في عامين فقط. لم يكن لاحد سوى ابي بكر عبر التاريخ مثل هذه المعجزة التاريخية. ان تولى الدولة وهي وهي مهددة في قلبها في عاصمتها ثم يتركها وهي قوة عظمى عالمية وكان اكرم الناس لخصومه حتى انه حتى لو انه اضطر الى قتالهم. حتى انه سيدنا علي ابن ابي طالب ونحن نقول هذه معجزته التاريخية. عاقب من غلا فيه وقدسه وهم الشيعة صلى الله عليه وسلم ليكون الاول في قائمة اهم رجال التاريخ ولابد ان يندهش كثيرون لهذا الاختيار ومعهم حق في ذلك. ولكن محمدا صلى الله عليه وسلم هو الانسان الوحيد في التاريخ الذي نجح نجاحا مطلقا على المستوى الديني والدنيوي. وهو قد دعا الى الاسلام ونشره. كواحد من اعظم ديانات واصبح قائدا سياسيا وعسكريا ودينيا. وبعد ثلاثة عشر قرنا من وفاته فان اثر محمد كنا جبالا في الجبال وربما صرنا على موج البحار حري بحارة بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم. اللهم لا سهل الا ما جعلته سهلا. وانت تجعل الحزن اذا شئت سهلا. اللهم علمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمتنا وزدنا علما. حديثنا اليوم عن بصمة الخلفاء الراشدين. وكيف كان لكل واحد منهم اجهزة تاريخية لم تكن لمثله في حكام التاريخ ابدا. والواقع ان كون كل واحد من خلفاء الدين له بصمة تاريخية هو امر يستثير فينا هذه الطاقة والهمة والعزيمة لان يكون كل واحد منا ذا بصمة في مجاله وفي شأنه وفي بابه يتميز فيها عن غيره وهو امر لا ينال لا ينال الا بعزم كبير. بداية اصل المعجزات التاريخية لعصر الخلفاء الراشدين هو في كونهم تلاميذ النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه والزم الناس واكثرهم اقتداء بسنته. فالسيرة النبوية هي اعظم قصة نجاح بشري على الاطلاق ايوجد شخص في التاريخ نجح نجاحا يشبه ما فعله محمد صلى الله عليه وسلم. حتى ان الباحث الامريكي المشهور مايكل هارت صاحب كتاب الخالدون مائة اعظمهم محمد صلى الله عليه وسلم. جعل سيدنا محمد اعظم آآ بشر في التاريخ ووضعه على رأس هذه المئة وقال في حيثيات هذا الاختيار رغم انه مسيحي قال لقد اخترت صلى الله عليه وسلم ما يزال قويا متجددا. ونستطيع ان نضيف كثيرا من الاقوال في هذا المعنى وكلها اقوال لغربيين ليسوا مسلمين تشهد بان النبي صلى الله عليه وسلم هو اعظم قصة نجاح بشري في التاريخ. والمقصود منها ان نقول ان اصل اعجاز التاريخي للخلفاء الراشدين كان من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم واصل المعجزة هي معجزة نزول الوحي ومعجزة هذه الرسالة والا فلو لم يبعث النبي صلى الله عليه وسلم ما حقق احدهم لا في ميزان الدنيا مثل ما حقق ولا في ميزان الاخرة كذلك الخلفاء الراشدون لهم جميعا معجزات تاريخية كمجموع. فهم مثلا رغم ما فكانوا يسيطرون عليه من امبراطورية واسعة كانوا اهل دين وزهد وتقشف. ولم يتكسب منهم احد من الخلافة ولم يكن لاحد فيهم ولا حتى شبهة او تهمة الفساد المالي او التربح من وراء المنصب. كانوا جميعهم هم اهل زهد وتقشف ودين ولم يتكسبوا من منصب الخلافة ولا من موقعهم على رأس هذه الامبراطورية الواسعة التي يجبى اليها ثمرات الارض شرقا وغربا. الخلفاء الراشدون كانوا مع ذلك اهل تقدير لبعضهم يعني ليسوا على سنة الحكام الذين يؤسسون الامبراطوريات يسعى احدهم الى هدم انجاز من كان قبله وتثبيت انجازه هو ثم يأتي بعده من يسعى في تثبيت انجازه هو وحدث في انجازه. وهكذا ابدا كان الخلفاء الراشدون يقدرون بعضهم. فعمر مثلا هو القائل عن ابي بكر لو وزن ايمان الامة بايمان ابي بكر لرجح ايمان ابي بكر وعثمان قال عن عمر ومن يطيق ما يطيق عمر وعلي رضي الله عنه توعد من يفضله على الشيخين بالجلد وقال لا اوتى باحد فضلني على ابي بكر وعمر الا جلدته المفترين بل ان من سب ابا بكر وعمر كان طلبه علي رضي الله عنه ليقتله. فالخلفاء الراشدون كانوا اهل فضل ودين وزهد وكانوا يقدرون بعضهم ويعرفوا كل واحد منهم للاخر حقه. وكما قيل لا يعرف الفضل لاهله الا ذو الفضل. الخلفاء الراشدون ايضا من سنتهم التي ينفردون بها عن حكام التاريخ انهم كانوا ومع هذه الدولة الواسعة التي يحكمونها لم تكن لهم ابهة الملك ولا سلطانه ولا صولجانه ولا فخفخاته كان الخلفاء الراشدون يحيون حياة عادية يحكمون من المسجد ويصلون بالناس في المسجد ويتقدمونهم في الصلاة يستطيع اي احد ان يخاطب الخليفة وان يصل اليه وان يعترض عليه. بل ان ثلاثة من الخلفاء الراشدين قتلهم معارضون واثنان منهم قتلوا في المسجد وهم سيدنا عمر وسيدنا سيدنا علي ابن ابي طالب رضي الله عنهما. وقتل سيدنا عثمان في داره من من من المعارضين يعني مع هذه الامبراطورية الواسعة التي كانوا يحكمونها كان الوصول اليهم مستطاعا. لم يكونوا منفصلين عن الناس لم يكونوا يتحجبون عنهم بحجوب وبوابين وخدم وحشم وغير ذلك مما هو عادة حكام الامبراطورية الواسعة وكان الخلفاء الراشدين يحكمون ثلث العالم تقريبا في ذلك الوقت. الخلفاء الراشدون مع هذا كانوا احرص الناس على هذه السياسة الاخلاقية التي يديرون بها حال دولتهم ورعيتهم. لم يكونوا كاصحاب الامبراطوريات كل همهم هو تعاظم والتكسب وتوسيع النفوذ وزيادة الهيمنة. وانما كان همهم اقامة الدين. وكانت اقامة الدين هذه حتى لو انها كانت تأتي عليهم هم وتتناول حقوقهم حقوقهم هم. كذلك لم يكونوا يستنكفون من هذا. كان الخلفاء الراشدون رغم هذا السلطان الواسع والراسخ اكثر الناس مشاورة لمن حولهم من الصحابة والتابعين. وكان الرجل منهم ينزل عن رأيه ان بدا ان في قول من خالفه خير هو احق بالاتباع. مجمل فترة الخلفاء الراشدين تتميز عن مجمل فترات القوة في لسائر الامبراطوريات التاريخية بهذه المزايا. اما اذا دخلنا الى كل واحد منهم والبصمة او المعجزة التاريخية التي يتميز بها كل خليفة فسنجد كذلك امرا عجيبا. كنا جبالا في الجبال وربما اه صرنا على موج البحار بحارا. بمعابد الافرنج ان كان اذاننا قبل الكتائب يفتح الامصار ابو بكر رضي الله عنه كانت معجزته التاريخية في انه كان الحاكم الوحيد في كل التاريخ الذي تولى الدولة والعاصمة مهددة بالاجتياح ثم تركها وهي قوة عظمى عالمية. وكل ذلك كل ذلك في عامين فقط. عظماء التاريخ او ابطال التاريخ ومؤسسي الدول يفعلون شيئا من هذا. اما انهم ينقلون الدولة من حالة ضعف والارتباك الى حال الامان والاستقرار. او انهم ينقلونها من حال الامان والاستقرار الى حال القوة. او من حال القوة الى حال القوة العظمى. ومن يفعل واحدا من هذه يصير في عداد المؤسسين والحكام العظماء في التاريخ. ثم انهم اذا فعلوا ذلك فانما يفعلها الرجل منهم في عشر سنين في عشرين سنة في ثلاثين سنة في خمسين سنة ومع ذلك لا ينقص هذا من من عظمته ان ان يحول دولته الى قوة عظمى عالمية فيستغرق وهذا خمسين سنة لا ينقص هذا من عظمته ويعتبر ايضا حاكما عظيما. اما ابو بكر فقد انجز كل هذا في عامين فقط. نقل الدولة من من وضع التهديد الى وضع القوة العظمى العالمية في عامين فقط. ولم يتنازل شيئا عما فعله وعما سيقا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وكان شعاره والله لو منعوني عقال بعير كانوا يؤدونه لرسول الله لقاتلتهم عليه. وسير احد عشر جيشا مقاتلة الردة فاعادت وحدة الجزيرة العربية ولما مات كان له جيش يفتح العراق ويواجه الامبراطورية الفارسية العريقة وجيش اخر يفتح الشام ويواجه الامبراطورية الرومانية العريقة. ليراجع القارئ اي سيرة حاكم مؤسس عزيم في التاريخ. قرش رمسيس تاني الاسكندر المقدوني نابليون بسمار كلينن ماوس سيتونج. اي حاكم من هؤلاء الحكام لم يفعل هذا المعجزة التاريخية التي فعلها ابو بكر رضي الله عنه. ندعوا جهارا لا اله سوى الذي صنع الوجود وقدر ورؤوسنا يا ربه فوق اكفنا نرجو ثوابك مغنم وجواها كنا نرى الاصنام اما المعجزة التاريخية لعمر بن الخطاب رضي الله عنه فهو انه الحاكم الوحيد في التاريخ الذي حكم امبراطورية واسعة بلغت ثلث المعروف وقتها بعدل. الاصل ان الذين يحكمون الامبراطوريات الواسعة انما يحكمونها بالمجازر والدماء ارتكاب المزيد من المذابح التي يهلك فيها حتى الاطفال والنساء والشيوخ. وهم حين يحكمونها انما يحكمونها بمنطق الدولة المستعمرة الدولة الغازية التي تسيطر على موارد هزه الشعوب وتنتهبها لتتضخم عاصمتها ماليا واقتصاديا وسياسيا. اما عمر رضي الله عنه فهو الذي فتح هذه البلاد وحكم هذه الامبراطورية الواسعة ومع ذلك كان من اعدل حكام التاريخ. العادة ان المؤرخين يغفرون لمن توسعوا هذا التوسع ما ارتكبوه من المذابح ولا تكاد تجد سيرة امبراطور او ملك او رئيس او زعيم توسع كل هذا التوسع ومد نطاق دولته الا وكانت له مذابح كثيرة مع ذلك غفرها له المؤرخون واعتبروها ضرورة من ضرورات هذا التوسع ولا يتحدث احدهم عن العدل الذي يجري مع الشعوب المغلوبة اذا آآ مدوا حدودهم خارج هذه البلاد. ولذلك فقد كان عمر رضي الله عنه مثالا في هذا الباب انه حكم دولة واسعة بعدل. واثارت فتوحات سيدنا عمر رضي الله عنه الفتوحات التي تمت في عهده لان عهد سيدنا عمر كان عهد الفتوحات الواسعة اثارت هذه الفتوحات اعجابا حتى آآ المؤرخين والمستشرقين من غير المسلمين وخصوصا فتحه رضي الله عنه لبيت المقدس لان فتح عمر لبيت المقدس كان هو الفتح الوحيد في تاريخ في هذه المدينة الذي جرى بامان وفي سلم وفي رحمة بالمغلوبين وفتح القدس تحديدا من المسائل التي يكثر المستشرقون والمؤرخون في المقارنة بينها وبين غيرها من الفتوحات. حتى انه مؤرخة القدس كارين ارمس ترونج وهي بريطانية كتبت كتابا عن تاريخ القدس تتحدث عن الفتح العمري باعتباره فتحا لم تشهد المدينة المقدسة مثله. والواقع انه آآ حتى مايكل الذي ذكرناه في البداية قد وضع سيدنا عمر ضمن المئة آآ الاكثر تأثيرا في التاريخ وقال انه لولا الفتوحات الهائلة عمر ما كان ينكر للاسلام ان يمتد هذا التمدد. وان الاسلام الذي المناطق التي فتحت في عهد سيدنا عمر آآ لم تتخلى عن الاسلام حتى يومنا هذا هذه هي المعجزة التاريخية لسيدنا عمر انه حكم هذه المساحة الواسعة بعدل وان فتوحاته كانت فتوحات رحمة ورأفة بالمغلوبين ولم تكن فتوحات استعمارية تنتهب الشعوب المفتوحة. واما سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه فهو طبعا يشترك مع سيدنا عمر ابن الخطاب في مسألة انه حكم دولة واسعة بالعدل. ولكن ما ينفرد به عن سيدنا عمر انه الرجل الذي كان يملك ان يدافع عن نفسه وعن ملكه الواسع الذي يبلغ ثلث العالم المعروف في ذلك الوقت وان يضحي بنفسه في سبيل بقاء ارادة الامة بغير ان ينتزعها المتمردون. الواقع الذي حصل في عصر سيدنا عثمان ببساطة وباختصار ان سيدنا عثمان حكم اثني عشر عاما عشر سنوات لا بأس بها الاخيرين في عصر سيدنا عثمان كان هؤلاء هذين العامين هما الذين شهدا التمرد هذا التمرد نشأت به نشأت فيه بداية حركات سرية. وآآ متمردون دعموا في ظروف اجتماعية واقتصادية مواتية المهم انه خرج بضعة الاف وذهبوا الى المدينة يطالبون الخليفة بالانخلاع من الخلافة. ان يخلع نفسه من الخلافة اصلا مجرد هذه المطالبة ان يحمل قوم طلب خلع الخلافة امر لم يكن يتصوره احد من شعوب هذا العالم القديم يعني شعوب العالم القديم لم يكونوا يجرؤون على التفكير في ان يطالبوا كسرى في آآ فارس ولا قيصر في في الروم ولا حتى القبائل العربية ان يطالبونهم بان يخلعوا انفسهم من السيادة. فمسألة الخلع نفسها هي من المعجزات التاريخية وهي من الافكار التي جاء بها الاسلام. هؤلاء لما ذهبوا الى سيدنا عثمان رضي الله عنه واستمع منهم سيدنا عثمان الى حججهم والى مبرراتهم. آآ جاوبهم عليها ابدى لهم اعذاره وبعض ما لم يقتنعوا به تواصل معهم الى حلول بان يعزل بعض ولاته مثلا او ان يعيد بعض المعاقبين ان غير ذلك من الامور الا انهم اصروا على اما ان يخلع او يقتل في تفاصيل نعرض لها ان شاء الله في حلقة قادمة هنا سيدنا عثمان بن عفان قرر قرارا هو الذي نتحدث عنه باعتباره معجزة تاريخية لرجل يملك امبراطورية واسعة قرر سيدنا عثمان رضي الله عنه ان يحفظ النظام يحفظ نظام الدولة والا يستطيع بعض مردينا ولو كانوا بضعة الاف ان اه ينسخوا اختيار الامة او ان يغتصبوا ارادة الامة. او ان يخلعوا خليفة هو مبايع بيعة هو يبايع بيعة شرعية دون ان يكون لهم في هذا مسوغ ودون ان ترضى الامة عن ما فعلوه. لكن انه وان تمسك بارادة الامة هذه الا انه في ذات الوقت لم يرد ان تشتعل حرب في المدينة للدفاع عنه فقرر هذا القرار انه سيضحي بنفسه لن يتنازل عن الخلافة ولكنه لن يشعل حربا من اجله هو كان يضمن بطبيعة الحال انه لن يتولى بعده احد آآ من اهل الفتنة او من المتمردين او من اعداء الاسلام لذلك قرر الا يدافع والا فلو كان نظام الامة مهددا بان يتولى الامر من بعده احد اهل الفتنة او احد اعداء الاسلام ما كان له ان يفعل ذلك لكن هؤلاء الذين خرجوا ان بعضهم كان يطالب بعلي وبعضهم كان يريد غيره. في النهاية الامر لن يخرج عن اختيار واحد من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم مقدمي الصحابة الذين مات رسول الله وهو عنهم راض فلذلك كان لا خوف هنا على النظام لا خوف على ان يتولى امر المسلمين رجل صالح علي او طلحة او الزبير او سعد ابن ابي وقاص وغيرهم من اهل الشورى الذين كانوا اصلا مرشحين للخلافة في بداية عصر سيدنا عثمان. فكان هذا اختيار سيدنا عثمان ان يحفظ النظام وان يضحي بنفسه كي لا تكون حرب في المدينة ولا يسال في سبيل الدفاع عنه قطرة دم. وهذا امر لا يعرف لامبراطور كان لا يحكم دولة واسعة وكان يستطيع ان يقهر بعض المتمردين الخارجين عليه وان يشعل حربا تفنيهم وتبيدهم وكان ظل السيف ظل حديقة خضراء بتحولنا ازهار لم نخشى طاغوتا يحاربنا ولو نصب منايا حولنا اسواق اما سيدنا علي رضي الله عنه فمعجزته التاريخية انه كان اكرم الناس لخصومه الذين حاربوه وقتلوه سيدنا علي هو الرجل الذي بيع بيعة شرعية في المدينة وكان بذلك رابع الخلفاء الراشدين وهو الرجل الذي اهله الله تبارك وتعالى بما لديه من علم وبما لديه من فروسية لمواجهة الفتن الداخلية التي ستنشب في الامة الاسلامية. فسيدنا علي قاتل آآ يعني الخوارج وآآ كذلك دخل في قتال لا اقول قتال وانما عاقب الشيعة اتى الذين غلوا فيه وقدسوه وقاتل كذلك بعض الصحابة الذين كان اه كان سعيهم يؤدي وان اخطأوا الطريق يؤدي الى انقسام الامة الاسلامية. فكان اجتهادهم آآ يعني اجتهادا لا يوافق الصواب. ومع ذلك فسيدنا علي ابي طالب كان اكرم الناس لخصومه فهو في كل قتاله هذا امر الا آآ يزفف على جريح يعني لا يجزى على جريح ولا يتبع مدبر يعني الهارب من المعركة لا يتبع ولا يقاتل الا من يقاتل ومنع ان تقسم الاموال وان تسبى الذرية بعضهم احرقه بالنار لما ادعى فيه الالوهية وطارد من آآ يقول بان يسب ابا بكر وعمر وقال لا يأتيني احد على ابي بكر وعمر الا جارته حد المفترين. علي رضي الله عنه هذا هو نفسه الذي لما قاتل الخوارج الزين كفروه وخرجوا عليه وصاروا يثيرون الازمات وامتنعوا عن اداء القصاص. احتفظ لهم بحقوقهم وقال لهم لكم علينا ثلاث ان لا نمنعكم من الفيء ولا نمنعكم من المسجد. آآ ويعني حفظ لهم امنهم وحقوقهم ما لم يحدثوا حدثا يعني ما لم يحدثه حدثا يعني يرتكب جريمة بين المسلمين. انظر سيدنا علي بن ابي طالب كيف يحفظ حقوق من خرجوا عليه وكفروه وينصفهم حتى انه لما سئل آآ كفار هم قال من الكفر فروا قالوا آآ منافقون قال فان المنافقين لا يذكرون الله الا قليلا وهؤلاء يذكرون الله كثيرا. قالوا فما نقول؟ قال قوم بغوا علينا فقاتلناهم. فسيدنا يحفظ حقوق من كفروه وخرجوا عليه وهو في نفس الوقت من يعاقب باشد العقوبة من غلا فيه وقدسه ورفعه فوق مقامه والاصل في الحكام عبر التاريخ انهم يرفعون شأن من ينافقهم ويقدسهم ويعلي قدرهم ويحاربون بلا اخلاق ولا رحمة ولا آآ يعني ولا اي نوع من الانصاف من يخرجون عليهم او يكفرونهم. فانظر كيف كان علي رضي الله عنه يقدم هذه الصورة. الخلاصة ايها الاخوة الاحباب ان لكل خليفة من الخلفاء الراشدين بصمة تاريخية وهذا امر يجب ان يدفع كل واحد منا ان تكون له بصمته ومعجزته ان امكن في مجاله الذي هو فيه فالعالم في علمه والمجاهد في جهاده والسياسي في علاقاته وغير ذلك من المجالات. وهو امر لا ينال الا بجهد جهيد كما قال الشاعر على قدر اهل العزم تأتي العزائم وتأتي على قدر الكرام المكارم وتعظم في عين الصغير صغارها وتصغر في عين العظيم وقال يا اخر ولم اجد الانسان الا ابن سعيه فمن كان اسعى كان بالمجد اجدر وبالهمة العلياء يرقى الى العلا فمن كان اعلى همة كان اظهر فلم يتأخر من اراد تقدما ولم يتقدم من اراد تأخرا. اسأل الله تعالى ان يعلمنا ما ينفعنا وان ينفعنا بما علمنا وان يزيدنا علما. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. كنا جبالا في الجبال وربما صرنا على موج البحار بحارا بمعابد الافرنج كان اذاننا قبل الكتائب يفتحون الانصار لم تنسى افريقيا ولا صحراؤها والارض تقضي فنا وكأن ظل السيف ظل ضيقة خضراء بتحولنا الازهار. لم نخش طاغوتا يحاربنا ولو نصب المنايا حولنا اسوأ ندعو جهارا لا اله سوى الذي صنع الوجود