الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى احمده حق حمده. له الحمد كله اوله واخره ظاهره وباطنه. واشهد ان لا اله الا الله اله الاولين والاخرين لا اله الا هو الرحمن الرحيم واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صفيه وخليله خيرته من خلقه بعثه الله بالهدى ودين الحق بين يدي تعث بشيرا ونذيرا داعيا اليه باذنه وسراجا منيرا. بلغ الرسالة وادى الامانة ونصح الامة وترك على محجة بيضاء سبيل لا لبس لا لبس فيه ولا غبش حتى اتاه اليقين وهو على ذلك فصلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته واقتفى اثره باحسان الى يوم الدين اما ما بعد فحيا الله هذه الوجوه المتوضئة المباركة في هذا المسجد المبارك وفي هذا المجلس من مجالس ذكر الله عز وجل تدبر اياته هنيئا لاصحاب في هذه المجالس فما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم وهذا ما دارت عليه هذه المحاضرات في سلسلتها حيث انها تتناول ايات من كتاب الله يتلونها ويتدارسونها بينهم ونحن في هذه الليلة نقف مع ايات من كتاب الله الحكيم نتلوها. ونتدارسها ونتدارسها من الله عز وجل ان يبلغنا ما وعد المجتمعين فيه. التالين لكتابه المتدارسين لاياته فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون ايات الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم الا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة وتنزلت عليهم السكينة وذكرهم الله تعالى فيمن عنده اربع اتصال واربع فوائد لو عدلت بالدنيا كلها لكان الفوز بها اعظم الفوز ولكان الفوز بها ارجح من كل فوز بامر الدنيا فان تنزل الرحمة وغشيان السكينة ومرافقة ملائكة الرحمة وملائكة البركة وفوق هذا كله ذكر الله تعالى لك في الملأ كل ذلك اعظم من كل ما يمكن ان يفوز به الانسان في الدنيا. اذا وزن ذلك بميزان قسط وعدل فان ذكر الله جل وعلا يرتفع به الناس. وتعلو به منازلهم ويدركون به خيرا عظيما. قال النبي صلى الله عليه وسلم لاصحابه كما في صحيح الامام مسلم من حديث عقبة بن عامر ايكم يود لو غدا الى بطحان بطحاء في المدينة مكان فجاء منها بناقتين ماوين يعني سمينتين مباركتين. فقال كلنا يرجو ذلك يا رسول الله. كلنا يتمنى ان يروح يذهب الى السوق من السوق او من مكان التبظع بانفس ما يكون من المال. ليش النبي قال بناقتين كوماوين؟ لان انفس مال عرب في ذلك الزمان هو الابل. ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم لان يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم وانما ذكر هذا اي من اجاويد الابل انما ذكر هذا النبي صلى الله عليه وسلم لاجل انه انفس مال فلما قال هذا القول في هذه القصة قال ايكم يود ان يذهب الى بطحان ويرجع منها بناقتين كوماوين يعني بانفس كسب يمكن ان يكسبه في يومه. قالوا كلنا يرجو ذلك يا رسول الله. قال اذا غدا احدكم من المسجد فقرأ اية او ايتين عاد بناقتين كوماوين او بثلاث هذا الفضل العظيم هو مضمار المسابقة هو ميدان التنافس لو عقل الانسان الميدان الحقيقي للمسابقة والمنافسة ان الناس يتسابقون على كل ما يكون من كسب الدنيا ولا لوم عليهم في هذا اذا لم يقع ذلك على وجه يخالفون فيه امر الله او انه يشغلهم عما يقربهم اليه فان التكسب وابتغاء فضل الله عز وجل مما امر به في كتابه. قال جل وعلا يا ايها الذين امنوا اذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا الى ذكر الله واذروا البيع. اتركوا كل ما يعوقكم ويمنعكم من ذكره والوصول الى فظله وبلوغ احسانه والقيام بما فرض عليكم ثم قال جل في علاه فاذا قضيت الصلاة فانتشروا في الارض وابتغوا من فضل الله. فضل الله هنا التجارات والاموال والمكاسب واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون في سعيكم لا تغفلوا عن الله لذلك ينبغي ان نعرف ان الميدان الحقيقي للسباق والميدان الحقيقي للفضل هو في قدر فهمك وتلاوتك لهذا الكتاب هذا الكتاب ايها الاخوة هو رسالة الله لنا ومن رحمة الله ان جعله ميسرا. فليس فيه صعوبة ولا عناء ولا مشقة في تفهمه وتلاوته بل قد قال الله جل في علاه ولقد يسرنا القرآن للذكر هل من مدكر؟ ما قال هل من تال؟ قال هل من مدكر؟ لان المقصود من تلاوة القرآن الادكار والادكار هو للتذكر والاتعاظ والاعتبار والانتفاع بما فيه. ذاك افظل ما يتسابق فيه المتسابقون وبه يدركون سعادة الدنيا وفوز الاخرة. القرآن يخرجك من كل ضلالة. ويقودك الى كل هداية يسوقك الى فوز الدنيا الى نجاة الدنيا وفوز الاخرة. كل رشد تجده في هذا الكتاب اذا املته كل هداية تطلبها تجدها في ثنايا هذا الكتاب لكن ليس ذلك بقراءة الفاظه مع تغييب معانيه لا يظن الظان ان الشأن في ان تقرأ القرآن دون ان تتدبر معانيه. ان تدبر معاني القرآن هو المفتاح. الذي به يدرك الانسان هدايات القرآن. يدرك به بركاته. الله جل وعلا يقول ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوام هذا كلام ربنا الذي يصف به ما الذي ينتجه هذا القرآن اذا اقبل عليه الناس؟ اذا تدبروه اذا اتعظوا بما فيه اذا تلوه متذكرين ومعتبرين بما فيه من الحكم والاخبار والاسرار والمعاني والاحكام. انها فتوحات من فتح له في هذا الكتاب فقد فتح له باب خير عظيم ذلك قال عبد الله ابن ابن عبد الله ابن عمر رضي الله تعالى عنه من حفظ القرآن فكأنما ادرجت النبوة بين جنبيه يعني من حوى صدره كلام الله عز وجل فهو في المنزلة كمن جمعت النبوة التي جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم بين جنبيه يعني معه كل اسباب الهداية. فاذا حرم منها فذاك لخلل فيه والا فقد اتاه الله النور. الذي به القلوب وبه تضيء السبل. وبه يدرك الهداية. لذلك من العجب ان يؤتى احد القرآن ويتمكن من الوصول الى هداياته ثم يعرض عنه. هذا هو الذي ذكر الله تعالى شأنه في بقوله ومن اعرض عن ذكري فذكره كتابه. ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة اعمى. قال رب لما حشرتني اعمى وقد كنت بصيرا. قال كذلك اتتك اياتنا كل اية بهذا القرآن برهان دليل حجة لذلك سميت ايات القرآن ايات لانها حجج وبراهين تدل على الطريق المستقيم يخرج بها الانسان من كل ضلالة ويهدى بها الى كل هداية. فمن رمى الهدى من طلب الهداية فليقبل على الكتاب نحن ايها الاخوة في زمن ملتبس وكثرت فيه الاختلافات وتنوعت فيه الطرائق وكل يدعي الحق لكن الذي يحكم على ذلك كله هو هذا القرآن. فانه حكم فصل. فاذا وافق عملك او قولك او ما ترى من السبل والطرق هدايات القرآن فانه الحق والهدى. وان كان غير ذلك فقد نلت عن اما يمنة او يسرة ان من نعمة الله تعالى على عباده ان نوع هذا الكتاب فهذا الكتاب العظيم ايها الاخوة ليس على الاحكام ولا مقصورا على جانب من جوانب شأن الانسان. بل ان الكتاب العظيم حوى كل هداية ودل على كل خير ففيه احكام وفيه اخبار وفيه هدايات تتعلق بصلة الانسان بربه وهدايات تتعلق بصلة الانسان الخلق وهدايات تبين له معاشه وتكشف له احوال معاده اي انه تضمن كل ما يحتاج اليه الناس في امر دنياهم وفي امر اخرتهم. ما ما في الكتاب من شيء فالكتاب قد حوى بيان كل شيء كما قال جل وعلا تبيانا لكل شيء ففيه التبيان لكل شيء ولما يقول الحق تبيانا لكل شيء فانه وصف مطابق للواقع. لكن هذا التبيان وهذه الهدايات لا يتوصل اليها كل من قرأ القرآن انما هي فتوحات يفتحها الله تعالى على من صفت قلوبهم وصحت افهامهم ولزموا نهج نبيهم والتزموا سنته ظاهرا وباطنا. وصحت قصودهم. وحط تحت هذا القيد عدة خطوط لانه من اهم اسباب الهداية للخير ان يكون القصد صحيحا. فان الله حرم اصحاب المقاصد الرديئة ان يصلوا الى هدايات القرآن. هذا القرآن من اقبل عليه صادقا في ارادة الهدى لا يمكن ان يخيب. لا يمكن ان ان يرجع خائبا مطلقا. فاذا اقبل احد يطلب الهداية من القرآن وعاد منه بظلال فهذا لقصور اما في قصده ونيته وارادته واما في فهمه تأمله وتدبره. لا يمكن ان يصدق احد في ارادة الهداية من القرآن ويرجع منها على غير هداية. لذلك يقول ابن عباس يقول ابن مسعود رضي الله تعالى عنه كم من مريد للحق لا يبلغه كم مريد للحق هناك من يريد الحق تصح نيته لكن يقصر فهمه ادراكه فلا يصيب الحقيقة. ولا يدرك الهداية لكن من جمع بين صحة القصد وسلامة الفهم لابد ان يصل الى اسرار هذا الكتاب. يفهم معاني هذا القرآن. يفتح الله تعالى له فيه من الفتوحات ما ليس لغيره. هذا ليس كشفا صوفيا غاليا ولا الهاما كما يقول من يقول انه حدثني قلبي عن ربي لا هذي طرق منحرفة انما هذا حقيقته ايها الاخوة هو ان الله يجلي المعاني لمن صحت قصودهم فيتبينون من القرآن ومعانيه وفق قواعد اللغة وطرائق الاستنباط ما يفهمون به اسرار الكتاب لكن لا يمكن ان يأتي احد ويفسر القرآن على غير وجهه ويقول فتح لي فيه لا ليس هذا هو المقصود ولا هذا هو المطلوب ولا هذا هو المراد بالفهم الذي تنفتح به مغلقات الكتاب. الله تعالى يقول في محكم الكتاب والذين جاهدوا فينا لنهدينهم هم سبلنا قف عند هذه الكلمة والذين جاهدوا فينا ثلاث كلمات او اربع والذين جاهدوا في ذلك ثلاث كلمات. هذه الثلاث كلمات ايها الاخوة تضمنت امرين الامر الاول البذل بذل الوسع والطاقة في اصابة الحق في اصابة الحق الثاني الاخلاص في ذلك وهو انه يريد ما عند الله يريد ان يبلغ ما عند الله في هذه الكلمات ثلاث بيان انه لابد لمن اراد اصابة الحق من ان يتوافر فيه هذان شرطان اللي تو قلناهم وهما ايش سلامة القصد وصحة النية مع بذل الوسع والاجتهاد في صحة الفهم. عندهم عندما يجتمع هذان يتحقق والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا يقول لنهدينه من لام هنا وقع في جواب القسم. يعني والله يقسم الله عز وجل انه سيهديهم سبله ايضا الطرق الموصلة اليه ولا طريق يوصل اليه الا ما كان عليه سيد ولد ادم صلوات الله وسلامه عليه. فان الله قد سد كل الطرق موصلة اليه الا الطريق الذي سار عليه نبينا محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم. لذلك قال الله جل في علاه ما اتاكم رسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا. قفوا عند ما جاء به اخذا فيما امر وتركا فيما ما نهى عنه وزجر الوجه الاخر يقول لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة. لذلك كل هداية ترجوها انما هي من طريقه صلوات الله وسلامه عليه. ولهذا كل من خرج عن سبيله واختط طريقا غير طريقه فانه لن يصل الى الهدايات ولن يصل الى ما يؤمل من سعادة الدنيا وفوز الاخرة اتعلمون ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انا اول شفيع في الجنة كما في الصحيحين من كما في صحيح الامام مسلم من حديث انس انا اول شفيع في الجنة جاء بيان هذا في حديث اخر يقول صلى الله عليه وعلى اله وسلم فاتي باب الجنة بعد ان يمر الناس على الصراط وينتهي آآ من كتب الله ان يكون من اهل النار اما خلودا واما عقابا يأتي النبي ومعه اهل الايمان باب الجنة. يقول فاستفتح وهذا من معاني انا اول شفيع في الجنة فاستفتح فيقول الخازن من؟ فيقول محمد فيقول الخازن بك امرت لا افتح لاحد قبلك اللهم صل على محمد بك امرت لا افتح لاحد قبلك. لماذا؟ لانه سيد ولد ادم صلوات الله وسلامه عليه. يقول ابن القيم وهذا يدل على ان كل من اراد دخول الجنة فانه لن يدخلها الا بلزوم طريقه. صلى الله عليه وسلم. لانه اذا كان لا لا يفتح الا فانه لن يدخل الا من كان على نهجه وسنته وطريقه وسبيله والا فانه سيرد. ولهذا في اول مواقف القيامة عند فصل القضاء بين الناس عندما يرد الناس حوض النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم يأتي اقوام يريدون ان يردوا حوضه ليشربوا منه من ظمأ ذلك اليوم العظيم الذي كلنا سنقف فيه. هذا اليوم ما هو بيوم لناس اخرين او لقوم اخرين او لخلق اخرين هذا اليوم سيمر علي وعليك وسنكون في ذلك الموقف نسأل الله ان يجعلنا ممن يفد اليه امنا وان يجعلنا ممن يفوز في ذلك الموقف. يريدون الحوض فيرد قوم يقول فتذودهم الملائكة تحجزهم تمنعهم فقل اصيحابي اصيحابي فيقول له اولئك الملائكة انك لا تدري ما احدثوا بعدك فاقول سحقا سحقا اي يستحقون ما جاءوا به ما نالوه يستحقون ما نال ما نزل بهم وما نالوه من المنع لكونهم بدلوا وغيروا وخرجوا عن نهجه وصراطه وما كان عليه صلوات الله وسلامه عليه اذا كل سعادة يرجوها الانسان فانها في هذا الكتاب. نحن ايها الاخوة في هذا المجلس عنونا هذا المجلس في اية في كتاب الله تعالى في سورة ياسين وهي قوله جل وعلا يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين هذه الاية الكريمة جاءت في سياق مثل ضربه الله في كتابه وهذا المثل قال فيه جل وعلا واضرب لهم مثلا اضرب لاهل مكة الذين كذبوك وعاندوك وجحدوا ما جئت به من الهدى ودين الحق اضرب لهم مثلا اصحاب القرية اذ جاءها المرسلون فليس رسولا واحدا بل جاء جمع من الرسل يقول تعالى في قص هذه هذه القصة وهذا نبأ هذا هذه القرية التي جعلها الله تعالى مثلا اذ ارسلنا اليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث من رحمة الله بهم ان ارسل اليهم ثلاثة من الرسل وليس رسولا واحدا اما لشدة تكذيبهم واما لكثرتهم واما لحكمة اقتضاها علم الله تعالى بحالهم. فبعث الله اليهم ثلاثة من اذ ارسلنا اليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث فقالوا الجميع انا اليكم مرسلون من من مرسلون من الله جل في علاه قالوا ما انتم الا بشر مثلنا وما انزل الرحمن من شيء ان انتم الا تكذبون هذا موقفهم من هذه الرسالة احتجوا اولا برد رسالة هؤلاء بانهم بشر وهذه حجة متكررة على السنة القوم كلما جاء رسول قال له قومه وش اللي ميزك عنا؟ ما الذي خصك دوننا؟ انت بشر فلا تستحق ان تكون مميزا عنا برسالة لكنهم اضافوا الى ذلك شيئا فقالوا وما انزل الرحمن من شيء تكذيب بكل ما انزل الله عز وجل ان الا تكذبون تأكيد هذه نتيجة لتلك المقدمة هذه النتيجة لتلك المقدمة قالوا الرسل عندما وجدوا بهذا قالوا ربنا يعلم انا اليكم لمرسلون بقا لن يقول اين الحجة؟ لماذا لم يأتوا باية الله ما ذكر اية من اياتهم مع انه ما من رسول ارسله الله الا وقد اتاه من الايات اي المعجزات والبراهين ما على مثله يقين من المرسلين قالوا انا تطيرنا بكم لان لم تنتهوا لنرجمنكم وليمسنكم منا عذاب اليم. انا تطيرنا بكم يعني تشاءمنا بكم تم شؤم علينا. من يوم جيتوا وحنا ما نشوف الا الشر يؤمن البشر لكن هنا لم يذكر الله تعالى اية لم لم يخبر في هذه الاية عن عن شيء من مما امدهم به من الايات الدالة على صدقهم كما جرى من مع موسى عندما القى العصا فتحول الثعبان واخرج يده فاذا هي بيضاء للناظرين والايات التي امدها به وعيسى والنبي صلى الله عليه وسلم اتاه الله من الايات ما ما فاق كل ايات الرسل. ايات النبي معجزات النبي صلى الله عليه وعلى وسلم فاقت كل معجزات المرسلين ولذلك ما في اية اوتيها نبي قبل النبي صلى الله عليه وسلم الا واوتي نبينا مثلها واعظم منها. بل النبي اعطي شيئا لم يعطه احد من صلوات الله وسلامه عليه لقائل يقول طيب موسى ضرب الحجر بالعصا فانفجرت ماء اثنتا عشرة عينا وانبزت اثنتا عشرة عينا كما قال الله تعالى اين هذا في ايات النبي صلى الله عليه وسلم؟ يقول عند النبي ما هو اعظم؟ اغريب ان يخرج الماء من الحجر؟ لا. ليس غريبا انه لما ضرب خرج هذي الاية لكن خروج الماء من الحجر اليس ذلك مألوفا؟ قال الله تعالى ثم قست قلوبهم فهي كالحجارة او اشد قسوة وان من الحجارة لما يتفجر منه الانهار. يخرج منها انهار مو فقط ماء. فخروج الماء ليس غريبا من الحجر. النبي صلى الله عليه وسلم اعطي اعظم من هذا وهو ان الماء نبع من بين اصابعه اللهم صل على محمد نبع من بين اصابعه خرج الماء من بين اصابع النبي وهذا من الايات العجيبة التي ليس لها نظير في ايات المرسلين السابقين ولهذا انتبه لهذه القاعدة كل اية كل معجزة اعطيها نبي النبي محمد صلى الله عليه وسلم اعطيها واعظم منها اعطيها واعظم منها. فانه صلى الله عليه وعلى اله وسلم رسالته رسالة عامة فكان مما يستدعي تصديقه ان تكون اياته خارجة عن نسق الايات السابقة ثقة واعطاه واعطاه الله اية باقية ما بقي الليل والنهار الى ان يرث الله الارض ومن عليها وهو هذا الكتاب يقول النبي صلى الله عليه وسلم ما من نبي الا اعطاه الله من الايات ما على مثله امن البشر. وكان الذي اوتيته. يعني كان الذي خصني الله به وحيا اوحاه الله اليه هذا القرآن فارجو ان اكون اكثرهم تابعا. ببركة القرآن كان النبي صلى الله عليه وسلم اكثر الانبياء تابعا ولا زال هذا القرآن معجزا باياته وبراهينه وحججه. الرسل صلوات الله وسلامه عليهم الثلاثة هؤلاء. لما كذبهم قومهم بماذا اجابوا هذا التكبير قالوا ربنا يعلم انا اليكم لمرسلون حجتهم علم الله واطلاعه وكانهم يقولون لو كنا نكذب عليه لابانا من كذبنا لابانا من حالنا ما يظهر به كذبنا فكل من ادعى النبوة يظهر الله من حاله ما يصدق دعواه ان كان صادقا. او يبين كذبه ودجله ان كان دجالا اعظم من يدعي النبوة وهو كاذب الدجال الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم شر غائب ينتظر مع هذا على كثرة ما اعطاه الله من خوارق العادات الا ان الله يظهر كذبه وكذبه بين ملازم له مكتوب بين عينيه كفاء يقرأها كل مؤمن كاتب او غير كاتب. يعني امي او متعلم. هذه اية ملازمة ثم اية اخرى يدعي انه اله رب انه اله العالمين وانه رب العالمين وقد ابان الله من حاله ما يبين كذبه فهو اعور ولو كان ربا لدفع النقص عن نفسه لكنه كاذب ولذلك اشهد الله العالمين على كذبه بعوره ثم انه يسلط عليه عيسى ابن مريم عليه