وقد حفظت السنة جملة من المسائل التي لا زالت تتكرر وينتفع منها الناس على مر هذه العصور فالرجل الذي جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله تهدد الله اصحابه بقوله ان الذين يكتمون ما انزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب اولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللعن حلوة فلا فلا يجب على المفتي ان يبين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى احمده حق حمده له الحمد كله اوله واخره ظاهره وباطنه اشهد ان لا اله الا الله اله الاولين والاخرين واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته باحسان الى يوم الدين اما بعد فحياكم الله ايها الاخوة في هذا اللقاء وفي هذه المحاضرة التي ينسقها مكتب التعاون بيان في محافظة عنيزة في هذه الليلة اه ليلة الحادي عشر من الشهر السادس من عام ستة وثلاثين واربع مئة والف للهجرة النبوية على صاحبها افظل الصلاة واتم تسليم آآ المحاضرة موسومة يستفتونك هذه الكلمة جاءت في القرآن الكريم في مواضع عديدة قصها الله تعالى في كتابه وفي كل تلك المواضع ذكر الله تعالى ما بينه من احكام سأل عنها السائلون. قال الله تعالى يسألونك عن الاهلة قل هي مواقيت للناس والحج وقال يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وقال يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما اثم كبير ومنافع للناس جاء ذلك ايضا في عدة ايات والملاحظ لتلك الاسئلة عند سماعها عدة ملاحظات من المهم ان نقف عند اياتي التي ورد فيها السؤال في القرآن ليستفتونك لنستنبط منه جملة مما ينبغي ان نستحضره في هذه القضية قضية السؤال والجواب فان قضية الفتوى قضية ذات اهمية كبرى في حياة الناس لان الناس لا لا ينفكون عن حاجة الى سؤال الى من يتوجهون اليه في معرفة ما يشكل عليهم من امر دينهم ومن امر دنياهم وان كان غالب ما تحدث عنه القرآن من الاستفتاءات مما يتعلق باحكام الشرع لكن جاء سؤالهم وجواب الله تعالى عن السؤال في قضايا لا علاقة لها عاشر بالتشريع. كقوله تعالى يسألونك عن الاهلة. الباعث على السؤال انهم تساءلوا عن هذا التحول قمر ابتداء بالهلال صغرا ثم يكبر حتى يكون قمرا ثم يستتم حتى يكون بدرا ثم يتناقص حتى يصل الى لحاق في ليالي السرار او الاصرار ولا يتبين منه شيء. تساءلوا فجاء السؤال يسألونك عن الاهلة فاجابهم الله ولم يهمل سؤالهم فيما يتعلق بهذه القضية لكنه لفت انظارهم الى ما يفيدهم قل هي مواقيت للناس والحج فاجابهم بما فيه نفع من هذه الظاهرة الكونية التي يبصرونها الملاحظ للاسئلة التي وردت في القرآن واخبر عنها جل وعلا بقوله يسألونك يستفتونك في غالب المواطن وفي موضع يسألونك انها اسئلة ذات اختصار وتحديد ووضوح تام فليس فيها التباس ولا اشتباه. هي اسئلة مباشرة لا تتجاوز كلمات معدودة يسألونك عن الاهلة يسألونك عن الشهر الحرام يسألونك عن الخمر والميسر يسألونك عن الساعة يسألونك ماذا احل لهم؟ من الطيبات يسألونك عن الانفال جميع ما ذكر الله تعالى من المسائل التي وجهت للنبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم جاء فيها الاختصار والوظوح والجلاء على وجه لا يلتبس هذا هذه الملاحظة الاولى الملاحظة الثانية في الايات التي ورد فيها ذكر السؤال والجواب انها لم تكن ذات موضوع واحد بل كانت ذات مواظيع مختلفة منها ما يتعلق بامر الاخرة والعقائد ومنها ما يتعلق بامر الاحكام والشرائع ومنها ما يتعلق بالنوازل والاحوال والحوادث ومنها ما يتعلق الامور العامة التي تهم الناس جميعا وهذا التنوع في السؤال يفيد فائدة ادنى الاستفتاء والفتوى ليست خاصة بجانب من جوانب الحياة ولا امور التكاليف والعبادات فحسب بل منها ما يتصل بامور العقائد ومنها ما يتصل بامور الاعمال ومنها ما يرد على الانسان على مفتي او المسؤول في امر لا علاقة له بالدين كقوله جل وعلا يسألونك عن الاهلة الا ان من المهم ان نعرف ان الاستفتاء لا يختص فقط الاحكام العملية ولا الاحكام العبادية او المعاملاتية انما يكون في في امور العقائد كما يكون في امور الشرائع فمن اسئلة العقائد يسألونك عن الساعة من امور العقائد قوله جل وعلا واذا سألك عبادي عني هنا لم يقل يسألونك انما جاء بصيغة اذا حصل وسألك الناس واذا سألك عبادي عني فاني قريب وهذا خبر عن الله عز وجل. والخبر عنه مما يتعلق بامور الاعتقاد وجاء السؤال عن امور واقعة تحتاج الى فصل والى بيان كالانفال لما اختلفوا فيها يسألونك عن الانفال قل الانفال لله والرسول الى اخر ما جاء فيه البيان فيما يتعلق بالانفال في غزوة بدر وجاء ايضا فيما يتعلق بالامن العام كالسؤال عن الخمر والميسر وعن الحوادث والوقائع كالسؤال عن القتال في الشهر الحرام وهذا التنوع في الاسئلة بين خاص وعام بينما يتعلق بالعقائد وبينما يتعلق عبادات والشرائع والمعاملات يدل على ان الفتوى تستوعب كل ذلك فليست خاصة في باب من الابواب ولا في شأن من الشؤون يلاحظ ايضا في كل الاستفتاءات التي ذكرها الله تعالى في محكم كتابه حاكيا اسئلة السائلين انها صدرت في الجواب بقل وهذا تنبيه للمفتين ولكل من تكلم في امر الدين انه يتحدث عن رب العالمين وانه يتكلم ببيان شرع الله عز وجل فليس هذا شيئا يؤخذ برأي خاص او ذوق او بما يشتهيه الانسان او بما يحبه بل هو بيان جلي واضح لحكم الله وحكم رسوله فلذلك يجب عليه ان يكون على بصيرة فيما يتكلم به لانه يوقع عن رب العالمين. ولهذا تم بعض اهل العلم هذا بيان من المفتين لما يرد عليهم من الاسئلة انه توقيع توقيع عن الله عز وجل وليس هذا نيابة عنه في تشريع الاحكام انما هو في بيانها فالاحكام قد شرعت والمشرع لها والله عز وجل وما سنه رسوله صلى الله عليه وسلم مما جعله الله تعالى اليه تشريعا حكما. اما من بعد ذلك من اهل العلم وحملته فهم يتفاوت فهم يتنافسون ويتسابقون في معرفة حكم الله وحكم رسوله. اذ هم يبينون حكم والله وحكم رسوله وليس شيئا من قبل اهوائهم ولا من قبل ارائهم ولا من قبل ما تمليه عليه افكارهم بل هم في لذلك كله متبعون. هم في ذلك كله يقتفون ما جاءت به النصوص. يجتهدون في فهم كلام الله وفهم كلام رسوله لابانة الحكم مما يلاحظ ايضا في كل الاسئلة التي جاء ذكرها في القرآن ان الجواب مباشر ومختصر وواضح وجلي وليس فيه تعقيد وهذا كله مما ينبغي ان يراعيه المفتي المتكلم عن الله عز وجل كما ينبغي ان يحرص عليه المستفتي فيستجلي عندما يقع عنده اشكال ويستبين عندما يلتبس عليه امر ولذلك جاء في السنة مراجعة النبي صلى الله عليه وسلم من اصحابه في جملة من المسائل التي بينها لاجل مزيد ايضاح ومزيد استبانة لحكم الله وحكم رسوله او لخبر الله وخبر رسوله صلوات الله وسلامه عليه هذه جملة من الملاحظات التي هي عبارة عن اداب تتعلق بالمفتي والمستفتي مما ينبغي ان يراعيه من اشتغل بهذا الامر سواء استفتاء او افتاء فان الاستفتاء فان الفتوى امر يتعلق بطرفين وليس بطرف واحد ولذلك الكتب التي تكلمت عن الفتوى في غالبها تخص المفتي ببيان احكامه وادابه وتتطرق للمستفتي ايضا في بيان الاحكام والاداب التي ينبغي ان يراعيها فالفتوى ليست قضية خاصة بطرف معزولة عن الطرف الاخر بل هي قضية ناتجة عن طرفين طرف يسأل ويستبين ويستوضح وطرف يبين و يوضح ويجيب ومن هذين الامرين تكون الفتوى. ولذلك الفتوى تطلق على السؤال كما تطلق على الجواب يستفتونك قل الله يفتيكم. فالفتوى تطلق على سؤال السائل كما تطلق على جواب على جواب المسؤول فيقال هذه فتوى ويراد بها السؤال ويقال هذه فتوى ويراد بها اجابة السؤال فكلاهما مما يسمى فتوى لله ان الذين يكتمون ما انزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب تلا هذه الاية اولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون. تأمل هو الذي استدل بهذه الاية والتي تليها على وجوب البيان اذا كان الامر على هذا النحو من ان الفتوى تتعلق بطرفين كان من المهم في الحديث عن الفتوى ان يتطرق المتحدث عن جانبين طبعا الجانب الاول فيما يتعلق المفتي المفتي ذكر العلماء رحمهم الله له من الشروط والاداب والاحكام ما فصلوا فيه تفصيلا بينا واضحا لكن ينبغي ان يعلم ان صلب ذلك واصله وقاعدته التي يبنى عليها كل ما ذكر من اه خصال وشروط وصفات يجب ان تتوفر في المفتي دائرة على العلم ولذلك اذا تأملت وجدت ان كل ما ذكر من الشروط في المفتي دائرة على تحقق وصف العلم فيه. لانه لا يسأل الا العالم. ولا يسأل الا العارف فلا يسأل جاهل ولا يسأل عديم معرفة انما السؤال للعالم ومحور ذلك ما اختصره الله في كلامه حيث قال فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون. وهذا بيان مجمل جمع صفات من ينبغي ان ان يتوجه اليه السؤال وهو من كان من اهل الذكر واهل الذكر هم اهل الاسلام فلا يكون غير المسلم من اهل الذكر ولذلك من شروط المفتي ان يكون مسلما ومن شرط المفتي ان يكون مكلفا عاقلا بالغا رشيدا ومن شروط المفتي ان يكون عالما بالكتاب وعالما ببيانه ببيان الكتاب القرآن وهو السنة وان يكون مجتهدا في العمل به لانه لا يكون عالما على وجه الحقيقة من لم يعمل بما علم فان العلم فان العمل بما بالعلم هو ثمرته وهو نتاجه وهو غايته ومقصوده. فمن لم يعمل بما علم كان علمه حجة عليه ولذلك ذكروا من اداب من شروط المفتي ان يكون عدلا وهذا معناه ان يكون عاملا بما علم فان العدالة هي ثمرة العلم هي ثمرة العمل بالعلم هي نتاجه ان يكون ذا فكر وعقل وبصيرة ونظر وهذا ثمرة العلم فان فانه كلما ازداد الانسان علما بالقرآن علما بالسنة اثمر ذلك نورا في قلبه وبصيرة في فهمه يكشف الله له الملتبس ويدرك به الخفي ويعرف به ما اشتبه على غيره اذا اذا لاحظنا وتأملنا فيما ذكره العلماء فيما يتعلق بشروط المفتي وجدتها دائرة على تحقيق العلم واثاره وهو المقصود بقوله تعالى فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون في غالب الاحيان عامة الناس لا يميزون لا يميزون عندما يكون بين بين يديه اكثر من من متكلم في العلم الشرعي لا يميز في الغالب اهل الذكر بدرجاتهم انما اذا تركوا في الوصف استووا عنده في استحقاق انهم من اهل الذكر وهذا لا بأس به في في في حال السعة لا يحتاج الانسان ان يمايز بين الناس وان يعرف درجات العلماء في حال السعة لانه اذا رجع الى عالم ينطبق عليه وصفه فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون فقد برأت ذمته وحقق ما امره الله تعالى به من الرجوع الى اهل الذكر. لكن متى يحتاج الى الموازنة والى معرفة من هو الاحق بوصف اهل الذكر هنا لا يكون محتاجا الى هذه الموازنة وهذه المفاضلة ومعرفة المراتب والمنازل في درجات اهل الذكر الا عندما تختلف الفتوى عندما تختلف الفتوى وتتباين الاراء يحتاج الانسان الى الترجيح بين اقوال المفتين ولا سبيل له الى ان يرجح بين قول هذا او قول ذاك الا بالوصف الذي من اجله ارجع الله تعالى الناس الى اهل العلم وهو تحققهم بوصف الذكر في قوله اهل الذكر فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون فهنا يحتاج الى ان يعرف مراتب العلماء يحتاج الى ان يعرف درجاتهم ليتمكن من الترجيح فهذه لا يزهر اليها عند الحاجة الى الترجيح اما اذا لم يكن ثمة حاجة فانه يغنيه ان يسأل من كان من اهل الذكر اهل الذكر ليس عباءة تلبس ولا جبة تكتسى ولا نمطا من الصورة يظهر به الانسان انما هو وصف لما يحمله الانسان لا لما يظهر به وهذا امر مهم وصف لما يحمله لا لما يظهر به لانه قد لا يظهر على الصورة التي تكون فيها آآ المعتادة لاهل الذكر باختلاف البلدان فكل بلد اهل الذكر فيه اهل العلم يكون لهم نمط لا سيما في البلاد التي يميزون فيها العلماء بلباس خاص لكن هذا ليس هو الشأن لان هذا الشأن هذه الصورة قد قد يتزيى بها من ليس من اهل الذكر. فليس الشأن في صورة ولا في لباس ولا في هيئة على نمط معين انما الشأن كل الشأن فكان يستبشرون بمن يأتي يسأل النبي صلى الله عليه وسلم بغض النظر عن نوع السؤال انما المهم ان ياتيه من يسأله وهو عاقل رشيد ذو بيان وفهم وحسن طرح فيما يطرحه بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم ليستفيدوا منه في الحقيقة وفي المعنى وفي الجوهر وفي الوصف الذي جعله الله تعالى محلا ومناطا السؤال وهو قوله فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون وبه نختصر كثير من الاشكاليات التي يقع فيها كثير من الناس عند استفتائهم فان كثيرا من الناس اذا اراد ان يسأل ينظر الى الصورة والشكل وقد ينظر الى الوظيفة وقد يقصر ذلك على المهمة فتجده مثلا يسأل اماما لمسجد او جامع ويظن ان كل امام مسجد وكل امام جامع فهو من اهل الذكر الذين يرجى عليهم في المسائل ويرجع اليهم في طلب الاجابة على الاسئلة. واخرون يعلقون ذلك بنمط من الوظائف وكل هذا ليس مناط اللي اه ما امر الله تعالى به السائلين في الرجوع انما الشأن كل الشأن في المضمون والمعنى والمحمول الحقيقي الذي يترجم قولا وعملا وهو الذكر القرآن وبيانه السنة ليس فقط حفظا بل حفظا وفهما رواية ودراية علم وعمل. بذلك يعرف من الذي يسأل ممن لا يسأل ومن نعمة الله على هذه الامة ان الله تعالى لا يخلي العالم من عالم تقوم به الحجة ويستبين به السبيل وهذا دلائله في الكتاب والسنة ظاهرة. قال الله تعالى انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون ولو كان الذكر يغيب ويزول لما قامت الحجة على الخلق والذكر المحفوظ ليس الفاظه ولا كونه مكتوبا في المصاحف بل الحفظ للمكتوب والمفهوم من الذكر يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله فهي سلسلة متصلة لا يمكن ان تنقطع الى ان يرث الله الارض ومن عليها وهذي من رحمة الله بهذه الامة انه لن يزال في الامة من يبين الحق لن يزال في الامة من يهدي الناس الى الصراط المستقيم. لن يزال في الامة من يقيم الحجة على العباد ببيان شرع رب العالمين لمين وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح من حديث معاوية لا تزال طائفة من امتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى يأتي امر الله وهم على ذلك. وهذا وعد الهي بان هذه الامة سيبقى فيها من يحمل هذا العلم ظاهرا بينا جليا يبلغ به دين الله ولا يضره من عارضه ولا من خالفه ولا من وقف في سبيله وهذا من حفظ الله تعالى لهذه الامة فرحمة الله في الامة بالامة قائمة بان حفظ من يبين الحق لكن هذا يحتاج احيانا لتصل اليه الى بذل وجهد وعمل سعي حتى تصل الى من يتحقق بهذه الصفات التي هي مناط الرجوع للسائلين في قوله تعالى فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون الحديث فيما يتعلق بالمفتي وادابه قد لا يكون كبير فيه كبير فائدة في مثل هذه المجالس وهو من المهم لكل من اشتغل تعليم الناس واجابة على اسئلتهم ان يعتني به حتى يتحقق عملا في في سلوكه واخلاقه. وان يتجنب كل ما يشين آآ هذا المنصب من آآ بيان الحق للناس آآ بوسعه واجتهاده مع عون الله تعالى وتوفيقه له سيجتنب كثيرا مما يمكن ان يصد الناس عن قبول قوله نعود الى الجانب الثاني وهو الطرف الثاني في الموضوع وهو المستفتي وهو الذي يهم غالب الناس لان غالب الناس من اي الفئتين المفتي ولا المستفتي غالب الناس من الطرف الثاني المستفتي السؤال السائلين اصحاب الاسئلة وذوي الحاجات. اولا متى يستفتي الانسان يستفتي الانسان عندما يحتاج الى بيان ما يقيم دينه هذا هو الضابط متى اسأل متى احتاج الى السؤال؟ عندما احتاج الى ما يقيم ديني واجهله عندما اجهل ما يقوم به ديني فانه يجب علي ويتعين علي السؤال ولما نقول نقول ما يقيم ديني يشمل ما يقيم دينه وفيما يتعلق بامور العقائد ويشمل ما يقيم دينه فيما يتعلق بامور الشرائع والعبادات والاعمال والمعاملات فالانسان يحتاج الى السؤال يسأل سواء كان في امر العقائد او في امر او في امر الاعمال. وقد كان الصحابة رضي الله عنهم على غاية الحرص بما يتعلق بالاسئلة وفي آآ ما يتعلق آآ استماعها والاستفادة منها. يقول انس بن مالك كان يعجبنا كنا قد نهينا عن السؤال فكان يعجبنا ان يجيء الاعرابي الرجل العاقل من البادية فيسأل النبي صلى الله عليه وسلم فنستمع اليه وذلك ان الفتوى وسيلة من وسائل التعلم فكان الصحابة يفرحون بمن يسأل لانه يفتح لهم من ابواب المعرفة والعلم ما لا يدركونه الا من خلال السؤال متى الساعة قال ما اعددت لها قال الم اعد لها كثيرا صلاة ولا صيام ولا عمل انما اعددت لها حب الله ورسوله فقال له النبي صلى الله عليه وسلم انت مع من احببت. يقول انس فما فرحنا بشيء كفرح بقوله صلى الله عليه وسلم انت مع من احببت في ذلك اليوم فاني فاني احب الله ورسوله وابا بكر وعمر رضي الله عنه هذا بيان لما يكون من ثمرة السؤال اذا كان حسنا وجيدا وان السؤال من وسائل التعلم بل الحديث الشريف الذي ضم اصول الدين اصول الاسلام اصول الايمان واصول الاحسان جاء عن طريق سؤال والسائل فيه جبريل والمجيب سيد ولد ادم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بحديث عمر الشهير دخل علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه اثر السفر ولا يعرفه منا احد فدنى الى النبي صلى الله عليه وسلم فاسند ركبتيه الى ركبتيه ووضع يديه على فخذيه وقال يا محمد اخبرني عن الاسلام فقال الاسلام ان تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتحج البيت وتصوم رمضان قال صدقت فعجبنا له يا الصحابة يقول يسأله ويصدقه. لان سؤال تعليم وليس سؤال استفهام واستعلام لما كان خافيا عليه وهذا سيتبين هذا العجب سيزول في اخر المطاف فقال اخبرني عن الايمان. قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشره قال صدقت قال اخبرني عن الاحسان قال في الاحسان ان تعبد الله كانك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك. قال اخبرني عن الساعة. قال المسؤول باعلم منها. ما المسئول باعلم بها من السائل؟ قال اخبرني عن علاماتها اماراتها. قال ان تلد الامة ربتها وان ترى الحفاة العراة العالة. يتطاولون في البنيان ثم قال ها قال فلبثت مليا. قال فلبثنا مليا يعني وقتا طويلا ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم اتدرون من السائل؟ يا عمر اتدري من السائل؟ قال الله ورسوله اعلم؟ قال هذا جبريل. والشاهد هنا. قال اتاكم في رواية جاء بمناس دينهم يعلم الناس دينهم فجعل النبي صلى الله عليه وسلم السؤال والجواب هو من من وسائل التعليم ومن طرائق تحصيل المعرفة عامة وخاصة. ولذلك لا تقتصر الفتوى فقط على المسائل الواقعة والحوادث النازلة بل هي قناة من قنوات التعرف ووسيلة من وسائل كشف المجهول وتحصيل العلم. ولهذا لما سئل ابن عباس رضي الله عن بما حصلت العلم؟ كيف حصلت العلم؟ قال قلب بقلب عقول ولسان سؤول. فبين بماذا ادرك العلم وجعل ذلك من طريقين القلب العقول الذي يفهم ويعي ويدرك المعاني من الكلام والثاني ما ما يدرك بالسؤال بلسان سؤل يسأل عما اشكل عليه ويستبين ويستوضح ما لم يفهمه وبذلك تدرك المعارف اذا كان كذلك فلماذا نهى الله تعالى اهل الاسلام عن السؤال وهل هذا النهي مستمر ام منقطع؟ قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا لا تسألوا عن اشياء ان تبد لكم تسوءكم وان تسألوا عنها حين ينزل القرآن تبدى لكم عفا الله عنها والله غفور رحيم فما الذي نهى الله تعالى عنه من المسألة؟ الان بعض الناس عندما يشكل عليه شيء من امر دينه يطلب السؤال يأتيه من يقول لا تسأل الله تعالى يقول يا ايها الذين امنوا لا تسألوا عن اشياء ان تبدى لكم تسؤكم. والجواب على هذا ان يقال له لم تفهم ما امر الله تعالى به في ما نهى الله تعالى عنه من المسائل فان الله لم ينه عن المسائل مطلقا بل النهي عن مسائل محددة وفي وقت محدد فلو قلنا ان النهي عن كل المسائل كما قال بذلك بعض اهل العلم فهو وقت التشريع وقت تنزل القرآن اما بعد ذلك فالله تعالى قد امر بالسؤال فقال فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون. ولو كان ذلك محرما على وجه العموم والاطلاق لما امر به الناس في حال الجهل ومما يؤيد ان السؤال ليس النهي عن السؤال ليس على اطلاقه حتى في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ان السؤال كان واردا في زمنه وكان الصحابة يفرحون بالسؤال وجبريل اتى يسأل جملة من الاسئلة ويجيب النبي ثم يقول هذا جبريل جاءكم يعلمكم امر دينكم فلو كان السؤال منهيا عنه بالكلية لما كان هناك مجال للاسئلة ولما جعله النبي صلى الله عليه وسلم وسيلة من وسائل التعليم ولما اجاب السائلين وانما نهي الصحابة على وجه الخصوص لاجل الا يكون في السؤال ما يكون سببا لتشريع ما يكرهه الناس فيكون مشقة عليهم وعنة ولذلك جاء في الصحيحين من حديث عامر بن سعد عن ابيه سعد ابن ابي وقاص ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اعظم المسلمين جرما في المسلمين انتبه لهذا السؤال الحديث النبوي الشريف. اعظم المسلمين جرما في المسلمين من من سأل عن شيء لم يحرم فحرم من اجل مسألته طيب هل هذا المعنى موجود بعد اكتمال الوحي وانقطاعه وانتهاء الشريعة وموت النبي صلى الله عليه وسلم؟ الجواب لا. لان التحريم لا يمكن ان يكون حقا لاحد التحريم ليس حقا لاحد ليس لاحد كائنا من كان ان يحل او يحرم ولا تقول لما تصف السنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب فجعل القول بحل شيء وحرمته دون مستند جملة او نمط وصورة من صور افتراء الافتراء على الله عز وجل وبالتالي لا يجوز ان ان يقال ان النهي نهي ممتد مستمر بل هو نهي مؤقت وهو نهي عن المسائل التي يمكن ان ينتج عنها ما يلحق المسلمين حرج. مثال ذلك ونموذج له ما جرى في قول النبي صلى الله عليه وسلم يا ايها الناس في صحيح الامام مسلم من حديث ابي هريرة قال صلى الله عليه وسلم يا ايها الناس ان الله فرض عليكم الحج فحجوا فقال رجل اكل عام يا رسول الله هذا نمط من الاسئلة المحرمة ولذلك لم يجبه النبي صلى الله عليه وسلم ترك اجابته حتى كررها فاظهر كراهيته للمسألة فقال صلى الله عليه وسلم لو قلت نعم لوجبت ولما استطعتم لو قلت نعم لوجبت اين لزمكم ان تحجوا كل عام ولما استطعتم ومن انمطة الاسئلة المحرمة التي تندرج في قوله يا ايها الذين امنوا لا تسألوا عن اشياء تبدى لكم تسوءكم. السؤال عما لم يبعث النبي صلى الله عليه وسلم من اجله. انه بماذا بعثه الله بالهدى ودين الحق؟ بعثه ليبين امرين الامر الاول ان يعرف بالله والامر الثاني ان يعرف بالطريق الموصل اليه هذا الذي بعث الله تعالى الرسل جميعا من اجله للعلم به للعلم بالله والعلم بالطريق الموصل اليه فاذا جاءت اسئلة للنبي صلى الله عليه وسلم خارجة عن هذين الامرين عن التعريف بالله وعن التعريف بالطريق الموصل اليه كان يكرهها. ومنه ما قصه البخاري وغيره باسناده ان النبي صلى الله عليه وسلم سئل في حديث انس وغيره ان النبي صلى الله عليه وسلم احفوه بالسؤال فاكثروا عليه في الاسئلة وكره مسائلهم فقال سلوني ما شئتم اكثروا علي في السؤال صلى الله عليه وسلم فقال لهم سلوني ما شئتم فقام عبد الله ابن حذافة السهمي قال يا رسول الله من ابي فقال ابوك حذافة وسبب السؤال انه كان يعاير رضي الله عنه فينسب الى غير ابيه اراد ان يستجري لما شاء لما اتيح المجال حسب ما فهم اتيح المجال للسؤال فقال من ابي فقال ابوك حذافة وقام رجل اخر فقال يا رسول الله من ابي؟ وذلك انهم كان بعضهم يتهم بعض بما انهم كانوا في الجاهلية والزنا كثير وانواع الانكحة المحرمة التي حرمتها الشريعة كثيرة. كان يقع بينهم ابو زبي بمثل هذا في جاهليتهم. واستمر بعضه حتى في الاسلام اذا تغاضبوا فقال من ابي؟ قال ابوك سالم فقال عمر رضي الله عنه نتوب الى الله عز وجل يا رسول الله نتوب الى الله عز وجل وفي رواية فبرك عمر على ركبتيه جثى على ركبتيه بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم وقال نشهد ان لا اله الا الله وانك رسول الله فسكت النبي صلى الله عليه وسلم وسكن ما يجد من الغضب ذلك ماذا قال قال حفظت عن النبي صلى الله عليه وسلم وعاءين اما احدهم احدهما فبثثته واما الاخر فلو بثثته لقطع هذا البلعوم فرأى السكوت عنه مدخل له في الكتمان الذي قوله سلوني ما شئتم. النبي صلى الله عليه وسلم لما قال لاصحابه سلوني ما شئتم هذا لم يكن اذا بالسؤال انما كان اشعارا بالغضب من هذه الاسئلة التي لم يبعث لبيانها. فهو صلى الله عليه وسلم لم يبعث ليبين هذا من من؟ وهذا ابو من انما بعث ليبين من الله؟ وما الطريق الموصل اليه فهذه امور غيبية لا يترتب عليها كبير نفع حتى يتوجه فيها السؤال الى النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم فلذلك غضب صلى الله عليه وسلم من هذه المسائل فهذا مما يندرج فيما نهي عنه من المسائل وهذا الامر الى اليوم قائم فان كل مسألة لا نفع فيها فانه ينهى عن عن عن السؤال عنها ولهذا كان الصحابة رضي الله عنهم يكرهون السؤال عما لم يقع لانه في الواقع شغل عما لم يقع. هكذا كان يرى بعضهم رظي الله عنه. فيرى ان السؤال عن ما لم يقع هو اشتغال بما لا ينفع. فاذا هللنا مشاكل الواقع كفانا هذا يعني عندنا من ليس عندنا من الطاقة ما نستوعب مشاكل ومسائل الواقع حتى ننصرف عنها الى ما سيكون في مستقبل الزمان المقصود ان نهي نهي الله تعالى في قوله يا ايها الذين امنوا لا تسألوا عن لا تسألوا عن اشياء ان تبدى لكم تسؤكم ليس سؤالا ليس السؤال مطلقا حتى في زمن التشريع بل ذلك فيما لا فائدة منه لا فائدة منه في السؤال او في السؤال الذي لم يبعث النبي صلى الله عليه وسلم لبيانه او ما كان من مسائل يترتب عليه تشريع قد يشق على الناس او يلحقهم ضارة او ضيقا او آآ عنتا فيندرج فيما ذكره سعد. من اعظم الناس جرما في المسلمين من سأل عن شيء لم يحرم فحرم لما من اجل مسألته ونحن اليوم ايها الاخوة نشاهد من المسائل ما لا فائدة فيه لا للسائل ولا لغيره فمثل هذا مما ينهى عنه فيمكن اذا سئل الانسان عن مسألة لا فائدة منها او يترتب على السؤال والبيان فيها مفسدة او من مسائل التعنت والاشقاق والمماراة والمجادلة للمسؤول ينبغي للسائل للسائل ان يتجنبها وللمسئول ان يمتنع عنها فان الله قد قال يا ايها الذين امنوا لا تسألوا عن اشياء ان تبدى لكم تسوءكم وهذا نهي مستمر عن كل ما لا فائدة فيه او ما فيه مضرة. هل يجب على المفتي ان يبين كل ما يسأل عنها الجواب لا لا يجب عليه ان يبين كل ما سئل به اسئل عنه حتى ولو كان يعرفه جاء في الصحيح ان ابا هريرة رضي الله عنه قال حدثت عن النبي صلى الله عليه وسلم وعائي اي نوعين من العلم اما احدهما فبذثته يعني نشرته واظهرته بين الناس. واما الاخر يعني النوع الثاني والنمط الثاني من العلم لو بثثته لقطع هذا البلعوم وذلك لكونه يترتب على الاخبار به مفسدة سواء مفسدة خاصة به رضي الله عنه او مفسدة واسعة به وبغيره فكل ما فيه مفسدة وما يترتب عليه مضرة فان للعالم ان يسكت عنه واما قل من يقول ليحرض على الكلام فيه ما لا فائدة فيه او ما الكلام فيه مظر ومفسدته اعظم مصلحته بان الله تعالى اخذ على العلماء الميثاق واذا اخذ الله ميثاق الذين اوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فهذا فيما يجب بيانه الميثاق مأخوذ فيما يجب بيانه وليس في كل ما عرفه الانسان وليس كل وليس في كل ما احاط به الانسان وانما يكون ذلك وفق ما تقتضيه المصلحة وقد تقتضي المصلحة ان يسكت الانسان عن شيء من العلم لان في نشره ما يترتب عليه من المفاسد او لانه لا تبلغه عقول بعض السامعين فيكون فتنة لهم كما جاء عن علي رضي الله عنه لا تحدثوا الناس بما لا يفقهون. اتريدون ان يكذب الله ورسوله؟ ومثله ونظيره ما جاء عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه انه قال ما انت بمحدث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم الا كان فتنة لبعضهم ومن هنا نعلم انه لا يجب البيان على العالم او على على المفتي في كل الاحوال بل له ان يسكت وان يعتذر عن الاجابة وان يجيب باجابة عامة وان يتخلص من السؤال مراعاة للمصلحة ولكن اذا كان مما يجب عليه بيانه فليتق الله فان الله تعالى قد اخذ على اهل العلم الميثاق قال تعالى واذا اخذ الله ميثاق الذين اوتوا الكتاب لتبيننه لا تبيننه للناس ولا تكتمونه وقد قال ابو هريرة رضي الله عنه في جواب اشكال ورد عليه في زمن حياته رضي الله عنه قال يقولون اكثر ابو هريرة يقولون اكثر ابو هريرة يعني من الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ولولا ايتان في كتاب الله ما حدثت بحديث عن في كل المواطن لكن اذا تعين عليه فواجب عليه ان يبين ولو ادى ذلك الى قتله. كما جاء عن ابي ذر رضي الله عنه انه قال لو وظعتم الصمصام وهو السيف البتار النافذ على هذه واشار الى قفاه واستطعت ان ابلغ كلمة حفظتها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل ان تجيزوا علي يعني ان تقتلوني لفعلت وهذا فيما يجب بيانه من العلم هذا ما يتعلق ب قوله تعالى يا ايها الذين امنوا لا تسألوا عن اشياء تبدى لكم تسؤكم هنا مسألة اخيرة مما يتعلق بالمستفتي وهي ما هو موقف المستفتي عندما تختلف عليه الاقوال وهذه المسألة الحقيقة اليوم مع هذا الانفتاح الواسع في وسائل الاتصال وهذا التنوع الكبير بكلام اهل العلم وهذا التسور الجلي من كثير من غير المفتين من غير المتأهلين على مقام الفتوى آآ ثمة ظرورة الى بيانه ماذا يفعل العامي غير المتخصص عندما تختلف عليه الاقوال يسمع في المسألة قولا بالتحريم وقولا بالكراهة وقولا بالاباحة وقد يسمع قولا بالوجوب احيانا في نفس المسألة فماذا يصنع هل يأخذ بقول هذا او يأخذ بقول هذا يأخذ بها بقول هذا هذه المسألة وان كانت اليوم الحاجة اليها الى بيانها ماسة وملحة الا انها مسألة تكلم عنها العلماء المتقدمون وبينوا ما الموقف عندما تختلف الاقوال عند العامية. طيب قبل ما نتكلم عن هذا اريد ان اقدم بمقدمة مهمة وهي انه الاختلاف احيانا يطلبه الانسان يبحث عن ما يشتهي هذا خارج عن ما نحن فيه لان هذا يبحث عن ما يشتهي وهي وهذا مندرج فيما اجمع العلماء على تحريمه من تتبع الرخص وهو ان يكون الانسان طالبا لما يوافق هواه عند انا وعند فلانة وعند فلان فهذا خارج عن ما نحن فيه احيانا يحصل اه ان يسمع ان ان يعمل الانسان بقول ويمشي عليه ثم يرده قول اخر فهنا استمساكه بالقول الاول تبرأ به ذمته وان اراد ان يستجلي فليسأل سؤالا جديدا فهذا ليس ليس مما نحن فيه انما ما نحن فيه هو عندما تريد ان تقدم على عمل وتسمع من عالم انه يجوز واخر يقول انه لا يجوز على سبيل المثال في في في ما يتعلق بطواف الوداع بالنسبة للعمرة. هذا مثال قريب للذهن وسهل يمكن ان هناك من يقول باستحبابه وهناك من يقول بوجوبه فاذا جيت تخرج من مكة مثلا وحضرك هذان القولان اي القولين تأخذ هنا العلماء رحمهم الله لهم في مثل هذا الموقف اقوال عديدة بعضهم عدها خمسة اقوال واخرون اوصلوها الى سبعة اقوال منهم من يقول انك تأخذ بالايسر ومنهم من يقول ان تأخذ الاشد ومنهم من يقول تأخذ بالاكثر ومنهم من يقول تأخذ بالاحوط ومنهم من يقول تأخذ بما شئت ومنهم من يقول تأخذ بقول الاعلم والاورع ومنهم وهذا القول السابع من يقول تجتهد بانتقاف في في في اختيار الاقرب الى رضا الله عز وجل. هذي سبعة اقوال في هذه المسألة يبقى نختصر نجمل الاقوال في المسألة هذي ونبين الراجح ثم نقرأ ما جاء من اسئلة. اذا فيما اذا اختلف على الانسان آآ الاقوال هنا ينبغي ان يستحضر انه الخلاف انما يكون بين المتخصصين اهل العلم العالمين بالامر ولا ليس الامر مفتوحا يجعل قول العالم المتخصص الذي عرف بالعلم يصدر الناس عن رأيه كمن غير متخصص او مبتدأ في العلم او آآ لم ترسخ قدمه في المعرفة فينبغي ان يعرف انه المسألة لا لا يوازن قول المتخصص وغير المتخصص. لماذا؟ لانه الان الواعظ يفتي. والخطيب يفتي. والداعية يفتي بل الطبيب يفتي والمهندس يفتي كاتب الرأي في في في صحيفته يفتي يعني اصبحت الفتوى آآ كلأ مباحا لكثير من الناس يتساوى يتسورها المتخصص وغيره فنحن اذا استبعدنا اقوال غير المتخصصين ثم حصل وصار عندنا قولان في مسألة من المسائل او عدة اقوال في مسألة من المسائل هنا تأتي المسألة اللي ذكرتها قبل قليل وهي اي هذه الاقوال آآ يأخذ المستفتي عندما تختلف عليه الاقوال هل يأخذ بقول الاشد الاغلظ او بقول الاخف والايسر او الاكثر او اه يتخير بينهما او اه يأخذ بقول آآ يجتهد في معرفة الاعلم والاورع ام انه الا اعلم ولو راح هذا السادس؟ او هناك مخرج اخر وهو ما ذكره بعض العلماء وهو القول السابع انه اجتهد طاقته في معرفة الحق حسب ما يتيسر له وقد ذهب الى هذا القول شيخ الاسلام ابن تيمية او ابن القيم وقال انه لا يمكن ان تستوي اقوال من كل وجه عند الانسان بل لا بد من ان يكون هناك ما يترجح به قول على قول لابد اما بكثرة قائلين او بظهور علم او بدليل او فاذا كان كل هذه الامور اه على حد سواء فهناك ما يتعلق بالقلب من الطمأنينة لا سيما اذا كان طالبا للحق مريدا للخير فلابد ان يقع في قلبه ما يطمئن اليه انه ارظى لله فيقبل عليه ولهذا اختار شيخ الاسلام ابن تيمية وابن القيم رحمهم الله ان انه لا يأخذ بشيء من هذه الامور الاربع يعني ليس القول الاقوال محصورة بهذا بل يجتهد حتى العامي يجتهد في اختيار الاصوب. يجتهد في في الاقرب الى اه الصواب من قول الله وقول رسوله وهذا آآ ما اختاره بعض اهل العلم وهو اختيار شيخ الاسلام ابن تيمية وابن القيم واختاره شيخنا محمد العثيمين رحمه الله ان يأخذ بالايسر وبه قال آآ جماعة من الشافعية اختار الاكثر وعند الشافعية انه يختار ما يأخذ يأخذ ما يتخير بين الاقوال وهو ظاهر مذهب الحنابلة ظاهر كلام الامام احمد رحمه الله آآ اذا المسألة فيها اقوال واراء واقربها والله اعلم اقربها الى الصواب ان يجتهد المستفتي في معرفة الحق في اية معرفة اقرب الاقوال الى الحق. اذا اغلق عليه ولم يستطع الترجيح فهنالك يأخذ بالايسر له ان يأخذ بالايسر والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد هذه جملة من النقاط التي تتعلق آآ عنوان المحاضرة يستفتونك ما يتصل بالفتوى اه المفتي والمستفتي اسأل الله ان يرزقني واياكم العلم النافع والعمل الصالح وان يعيننا واياكم على الصالحات وان يرزقنا وان يرزقنا واياكم الهدى والتقى والعفاف والرشاد والغنى وان يعيننا على ما فيه الرشد وان ينصرنا ولا ينصر علينا وان يمكن لنا ب الحجة والبيان والسيف والسنان وصلى الله وسلم على نبينا محمد