النظر الى اثاره سواء اثاره التي ذكرها الله عز وجل فيما لو خلي بين القرآن وبين ما يكون من الامور الطبيعية او بينما يجري من تأثيره على القلوب فينقلها من بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ومرحبا بكم في حلقة جديدة من برنامجكم الاسبوعي المتجدد محاضرة محاضرة الاسبوع يسرنا في هذه الحلقة ان نقدم لكم محاضرة بعنوان والقرآن المجيد. القاها فضيلة الشيخ الاستاذ دكتور خالد بن عبدالله المصلح عضو الافتاء بمنطقة القصيم واستاذ الفقه بجامعة القصيم ضمن سلسلة محاضرات وقفات ايمانية والتي اقيمت في جامع خديجة بنت خويلد رضي الله عنها باسكان طريق الخرج بمدينة الرياض استهل الشيخ محاضرته بعد حمد الله والثناء عليه والصلاة والسلام على رسوله صلى الله عليه وسلم. في بيان عظيم فضل القرآن وبيان منزلته واوصافه واشهر اسمائه فيقول فضيلته اية كان النبي الله عليه وعلى اله وسلم يقرأها خطب الجمعة وفي المجامع فكان يقرأ صلى الله عليه وسلم في صلاة العيد والاضحى بقاف والقرآن المجيد وبسورة اقتربت الساعة وانشق القمر هذا القرآن انزله الله تعالى هداية للناس شفاء لما في الصدور بيانا لكل حق وتعريفا بكل سبيل يوصل الى سعادة الدنيا وفوز الاخرة هذا القرآن بشر الله تعالى به الناس اجمعين فقال يا ايها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين ثم قال قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون ليس بعد هذه البشارة الالهية الربانية ما يبين عظيم قدر القرآن فانها بشارة منه جل في علاه للعالم كله لكل بني ادم للانس والجن الذين وجه اليهم هذا الخطاب القرآن وصفه الله تعالى في كتابه باوصاف وسماه باسماء وقد اجمل علي ابن ابي طالب رضي الله عنه في وصف القرآن جملة من اوصافه فقال رحمه الله في وصف القرآن قال هو كتاب الله فيه نبأ من قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم وكل جملة من هذه الجمل تبين سمة وميزة وصفة من صفات القرآن فليست هي عبارات انشائية ليس لها معنى ولا يقصد مضمونها بل هي اوصاف على هذا الكتاب وتبين عظيم ما فيه من الخير والهدى يقول رحمه الله ورضي عنه هو الفصل ليس بالهزل من تركه من جبار قصمه الله ومن ابتغى الهدى من غيره اظله الله وهو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم وهو الذي لا تزيغ به الاهواء وهو الذي لا تلتبس به الالسن لا يشبع منه العلماء ولا يخلق من كثرة الرد اي لا يمل من كثرة تكراره تلاوة وسماعا ولا تنقضي عجائبه وهو الذي لم تنتهي الجن اذ سمعته حتى قالوا انا سمعنا قرآنا عجبا يهديه الى الرشد فامنا به من قال به صدق ومن اصدق من الله قيلا ومن عمل به اجر فهو كتاب الله الذي به الهداية والرشد ومن حكم به عدل فهو ابسط الاحكام واعدلها ومن دعا اليه هدي الى صراط مستقيم نعم هذا هو القرآن باجمال اوصافه وما ذكره الله عز وجل في كتابه من شأن القرآن امر يجوز هذا ويبين عظيم ما كان عليه هذا القرآن من جميل الصفات وكريم الخصال التي تدعو النفوس الى الاقبال عليه الله عز وجل سمى هذا الكتاب قرآنا وهذا من اشهر اسمائه وهو الذي لا يلتبس ولا يشتبه عندما يذكر ويراد به الكتاب الحكيم قال تعالى قاف والقرآن المجيد قال تعالى صاد والقرآن ذي الذكر فالاوصاف كلها هي لهذا القرآن وقد قال الله تعالى في كتابه ان علينا جمعه وقرآنه فاذا قرأناه فاتبع قرآنه. والقرآن معناه المتن فهو مأخوذ من القراءة وذلك انه يقرأ ويتلى للوصول الى ما فيه من الهدايات للوصول الى ما فيه من السعادات للوصول الى ما فيه من الاخبار للوصول الى ما فيه من الاحكام ومن اشهر اسماء القرآن العظيم ايضا الكتاب فان الله تعالى سماه كتابا في مواضع عديدة قال تعالى الف لام ميم ذلك الكتاب لا ريب فيه فمن الاسماء الشهيرة للقرآن العظيم انه الكتاب واذا تأملت ان هذين الاسمين يتكرران في تسمية قرآن وارادته في مواضع عديدة من كتاب الله عز وجل فهما اكثر اسمين للقرآن تكرارا وترددا والحكمة في هذا ان القرآن يقصد به التلاوة للوصول الى معانيه والقراءة تكون عن صدر وعن سطر عن صدر غيبا وعن سطر تلاوة ولذلك سمي كتابا فهو مكتوب حفظا له وتقييدا لما فيه وظبطا له وصيانة له من ان يشذ منه شيء او يضيع او يضل كما قال تعالى انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون وفي هذه الاية التي بين ايدينا وهي عنوان محاضرتنا ذكر الله تعالى القرآن وصفته لكنه ذكره على وجه القسم به. قال تعالى ق والقرآن المجيد هذه الجملة جملة قسم اقسم بالقرآن الذي هو صفة من صفاته جل في علاه في القرآن وكلام الله منه بدا واليه يعود جل في علاه هذا القرآن الذي تكلم به ربنا سبحانه وبحمده اقسم به في هذا الموضع وفي مواضع عديدة ويقسم بما شاء من صفاته كما يقسم بما شاء من خلقه لكن في كل موضع يقسم الله تعالى فيه بشيء سواء كان ذلك بشيء من اسمائه او كان ذلك بشيء من صفاته او كان ذلك بشيء من مخلوقاته تأمل ذلك القسم قف عنده وتدبر معناه فان هذا القسم له اثر في معاني هذه السورة وما تظمنت اخبر الله تعالى في هذه السورة باخبار جليلة ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب بها حتى جاء في بعض الاحاديث في صحيح الامام مسلم انه كان يقرأها كل جمعة تصوروا يقرأها على الناس كل جمعة قاف والقرآن المجيد سورة قاف لما فيها من المعاني العظيمة التي يحتاج الانسان الى ان يقف عندها ويتأمل ما فيها هذه السورة افتتحت بحرف ثم اقسم الله تعالى بعد ذلك الحرف بالقرآن المجيد فقال تعالى والقرآن المجيد وقوله في وصف القرآن المجيد المجيد مأخوذ من المجد والمجد هو الشرف وهو الكرم وهو السعة وهو الرفعة وهو السمو وهو الزكا كل هذه معاني تستفاد من المجد اذا اطلق المجد الله تعالى يقول في كتابه والقرآن المجيد وقال في موضع اخر في سورة البروج بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ فذكر الله تعالى هذا الوصف للقرآن في موضعين من كتابه مما يدل على تأكد هذا الوصف لهذا الكتاب ولهذا القرآن فما معنى ان القرآن مجيد معنى كون القرآن مجيد انه سامن انه عالم انه مرتفع انه كثير البركة انه كثير الخير انه كثير الاحسان هذه صفات اذا تأملتها وجدت جميعها مما يتصف به كلام الله عز وجل على هذه المعاني دارت كلمات المفسرين فالمفسرون في تفسير قوله تعالى والقرآن المجيد قالوا القرآن المجيد اي الشريف الذي ليس شيء احسن منه ولا افضل الكريم العظيم وما الى ذلك من الكلمات رفع القدر الحسن الكثير ذو المجد على سائر الكتب كل هذه الكلمات في بيان معنى المجيد عندما نقول القرآن مجيد اي انه بلغ في الشرف والعلو والسمو والرفعة والمنزلة والحسن والكرم اعلى المنازل فما اوجه وصف القرآن بالمجيد؟ من اين جاء مجد القرآن؟ جاء مجد القرآن من جهات اولها ان المتحدث به المتكلم به رب العالمين جل في علاه فهو كلامه وهو صفة من صفاته وله المثل الاعلى في كل ما اخبر به من صفاته جل في علاه ولهذا هو مجيد سبحانه في ذاته وكلامه مجيد وفعله مجيد وصفاته مجيدة سبحانه وبحمده فله المجد كله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. له المثل الاعلى ولله المثل الاعلى سبحانه وبحمده اذا مجد القرآن كونه مجيد يستفاد من ان الله هو المتكلم به فهذا كلامه. والكلام يسمو ويعلو وترتفع منزلته ويكثر خيره بالنظر الى المتكلم به فاذا كان قدر المتكلم به عظيما عظم الكلام وليس شيء اعظم من الله جل في علاه ولا شيء اسمى منزلة منه سبحانه وبحمده هذا الوجه الاول من اوجه وصف القرآن بانه مجيد الامر الثاني الذي اكسب هذا الكتاب صفة المجد عناية الله تعالى به فالله اصطفى اشرف رسله من الملائكة فجعله واسطة لانزال هذا القرآن على اشرف رسله من من بني ادم الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس ومعلوم ان الرسائل تسمو وتزكو وترتفع واسطة مرسلها بالواسطة التي جاءت بها الرسالة الوسيط الذي وصل الرسالة كلما علا مقامه وسمت منزلته كان ذلك دليلا على سمو الرسالة ورفعتها وقد اصطفى الله لهذه الرسالة جبريل خير الملائكة والنبي صلى الله عليه وسلم سيد ولد ادم بل خير الخلق اجمعين. صلوات الله وسلامه عليه فجعله واسطة بينه وبين الناس فالمجد اكتسب لهذا القرآن من مبلغه ومن ارسل اليه والله تعالى يقول قل نزله روح القدس من ربك بالحق ليثبت الذين امنوا ومما يظهر به مجد القرآن ويتبين به سمو منزلته ما تضمنه من جليل المعاني فاعلى المعاني بيانا واغزرها نفعا واكثرها سعة هذا القرآن العظيم فليس في كلام الكون كله كلام اشرف معنى من هذا القرآن ولذلك كان مهيمنا على الكتب قبله فكانت منزلته ان حوى جميع ما في الكتب السابقة من شرف المعاني وعليها وسامي المضامين ورفيعها فكان مجيدا من هذا الوجه فهو قد تضمن في الخبر عن الله اعلى ما يكون من الوضوح والبيان فالقرآن مجيد لتظمنه الخبر عن الله عز وجل على اوظح ما يكون. واسمى ما يكون واجلى ما يكون ومن احسن من الله ومن احسن من الله قيلا فليس احسن حديث ولا احسن قيل منه جل في علاه الله نزل احسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين امنوا فالله تعالى وصفه بانه احسن الحديث. وبين تأثيره على القلوب التي نزل عليها اذا هو مجيد لسمو وعلو المعاني الذي التي تضمنها ايضا القرآن مجيد لانه جاء بافصح لسانه واجزل بيان فافصح لسان هو اللسان العربي وهذه فصاحة ليست مقصورة على زمن بل هي من من زمن نزول القرآن الى ان يرث الله الارض ومن عليها فاللسان العربي افصح الالسن في البيان عن المعاني هذا ليس عصبية ولا مجدا بلسان وجنس وماء ذلك بل هو اخبار عن واقع انه ليس في كلام الناس ما يبين المعاني على وجه ثامن واف في ايصال المظمون كالقرآن العظيم فسمو القرآن ومجده انه جاء بافصح لسانه وجاء ايضا باجزر بيان في الفاظه فالفاظه منتقاه ليس فيها ما