر بها آآ الاجتماعات. انها مدرسة. انها منهج حياة انها مخرج من كل ضيق الى كل سعة. انها هداية انها اسوة كما قال الله تعالى لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر. اذا عندما نتعامل مع سيرته صلى الله عليه وسلم على هذا النحو انما نظرتنا ستختلف لن نقرأ سيرته على انها نموذج من نماذج الانجاز البشري كغيره من سير البشر كغيره من سير الناس ينتقى منها بعض ما فيها من اضاءات ليكمل ما في النفس من نقص. لا انه اسوة في كل لحظة. اسوة في كل دقيق وجليل في عبادته وصلته بربه. وفي معاملته ناس وصلته بالخلق. هذا المعنى ينبغي ان يركز في نفوسنا حتى نعلم ان قراءة سيرة وسماع اخباره ليس للمتعة ولا الانبساط ولا الابتهاج ولا للتسلية انما هو للعلم والعمل فانه صلى الله عليه وعلى اله وسلم جعله الله قدوة للامة كما قال تعالى لقد كان كن في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر. ايها الاخوة ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن اسوة للامة في حقبة دون حقبة. بل مر صلى الله عليه وسلم باطوار عديدة. مر بهزيمة ظعف وقوة منشط ومكره اقبال من الناس وادبار. كل ذلك كان مدرسة للامة لتعرف كيف تتناول وتتعامل مع الاحداث على اختلافها وتنوعها فانه لا لحال بل الامة على مر العصور تتقلب في احوالها بين حال الى حال. ان التأملات في السيرة ليست موقف تقرأ فوائده وتستنبط عظاته وعبره انه اكبر من ذلك. اننا نحتاج في البداية قبل ان نلج الى تفاصيل الاحداث وموقف النبي صلى الله عليه وسلم هنا او هناك. نحتاج الى ان نعرف كيف نتعامل مع السيرة. ما هو ما هي اهمية التأمل قل في السيرة ان سيرة النبي صلى الله عليه وسلم من المهم لكل مؤمن ان يعلم انها مفتاح تحقيق الايمان به صلى الله عليه وسلم. فان النبي صلى الله عليه وسلم قال امرت ان اقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا اله الا الله واني رسول الله. والشهادة له بالرسالة لا تكون عن جهل بحاله ولا عن معرفة لما جاء به. لا تكون الشهادة كاملة ولا صادقة ولا وافية الا اذا كانت عن علم به صلى الله عليه وسلم. فالدراسة لسيرته والوقوف عند اخباره هو مما يتحقق الايمان به صلى الله عليه وسلم. ولهذا كانت سيرته دليلا على نبوته. وقد قال ذلك جماعات من اهل العلم كما هو من سير الذين امنوا به صلى الله عليه وسلم او الذين عاشروه. يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله فسيرته اخلاقه واقواله وشريعته كلها من اياته اي من دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم اكان عليه من سيرة ما كان عليه من خلق ما كان عليه من شمائل ما كان عليه من اقوال ما جاء به من تشريع كل ذلك دليل على صحة نبوته ورسالته. اننا لا لم ندرك انشقاق القمر ولم ندرك نبع الماء من بين صلى الله عليه وعلى اله وسلم. ولم ندرك تسبيح الطعام بين يديه لكننا سمعنا من شمائله واخباره وصدق ما دل على نبوته ما تنشرح به صدور اهله الايمان ويعلمون صدق قول الرحمن سنريهم اياتنا في الافاق وفي انفسهم حتى يتبين لهم انه الحق والضمير يعود على الرسول في احد الاقوال التي ذكرها المفسرون انه الحق الذي جاء من الله الحق الذي اللي جاء بالحق من الله. الحق الذي دل على الحق الذي هو الله جل في علاه. ان النبي صلى الله عليه وسلم جاء الى قوم في عماء كما وصف ذلك بقوله ان الله نظر الى اهل الارض ليس الى العرب فقط الى اهل العرظ فمقتهم عربهم انما هم الا بقايا من اهل الكتاب هؤلاء