وذكر انهم في غزوة تبوك آآ مات آآ احد الصحابة في الطريق وهو عبدالله ذو البجادين قال آآ آآ رأيت ونحن في غزوة تبوك شعلة من نار في ناحية العسكر فاتبعتها والصلاة والسلام على رسول الله. اللهم لا سهل الا ما جعلته سهلا وانت تجعل الحزن اذا شئت سهلا. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما اللهم اجعل عملنا كله خالصا لوجهك الكريم ولا تجعل لاحد سواك فيه شيئا يا رب العالمين. مرحبا بكم ايها الاحباب في هذه الحلقة الجديدة من برنامج في اروقة قصيرة نركز فيه على بعض الامور التي قد لا ينتبه لها ونحن نقرأ سيرة النبي صلى الله عليه وسلم. وموعدنا اليوم مع امر لا يلفت نظر كثيرين وهو ان دولة المدينة التي انشأها النبي صلى الله عليه وسلم لم تكن مجرد حقبة في زمن المدينة وانما كانت تطويرا لشأن المدينة وادخالا للمظاهر الحضارية والعمرانية عليها كثير من هذه الامور نقرأها في زوايا كتب الحديث والسيرة واحيانا تظهر فيما بين السطور فالان اردنا ان نضرب بعض هذه الامثلة عن ذلك. يعني مثلا آآ كثيرون لا يعرفون ان آآ اتخاذ الحمامات في قريبا من البيوت كان هذا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم يعني كان قبل ذلك الناس يذهبون الى الخلاء وهو الموضع الواسع او الموضع الواسع البعيد الذي يذهبون آآ الى يعني قضاء الحاجة فيه فكان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ان بدأوا اتخاذ الحمامات او اتخاذ الكنف آآ قريبا من البيوت. كيف عرفنا هذا عرفناه من الحديث الذي نقرأه جميعا وقد يفلت منا هذا النص في حديث الافك الذي هو في البخاري عن عائشة رضي الله عنها حين تلت حديث الافك فذكرت فيما ذكرت انها متى عرفت بما كان يقال عنها طبعا القوم لانهم يعني كانوا يأكلون اكلا ضعيفا فيما يبدو وكانوا فكانوا لا يخرجون لقضاء الحاجة الا مرة في اليوم. وآآ يعني يبدو من كلام عائشة رضي الله عنها انه هذا الخروج كان نوعا من النزهة آآ مع قضاء الحاجة لانه يعني كانه خروج لمرة واحدة في اليوم يكون في النزهة فالسيدة عائشة خرجت مع ام مسطح ام مسطح هذه من قرابة ابي بكر رضي الله عنها آآ قالت آآ لما طبعا هي بعد ان عادت من غزوة بني المصطلق التي كان فيها حادثة الاف كانت مريضة يعني كانت تمرض عند بيت اهلها. فلما خرجت مع ام مصطح ذهبت الى المنطقة التي كانوا يقضون فيها الحجر وهي منطقة تسمى المناصع وهو الصعيد واسع يعني مكان واسع خارج المدينة عند البقيع. تقول وكان متبرزنا وكنا لا نخرج الا ليلا الى ليل يعني مرة واحدة في اليوم وذلك قبل ان نتخذ الكنف قريبا من بيوتنا قالته امرنا امر العرب الاول في البرية قبل الغائط يعني كانوا يذهبون الى البرية او فيها معنى النزهة. وكنا نتأذى ابي الكونفي ان نتخذها عند بيوتنا. اذا فهمنا من هذا النص الذي هو مندس في تضاعيف حادث الافك ان آآ في زمن النبي صلى الله عليه وسلم بدأ الناس يبنون الحمامات قريبا من البيوت ويتخذونها في البيوت. وهو الامر الذي انتشر وساد طبعا في عالمنا هذا المعاصر الامر الثاني وهو اتخاذ المصابيح في البيوت. يعني ايضا مما نراه في بعض الاحاديث ان المصابيح حين دخلت كان ذلك في عصر النبوة فعن ابن مسعود رضي الله عنه انظر اليها فاذا رسول الله وابو بكر وعمر واذا عبد الله ذو البجادين المزاني قد مات واذا هم قد حفروا له ورسول الله صلى الله عليه وسلم في حفرته وفي الرواية عند الترمذي ان النبي صلى الله عليه وسلم دخل قبرا ليلا فاسرج له سراج هذا النص قال استخرج منه السيوطي ان السراج المذكور في هذا هو ضوء الشمعة فعرفنا انه الشموع دخلت الى المدينة في ذلك الوقت. والف السيوطي في ذلك رسالة سماها مسامرة الصموع في ضوء الشموع. وفي حديث البخاري المشهور عن عائشة رضي الله عنها حين كانت تذكر قيام النبي صلى الله عليه وسلم لليل فكانت تقول كنت انام بين يدي النبي ورجلي في قبلته فاذا سجد غمزني فقبضت رجلي. فاذا قام بسطتها العبارة المقصودة التي نريد ان نركز عليها ان هو قولها والبيوت يومئذ ليس فيها مصابيح فاستنتج الامام ابن بطال الذي شرح البخاري وهو اندلسي قال وفيه اشعار بانهم صاروا بعد ذلك يستصبحون يعني يتخذون هنا المصابيح وآآ ابن سعد في الطبقات اورد ان النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يجلس في بيت مظلم الا اسرج له فيه يعني كان هناك سراج في البيت الذي يعني بدأت بدأ استعمال السراج في عصر النبي صلى الله عليه وسلم في البيوت. وهذا ايضا من التطوير العمراني الذي دخل على حياة اهل المدينة حياة اهل المدينة في عصر النبوة. كذلك متى انير المسجد النبوي انير في عصر النبوة يعني مما رواه الامام ابن عبدالبر في كتاب الاستيعاب وكذلك ابن حجر في كتابه الاصابة عن آآ سيدنا تميم الداري سيدنا تميم الداري كان اه رجلا ولديه غلام يقول يعني يحكي انه اه انه اسرج للنبي صلى الله عليه وسلم بقنديل الزيت وكانوا لا يسرجون قبل ذلك. يعني قبل ذلك كانت اضائتهم من سعف النخل. لما جاء تميم الداري وعبر هذا الغلام الذي كان معه جاءوا فصنعوا السرج. اللي هو جمع سراج آآ يعني الفتائل التي توضع في الزيت ثم تسرج في المسجد. فالنبي صلى الله عليه وسلم لما رأى المسجد قد ازهر في الليل. ازهر يعني انار. في الليل قال من اسرج مسجد فسيدنا تميم الداري قال يا رسول الله غلامي هذا فقال ما اسمه؟ قال اسمه فتح. قال النبي بل اسمه سراج. فالنبي صلى الله عليه وسلم سماه سراجا ولذلك آآ هو يعني صار اسمه سراج في كتب الطبقات وفي كتب الصحابة ككتاب الاستيعاب لابن عبدالبر وكتاب الاصابة لتمييز يعني تفصيل هذه القصة وردت في رواية سندها ضعيف لكن على مستوى التفصيل هذا الضعف لا يضر يعني اه ذكر ان اه تميم الداري حين جاء من الشام حمل معه الى المدينة قناديل وزيت وكذلك الحبال المقتل الحبال يعني ولما ذهب الى المدينة كان ذلك يوم جمعة فامر غلامه فشد هذه الحبال وعلق هذه القناديل وصب فيها الزيت وبالتالي اسرجت آآ اه هذه يعني اسرجت هذه القناديل وبدأ منذ ذلك الوقت دخول المصابيح واه السراج الى ان الى المدينة المنورة فكان هذا ايضا من الاضافات العمرانية التي آآ دخلت الى المدينة كذلك من الاضافات العمرانية والمظاهر الحضارية التي دخلت الى المدينة في عصر النبي صلى الله عليه وسلم اتخاذ المنبر اتخاذ المنبر في ذلك الوقت يشبه يعني ما قد نسميه الان القناة الفضائية او ما نسميه الان المنصة الاعلامية لان النبي صلى الله عليه وسلم قبل ذلك كان يتكئ لا جزع. فاحدى الانصاريات رضي الله عنها قالت يا رسول الله اصنع لك شيئا آآ تخطب عليه فان لي غلاما نجارا. وهذا رواه البخاري عن جابر رضي الله عنه. فقال النبي صلى الله صلى الله عليه وسلم ان شئتي آآ يعني امرت غلامها النجار بان آآ يعمله. وهنا كثير من الروايات التي تحدد من هذا النجار الذي امله وتختلف في اسمه فربما يعني بعض الروايات تقول انه غلام هذه المرأة الانصارية وبعضها يقول انه مولى للعاصي ابن امية اضم يقول آآ انه آآ غلام للعباس ابن عبد المطلب واخرون يعني على كل شيء يعني الامام ابن رشد صاحب الكتاب كان يقول ولعلهم اجتمعوا كلهم على عمله فلو صدق آآ او يعني لو صح استنتاج الامام ابن رشد لهذا فنحن لدينا فريق عمل عاون على صناعة المنبر الذي كان وسيلة جديدة مظهرا حضاريا جديدا يدخل على اهل المدينة وآآ وبالتالي الخلاصة التي نريد ان نلفت النظر اليها ان كثيرا من المظاهر الحضارية العمرانية آآ قد دخلت الى المدينة في عصر النبوة وبالتالي لم تكن حياة النبي فيها مجرد حقبة تاريخية وانما كانت لحظة جرى فيها نهضة وتطور مدني في المدينة النبوية نسأل الله تبارك وتعالى ان يعلمنا ما ينفعنا وان ينفعنا بما علمنا وان يزيدنا علما. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته