فولد في تونس ابن خلدون لكن نبغ واشتهر مبكرا وعمل بالكتابة للسلطان وهو في العشرين من عمره سم تقلب بين المناصب فعمل آآ في آآ لصاحب تونس وعمل لصاحب المغرب طوبة واللي شراب بتاريخ له كنا نسود الارض بالاخلاق بايمان فكم سدنا بعهد صدق والميثاق بنيناها بايد كم لها نشتاق بومضة نوره سراء ندى في نهجهم عبر للاوراق جاء التصريح في القرآن الكريم بان لله تبارك وتعالى سننا في خلقه قال تبارك وتعالى سنة الله في الذين خلوا من قبل وكان امر الله قدرا مقدورا وقال تبارك وتعالى ولن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا والايات في سنن الله تبارك وتعالى ظاهرة في القرآن الكريم كما هي ظاهرة في السنة النبوية آآ اذا قد كشف الله تبارك وتعالى لنا ان هناك سنن وان اعتبارنا بهذه السنن هو مما يزيدنا بصرا وعلما بواقعنا وبمستقبلنا لذلك امرنا الله تبارك وتعالى بالاقتداء والاعتبار بالانبياء. كما ذكرنا ابن تيمية يقول لو ان الفعل لم يكن مطردا ولم يكن يصح القياس عليه لم يكن هناك معنى للاعتبار فكوننا نقتدي باخبار السابقين هذا معناه ان سنة الله في السابقين هي سنة الله الحاضرين هي سنة الله في اللاحقين هذا مطرد في كتاب الله تبارك وتعالى. فمن السنن ما يتفق عليها العقلاء جميعا يعني من المعروف الذي يعرفه المسلم والكافر وجد في كتب المسلمين وفي كتب النصارى وفي كتب الصين وفي كتب الهند. كانت وراث انساني انه تولية الامر لغير اهله مؤذن بانهيار الدولة ان ضعف الجيوش العسكرية مؤذن بانهيار الدولة اساءة التدبير والتصرف في الاقتصاد والاموال مؤذن بانهيار الدولة. هذا امر مادي واضح آآ يعني بارز ترتب فيه النتيجة على السبب بوضوح فلذلك موجود في كل التراث لكن من السنن ما لا يمكن ان يفهم الا في ضوء الوحي. يعني لا يفهم بوضوح الا في وضوء الوحي قد يفهمه اخرون لكن لا يكون عندهم الامر واضحا كما هو عندنا فعندنا مثلا دور الظلم في انهيار الدول الظلم في انهيار الدول قد لا يؤمن به اخرون بينما هو واضح عندنا النبي صلى الله عليه وسلم قال انما اهلك من كان قبلكم انهم كانوا اذا سرق اذا سرق فيهم الشريف تركوه واذا سرق فيهم الضعيف قاموا عليه الحد. فعرفنا من التصريح ان هناك ارتباط بين الظلم وبين السقوط والهلكة ولذلك قال ابن خلدون في المقدمة الظلم مؤذن بخراب العمران وقال ابن تيمية فان الله يقيم الدولة العادلة ولو كانت كافرة ولا يقيم الدولة المسلمة ان كانت ظالمة لاجل هذا هذا معنى نفهمه تصريحا لوجوده في الوحي. قد لا يفهمه اخرون بهذا الوضوح كذلك عاقبة الترف الطرف جاء التصريح في القرآن الكريم بان الترف من اسباب السقوط وان المترفين هم اول من يواجهوا دعوات الرسل كذلك ما ارسلنا في قرية من نذير الا قال مترفوها. انا وجدنا اباءنا على امة وانا على اثارهم مقتدون فوجود الطرف وحصول الترف هذه من الاسباب المقلقة وان سيدنا عمر رضي الله عنه اوقف الفتوح بعد جلولاء في فارس لكثرة ما ورد على المسلمين من اموال النبي صلى الله عليه وسلم قال والله ما الفقر اخشى عليكم ولكن اخشى ان تفتح عليكم الدنيا فتنافسوها كما تنافسوها فتهلككم كما اهلكتهم هناك من السنن ما لا يوجد الا بالوحي. ولا يفهم الا بالوحي نحن ذكرنا سنن يتفق في فهمها الجميع. وذكرنا سنن جاءت عندنا بالوحي فنحن نستوضحها ونؤمن بها بينما هي عند غيرنا موضع شك او موضع غموض هناك من السنن ما لا يفهم الا في ضوء الوحي كما اخبرنا الله تبارك وتعالى عن طبائع بعض الاقوام. ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم. هذا امر لا يمكن ان نفهمه الا من الوحي وكما في حديث النبي صلى الله عليه وسلم ما من نبي بعثه الله الا ورعى الغنم هذه ايضا مسألة تثير التأمل والانتباه يعني المفترض انا لو كان الامر بيدي لجعلت رعي الغنم كورس اساسي باي اكاديمية لاعداد القادة واي برنامج لاعداد الكوادر. لانه اذا كان كل الانبياء رعوا الغنم فلابد ان في رعي الغنم سرا معينا فهذه يعني جملة من الاشياء التي جاء بها القرآن الكريم ومن السنن ما اطلق الله تبارك وتعالى لنا النظر فيه لكي نستوضحه ونتبينه. الاصل في هذا الموضوع ان عمر الانسان قصير. وان التغيرات الكبرى لا لا يستوعبها عمر الانسان فيحتاج الانسان ان ينظر الى الماضي في تعلم منه ويستفيد لكي آآ يحسن التصرف في واقعه الحالي ويحسن ان استشرف المستقبل السنة هي العادة في الاشياء المتماثلة ومن هذا الباب صارت قصص المتقدمين عبرة لنا ولولا القياس والطراد فعله وسنته جل وعلا لم يصح الاعتبار بها والاعتبار انما يكون اذا كان حكم الشيء حكم نظيره كالامثال المضروبة في القرآن هكذا قال ابن تيمية وقال ابن الاثير لا يحدث امر الا قد تقدم هو او نظيره فيزداد بذلك عقلا ويصبح لان يقتدى به اهلا قال ابن خلدون الماضي اشبه بالاتي من الماء بالماء السنن لا تتعارض لا يتعارض ما جاء في كتاب الله مع ما وقع في التاريخ فادراك التاريخ يحسن من فهمنا لادراك كتاب الله تبارك وتعالى يعني سئل الامام الشافعي ايهما افضل للمؤمن؟ يمكن ام يبتلى هناك سنة التمكين للمؤمنين كتب الله لاغلبن انا ورسلي. وهناك سنة الابتلاء. ام حسبتم ان تدخلوا الجنة ولم يأتيكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم اساءوا والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين امنوا معه اتى نصر الله فالامام الشافعي قال لا يمكن حتى يبتلى السنن لا تتعارض ولذلك ينبغي علينا على المسلمين بالذات على الحركات الاسلامية على الاصلاحيين ان يفقهوا التاريخ ليحسنوا ادراك سنن الله تبارك وتعالى في كونه فلاجل هذا ينبغي على كل حركة ان تنظر في منهج اصلاحها هل هذا المنهج تحقق من قبل في التاريخ فان كان قد تحقق فعلا فنعرف بهذا انهم يوافقون سنة الله التي جاءت في كتابه. ولكن لا يمكن ان تعتمد حركة ما منهجا اصلاحيا او تغييريا تظن انه ومن كتاب الله وهو لم يحدث من قبل في التاريخ التاريخ يحسن من فهمنا لسنن الله كما جاءت في كتابه وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم من المؤرخين البارزين الزين تميزوا في استخلاص هذه السنن بل هو اشهرهم على الاطلاق هو عبدالرحمن بن خلدون عبدالرحمن ابن خلدون آآ امتدحه كثير من العلماء حتى غير المسلمين حتى ان ارنولد توينبي المؤرخ المسيحي المشهور يقول انه مقدمة ابن خلدون هي اعظم عمل من نوعه ابدعه عقل انساني في اي زمان ومكان وهذه الكلمة لو قالها مسلم مثلي لعد متعصبا ومتطرفا صامويل مارجليوس يقول ايضا عن مقدمة ابن خلدون انها افضل ما كتب في الاداب العربية بل افضل ما كتب في اي ادب حتى ما قبل اختراع الطباعة وهذه ايضا كلمة لو قالها مسلم لعد متطرفا ومنبوذا ابن خلدون هو المؤرخ التونسي المشهور ما ولد في تونس لكن اجداده كانوا نازحين من الاندلس الاندلس حينما سقطت اشبيلية في القرن السابع الهجري نزح منها قوم فاستقر قوم ابن خلدون في تونس وفيها ولد لكن اصولهم القديمة من اليمن من حضرموت والعائلة اسمها عائلة خالد لكن الاندلسيين كانت لهم لهجة يجعلون خالد خلدون زيدون حفص حفصون. فلذلك هذه الاضافة هي اضافة في اللهجة الاندلسية لسلطان المغرب في الدولة المرينية وكذلك زهب الى الاندلس وكان في قصر بني الاحمر سلطان غرناطة ثم عاد الى تونس وتنقل بين هذه البلاد ثم استقر في مصر وآآ في اخر حياته قابل تيمورلنك الذي كان يجتاح الشام في ذلك الوقت. فابن خلدون لديه مساحة واسعة من الاطلاع من الاندلس وعمل سفيرا قابل ملك قشتالة بيتر او بيدرو في ذلك الوقت كسفير من ملك غرناطة وقابل تيمورلانك يعني كأنه جمع بين المشرق والمغرب والحقيقة انه تميز بزكاء يعني هائل وبلغة متميزة وكان فريدا في آآ كتابة مقدمته التي ذكرت لكم بعض ما قيل فيها في هذا البرنامج ان شاء الله نستعرض معكم بعض السنن التي استخلصها ابن خلدون من التاريخ وصاغها كقواعد عامة هذه السنن كان اولى بها اولى بها ان نعرفها نحن المسلمين. فابن خلدون هو جدنا هم من اجدادنا من علمائنا كان فقيها قاضيا على المذهب المالكي ومتشبعا بالعلوم الشرعية اي انه ليس كاغلب المفكرين في عصرنا ليست عندهم عدة شرعية قوية لا هو كان نشأ في الحضارة الاسلامية تشبع بعلوم القرآن والحديث والعربية والقراءات وآآ آآ كان قاضيا على المذهب المالكي كان فقيها في المذهب المالكي فضلا عما كان له من مشاركات في الادب وفي الاصول وفي المنطق وغيره من العلوم العقلية فجمع ابن خلدون بين هذه العدة الشرعية وهذا الاتساع في النظر والعلاقات والتقلب في مواقع السياسة وبين هذه العبقرية التي جاد بها جاد بها عقله ليقرأ هذه القراءة التاريخية. في هذا البرنامج كما قلت لكم نحاول ان نقف عند بعض هذه السنن التي وضعها ابن خلدون في مقدمته والتي لو كنا فقهناها لكان حالنا غير الحال الان ولعله ان شاء الله حين نفقهها ان يتحسن هذا الوضع مستقبلا والا يجد ابناؤنا مثل ما وجده جيلنا من الغفلة عن هذه الكنوز نسأل الله تبارك وتعالى ان يجعل هذا عملا خالصا لوجهه الكريم والا يجعل لاحد سواه فيه شيئا. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته انا منه كفينا اخذنا الحب والاشراق. لتاريخ لهم كنا نسود الارض بالاخلاق