كنا جبالا في الجبال وربما صرنا على موج البحار قريب حارة بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم لا سهل الا ما جعلته سهلا وانت تجعل الحزن اذا شئت سهلا وهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما يقول الشاعر حكمنا فكان العدل منا سجية فلما حكمتم تال بالدم ابطح واحللتم قتل الاسارى وقد كنا نمر على الاسرى نمن ونصفح. فحسبكم هذا التفاوت بين وكل اناء بالذي فيه يضمح ذكرنا في حلقة سابقة ان صاحب القوة هو من يستطيع فرض افكاره وان القوة ضرورية لحماية الحق وان الحق بغير قوة هو مأسور ومهزوم ومهضوم في يد الباطل. الان نتكلم عن اخلاق القتال. الخلفاء الراشدون قاتلوا على ثلاث جبهات. الجبهة الاولى هي قتال المرتدين. الجبهة الثانية هي الفتوحات الاسلامية والجبهة الثالثة هي قتال الغلاة والبغاة. الجبهة الاولى جبهة المرتدين بدأت قبيل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم. كعادة البشر في تقليد الناجحين ظن بعض العرب انهم اذا ادعوا النبوة فانه يمكنهم ان يسودوا على العرب وان يترأسوا عليهم وان يوحدوا العرب في الجزيرة العربية تحت رئاستهم كما فعل محمد صلى الله الله عليه وسلم محاولات تقليد مشهورة يقوم بها البشر للتجارب الناجحة. بالتأكيد كانت هزه قراءة سطحية وضعيفة ومهترئة لدعوة النبي صلى الله عليه وسلم ولفعل النبي صلى الله عليه وسلم. فبمجرد ان مات النبي صلى الله عليه وسلم قويت حركة الردة عن الاسلام وادعاء النبوة. وظهرت كذلك حركة جديدة وهي حركة الامتناع عن دفع الزكاة الحركة الاولى كانت حركة تهدد وحدة الدولة الاسلامية وتنذر بتفكك الدولة الاسلامية التي بنيت في عصر النبي صلى الله عليه وسلم والتي الجزيرة العربية. بينما الحركة الثانية وهي الامتناع عن دفع الزكاة كانت تهدد بانقاص شعائر الاسلام. هؤلاء الذين رفضوا ان يدفعوا الزكاة كانوا يظنون الامر جباية اموال كما يفعل الملوك والسلاطين الذين يمتصون الشعوب المغلوبة او البلاد المستعمرة لكي تتضخم عواصمهم ويتضخم سلطانهم. لم يعرفوا ان الزكاة انما هي حق الله تبارك وتعالى الذي فرضه على الاغنياء ليرد الى الفقراء. وان دور النبي صلى الله عليه وسلم ودور خلفائه من بعده ليس الا الى ان يجمعوا الزكاة من آآ ممن فرضت عليهم سم يصرفونها في مستحقيه. فهاتان الحركتان كانتا مهمة ثقيلة في عصر ابي بكر رضي الله عنه لانه كان مضطرا الى مواجهة حركة تنقص الدولة وهي حركة المرتدين والمتنبئين وحركة تنقص الدين وهي حركة الممتنعين عن دفع الزكاة ابو بكر رضي الله عنه رفع شعاره الصادق الخالد وهو قوله اينقص الدين وانا حي وبالتالي قال لمن ارادوا ان يمتنعوا عن دفع الزكاة والله لو منعوني عقال بعير كانوا يؤدونه لرسول الله لقاتلته عليه. وارسل الى المرتدين ومانعي الزكاة احد عشر جيشا. احد عشر جيشا طافت الجزيرة العربية شرقا وشمالا وجنوبا حتى اعادت وحدة الدولة الاسلامية واعادت كذلك كمال الدين الاسلامي وساق الناس الصدقات الى خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم. هذه الجبهة اولى. الجبهة الثانية هي جبهة الفتوحات لما ارتد العرب جاء بعض الفرس فبدأوا يساعدون بعض المرتدين. فكانت في البداية بالفرس. بدأ بهم آآ سيدنا المثنى ابن حارثة الشيباني رضي الله عنه بدأ في تتبع فلول الفرس الذي ساعدوا القبائل التي ارتدت من من القبائل العربية التي ارتدت. ثم صار يتتبعهم ويطاردهم ثم ارسل بالخبر الى سيدنا ابي بكر رضي الله عنه. فسيدنا ابو بكر بمجرد ان انتهى آآ امر الردة كلا اختفى وجهز جيشا بقيادة سيدنا خالد ابن الوليد. وجيشا اخر بقيادة سيدنا عياض ابن غنم الفهري. لكي يبدأوا في تحات الفرصة. بسرعة غير متوقعة خاض سيدنا خالد خمس عشرة معركة في اربعة عشر شهرا فقط طهر بها كل منطقة غرب الفرات من الحكم الفارسي. وبدأت ذلك الفتوحات الاسلامية في جبهة الفرس سم بعد ذلك بشهور جهز سيدنا ابو بكر اربعة جيوش بالاضافة الى جيش خامس في لتفتح الجبهة الرومانية الجيوش كانت بقيادة ابو عبيدة ابن الجراح وشرحبل ابن حسنة ويزيد ابن ابي سفيان وعمرو ابن العاص وهناك قطعة آآ خلفية بقيادة خالد ابن سعيد ابن العاص هذه المناطق بدأت في فتح الروم في خلال عامين اثنين كانت الجبهة الرومية الجبهة الشامية قد تطهرت من كل الروم وسقط سقطت الامبراطوريتان الكبيرتان فارس والروم في وقت واحد وحقق المسلمون بذلك معجزة تاريخية. هذه الفتوح استمرت في عهد ابي بكر ثم في عهد عمر رضي الله عنه. ثم في غالب عهد عثمان رضي الله عنه. وهذه هي الجبهة الثانية كنا جبالا في الجبال وربما سرنا على موج البحار بحارة بمعابد الافرنج كان اذاننا قبل كتائب يفتح الامصار. الجبهة الثالثة هي جبهة الغلاة والبغاة وهذه كانت في عصر سيدنا علي ابن ابي طالب رضي الله عنه سيدنا علي كان ممن جمع الله له بين العلم والحرب فهو في مقدمة فقهاء الصحابة وهو كذلك من قادة الجيوش منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم فهو فاتح خيبر وكان قائدا لبعض الجيوش وهو الذي قتل عمرو بن عبد ود في غزوة الخندق فكان الله تبارك وتعالى يعده لهذه المهمة الكبيرة وهي مهمة مواجهة الفتن التي تحتاج الى العلم والحرب معه لما تولى سيدنا علي بن ابي طالب الخلافة تولاها في ظرف عصيب. وكانت سياسته الحكيمة رضي الله عنه تجنح الى تهدئة الامور لكي لا تزيد الفتنة في ديار المسلمين. هذه السياسة التي نفذها سيدنا علي رضي الله عنه. لم يفهمها بعض من خالفه من الصحابة ولكن الحق كان معه فهم ارادوا ان آآ يسارعوا بالقصاص من قتلة عثمان رضي الله عنه. ولم يفهموا آآ سياسة علي في التهدئة فلذلك حصل في عصر علي رضي الله عنه عدد من الفتن. الفتنة الاولى وهي معركة الجمل هي معركة وقعت بغير ولا تدبير ولا ترتيب من الطرفين. وانما تدافعت الامور الى ان اشتبكت الحرب وسعى اهل الفتنة في شابهة فحصلت معركة الجمل المعركة الثانية هي معركة صفين وكانت بين سيدنا علي وبين معاوية رضي الله وعنهما وكان الحق ايضا مع سيدنا علي لان معاوية رفض ان يؤدي البيعة لعلي الا ان يقتص من قتلة عثمان اولا وآآ كان علي هو المحق ومعاوية هو المخطئ. لانه ينبغي ان يبايع آآ اولا ولا تنقسم الدولة الاسلامية او الامة الاسلامية حتى ولو كان ذلك في انفاذ حد من حدود الله. لكن آآ يعني دوافع الطرفين في هذا الموضوع هي دوافع شرعية فاحدهما يريد وحدة الدولة الاسلامية ووحدة الامة تحت خليفة شرعي واحد واحدهما يريد انفاذ حد من حدود الله وتطبيق القرآن الكريم. الحقيقة