بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. تسر مركز سائل بوزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد بالمملكة العربية السعودية ان يقدم لكم المكتبة صوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز ال الشيخ. وعنوان هذه المادة حقوق الاخوة. ونزعنا ما في صدورهم من غلس اخواننا على سرر متقابلون. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا الله ورسوله وصفيه وخليله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين اما بعد فموضوع هذا الدرس حقوق الاخوة حقوق الاخوة ونعني بحقوق الاخوة ما يشمل الحق المستحب والحق الواجب وليس المراد تفصيل ما هو واجب من تلك الحقوق وما هو مستحب وانما ذكر الحقوق بعامة. ومنها ما هو واجب ومنها ما هو مستحب. وهناك حقوق اخرى تركت ايضا من يضيق المقام عنها. وهذا المقام وهو حق الاخوة حق الصحبة حق الاخ على اخيه من المقامات العظيمة التي اكدت في النصوص واكدت في الكتاب والسنة. فرعايتها رعاية للعبودية واهمالها اهمال لنوع من انواع العبودية. لان حقيقة العبادة انها اسم جامع لما يحبه الله ويرضاه من الاقوال والاعمال الظاهرة والباطنة. ومن الاقوال والاعمال التي يرضاها الله جل وعلا ويحبها ما امر به من اداء حق اخي على اخيه. وخاصة اذا كان ذلك الاخ قد قامت بينه وبين اخيه مودة خاصة ومحبة خاصة واقتران خاص فاق ان يكون لمجرد انه من اخوانه مسلمين فلما حق للمسلم على المسلم للاخ على اخيه من جهة انه مسلم. ويتأكد ذلك الحصر ويزداد اذا كان بين هذا المسلم وبين اخيه المسلم اخوة خاصة. ومحبة خاصة ترافقا وتحابا وتشارك المحبة في الله وفي طاعة الله وبعضهم دل بعضا على الخير وهداه الى الهدى وقربه الى ربه جل وعلا. فثم حقوق هذا وهذا وهذه الحقوق ينبغي ان يرعاها الاخ المسلم ان يرعاها المسلم كبيرا كان او صغيرا وان ترعاها ايضا المسلمة فاذا قلنا حقوق المسلم على المسلم وحقوق الاخوة فهو شامل للحق بين الكبار وبين الصغار وبين من الرجال وبين النساء ايضا. والله جل جلاله في كتابه العظيم امتن على عباده المؤمنين. هل جعلهم بنعمته جعلهم للاسلام اخوانا. قال جل وعلا فاصبحتم بنعمته اخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فانقذكم منها والله جل جلاله لما امتن على عباده المؤمنين بانه الف بين قلوبهم وجعلهم بنعمته اخوانا دل ذلك على ان هذه المحبة في الله وعلى ان هذه الاخوة في الله من النعم العظيمة التي جعلها الله جل وعلا في قلوب المؤمنين بعضهم لبعض ورعاية هذه النعمة والمحافظة عليها اعتراف بانها نعمة وبانها منة من الله جل وعلا اذ النعم يحافظ عليها واذ النقم يبتعد عنها ويحذر منها. لهذا قال جل وعلا فاصبحتم بنعمته اخوانا. قال بعض اهل العلم في قوله بنعمته التنبيه على ان حصول الاخوة وحصول المحبة بين المؤمنين انما هو بفضل الله جل جلاله. وهذا دلت عليه الاية الاخرى. قال جل وعلا لو انفقت ما في الارض جميعا ما الفت بين قلوبهم ولكن الله الف بينهم. فالذي جعل هذا يحب ذاك جعل على هذه القلوب على اختلاف ابصارها واختلاف جنسياتها واختلاف قبائلها واختلاف طبقاتها جعلهم متحابين الله يشتركون في امر واحد وهو اقامة العبودية لله جل جلاله هو انهم صاروا اخوة لله جل جلاله بفضل لله سبحانه وبنعمته. وقد قال سبحانه قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون وان اعظم النعمة واعظم الرحمة التي يفرح بها هذا القرآن العظيم وسنة النبي صلى الله عليه وسلم فقد روى ابن ابي حاتم في تفسيره عند هذه الاية قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون روى ان هناك ان الصدقة جاءت الى المدينة فخرج عمر رضي الله عنه وخرج معه عبده خرج معه مولاه عرض الصدقة او للمكان الذي تجتمع فيه ابل الصدقة فلما رأى الكثرة رأى الغلام هذه الكثرة الكافرة من اجل الصدقة ومن الصدقات التي جاءت وستوزع بين المسلمين قال له هذا فضل الله ورحمته يا امير المؤمنين فقال عمر رضي الله عنه كذبت ولكن فضل الله ورحمته قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون. فاعظم ما يفرح به ان يكون المرء ممتثلا لما جاء في هذا القرآن وما وما امرنا الله جل وعلا به وما نهانا عنه في هذا القرآن لانه خير لنا في هذه الحياة الدنيا وفي العاقبة. والاحاديث التي تحث على ان يكون المرء المسلم يألف ويؤلف كثيرة جدا وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك وبين فضيلة الاخوة وفضيلة التحاب في الله وفضيلة ان يكون المؤمن يألف ويؤلف وان يكون قريبا من اخوانه في عدد من الاحاديث. منها قوله عليه الصلاة والسلام ان مني مجلسا يوم القيامة احاسنكم اخلاقا. ان اقربكم مني مجلسا يوم القيامة احاسنكم اخلاقا الموفقون اكنافا الذين يألفون ويؤلفون. وفي حديث اخر رواه احمد وغيره مروي من طرق وهو حديث صحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال المؤمن يألف ويؤلف وفي لفظ المؤمن مألفة يعني يألفه من يراه. لانه لا يرى لاخوانه لا يرى للناس الا الخير. وقد امر الله جل وعلا في ذلك بعامة في قوله جل وعلا وقولوا للناس حسنا. قال عليه الصلاة والسلام المؤمن يألف ويؤلف ولا خير في من لا يألف ولا يؤلف. وقد ثبت ايضا في صحيح مسلم رحمه الله تعالى ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله جل جلاله يقول يوم القيامة اين المتحابون بجلالي؟ اليوم اظلهم في ظلي يوم لا ظل الا ظله. اين المتحابون بجلالي؟ يعني الذين تآخوا محبة في الله ورغبة في الله لم تقرب بينهم اموال لم تقرب بينهم انساب وانما احب هذا لهذا لا لغرض من الدنيا وانما لله جل جلاله. وهذا هو الذي جل عليه الحديث الاخر المتفق على صحته المشهور سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله منهم رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه. فهذه النصوص تدل على عظم شأن المحبة في وعلى عظم شأن ان تقام الاخوة في الله على اساس من المحبة التي جاءت التي جاءت في النصوص الكثيرة الكتاب والسنة واذا كان كذلك واذا كانت المحبة على هذا الفضل العظيم فهناك حقوقا فهناك حقوق بين سحابين هناك حقوق للاخوة حقوق لهذا الاخ الذي احب اخاه لهذا المسلم الذي بينه وبين اخيه المسلم الاخوة عقد اخوة ايمانية قال الله جل وعلا في شأنها والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر. قال العلماء معنى قوله بعضهم اولياء بعض يعني بعضهم ينصر بعض بعضهم يواد بعضه. بعضهم يحب بعضه الى سائر تلك الحقوق. فالموالاة عقد بين المؤمن والمؤمن بين المسلم والمسلم ولها درجات بحسب تلك العلاقة وتلك المودة بين الاخ والاخ. هذه الحقوق متنوعة ونذكر بعضا الحق الاول من تلك الحقوق حقوق الاخوة ان يحب اخاه لله لا لغرض من الدنيا وهو الاخلاص في هذه العبودية التي هي ان يعاشر اخاه وان يكون بينه وبين اخيه المسلم بينه وبين هذا صاحب الخط ان يكون بينه وبينه محبة لله لا لغرض من الدنيا. فاذا كانت المحبة لله بقيت اما اذا كانت لغرض من اغراض الدنيا فانها تذهب وتضمحل. فالاخلاص في المحبة الاخلاص في في معاملة الاخوة ان المرء يحب المرء لله جل جلاله. كما ثبت في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الايمان. ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الايمان ان يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما. وان يحب المرء لا يحبه الا لله. وان يكره ان يعود في الكفر بعد اذ انقذه الله منه كما يكره ان يقذف في النار. فبين ان هذه الثلاث من كن فيه ذاق بهن حلال الايمان ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الايمان منها ان يحب المرء لا يحبه الا لله. اذا فليس الشأن ان تكون محبا لاخيك وانما الشأن في هذه العبودية التي تمتثل فيها ما امر الله جل وعلا به ان لتكون محبتك لهذا الخاص من الناس او محبتك لاخوانك ان تكون لله لا لغرض من الدنيا فاذا احببته كلمة في قلبه من محبة الله لما في قلبه من التوحيد لما في قلبه من تعظيم الله جل جلاله لما في قلبه من متابعة النبي صلى الله عليه عليه وسلم لما عمل بذلك من اظهار التوحيد على نفسه وجوارحه واظهار السنة على نفسه وجوارحه. فهذه هي حقيقة المحبة التي هي اول الحقوق. ومعنى كون ذلك حقا ان يخالط المرء اذا خالط ان يخالطه اذا حلقه وهو يريد من هذه المخالطة ان تكون العلاقة بينهما لله. اذا خالفه على ان المخالطة هذه لله وهو يضمر شيئا من امور الدنيا فانه في الحقيقة قد غثه لان اخاه لا يعلم ما في قلبه فيظن ان مؤاخاة لله جل وعلا ومحبة في الله جل جلاله. وفي الحقيقة انما اخاه لغرض من اغراظ الدنيا يصيبه محبة محبة الموت لله جل جلاله تثمر ثمرات تثمر ان يكون العبد في محبته لاخيه قد بالحقوق التي ستأتي لانه اذا احبه لله فانه في كل معاشرة وكل معاملة يعامل بها اخاه فان انه يخشى الله جل جلاله. لان الذي بعث هذه المحبة في نفسه هو محبة الله جل جلاله. فاحب هذا المرء لله وفي الله والمحبة الخالصة لله جل جلاله وحده. ولهذا اذا رسختا هذه الحقيقة وقام المرء بهذا الحق ان يحب المرء لا يحبه الا لله ظهرت اثار ذلك على قلبه وعلى تصرفاته وبقدر اخلاصه وصدقه في محبته للمرء لا يحبه الا لله يظهر اثر ذلك في الحقوق التي ستأتي. ومن اثار ذلك وثمراته ان المحبة اذا كانت لله تدوم. واما اذا كانت لغير الله فانها لا تدوم. واختبر ذلك بالناس في علاقاتهم بالناس. في علاقاتهم باخوانهم في علاقاتهم باهل العلم في علاقاتهم بطلبة العلم في علاقاتهم معا بعض اخوانهم ممن يملك مالا او يملك تجارة او له لا حوله سمعة واخاه وصاحبه لا لله وانما لغرض من اغراض الدنيا. فلما حصل ذلك الغرض انقضت تلك الاخوة وصار غير شاكر له او غير مواطن له فضلا ان يكون ابعد من ذلك والعياذ بالله ان يكون ذاما له مقبلا بسيء مخبرا باحواله التي رأه منها في ثالث زمنه. لا شك ان هذا الحق وهو اول الحقوق ان يوصل المرء نفسه ان يحب المرء لا يحبه الا لله يؤتي ثمرات عظيمة في العلاقة يؤتي ثمرات عظيمة في التعامل في حفظ الحقوق وفي العبودية التي هي اعظم تلك الامور. الحق الثاني من هذه الحقوق ان يقدم الاخ لاخيه الاعانة بالمال وبالنفس. لا شك ان الناس مختلفون مختلفون في طبقاتهم. والناس بعضهم لبعض خدم. الغني يخدم الفقير والفقير يخدم الغني من كان ذا جاهل فانه يخدم من ليس بذي جاه وهكذا فالناس متنوعون جعلهم الله الله جل وعلا كذلك ليستخذ بعضهم بعضا سخريا ورحمة ربك خير مما يجمعون. هذا هذه سنة الله جل وعلا في خلقه وسنة الله جل وعلا في تصنيف الناس. وهذا اذا كان كذلك فان من حق الاخوة من حق الصحبة الخاصة ان يسعى المرء في بذل نفسه في بذل ماله لاخيه الخاص لان حقيقة الاخوة ان يؤثر المرء نفسه ان يؤثر والمرء غيره على نفسه. كما وصف الله جل وعلا الذين امتثلوا ذلك بقوله ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة ايثار من حقوق الاخوة المستحبة. فاذا كان هذا في درجة الايثار فذاك من الخير. لكن نطلب شيئا اقل من الايثار من حقوق الاخوة في الاعانة بالمال والنفس ان يتفقده بشيء فاضل في وقته ان يتفقده بشيء فاضل في ماله ان انظر الى اخيه ينظر الى حاجاته وقد قال العلماء وقد قال بعض العلماء ان من اداب اداء هذا الحق ان لا ينتظر ان يسأله اخوه ذلك الشيء. بل يبتدأ هو ويبحث عن حاجة اخيه. الذي صافاه وواده في الله جل جلاله وقد كان امر النبي صلى الله عليه وسلم كما روى مسلم في الصحيح امر بعض الصحابة ان يعطوا ما معهم الاخرين من الصحابة في بعض الغزوات حتى قال الراوي لحتى لم يكن احدنا يرى ان له فضلا على اخيه وهذا لا شك من المراتب العظيمة لكن هذه المسألة وهي بذل المال وبذل النفس هذه مسألة عظيمة ولها مراتب. فمن حقوق الاخوة ان تبذل ما لك لاخيك. نطلب بذل المال الفاضل. اذا كان عندك شيء زايد تقرضه وقرض المسلم مرة صدقة وقرض المسلم مرة خير واحسان واذا اقربه مرتين فهو صدقة لذلك فهو صدقة كانه تصدق على اخيه بتلك صدقة كما روى ابن ماجة في سننه من من اقرض اخاه مرتين فهو كالصدقة عليه. وهذا امر عظيم. بذل هل من غيرك سؤال تتفقد حاجته رأيته بحاجة الى مال رأيت حالته رثة رأيته في حال ليست بمحمودة وانت قد وسع الله جل وعلا عليك فتبذل الفاضل من ذلك تواسيه بذلك والاحسن ان تبتدئه بذلك لان في هذا لان في هذا بذل الفضل ولان في هذا اقامة عقد الاخوة والذي يبذل مبتدأ ليس كمن يبذل كمن يبذل مسئولا. وقد قال الله جل وعلا في صفة المؤمنين اشداء على الكفار رحماء بينهم. وكونهم رحماء بينهم يقتضي يكون بعضهم يرحم بعضا. وبعضهم يرحم بعضا فيما يحتاجه. يحتاج الى بذل الجاه. يحتاج الى بذل المساعدة. يحتاج ان في نفسه في بيته يحتاج ان تساعده بجهدك باصلاح شيء ضاق وقته عن بعض الاشياء عنده مهمات وعنده سفرات فحق الاخ اخيه حقوق الاخوة الخاصة ان تسعى في ذلك لان عقد الاخوة الخاصة يقتضي البذل. وقد جاء في الحديث الصحيح ان النبي صلى الله الله عليه وسلم قال مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له الجسد بالحمى والسهر. وفي الحديث الاخر وهو حديث صحيح معروف. المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا اذا فهذا هذا الحق وهو بذل النفس ان يعود الاخ ان يبذل نفسه لاخيه ان يبذل بعض وقته لاخيه ان يبذل بعض وماله لاخيه وان يسعى في ذلك يقيم في القلب حقيقة التخلص من الشح. والمؤمن مأمور بان يتخلص من الشح امر وقد اثنى الله جل وعلا على اولئك بقوله ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون. شح النفس يكون بانواع ان يذهب مع اخيه الى مكان ما ليعرفه عليه او ليبذل جاه او ليذكره عند احد فيبخل بهذا بهذا الجهد تشح بالنفس ويشح ببعض الوقت على اخيه. ما حقيقة الاخوة اذا اذا لم يكن ثم بذل وثم عطاء في هذه المسائل وفي وقد جاء في الحديث ايضا من كان في حاجة اخيه كان الله في حاجته فاذا كنت موطنا نفسك على هذه المسائل ان تبذل لصفيك ان تبذل لخليلك ان تبذل لصاحبك لاخيك فان ذلك من حقوق الاخوة التي من بذلها قبل السؤال فان انه قد ادى شيئا عظيما ومن بذلها بعد السؤال فانما فانما هد ما وجب عليه او ما استحب له مكارم الاخلاق والاقبال على الخير ان تبتدأ بشيء قبل ان تسأل عنه. لهذا كان بعض السلف يتفقد اخوانه من دون ان يعرف. كم روي لنا من احوال السلف انهم دسوا اموالا. دسوا بعض المال في في بيت اخوانهم من دون ان يعلم من هذا الذي ارسل ومن هذا الذي اعطى وقد قال الربيع ابن خثيم مرة لاهله ليطة اصنعوا لي طعاما. وكان يحب ذلك النوع من الطعام. فصنعه له اهله كاحسن ما يكون. فاخذه وذهب به الى اخ له مسلم ابتلاه الله جل وعلا بانه ليس بذي لسان وليس بذي سمع وليس بذي بقر يعني اصيب بمصيبة فقد معها البصر وفقد معها اللسان وفقد معها السمع. فاذا اتاه هذا وقطع او اهدى اليه فمن الذي يعلم بحاجته؟ من الذي يعلم بما اعطى؟ لا هذا الرجل لن يعلم بما فعله به الربيع بن خثيم مثلا فاتى الربيع بن سهيل واخذ هذه الحاجة هذا الطعام الخاص الذي يحبه هو وذهب به الى ذلك الرجل الذي هو من اخوانه المؤمنين في بلده فقال فاخذه واخذ يطعمه شيئا فشيئا حتى غذاه واشبعه فلما انصرف قيل له يا ربيع فعلت فعلا لا ندري وجهه. قال قال ما فعلت؟ قالوا فعلت اذ اطعمت هذا وهو لا يعرفك افلم بان اعطيته اهله فاطعموه قال لكن الله جل جلاله يعلم. وكم من اثار في السلف في هذا الباب فقد رأى بعض السلف حال اولاد اخ له يعني صاحب له رعى احوال اهله واحوال ولده اربعين حتى توفي قالوا فكأننا لم نفقد ابانا كأنهم ما فقدوا اباهم من شدة ما حصل لهم من التفريق ومن البذل من ذلك. شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى ذكر عنه انه لما مات بعض المشايخ الذين كانوا يعادونه. كان يسعى في حاجة اهله. وفي حاجة صغاره. ذلك انه وان عاداه. فثم حق للامة قوة خاص حق لعقد الاسلام وهؤلاء المساكين من لهم؟ فلهم الذي تخلص من شهوة نفسه وتخلص من الانفصال لنفسه فبذل لهم وكان يتعاهد ابناءه واهل اعدائه الذين عادوه وسعوا به الى اخر ذلك وهذا لا شك منه امتثال الشرع وجعل الشرع فوق هوى النفس وفوق مرادات الناس. هذا كله يحصل وربما وفق اليه الكثير. وهناك من المراتب يحث عليها وهي ان كثيرين قد يديرونه وقد يكون له مع اخوانه مواقف حسنة ومواقف طيبة لكنه يرى ان له فضلا بعد الاعانة يرى ان له فضلا ان قدم له يرى ان له فضلا من اعانه بماله ان اعانه ان اعانه ببدن وحقيقة العبودية التامة ان يكون المؤمن الذي بذل واعطى شاكرا لله جل جلاله ان جعله سببا من اسباب الخير التي ساق الخير على يديها. فان الله جل جلاله يستعمل بعض عباده في الخيرات ومن الناس من عباد الله من هو مفتاح للخير مغلاق للشر. فالعبد اذا اهان اذا اعان اخاه واذا اعطاه واذا بذل اذا بذل جاهه له فانه لا لا يستحب له بل انه ليس بمحمود في حقه ولا من مكارم الاخلاق ان ينتظر الثناء وان يصلح يجل ويمن بهذا الذي عمله. فان حقيقة الاخلاص والمحبة وان يحب المرء لا يحبه الا لله ان يعامله لاجل امر الله جل وعلا بذلك سينتظر الاجر والثواب من الله جل جلاله. الحق الثالث من حقوق الاخوة حفظ العرض وهو حق من الحقوق بل لا تكاد تفهم الاخوة الخاصة الا بان يحفظ الاخ على اخيه عرضه والاخوة العامة اخوة المسلم للمسلم قد امر النبي صلى الله عليه وسلم فيها بحفظ الاعراض. وقد ثبت في الحديث الصحيح حديث ابي بكرة البخاري ومسلم وفي غيرهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال في خطبته يوم عرفة في خطبته في حجة الوداع يوم عرفة ان دماءكم واموالكم واعراضكم عليكم حرام. الى اخر الحديث. فعرض المسلم على المسلم حرام لعامة فكيف اذا كان بين المسلم والمسلم اخوة خاصة وعقد خاص من الاخوة كيف لا يحفظ عرضه وقد قام بينهم من الاخوة والمحبة الخاصة ما ليس بينه وبين غيره. اذا كان المسلم مأمورا ان يحفظ عرض اخيه الذي هو بعيد عنه وليس بينه وبينه صلة ولا محبة خاصة فكيف بالذي بينه وبينه مودة وتعاون على البر والتقوى وسعي في طاعة الله وفي العبودية لله جل جلاله وفي اكتساب الخيرات والبعد عن المآثر. لحفظ العرض مظاهر لاداء هذا الحق مظاهر. هذا الحق ان تحفظ عرظ اخيك الذي بينك وبينه اخوة خاصة. وكذلك اخوك الذي بينك وبينه اخوة عامة لذلك مظاهر من مظاهره اولا ان تسكت عن ذكر العيوب. لان المصادقة او الاخوة الخاصة تقتضي ان تطلع منه على اشياء. يقول كلمة يتصرف تصرفا يفعل فعلا. ما معنى الاخوة الخاصة الا ان تكون مؤتمنا على ما رأيت؟ ان يكون مؤتمنا على ما سمع والا فيكون كل واحد يتحرج ممن يخالطه فليس ثم اذا اخوان صدق ولا اخوان يحفظون المرء في حضوره وفي غيبته مما حدا ببعض الناس لما رأى الزمن زمنه لما رأى زمنه خلا من هذا وهذا المحب الذي يحفظ عرظه ويكون وفيا معه حداه ان الف كتابا وسماه تفضيل الكلاب على كثير ممن لبس الثياب لانه وجد الكلب اذا احسن اليه من رباه فانه يكون وفيا له حتى يبذل دمه لاجل من احسن اليه. فقال كلاب على كثير ممن لبس الثياب لان كثيرين يخونونه. يخالط مخالطة خاصة ويطلع على اشياء خاصة ثم ما يلبث ان يبثها وان يذكر العيوب التي رأى وان يفضحه باشياء لو كان ذاك يعلم انه عنه لعده عدوا ولم يعد ولم يعده حبيبا موافيا. لهذا لا من حق اخيك عليك ان تحفظ بالسكوت عن ذكر عيوبه. سواء في محضر الناس بحضرته او في غيبته من باب اولى. فان حق المسلم على المسلم ان العرض فكيف اذا كان ذلك خاصة؟ من مظاهر ايضا حفظ هذا الحق ان لا تدقق معه السؤال وان لا تبحث معه في مسائل لم يبدها لك مثلا تراه في مكان فتقول ما الذي جاء بك هنا؟ ما الذي حضر بك؟ لماذا ذهبت الى فلان؟ وش عندك وفلان؟ الى اخره من التدخل فيما لا يعني اذا احبه اخبره واذا لم يحب فان الكتمان له فيه مصلحة والمرء من حسن اسلامه ان يترك ما لا يعنيه كما ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم بقوله من حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه فاذا رأيته في حال اذا رأيته متوجها لشيء فلا فاسأله عن حاله لا تسأله عن الوجهة التي هو ذاهب اليها لان عقد الاخوة لا يقتضي ان يخبرك بكل شيء ان للناس اسرارا وان لهم احوال. المظهر الثالث من مظاهر حفظ العرض ان تحفظ اسراره. اسراره هي التي بثت بث اليك نظرا له بثل اليك رأيا رآه في مسألة تكلمتم في فلان فقال لك رأيا له وفي فلان تكلمتم في مسألة فله رأي فيها بثه اليك لانك من خاصته ولانك من اصحابه. ربما يخطئ في هذا الرأي وربما يصيب فاذا كنت اخا صادقا له فانما بث اليك ذلك لتحفظه لا لان تشيعه. لان مقتضى الاخوة الخاصة ان يكون ما بين الاحباب سر كما جاء في الحديث الذي رواه ابو داوود في سننه الرجل اذا حدث الرجل بحديث ثم التفت عنه ففي امانة هي امانة والله جل وعلا امرنا بحفظ الامانات وحفظ الاعراض لانك اذا ذكرت هذا الرأي منه فان الناس سيقعون فيه. ترى منه رأيا عجيبا. يقول فلان يرى هذا الرأي. فلان يقول في فلان كذا. ما معنى الاخوة؟ هل تشيع عنه ما يرغب هو ان يتاع عنه بل اعظم من ذلك ان يأتي اخ بينه وبين اخيه عقد اخوة خاصة فيستسلمه على حديث. فيقول هذا الحديث بك لا تخبر به احدا. فيأتي هذا الثاني ويخبر ثالثا ويقول هذا خاص بيني وبينك ولا تخبر احدا. ثم ينتشر في المجتمع والاول غافل عنه كما قال الشاعر وكل سر جاوز الاثنين فانه بنفس وتكثير الحديث ثمينه وهذا واقع فان المرء اذا استطع احد اخر اذا اصطفى صاحبا له اخا له فاخبره بسرك فلا بد من الكتمان خاصة اذا استأمنه عليه. اذا لم يستأمنه عليه فقام فكما قال النبي صلى الله عليه وسلم اذا حدث الرجل الرجل بالحديث ثم التفت عنه فهي امانة فكيف اذا استكتمه اياه ولم يأذن له بذكره. من مظاهر حفظ العرض ان يحسم المرء عن ذكر المساوئ التي رآها في اخيه. او في اهله او في قرابة او فيما سمع منه مثلا واحد يتصل باخيه فيسمع وهذا ساكن مثلا مع اهله او منفرد فيسمع في بيته ما لا فيذهب ويخبر يقول سمعت في بيت اخي في بيت فلان كذا وكذا وكذا او يرى يراه على حال ليست بمحمودة فيذهب بمساوئه ليس هذا من حفظ العرض بل هذا من انتهاك العرض والواجب عليك ان تحفظ عرظ اخيك واذا سمعت شيئا في اذا سمعت شيئا عنه او رأيته هو على حال او تكلم بما قال او رأيته او رأيت في بيته شيئا لم يحمد او نحو ذلك فحفظ عرضه هو الواجب لا ان تبذل عرضه وان تتكلم فيه. لان العرض مأمور انت بحفظه وكل المسلم على المسلم حرام دمه وناله وعظة. مسألة النصيحة تأتي ان شاء الله في حق خاص فيما يكون بين الاخوان من التناصح. وقد قال عليه الصلاة والسلام لا تحسسوا ولا تجسسوا ولا تقاطعوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله اخوانا نقف منها على كلمتين وهي قوله عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث المتفق على صحته لا تحسسوا ولا تجسسوا. الفرق بين والتجسس كما قال طائفة من اهل العلم وتم خلاف في ذلك قالوا التجسس يكون بالعين والتحسس يكون دليل ذلك قوله جل وعلا يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف واخيه. ولا تيأسوا من روح الله. تحسسوا نيوتك من من التحسس وهو طلب الخبر. اما التجسس فنهى الله جل وعلا عنه في قوله ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم تجسس بالعين تذهب تنظر تتبعه رأيته يسير في مسير فتنظر اليه وتنتبه حتى تعرف خبره. لا احمد احمد الله احمد الله جل وعلا ان لم تر من اخيك الا خيرا. كذلك التحسس ما اخبار فلان يشتال فلان وهو من اخوانك واصحابك الذين بينك وبينهم صلة وبينك قلة وبينك وبينهم وفاة وصحبة فلا تحسس في اخباره ولا تتجسس عليه فان ذلك منهي عنه المسلم مع اخوانه المسلمين بعامة فكيف بمن معه بمن له معهم عقد اخوة خاصة لا تحسسوا يعني لا تتنبه اخبار اخوانك ولا تتجسسوا لا تذهب بعينك وتنظر ماذا فعل وماذا فعل فان هذا من المنهي عنه وهو من المحرمات. الحق الرابع من الحقوق ان تجنب اخاك سوء الظن به. تجنب سوء الظن به. لان سوء الظن به مخالف لما تقتضيه الاخوة. مقتضى الاخوة ان يكون الاخ لاخيه فيها الصدق والصلاح والطاعة. هذا الاصل في المسلم. الاصل في المسلم انه مقيم لله جل وعلا. فاذا كان من اخوانك خاصة فانه يكون ثم حقان. حق عام له وحق خاص بان تحتج لان تجنبه سوء الظن. وان تحترس انت والله جل وعلا نهى عن الظن. وقال فقال سبحانه اجتنبوا كثيرا من الظن. ان بعض الظن اثم. قال العلماء معنى قوله جل وعلا اجتنبوا كثيرا من الظن ان بعض الظن اثم ان الظن منه ما هو مذموم؟ ومنه ما هو محمول؟ فما كان منه ما كان منه محمودا ما كان من الظن محمودا وما كان من قبيل الامارات والقرائن التي هي عند القضاة وعند اهل الاصلاح واهل الخير الذي يريد النصيحة او يريد اقامة والدلائل عند القاضي فالقاضي يقيم يقيم الحجة ويطلب البينة واكثرها واكثرها او كثير منها قائم في مقام الظنون. لكن هنا يجب ان يأخذ بها. فالاجتنام لكثير من الظن. وهذا الظن هو ان تظن باخيك سوءا. ان تظن لاخيك شرا وقد قال عليه الصلاة والسلام اياكم والظن فهذا عام. ظن من جهة الاقوال ونهي عن الظن من جهة الافعال فان الظن اكذب الحديث. هذا نصه عليه الصلاة والسلام. الظن هو اكذب ما يكون في قلبك. فان الظن اكذب الحديث. اذا حدثتك نفسك من داخلك بظنون فاعلم ان هذا هو اكذب الحديث. فاذا حق اخيك عليه الا تظن به الا خيرا. وان تجتنب معه الظن السيء كما امرك الله جل وعلا بذلك في قوله اجتنبوا كثيرا من الظن ان بعض الظن اثم. فالظن السيء على صاحبه يأثم به لانه خالف الاصل وقد روى الامام احمد في الزهد ورواه غيره ان عمر رضي الله عنه قال ناصحا لا تظنن بكلمة خرجت من اخيك سوءا وانت تجد لها في الخير محملا. لا تظنن بكلمة خرجت من اخيك سوءا وانت تجد لها في الخير محملا. لاحظ انه نهى عن الظن السيء في الاقوال. ما دام ان الكلام يحتمل الطوائف يحتمل الخير فلا تظنن السوء باخيك لان الاصل انه انما يقول لا يقول الباطل فاذا كان في الكلام يحتمل الصواب فوجهه الى الصواب فيسلم اخوك من النقد ويسلم من الظن وتسلم انت من الاثم وايضا يسلم من التأثر. تسلم ويسلم هو من ان يتأثر به ويقتدى به. ولهذا قال ابن المبارك عبد الله ابن مبارك الامام المجاهد المعروف قال المؤمن يطلب المعازير. المؤمن يطلب المعاذير يلتمس المعذرة. لان الاحوال كثيرة والشيطان يأتي للمسلم فيحدد الحالة يحدد معنى الكلمة بشيء واحد حتى يوقع العداوة والبغضاء ما يريد الشيطان ان يوقع بينكم العداوة والبغضاء. في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل انتم منتهون؟ الشيطان حدد لك ان تفسير هذه الحالة هو كذا فقط. ان تفسير هذه المقالة هو كذا فقط حتى تكون ظانا ظنا سيئا فتأثم وحتى يكون بينك وبين اخيك النكرة وعدم الائتلاف. وهناك اصل من الاصول في فهم الكلام وهو ان لكل كلام دلالة ودلالات الكلام عند الاصولي المتنوعة. ومن دلالاته ما يسمى بالدلالة الحملية. يعني دلالة السياق على الكلام. هناك كلام اذا اخذ بمفرده دل على شيء. ولكن اذا اخذ بسياقه يعني بسباقه ولحاقه بما قبله وبما اخر وبما بعده واوضح المراد فاذا كان الكلام صادر من مؤمن صادر ممن بينك وبينه اخوة سمعت منه كلمة فلا يأتي الشيطان فلا يأتي الشيطان وينفخ ان تحمل هذه الكلمة على المحمل السوء بل احملها على المحمل الخير يكن في قلبك اقامة المودة مع اخوانك وايضا لا يدخل الشيطان بين وبين الاخوان فرعاية الدلالة الحملية دلالة الكلام هذه مهمة وهي التي يعتمدها اهل العلم في فهم الكلام وكذلك يعتمد في فهم كلام الناس لان الناس انما يفهم كلامهم على ما يدل عليه. يدل عليه الكلام كله لا بلفظة فقط فان الالفاظ قد تكون المتكلم ولكن اذا علم مقصده في كل الكلام فانه يعذر وقد بينا ان في كلام الناس يعني في في الدرس الماظي ان من كلام الناس وهو من باب اولى من كلام الناس ما هو متشابه يشتبه على الناظر فيه يشتبه على سامع له فاذا نظر الى هذا الكلام نظر طالبا للمعذرة طالبا حمل الكلام على احسن محامله فانه يستريح ويريح وتبقى يبقى هذا الحق ويكون قد ادى هذا الحق لاخيه. اذا من فسر كلام اخيه تفسيرا مغالطا زاد فيه. حمله على حامد فانه لم يؤدي حقه. كذلك في باب الافعال تصرف امامه بتصرف معين. تكلم هذا بكلمة فاذا الاخر التفت الى بجنبه ونظر اليه نظرة. فاتاه الشيطان فقال هذا ما نظر الى ذاك الا منتقدا لكلامك او الا عائدا لكلامك ونحو ذلك. لا يدخل ايضا في تفكير الافعال. لان الافعال لها احتمالات كثيرة. وقليل من الناس من يسأل اخاه لما تصرفت هذا التصرف؟ فانه قد جاء في نفسي منه قليل من يفعل ذلك. ولهذا يأتي الشيطان ويقول هذا التصرف هو الكذب. وتصرف لاجل هذا المعنى. هو يقصد كذا. هذه التصرفات منه لاجل ان يصل الى كذا. هو يريد بتصرفه كذا وكذا. تصرفات لها محامل كثيرة. فاذا حملت حملت تلك التصرفات على امر واحد وشخصت ذلك التطرف فيه فانك في الواقع دليت على نفسك ولم تحترم عقلك وفكرك لانك جعلت احتمالات التطرف احتمالا واحدا هذا واحد والثاني انك جنيت على اخيك لانك جعلت تصرفه محمولا على اسوأ التصرفات اسوأ المحامل لا على احسن وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم اياكم والظن فان الظن اكذب في الحديث. الحق الخامس من حقوق الاخوة ان تتجنب مع اخوانك المراء والمماراة فان المراء مذهب للمحبة ومذهب للصداقة للصداقة القديمة ومحل لي البغضاء والتشاحن والقطيعة بين الناس. ما معنى المراء؟ يعني ان يكون ثم مناقشة يبحث رجل مع رجل يبحث امرأة مع امرأة الى اخره كبير مع صغير صغير مع كبير فاذا اتى البحث هذا يتحصب لرأيه وهذا يتعصب لرأيه فيماريه. فهذا يشتد وذاك يشتد. هذه حقيقة المماراة. ان ينتصر كل منهما لرأي رآه. فيأتي بالحديث ويرفع صوته ثم بعد ذلك يحصل في النفوس ما يحصل. وقد كان بعض ذلك بين الصحابة. فقد قال ابو بكر مرة لعمر ما اردت الا مخالف وهم الصحابة رضوان الله عليهم فيجب ان فيجب ان يكون المسلم مع اخيه ومع صحبته ومع خاصته متنزها عن الممارسة لان وجهات النظر في المسائل تختلف. وكلما توسع نظر المرء وتوسع عقله وادراكه علم ان النظر في بعض المسائل متفق لا يكون على جهة واحدة. تناقش مسألة من المسائل فتنظر اليها من جهة وينظر الاخر اليها من جهة اخرى. فيختلف تختلف انت وهو فاذا اختلفت فكل منكما له وجهة نظره. فاذا ما رأيت واستدللت لقولك وتعصبت ثم رفعت صوتك والاخر كذلك حتى حصلت الشحناء حصلت مفسدة ولم تحصل مصلحة والعاقل ينظر الى ان الامور التي يتناقش فيها الناس عادة في امورهم تختلف وجهاتها لها وجهات كثيرة ولها اسباب كثيرة قد يأتي ثالث ورابع فيخرج كل واحد برأي جديد يخرج كل واحد ممن اتى رأيا جديدا ووجهة نظر جديدة في المسألة المطروحة فاذا نقاش لا يعني المراء. اذا بدأت المسألة تدخل في الميراث ينتحر. وقد قال سواء كنت محقا او ترى من نفسك ان طاب مع اخيك وليس معك وقد قال عليه الصلاة والسلام من ترك المراء وهو مبطل بنى الله له بيتا في ربض الجنة ومن ترك المراء وهو محط بنى الله له بيتا في اعلى الجنة. فترك المراء محمود وهو من حق الاخ على اخيه ان لا يستدرجه في ان لا يستدرج في ان يجادله ان لا يستدرجه في ان يكون هذا يرفع الصوت على هذا حتى تنقطع الاخوة وحتى يعدو هذا ما هذا بالكلام وان لم يعدو بالكلام فقد يعدو بقلبه ويظن ان هذا قصد كذا وخالفه ويرى كذا وهذا لا يقدر هذا الى اخر ذلك من وساوس الشيطان. المراء له اسباب. اسباب نفسية لابد ان يعالجها المرء في نفسه. من اسبابه ان يظهر انه لم يستسلم في وجهة النظر. يقول رأيا خطأ فيأتي الثاني فيقول انت اخطأت. ليست كذا. هي كذا فيستعظم ان يخطأ. واذا اخطأت الحمد لله. العلماء اخطأوا في مسائل في الدماء ورجعوا عنها. اخطأ بعضهم في مسائل في الفروج ورجعوا عنها في مسائل اجتهادية. الرجوع عن الخطأ محمدة ليس بعيب. فكل من رجع عن خطأ اخطأ فهو تاب على رأسه لانه يدل على انه روض نفسه على طاعة الله. وجعل العبودية فوق الهوا. من اسباب المراء هذا الذي ذكرت. ومن اسبابه الرغبة في الانتصار. هذا يرغب في ان يكون احسن عقلا. في ان يكون احسن ادراكا من الاخر فيبدي وجهات نظر متنوعة. والاخر يبدي وجهات نظر من جهة اخرى فيريد ان يكون فائقا عليه فيوماري بان يقول هذا الذي ذكرت هذه النقطة خطأ بل الاصح انها كذا. فيدخل في مراء باسلوب يوقع الشحناء ويوقع البغضاء في القلوب. من اسباب عدم رعاية افات اللسان. واللسان فيما ينطق وفيما يتحرك به محاسب عليه. ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد. وقد قال جل وعلا لا خير في كثير من نجواهم. الا من امر بصدقة او معروف او اصلاح بين الناس. كف عليك هذا. واشار الى لسانه فقال معاذ يا رسول الله او انا محاسبون على ما نقول؟ قال فكلتك امك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على وجوههم؟ او قال على مناخرهم الا حصائد السنتهم. فمن اسباب المماراة عدم رعاية اصلاح اللسان. الاستخفاف باللسان. واللسان كما قيل الجرمي لكنه كبير الجرم. يعني ان ما يحصل من الافات عن طريق اللسان هذه عظيمة. فبها يتفرغ الاحباب بها تحصل الشحن بها تحصل العداوة بها يحصل العدو بها يدخل من يريد ان يوقع بينك وبين احبابك يدخل الكثير من جراء اللسان فمن لم احفظ رسالة في مسائل ممارات في مسائل مختلف بها التي تكون في المجالس عادة فانه يقع ولابد ويكون بينه وبين اخوانه ما لا يحصى. اخيرا في المماراة وفي المراء. المراء مضاد لحسن الخلق. فان الناظر اذا تأمل ما يجب عليه من حسن الخلق فانه لا يماري. لان المماراة فيها انتصار وفيها استعلاء على الاخر. وهذا مضاد لحسن الخلق. بل تبدي ما عندك بهدوء فان قبل منك فالحمد لله والا ستكون قد ذكرت وجهة نظرك. بعض الناس في المجالس يؤدي به المراء ان يكرر نفس الفكرة مرات عشرين مرة وهي هي يعيدها بصيغة اخرى هذا ما يحمله على ذلك يحمله الانتصار او اسباب اخرى الله اعلم بها او غفلة عن ما يجب عليه. اذا اوردتها مرة كهمت عنك فلا تمالي في ذلك لان حقيقة المراء انه مضاد لحسن الخلق المسلم مأمور بان يحسن خلقه. والنبي صلى الله عليه وسلم امرنا بذلك في احاديث كثيرة. الحق السادس من حقوق الاخوة بذل اللسان لاخيك. اللسان كما انه في حفظ العرض كففت اللسان عنه. اخيك فهنا من الحقوق ان تبذل اللسان له لان المصاحبة والاخوة قامت على رؤية الصور فقط ام على الحديث؟ انما قامت على الحديث وحركة لسان هذا مع حركة لسان الاخر تقيم بين القلوب تآلفا. فلذلك لا بد ان تبذل اللسان لاخيك. لهذا مضاح. تبذل اللسان في التودد له. يعني لا كن صحيحا بلسانك عن ان تتودد لاخيك. والنبي صلى الله عليه وسلم قال اذا احب احدكم اخاه فليعلمه فاذا اعلمه فليقل الاخر احبك الله. الذي احببتني فيه. هذا من انواع بذل اللسان. وهذا يورث المودة. يورث المحبة. ومن الناس من يقول هذه كلمة وهو غير صادق فيها او غير عالم بحقيقة معناها. يقول احبك في الله. اذا قلت لاخر احبك في الله فمعنى ذلك انه في قلبك محبة لهذا محبة خاصة في الله ولله. فيقتضي ان تحفظ حقه. اما ان تقول له احبك في الله وانت في الحقيقة لا تحفظه له حقا فما حقيقة المحبة اذا؟ الاول ان تتودد له باللسان. بمثل ان تقول له هذه الكلمة. بان تتكلم معه باحسن الكلام قد قال جل وعلا وقل لعبادي يقولوا التي هي احسن ان الشيطان ينزغ بينهم. قال وقل لعبادي يقولوا التي هي احسن فهذا بذل اللسان لاخيه ان تنتقي في معاملتك مع اخوانك ومع خاصتك بل ومع المسلمين بعامة ان تنتقي لفظ الحسن فقط؟ لا. ولكن احسن الالفاظ. لان الله جل وعلا امر بذلك فقال وقل لعبادي يقولوا التي هي احسنت ان الشيطان ينزغ بينهم. فاذا توجهت له باللسان وذكرت له احسن ما تجد فان هذا فيه اقامة علاقة الخلف ومحبة وفي هذا من المصالح التي تكون في المجتمع المسلم وفي قلوب المؤمنين بعضهما بعض ما يضيق المقام عن ذكره وعن اعداده. من التودد باللسان او بذل اللسان له من مظاهر بذل اللسان. في الاخذ ان تثني عليه في غير حضوره. اذا خلقت احدا اعلم من اخيك هذا صفات محمودة تثني عليه في غير حضوره. لانك اذا اثنيت عليه في حضوره صار مدحا. والمدح ممنوع لانه يورث عجبا. لكن تثني عليه في غير حضوره. هذا الثناء عليه لا بد ان يبلغه فتقوم المحبة صادقة. فتقوم المحبة قياما صحيح. الثاني ان ذكر محاسن اخيك عند غيرك تجعل اولئك يجتهدون في الاقتداء. ويعلمون ان الخير فيه هناك كثير يعملون به فالمرء اذا ذكر عنده الخير تشجع له. واذا ذكرت عنده الشرور فشجع لها. فذكر الخيرات في المجالس هو الذي ينبغي. اما ذكر الشرور وذكر وذكر المعايب فانه هو الذي يجب الانكفاف عنه. لان في ذكر المعايب ما ييسر سبيل الاقتداء لاهلها فيها. وفي ذكر المحاسن والثناء على اصحابها فيه ما يشجع على الاقتداء بهم فيها. فاذا من حق اخيك عليه انك اذا نظرت له من حسنة فلا تخفها. واذا نظرت اليه منه الى سيئة فاخفها. وفي ذلك من المصالح ما هو معلوم. ايضا يتبع هذا المظهر اذا اثني عليه فتدخل السرور على قلبه بابلاغه بالثناء عليه. اثنى عليك بعض الاخوة في مجلس اثنى عليك لانه هو لا يعلم. فاذا علم ان فلانا اثنى عليه صار قلبه محبا له. والناس محبون لمن احسن اليهم. احسن الى الناس تستعبد قلوبهم فطالما استعبد الانسان احسان. والاحسان يكون بالكلمة كما يكون بالفعل. فاذا سمعت ان هناك يثني عليه ستبلغ الحمد لله واثنى عليك فلان. وقال عنه خيرا نسأل الله لك الثبات. ونحو ذلك وهذا يشجعه. الاخر ينبغي له في ان ينتبه لنفسه واذا اثني عليه يعلم ان المنة من الله جل وعلا عليه عظمت وان شكر الله لملازمة ما اثني عليه من الحق والا يغتر بنفسه. من مظاهر بذل اللسان للاخ شكره على بذله وعلى حسن المعاملة. لان النبي صلى الله عليه وسلم لا يشكر الله من لا يشكر الناس. من صنع اليكم معروفا فكافئوه. اذا لم تجد ما تكافئه تجزيه خيرا. تدعو له تشكره هذا من حق الاخ على اخيه. من الناس من يأخذ ويأخذ ويأخذ ولا يعوضه ولا يفني ولا يبذل. اذا ما استطعت ان تبذل بكلمة فبذل برسالة ابذل بورقة بنصف ورقة فان هذا فيه اثرا وفيه تشجيعا فان هذا فيه اثر وفيه تشجيع لابواب الخير. وقد قال علي فيما روي عنه من لم يحمد اخاه على حسن النية لم يحمده على حسن الصنيعة. هذه المرتبة العليا. من لم يحمد اخاه على حسن النية لم يحمده على حسن الصنيعة. لان اخاك اذا بذل لك فانه فانه في اول الامر حسن نيته معك وعاملك معاملة من يريد الخير قد يكون بذل لك فعلا او يكون اراد ان يبذل ولم يحصل فتشكره حتى على حسن النية على ما قام في قلبه. لان في هذا عقد للاخوة وفيه تشجيع على بذل الخير وان يبذل كل اخ لاخيه من لم من لم يشكر اخاه من لم يحمد اخاه على حسن النية لم يحمده على حسن الصنيعة يعني لو فعل معه صنيعة فانه ربما لن يحمده عليه. الحق التابع من حقوق الاخوة العفو عن الزلات. وهذا باب واسع باب عظيم. لان ما من متعافرين ما من متصاحبين ما من متآخرين او ما من متاخين الا ولا بد ان يكون بينهم زلات لا بد ان يطلع هذا ومن هذا على زلة على هوفوة لابد ان يكون منه كلمة. لان الناس بشر والبشر خطاء كلكم خطاء وخير الخطائين في التوابون. فمن حق الاخوة ان تعفو عن الزلات. الزلات قسمان زلات في الدين وزلات في حقك. يعني زلات في حق الله وزلات في حقك عنه اما ما كان في الدين اذا ذل في الدين فيعني بمعنى فرط في واجب عمل معصية فان العفو عن هذه الا تسفرها عنه. وان تسعى في اصلاحه. لان محبتك له انما كانت لله. واذا كانت لله فان تقيمه على الشريعة وان تقيمه على العبودية. هذا مقتضى المحبة. فاذا كانت في الدين تسعى فيها بما يجب. بما يصلحها اذا كانت تصلحها النصيحة فانصح اذا كانت اذا كان يصلحها في الهجر فتهجر. والهجر كما ذكرنا لكم في درس ثالث الهجر نوعان. هناك هجر تأديب وهناك هجر عقوبة. هناك هجر لحظك. وهناك هجر لحظ المهجور. اذا كان هو عمل زلة فما كان لحظه هو اذا كان ينفع فيه الهجر فتهجره. اذا كان بين اثنين من الاخوة والصحبة والصداقة ما لا يمكن ان يستغني احدهما عن الاخر. فرأى فرأى احدهما من اخيه زلة عظيم رأى منه عفوه في حق الله جل وعلا في علم انه اذا تركه ولم يجبه اذا لقيه بوجه ليس كالمعتاد فانه يقع في نفسه انه عصى ويستعظم تلك المعصية لان هذا لا يستغني عن ذلك. فهذا يبذل في حقه الهجر لان الهجر في هذه الحال مصلحة اما من لا ينفع فيه الهجر فالهجر نوع تأثير وهو للاصلاح. ولهذا اختلف حال النبي صلى الله عليه وسلم مع المخالفين مع من فهجر بعضا ولم يهجر بعضا قال العلماء مقام الهجر في من ينفعه الهجر في من يصلحه الهجر ومقام ترك الهجر في من لا ذلك. اما ما كان من الزلات في حقه فحق الاخوة ان اولا الا تعظم تلك الزلة. يأتي الشيطان في القلب ويبدأ يكرر عليه هذه الكلمة يكرر عليه هذه الفعل حتى يعظمها يعظمها وتنقطع اواصر المحبة والاخوة يكون الامر بعد المحبة وبعد التواصل يكون هجرانا وقطيعة لحظ للدنيا. وليس لله جل جلاله. سبيل ذلك تنظر الى حسناته تقول اصابني منه هذه الذلة غلط علي هذه المرة تناولني بكلام في حضرتك او في غيبتك لكن تنظر الى حسناته تنظر انظر الى معاشرته تنظر الى صدقه معه في سنين مضت او في احواله مضت تعظم الحسنات وتصغر السيئات حتى يقوم ما عقد الاخوة بينك وبينه حتى لا تنفصل تلك المحبة. الحق الثامن من حقوق الاخوة الفرح بما اتاه الله جل وعلا. فرح الاخ لاخيه بما اتاه الله جل وعلا. الله سبحانه حسم بين الناس اخلاقهم كما قسم بينهم ارزاقهم بعضهم على بعض. فحق الاخ لاخيه وحق الاخ على اخيه انه اذا اتى الله جل وعلا واحدا من اخوانك فظلا ونعمة فتفرح بذلك وكأن الله جل وعلا خصك بذلك. وهذا من مقتضيات عقد الاخوة. وهذا طارد للحسد ومن لم يكن فرحا بما اتاه الله جل بما اتى الله جل وعلا اخوانه فانه قد يكون غير فرح مجردا وقد يكون غير اقترح وحاقد ايضا. وهذا من افات الاخوة فانك تنظر احيانا فترى ان هذا اذا رأى منه على اخيه نعمة او رأى ان قد جاءه خير وفضل من الله جل وعلا. واسأل الله جل وعلا عليه نعم خاصة بها تميز عمن حوله او تميز عن اصحابه انه يأتي ويعترف بنفسه لهذا لما اوتي هذا الشيء او ينظر في نفسه ان هذا لا يستحق هذا الشيء او نحو ذلك. وهذا من مفسدين عقد الاخوة بل الواجب ان تفرح بل الواجب ان تتخلص من الحسد. وينبغي لك ان تفرح لاخيك وان تحب له كما تحب لنفسك. وقد قال عليه الصلاة والسلام لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه. قال اهل العلم فيؤمن شأن الايمان الكامل. لا يؤمن احدكم الايمان الكامل حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه. تحب لاخيك ان تكون تحب لنفسك ان تكون ذا مان فكذلك احب لاخيك ان يكون زمان تحب لنفسك ان تكون ذا علم احب لاخيك ان يكون ذا علم تحب لاخيك تحب لنفسك ان عليك كذلك احب لاخيك ان يثنى عليه وهكذا في امور شتى وكثيرة فطاردوا الحسد ان تفرح بما من الله جل وعلا به على اخوانه وكأن الله وكأن الله جل جلاله حباك بهذا. فان المؤمن ينبغي له ويستحب بل ويتأكد في حقه ان يحب لاخوانه ما يحب لنفسه. وقوله عليه الصلاة والسلام لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب يحب لنفسه يعني من الخير كما جاء ذلك مقيدا في رواية اخرى. فامور الخير بعامة احب لاخيك ما تحب لنفسك ولا تحسد احدا على شيء من فضل الله ساقه اليه. في المال. اذا انعم الله جل وعلا على اخيك بمال وكرت انت معدما مثلا. او المال وذاك في عز وفي مال وفير. تستغرب من تصرفاته تستغرب من مشترياته. تستغرب من احوالك تستغرب من كرمه الى اخر ذلك. فاحمد الله جل وعلا على ان جعل اخاك بهذه المثابة وكانك انت بهذه المثابة ووطن نفسك على ان يكون ما انعم الله به على اخيك كانه انعم به عليه. كذلك في العلم من الناس من لا يفرح بما اتى الله جل وعلا اخاه من العلم. يسمع اخاه مثلا حقق تحقيقا جيدا او تكلم في مكان بكلام جيد. او القى خطبة جيدة جيدة. او اثرت الناس بتأثير في العلم حق العلم مساقا حسنا ونحو ذلك فيظل يعترض في نفسه ذلك ولا يطرح ان كان اخوه بهذه المثابة وعلى هذه الحال. هذا لا بل من حقوق الاخوة ان تفرح لاخيك بالعلم. اذا كنت مثلا لست مثله في العلم او كنت متخلفا عنه في العلم وكان هو احد فهم او كان احد حفظا او نحو ذلك فسبقك في ذلك فاحمد الله جل جلاله ان سخر من هذه الامة وان جعل من هذه الامة من يبذل هذا الواجب ويكون متقدما فيه. لا تكن حاسدا لاخوانك على هذا والحسد داء قاتل ومذهب للحسنات كما قال عليه الصلاة والسلام اياكم والتحافي. فانه يذهب الحسنات كما فانه يأكل الحسنات. كما تأكل النار الحطب. وهذا يكون تارة في العلم تارة في المال وتارة في الجاه وفي امور كثيرة. كذلك هذا وهذا متع خير صاحبا. يرى هذا ان اخاه يقدم عليه ان اخاه له في المجالس كلمة ان اخاه له جاه انه مقدر وهو ليس كذلك فيحمله هذا على ان يكون في قلبه شيء على اخيه وهذا لا ينبغي بل هذا يدخل في الحسد والواجب عليه ان يتخلص من الحسد لان الحسد محرم هو الذي ينبغي في حقه ان يحب لاخيه كما يحب لنفسه وكأنه هو الذي من الله جل وعلا عليه بذلان. كذلك في الدين والصلاح الناس من ينعم الله عليه بان يفتح له باب من ابواب الخير في العبادة. فيكون كثير الصيام او كثير الصلاة وقد سئل الامام مالك رحمه الله تعالى على فقيل له انت الامام انت مالك وشأنك في الناس بهذه المثابة ولا نراك كثير التعبد لا نراك كثير الصلاة لا نراك كثير الصيام لا نراك مجاهدا في سبيل الله. فقال الامام مالك لهذا الذي اورد عليه هذا الايراد؟ قال ان من الناس من يفتح الله عليه باب الصلاة. ومنهم من يفتح الله عليه باب الصيام. ومنهم من يفتح الله عليه باب الصدقة. ومنهم من الله عليه باب الجهاد في سبيل الله ومنهم من يفتح الله عليه باب العلم وقد فتح لي باب العلم ورضيت بما فتح الله لي من ذلك. الناس يختلفون. فاذا رأى اخا له متعبدا والناس يثنون عليه بتعبداته. قد يحمله عدم الفرح بهذا بالثناء على اخي ان يذكر عيبا من عيوبه. ان يذكر مقالة اخطأ فيها. ان يذكر شيئا من الاشياء التي ينقص بها من قدره. وهذا مخالف لما ينبغي في حقه وان يكون مع اخيه محبا له كما يحب لنفسه وان يسعى في ان يكون اخوه مثنى عليه ولو كان هو لا يعرف فليست المسألة بالمقام بين يدي الناس بل المسألة بالمقام بين يدي الله جل وعلا بل المسألة في تخليص القلب وتخليص من ان يكون فيها غير الله جل جلاله. وقد ثبت في الحديث الصحيح في مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله لا ينظر صوركم واجسامكم وانما ينظر الى قلوبكم واعمالكم. ينظر الى القلوب وينظر الى الاعمام قد يكون المرء غير معروف لا احد يعرفه لكن هو عند الله جل وعلا بالمقام العظيم كما جاء في الحديث ان من عباد الله من لو اقسم على الله لابره. هناك حقوق اخر اذكر منها اثنين في حق التاسع والعاشر. وتنظرون فيهما وتفرق كما ذكرنا الحق التافه ان يكون بينك وبين اخوانك تعاون في الخير والصلاح وقد امر الله جل وعلا بذلك في قوله وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان الحق العاشر والاخير ان يكون بين اصحاب الاخوة الخاصة وتآلف فيما بينهم والا يكون عند الواحد منهم انفراد للامر بل يكون التشاور والله جل وعلا مدح المؤمنين بذلك في قوله وامرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون. وهذا وهذان الحقان التاسع والعاشر يحتاجان الى تفصيل والى بيان لكن ضاق الوقت عنه اسأل الله جل وعلا ان يجعلنا جميعا من المتحابين فيه المتعاقدين الذين قال فيهم اين المتحابون بجلالي؟ اليوم اظلهم في ظلي يوم لا ظل الا ظلي. واسأل الله جل وعلا ان يجعلني واياكم من المتعاونين على البر والتقوى المتناصحين في ذلك الباذلين الخير المفتحين ابواب الخيرات المغلقين ابواب السرور وان يجعلنا ممن يقصدون باعمالهم وجه الله جل وعلا. وان يمن علينا بذلك فانه لا حول لنا ولا قوة الا به سبحانه اسأله ان يغفر لنا ولوالدينا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولاخواننا المسلمين عامة وان يوفقنا الى ما يرضيه وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد. تنبيه اول هناك اعلان صدر من مكتب الدعوة فيما بلغت به ولم اره ان الدروس هي يوم الاربعاء. وقد غلق بعض الناس في ذلك والتصلي واحد بالامس يظن ان الذبح صار يوم الاربعاء هذا لا صحة له. فالدرس يبقى على هذا اليوم يوم الثلاثاء بعد المغرب كما هو. والاعلان الذي وضع لا يعني ليس بصحيح. اه الملاحظة الثانية على الاسئلة التي ترد او الملاحظات لانها جاءت في اسئلة وتأتي ايظا ملاحظات على بعظ المقالات او بعض الكلمات التي اقولها. بعض الاسئلة تكون بخط دقيق وهذا يتعبني وانا في هذا الوضع كما ترون. فحبذا لو تكون بخط كبير لاجل ان اقرأه بسهولة. الثاني ان من له نصيحة او له ملاحظة وانا كغيري لا يترفع عن ذلك هو المؤمن مرآة اخيه حبذا ان يذكرها ان يذكر النصيحة بعبارة لطيفة اولا ثم يذكر النصيحة او ملاحظة التي لاحظها ويكون معها يكون معها اسم الكاتب ويلاقينه هو لانها احيانا تكون اشياء اريد ان ابين له وجه الكلام فيها فلا اعرف يورد ايرادا ويورد اشكالا فلا نعرف من السائل والعلم فوق الجميع. مثاله رسالة جاءتني قبل الصلاة الذي اتى بالرسالة يقول ان احد الاخوة اعطاه اياها عند باب المسجد. وهذا اتى بالرسالة فلما قرأتها فهي ملاحظة على كلمة لي في الاصول الشرعية للتعامل مع الخلق. الدرسين اللي هو بعد الحج بالاصول الشرعية للتعامل مع الخلق. فقال في رسالته انك ذكرت كيف نتعامل او كيف ما هو الحق الذي يجب لولاة الامور. ولم تذكر الحقوق التي تجب على ولاة الامور قصور لانك اذا ذكرت الحق الذي لهم يجب ان تذكر الحق الذي عليه. وهذا السائل ما رأى المنهجية في السؤال لان المحاضرة او عنوان الدرس كان الاصول الشرعية للتعامل مع الخلق. وكان هناك انواع من الخلق ذكرناهم ومنهم ولاة الامور كيف التعامل معهم؟ لانه هو العنوان. فاذا اردنا ان ندخل في مسألة ليس لها صلة بالعنوان ربما احتج او اعترض ايضا بعض الناس لانه خرج عن هذه المسألة. خرج عن اصل الكلام الى شيء غير متعلق اصل الكلام. فلهذا نقول ان هذه الدروس انا اجتهد بقدر الامكان ان تكون مرتبة منهجية حتى ينتفع منها المتلقي. واذا كان كذلك فلابد ان تكون على خطة مرسومة يعني وعناصر موضوعة لا ادخال لشيء لا علاقة له بالمحاضرة فلما كان كان ذلك الدرس الاصول الشرعية للتعامل مع الخلق كان الايراد بذكر جانب من الجوانب وهو ما اورده او ما ذكرته واعتراض المعترض لم يكن فيه رعاية لهذه المنهجية. العلم هو الذي يحكم الجميع. انا وانتم الكبير والصغير لا احد يترفع على العلم. العلم هو على الجميع. فما من جهة العلم نرزق له. ان وافق اهواءنا او خالفها. والمرء يجب عليه ان يكون هواه تبعا لما جاء به عن النبي صلى الله عليه وسلم. والعلم هو الطريق. فاذا علمنا ان العلم هو كذا فهو فوق الجميع. لهذا نقول ان النصيحة او الملاحظة اذا بعلم ليس برأيي فانها تكون مؤثرة وتكون نافعة. اما اذا جاءت مثلا رسالة ونصيحة بدون علم رأيهم هو يرى هذا الشيء يرى انه يكون كذا وكذا وكذا. لكن لم يدلل عليها لم يذكر كلام اهل العلم فيها. لم يكن تكن بصيغة علمية. فهل يريد ان يفرض رأيه على على المخاطب عليه مثلا او على غير لابد ان يكون الكلام في النصائح التي مثلا توجه اليه او في المخاطبات كونوا بعلم والعلم فوق الجميع يرزق له الجميع. اما اذا كانت رأيا مجردا ارى كذا وانت ذكرت كذا ولم تذكر كذا. وما رأى من هدية او ما رأى علما في اه ما اورد فان الكلام لا يكون ذا فائدة هو مشكور وغيره ممن يبدي ذلك وجزاهم الله خيرا اسأل الله ان يجعلنا ممن يتعاونون على البر والتقوى لكن نريد ان تكون هذه الدروس لها منهجية لها صفة علمية تربوية دعوية خاصة مؤصلة ليست اراء ليست افكار متناقضة او افكار تأتي من ها هنا وها هناك والا فيمكن انها في يد وابدأ بالكلمة ما طرأ على ذهنه افك موظوع من هنا وموضوع من ها هناك بحسب ما تيسر وتجتمع ربما مادة مفيدة لكن ما تكون مؤصلة في المسائل لهذا حبذا لو ينطبق ذهن المتلقي او ذهن الناخب او ذهن الكافر بالطريقة العلمية يعني يرتب انه على العلم يكون الذهن هاديء ويتعامل مع المسائل بعلم وباحقاق ما قاله العلماء في فهمهم لنصوص الكتاب والسنة. نكتفي بهذا القدر والاسئلة تجمع ان شاء الله. ويكون هناك لقاء خاص بالملتقى من الاسئلة. هذا وصلى الله وسلم وبارك مع تحيات مركز الوسائل بوزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد بالمملكة العربية السعودية