البقايا هم من كانوا على اثرة من علم من النبوات السابقة واما عامة الخلق فكانوا في عماه جاء فلم يعهد عنه صلى الله عليه وسلم قبل اسلامه ما يسوؤه او ما يذم به بل تولى الله عز وجل صناعته بعينه ورحمته حتى كان على اكمل ما يكون البشر دون رسالة شمائل الاخلاق في البعد عن الرذائل في الصدق في الامانة في سائر الخصال التي تكمل بها خصال الانسان دون الرسالات. من مقتضيات الفطرة ومن مقتضيات ما اجتمعت عليه فطر البشر من قبول الخصال الحميدة والخلل الحسنة. هكذا كان صلى الله عليه وسلم. فبعثه الله عز وجل وارسل اليه رسولا. فبلغه وما بلغه من الهداية والنور والنبوة. فانتقل الى السمو حيث انتقل الى كمال بجهد بشري الى كمال بولاية رب العالمين ونوره وتوفيقه وتسديده ومعيته التي كانت في سمعه وبصره قوله وعمله وسائر شأنه صلى الله عليه وعلى اله وسلم. فانتقل صلى الله عليه وسلم الى كمال اخر هذا الكمال الاخر ذاع في الافاق وسمع به الناس فجاء الناس يتحسسون ما عنده. رغم عظم الدعاية المضادة لما كان ادعو اليه من عبادة الله وحده صلى الله عليه وعلى اله وسلم جاء من يتلمس اخباره ليعرف حقيقة ما يدعو اليه فجاء العرب يعرفون من احواله واقواله ما دعاهم الى الايمان به دون مرغبات فلم يكن عنده في اي دعوته ما يدعو الناس الى الايمان به رغبة في دنيا. او طمعا في تحصيل منفعة. انما كان القائد لايمان اولئك امنوا به قبل هجرته ما كان عليه من الصدق ما كان عليه من الهداية ما كان عليه من السيرة ما جاء به من الهدى ودين الحق صلى الله عليه وسلم. تسامع به الناس خرج صلى الله عليه وسلم بعد الاذى الشديد الى المدينة. وكان ما كان بينه وبين قومه. من مناوشات بدأت في بدر ثم احد ثم الاحزاب ثم كان ما كان من الصلح بينه وبين قومه. في هذه الاثناء ذاع صيته صلى الله عليه وسلم بل كتب بنفسه صلى الله عليه وسلم الى الافاق يدعو العالم للايمان به وسماع رسالته. فكان ممن بلغهم خبر النبي صلى الله عليه وسلم هرقل. وهو عظيم الروم. اكبر دولة في ذلك الزمان كتب اليه صلى الله عليه وسلم كتابا يدعوه الى الاسلام. وانما اقص هذا الخبر لنعرف ان العلم بسيرته من اعظم اسباب الايمان به. ومن اعظم دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم. هي عراق لم يبلغ النبي صلى الله عليه وسلم. لم يصل اليه. لم يعاشره لم يخالطه كان بعيدا عنه وملكه ومكانته تحول دون ان يبلغ النبي صلى الله عليه وسلم ليستمع منه مباشرة. فلما جاءه كتاب وكان ذا عقل راجح دعا من يسمع عن النبي صلى الله عليه وسلم من اولئك من قومه فجاء ابو سفيان وهو اقرب الناس من الوفد الذي حضر هرقل جعله بين يديه والقوم خلفه فقال ان كذب فاعلموني. فسأله هرقل ابا سفيان جملة من المسائل. هذه المسائل مجملها يعود الى حقيقة ما جاء به النبي. ما هي سيرته؟ ما هي اخباره؟ ما هو حاله؟ فسأله عنه صدقا اذا هل عهدتم عليه كذبا؟ هل له ملك يبحث عنه لابائه واجداده ملك يريد احياءه. جملة من المسألة ذكرها البخاري وغيره في صحيحه في مسائل هرقل جملتها تعود الى اسئلة لاستكشاف حال النبي صلى الله عليه وسلم. والنظر في سيرته وفي في سيرة من امن به فماذا كانت النتيجة؟ انها المفاجأة ان قال حرقا لابي سفيان ومن حوله انه نبي الله. وان صدق ما قلت فسيملك ما تحت قدمي هاتين ولو استطعت ان اخلص اليه لغسلت التراب عن قدميه. من الذي يقول هذا؟ هرقل عظيم الروم يقول هذه الجمل من اين استخلص هذه النتيجة انه من التأمل في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم. اذا التأمل في السيرة يقود الى الايمان بالنبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم يقود لتحقيق الايمان به تكميلا لاهل الايمان و ايجادا لمن لم يكن مؤمنا به. ولذلك من اعظم وسائل الدعوة في العصر الحديث الذي غفل عنه كثير من المسلمين من اعظم وسائل الدعوة ان يبين لهم سيرة محمد ابن عبد الله صلى الله عليه وسلم. اسم محمد اسم معروف وشهير في العالم حتى اصبحت بعض الدول الكافرة في اوروبا وغيرها الاسم الاول في البلد للمواليد محمد. اليس حريا باهل الاسلام ان يقدموا سيرة النبي صلى الله عليه وسلم لا مبالغة ولا غلو ولا زيادة. ففي سيرته من انوار رسالته فالا هي له ما يكفي عن ان يجتهد البشر زيادة في مقامه. ورفعة في منزلته فقد بلغه الله منزلة تقصر عنه كل اجتهادات التي تسعى الى الى رفعه صلى الله عليه وسلم. ومن رفعه الله فلا خافض له. وقد رفعه الله واعلى ذكره صلى الله عليه وعلى اله سلم فمن حقه ايها الاخوة من حقه على امته جماعات وافراد ان يبذلوا الجهد في بيان ما كان عليه صلى الله عليه وسلم فسيرته تأثر القلوب. وعندما تقرأ ما كتبه وما تفوه به عظماء الزمان ممن طالع وسيرة الانام صلى الله عليه وسلم تعرف يقينا ان اظهار سيرته على النحو الذي كان عليه دون مبالغة ودون تتبع لشواذ الاخبار وضعيفها انما ما صح وثبت من سيرة خير الانام وما ذكره اصحاب السير عنه صلى الله عليه وسلم كاف في بيان فضله وعظيم منزلته صلى الله عليه وسلم. ان الايمان به ان التأمل في سيرته الطريق الذي يحقق المؤمن به العبودية لله عز وجل. قد يقول قائل هذه مبالغة لا والله ليست مبالغة. ان تحقيق كمال العبودية لله عز وجل مرهون بكمال العلم بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم. عندما نعرف ان السيرة اليست قصصا تروى ولا حكايات تسرد انما هو بيان لما كان عليه قولا وعملا ظاهرا وباطنا في في منشطه ومكرهه صلى الله عليه وسلم في خاصته وبين الناس نعرف انه لا يمكن ان يحقق الانسان كمال نيتي لله عز وجل الا من خلال سيرته صلى الله عليه وسلم. اتعلمون اصح كتاب اصح كتاب بعد كتاب الله ما هو؟ صحيح البخاري؟ صحيح البخاري ما حقيقته؟ انه الجامع اخلاق النبي صلى الله عليه وسلم واقواله واي وسيرته وايامه انه جامع لسيرته صلى الله عليه وسلم في اقواله واعماله وغزواته وايامه صلى الله عليه وسلم هذا اصح كتاب وهو كتاب من الكتب العلمية العظمى التي عكف العلماء على دراستها وشرحها وبيان ما فيها من العلوم والكنوز هذا السفر المبارك هو سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلا يمكن لاحد ان حقق سيرة النبي صلى الله عليه يحقق العبودية لله عز وجل الا بمعرفة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم. كيف كان يعبد ربه؟ وكيف كان يعامل الخلق وكيف كان في عسره ويسره منشطه ومكرهه وفي سائر احواله صلى الله عليه وسلم. ولهذا كلما زاد نصيب الانسان علما بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. وما كان عليه صلى الله عليه وسلم من طيب الاخلاق وكريم الشيم والخصال هذا نصيبه من العلم بالله ومعرفة الطريق الموصل الى الله جل وعلا. ان النبي صلى الله عليه وسلم كان حريصا على تبليغ الامة دقيق الامر وجليلها حتى لم يترك شيئا تحتاج الامة اليه الا وقد بينه ووضحه تركنا على محجة بيضاء لا يزيغ عنها الا هالك. ليس فقط في شأن معاملة العبد لله عز وجل وفي شأن العبودية بل في هذا الشأن وفي كل شأن يقول الله عز وجل لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة. ويقول جل في علاه ما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه انتهوا ويقول النبي صلى الله عليه وسلم صلوا كما رأيتموني اصلي. وفي الحج يقول صلى الله عليه وسلم خذوا عني مناسككم. فلا يمكن لاحد ان يحقق كمال العبودية لله ده الا بتحقيق العلم بسيرته صلى الله عليه وسلم. وهنا نحتاج الى ان نشيع بين الناس ان السيرة ليست فقط سيرة ابن هشام وليست فقط سيرة ابن كثير وليست فقط الرحيق المختوم وليست فقط ذاك او ذاك من الكتب التي تناولت ولات غزواته انها اوسع من ذلك ان السيرة تشمل صحيح البخاري وصحيح مسلم ودواوين السنة جميعا بل وحتى المختصرات كبلوغ المرام والاربعين النووية وغيرها من كتب الاحكام التي جمعت اصول احاديث النبي صلى الله عليه وسلم هي من سيرته. وعندها تتسع الرؤية ويتسع الافق في فهم سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وانها ليست قصصا الترويح عن النفس والاستئناس بذكر صلى الله عليه وسلم انها ابعد من ذلك انها ايمان به انها دليل على نبوته انها الطريق الذي يحقق به المؤمن العبودية لله عز وجل. كلنا يرجو ان يبلغ ما قال النبي صلى الله عليه وسلم في ما رواه البخاري ومسلم من حديث انس لا يؤمن احدكم حتى اكون احب اليه من ولده ووالده والناس اجمعين. وفي حديث عمر لما قال والله يا رسول الله انك لاحب الخلق الي او احب الناس الي الا من نفسي قال لا يا عمر حتى اكون احب اليك من نفسك. قال انت الان احب الي من نفسي. قال الان يا عمر الان كملت الايمان الان حققت كما لا الايمان به صلى الله عليه وسلم. هذا المعنى لا يمكن ان يتحقق لمن كان لا يعرف اخباره صلى الله عليه وسلم وما كان عليه من كريم الخصال وطيب الاخلاق ان صلاة ان جزءا من اسباب صلاح الامة في عهدها الاول هو قربها منه وشهودها له صلى الله عليه وسلم. وبالتالي كل ما كانت الامة قريبة من سيرته عارفة بهديه مطلعة على اخباره. كان ذلك من دلائل من من علامات صحتها وسلامة منهجها وطريقها وخروجها من الازمات والمضايق. ايها الاخوة ان الحديث عن السيرة حديث ذو شجون وهنا يقف الانسان عند جفات لا يعرفون من اخبار النبي صلى الله عليه وسلم الا نتفا من احاديث الاحكام. وغلاة في محبته. اهدأ اهدروا سيرته المتعلقة بمنهج الحياة وعكفوا على اخبار ضعيفة يتناقلونها من كتب السير السيرة الحقيقية هي معرفة ما كان عليه في كل شأن في علاقته بربه وفي علاقته بالخلق وفي سائر ايامه ولياليه صلى الله عليه وعلى اله وسلم. وان لمحة موجزة في معرفة سيرته في حجه تدعو القلوب الى محبته ان الناظر في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وهي ايام معدودة من خروجه من المدينة الى رجوعه. اذا حرص المؤمن على مطالعة كيف حج النبي صلى الله عليه وسلم بما اننا في ايام الحج واعماله. ويمر علينا كثير من اخباره صلى الله عليه وسلم في حجه. كيف كان في عرفة وكيف كان في مزدلفة وماذا صنع في منى؟ وكيف كان لما قدم الى مكة؟ وماذا قال لاصحابه؟ وكيف ردوا عليه ومعاملته العامة للامة ومعاملته الخاصة لافرادها في شأنه الخاص في زوجاته وسائر من احتك به صلى الله عليه يرى من دلائل نبوته وصدقه ومحبته وتحقيق العبودية لله عز وجل ما يحقق تلك المعاني كلها اذا تلك المعاني كلها لذلك من المهم ان نستحضره في حجنا. ليس فقط في جانب من الاعمال والاحكام بل في العمل القلبي قبل العمل الصوري قبل الجوارح. كيف كان قلبه صلى الله عليه وسلم في حجه هذا معنى يغيب عن كثير منا انه في غاية الذل لله عز وجل. في غاية الخضوع له. انعكس هذا الذل والخضوع القلب الذي كان عليه صلى الله عليه وسلم في اخلاقه. فحج صلى الله عليه وسلم على رحل رث وعلى قطيفة يقول الراوي لا تساوي اربعة دراهم في غاية التواضع في غاية الذل لله عز وجل. في غاية الحرص على نفع الناس لذلك طاف صلى الله عليه وسلم على راحلته ليراه الناس ويأتسوا به. ولما وقف في عرفة في ذلك الموقف العظيم لم ينعزل عن الناس في زاوية وكان قادرا على ان تضرب له افضل القباب فهو سيد العرب. سيد الجزيرة في ذلك الوقت. كل الناس دانوا له صلى الله عليه وسلم في جزيرة العرب. ومع ذلك كان صلى الله عليه وسلم على راحلته التي كانت برحل رث وهي زاملته يعني التي عليها طعامه وشرابه صلى الله عليه وسلم ما كان عنده رحل ثاني للعفش والمتاع بل كان رحله ومتاعه على نفس البعير الذي حج عليه صلى الله عليه وسلم كان واقفا من بعد الزوال الى غروب الشمس وقد تربص بمكان يكون فيه بارزا للناس. فجعل بطن راحلته الى الصخرات وحبل الناس بين يديه صلى الله عليه وسلم لينفعهم وليأتسموا به وليقتدوا بما كان عليه صلى الله عليه وسلم ان اشكل عليهم شيء اخذوا عنه رجعوا اليه فسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون. هكذا كان صلى الله عليه وسلم في غاية الذل لله عز وجل والتواضع للخلق واظهار العبودية لله عز وجل قولا وعملا. وفي غاية الرأفة والرحمة فكان يأمر الناس بالهدوء والسكينة سكينة السكينة فليس البر البر بالايظاع. انها كلمات يا اخوان تمثل منهج حياة لمن يعني هي تصل سيرة النبي صلى الله عليه وسلم. يعني الذين لم يشهدوا النبي صلى الله عليه وسلم طوال السنوات الخالية حجوا معه فادركوا ما كان عليه. من الرحمة من النصح. من الاخلاص لله عز وجل من الاحسان للخلق. من تحقيق العبودية من التواضع من الذل لله جل في علاه من حسن الصحبة للصغير والكبير. فكان لا يردف معه عظماء الناس. بل معه الصغار ترفقا بهم على خلاف حال الكبراء. فانهم لا يردفون معهم الا من يشار اليهم بالبنان. هكذا كان سيد ولد ادم صلى الله عليه وسلم تأمل انا ادعو نفسي واياكم بما اننا في الحج ان نتأمل سيرته ونسجل ابرز معالم سيرته في حجه وانا اجزم ان هذا الذي سنستخلصه من خلال مطالعتنا في سيرته سنجده ملخص لرسالة وبيان لما كان عليه صلى الله عليه وسلم من اخلاق امتدت عبر سنوات اختصرها في ايام اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اللهم انا نسألك باسمك العظيم ان ترزقنا حجا مبرورا وسعيا مشكورا. اللهم يا ربنا اسلك بنا سبيل الرشاد واعنا على الطاعة والاحسان وفقنا الى ما تحب وترظى من الاعمال اللهم اجعله حجا مبرورا وسعيا مشكورا. اللهم بلغنا فيه الاماني يا حي يا قيوم بفضلك واحسانك. وكرمك وعظيم جودك. اللهم اجعلنا من اوفر عبادك نصيبا من رحمتك وعطائك واحسانك يا رب العالمين. اللهم تبعنا سنة نبينا محمد ظاهرا وباطنا. اللهم ارزقنا محبته واحشرنا في زمرته واجعلنا من حزبه واولياءه. اللهم يا رب العالمين ارزقنا شفاعته وارزقنا الذب عن سنته والقيام بحقه طاهرا وباطنا. ربنا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين. ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان. ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين الذين امنوا ربنا انك رؤوف رحيم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد