تذكر قال فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن وعبر تعبيرا قويا فقال وليس وراء ذلك من الايمان حبة خردل يعني المسلم عندئذ حين يستقر الحكم فيمن غلب لا يكون صاحب السلطة بحاجة الى نفس القدر من القوة التي رسخ بها امر الدولة في بدايتها والتي استطاع ان يغلب بها وان يتغلب على طوبة واللي شراب بتاريخ له كنا نسود الارض بالاخلاق بايمان فكم سدنا بعهد صدق والميثاق بنيناها بايد كم لها نشتاق بومضة نوره سراء ندى في نهجهم عبر كنبتلهم توصني للاوراق الدول العامة في اولها يصعب على النفوس الانقياد لها الا بقوة قوية من الغلب. للغرابة ولان الناس لم لفوا ملكها ولا اعتادوا فاذا استقرت الرئاسة في اهل النصاب المخصوص بالملك في الدولة وتوارثوه واحدا بعد اخر نسيت النفوس شأن الاولية واستحكمت لاهل ذلك النصاب طبغة الرئاسة ورسخ في العقائد دين الانقياد لهم والتسليم وقاتل الناس معهم على امرهم قتالهم على العقائد الايمانية فلم يحتاجوا حينئذ في امرهم الى كبير عصابة بل كأن طاعتها كتاب من الله لا يبدل. ولا يعلم خلافه ويكون استظهارهم حينئذ على سلطانهم ودولتهم المخصوصة اما بالموالي والمصطنعين الذين نشأوا في ظل العصبية وغيرها واما بالعصائب الخارجين عن نسبها الداخلين في ولايتها ذكرنا في حلقة سابقة ان السلطة تنتزع بالحرب وان الحرب هي الصفحة الاولى في كتاب كل دولة وهي الصفحة الاخيرة في كتاب كل دولة كذلك وانتقال الدول لا يكون الا بالسيف وان شاء الله في حلقة قادمة سنتكلم عن انه ايضا السيف سيكون هو المرحلة الاخيرة وحاجة الدولة اليه في اواخرها اشد من حاجة اشد من حاجتها اليه آآ في وسط الدولة. لكن هنا ابن خلدون يتطور لكي يصف مسألة ترسخ الحكم في من غلب يعني في البداية الناس يقاومون او الناس لا يعتادون على هذه السلطة الجديدة للغرابة لانهم يستغربونها لم يعتادوا عليها لكن حين تغلب هذه السلطة وحين ينسى الامر ينسى امر الاولية ينسى امر الاول الدولة ينسى امر بداية الدولة ويستقر الحكم في من غلب ساعة اذ يعتاد الناس على هذه الدولة وتزول وتذهب مقاومتهم لها حتى انهم يرون طاعتها واجبة كانها حقيقة كونية بانها قوة قاهرة وابن خلدون يعني عبر عنها بقوله كانها كتاب من الله لا يبدل فالناس حين تعتاد على الطاعة والاستنامة للسلطة فيقاتلون معها قتالهم على العقائد الايمانية كأن كأن القتال مع هذه الدولة مع هذه السلطة جزء من الايمان جزء من النظام جزء من الولاء والبراء وكأنه حقيقة كونية كما قلنا مقاومة الناس لها في حال الغرابة وساعة اذ ينفرد صاحب السلطة يعني اذا الدولة في بدايتها كان فيها مجموعة يقودهم واحد ففي اوسطها هذا الواحد ينفرد بالسلطة الى درجة انه سيكون قد ازال كافة الذين كانوا معه ويكون قد استنصر واحتمى وهو في مرحلة غلبه بالذين لم يكونوا معه من اول الدولة بل قد تكون عصبته وشوكته وجنده من اخرين لم يحضروا هذا التمهيد الاول. يعني العصبة الاولى التي انشأت الدولة هذه العصبة نفسها قد تزول وتنحل هذه القوة قد تذوب وتختفي. او قد تهمل بينما تصير القوة الموجودة في وسط الدولة هي قوة اخرين وقد يكونون من الطراء. يعني يكونون من الاغراب كما نرى قال مسلا في بعض الدول انه الحراسة الملكية وكثير من وفرق الجيش من الاجانب ومن المرتزقة بينما في اول الدولة طبعا لم يكن هذا ليكون ممكنا ابدا وابن خلدون يضرب على هذا المثل بعدد من الدول دعونا نرى ماذا يقول ومثل هذا وقع لبني العباس فان عصبية العرب كانت فسدت لعهد دولة المعتصم وابنه الواثق واستظهارهم بعد ذلك انما كان واستظهارهم بعد ذلك انما كان بالموالي من العجم والترك وكذا دولة بني امية بالاندلس لما فسدت عصبيتها من العرب استولى ملوك الطوائف على امرها واقتسموا خطتها وتنافسوا بينهم وتوزعوا ممالك دولة فاستظهروا على امرهم بالموالي والمصطنعين والطراء على الاندلس من اهل العدوة من قبائل البربر وزناتة وغيرهم اقتداء بالدولة في اخر امرها في الاستظهار بهم حين ضعفت عصبية العرب ولم يزالوا في سلطانهم ذلك حتى جاز اليهم البحر المرابطون اهل العصبية القوية من لمتونة استبدلوا بهم وازالوهم عن مراكزهم ومحو اثارهم ولم يقتدروا على مدافعتهم لفقدان العصبية لديهم فبهذه العصبية فبهذه العصبية يكون تمهيد الدولة وحمايتها من اولها في اغلب الاحوال لا يكون تغيير النظام بعد وصوله الى التمكن الا من خلال احتلال خارجي او ثورة عنيفة دموية او انقلاب عسكري فحالة التمكن هي من الحالات شديدة الصعوبة على اهل الاصلاح على من يريدون الاصلاح خصوصا لو كان هذا المتوكل بطبيعة الحال متمكنا فاسدا او طاغيا و رغم كل آآ يعني الامثلة التي ضربها ابن خلدون تتحدس عن الامويين والعباسيين ومن بعدها يمكن ايضا عن العثمانيين فكل هؤلاء لم يبلغوا لا في الطغيان والاستبداد ولا حتى بلغوا في الامكانيات امكانيات السلطة المتوفرة الان ما بلغه المعاصرون الحكام المعاصرين في الدولة الحديثة ومع زلك كما رأيت مسألة حصول الاصلاح او مسألة التغيير او مسألة المقاومة في حالة تغلب هي مسألة من اصعب ما يكون ولذلك تفهم من هذا حديث النبي صلى الله عليه وسلم سيد الشهداء حمزة هو رجل قام الى امام امام جائر فامره ونهاه فقتله. لانه هذا الشخص الذي يذهب الى جائر وهو في تمكنه في قوته ثم يأمره وينهاه والعقوبة عقوبة القتل حاضرة ومخيفة هذه طاقة نفسية عظيمة لا تكون لاغلب الناس. يعني هذه طاقة فزة هذه حالة نادرة فلاجل هذا كان شهيدها ليس شهيدا عاديا وانما كان سيد الشهداء من هنا سنفهم ان الاسلام حين اوجب على الناس الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فانما جعله واجبا وليس حقا. وهذا تفريق مهم وضروري الامر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب على المسلم بمعنى انه يأثم اذا تركه لا هو وليس حقا. يعني الفلسفات الغربية وغير الغربية تتكلم عن حرية التعبير. حق تعبير حق الرأي لا الاسلام جعل ذلك واجبا وليس حقا يعني شيء ليس للمسلم ان يتنازل عنه بل على المسلم دائما ان يكون ذا حساسية لكل منكر وان يكون مندفعا الى تغييره ولا يحجزه عن التغيير الا العجز عنهم وهذا الامر مربوط بالايمان. النبي صلى الله عليه وسلم اه حين يتكلم عن الامر بالمعروف والنهي عن المنكر قال من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الايمان هذه الحساسية حين تكون موجودة عند المسلمين فانه يجعل قدرتهم على كبح جماح السلطة ومنع التغلب الراسخ الذي فيه الاستبداد والطغيان بالناس هو الامر الطبيعي والبديهي. لانه المسلم مكلف بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر وهذا من الايمان هذا من الايمان. في الحديث الاخر النبي صلى الله عليه وسلم عبر عن هذا يعني وذكر مسألة السلاطين تحديدا الزي لا يجد في قلبه كراهة وانكارا للسلطة التي ترتكب المنكر وللحاكم الذي يرتكب المنكر الذي ليس في قلبه الانكار هذا ليس في قلبه حبة خردل من الايمان كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لذلك هذا الايجاب ايجاب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر هو اكثر الكوابح التي تجمع التي آآ تكبح جماح اندفاع السلطة في استبدادها وطغيانها ويظل دائما قدر الذي استطاع ان يواجه السلطة المتمكنة الجائرة محفوفا بالمكانة العظيمة التي آآ وصفها النبي صلى الله عليه وسلم بانه سيد الشهداء اولى من هذا ان المسلم لا يعمل لهذه السلطات الجائرة في الوظائف التي تزيد من سلطانها كما في الحديث فلا يكونن لهم جابيا ولا عريفا الجابي الذي يعمل في الادارة المالية العريف الذي يعمل في الادارة الامنية والعسكرية. فالنبي صلى الله عليه وسلم نهى عن عمل المسلم في ظل سلطة ترى وبالتالي اه حتى الامام احمد في القول المشهور لما جاء رجل وقال يا امام اني اخيط ثوب السلطان فهل انا من اعوان الظلمة قال بل انت من الظلمة انفسهم انما اعوان الظلمة من يبيع لك المخيط يعني الذي تشتري من عنده الابرة هذا الذي عليه عقوبة وذنب اعوان السلاطين من القصائد المشهورة لامير الشعراء احمد شوقي قصيدته التي يحرض فيها على اغتنام وانتزاع الحرية وفيها يقول ومن يسقي ويشرب بالمنايا اذا الاحرار لم يسقوا ويسقوا ولا يبني الممالك كالضحايا ولا يدني الحقوق ولا يحق ففي القتلى لاجيال حياة وفي الاسرى تدا لهم وعتق وللحرية الحمراء باب بكل يد مدرجة ودق انا منه كفينا اخذنا الحب والاشراق. لتاريخ له كنا نسود الارض بالاخلاق