السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وعليكم السلام. اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم. ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور انفسنا من سيئات اعمالنا. انه من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. اما بعد فاهلا ومرحبا بكم في هذا اللقاء المبارك. واسأل الله عز وجل ان يجعل هذه اللحظات في ميزان حسناتنا اجمعين. ونرحب باخواننا واخواتنا على وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة. من الحكمة يا اخواني ويا اخواتي من الحكمة ان يستطيعوا المرء ان يفرق بين الحلال والحرام وبين الصواب والخطأ وبالتالي يعني تكون حياته آآ قليل فيها هذه الاخطاء او آآ محدودة لابد كل انسان ان يخطئ كل بني ادم خطاء وخير الخطائين التوابون. هذا امر مفروغ منه. لكن كلما ازداد حكمة كلما ازدت قدرة على التفرقة بين الصواب والخطأ وبين الحق والباطل وبين الحلال والحرام. لكن الاعلى من ذلك الاعلى من التفرقة بين الصواب والخطأ هو التفرقة بين الاكبر الاضرار واكبر المنافع اذا هنا كان هناك منفعتين متحققتين من مسألة معينة فالحكيم حقيقة هو الذي يقدر المنفعة الاعلى لانه من ان يضطر الى التضحية باحدى المنفعتين. ساعتها يضحي بالمنفعة الاقل. ويعرف اكبر الضررين عشان يقدر يتجنب هذا الضرر ان تحتم عليه ان يقع في احد الاضرار. فيقع في الضرر الاقل ولا يقع في الضرر الاعلى. هذا هو الحكيم حقا معنى كده ان تحقيق كل المنافع وتجنب كل المفاسد هذا وهم لا يحدس في الدنيا عادة بيكون في ضرر متوقع مع تحقيق المنفعة ويكون في مصلحة ضائعة مع تحقيق المصلحة الاعلى. عادة هكذا الدنيا. احنا عندنا في الادوية ما اي دواء انت افتح البانفلت الموجودة النشرة اللي موجودة مع الدوا شف هتلاقي مضاعفات جانبية لازم هتلاقي هزه الجملة مضاعفات جانبية لهذا الدواء. هو بيعالج يحقق نتائج نفع بس لازم يكون في شيء من الضرر الضرر ده مقبول بعمل المصلحة لو لقيت دواء على فكرة بيقول لك ما لوش مضاعفات غالبا مش بيعالج غالبا هتلاقي دواء تعبان ما بيعالجش. هتلاقيه اه اه مكمل غزائي. يعني فما لوش مشاكل بس ما بيجبش الكافية. وعندنا من من النوع ده كتير. لكن طبيعة الحياة طبيعة الدنيا ان هي يكون فيها مع المصلحة مشاكل الحكيم بقى هو اللي يلقط المشاكل القليلة فيختارها مضطرا هو مش عايزها لكن قدر الله وما شاء فعل فبياخدها. عشان كده هنعلق النهاردة بسرعة كده ونخش في الموضوع على بعض الانسحابات التي انسحبها الفاتح رحمه الله في حياتي انا بسمي الانسحاب بتاعه في هزه المواقف الانسحاب المشرف هو انسحب قدام الجيش اللي قدامه وسميه مشرف؟ اه مشرف لان هو حكيم. قدر يلقط ان الانسحاب المشرف ده سيء. امر سيء لكن الثبات امام العدو في هزه اللحزات اللي هو انسحب فيها ده امر اسوأ يعني في ضرر اختاره ليتجنب الضرر الاعلى فهو ماشي خسران وفقد اشياء لكنه لو وقف هيفقد ما هو اكثر واشد فهنا يصبح الانسحاب مشرفا ويصبح الثبات في ارض المعركة مخزيا. لان الازمة هتبقى اكبر واعنف واشد على الامة كلها فهذا ما فعله الفاتح سنة الف ربعمية اربعة وخمسين رحمه الله اصطدم مع جيش المجر والسرب في موقعة بلجراد وفي بداية الموقعة حصلت ازمة في الجيش العثماني المهم تفاقم الموضوع وتطور واصيب الفاتح باصابة في ساقه وكادت الفرقة العسمانية او الجيش العثماني ان يهلك. على طول خد قرار الانسحاب وانسحب الجيش العثماني من ارض بلجراد ورجع بسرعة في مش الى حدود صربيا الشرقية ده انسحب لحد اسطنبول. يعني ما فيش نية ان انا اعيد القتال. وعلى فكرة الفاتح خد القرار ده وكملوا بقية عمره قرر ان هو ما يلتقيش مع المجر في معركة شاملة في كل فترة المتبقية منه من لان كان الجيش المجر قوي جدا والفاتح مقدر حجم الجيش بتاعه مش عايز يدخل في هجمات عنترية يضيع بها الجيش العثماني. فقرر ان هو الى ان يتوفر للجيش العثماني القدرة على المواجهة مع الجيش المجري الضخم فساعتها ممكن يواجهوا في معركة حاسمة وده اللي حصل في زمن سليمان القانوني وفتحت بس في وقتها اما لو كانت تعجل في الموضوع وما انسحبش كان فان الجيش العثماني في هزه الازمة. عمل كده برضو مع المانيا وانسحب من البانيا سنة الف ربعمية اربعة وسبعين حاصر شوكاترا تلات شهور وما قدرش الجيش انه يفتحها. خلاص خد قرار الانسحاب. ده هيبة الدولة هتهتز. ده مش عارف الناس راجعة بسمعة سيئة بقى بالام نفسية معلش كل الكلام ده انا عارف عارفين ان كل ديت مشاكل وكل ديت ازمات لكنها اقل من ازمة ان الجيش يفضل موجود لحد ما يخلص فبيقدر بيختار اكبر الضررين ويتجنبوا اقل الضررين ويتقبلوا خلاص. ورجع انسحب تاني من شيكادرا سنة الف ربعمية تمانية وسبعين بعدها باربع سنين وهو بنفسه كان محاصر الحصن وخسر العسمانيين خساير كتيرة خلاص عرف عند لحزة معينة ان لازم هنا لازم اقف هنا اكتر من كده هفقد من الجنود ما لا استطيع التعويضه بعد ذلك. المنسحب بس رجع سنة تسعة وسبعين وفتح البلد يعني الموضوع ممكن يكون فيه تأجيل للنصر حتى مش في زمنه في الازمان القادمة لكن حقق المصلحة. عمل نفس الحكاية مع فرسان القديس يوحنا الموضوع متكرر يعني انا بزكر بعض الامسلة انسحب كتير جدا الفاتح في حياتي لكنه لما مات سايب الجيش الدولة اضعاف اضعاف مكان مستلمه وسايب الدولة اكبر مكان مستلمها وسايب الدولة اقوى مكان مستلمها. بفضل هذه الحكمة بفضل الله طبعا الذي وفقه لهذه الحكمة. يؤتي الحكمة من يشاء سبحانه وتعالى. فانسحابه المتكرر ده دلالة على حكمته لانه حافز على الجيش بتاعه دون ان آآ ينهار اذى الجيش. طبعا عندنا يعني امسلة مؤيدة لهزا الموضوع من السيرة النبوية واحنا عارفينها كلنا. عارفين ان خالد بن الوليد رضي الله عنه انسحب في مؤتة بالجيش بتاعه. هو لو كان ثبت في ارض مؤتة كان زمان التلات الاف واحد اللي معه شهداء. هو في اعلى عليين وكل قلة الكلام ده كله احنا متفقين ان هم الناس دي كلها ميتة في سبيل الله لكن كان ايه النتيجة؟ نتيجة الدعوة راحت فين؟ خلاص كل الناس فانت كل الناس راحت فهو قدامه جيش متين الف وهو تلات تلاف. فكل اللي قدر يعمله انه ياخد الناس ويمشي بهم. الناس العاطفية اللي ما بتقيمش الموضوع بحكمة اللي بتقيم الموضوع بس بالمشاعر والاحاسيس وما عندهاش علم شرعي. اتهمت هذا الجيش انه فر وانه ارتكب خطأ شرعيا. وفي بعض الروايات ان بعض الاطفال وآآ واللي استقبلوه من اهل المدينة حثوا في وجههم التراب بوجوههم التراب وقالوا يا فرار انتم الفرارون فريتم من ارض القتال الرسول عليه الصلاة والسلام وصله الخبر ماذا قال؟ قال بل انتم العكارون عكار هو الذي يخرج من الزحف الى امامه ليعود مرة ثانية. انا لكم فئة انحازوا الى فئة المسلمين اللي هو الرسول صلى الله عليه وسلم. يعني قصده ان انتم مش فرار ولا حاجة. انتم جيتوا عشان الموقف ما يتحملش ان انتم في هذا المكان كان الجيش كله فاني. وعدتم الي بنية ان تعودوا مرة اخرى. بعد ان تتقووا وتتجهزوا وتستعدوا لهذا الصدام الجديد فعدت فسمع الرسول عليه الصلاة والسلام هذا آآ عكار او هذا في رواية تانية كرار يعني سيعيد بدون الهجمة مرة ثانية لكن ما رضاش يسميهم الفرار ابدا هذا مفهوم عاطفي من غير عقلي ولا غير شرعي ولا غير منطقي. فده هو نفسه عمل كده هو نفسه صلى الله عليه وسلم في يوم احد قدر الله وما شاء فعل حصلت اخطاء بدون الدخول في تفصيلات كلكم عارفين الاخطاء المهم ان الجيش فار وحصلت ازمة كبيرة والرسول عليه الصلاة والسلام ادرك بقى بتقييمه للموقف انه مش هيقدر يكمل المعركة كده. مع ان هو الرسول صلى الله عليه وسلم ومؤيد بالوحي لكن في الاخر حوالي اتناشر رجل. الاتناشر اتناشر حواليه سابتين حواليه. والجيش اللي قدامه زي ما انتم عارفين تلات تلاف. فخلاص لو هو تكمل الاتناشر عشان هم كمان راحوا وهو كمان راح. قام واخد الجيش وطالع في جبل احد. وانسحب من ارض المعركة ولم يعني آآ اه اه يحاول النزول بالعكس ده جا له ابو سفيان واه ومعه بقى فرقة من الجيش بتاعه متشفي وفرحان ونادى بقى افيكم محمد هو اختفى الرسول عليه الصلاة والسلام طلع جوة الجبل واختفى ما حدش باين فسأل افيكم رسول الله افيكم محمد قال صلى الله عليه وسلم لا تجيبوه. عايز يفضل مختفي. انا لن اجر الى قتال خلاص. طب ده الدولة طب ده ما فيش كلام من ده خلاص العقلاني جدا منطقي جدا فقال لا تجيبوه قام راجع تاني محمد تعال للمرة التانية يسأل. قال لا تجيبوه. قال افيكم محمد؟ تالت مرة. قال لا تجيبوه. ام سائل بقى فيكم ابو بكر. ما حدش راضي برضو قال لا تجيبوه. افيكم عمر؟ ما حدش رد فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول الا تجيبوه. قام راجع ابو سفيان لقومه وقال اما هؤلاء الثلاثة فقد كفيتموهم قد قتلوا. ساعتها بقى سيدنا عمر ما قدرش يتحمل قايم ومتكلم وقال لقد ابقى الله وكذبت يا عدو الله لقد ابقى الله ما يسوؤك. الثلاثة الذين ذكرت احياء. هذا مخالف الرسول عليه الصلاة والسلام قاله عشان ما تاخدوش سنة تطبقه. وتقول ايوة شف بقى الشجاعة وشوف لأ بالعكس. هذا الفعل مخالف لما فعله رسول الله ده هو ما قدرش يسمع كلمة الرسول عليه الصلاة والسلام مرة واتنين وتلاتة وغلبته نفسه ان يتكلم هذا هكذا حتى لا يتشفى آآ ابو سفيان لكن الاصل انه وحتى بعد اما اتقالت هذه الكلمة وجا ابو سفيان يقول اعلوا هبل والكلام الحوار الطويل برضه الرسول صلى الله عليه وسلم ما نزلش برضو خلي بالك ما نزلش برضو مع ان ممكن اي حد يقول والله ده هم كده هيقولوا علينا ضعاف. وهيقولوا علينا جبنا. واحنا لو نزلنا هنبقى شهداء. ولو ما نزلناش هيجيبونا برضو وهيغزو المدينة المنورة فاضية دلوقتي المدينة المنورة كانت الجيش كله خارج في احد والمدينة فاضية اللي هتجيش تلات تلاف واحد يهودي تلاتة في واحد مشرك دولت ممكن يتجهوا للمدينة في كوارث ممكن تحصل لكن خلي بالك احفز الجملة ديت. ما توقعش نفسك في خطر مؤكد بغية الحماية من خطر محتمل يعني احتمال يروحوا المدينة احتمال يعملوا ازمة احتمال مؤكد لو انت نزلت دلوقتي رايح فيها فساعتها لأ ما تحطش نفسك في خطر مؤكد بغية تجنب خطر محتمل. حتى لو كان الاحتمال ده كبير بس الموجود دلوقتي مؤكد فدي الحكمة انك انت ما تنجرش وراء العاطفة اوزنها لعقلك وخسرت خلاص خسرت الحمد لله. الحمد لله قدر الله مش هيبقى انا خسرت بس خسرت عشرة في المية. خسرت عشرين في المية خمسين في المية مش لازم اخسر مية في المية. فانا عندي حدود. نابليون ما كانش هذا الاستيعاب مع انه قائد عزيم وعسكري كبير وله تاريخ طويل جدا. دخل روسيا بجيشه. دخل بكام واحد بربعميت الف جيش فزيع ربعميت الف وهو اصلا قائد محترف للغاية يعني من من ابرز القادة العسكريين في التاريخ كله بس عنده مشكلة عدم الموازنة بين اكبر الاضرار واكبر المنافع ساعات بتبقى نتيجة تبر النفس ساعات بتبقى نتيجة ان انت تعترف بالهزيمة فدخل فالروس قابلوه واتمره واتنين وتلاتة وسحبوه هناك في التلج لاعلى الدنيا وهو مش عايز ينسحب خلاص كفاية واضح انك انت بتخسر بتخسر بتخسر قاعد مكمل للنهاية مكمل للنهاية والحمد لله في الاخر دخل موسكو وحقق اللي كان عايزه بس رجع بكام بقى جندي؟ رجع باربعين الف. من كم؟ من ربعميت الف متخيل هزه وبعدين الحمد لله انتصرت يعني طب وبعدين ايه باي نصر هذا الذي فقدت فيه تلاتة آآ تلتمية وستين الف من جنودك اي عظمة في هذا هو رجع باريس من هنا وكلها كم شهر وهم دخلوا عليه وخدوا البلد كلها بقى خدوا فرنسا كلها واعتقلوه ونفوز الامبراطورية اللي كان عاملها اللي ما عرفش امتى يقف. هتلر نفس القصة ما عرفش امتى يقف عنده طموحات كبيرة اقعد خلاص انت بتخسر اقف ما يعرفش الخسارة لازم يكمل لأ هنا المفروض انا اقف اخلص الامر بما يعني يصلح حال الامة. قاعد مكمل لحد ما في الاخر فقد كم جندي هتلر في التقييمات الالمانية يعني اخر احدس تقييمات بعد جامع يعني آآ دراسات كتيرة جدا تفاصيل ان هو فقد اكتر من خمسة مليون جندي. الالمان في في الحرب العالمية التانية اكتر من خمسة مليون جندي غير المدنيين كما الجنود المحترفين خمسة مليون هو كان الجيش كله قد ايه ده حاجة مهولة خسارة يعني المية لحد دلوقتي ما فيش جيش في المانيا. القصة يا اخوانا فيها حكمة. الحكمة الحقيقية ان انت تعرف امتى تقف وانت مش بتقف عن جبن تقف على الحكمة اما الثبات في موقف مفروض تنسحب فيه تهور غياب رؤية وده اللي كان الفاتح بيتجنبه عشان كده لما شفت انا في حياة الفاتح تلاتة وخمسين هزيمة وفي الاخر مكمل وهو عالي ومرتفع وقوي وحاكم وامبراطوريته اوسع هذه الحكمة يحيا حياة طبيعية جدا بعد بدر كان في احد ما فيش مشكلة بس بعد احد كان في حمراء الاسد حمراء الاسد كان فيه فتح مكة بعدين يعني الحمد لله في علو بس تحصل ازمات ونقع شوية نفهم ان احنا واقعين وبعد كده نكمل نكمل وهذه يعني حكمة الفاتح سبوها كده واحفزوها والتاريخ بيتكرر ان هو الانسحاب اللي عمله فتح الانسحاب مشرف وطارق دولته عزيزة وقوية وكان باصص لقدام وعنده عمق اه رؤية وعنده تحليل للاخبار وعنده قراءة للقرآن والسنة وعنده علم شرعي وعنده مستشارين امناء وعنده وعنده وعنده وصل بهذه الطريقة الى هذا الذي تحدثنا عنه. اسأل الله عز وجل ان يفقهنا في سننه