ينبو عن الاسماع او تستثقله الالسن او تأنف منه النفوس بل هو بيان في غاية الجمال في غاية البهاء في غاية المجد ولذلك لا لا تمله النفوس كل هذه المعاني تتعلق بالقرآن من حيث ذاته فهو كلام رب العالمين. جاء به روح القدس من الملائكة لاشرف المرسلين وخاتمهم محمد ابن عبد الله صلى الله عليه وسلم. تضمن اكمل المعاني واسماها واوسعها واوفاها يفصح اللسان واجزل بيان في الفاظه. كل ذلك من صفاته من مجده جميل اثاره وكريم هداياته فجميل الاثار التي يدركها من اقبل على القرآن تبين مجده وتبرز رفعته وسمه وقدره القرآن في كل شأن من الشؤون يهدي للتي هي اقوم كما قال تعالى ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم. اي للتي هي اسد واصوب واحسن واولى في كل شأن من الشؤون ليس ذلك في جانب من جوانب حياة الناس ولا في شأن من شؤون الناس بل في كل الجوانب وفي كل الشؤون القرآن يهدي للتي هي اقوم ولهذا من عقل هذا المعنى وادركه طلب الهداية من القرآن في كل شأن. ليس فقط في المعرفة بالله عز وجل ولا في معرفة الطريق الموصل اليه. بل حتى في شؤون معاشه وامور حياته العامة والخاصة القرآن يهدي للتي هي اقوم بالتأكيد القرآن ليس كتاب سياسة او كتاب اجتماع او كتاب علوم طبيعية او ما اشبه ذلك. القرآن جاء لهدفين الهدف الاول تعريف الخلق بالله لا تقوم لها الجبال لكن الله من رحمته ان مكن قلوب بني ادم ان تزكو وتتحمل القرآن فتأخذ منه هدايات وانوار تصلح بها وتزكو ثم ينعكس ذلك على الجوارح طيبا من الرب الذي تعبدون؟ من الاله الذي له تصلون وتسجدون و خلقتم لعبادته هذا واحد وكيف تحققون العبودية له؟ هذا الهدف الثاني الذي جاء به القرآن لكن من كمال القرآن انه تضمن هدايات واسرار في تنايا كلام رب العالمين ما يجعل قرآن هداية شاملة لكل شيء في امر المعاصي وامر المعاد في امر الدين وفي امر الدنيا ولكن هذا يحتاج الى بصائر نيرة وفهوم زاكية وعقول حاضرة واذان واعية لتصل الى اسرار القرآن وهداياته فمن اوجه مجد القرآن انه يهدي للتي هي اقوم من اوجه كون القرآن مجيد جميل اثاره فمن اقبل عليه سعد واطمئن وانشرحت نفسه ونال من الخير شيئا عظيما. يدل لذلك ايات كثيرة منها قوله تعالى الا بذكر الله تطمئن القلوب واعظم الذكر كتابه قال الله تعالى صاد والقرآن ذي الذكر فالقرآن ذكره ذكره جل وعلا وقد قال الله تعالى فاسألوا اهل الذكر يعني اهل القرآن ان كنتم لا تعلمون فذكره والذكر هو القرآن هو اعلى ما يكون من الذكر واسمى ما يكون من الذكر القرآن الحكيم. ومن شرفه وانه اسمى الذكر نهانا الله عن قراءته في الركوع والسجود لانه لا يتناسب مع سمو منزلة الذكر فلا يقرأ القرآن في الركوع ولا في السجود كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث ابن عباس اني نهيت ان اقرأ القرآن وانا راكع وانا ساجد لماذا؟ لان هذه الحالات حالات انخفاض لا يتناسب معها اشرف كلام واعلاه واسماه وهو القرآن. فالقرآن لا يقرأ الا قائما في الصلاة. واما في غير الصلاة فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ قائم وقاعدا وعلى جنب لكن في الصلاة التي لها حال خاصة نهى النبي نهى النبي صلى الله عليه وسلم ان يقرأ القرآن في الركوع والسجود فهو اعلى الذكر واسماه فمن قرأه انشرح صدره صدره واطمأنت نفسه الا بذكر الله تطمئن القلوب طه ما انزلنا عليك القرآن لتشقى فهو هداية تنفي كل شقاء وتخرج من كل ضائقة وتهدي الى كل نور وتسلم من كل ظلمة فالقرآن اكتسب المجد لجميل اثره انه به تطمئن القلوب وتسكن النفوس ولا يجد الانسان شيئا من الطمأنينة الا بقدر ما معه من القرآن تلاوة وذكرا وانا لا اقصد الطمأنينة انه لا يجد شيء من اللذة يجد الانسان لذة بالمحرمات لكنها لذات تنقلب الى حسرات لكن اللذة المستمرة الدائمة لا تكون الا بطاعة الله عز وجل. ومن اعظم ما ينال به ذلك تلاوة القرآن ولاجل ان تعرف ان هذا القرآن عظيم الاثر في طمأنينة نفسك استمع الى قول الله تعالى واذا قرئ القرآن فاستمعوا له وانصتوا لماذا؟ لعلكم ترحمون. رجاء ان تدركوا الرحمة فسماع القرآن سبيل لادراك رحمة رب العالمين الانصات اليه وحضور القلب عند تلاوته هو من وسائل الاستكثار من رحمة الله عز وجل فمن اراد الرحمة فلينصت الى القرآن حاضر القلب وليستمع اليه فلك من الرحمة بقدر ما بقدر ما تحقق من استماع القرآن والانصات اليه. محاضرة الاسبوع. محاضرة الاسبوع احبتنا الكرام لا زلنا نستمع الى محاضرة لفضيلة الشيخ الاستاذ الدكتور خالد بن عبدالله المصلح عضو الافتاء بمنطقة القصيم واستاذ الفقه بجامعة القصيم. بعنوان والقرآن المجيد. استهل شيخ محاضرته ببيان عظيم فضل القرآن وبيان منزلته واوصافه واشهر اسمائه مع عرض الادلة على ذلك من الكتاب والسنة كما وقف مع فضل سورة قاف وقسم الله سبحانه وتعالى بوصف من اوصاف القرآن الكريم المجيد ثم استعرض اوجه وصف القرآن بالمجيد وبعد احبتنا الكرام يواصل الشيخ خالد المصلح محاضرته بوقفة مع وجه من اوجه مجد القرآن الكريم واثره على النفوس واخراجها من الضلالة الى النور والهداية والسعادة فيقول فضيلته من اوجه مجد القرآن وعظمته كبير اثره على النفوس في اخراجها من الضلال الى الهدى اقامة سلوكها على الجادة واخراجها من كل رذيلة وهذا جانب من تأثير القرآن والا فالقرآن يؤثر حتى على الجماد يقول الله تعالى لو انزلنا هذا القرآن على جبل ها لرأيته خاشعا متصدعا ذكر اثرين الخشوع وهو امر باطل لا يظهر في الاصل ومتصدعا اثر ظاهر يراه الناس التصدع تشققات فلو انزل الله هذا القرآن على جبل لكان من تأثير القرآن على الجبل ان يكون صلاح في الباطن واثر في الخارج تصدع لعظيم ما في القرآن من هدايات واخبار وزكاء الاوان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله. الا وهي القلب ويقول الله تعالى في بيان عظيم تأثير القرآن ولو ان قرآنا اي الكلام يتلى ويقرأ ولو ان قرآنا سيرت به الجبال او قطعت به الارض او كلم به الموتى لكان هذا القرآن لو في كلام يحصل به هذا الاثر من نقل الجبال عن اماكنها وتقطيع الارض والحديث مع الموتى لو كان في كلام يحقق هذه الغايات لكان هذا القرآن اولى ما يحقق هذه المقاصد وهذه الغايات وهذا يبين عظيم تأثير القرآن لكن القرآن يحول بينه وبين قلوب بني ادم الغفلة وعدم حضور الذهن بل الاشتغال باللغو عنه ولذلك كان المشركون يجعلون حوائل وموانع فيقولون يوصي بعظهم بعظا ايش؟ لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه ليس فقط اغلاق منافذ الوصول بل حتى ما هو اكثر من هذا وهو اللغو فيه القول الباطل فيه اللغو المقصود به القول الباطل بوصفه بانه سحر بانه كهانة بانه اساطير الاولين بانه انه مما يصد الناس عنه وهذا تشويه للقرآن حتى تنفر النفوس عنه فلما وجدت الموانع لم يؤثر القرآن في القلوب لكن اذا خلي بين القلب والقرآن وحضر السمع كان له اجمل الاثر وهذا السر يا اخواني في ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقيم الليل باية واحدة كما جاء عنه في بعض الاحاديث والمنقولات قيام ليلة باية واحدة لا يكون الا لقلب حاضر ليس يكرر لا يكرر كلاما لا يعيه بل يكرر يقرأ كلاما يقف عند معانيه ويدرك مقاصده فيكون ذلك مؤثرا في القلب ومثمرا صلاحا وذكاءا وطمأنينة وسكونا ورحمة تغشى القلب وتسكنه اذا من مما يتبين به مجد القرآن ويتحقق به معنى والقرآن المجيد النظر الى الضلال الى الهدى ومن الغي الى الرشد ومن الكفر الى الايمان ومن الظلمات الى النور ان مما يبرز به مجد القرآن فشل كل من عانده على مر العصور كل من عاند القرآن وخاصمه فهو مخصوم هذا القرآن انزله الله على رسوله وكان يتلوه صلوات الله وسلامه عليه على افصح الناس. واعلمهم بالبيان وكانوا يعجزون عن ان يقابلوا القرآن او ان يضادوه او ان يعارضوه فكان صلى الله عليه وسلم يتلوه عليهم ويتحداهم بايات القرآن ان يأتوا بمثله او بعشر سور من مثله او بسورة من مثله وهذا ادنى ما بلغ به حد التحدي ان يأتوا بسورة من مثله وهي ثلاث ايات اقل سورة في القرآن تظمنت ثلاث ايات وتحداهم الله ان يأتوا بثلاث ايات وهذا التحدي ليس لعجم ولا لمن خلطت السنتهم غير الفصحاء انه لاقحاح العرب الذين كان عندهم من القدرة والبيان والفصاحة والجزالة ما ميزهم عن العالمين يعني العرب ما كان عندهم شيء يؤهلهم ان ان يبلغوا مجدا في الدنيا الا هذا اللسان الذي انزل الله تعالى به القرآن ما كان عندهم شيء كانوا في جاهلية جهلاء لا ملك ولا اختراعات ولا سطوة ولا انتشار كانوا في غاية الضعف لكن عندهم فصاحة بالغة فمع هذا يتحداهم ان يأتوا بثلاث ايات يعجزون وهذا التحدي من ذلك اليوم الى هذا اليوم لم يقم احد عبر التاريخ مع قيام التحدي وكثرة المعارضين لهذا الدين لم يجرؤ احد ان يأتي بقرآن مثل هذا او بادنى ما يكون بسورة من مثله وكل من تورط في المحاولة كان ما جاء به ضحكة ودليل على ضعف عقله وآآ حصر ذهنه وانه لا مبنى ولا معنى لا معاني ولا الفاظ وهذا مما يظهر به مجد القرآن مما يظهر به مجد القرآن ايضا ويصدق قوله تعالى والقرآن المجيد انه الاية الباقية الى ان يرث الله الارض ومن عليها كل نبي ارسله الله تعالى اذا الى الناس ايده بما ايده به من الايات الدالة على صدقه. قال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ما من نبي بعثه الله الا واتاه من الايات ما على مثله امن البشر يعني جاء باية يؤمن بها البشر يؤمن يصدق الناس انه رسول. موسى جاء بالعصا وجاء باليد وجاء عيسى انه يحيي الموتى وانه وانه مما ذكره الله تعالى في كتابه عن ايات الانبياء. يقول النبي صلى الله عليه وسلم ما من نبي بعثه الله الا واتاه ما على مثله امن البشر وكان الذي اوتيته. يعني المكان الذي خصصت به بين كل المرسلين وحيا اوحاه الله اليه وكان الذي اوتيته وحيا اوحاه الله اليه اي وحيا خصني