الفتنة تفاصيلها محيرة. ولذلك سميت فتنة والا لم تسمى فتنة. وتاهت فيها عقول كثيرة ولولا ان للنبي صلى الله عليه وسلم فيها نصوص صريحة لكن حتى هذه اللحظة نختلف في تفاصيل هذه الفتنة وفي معرفة اي الطرفين احق اي الطرفين كان مخطئا. القصد انه سيدنا علي رضي الله عنه آآ واجه واجه من الصحابة في معركة الجمل وفي معركة صفين. ثم انقسم قسم من جيش علي رضي الله عنه فتشددوا. وصار لهم افهام متعصبة في الدين ووصلت الى التكفير والى تكفير علي وتكفير الصحابة. بل صاروا يكفرون كل من لم يكن معهم ثم صاروا ينزلون عليهم حكم الردة ويقتلونهم ويستبيحون اموالهم ودماءهم. فهنا كان لسيدنا علي رضي الله عنه معركة اخرى معهم وهي آآ معركة النهروان التي كانت مع الخوارج. فالجبهة السالسة وهي قتال الغلاة والبغاة هي جبهة قام بها سيدنا علي بن ابي طالب. وبذلك وكان له فيها فقه سديد رضي الله عنه ومنه اخذت الامة احكام القتال في الفتنة التي تقع بين المسلمين بمعابد الافرنج كان اذاننا قبل الكتائب يفتح والانصار لن يمكن ان نفهم مدى ما جاء به الاسلام من اخلاق في القتال لو لم نكن نعرف ما الذي كان قبل الاسلام وما الذي كان بعد الاسلام؟ الواقع ايها الاخوة الاحباب ان اي نظرة الى الحروب التي كانت بين الفرس والروم مثلا وكيف كان يفعل الفرس اذا آآ ظفروا بالنصارى الذين كانوا تحت سلطان الروم ثم كيف يفعل الروم باليهود الذين آآ تعاونوا مع الفرس في غزوهم كيف كانت الجاهلية تقوم فيها الحروب لادنى واتفه الاسباب حروب داحس والغبراء وحروب البسوس والقتال الجاهلي الذي لا يراعي حرمة ولا وليست فيه رحمة. فالواقع آآ يعني اي نظرة لتاريخ الحروب فيما قبل الاسلام بل ونقول اي نظرة لاوضاع الحروب بعد انهيار الدولة الاسلامية فيما بعد وكيف الحروب حتى المعاصرة التي نراها الان يعني فيها التدمير الهائل واستخدام الاسلحة الجبارة والاسلحة التي يسمونها محرمة دوليا. ومع ذلك تسقط الضحايا بالملايين ولا يتحرك احد وهم يملكون ان يتحركوا حركة جادة. الواقع ان نظرة في شأن الحروب فيما قبل الاسلام ونظرة في شأن الحروب فيما بعد الاسلام هي الكفيلة بان نفهم منها كيف كانت اخلاق القتال في الحضارة الاسلامية وكما يقولون وبضدها تتميز الاشياء. في اللحظة التي كان سيدنا خالد بن الوليد رضي الله عنه يحقق فيها انتصارات كبيرة على المرتدين. كان يجري الخلاف في المدينة المنورة بين ابي بكر وعمر في شأن خالد. يتناقشون. هل هذه الحروب التي يشنها خالد بن الوليد تجري على شريعة الاسلام؟ ام انه هناك بعض التجاوزات. هذه التجاوزات هي تجاوزات له فيها تأويل يعني له فيها وجهة نظر. فالواقع كان سيدنا عمر يلح على سيدنا ابي بكر بعزل خالد وكان سيدنا ابو بكر يرى ان العزل عقوبة يعني كبيرة جدا ولا يستحق خالد ان يعزل كيف وهو يحقق هذه الانتصارات واخطاؤه آآ فيها تأويل وله فيها وجهة نظر. لكن الخلاصة نفس هذا المشهد لا يمكن ان تراه في حضارة جاهلية اخرى ان يتناقش الرؤساء في العاصمة في شأن قائد منتصر يحقق الانتصارات تلو الانتصارات فقط لان ثمة اخطاء او تجاوزات يعني يختلف فيها في الرأي. آآ يتناقشون هل يعزلون القائد ام لا سيدنا ابو بكر الصديق لما ارسل يزيد ابن ابي سفيان كاحد قادة جيوش الشام ذكر له هذه الوصايا الخالدة في الشريعة الاسلامية قال اني موصيك بعشر لا تقتلن صبيا ولا امرأة ولا شيخا مسنا ولا راهبا في صومعته. ولا تخربن عامرا ولا تقطعن شجرا مثمرا ولا تعقرن ابلا الا لمأكلة ولا تغلل ولا تجبن. فالواقع من العجيب في هذه صغير انه قائد الجيش اه قائد الدولة الاسلامية يوصي قائد الجيش الاسلامي الذي يزهب الى حرب اه كبيرة ابو فتوح مع القوة القوة الاولى في العالم في ذلك الوقت. فلم يكن هذا الا لان الاسلام انشأ هؤلاء العرب خلقا جديدا هؤلاء لو كانوا قبل الاسلام ما كان يمكنهم ان يفكروا في مسألة رعاية الحرمات او رعاية البشر فضلا عن رعاية الحجر والشجر والحيوان ثم نأتي فيما بعد لنرى سيدنا عمر بن الخطاب ارسل الى آآ ارسل رسالة الى جيوشه في فارس يقول انه قد بلغني ان الرجل منكم يطارد العلج. العلج اي الكافر الفارسي يطارد يطارد العلج حتى اقرب منه في الجبال فيقول له لا تخف. فاذا ادركه قتله. اما وانه لا يبلغني انه يفعل ذلك منكم احد الا قطعت عنقه. كان سيدنا عمر يوصي بانه اذا فهم لدى الاخر لدى الكافر نوع تأمين فلا يجوز ان يغفر هذا التأمين. ومما اشتهرت به الفتوحات الاسلامية ان السفراء المسلمين حين كانوا يقدمون على الاقوام في مفاوضات ما قبل القتال كانوا يقولون لهم فاسمعوا نصيحتنا يعني يخيرونهم اولا بين الاسلام والجزية والقتال ثم يقولون فاسمعوا نصيحتنا فوالله لاسلامكم احب الينا من اخذ بلادكم او احب الينا من غنائمكم. فهؤلاء الفاتحين كانوا فاتحين يحملون رح الداعية. روح الداعية المتحبب الى آآ الحريص على الناس. لا الغازي الذي يهتم بان ينهب ويسلب اموال الناس. ومما اشتهر كذلك في الفتوحات الاسلامية بالذات في الجبهة الرومية. كان هرقل امبراطور الروم يواجه الجيوش الاسلامية بمنطق عسكري يقول يعني كان المسلمون اذا تقدموا الى الشام يرسل هرقل جيوشه الى الجنوب لكي تطوق الجيوش الاسلامية وآآ تقطع الخطوط الامدادات يعني بالتعبير المعاصر وتقطع خطوط الامدادات فيضطر المسلمون بعدما فتحوا مدنا في الشمال اضطروا اكثر من مرة ان يرجعوا الى الجنوب لكي يتجمعوا في جيش واحد فكان المسلمون اذا فتحوا مدينة ثم اضطروا الى الانسحاب منها يعيدون اليها الجزية مرة اخرى. وهذا انفراد لا يعرف الا مسلمين انه يتخلون عن بعض الاموال التي حازوها فعلا وهم مقدمون على معركة كبرى. ليس ذلك الا لان هذه هي شريعتهم هذه شريعتهم التي تأمرهم انهم اذا لم يستطيعوا حماية هذه البلد فانهم يردون الجزيرة. الواقع ايها الاخوة الاحباب ان المسلمين قدموا نموذجا حضاريا يعني نموذجا حضاريا فريدا في في سائر الحضارات في مسألة اخلاق القتال. يبقى عندنا الان ما فعله سيدنا علي بن ابي طالب في قتال البغاة والغلاة. لم تنس ولا صحراؤها سجداتنا والارض تنقضي فنا وكأن ظل السيف ظل حديقة قدم ايضا سيدنا علي رضي الله عنه نموذجا فريدا في القتال الذي يحدث في بين المسلمين او القتال الذي يحدث الحروب الاهلية التي تحدث بين القوم انفسهم ففي معركة الجمل وفي معركة صفين وفي معركة النهروان كان سيدنا علي بن ابي طالب ينادي ان لا يتبع لان لا يتبع هارب. يعني من يهرب من الجيش لا يتبع. ولا يزفف على جريح. يعني الجريح لا يجهز عليه فيقضى. والا لا تصبى النساء ولا آآ تستباح الاموال. وكان القوم المهزومون الذين ينتصر عليهم سيدنا علي يتظل كما هي يستطيعون ان يعودوا فيأخذونها وهو ينادي ومن دخل داره واغلق عليه بابه فهو امن. وحتى اعدائه لما سئل عن الخوارج فقيل له اكفار هم؟ قال من الكفر فروا قالوا فمنافقون؟ قال ان المنافقين لا يذكرون الله الا قليلا وهؤلاء يذكرون الله كثيرا. قالوا فما نقول فيهم؟ قال اخواننا بغوا علينا او قوم منا بغوا علينا فقاتلناهم. فهذا الانصاف في اه معاملة الخصم في تقييمه ثم الانصاف في حربه وانها حرب لكي لكي تنتهي الفتنة لكي تقف الحرب وليست حربا فيها نوع نوع نوع انتقام او نوع تشفي. هذه ايضا آآ من النماذج التي قدمها الاسلام وقدمها سيدنا علي بن ابي نطالب بنى المسلمون على ذلك احكامهم تاريخيا الواقع ايها الاخوة الاحباب انه اخلاق المسلمين في الفضوح من الحقائق التاريخية التي شهد بها حتى غير المسلمين من المستشرقين. كتاب مثل كتاب توماس ارنولد وهو مستشرق بريطاني معروف كتابه الدعوة الى الاسلام. هذا الكتاب يتتبع فيه توماس ارنولد انتشار الاسلام في سائر المناطق والمؤلف لانه كان يجيد عددا من اللغات فاستطاع آآ ومنها لغات قديمة استطاع ان يصل الى بعض الوثائق وبعض المصادر القديمة فثبت له فيها ان الاسلام لم ينتشر بالاجبار وله يعني هذا الكتاب يعد شهادة كبيرة للفتوح الاسلامية وآآ مسلا المستشرق الفرنسي المشهور بوستاف لوبون عبارته المشهورة ان التاريخ لم يعرف فاتحين متسامحين مثل العرب ولا دينا مثل دينه. اعظم ما جاءت به الحضارة الاسلامية في اخلاق القتال انها جعلت اخلاق القتال دينا دينا يتعبد به المسلم. النبي صلى الله عليه وسلم قال اعظم الناس عذابا يوم القيامة رجل قتله نبي او قتل نبيا وامام ضلالة وممثل من الممثلين. يعني من يمثل بجثة اه خصومه في الحروب. فجعل جريمة التمثيل بالجثث تساوي جريمة او قرينة لجريمة قتل النبي ليه؟ لذلك النبي صلى الله عليه وسلم ايضا نزع عن آآ المقاتل صفة المجاهد ما لم يكن هذا الجهاد في سبيل الله فسئل عن الرجل يقاتل حمية ويقاتل شجاعة ويقاتل ليرى مكانه اي زلك في سبيل الله؟ قال من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله. فالانجاز الكبير في مسألة اخلاق القتال ان اخلاق القتال كانت دينا يتعبد به المسلم والمجاهد يخشى على نفسه ان يدخل الى حرب تكون نيته فيها نية معلولة. يعني نية قد تنزاح او تنحرف الى غير سبيل الله. فلذلك كانت اخلاق القتال ذات قدسية في ضمير المجاهد المسلم ولم تكن مجرد اتفاقيات او معاهدات او وثائق دولية لا تساوي الحبر الذي كتب به. نسأل الله تبارك وتعالى ان يعلمنا ما ينفعنا وان ينفعنا بما علمنا وان يزيدنا علما السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. كنا جبالا في الجبال وربما صرنا على موج البحار بحارا. بمعابد الافرنج كان اذان قبل الكتائب يفتح الامصار لم تنسى افريقيا ولا صحراؤها سجداتنا والارض تنقذفنا وكأن ظل السيف ظل حديقة خضراء الازهار لم نخشى طاغوتا يحاربنا ولو نصب المنايا حولنا اسواق ندعو جهارا لا اله سوى الذين صنع الوجود وقدر القدر رؤوسنا يا رب فوق اكفنا نرجو ثوابك مغنا موت من جواها كنا نرى الاصنام من ذهب فنهدمها ونهدم فوقها الكفار بالحب تلقى