هو في قلب الرجل الاعظم وبه ثغر الكون تباسم حين اتى الدنيا صلى الله عليه وسلم هو ياكل الناس حياة. يا بني عطية عطف يرحم باك محمد خير رسول صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم هو في قلب الرجل الاعظم. بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. مرحبا بكم ايها الاحباب في هذه الحلقة الجديدة من سلسلة السيرة النبوية الفرنسية التي نستعرض فيها سيرة نبينا صلى الله عليه وسلم وانجازه واثاره من خلال كتابات المستشرقين والباحثين والمؤرخين الفرنسيين وذلك على مبدأ وشهد شاهد من اهلها. آآ توصلنا في آآ كنا وصلنا في الحلقة الماضية الى آآ النبي صلى الله عليه وسلم حينما دخل المدينة وبدأ بناء مجتمعه الجديد والان اه نبدأ في الحديث عن اهم ما اه شهده النبي صلى الله عليه وسلم في هذه هي الحياة الجديدة من آآ مراحل اخرى للنضال والكفاح وهي آآ المعارك التي دارت بينه وبين المشركين وآآ نبدأ بغزوة بدر الكبرى. اه طبعا غزوة بدر سماها الله تبارك وتعالى في قرآنه بالفرقان لانها فرقت بين الحق والباطل ولاثارها الكبيرة التي عمت فيما بعد حالة الجزيرة العربية بل عمت كل العالم رغم انها كانت تبدو لو نظرنا اليها في ذلك الوقت كانها حرب عادية من تلك الحروب اللامتناهية التي كانت تخوضها القبائل العربية. بداية نزل الاذن بالقتال للنبي صلى الله عليه وسلم في العام الثاني للهجرة. وكان آآ كانت هناك مجموعة من السرايا قبل غزوة بدر الكبرى آآ التي كانت في رمضان من السنة الثانية من الهجرة في سبعتاشر رمضان في السنة الثانية من الهجرة. وهذه الغزوة كان مبدأها ان انطلق النبي صلى الله عليه وسلم مع من يعني ندب الناس. ندب الناس يعني اه اشار اليهم الامر على جهة التخيير لانه اعتراض قافلة. ندب الناس لاعتراض هذه القافلة التي كان فيها اموال المسلمين. لانه المسلمين بعدما هاجروا من مكة استولى اهل كل مسلم على ماله من بعده على البيوت والدور. ذكرنا انه المهاجرين كلهم هاجروا متخفين وبعض الناس آآ ادركوا في الطريق فمثل آآ صهيب الرومي رضي الله عنه فنزل عن امواله كلها لكي آآ يتركوه يهاجر وهو كان رجلا روميا يعني لم يكن من قبائل مكة. فهذه الاموال التي اكتنزها القرشيون انما كانت في هذه العير فاراد النبي صلى الله عليه وسلم ان يعترضها وحصلت القصة المشهورة التي تعرفونها جميعا اه كيف افلت ابو سفيان بالعير؟ وكيف آآ جيشت مكة جيشا كبيرا؟ يبلغ ثلاثة اضعاف المسلمين وكيف التقوا؟ وكيف حقق الله للمسلمين هذا النصر الكبير النصر الفاصل في غزوة بدر الكبرى. تعالوا نرى كيف آآ رأى اولئك الباحثون والمستشرقون هذا التغير في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وانتقاله الى مرحلة الجهاد من بعد مرحلة الدعوة وتأسيس دولة وكيف آآ رأوا تأثير غزوة بدر على مجمل الحالة الموجودة في الجزيرة العربية. نبدأ من جامبروا. جامبروا في كتابه محمد نابليون السماء يتحدث عن هذا الانتقال الى مرحلة الجهاد فيقول ان ابلاغ الرسالة الى العالم هو الهدف الاول والاخير النبي محمد ولم تكن مشاغل الاسرة والحياة لتحول بينه وبين ادائها ابدا. وانك اذا نظرت الى عنف قريش ومؤامرات الدموية وربط جأشها على اغتياله مرارا بل اذا نظرت الى كل القبائل العربية حينذاك الفيت الغزو جل عمله ولم يكن النبي الى ذلك الوقت وان كثر حوله الرجال قد اذن له في النضال ودفع العدوان بالعدوان. ولكن بعد كل تلك كالاعتداءات جاء الوحي الالهي يبيح له حرب المعتدين. اذن للذين يقاتلون بانهم ظلموا وان الله على نصرهم لقدير الذين اخرجوا من ديارهم بغير حق الا ان يقولوا ربنا الله. وجاء ايضا وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا ان الله لا يحب المعتدين. من الضروري ان ننبه هنا الى انه آآ يعني لم يكن النبي هو من بادر بالاعتداء على قريش لم يكن هو اول من بادر وان كانت هذه الاموال هي اموالهم يعني حتى لو انه لم تكن هناك فهذه العير انما آآ اذا هاجمها النبي فانما يستعيذ امواله واموال المسلمين. ولكن حالة العار حرب كانت معلنة وقائمة حتى انه من كان يذهب من المدينة الى مكة ليحج ويعتمر على نحو ما يفعل العرب. كان يجد من اهل مكة الصدود والتهديد. فحالة الحرب كانت حالة معلنة وقائمة. هذا تنبيه بسيط لكي لا يتورد الى الاذهان ان النبي هو من بدأ هذه الحالة الحربية. آآ في غزوة بدر آآ خرج النبي صلى الله عليه وسلم ومعه آآ تلتمية واربعتاشر رجلا فهو المشهد الذي يرصده جاك ريسلر في كتابه الحضارة العربية سبق ان تكلمنا عنه فيقول على رأسي ثلاثمائة رجل يحركهم الشجاعة والثقة بمقادير الدين الجديد كان الاسلام قد خاض معركته الاولى وربحها. وبفعل نجاح استعراض القوة هذا كان النبي قد ادرك الضرورة الملحة لنشر الاسلام والدفاع عنه بقوة السلاح وبسلطان العقيدة في ان حينما يتأمل آآ السياسي والاديب والشاعر الفنصل آآ في غزوة بدر ويتأمل في هذا الجيش يقول ما اشبهه بكلام المسلمين بل ربما اذا تكلم به مسلم نصب نسب المسلم الى التعصب. تعالوا نرى ما قاله الفنزويلي لو مارتين عن هذا الجيش يقول ذلك هو الجيش الذي سيبدل وجه العالم باعمق مما بدلته الجيوش التي تعد مليون رجل كجيش خشاير شاة ابن داريوس ملك الفرس. احد الملوك الفرس او نابليون فليس بعدد المقاتلين تقاس الاحداث وانما تقاس بما وراء الاحداث من اسباب. فاذا كان مليون جندي يقاتلون ارضاء لطموح غاز او تعظيما لمجده هلكوا دون ان يخلفوا اثرا سوى عظامهم على الارض اما اذا كان ثلاثمئة واربعة عشر رجلا يقاتلون في سبيل نصرة فكرة لا يبتغون منها نفعا عاجلا هي فكرة وحدة الله واظهارها على اهل الشرك فانهم يفتحون ثلث العالم ليثبتوا فيه على مدى الزمن العقيدة التي كانت تدفعهم. فالنصر مهما كان قول بعض الملوك الماديين في عصرنا هذا ليس للجيوش الجرارة النصر لله ولمن يقاتل في سبيل الله ضد رح الفساد والشر. هذا آآ الذي ينظر ان نجد مثله في آآ يعني في كتابات المستشرقين عن هذا الجيش الذي تحرك في غزوة بدر والذي انزل الله نصره عليه. ينبغي ان يوقفنا نحن حول صحة تقييمنا لاحداث السيرة النبوية اذا كان نفس الحدث يقرأه من لم يسلم بهذا القدر من العمق وبهذا القدر من التأمل فيعني لا يليق بالمسلم ان يكون جاهلا بصيرة نبيه صلى الله عليه وسلم وبعظمة آآ صحابته الكرام وبالاحداث الفاصلة في تاريخ الاسلام والمسلمين المهم في غزوة بدر بعد ان تحقق النصر ان المسلمين تحولوا الى قوة في الجزيرة العربية. بمعنى يعني الدولة الاسلامية كانت قبل غزوة بدر يشبه مثلا ان يقال عنها آآ في الخطابات الاعلامية الدولة المزعومة وسنلقيهم وراء البحر. يعني هو اشبه بتجمع من اللاجئين باشبه يعني مجموعة من المتمردين على النظام المستقر في الحجاز في اه الجزيرة العربية لكن بعد غزوة بدر ولدت هنا قوة اقليمية. وهذه سيرة الدول دول تبرز بالحرب. كما تنتهي بالحرب. الحرب هي الصفحة الاولى في تاريخ اي دولة وهي الصفحة الاخيرة في تاريخ اي دولة. فغزوة بدر كانت ميلاد للدولة الاسلامية ميلادا لقوة هذه الدولة واعلانا بانه خريطة القوى السياسية في منطقة الحجاز منطقة الجزيرة العربية قد تغيرت وصار هناك ما يسمى الدولة الاسلامية. على صعيد اخر انتصار المسلمين في غزوة بدر كان من الداخلية في المدينة ان اسلم الذين كانوا ما يزالون مشركين. ومن لم يعني من لم يشرح الله صدره للاسلام اضطر لان يسلم شفاها ويبطن الكفر. وهؤلاء هم المنافقون يعني فغزوة بدر نستطيع ان نقول انها صفت معسكر المشركين الموجودين في المدينة. وبعدها نشأت ظاهرة النفاق لاولئك الذين اه يعني لم يجدوا الا ان اه يعني اه لطبيعة الاوضاع وطبيعة القوى لم يجدوا يعني لم يستطيعوا ان يكونوا مجرد قلة منبوزة يعني اغلب الناس اسلمت فهم لم يستطيعوا ان يظلوا مجرد قلة منبوذة فدخلوا في الاسلام ظاهرا. وان اه استبطنوا الكفر بعض هزه النتائج يرصدها ايميلدرمنجم في كتابه حياة محمد فيقول ولما كانت غزوة بدر ونال محمد فيها نصرا الزرع اسلم كثير من مشركي المدينة عن ايمان او عن غير ايمان. ورأى عبدالله بن ابي ان يبايع النبي وما كان عبد الله ابن ابي صادق الايمان فكان رأس المعارضة ولم يأل جهدا في اثارة المشكلات في سبيل محمد. آآ يواصل ايميل وهو يتحدث عن اثر غزوة بدر في آآ يعني اوضاع الجزيرة العربية فيقول كانت غزوة بدر فاتحة انتصارات لم تلبس ان غيرت وجه الدنيا. ومما حدث في تلك السنة ان تم النصر لنصارى الروم على مشركي الفرس كما ما اخبر به القرآن فكان ذلك سببا لمضاعفة فرح المسلمين. في مكة لما انتصر الفرس على الروم اه وفرح المشركون بنصر الفرس لانهم اهل يعني ليسوا اهل كتاب وانما اه محسوبين على الاوثان المسلمون لهزيمة الروم على اعتبار ان الروم اهل كتاب. من النصارى. فنزل قول الله تعالى الف لام ميم غلبت الروم في ان الارض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين لله الامر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء. ففي ذلك الوقت وقت ظن المؤمنون وهم في مكة ان هذه الاية تعني انه في بضع سنين سينتصر الروم على الفرس. وهو ما قد ولكن نصر الله المذكور في الاية كان شيئا لم يتوقعه المؤمنون انذاك. وهو ان المؤمنون مضطهدون الموجودون في مكة الذين يعانون آآ يعني تحت ظل الحكم القرشي المشرك اولئك هم في خلال تسع سنين سيستطيعون ان يؤسسوا دولة وان يكون لهم جيش وان يحاربوا اهل مكة وان ينتصروا عليهم. ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء. فهذا هو نصر الله الذي اشارت اليه الاية الكريمة. آآ ناصر الدين يعلق على آآ هذا الوضع فيقول هذه الغزوة الخالدة التي لم يكن بها من المحاربين الا عدد قليل كانت نتائجها من الاهمية بحيث غيرت وجه العالم. آآ غيرت وجه العالم بالمعنى الذي ذكرته قبل قليل من انه هذه الغزوة كانت اعلانا وبداية لميلاد دولة الاسلام. وميلاد دولة الاسلام يساوي ميلاد قوة جديدة اقليمية وهذا يساوي تغير خريطة القوى السياسية الموجودة في الجزيرة العربية. فكان هذا الاختبار الاول وتختبر في قيامها بها الاختبارات العسكرية. يعني لا يوجد دولة قامت دون ان تخوض حرب تحرير او حرب استقلال او حرب تأسيس فهذه غزوة بدر تعتبر بالنسبة للدولة الاسلامية هي الغزوة التي ولدت الدولة الاسلامية كقوة سياسية. طبعا كانت نتائج مدهشة الى درجة ان الرجل الذي حمل نبأ هذه الهزيمة الى آآ الى مكة لما آآ ذهب يقول لهم مات عتبة بن ربيعة ومات شيبا ومات آآ ابو الحكم يقصد ابا جهل. وآآ يعني مات ابو البختري بن هشام وهؤلاء قادة يعني قادة قريش كان صفوان ابن امية اه وهو ابن امية ابن خلف الذي كان يعذبه بلالا وامية ايضا قتل في غزوة بدر قتله بلال فصفوان ابن امية لم يصدق هذا قال هذا رجل مجنون سلوه عني يعني اسألوا هذا الرجل اين صفوان ابن امية؟ فقالوا له اين صفوان ابن امية فقال ها هو جالس في حجر الكعبة. فكان الخبر خبرا صاعقا الى الدرجة التي لما سمع ابو لهب آآ وهو عم النبي صلى الله عليه وسلم لما سمع بهذا الخبر اصابه المرض حتى مات منه بعد ايام من شدة والقهر والكمد. هل ستسكت قريش عن هذه الهزيمة المروعة؟ هذا ما نراه ان شاء في الحلقة القادمة نسأل الله تبارك وتعالى ان يعلمنا ما ينفعنا وان ينفعنا بما علمنا وان يزيدنا علما. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته يا ربي اجمعني بحبيبك يا ربي اجمعني بحبيبك يا ربي بحبيبك صلى الله عليه وسلم وفي قلب الرجل الاعظم