السلام فيظهر بذلك كذبه للناس بل يقتل ولو كان ربا لما قتل فانه يدركها بعد ان يذوب كما يذوب الماء الملح في الماء لكن يدركه عيسى ابن مريم فيقتله وحتى يقيم البينة يري حجة وبرهان. المقصود انه ان هؤلاء الرسل صلوات الله وسلامه عليهم لما كذبوا من اقوامهم قالوا الله يعلم انا اليكم لمرسلون. فاكتفوا بعلم الله واستشهدوا الله وكفى بالله شهيدا فلو كانوا كاذبين لاقام الله من الحجج والبراهين. والدلائل ما يكون به كذبهم ظاهرا بينا قالوا وما علينا الا البلاغ المبين يعني لن نأسف على عدم ايمانكم فان الذي اوكلنا الله تعالى اوكل اوكله الله تعالى الينا وجعله لازما لنا هو التبليغ وما علينا ليس علينا الا البلاغ المبين. قالوا انا تطيرنا بكم لم تنتهي القصة عند هذا. بل تمادى اولئك في النيل والتنقص هكذا قالوا لي لرسلهم انا تطيبنا بكم. ثم بعد التنقص وانهم رأوا اضافوا اليهم الشؤم والشؤم في اعماله قالوا مهددين للرسل لان لم تنتهوا اي لئن لم تقتصروا وتكفوا عما تدعونه من رسالة لنرجمنكم وليمسنكم منا عذاب اليم اي عذاب مؤلم فبماذا اجابت الرسل قالوا طائركم معكم طائركم معكم. يعني شؤمكم هو بسبب اعمالكم هذا معنى قوله اه قولهم طائركم معكم اي شؤمكم انما هو بسبب اعمالكم كما قال الله تعالى ما اصابك من حسنة فمن الله وما اصابك من سيئة حسنة نعمة ما اصابك من حسد فمن الله وما اصابك من سيئة فمن من نفسك. هذه المقالة التي قالها هؤلاء للرسل قيلت لنبينا صلوات الله وسلامه عليه قال له المشركون كما في سورة النساء ان تصيبهم حسنة الله تعالى يقص علينا ذلك. يقول ان تصبهم اي هؤلاء الكفار حسنة يقول هذه من عند الله. وان تصبهم سيئة يقولون هذه من عندك يعني بسببك يا محمد بشؤمك وشؤم دعوتك التي جاءت التي جئت بها. وهذا معنى قولهم انا تطيرنا بكم ومعنى قوله طائركم معكم قال في سورة النساء قال قل كل من عند الله قل كل من عند الله فما يقع من شيء من محبوب او مكروه هو بقضاء الله وقدره وله اسباب ومن اسبابه معصية الانسان كما قال ما اصابك من حسنة فمن الله وما اصابك من سيئة فمن نفسك. الرسل اجابوا قومهم في هذه القصة بماذا بانه ما وقع من تشاؤم وما وقع لكم من شؤم ليس بسببنا ولا بسبب دعوتنا انما هو بسبب بشرككم وكفركم ومعصيتكم واعمالكم الرديئة. قالوا طائركم معكم. اان ذكرتم يعني لاجل اننا ذكرناكم تقولون هذه المقالة بل انتم قوم مسرفون والاسراف هو تجاوز الحد في كل امر سواء كان ذلك في الاموال او في الاقوال او في الاعمال والله لا يحب المسرفين. سواء كان اسرافهم في المال او في القول او في العمل وكثير من الناس يقصر الاسراف فقط على ما يتعلق بالمال وصرفه. وهذا خطأ في معنى الاسراف اذ ان الاسراف يشمل كل تجاوز للحد. كل خروج عن عن القدر آآ المستحق في اي شأن سواء كان في قول او في عمل او في آآ مال سواء كان في حق الله او في حق الخلق بل ان انتم قوم مسرفون انتهت القصة والمحادثة بين الرسل واقوامهم جاء خبر قال وجاء من اقصى المدينة رجل يسعى في اثناء هذا الخصام وهذه المعاندة من هؤلاء لرسلهم جاء رجل من اقصى المدينة اي من ابعدها مكانا ما ذكر الله اسمه ما قال فلان ولا ذكر وصف الا انه رجل لكنه يعلمه جل وعلا وهنا يبين لنا ان الذي يقدم الناس عند رب العالمين ليس انسابهم ولا مناصبهم ولا اعمالهم انما الذي يقدمه يقدمهم اعمالهم لهذا جاء في الصحيح من حديث ابي هريرة في صحيح الامام مسلم قال النبي صلى الله عليه وسلم من لم من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه من بطأ به عمله يعني من اخره عمله فانه لن يفيده يوم القيامة ولن يقدمه يوم القيامة نسبه. لهذا قال الله تعالى وجاء رجل وجاء من اقصى المدينة رجل يسعى. وذكر المكان ابتداء لفتا للانظار. انه ما جاء ما هو قريب. ولا هو من يا اصحاب المكانة والمنزلة حتى يسكن وسط البلد. انما من اقصى المدينة اطرافها. وانتم تعرفون ان الذين يسكنون في الاطراف عادة اصحاب العوز واصحاب الفقر وذو الدخول القليلة وهذا مطابق للوصف الذي نقل عن الرجل في انه كان نجارا او كان اسكافيا او كان آآ مريضا وما الى ذلك مما قيل في في الاسرائيليات التي ذكرت اسم الرجل ووصفه في اخبار بني اسرائيل هو حبيب النجار. حبيب بني اسرائيل النجار وعلى كل حال ليس الشأن في ان نعرف من هو. العبرة بماذا؟ بما اقص الله من خبره. جاء وجاء رجل وجاء من اقصى المدينة رجل يسعى. قال يا قومي اتبعوا المرسلين مباشرة يا قوم تلطف في ندائهم يا قوم اتبعوا المرسلين اي اسلكوا سبيلهم خذوا بما امروكم به. اتركوا ما نهوكم عنه من الكفر والشرك والمعصية والسوء اتبعوا المرسلين اتبعوا من لا يسألكم اجرا وهم مهتدون وهنا اقام حجة على صحة كلام المرسلين انهم لم يكونوا يسألون الناس على هدايتهم على ارشادهم على دلالتهم لا يسألون الناس عطاء لا يسألون الناس مالا وهذا تنبيه انه كلما خلصت الدعوة من الحظوظ النفسية والشخصية كانت ادعى للقبول هذا الرجل لم يحتج على صحة رسالتهم بحجج كثيرة انما احتج بحجة واحدة قال لهم شو بيستفيدون من هذا العناء؟ لا يسألونكم اجرا المال ما يبون منكم مال لا يريدون منكم مقابلا على هذا الجهد الذي يبذلونه في استنقاذكم من النار في هدايتكم الى الصراط المستقيم اتبعوا من لا يسألكم اجرا وهم مهتدون. يعني لا يسألونكم اجرا وهم مهتدون. اي ملتزمون. بما يدعون قم اليه وهنا تنبيه اخر الى ان من دواعي قبول الدعوة من دواعي قبول الحق الذي تدعو الناس اليه ان تكون مثلا له ان تكون عاملا به ان تكون قائما به فان هذا من دواعي القبول. سلامة القصد بان لا تسعى وعدم سؤال وعدم طلب الدنيا بالدين هذا واحد الثاني ان تكون قائما على الحق الذي تدعو اليه ثم قال وما لي بعد ان دعا قومه ترجم عن نفسه واخبر عن نفسه انه انا اول من حققت ما دعوتكم اليه وما لي لا اعبد الذي فطرني واليه ترجعون. اي شيء اترك عبادة الذي فطرني. اقوى حجج عبادة الله انه الخالق جل في علاه. ولا يستحق العباد الا من كان خالقا ولذلك مطعم آآ جبير المطعم رضي الله تعالى عنه عندما دخل مسجد النبي صلى الله عليه وسلم وكان مشركا يخبر عن نفسه لما كان في الشرك لما دخل سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في صلاة المغرب سورة الطور يقول فلما قرأ ام خلقوا من غير شيء ام هم والخالقون يقول كاد قلبي ان يطير من شدة الحجة والبرهان في هذه الاية على ابطال الشرك والتوجه الى غير الله. كل من دعا غير الله سلبه هذا الذي الذي تدعوه هذا الذي تهتف باسمه هذا الذي هذا الذي تصرف له انواعا من العبادة. ايخلق شيئا ام هو مخلوق؟ ان كان يخلق شيئا مستقلا عن خلق الله فهذا يستحق العبادة وان وهذا لا وجود له وان كان لا يخلق شيئا فهو مخلوق مربوب والمخلوق فقير الى خالقه ونحن جميعا الى الله فقراء. يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله ما ذكر والله هو الغني الحميد ثم لما ذكر ايضا في سورة الذاريات وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. ايش قال؟ ما اريد منهم من رزق. وما اريد وان يطعمون ان الله هو الرزاق. وليس فقط رزاق بل ذو القوة المتين اي الشديد في قوته البالغ المنتهى في قوته جل في علاه يقول وما لي لا اعبد الذي فطرني اي خلقني واليه ترجعون اي تذكير بالميعاد وانه سترجعون اليه ويحاسبكم على ما يكون من اعمالكم. اتخذ من دون الهة اي معبودات من دون الله. وهنا يا اخواني كيف يتخذ الانسان الهة من دون الله يتخذ الانسان الهة من دون الله بان يحب غير الله كمحبة الله. ان يعظم غير الله كتعظيم الله. هذا في الاعمال القلبية اما في الامور العملية بان يقصد بعمله غير الله. بان يدعو غير الله فيهتف باسمه كما تسمع بعض من ظلت سبلهم وخرجوا عن الصراط المستقيم يهتفون بالاموات والاحياء الغائبين والاولياء الذين يزعمون انهم اولياء انهم اولياء صالحون يدعونهم من دون الله. هذا كله اتخذ من دون الله الهة. فالذي يقول يا زهراء اغيثيني ويا علي افعل بيا يا حسين انجني ويا بدوي المدد المدد كل هذا خارج عن الصراط المستقيم هذا اتخذ من دون الله الهة لان الدعاء ايش؟ الدعاء ايش؟ النبي صلى الله عليه وسلم يقول الدعاء هو العبادة. والله تعالى يقول وقال ربكم ادعوني استجب لكم. ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين. ويقول جل في علاه في محكم كتابه وان المساجد لله فلا تدعوا مع الله احدا لا يجوز دعاء غير الله ومن اضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له الى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون. وهذه القضايا التي قد يراها بعض الناس انها الشمس وضوحا هي في كثير من اذهان الناس ممن لم ينعم الله عليهم بمعرفة دلالات الكتاب على افراده وعبادته خفية وغائبة ولذلك يستنكرون على من يقول يا اخي لا تدعو غير الله. لا تهتف في غير الله في في ظراء ولا في سراء. ولا في عسر ولا في يسر. بل اسألي الله وحده ولا تشرك به سواه فانت تردد ويطرق اسمك سمعك في كل صلاة اشهد ان لا اله الا الله اي لا معبود حق الا هو جل في علاه. يقول اتخذ من دونه الهة وحالها ان يردني ما نبضر لا تغني عني شفاعتهم شيئا ولا ينقذون اذا اراد الله ان يقع ان يقع علي نوع من الظرر في بدني او في مالي او في نفسه او في اهلي او في بلده او في اي شأن من شأني لا تغني عني شفاعتهم شيئا لا تنفعني لا تكفيني شفاعتهم شيئا ولا هم ينقذون اي ولا هم يخلصونني من هذه الازمة ومن هذه ومن هذا الضر. اني اذا فعلت ذلك فدعوت غير الله لفي ضلال ايش؟ مبين يعني واضح جلي لا يخفى على ذي بصر فان التوجه الى الله هو سعادة القلوب هو طمأنينتها لذلك قال الا بذكر الله تطمئن القلوب. وبذكر غيره تشقى وبالتوجه الى تتعس ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا. وكل من توجه الى غير الله فقد اعرض عن الله. اذا كان الاعراض عن ذكره سبب الشقاء فكيف بالاعراض عنه انه اصل كل فساد وشر في الدنيا والاخرة اني امنت بربكم فاسمعوني. هكذا صرح هذا الرجل كل هذا الخطاب لهذا الرجل الذي جاء لقومه يقيم عليهم الحجة يصدق المرسلين بعد هذه المقدمة التي استدل بها على صحة ما جاءت به الرسل قال لهم اني امنت بربكم الخطاب اما للرسل تصديقا لهم واما لقومه. جهرا بما من الله عليه من ايمان. اني امنت بربكم فاسمعون طوى الحديث طوت الاية. الايات خبر الرجل الى نهايته. قيل ادخل الجنة كيف تدخل الجنة لماذا انتقل الى النهاية وهي في الاخرة كي ندخل الجنة لانه قتل قتله قومه وقيل في قتله انهم قتلوه شر قتلة وقتلوا معه المرسلين حيث انهم وطوه وطيا حتى خرجت امعاؤه بسبب وطيهم وقيل انهم دفنوه وردموه وقيل انهم حرقوه وقيل انهم القوا عليه القوه من شهق. المراد انهم قتلوه وقد قعدوا المرسلين وهم في العلية من القوم بماذا؟ لنرجمنكم وليمسنكم منا عذاب فكيف برجل من اقصى لا ناصر له العقوبة ستكون في حقه اشد وهذا ما وقع. لكن الله جل وعلا لم يذكر الالم الحاصل انما ذكر الفائدة الناتجة لم يذكر الالم يزول ولكن الاجر يبقى. قيل ادخل الجنة هذا الذي انعم الله تعالى به عليه من دخول الجنة والجنة هنا المقصود بها دار النعيم التام الكامل. الذي اعد الله تعالى فيها لعباده الصالحين ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا على قلب بشر متى يدخل الجنة قيل ادخل الجنة يعني هل هذا فيما مضى؟ نعم فيما مضى. قيل اي في الماضي ادخل الجنة. متى كان ذلك لما مات كيف يدخل الجنة؟ وهو لما يبعث الناس ولما يحاسبوا فلا يدخل احد الجنة الا بعد الجزاء والحساب فالجواب عن هذا ان الدخول هنا هو دخول الارواح فان الروح اذا خرجت بموت الانسان تصير اما الى عليين واما الى سجين اما الى عليين فارواح المؤمنين تسرح في الجنة كطير خضر وارواح الشهداء في حواصل طير خضر وهذا لكل مؤمن وهذا من نعيم الحياة البرزخية. تقول كيف؟ لا تقول كيف. لانه اذا قلتي كيف تروح تتنعم؟ نروح اقول لك تعال يا اخي كيف الروح روحك الان التي نحن نحيا بها وهي بين جنبينا. كيف هي؟ ما لونها كيف شكلها؟ هل هي طويلة قصيرة عريضة؟ تمسك ما لا احد يستطيع ان يجيب على هذا السؤال اذا كنا لا نستطيع ان نجيب كيف الروح فلا تسأل كيف تنعم الارواح لانه لا يمكن ان نعرف كيف كيف تنعم الارواح الا اذا عرفنا الارواح لان فرع لان فرع الكيفية العلم بالكيفيات هو فرع عن العلم بالذات ولما لما لما لما كنا لا نعلم كيف الروح التي بها نحيا؟ نجهل ذلك. يعني انا وانتم الان اسأل الله لنا ولكم السعادة في الدنيا والاخرة والعفو والعافية نتحرك بابداننا في قوانا عندما نموت هل اجسامنا تتغير مباشرة بعد موتنا؟ تبقى اجسامنا على صورتها في الجملة لكن الفرق ان انها جثث هامدة لا ارواح فيها واما الان فهي فيها تلك الارواح التي بها تحيا وبها تتحرك وبها تنتقل وبها تعقل فهذا الامتزاج ينفك فلا بالموت فتغدو الروح الى ما اعد الله من النعيم لكن هذا النعيم يا اخواني ليس كنعيم الاخرة لان نعيم الاخرة الدخول في الاخرة دخول مختلف يقترن فيه النعيم الروح والبدن اما في الحياة البرزخية فالنعيم للروح فقط. وقد يظهر اثره على الابدان قد والعذاب على الارواح وقد يظهر اثره على الابدان. لكن الاصل في احكام الحياة البرزخية على ايش على الارواح ولهذا قيل ادخل الجنة طيب هذا الرجل قيل له ادخل الجنة ودخلها لذلك قال يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين. اسأل الله ان يغفر لنا واياكم وان يجعلنا من المكرمين هذا الذي عاين نعمة الله بما رآه من نعيمه في الجنة. نسأل الله ان نكون من اهلها ماذا قال؟ قال هذه المقالة التي تنبئ عن عظيم سلامة قلبه تمنى ان قومه الذين قتلوه ان يطلعوا على حاله ليتوبوا ويهتدوا قبل ان يموتوا وهذا في الغاية من سلامة القصد ومحبة الخير للناس لا يؤمن احدكم حتى يحب بل اخيه ما يحب لنفسه. هذا لما رأى النعيم ما اذ قال الله يقطعهم. الله يفعل بهم. الله الحمد الله الذي عوضني عنهم كذا لا قال يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين اعطاه جائزتين. اولا ادخله الجنة. على الجائزة الاولى وهي الجائزة الكبرى. وهذه الجائزة تبعها عطائين. العطاء الاول المغفرة. بما غفر ولي ربي ولا يدخل الجنة من عليه ذنب الجنة طيبة لا يدخلها الا الطيبون هي دار السلام ولذلك كل من دخل الجنة حطت عنه الخطايا ما في احد يدخل عليه ذنوب بل حتى ما يبقى في الصدور بسبب ما يكون بين المؤمنين من خلافات ومنازعات يقول الله تعالى ونزعنا ما في صدورهم من غل يخلص ما في القلوب من غل حتى ولو لا يترتب عليه اثم لكن تلك المشاعر الرديئة تخلص منها القلوب هذا الامر الاول بما غفر لي ربي اي حط عني سيئاتي وسترني لان المغفرة تشمل الامرين الامر الاول حط السيئة عن الخطايا والثاني سترها المحو والستر وجعلني من المكرمين اي الذين نالوا كرامة عظمى انها الجنة. اسأل الله ان نكون من اهلها هي اعظم كرامة يمن الله تعالى بها على العبد في الاخرة ان يجعله من اهل الجنة. ولذلك اذا دخل اهل الجنة الجنة يطلع عليهم رب العالمين فيقول لهم اتريدون شيئا فيقولون الم تبيض وجوهنا الم تنجنا من النار؟ الم تدخلنا الجنة فيذكرون هذه العطايا وخلاصتها ان دخول الجنة غاية المنى. اسأل الله ان يجعلنا من اهلها. ولهذا قال النبي اذا سأل احدكم الجنة فليسأله الفردوس اعلاها لانها اعلى المطالب يقول بما غفر ربي وجعلني من المكرمين. هذه الامنية التي تمنوها الذي تمناه هذا الرجل هذا المعنى الظاهر المتبادل الذي عليه كثير من اهل التفسير. وقال جماعة من المفسرين انه تمنى ان يطلع الله تعالى قومه على خاتمته حتى يرغب الذين كذبوا الرسل وحتى يتبين ظلالهم ويجدوا من برهان صدقهم ما يكون وبالا عليهم واقامة للحجة عليهم هذه جملة من المعاني يقول الله تعالى وما انزلنا على قومه من بعده من جند من السماء وما كنا منزلين ان كانت صيحة واحدة يعني الله عز وجل يقول ما احتجنا في اهلاكهم الى ان ننزل عليهم جندا من السماء وما كنا منزلين ان كانت الا صيحة واحدة عذابهم واهلاكهم لم يكن بشيء كبير. انما هي صحيحة واحدة فإذا هم خامدون انتهى الامر وقضي على هؤلاء المكذبين. ولذلك يستكبر الانسان ويبلغ المدى والمنتهى في الاستطالة على رب العالمين. والخروج عن شرعه والمحادة لامره ثم يصاب بادنى ما يكون من الاصابات فيتبين بذلك ضعفه وهذا من دلائل عظمة الرب جل في علاه وظعف الانسان انه ليس ثمة ما يحول بينه وبين عذاب الله ان اراد انزاله به. وانه في اهلاكه لا لا كلفة عليه في ذلك انما هي صيحة. قال جل وعلا ان كانت الا صيحة واحدة فاذا هم خامدون. انتهى هذا الخبر وهذا المثل القرآني العظيم الذي ذكر الله تعالى فيه احوال النبيين واخبار واحوال المرسلين لهذه القرية واحوال وحال الرجل الذي جاء يدعوهم الى الهداية والى الصراط المستقيم. فبذلك يتم هذا المثل وفيه من العبر والمعاني ما يهتدي به الانسان الى الصراط المستقيم يعرف كيف يدعو الى الله عز عز وجل يعرف مآلات الطائعين ومنتهى سعي المفسدين. وان الناس في الموالي والمنتهى ينقسمون الى طريقين فريق في الجنة وفريق في السعير. اسأل الله ان يجعلنا واياكم من اهل الجنة. اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفاف والرشاد والغنى اللهم اسلك بنا سبيل اوليائك واعنا على طاعتك وسلوك سبيلك ثبتنا على الحق يا رب العالمين اهدنا ويسر الهدى لنا اجعلنا لك ذاكرين شاكرين راغبين راهبين اواهين منيبين. اللهم تقبل توبتنا وثبت حجتنا واغفر زلتنا واقل عثرتنا وسل السخائم من قلوبنا. اللهم اغفر لنا ذنوبنا واجعلنا من المكرمين يا رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد