السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله حمدا ملء السماء والارض وملء ما شاء من شيء بعد احمده حق حمده له الحمد كله اوله واخره ظاهره وباطنه لا احصي ثناء عليه خلق السماوات والارض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون احمده له الحمد كله في الاولى والاخرة وله الحكم واليه ترجعون احمده فهو احق من حمد واجل من ذكر والحمد من اعظم ما يقرب لرضاه ويحل على العبد فظله الله يرظى عن العبد يشرب الشربة فيحمده عليها ويأكل الاكلة فيحمده عليها فله الحمد على كل نعمة له الحمد اولا واخر وظاهرا وباطنا سرا واعلانا واشهد ان لا اله الا الله شهادة تنجي قائلها من النار شهادة يفوز بها العبد يوم لا درهم ولا دينار شهادة تزحزح بها عن النار ويدخل الجنة دار القرار واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صفيه وخليله خيرته من خلقه بعثه الله على حين ظلمة عمت القلوب والخلائق فانار الله تعالى به السبل واشرقت برسالته الدنيا بعد ظلماتها انار الله به القلوب وهدى به من الضلالة اخرج به من العمى بصر به من كل عماية فلم يترك خيرا الا دل الامة عليه ولا شرا الا حذرها منه حتى تركها على بيضاء نقية لا لبس فيها ولا غبش فصلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته واقتفى اثره باحسان الى يوم الدين اما بعد فحياكم الله ايها الاخوة والاخوات حيا الله هذه الوجوه المباركة واسأل الله الذي بيده ملكوت كل شيء ان يفيض عليكم من فضله وان يبلغكم امانيكم في الصالحات وان يحسن لي ولكم السر والعلن وان يحشرنا في عباده المتقين واولياءه الصالحين وحزبه المفلحين ايها الاحباب هذه الدنيا خلقها الله تعالى لحكمة واوجد فيها ما اوجد من سماء وارض وجبال ووهاد وبحار وانهار وانس وجن خلقها الله تعالى لغاية هذه الغاية ليست خفية ولا غائبة انها غاية في غاية الجلاء والوظوح ركزها الله تعالى في فطر الخلق قبل ان يبعث الرسل وقبل ان يقيم الدلائل عليها في الافاق والانفس غاية الخلق وعلة الوجود هي عبادة الواحد الاحد الفرد الصمد جل في علاه هذه حقيقة اقام الله الشواهد عليها في فطر الناس وقلوبهم فالقلوب مضطرة لا غنى لها عن رب تعبده واله تتأله له فمهما اشتغلت القلوب بما تشتغل من الشواغل ومهما سكنها وعمرها من الصوارف لابد ان تجد القلوب ظرورة لرب تقصده واله تتوجه اليه لا يغنيها عنه شيء من متاع الدنيا وزينتها مهما تنوعت المتع وتلونت الملذات لا ينفك بشر من هذه الظرورة التي هي في القلوب فالقلوب لا تجد سكنا ولا راحة ولا طمأنينة ولا بهجة ولا سرورا ولا لذة ولا نعيما الا بالتوجه الى الرب الذي خلقها عبادة ورقا. محبة وتعظيما خوفا ورجاء فالقلوب مضطرة لا غنى بها عن اله تقصده وتتوجه اليه لذلك لا ينفك احد من البشر عن شيء يعبده ولذلك الديانة مركوزة في كل فطر الناس والناس فيها على فريقين منهم من يهدى الى العبادة الحقة والطريق المستقيم والصراط القويم فيوفق لعبادة لعبادة الله عز وجل ومنهم من تتخطفه الصوارف وتجتاله الشياطين وتخرجه عن الصراط المستقيم الى انواع من العبادات الى انواع من التقربات لا تبلغه نعيما ولا يدرك بها سعادة بل هي شقاء الى شقاء ووباء الى وباء وهي ضر الى ضر قال الله جل وعلا ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة اعمى يقول جل وعلا فمن يرد الله ان يهديه يشرح صدره للاسلام هذا النعيم هذه البهجة هذه اللذة هذه الطمأنينة هذا السكن هذا الفرح هذا السرور يشرح صدره للاسلام ومن يرد ان يضله يأتي على عكس ذلك يجعل صدره ضيقا حرجا ليس فقط ضيقا بل ضيق بل ضيق معه حرج وهو الغاية في الضيق والقلق وعدم السكن كأنما يصعد في السماء ظرب مثلا لانه قد يحتاج الانسان الى ادراك هذه الصورة لتلك القلوب الغافلة تلك القلوب التي توجهت الى غير الله فاحبت سواه وعبدت غيره ولم تقم لحقه وزنا. انها قلوب في غاية الحرج والضيق هذا الحرج والضيق لا يستره مركب هنيء ولا مسكن مريح ولا ملبس وضيء ولا حياة سعيدة هذا الضيق مهما فتح على الانسان من متع الدنيا لا ينفك عنه انه وحشة في مكان خفي انها وحشة القلوب انها ظلمة تغشى القلب لا يمكن ان يجد معها سكنا ولا طمأنينة فاذا كان القلب ضيقا حرجا كانما يصعد في السماء فمهما كان البدن على حال من التنعم في الملبس والمسكن وسائر الملذات ابدا لن يجد راحة ولا سكنا ولا طمأنينة وانت تجد تجد هذا احيانا تجد ان كل امورك ماشية عندك مأكل ومشرب وسعيد في بيتك ومسرور في ملذات الدنيا لكن تجد في قلبك شيئا من الوحشة والقلق والضيق قد لا تعرف له سببا هذا نموذج هذا صورة مصغرة يراها المؤمن لقلوب عمرت بوحشة عن الله عز وجل بحيرة لا تعرف ربا تتوجه اليه ولا الها تقصده بل تتوجه يمنة ويسرة الى غيره فلا تزيد الا عناء ومشقة ذاك كالسراب الذي يراه صاحبه ماء فيركض ويعدو وينهك نفسه ويتعب بدنه ويكد قدميه في السعي وراء هذا السراب ليدرك ماء لكن الحقيقة بنهاية المطاف انه لا يدرك شيئا انما يدركه التعب والعناء حتى ينقطع اخواني هذا هو مثل من حقق الغاية من الوجود ومثل من اعرض عن الله عز وجل ولم يقم حق الله جل في علاه. القلوب قلوب بني ادم في نهاية المطاف تنقسم الى قلبين قلب مؤمن يعمره الايمان والطاعة يعمره السكن والطمأنينة وقلب معرظ كافر برب العالمين تعمره الوحشة والظلمة حتى يهلك في الدنيا وما في الاخرة اشد وابقى ايها الاحباب خلقنا الله لهذه الغاية وهي ان نعبده وحده لا شريك له يقول ربكم في محكم كتابه وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ليس ثمة غاية ولا هناك مقصود ولا هناك مطلوب من العباد في الوجود سوى ان يحققوا العبودية للواحد الاحد جل في علاه وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون وقدم الجن في الذكر لانهم اسبقوا خلقا من بني ادم اسبق خلقا من الانس فلذلك قدمهم في الذكر وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ما اريد منهم من رزق وما اريد ان يطعمون سبحانه وتعالى ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين سبحانه وبحمده فله الكمال في صفاته وله الكمال في ما اظافه الى نفسه من المعاني جل في علاه ولله المثل الاعلى وله المثل الاعلى سبحانه وبحمده. العباد خلقوا لعبادة الله وهو الغني عنهم جل في علاه فعبادتك انما هي لك لتسعد وتنعم ليس فقط في الاخرة كما قد يتوهم من يتوهم من الناس ان العبادة ينتفع منها الرب جل في علاه الله غني عنا وعن عباداتنا الله يقول في محكم كتابه يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله انا وانت وجميع بني ادم بل جميع الخلق في سماء الله وارضه كلهم الى الله فقراء ليس فيهم غني مهما بلغت قوته ومهما بلغ جاهه ومهما بلغ ماله ومهما بلغ ما عنده هو الى الله فقير لا يمكن ان يجد غنا عن ربه. لذلك يقول الله جل وعلا يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله والله هو الغني الحميد غني عنا وعن عباداتنا وعن كل ما يكون منا ولهذا عندما ذكر الله تعالى جملة من الفرائض التي فرضها على عباده والمطلوبات قطع توهم ان تكون هذه العبادات لنفع يعود اليه تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا فهو الغني الحميد جل في علاه. يقول الله تعالى في اشق العبادات مجهودا وعملنا الحج في اركان الاسلام فهو اشقها مجهودا اذ انه خروج عن المألوف في المأكل والملبس الموطن يقول الله جل وعلا ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا. ثم يقول ومن كفر فان الله غني عن العالمين وليس عنك فقط والعالمون هم كل العوالم سوى الله. وكل ما سوى الله عالم فجميع ما في السماوات والارض الله غني عنه وعما يكون منه عبادتك لك انت طاعتك نفعها يعود اليك ولذلك يذكر الله جل وعلا ذلك في مواضع عديدة من كتابه من اهتدى فانما يهتدي لمن؟ لنفسه النفع اليك ومن ضل فانما يضل عليها لانه يتحمل بذلك وزرا وذاك في في العطاء قال لها وفي الوزر قال عليها من اهتدى فانما يهتدي لنفسه لانه كسب وتحصيل وفوز ومكاسب ومصالح يدركها الانسان بالطاعة في الدنيا وفي الاخرة واما السيئات ومن ضل فانما يضل عليها اي هو الذي يجني سوءها وشؤمها اما الله فالله غني عنا وعن عباداتنا. ولهذا جاء في الحديث الالهي حديث ابي ذر اشرف احاديث اهل الشام يا بني الله عز وجل يقول فيما رواه مسلم من حديث ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول الله عز وجل يا عبادي يا عبادي انكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني. لن تستطيعوا حتى لو اردتم لن تقدروا لن تبلغوا قدركم وخلقكم وما عندكم لا يبلغ ان يوصل الى الله نفعا ولا ان يدفع عنه ضرا اذا كان هذا هو المقصود من المعاش وهو المراد من الخلق وهو ان تعبد الله وحده لا شريك له ان تعبد الله وحده لا شريك له جل في علاه. اذا كان هذا هو المقصود وهذا هو الغاية فالواجب على كل من نصح نفسه ان يقيس مسيرته في الحياة على قدر ما يحقق من هذا الهدف اذا كانت الحياة خلقت لاجل العبادة فانك تحتاج ان تسأل نفسك في كل ما مضى من ايامك ومات وما تعيشه من اوقات ما مدى تحقيقك لغاية الوجود لان هذه الغاية عليها الفلاح والنجاح وعليها الهلاك والبوار فبقدر ما تحقق من هذه الغاية تترقى في درجات الصلاح وبقدر ما تغفل عنها وتنصرف عنها ينقص قدرك من الصلاح والفلاح والهالك هو من اعرظ عن ذلك بالكلية فلم يقم لحق الله وزنا الله جل في علاه يذكر مراتب الناس في تحقيق هذه الغاية من من الوجود فيقول جل وعلا في محكم كتابه ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا ثم رأى ثم اورثنا الكتاب اي الهدى الذي جاء به محمد ابن عبد الله صلوات الله وسلامه الذين انتبه الذين ايش اصطفينا من عبادنا. اي الذي الذين اخترنا من عبادنا فكل من امن بالنبي صلى الله عليه وسلم وما جاء من دين الاسلام فهو مصطفى الله اصطفاه ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا اخترنا من عبادنا لكن هذا الاصطفاء ليس على درجة واحدة هم فيه على مراتب فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات هذه مراتب المصطفين كلهم اصطفاهم الله عز وجل لكن درجاتهم لكن درجاتهم في الاصطفاء متفاوتة ليست على درجة واحدة بقدر ما يحققون من الاستمساك بالكتاب الذي اورثوه بقدر ما يحققون من العبودية التي من اجلها خلقوا فانت الان في فسحة وسعى ان تبلغ اعلى المراتب ما الذي يمنعك من ان تكون من القسم الذي قال الله تعالى ومنهم سابق بالخيرات باذن الله. لماذا ترظى ان تكون في اسفل القائمة ومنهم ظالم لنفسه فمنهم ظالم لنفسه لماذا ان طلب السمو وفي فطرة الناس وطبيعتهم في كل مصالح معاشهم فليكن كذلك في مصالحهم عادهم. نحن فيما يتعلق بالمكاسب الدنيوية نأمل ونطمح قد نحقق او لا نحقق لكن الاماني موجودة ان نكون في الاعلى في كل امر في المكاسب الرواتب المساكن الاملاك الاولاد الجاه كل ما يتعلق بمكاسب الدنيا نحن نطمح الى ان نعلو ونرتفع ونبذل الاسباب على اختلاف قدراتنا في ان نرتفع ونرتقي فليكن فيما يتعلق بامر الاخرة الامر على هذا واشد فان السبق في الاخرة يختلف عن السبق في الدنيا. سبق الدنيا يخرج منه الانسان بلا شيء تبقى الاخرة يخرج منه الانسان بفوز سرمدي شتان بينهما شتان بين سبق الدنيا وسبق الاخرة تبقى الاخرة في نهايته يخرج الانسان من الدنيا بلا شيء من كل متع الدنيا وملذاتها اذا مات ابن ادم تبعه ثلاثة كما في الصحيحين من حديث من حديث انس بن مالك رضي الله تعالى عنه تبعه ثلاثة اهله وماله وعمله فيرجع اثنان ويبقى واحد يرجع من يرجع المال ويرجع الاهل والذي يرافقك ويبقى ملازما لك ولا ينفك عنك في كل مسيرتك وحياتك واطوارك وتقلباتك هو عملك ولذلك قال ويبقى عمله هو الذي سيكون رفيقتا في سيكون رفيقك في قبرك وسيكون رفيقك يوم بعثك ونشورك وسيكون رفيقك في عبورك على الصراط وسيكون رفيقك عندما تدخل الجنة ان كنت من اهله اسأل الله ان يجعلني واياكم من اهلها فان مراتب الناس في الجنة على قدر ما كانوا يعملون. وتلكم الجنة التي اورثتموها بايش بما كنتم تعملون. فمرتبتك على قدر ما تكون من عمل. يا اخواني الانسان يخطط لحياته ويأمل امال كثيرة في معاشه وهذا طبيعي ولا اشكال فيه يأمل ان يملك مسكنا ان يكون المسكن على صفة معينة يأمل ان يتزوج يأمل ان يكون له اولاد يؤمل في اولاده كذا وكذا وكذا يعمل لذلك وكل هذا امر جيد ولا اشكال فيه وهذه طبيعة الانسان في حياته ويؤجر على ذلك اذا اطاع الله فيها واحتسب الاجر فيه عندها واحتسب الاجر فيها عنده جل في علاه لكن هل منا من يخطط لاخرته هل منا من يخطط لدار لا تزول هنا يتمايز الناس الذين يخططون لتلك الدار دار القرار وهي قرار لا تزول ولا تحول ولا تتغير دار يجزى فيها الانسان على الدقيق والجليل في الاية الفاذة الجامعة يقول ربنا فمن يعمل مثقال ذرة يعني وزن ذرة. والذرة هي اقل ما يكون في الميزان. فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شراء يره ان نستكثر من مثاقيل الخيرات حتى تثقل الدرجات وتعمر الدار الاخرة بما يسرنا ذلك الفوز العظيم ذلك الفوز المبين ذلك الفوز كبير ذلك الحضور والسرور الذي لا يتحول. هذه ليست احلاما هذه حقائق لكن عندما تحيط الدنيا بقلوبنا من كل جانب ويأتي الشيطان يبعد ان هذه مواعيد الالهية وهذه الاخبار القرآنية والنبوية يرى الانسان هذه الاشياء كانها احلام قد يوقن بان ثمة اخرة لكن اليقين ما بلغ درجة بقلبه ان يبعثه على صدق العمل على بذل كل ما يطيق ويستطيع في طاعة ربه لو صدق ايمانه باليوم الاخر وما اعد الله تعالى فيه لاولياءه وما توعد فيه اعداءه ما هنئ بلهو واسراف واضاعة معاش لانه يعرف ان العداد يمشي العداد عداد الحياة هو نبض عرقك وهو عدد محدود كل شيء عنده بمقدار احصاه الله احصى الانفاس واللحظات والنبض في العروق اذا انتهى هذا العداد توقفت الحياة وارتهن الانسان بعمله لذلك من المهم ومن الجدير ان يعتني الانسان بما سيصطحب في الاخرة كل ما عندك في الدنيا يزول وترد يوم القيامة كما قال ربك بمحكم كتابه وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم يقول الله تعالى ولقد جئتمونا فرادى ما معك احد لا ولد ولا والد ولا قريب ولا صديق ولا محب ولا مبغظ ما تأتي الا فردا من كل من في السماوات والارض الا اتي الرحمن عبدا. تأتي ذليلا منفردا عزك في طاعة ربك ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم اول مرة وتركتم ما خولناكم كل ما اعطاك الله من الدنيا تتركه وراء ظهرك وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم. ولكم يا اخواني الان في الحياة الدنيا عبرة قبل الاخرة. نحن نشاهد هذا باعيننا. الانسان واحد منا اذا مات ما الذي يدخل معه في قبره ايدخل رصيد يدخل ذهب تدخل املاك تدخل صكوك يدخل معه اصحاب يدخل معه جيران يدخل معه والد وولد يدخل فردا هذا نموذج لقوله تعالى ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم اول مرة وتركتم ما خولناكم حتى ثيابك اللي عليك تنزع ولا تملك منها شيء وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم اذا كان كذلك نحن نشاهد هذه الحقيقة باعيننا في الجنائز التي تقدم بين ايدينا فنصلي عليها ونتبعها الى القبور لا يدخل معهم احد هذا هو حالك يوم القيامة. ترد يوم القيامة على هذه الحال. بل يقول النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم في وصف بعث الناس ونشورهم يوم القيامة يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلا غير مختونين كما بدأنا اول خلق نعيده حفاة ما يقي اقدامهم ليس ثمة شيء يقي اقدامهم ما يستر ابدانهم ليس ثمة شيء يستر ابدانهم كل ما في دولابك من الملابس لن ينفعك وكل ما لبسته من جديد او قديم وجميل او غيري جميل لن ينفعك الذي ينفعك هو جمال قلبك هو الجمال الذي سينفعك كما قال الله تعالى يا بني ادم خطاب لي ولك قد انزلنا عليكم لباسا يواري سوءاتكم يعني يستر عوراتكم يواري سوءاتكم وريشا ريشا يعني ثياب جمال وتزين هذا النوع الثاني من من الثياب ثياب ستر العورات وثياب تجمل وتزين. بعد هذا قال ولباس التقوى ايش ذلك خير تخيل اخ افضل خير بمعنى اخير واطيب واحسن من كل لباس الذي اذا لبسه الانسان فهو مكتسي واذا عرى منه والله لو ستر نفسه بما ستر فهو عار ولذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم رب كاسية في الدنيا عارية في الاخرة يعني كم من واحدة هي في الدنيا كاسية تلبس احسن اللباس وافخر من رجل او امرأة يلبس احسن اللباس ويظهر بابها حلة لكنه يوم القيامة يقدم عاريا ليس ثمة ما يستره سترك يوم القيامة بعملك. سترك يوم القيامة بتحقيقك غاية الوجود المقصود من الخلق تحقيقك عبادة الرحمن جل في علاه يا اخواني لا تغرنكم الحياة الدنيا الدنيا غرور تغر الانسان بما يرى من زخرفها بما فيها من متع بما فيها من جهمال وملذات لكن البصير هو الذي يأخذ منها القدر الذي لا يعيق مسيره الى ربه وما منا احد قاعد كلنا الى الله سائر وكلنا اليه صائر فجدير بنا ايها الاحباب ايها الاخوة ان نجد في طاعة ربنا ان نجد قبل فوات الاوان لا يغرنك شباب ولا صحة ولا غنى ولا قوة ولا كثرة متع ولا كثرة اصحاب سرعان ما تزول هذه الاشياء مع مر الايام وتواليها تذهب كل هذه الاشياء ولو بقيت معك فانت الذي سترحل عنها انت الذي ستغادرها شئت ام ابيت كل نفس ذائقة الموت ولذلك جدير بنا ان نستعد لذلك الموقف ولا ولا يصدنا عن هذا صاد مشروعك في حياتك هو ان تقيمها حياتك على طاعة ربك لا يعني هذا ان تنقطع عن دنياك كما قد يتصور البعض ان عمارة الاخرة تقتضي هدم الدنيا ابدا هذا ليس بصحيح هذا تصور مغلوط عمارة الاخرة لا تتم على وجه الكمال الا بعمارة الدنيا فانها لا تصلح اخرة الا بصلاح دنيا كما لا تصلح دنيا الا بصلاح اخره فهما قرينان ولذلك يقول الله تعالى وابتغي فيما اتاك الله الدار الاخرة هذا هو الهم الاكبر هذا هو المقصود الاعلى هذا هو الذي يسعى الانسان له في ليله ونهاره وسره واعلانه وفي غيبه وشهادته ان يصلح اخرته وابتغي فيما اتاك الله الدار الاخرة لكن هذا لا يعني ان تغفل عن ما تحتاجه من امر الدنيا ما يكون عونا لك في مسيرك الى الله ولا تنسى نصيبك من الدنيا لابد من اخذ نصيب من الدنيا فلا فلا عندما نتكلم عن الاستعداد الاخرة القيام بحق الله في الدنيا لا يمكن ان يكون مفهوما من ذلك ان يعطل الانسان دنياه سيد ولد ادم. صلوات الله وسلامه عليه كان يدخر لاهله قوت سنة اي ما يقيتهم ويكفيهم طعاما بسنة وهذا من عمارة الاخرة ومن صلح الدنيا. والمقصود ايها الاخوة مقصودنا من هذا الحديث ان نعرف انه اذا كانت الغاية من هذا الوجود هو مدى ما نحقق من طاعة الله مقصودنا هو عبودية عبوديتنا لله تحقيق العبادة للواحد الاحد جل في علاه فلنفتش في حياتنا ما حجم وما قدر هذا في حياتنا في قلوبنا اولا وفي اعمالنا ومعاملتنا واقوالنا واحوالنا نحن مبتلون بانواع من البلاء مبتلون وهذا موظوع الحياة ما منا الا مبتلى ليس منا سالم من البلاء لان الحياة موظوعها الاختبار الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم ايكم احسن عملا؟ لكن من الناس من تمضي عليه الليالي والايام وهو ما يدري انه مبتلى ما يعرف انه مختبر فلا فلا يتهيأ ولا يستحضر ما يترتب على افعاله واعماله من الاجور والاوزار فيفوته خير كثير. ومنهم من هو فطن يعرف ان الله يبتليه بالسراء يبتليه بالضراء يبتليه بالصحة يبتليه بالمرض يبتليه بالغنى يبتليه بالفقر يبتليه باستقامة اولاده يبتليه بانحرافهم يبتليه آآ صلاح اهله يبتليه بتعثرهم يبتليه باداء الحقوق الناس ببر والديه بصلة ارحام كل هذه بلاء. كل هذا اختبار ونبلوكم بالشر والخير فتنة فاذا وعى الانسان هذا المعنى ادرك انه لا بد له من من ان يحقق نجاحا. حتى لو اخفق وهذي طبيعة الانسان ان يخفق في مسيره كل ابن ادم خطاء يقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه الترمذي من حديث انس كل ابن ادم خطاء ما منا سالم من خطأ وخير الخطائين التوابون. اذا تعثرت في مسيرك الى الله في تحقيق الغاية من الوجود. لا تركن الى هذا العثار لا تطمئن الى هذا الخطأ فيكون منتجا لاخطاء. لان كذا رضيت بالخطأ انست نفسك به تولدت منه اخطاء وتعثرت في سيرك لكن عندما تخطئ وتفيق وتبادر الى التوبة والاستغفار ومراجعة الطريق القويم تفوز بالعطاء كلنا مبتلى يا اخواني لكن لنحسن المعاملة فيما ابتلانا الله تعالى منا من يبتلى بالغنى ومنا من يبتلى بالفقر ومنا من يبتلى بالصحة منا من يبتلى بالمرض منا من يبتلى آآ الوان النعم ومنا من يبتلى بالمصائب والنوازل الجميع مبتلى. فار الله من نفسك خيرا واعلم ان مفتاح السعادة في الدنيا تحقيق غاية الوجود الغاية من الخلق يعني ما في انسان يا اخواني الا ويبي قلبا سعيدا وحياة هنيئة ما في بشر على اختلاف الالوان والازمان والاماكن والجنسيات والاعراف والاعراف والاديان كل بني ادم هذا امر مشترك في البشرية انها تبحث عن الراحة والطمأنينة والسعادة لكن الذي يصيب هذا هو واحد من قل لهؤلاء وهو من يحقق الغاية من الوجود يقول الله تعالى لمحكمة كتابه من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن ذكر الله عز وجل امرين العمل الصالح والايمان من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة الحياة الطيبة ما هي انه كل ما يريده من معاش وكل ما يريده من ملذات الدنيا يحصلها لا الحياة الطيبة مبدأها طمأنينة القلب وابتهاجه وسروره وسكنه ان يغمره محبة الله وتعظيمه هذا مبدأ سعادة القلوب هذا مبدأ الحياة الطيبة لذلك تجد انسانا في برية يلاحق غنما هو اسعد من ذاك الذي سكن الابراج وعمر القصور وعاش في اهنأ ما يكون من ملذات لا تظن ان نعيم البدن هو كافي في في المقصود البدن لا شك ان تنعيمه واراحته تعطي القلب شيئا من السكن لكنها لا يمكن ان تعطيه كل السكن. انما السكن التام الكامل في طمأنينة القلب ولكن في هذا مثل بسيد الورى امام المتقين سيد ولد ادم اجمعين صلوات الله وسلامه عليه دخل عمر بن الخطاب على رسول الله صلى الله عليه وسلم في مشربته مكان كان يجلس فيه صلى الله عليه وسلم وقد اتكأ صلوات الله وسلامه عليه على حصير مرمل يعني في شيء من الرمل وقد اثر الحصير في جنب سيد الورى صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه دخل على سيد ولد ادم الذي له من المنزلة والمكانة اعلى المراتب عند رب العالمين فهو في الذروة صلى الله عليه وسلم في الجاه والمنزلة عند رب العالمين ليس فوقه احد من الخلق هو افضل الخلق واعلاهم جاها واعظمهم منزلة عند الله اللهم صل على محمد اللهم صلي على نبينا محمد اللهم صلي وسلم عليه يا رب العالمين نظر عمر رضي الله تعالى عنه الى خزانة رسول الله يعني يشبه ما يكون رف او مستودع او شيء توضع فيه حوائجه فاذا في حفنات من شعير شعير شعير وليس قمحا شعير الذي الان تأكله الحيوانات لا يأكله الاوادم. في غالب معاشي الناس حفلات من شعير قلب نظره لم يجد الا ذلك فلم يملك عمر عينيه بكى رضي الله تعالى عنه فقال يا رسول الله هذا انت رسول الله وصفوته من خلقه على ما ارى يعني من الحال وهذا كسرى وقيصر فيما هم فيه من النعيم فقال النبي صلى الله عليه وسلم ابن الخطاب اما ترضى ان تكون لهم الدنيا ولا للاخرة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالاتفاق لا خلاف بين العلماء ولا بين العارفين باحوال البشر انه صلوات الله وسلامه عليه اسعد بني ادم لكن لم تكن سعادته بطيب مأكل فقد كان بابي هو وامي صلى الله عليه وسلم يربط حصى على بطنه من شدة الجوع ولم يكن هناؤه وسعادته صلى الله عليه وسلم بما يلبسه من وتير الملابس ويركبه من فاره المراكب ويسكنه من هنيء المنازل صلوات الله وسلامه عليه بل كان في حجرة صلى الله عليه وسلم اذا اراد السجود همز بعض اهله حتى تكف قدميها ليجد ما كان للسجود صلى الله عليه وسلم في ضيق حال وضيق وقلة يد لكنه صلى الله عليه وعلى اله وسلم كان قد بلغ الذروة في سعادة القلب بتحقيق مقصود الوجود وهو عبادة الرب جل في علاه وعبادة الرب لم تكن في سيرته وهديه صلوات الله وسلامه عليه مقصورة على قلبه بل كان يجمع بين عبادة القلب وعبادة البدن كان يقيم الليل صلى الله عليه وسلم حتى ترم قدماه فيقال له في ذلك قال له يعني لما تفعل ذلك وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فيقول صلى الله عليه وسلم افلا اكون عبدا شكورا يا اخواني النبي بلغ الغاية في السعادة فاذا اردنا السعادة وطمعنا في تحصيلها فلنجد ولنحرص على ان نعمل بعمله وان نأخذ بهديه فلك من السعادة بقدر ما تحقق من الاتباع ليس فقط في الصورة والشكل والمنظر والخارج بل في المخبر والمظهر الباطن والظاهر. فاحرص على ذلك تفز بالسعادة التي نالها او بشيء من السعادة التي نالها صلى الله عليه وسلم يا اخواني اذا حققنا هذا المقصود وهو العبادة الحقيقية لله بالقلوب والقالب السر والعلن وكان هذا هو همنا فلنبشر فقد ملكنا اعظم مفتاح ملكنا مفتاح الجنة اسأل الله ان يجعلني واياكم من اهلها اللهم اجعلنا من اهل الجنة يا رب العالمين الجنة مفتاحها لا اله الا الله ولا اله الا الله ليست كلمة تقال باللسان ويتحرك بها الفم وينطق بها البيان دون ان يكون لها رصيد في القلب عندما تكون كذلك عندما تكون لا اله الا الله في اللسان والقلب عنها خالي فثق انها لن تنفعه بل ستكون وبالا على صاحبها يقول الله تعالى في قوم قالوا لا اله الا الله بالسنتهم لكنهم لم يحققوها في قلوبهم بل كانت قلوبهم على نقيض معنى لا اله الا الله ان المنافقين وين في الدرك الاسفل من النار اشد عذابا من الكفار لانهم تكلموا بكلمة على اللسان خلا منها الفؤاد والجنان خلى منها القلب فكانت وبالا عليهم حتى بلغوا هذه المنزلة من النار ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار لا اله الا الله مفتاح الجنة وكل عمل صالح هو من مفاتيح الجنة ولذلك ابواب الجنة تسمى بالاعمال فالجنة لها ابواب ثمة باب الصلاة وهناك باب الصداقة هناك باب الجهاد وهناك باب الصيام وهو الريان وكل عمل من الاعمال له باب يدعى اصحابه منه فالاعمال الصالحات مفاتيح للجنة لان تلك الابواب انما سميت بالاعمال لانها لانه بها تفتح لانه بها تفتح وبه يعلم ان لا اله الا الله مفتاح الجنة ليست كلمة تقال عارية عن عمل بل لا بد ان تكون كلمة لها تأثير في العمل السلوك في السر في العلن في الظاهر في الباطن في القلب في الجوارح حتى تكون نافعة وقد اخرج البخاري رحمه الله في صحيح عن وهب بن منبه او منبه انه قيل له اليس لا اله الا الله مفتاح الجنة؟ قال بلى لا اله الا الله مفتاح الجنة ولكن لكل مفتاح اسنان فان جئت بمفتاح لا اسنان له لم يفتح لك وان جئت بمفتاح له اسنان فتح لك ما هي اسنان لا اله الا الله؟ هذا المفتاح هي الاعمال الصالحات السر والعلن اعمال القلوب واعمال الجوارح التي بها يدرك الانسان مأموله ويفوز بالثواب والاجر. يا اخواني كل المطالب بلا استثناء لها مفاتيح وانما تدرك المطالب بمفاتيحها والحكيم البصير هو الذي يجود مفتاحه هذه الكلمة كلمة عظيمة لكنها لا تنفع صاحبها اذا قالها بلسانه وعرى منها قلبه كم مرة نسمع الاذان في اليوم يا اخوان ها اسألكم كم مرة نسمع الاذان في اليوم نسمعه خمس مرات نسمعه خمس مرات جاء في صحيح الامام مسلم من حديث عمر رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من سمع المؤذن يقول الله اذا سمع احدكم مؤذن يقول الله اكبر الله اكبر فقال احدهم او احدكم الله اكبر الله اكبر ثم اذا قال اشهد ان لا اله الا الله قال احدكم اشهد ان لا اله الا الله ثم اذا قال اشهد ان محمدا رسول الله قال احدكم اشهد ان محمدا رسول الله ثم اذا قال حي على الصلاة قال لا حول ولا قوة الا بالله ثم اذا قال حي على الفلاح قال لا حول ولا قوة الا بالله ثم اذا قال الله اكبر الله اكبر قال الله اكبر الله اكبر ثم اذا قال لا اله الا الله انتبه قال لا اله الا الله خالصا من قلبه دخل الجنة هذا الحديث في صحيح الامام مسلم هذا مفتاح من مفاتيح الجنة يتردد على اسماعنا اذا اجبنا المؤذن وقلنا لا اله الا الله لكن ليس فقط من السنتنا انما من قلوبنا قال لا اله الا الله صادقا من قلبه اي مقرا بانه لا يستحق العبادة الا الله. لا اله الا الله تعني انه لا يستحق احد العبادة الا الله وتجتهد في صرف كل العبادات الظاهرة والباطنة لربك. هذا الفضل العظيم والجزاء الوفير انك تجيب المؤذن فتبلغ هذه المرتبة اشك ان ذلك يدل على عظيم وزن هذه الكلمة وهي كلمة في غاية القوة ومن تأثيرها ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من كان اخر كلامه من الدنيا لا اله الا الله دخل الجنة هذه كلمة تتردد على السنتنا واسماعنا ونقولها لكن لنستحضر انها كلمة تقال يقصد معناها. ولهذا جاء في صحيح الامام مسلم في الاذان نفسه من حديث عبد الله بن عامر بن العاص رضي الله تعالى عنه من حديث سعد ابن ابي وقاص رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من قال حين يسمع النداء وانا اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله رضيت بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا غفر الله له يا اخوان هذه عطايا وهبات واسباب لتحقيق مقصود الوجود يتكرر علينا في اليوم مرات والابواب مشرعة والله عز وجل حفزنا في العطايا ومن رحمته جل في علاه ان يذيقنا في الدنيا من لذة الطاعة والعبادة ما يحفزنا على بذل المزيد والنشاط في التقرب لله عز وجل والاستعداد ليوم المعاد فانت تجد من طمأنينة الطاعة وروحها وريحانها وسعتها وانشراحها ما يشجعك على الاقبال على الله عز وجل يقول الله تعالى في وصف اوليائه الذين ذاقوا طعم الطاعة ووجدوا لذة العبادة تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا هؤلاء قوم تأبى جنوبهم القرار على الفرش ولذلك قال تتجافى جنوبهم اي تبعد جنوبهم وتنأى عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا. ما الذي اقلقهم فايقظهم ما الذي اشغلهم حتى هجروا فرشهم فقاموا في الليل بين يدي ربهم جل في علاه يدعونه خوفا وطمعا انها يا اخواني باختصار حلاوة الايمان لذة المناجاة وهذه لذة وحلاوة من وجدها لم يعدل بها نعيم الدنيا كله الم يقل النبي صلى الله عليه وسلم فيما صح عنه في صحيح الامام مسلم من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها قالت ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها ركعتا الفجر والمقصود بركعتي الفجر الراتبة. ركعتي الراتبة ليست الفريضة على الراجح من قولي العلماء ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها. هذا وهي نافلة وخفيفة حتى عائشة تقول لا يعني حتى لا اعلم اقرأ بام الكتاب من تخفيف النبي صلى الله عليه وسلم لا لا عن ما قرأ بام الكتاب ام لا هي تعدل الدنيا وما فيها فكيف بالفريضة؟ كيف بالفرائض؟ كيف بالتوحيد؟ كيف بلا اله الا الله؟ اذا نطق بها لسانك وصدقها قلبك لا شك انه انها اجور ومنازل عالية ذاك فضله واحسانه. اخواني جودوا مفاتيحكم واصلحوها لتفتح لكم ابواب الجنان اليوم عمل وغدا جزاء وما منا الا وسيرد يوم القيامة بمفتاح اذا جاء بلا اله الا الله لكن هذا المفتاح اذا كان صدأ او اذا كان لم يأتي باسنان مطابقة لم يفتح له فاحرص ان تجود مفتاحك وان يكون مفتاحك على نحو من الطيب والمظاء يفتح لك عندما تضعه في الموضع الذي يفتح لك به واعلم ان صدق محبة لله والتعظيم له هو مرتكز كل طاعة وهو مفتاح كل سعادة وهو الطريق الذي تحقق به العبودية لله عز وجل وهذا لا يعني ان نعيش حياة ليس فيها خطيئة لا كلنا نخطئ لكن هذا يعني ان نجد في التقلل من الخطايا ان نكثر من التوبة والاستغفار حتى نرد يوم القيامة ونحن قد خفت احمالنا ومعنى كلمة نرجو الله تعالى ان يبلغنا بها اعلى المنازل وهي لا اله الا الله فانها كلمة النجاة وهي الكلمة الباقية وهي التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم من مات وهو يدعو لله ندا دخل النار. ومن مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة نسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يجعلنا من اهل الجنة الذين يسبقون الى فضله وبره وان يجعلنا من اوليائه وحزبه وان يرزقنا واياكم العلم بلا اله الا الله فهي اعظم المعلومات مات فاعلم انه لا اله الا الله ثم يقول الله تعالى واستغفر لذنبك لانك حتى لو علمت لن تفي هذه الكلمة حقها فجد في الاستغفار استغفر الله استغفر الله استغفر الله اللهم اغفر لنا السر والعلن والظاهرة والباطن. اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما اخرنا وما اسررنا وما اعلنا وما اسرفنا وما انت اعلم به منا. ربنا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين. اللهم امنا في اوطاننا واصلح ائمتنا وولاة امورنا وفقنا الى ما تحب وترظى سددنا في القول والعمل احفظ بلادنا والمسلمين من كل سوء وشر. اللهم يا رب العالمين من اراد المسلمين وبلادنا بسوء فاشغله بنفسه واكف المسلمين شره. اللهم رد كيده في نحره. اللهم رد كيده في نحره اللهم رد كيده في نحره. اللهم من سعى في المسلمين فسادا وشرا فعليك به فانه لا يعجزك. اللهم انجي المستضعفين من المؤمنين. في كل مكان يا رب العالمين. اللهم انصر جنودنا المقاتلين. اللهم ايدهم بروح منك. اللهم امدهم بعون. اللهم انصرهم ولا تنصر عليهم. اللهم ولا تؤثر عليهم اللهم احفظهم من بين ايديهم ومن خلفهم وعن ايمانهم وعن شمائلهم. اللهم اجعل لهم من لدنك سلطانا نصيرا. اللهم وفق ولاة امورنا لا الى ما فيه خير العباد والبلاد اجمع كلمتهم على الحق والهدى يا رب الارض والسماوات ربنا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من غسيل اللهم صلي على محمد وعلى اله وصحبه اجمعين