الله به ما هو الوحي الذي خصه الله به انه القرآن ولذلك يقول فارجوا يعني رهاء لاجل هذا التخصيص فارجو اطمع فارجو ان اكون اكثرهم تابعا وهو الحاصل والواقع ان امة الاسلام امة محمد صلى الله عليه وسلم اكثر الامم فهو اكثر الامم اكثر الانبياء تابعا صلوات الله وسلامه عليه. من بركات القرآن ومن اثر هذا القرآن الباقي كل ايات الانبياء مضت النبي صلى الله عليه وسلم اعطاه الله ايات خلقية بينت صدقه فانشق القمر ورآه الناس فرقين ونبع الماء من بين اصابعه صلوات الله وسلامه عليه وسبح الطعام بين يديه ورد عين بعض اصحابه بعد ان سقطت فعادت كما لو لم يكن بها سوء وما الى ذلك من المعجزات والايات والبراهين الدالة على نبوته لكن كل تلك الايات مضت ما شاهدها الناس تنقل خبرا لكن فما رأن كمن سمع اما القرآن العظيم فميزه الله تعالى بشيء انه باق ما بقي الليل والنهار الى ان يرث الله الارض ومن عليها. ولشرف القرآن وسمو مكانته عند رب العالمين ان الناس اذا اعرضوا عنه رفعه الله عنه فهو الذي انزله وهو الذي يرفعه جل في علاه. كما جاء في ما رواه احمد وغيره باسناد لا بأس به من حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال رظي الله عنه يسرع على القرآن في ليلة فيصبح الناس منه فقراء فلا يبقى منه في صدور الرجال شيء ولا في المصحة شيء لا يجدون في المصاحف هذي التي بين ايدينا شيء ولا في صدور من حفظه شيء وذاك متى عندما يتعطل نفع القرآن في الخلق فلا يؤمن به احد ولا يقر به احد يرفعه الله لشرفه. ولذلك يقول العلماء في عقائدهم عن القرآن الكريم يقولون منه بدأ واليه يعود اليه يرجع سبحانه وبحمده يرفعه تنزيها عن ان يبقى بلا نفع فالقرآن العظيم مجيد لكل هذه المعاني التي ذكرنا وهي دالة على انه اعظم الايات تأثيرا واعظم الايات نفعا. ولذلك بشر الله تعالى به الناس جميعا فجاءت البشارة لكافة الناس وليس جهة وامر بالفرح به فقال قل بفظل الله وبرحمته اختلف العلماء ما المراد بالفضل والرحمة والاتفاق منعقد ان القرآن واحد منهم اما هو الفضل واما هو الرحمة قل بفظل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون. ومما يدل على عظمة القرآن ومجده ما اودعه الله تعالى من براهين صدقه فلا يزال عبر التاريخ يظهر الله تعالى من اسرار القرآن وعجائبه ما يدل على صدق ما جاء به وصدق ما تظمنه. قال الله تعالى سنريهم اياتنا في الافاق اياتنا اي براهينا البراهين الدالة على صدقه تأوليهم اياتنا في الافاق وفي انفسهم حتى يتبين لهم انه الظمير يعود الى القرآن في قول جماعة من المفسرين انه الحق حتى يتبين لهم انه الحق اي انه الحق من الله وان ما تضمنه حق وان من جاء به حق وانما اخبر به حق وان ما حكم به حق وان كل ما فيه حق فلا يخرج عن الهدى والصراط المستقيم كل هذه المعاني هي مما تثبت مجد القرآن كلها تدل على مجد القرآن ومما يدل على مجد القرآن وانه مجيد. نفعه لمن اقبل عليه وامن به به فان المقبل على القرآن العامل به يجد نفعا عظيما في الدنيا والاخرة يكفي في بيان ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم ان الله يرفع بهذا القرآن اقواما ان في تعريف المجد وش قلة؟ ماذا قلنا في تعريف المجد؟ قلنا الرفعة والسمو وهذا من مجد القرآن ان حملته والعاملين به والتالين له والمعظمين له يرفعهم الله تعالى. ان الله يرفع وبهذا القرآن اقواما والرفعة هنا لم تقيد في زمان ولا في مكان ولا في دنيا ولا في اخرة ليشمل كل اوجه الرفعة في الدنيا والاخرة وفي الزمان والمكان. ولهذا يقول عبد الله ابن عمر رظي الله عنه من حفظ القرآن فقد ادرجت النبوة بين جنبيه اي ادخلت النبوة بين جنبيه. كل النبوة في صدره لان القرآن هو ما جاء به النبي صلوات الله وسلامه عليه. واي رفعة فوق هذا يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات بل هو ايات بينات في صدور الذين اوتوا العلم فرفعة سامية في الدنيا والاخرة لمن حفظ القرآن او حفظ منه. لا يلزم ان يحفظه كله. لك من الرفعة بقدر ما معك من حفظه وفهمه وانتبه والعمل به والدعوة اليه. فالرفعة الاسجد فقط في حفظه انما في حفظه وفهمه وفي العمل به والدعوة اليه والذب عنه بقدر ما تأخذ من هذه الصفات بقدر ما تنال من الرفعة والسمو في الدنيا والاخرة من اوجه رفعة القرآن نفعه لاصحابه كما ذكرت من ذلك الرفعة من ذلك الهداية في الدنيا من ذلك السعادة في الدنيا فانه يهدي للتي هي اقوم ويبلغ السعادة ومنها ايضا انه يأتي شفيعا لاصحابه يوم القيامة وهذا بيان لنفع القرآن حتى بعد الموت فيأتي شفيعا مدافعا لاصحابه. ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم يقول اقرأوا القرآن فانه يأتي يوم القيامة شفيعا لاصحابه. واصحابه من هم هم اهل ذكره تلاوته وفهمه وتدبره والعمل به والرجوع اليه كل هذه اوجه من اوجه صحبة القرآن. فليست الصحبة فقط تلاوة ولاء الصحبة فقط حفظ بل الصحبة تشمل هذا وذاك وغيره من اوجه الصحبة والتلاوة والحفظ ليس مقصودين لذاته. انما هما يقصدان للوصول الى معانيه الى الى معاني القرآن واسراره ولذلك ينبغي ان يعرف انه الشأن كله شأن في فهم القرآن وهذا الذي ميز جيل الصحابة يقول الشيخ ابن تيمية الذي تميز به الصحابة رضي الله عنهم عن سائر طبقات الامة انهم كانوا اعظم فهما لمعاني القرآن ومقاصد كلام خير الانام صلوات الله وسلامه عليه فجمعوا العناية بالالفاظ والنظر في المعاني والمقاصد والاسرار لكلام رب العالمين فبقدر ما يحقق الانسان من هذا يدرك من السعادات ويدرك من الخيرات ويدرك من الاثر الذاكية ويحقق صحبة القرآن التي بها يسمو ويعلو مقامه هذه جملة من اوجه التي يبين بها معنى مجد القرآن فمجده يتعلق بجهات عديدة. اسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يرزقنا واياكم تلاوة القرآن على الوجه الذي يرضى به عنا. اللهم اجعلنا من اهل القرآن قال الذين هم اهلك وخاصتك. اللهم اوقفنا على اسراره وبلغنا ادراك معانيه وارزقنا فهمه على احسن وجه واكمل ويسر لنا العمل به يا رب العالمين. اللهم انك قد قلت في كتابك ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر فجعلنا ربنا من المدكرين الطالبين لفهمه العاملين به في السر والعلن المعظمين له وارزقنا تلاوته بالسر والعلن في اناء الليل واناء النهار على الوجه الذي ترضى به عنا جعلنا من من اهل القرآن ربنا وفقنا الى كل خير واعصمنا من كل شر ومسكنا بكتابك الحكيم وارزقنا القيام به على وجهي الذي يرضيك وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه