الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. مرحبا بكم ايها الاخوة المشاهدون في هذه الحلقة من حلقات حوارات التناصح الشرق شرق والغرب غرب ولن يلتقيا هذه المقولة التي اطلقها الشاعر الانجليزي روديارد في نهاية القرن التاسع عشر تحمل الكثير من معاني الحقيقة التي لا تقبل التغيير. وتجسد واقع العلاقات بين الشرق والغرب فما هي الابعاد التاريخية بين الشرق والغرب؟ وهل يلزم من وجود حضارات مختلفة ان يكون الصدام حتميا بينهما وكيف نهضت اوروبا النصرانية بعد القرون الوسطى وتأخر الشرق الاسلامي وما الذي يجعل وما الذي جعل البون شاسعا بين الضفتين قول جذور الصراع يحاور الاستاذ محمد الهامي الباحث في التاريخ والحضارة الاسلامية فباسمكم جميعا ايها الاخوة المشاهدون نرحب الاستاذ محمد. مرحبا استاذ محمد اهلا اهلا بكم يا شيخ عبد الله كيف الحال؟ اهلا وسهلا بك اه استاذ محمد الهامي الان يعني لو نبدأ اه يقول احد اه المستشرقين يقول نحن ندرسكم فلماذا لا يكون عندكم دراسات للغرب هل هناك حاجة لدراسة الغرب بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم اه الحقيقة هذا المستشرق هو مستشرق معروف وهو روديبارت الكتاب والدراسات الاسلامية آآ نعم مسألة العلم يا شيخ عبد الله هي ضرورية لكل من يريد ان يخطو خطوة الى الامام وقد امتن الله تبارك وتعالى على البشرية بقوله وعلم ادم الاسماء كلها. فاول شيء كان في حياة هو ان الله علم آآ ابانا ادم الاسماء كلها وهو دليل على ان العلم آآ ضروري لهذه الحياء فان الله تبارك وتعالى حين امرنا بخلافته في الارض وامرنا باعمار هذا الكون كان لابد ان يتم هذا الامر ان تتم هذه المهمات على قاعدة من العلم فالعلم يحتاجه الناس قبل كل شيء. وقد بوب البخاري اه في صحيحه كما هو معروف باب العلم قبل العمل فمن اراد ان يصلح الارض من اراد ان يكافح الفساد في الارض من اراد ان يدعو الى الله تبارك وتعالى فلابد ان يكون له قاعدة من العلم فبالتالي حين ندرس آآ الغرب الغرب بالنسبة لنا ليس الا واحدا من الجبهات. نحن المسلمون مكلفون ان نعمر الارض شرقا وغربا وان ندعو اهل هذا الكون شرقا وغربا كذلك الا انه لان الغرب هو العدو المهيمن وخط المواجهة الصريح الان ومن قبل قرون. فهو يهيمن علينا فلا لابد لكي نعلم لابد لكي ندعو الغرب الى الخير. ندعوه الى الاسلام. لابد لكي نتعاون معهم على البر والتقوى لابد حتى لكي نواجههم ان لم يكن من سبيل الا المواجهة ان يكون هناك علم. نعم. طيب استاذ محمد الا آآ يمكن ان يفهم من قوله النبي صلى الله عليه وسلم لصحابته عند دعوته دعوتهم الى الهجرة الى الحبشة انها بها ملك لا يظلم عنده احد وكذلك عندما رسل هرقل وقال له ان فان ابيت فعليك اثم الاريسين هذا لعل فيه اشارة لمثل هذا نعم صحيح الاصل آآ ان الاسلام لا يتوجه للحرب ولا للقهر هذا هو الاصل. هم. يعني اصل الخلاف في الرؤيا بين الاسلاميين وبين الغربيين هو ان الغربيين يجعلون الاختلاف مدخلا الى التنازع والتقاتل بطبيعتها. مم هم آآ يريدون ان يقهروا الناس على حضارة واحدة وعلى شكل واحد وعلى نمط واحد من الحياة. ويرون في الاختلاف مدخلة كذلك الا نحيف عليهم وان لا نتبع الهوى فيهم. مأمورون كذلك ان نتقي الله فنعدل. ولذلك فان الانطلاق من الرؤية الاسلامية هو انطلاق عاصم من ان يكون علم الغرب بالنسبة للشرق هو ثأر الشرق من الغرب الى الحروب بينما ليس الامر هكذا وبينما قال الله تبارك وتعالى يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا فاصل الخلاف موجود وهو امر الهي اراده الله تبارك وتعالى بالخلق ولكنه لا يدعو بطبيعته لا يدعو بالحتمية الى وقوع القتال او وقوع التنازع والاختلاف. نعم. الذي يدعو الى وقوع التنازل والاختلاف هو قسمة الناس بين الحق والباطل وليس قسمة بين الخير والشر وليس قسمتهم بين اللون او العرق او اللغة او الاصل او غيره. لذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن لديه بأس في ان يقول آآ ان بالحبشة ملكا لا يظلم عنده احد ولا ان تكون رسالته الى هرقل فان توليت فانما عليك اثم الاريسين. وفي مسار الصراع بين الحق والباطل تجد دائما ان الباطل هو ما يبدأ الحق بالقتال. كأن الباطل لا يطيق مجرد وجود الحق ويعني انا شخصيا يدهشني واحب ان اضرب دائما مثلا بهذه القصة. قوم ثمود اهل سيدنا صالح عليه السلام اخرج الله لهم من بين الصخرة ناقة هذه هذه الناقة هي تشبه الان حقل نفط بالنسبة لوقتنا المعاصر هي تخدمهم تعطيهم اللبن وآآ لا تضرهم في شيء ومع ذلك اجتمعوا على نحرها وقتلها. لماذا اجتمعوا على نحرها رغم انها اه يعني لا تضرهم بل تنفعهم. لان وجودها هو وجود مؤرق له. هو وجود يشهد بصدق نبي الله صالح عليه السلام. ولذلك يجنح الباطل دائما الى عدم تحمل الحق. مم. اخرجوا ال لوط من قريتكم انهم اناس يتطهرون. لا يريد من لا يكون متطهرا ان يرى بجواره متطهرين. وكما يقول سيدنا عثمان رضي الله عنه ودت الزانية لو زنت النساء جميعا فلذلك حتى اذا نظرت الى آآ حروب المسلمين بين الفرس والروم دائما ما يكون الشرارة الاولى هي من جهة هؤلاء وليس من جهة المسلمين طيب من ناحية اخرى لو مثلا قضية دراسة الغرب والاطلاع على حضارتهم ومعرفة كيف نهضوا والى غير ذلك؟ ربما يقال ان هو هناك يعني آآ رؤية مسبقة من قبل المسلمين للغرب وآآ مجرد القسمة بين الشرق والغرب آآ توحي بذلك ونحن في الواقع مجرد يعني هي حضارة واحدة هي حضارة آآ انسانية آآ يبني بعضها على بعض. بالتالي آآ نحن ساهمنا في بناء حضارتهم كما هم الان آآ بنوا هذه الحضارة ونحن آآ نقتات منها ونعيش فيها فلماذا هذه العداوة وبالعكس نحن كاننا نحارب آآ حضارتنا هذه الرؤيا نفسها رؤية محاولة الوصول الى حضارة انسانية واحدة او حضارة عالمية واحدة هي رؤية غربية وليست رؤية اسلامية وهي خارجة منطلقة من اصل يقول بان وجود الخلاف والتنازع بين الناس هو مدخل وآآ والحروب بينهم فلذلك الهوس الغربي كان كان دائما هوسا قائما على توحيد الناس. يعني منذ افلاطون في الجمهورية آآ والمدينة الفاضلة ومرورا بتوماس مور في يوتيوبيا وغيره حتى لحظة سقوط الاتحاد السوفيتي تلك اللحظة التي كتب فيها فقيام نهاية التاريخ هناك اندفاع غربي ناحية ان تكون الحضارة الانسانية حضارة واحدة. لها شكل واحد ونمط واحد واسلوب حياة يحمل عليه الناس حملا هذه هذه الرؤيا هي التي تفجر هذه الصراعات. لانه يثبت ان الناس لا يفكرون بشكل عالمي ولا يتخلون عن اصولهم ولا خصوصياتهم الثقافية او اللغوية او الدينية او غيرها بينما ما نقوله نحن اه بينما يعني اقصد الرؤية الاسلامية لا تحفل الى ان يكون هناك حضارة واحدة ونمطا واحدا في العالم لم يفرض على الناس وانما ما يراد هو رفع الاصر عن الناس دون ان نحاول دمجهم في نمط حياة واحد ولذلك نحن نعتمد على قول الله تبارك وتعالى انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا. وقول الله تبارك وتعالى كنتم خير امة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله فالقسمة الى امم هي قسمة الهية لا يمكن حذفها لكن نختلف في انه يمكن بين هذه الامم المختلفة والمتنازعة ان يكون بينها نوع من الحوار والتعاون والتعارف وليس هدفا ان تقع بينهم النزاعات والمشكلات والحروب. فلذلك من يريد ان يسوقنا جميعا الى حضارة واحدة هو في الحقيقة مسكون بهذه الرؤية الغربية طيب آآ من ناحية آآ آآ دراسة الغرب آآ ما يسمى الان علم الاستغراب. هل ما هي امكانية اه اه دراسة الغرب برؤية اسلامية؟ وهل يكون يمكن ان يكون ذلك اه ممكنا يعني مسبقا على الغرب وقد يعني ربما يكون هناك حكم مسبق على الغرب قد يمنع من آآ فهم آآ حقيقة آآ الغرب وتنوع الثقافي ايضا عندهم هو الطريف في هذا الموضوع ان المنهزمين حضاريا امام الغرب وهم من يقولون لنا لا يمكن ان تدرسوا الغرب قبل ان الى مستواه يعني كثيرون من تلاميذ الغرب اركون مثلا وغيره يتحدثون عن عدم القدرة عدم القدرة الاسلامية اساسا على دراسة الغرب. بينما نجد مستشرقين كما تقدمت في بداية الحلقة مثل روديبورت وغيره يدعون المسلمين الى ان يكون لديهم علم استغراب مقابل علم الاستشراق. وان يدرسوا الغرب كذلك. واه لكي يكون ثمة رؤية اخرى ينظر بها الى الغرب. لحين نقدم الى دراسة الغرب لابد ان ننطلق من من رؤية اسلامية. هذه الرؤية الاسلامية ليست تحيزا بالمعنى السلبي للتحيز. بداية العلوم الانسانية لابد انها متحيزة لانها امر يقوم في النفس وفي العقل وحتى في العلوم التجريبية حتى فلسفة العلوم التجريبية ليست محايدة. مسألة الحياد في العلوم هذه من الخرافات والاوهام التي تخلى عنها العالم الان. لانه حتى في العلوم البحتة كل انسان يستطيع ان يلاحز بناء على منظومة مسبقة في عقله ليست الظاهرة الواحدة يمكن لكل الناس ان يلاحظوا فيها نفس الملاحظات فهذا يؤدي الى ان هناك فكرة مسبقة نظام عقلي مسبق هو الذي يؤثر على رؤية هذه الاشياء. لكننا حين نقول بان الرؤية هي التي ينبغي ان ننطلق منها لدراسة الغرب. نحن هنا لا نأخذ المسألة حيودا عن الحياد او الموضوعية بالمعنى السلبي انما نأخذها بما نراه الواقع الحقيقي المتجاوز للنقص البشري. لان الاصل في ديننا هو هو كونه وحي لم ينشأ من مذهب ارضي. لم يكن الاسلام نتيجة لصراع بين مكة وغيرها او بين بني هاشم وغيرهم آآ لم يكن نتيجة تحدي حضاري هجمت امة اخرى على العرب فدافع العرب عن انفسهم. انت كما يقول العديد حتى من المستشرقين اذا نظرت الى تاريخ الجزيرة العربية قبل الاسلام ليس هناك شيء قد يدعوك الى ان تتوقع وجود نهضة حضارية يعني الان يا شيخ عبدالله مثلا. نعم. نحن نستطيع ان نتوقع في اراضي الصراع ان يتغير الاحوال. لكن الاراضي التي تبدو هادئة ومنعزلة بعيدة لا يتوقع ان يخرج منها شيء. فلذلك نزول الاسلام وانبثاقه وخروجه بهذه القوة الهادرة وبهذا هذا النمط الحضاري الذي عاش اكثر من الف عام على رأس العالم. كل هذا من ادلة انه وحي من الله تبارك وتعالى. المسلم ننطلق من ظن دينه وحي. نعم استاذ محمد الان يعني آآ لو اخذنا بهذا المنطلق وان هناك آآ يعني حتى في العلم التجريبي فضلا عن اه العلوم الانسانية هناك لابد ان تكون هناك اه اه احكام مسبقة او نمط تفكير مسبق. طيب لو ننطلق من هذا آآ الشيء. هل ما هي آآ آآ المعايير الاسلامية التي تضبط هذا النوع من الدراسات بداية اه الاسلام باعتباره اه نظرة ورؤية للكون له في العلم فلسفة يعني فلسفة العلم في الاسلام تختلف عن الفلسفة المادية للعلم. وهذه يعني نراها في اكثر من اية من كتاب الله تبارك وتعالى. فنحن مثلا حين نقول قول الله تبارك وتعالى وعلم ادم الاسماء كلها هذه الاية نستطيع ان نستخرج منها عددا من الدروس. منها ما يخص سياقنا الان هو ان العلم فضل من الله تبارك وتعالى وليس انتزاعا انتزعه الانسان من الاله كما هي الرؤية الغربية الغربيون منذ اساطير اليونان اسطورة بورمسيوس يعتبرون ان العلم هو انتزاع ينتزعه الانسان من الاله وبالتالي كانوا يتوقعون وجود لحزة كلما ازداد فيها علم الانسان توصل الى تفسير كل ما في الكون فامكنه بذلك السيطرة على الكون حتى ان بعض مفكريهم مثل جوليان هيكسلي يتحدث عن لحظة يتحول فيها الانسان الى اله حينما يسيطر على العلوم اما المسلمون فهم على خلاف ذلك حينما نقول ان العلم فضل من الله ومنحة من الله فنحن نلتمس باداء هذا العلم وتعلمه رضا الله تبارك وتعالى وتقواه فنحن لا يسوقنا آآ مسألة لا يسوقنا مسألة اتخاذ العلم الى ان نظلم الناس. او ان نحكم فيهم بالهوى او ان لا انصفهم بل نحن متعبدون بهذا العلم ان نبذله وان نتلقاه كما هو وكما يأمرنا الله تبارك وتعالى به. مأمورون نحن لا نثأر ولا نرد على علم الاستشراق بعلم استغراب. ولا نريد ان ندرس الغرب لاننا نريد ان نحتله او نستنزف ثرواته او ان نسيطن شعوبه كما فعل الاستشراق معنا. بل انما ندرسهم اداء لحق الله تبارك وتعالى وواجبنا في نعلم بهم لكي ندعوهم الى الخير ولكي نتعاون معهم على الخير حتى اذا وقعت بيننا وبينهم المواجهة لم يكن لنا ان هذا العلم لا في ظلمهم ولا في اضطهادهم ولا في الحيف عليهم وانما نلتزم في علمنا وفي عملنا ما يرضي الله تبارك وتعالى في الوقت نفسه الان ربما آآ يقال ان النظر الى الغرم من ناحية الرؤية الاسلامية قد يكون فيه نوع من آآ آآ الاستعلاء النفرة التي تمنع من آآ معرفة الحقيقة العلمية كما هي والله انا اشكرك على هذا السؤال يا شيخ عبدالله. هنا آآ حينما نتكلم عن الاستعلاء او التميز الاسلامي يجب ان نفرق بين ثلاثة اشياء في غاية الاهمية الشيء الاول ان التميز ضروري لكل امة لم لم توجد امة تحمل حضارة الا وهي تشعر بالتميز وبان ما لديها من الحضارة ينبغي ان تقدمه للناس هو شيء ضروري لكل امة تريد ان تنهض بخلاف هذا الشعور تبدأ هذه الامة في مرحلة الهزيمة. ولذلك قال ابن خلدون فصل في ان المغلوب مولع بتقليد الغالب في وشعاره ونحلته وعوائده فبداية لابد من التميز لكل امة. حتى انه لا توجد حضارة ليست لها شعور النفور من الدخيلة هذا كما يقول مارسيل موس وكما نجده في آآ عند فرناندو براودن وهو آآ متخصص في الحضارات وهو رجل فرنسي كريستو فردوس المؤرخ مؤرخ بريطاني يقول ان الحضارات الكبرى في التاريخ اسست على اديان فلابد ان نقول بان الشعور بالتميز هو شعور لازم لكل امة صاحبة الرسالة. هذا اولا الامر الثاني في التميز الاسلامي وهي ميزة في التميز الاسلامي انه تميز يكتسب. المسلمون ليسوا جماعة عرقية ليسوا جماعة لغوية. ليسوا جماعة قومية ليسوا جماعة جغرافية. الاسلام مفتوح لكل الناس. من اراد ان يكون مسلما صار من المسلمين من لم يرد ان يكون مسلما لم تنفعه لا عروبته ولا قرشيته ولا هاشميته ولا كونه في جغرافيا المسلمين فلذلك ينتفي هنا معنى الثأر ومعنى التميز بالمعنى العنصري. يعني لا يدخل التميز الاسلامي في باب العنصرية او باب الشعور بالتفوق والاستعلاء. سم ان التميز الاسلامي مشروط وهذا قول الله تبارك وتعالى كنتم خير امة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله وقال سيدنا عمر من اراد ان يكون من هذه الامة فليؤدي شرط الله منها فالواقع انه المسلم في الغرب هو مسلم وهو اقرب الينا من العربي القرشي الهاشمي ان لم يكن مسلما. فالتميز الاسلامي تميز يكتسب وحتى كما ورد في العرب وفي فضل العرب انما انما ورد على سبيل عموم الجنس لا على سبيل الافراد ثمان العربية كما وصفها النبي صلى الله عليه وسلم انما العربية اللسان. في الحديث وان كان فيه ضعف ليست العربية آآ لكم ولا بام وانما العربية اللسان. وابن تيمية يقول ان هذا هذا المعنى ليس ببعيد بل هو صحيح من بعض الوجوه. فان ما هو منصرف الى العرب ينصرف الى من تعلم العربية وتكلم بها ولا ينصرف الى من كان اصله عربيا او قراشيا او هاشميا ان لم يتكلم باللغة العربية لانه حتى بعض الهاشميين والقرشيين نشأوا يعني هاجروا الى بلاد اخرى ونشأوا واكتسبوا لغتها ونسوا اللغة العربية فالتميز الاسلامي ليس بابا مغلقا. لسنا شعب الله المختار بالمعنى الذي بالمعنى القومي العنصري العرقي وانما التميز الاسلامي هو تميز مكتسب. هم. فلذلك هو محفوز من ان يتحول الى عنصرية نعم. ضرورة في ان تدرس الاخرين وفي نفس الوقت لا ليمنع من معرفة الحقائق ودراسة وموازنة بين الحسنات والسيئات وذكر المحاسن التي تكون عند المخالف نام صحيح ولذلك قدمت بان العلم هو نعمة من الله واننا نتقي الله فيما ندرس. هم. وقد قال الله تبارك وتعالى هو انشأكم من الارض واستأمركم فيها وقال ولا تفسدوا في الارض بعد اصلاحها. كل هذا العمران ومكافحة الافساد يستلزم ان نقوم بالقسط وقال تعالى ايها الذين امنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط. وفي اية اخرى كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على انفسكم او او الاقربين. والعدل مع المخالف نتعلمه من كتاب ربنا ومن سنة نبينا. وما وما كان الله تبارك وتعالى في اياته اليهود واهل الكتاب الا ويذكروا التبعيض فيقول ود كثير من اهل الكتاب ان تطيعوا فريقا من اهل الكتاب ومن اهل كتابي من ان تأمنه بقنطار يؤده اليك. وهكذا وقد قدمنا قبل قليل قول النبي صلى الله عليه وسلم ان بها ملكا لا يظلم عنده احد فالقيام بالعدل هو امر نتخذه من ديننا وبل اقول انه العاصم من تحول دراسة الغرب الى ثأر الشرق من الغرب هو وان ينطلق من رؤية اسلامية. والا تحول عنصرية اخرى كما فعل القوميون العرب. يعني انت تدري يا اخي الكريم شيخ عبدالله كان البعث يقول هابوني عيدا يجعل العرب امة وسيروا بجثمانه على دينه برهمي. سلام على كفر يوحد بيننا واهلا وسهلا بعده بجهنم فنقلوا القومية العربية الى ان تكون علمانية تصيح ضد الغرب ونقلوا الصراع من ان يكون صراعا بين الحق والباطل بين الخير والشر بين صالح الانسانية وما يضرها الى ان يكون قومية ضد قومية. نعم. فالواقع انه اتخاز اي رؤية اخرى فغير الرؤية الاسلامية هو ما يحولها الى صراع عرقي قومي عنصري تضيع فيه مصلحة الشرق والغرب معا. نعم وفي نفس الوقت فقدوا ايضا خصوصيتهم وانغمسوا في تقليد الغرب في في رذائله وليس في فضائله. آآ لعل استاذ محمد استأذنك في فاصل قصير ثم نكمل حوارنا ايها الاخوة المشاهدون فاصل ثم نعود اليكم ترغب قناة التناصح الفضائية في تعيين موظفينا في المجالات التالية اعداد البرامج التقديم الحواري تحرير الاخبار وفق الشروط الاتية. ان يكون الجنسية او اجنبيا مقيما في ليبيا. التفرغ التام للعمل بدوام كامل. اجادة التحدث باللغة العربية لمن يترشح لوظيفة التقديم الاخباري والحواري. حسن المظهر وقوة الشخصية. الا يتجاوز عمره اربعين عاما ان يكون لديه الرغبة في العمل ضمن فريق القناة لتحقيق اهدافها. تعطى الاولوية لمن لهم خبرة في المجال. على من انس في نفسه الكفاءة ارسال سيرته الذاتية للبريد. جبس التناصح ذو التيفي مرحبا بكم ايها الاخوة المشاهدون. اه استاذ محمد الهامي الان لو نعود الى اه سلفنا الصالح وما كان في تاريخ الاسلام كيف تعاملوا في تلك الفترة مع الغرب وقت ان كان الحال معكوسا فكانوا هم في في في رفعة وعزة وكان الغرب يعيش عصر الظلمات والله هذا سؤال كبير يا شيخ عبد الله يعني آآ نبحر فيه في التاريخ لكن آآ يعني دعني اقول لك ان المسلمين كانوا مهتمين بان ينصفوا الغرب والشرق طبعا نحن نتكلم الان عن الغرب لمجرد الضغط الواقعي. لكن مسلا سيدنا خالد بن الوليد شهد لاهل فارس بالقوة وقال ما لقيت من قتال كما لقيت من اهل فارس وما لقيت من اهل فارس. كما لقيت من اهل اوليس وهي يعني الفتح الثالث في الفتوحات الاسلامية في جبل فارسية وسيدنا عمرو بن العاص لما سمع قول المستورد القرشي رضي الله عنه تقوم الساعة والروم اكثر الناس قال له انظر ما تقول قال اقول لك سمعته من النبي صلى الله عليه وسلم. صلى الله عليه وسلم. فقال اما وقد سمعته من النبي فان فيهم لخصالا اربع وذكر من الخصال ما انصفهم به احلامهم عند فتنة واسرعهم كرة بعد فرة. آآ واوشكهم كرة بعد فرة مصرعهم افاقة بعد مصيبة واحناهم على يتيم ومسكين وخامسة حسنة جميلة وامنعهم من ظلم الملوك فهذا كان في الوقت المبكر في وقت الفتوحات الاسلامية حيث يمكن يعني يمكن للمسلمين ان تأخذهم نشوة المنتصر فلا يقدرون الامور حق قدرها. نجد عمرو بن العاص رضي الله عنه ينصفهم بهذا. وآآ في بشكل عام يسمى لما انطلقت الفتوحات الاسلامية وبدأت الحضارة الاسلامية تتحقق لم يكن عند المسلمين بأس بان يأخذوا من الشرق او من الغرب العلوم التي انتهوا اليها وعصر الدولة العباسية معروف بانه عصر الترجمة وكيف كان يعني تورد بعض الروايات وان كان فيها مبالغة ان من كان يترجم كتابا من كتب اليوناني الى العربية كان يكافئ بوزنه ذهبا يعني في الماضي لم تكن الكتب كايامنا هذه وانما كانت الكتب مجلدات يعني من حصل على وزن كتاب ذهبا حصل على ثروة طائلة لكنه وهذا هو ما نريد ان نركز عليه لكن عملية الترجمة واخذ العلوم والتلقي عنهم كانت عملية نقدية تقف على قاعدة من الاعتزاز بالاسلام فصحيح ترجم المسلمون علوم اليونان لكنهم لم يترجموا اساطيرهم اساطيرهم كانت مهتمة بالالهة وصراعات الالهة وانقساماتها ونحو ذلك لم يترجموا هذا لم يترجموا مسرحهم اهتموا ان يأخذوا من الفرس العلوم السياسية وادارة الممالك والبلاط الملكي وغير ذلك ولم يأخذوا منهم خرافاتهم ولم يترجموها فسم بدأت طواف يعني طوفان من الرحلات الاسلامية عبر التاريخ الاسلامي تزور وتستكشف الاراضي الغربية واه تكتب فيها التقارير ويعني اعظم رحالة في التاريخ لا يزال ابن بطوطة رغم ما كان في ذلك الوقت من صعوبة الانتقال وبعد الشقة وكتبوا عن هذا كتابات يعني انا اتذكر قول لو استوديو وهو مستشرق فرنسي انما تركه المسلمون من تراث عن العصور الوسطى لا يقدم بثمن نجد رجلا مثل آآ هيمبولد وهو مستشرق الماني يقول وقد كان العرب ذوي نشاط منقطع النظير. آآ نجد غيره من المستشرقين يقول انه ما تزال المكتبات تحتفظ بالمخطوطات التي ان رأت النور فستغير وجه القرون الوسطى فالواقع ان المسلمين نشطوا نشاطا كبيرا في التعرف على الغرب وعلى الشرط كذلك وان يدرسوا الملل والنحل ودخلوا معهم في كثير من الاشتباكات حتى الاشتباكات الفكرية في مجال العقائد. يعني علم بمقارنة الاديان هو علم اسلامي علم انشأه المسلمون لم لم يكن يعرف قبل ذلك. لما اخذ المسلمون من اليونان علومهم لم يأخذوا منهم المنهج التنظيري. المنهج النظري وانما اخذ وانما ابتكروا هم المنهج التجريبي العلمي الذي الذي يقوم على التجربة والملاحظة ولم بان يتوصلوا من الكليات المجهولة الى الجزئيات. يعني السلف الصالح اجدادنا في عصر الفتوح لم تكن لديهم الازمة في ان يأخذوا عن غيرهم من العلوم وانما لم يكونوا كذلك ظالمين لهم ولا غير مكترثين بما كان عندهم وانما اخذوا منهم وانصفوهم وتحدثوا عنهم وآآ حتى في الحروب واوقات المواجهة. تحدثوا عن شجاعتهم وعن فروسيتهم وكتاب مثل كتاب اسامة بن منقذ الاعتبار يصف فيه الحياة الصليبية في الشام لانه كان سفيرا وله علاقات الصليبيين وكانت له صداقات ايضا معهم الواقع انه ما ما قدمه المسلمون من صورة عن العصور الوسطى كانت تدل على نشاطهم بداية ثم كانت تدل على عدلهم وانصافهم مع المخالف وعلى انهم حتى حينما اخذوا انما اخذوا على كقاعدة من الاعتزاز والثبات على دينهم ولم يأخذوا ما رأوا فيه مناقضة صريحة لما عندهم. طيب مع ذلك كان هناك آآ صراعات وحروب وفتوحات من كلا الطرفين. فكانت هناك فتوحات اسلامية وتوسع في على حساب آآ الاخرى سواء الفارسية او الرومانية الرومانية فما هي اهم السمات التي تميزت بها الفتوحات الاسلامية اثناء جاء المواجهة مع الغرب كذلك من في المقابل كيف كان حال الغزاة الغربيين مع المسلمين هذا ايضا موضوع آآ يعني حافل بالتفاصيل وهو من ادلة اعجاز الاسلام وهو من ادلة انه لا يمكن ان نقدم للناس خيرا الا اذا انطلقنا بالفعل من المنطلق الاسلامي. بداية الفتوحات الاسلامية تختلف عن غيرها من الفتوحات بسمتين اساسيتين. انها اولا كانت الفتوحات ذريعة الراسخة الفتوحات في التاريخ البشري شيء من شيئين اما ان تكون سريعة غير راسخة كما كانت فتوحات مثلا انطلاقة انطلقوا انطلاقة سريعة وشديدة وهزموا الممالك وهدموها لكن الان اين المغول ليسوا بشيء. سرعان ما انهارت الدول المغولية. او ان تكون فتوحات بطيئة ولكنها راسخة وهذه اعادة الفتوحات في التاريخ ان تتوسع الدول توسعا بطيئا ولكنها تحافظ على ما استقرت عليه من الاراضي اما الفتوحات الاسلامية فهي الوحيدة التي حققت ان تكون فتوحات سريعة ثم ان تكون فتوحات راسخة الفتوحات الاسلامية فتحت او سيطرت في تمانين سنة على ما سيطر عليه الروم في ثمانية قرون. وانظر والى الفارق. ومنذ ظهر الاسلام وتغيرت الخريطة العالمية يعني ما قبل الاسلام كانت المنطقة بين العراق والشام هي منطقة احتكاك والصراع العالمي بين الروم والفرس. اما منذ ظهر الاسلام فقد تغيرت هذه الخريطة وصار البحر المتوسط هو حد الحد الفاصل بين الشرق والغرب هذا هذه التميز الاول. التميز الثاني ان الفتوحات الاسلامية يشهد لها الجميع بما كان فيها من تسامح وتشتهر جدا قولة جوستار لوبون المستشرق وعلم الاجتماع الفرنسي المشهور انه الحق ان التاريخ لم يعرف فاتحين مثل العرب ولا دينا مثل دينهم مسألة الفتوح الاسلامية في جانب التسامح هذه مسألة يشهد بها المستشرقون خلل في الصوت استاذ محمد انا اسمعك طيب واصل يا استاذ محمد تفضل اتفضل. اقول ان التميز الثاني في الفتوحات الاسلامية هي ما صحبها من تسامح وتشتهر جدا قولة قوستاف لوبون ان الحق ان التاريخ او ان الامم لم يعرفوا فاتحين متسامحين مثل العرب ولا دينا مثل دينهم نعم. ويعني انا شخصيا كتبت بحثا في الفتوحات الاسلامية فقط من اقوال المستشرقين والمؤرخين الغربيين وهم يشهدون بهذا التميز الهائل في جانب التسامح ولك ان يعني ترى انه القدس مثلا باعتبارها مدينة مقدسة يتنازعها عدد من اديان وعدد من القوميات لم يكن لها فتح كريم الا الفتح الاسلامي. يعني اما ان يدخلها الفرس فيبيد النصارى او الروم واما ان يدخل الروم فيبيدوا كذلك اليهود الذين يتهمونهم آآ بالعمالة للفرس حتى يدخلها عمر ابن الخطاب رضي الله عنه فتجد دخولا متواضعا سمحا وتفتح المدينة بغير ان يراق فيها قطرة من الدماء نعم. طيب تسمعني يا شيخ طيب هذا من ناحية نعم. هذا التميز الثاني اه هناك شيء اخر اضافة الى هذا بالنسبة الفتوحات الاسلامية نستطيع ان نتكلم في اكثر من هذا عن الفتوحات الاسلامية. وانما نحن قدمنا بهذين الميزتين باعتبارهما اكثر ما يميز فتوحات الاسلامية عن غيرها. بالمقابل. وبالتالي حتى في مقابل ذلك اه نبذة قصيرة عن اه ميزة الفتوحات الغربيين للدول الاسلامية او الغزو الغربي للدول الاسلامية نعم انا كنت ضربت مثلا بالقدس وكيف ان الفتح العمري لها كان هو الفتح الكريم في تاريخها. بينما تعودت المدينة عند كل انتقال من امة الى اخرى ان تجري فيها مذابح الدماء وهذا ما حدث فيما بعد مع الصليبيين حينما قتلوا في يوم واحد حوالي سبعين الف مسلم جرت الدماء الى ركب الخيل. نعم. سم كيف لما استعادها صلاح الدين فيما بعد؟ آآ لكن يعبر عن هذا قول الشاعر حكمنا فكان العدل منا سجية فلما حكمتم سال بالدم ابطحوا واحللتم قتل الاسارى كنا نمر على الاسرى نمن ونصفح فحسبكم هذا التفاوت بيننا وكل اناء بالذي فيه ينضح وشخصية عفوا شخصية صلاح الدين الايوبي تعتبر ثاني شخصية اسلامية كتب عنها المستشرقون والمؤرخون الغربيون. وما ذلك الا لانه ابهرهم ان يوجد في المتحاربين مثل هذا الرجل. لانه الرجل الذي لم يعامل الصليبيين كمثل ما عاملوا به المسلمين فيما قبل حينما دخلوا الى بيت المقدس. ولذلك حتى يعني بعضهم صنع اساطير حول ان صلاح الدين اصله مسيحي او انه المسيحية قبل ان يموت وغير ذلك من الاساطير. لان شخصية صلاح الدين ابهرت الفرسان حتى ان كثيرا من الفرسان الصليبيين تخلوا عن دينه وهجروا قومهم كما يقول آآ توماس ارمود. الغزوات الغربية نحن رأيناها قبل الاسلام ثم رأيناها ايضا في عالمنا المعاصر حتى هذه اللحظة انظر ماذا فعل الغرب في كل بلد دخلها؟ آآ ما ما يحكى حتى في الكتب الغربية وما تؤرخه من المذابح والقصف بالاسلحة المحرمة دوليا وجعل البشر تجارب للاسلحة الجديدة وغيره كل هذا لم يكن لا ممكنا ان يوجد في العالم الاسلامي يوجد في التاريخ الاسلامي ولم يكن ممكنا له ان يوجد في التاريخ الاسلامي. والحروب التي هلك فيها بشر شرقا وغربا انما كانت حروبا غربية ولم تكن حروبا اسلامية حتى الحرب العالمية الاولى والحرب العالمية الثانية وهي علامات في تاريخ التدمير البشري انما كانت حروبا غربية بين اطراف غربيين افرزتها الحضارة الغربية. طيب لو اه يعني الان بالنسبة التاريخ الاسلامي لا شك انها عانت الدول الاسلامية في عهد خصوصا في عهد الحملات الصليبية. آآ من تفاوت القوة والضعف والسقوط والنهوض لكن متى كان مؤشر الحضارة الاسلامية في في هبوط امام الحضارة الغربية. متى هل يمكن ان نحدد نقطة محددة نعم ايضا جزاكم الله خيرا على هذا السؤال نحن نستطيع ان نقسم آآ ببساطة ولغرض الدراسة العلاقات الاسلامية الغربية الى اربع فترات الفترة الاولى هي فترة الفتح الاسلامي وهو الفتح الاسلامي الواسع والفترة الثانية هي فترة الحروب الصليبية والتي كانت في الشام وكانت في الاندلس. وكانت في صقلية كذلك الفترة الثالثة هي فترة تبادل العالم الاسلامي والعالم الغربي الانتصارات. يعني العالم الاسلامي انتصر ففتح القسطنطينية وازال الدولة الامبراطورية الرومانية الغربية الشرقية التي هي الامبراطورية البيزنطية. واما العالم الغربي فاسقط الاندلس واحتل اجزاء من الشمال الافريقي وبدأ يلتف حول العالم الاسلامي اما هذا العصر الذي نحن فيه الان فهو عصر الهيمنة الغربية. متى بدأ هذا الانهيار وهذا الانحدار الحق اننا ايضا وانطلاقا من الرؤية الاسلامية يجب ان نقول وان نتذكر قول الله تبارك وتعالى وما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم ويعفو وعن كثير اولما اصابتكم مصيبة قد اصابتم مثليها قلتم ان هذا قل هو من عند انفسكم انهيار مؤشر الحضارة الاسلامية انما بدأ في هذا العصر الحديث حينما تخلف المسلمون عن تطوير ليكافئوا التطور العسكري الحاصل في هذا العالم وكان هذا في زمن الدولة العثمانية وطبعا من قبلهم باقل اه في زمن المماليك. لانه الحقيقة انه صعود الطبقات العسكرية وهنا يجب ان نقول ان العسكريون طوال التاريخ الاسلامي شيء والعسكريون الذين يحكموننا الان شيء اخر. هؤلاء قوم عسكريين لكن ولائهم كان للامة واما هؤلاء فولاؤهم للعدو. لكن حتى الحكم العسكري في الامة الاسلامية انما هو حكم اورث الامة الاسلامية الضعف. يعني بعض المفكرين وانا اتذكر هنا استاذنا جلال كشك رحمه الله. يعود بلحظة الانهيار الى الى لحظة الحروب الصليبية التي اجبرتنا كعالم اسلامي على تصعيد الطبقات والفئات العسكرية وهي التي خلصت اوروبا من الفئات العسكرية فكأن الفئات العسكرية ذهبت الى الشرق فاخرجت فاخرجت عندنا الطبقات العسكرية وخلت منها الغرب فبدأ عندهم المدنيين وهذا قول صحيح لانه منذ ان بدأ يحكمنا العسكريون حتى مع جهادهم واخلاصهم لكن بدأت العلوم في الضعف والتراجع والجبرتي مثلا الجبرتي المؤرخ المصري المشهور وكان في عصر المماليك وادرك عصر محمد علي يتحدس عن ان بعضا من طلاب العلم في في اوروبا كان يدرس العلوم على ابيه في القاهرة. يعني في عصر المماليك كان العلماء المصريون يدرسون اوروبا العلوم. وهذا في زمن قريب يعني في اواخر القرن الثامن عشر. وعلوم تجريبية. ولكنه يضيف هنا العلوم التجريبية نعم. ولكنه يضيفنا اضافة قوية ومعبرة فيقول ولكن هؤلاء حين عادوا الى بلادهم اخرجوا العلم من القوة الى الفعل كانت لديهم المؤسسات والحالة السياسية التي تستثمر هذا العلم فتحوله الى سلاح تحوله الى مصنع تحوله الى مركبة تحوله الى طاقة يمكن ان تستخدمه ضد الامة الاسلامية. بينما الحالة السياسية في الامة الاسلامية لم تكن تسمح بان يتحول هذا التقدم العلمي الى سلاح. وطبعا كون الدولة العثمانية لم تتخذ اللسان العربي هذا حرمها من ميراث حضاري هائل كان منتجا باللغة العربية وهو احد الاخطاء التاريخية للدولة العثمانية. فبالتالي لما تخلف العالم الاسلامي وصعد العالم الغربي لم يكن صعود العالم الغربي هنا صعودا عسكريا فقط. بل كان صعودا عسكريا وعلميا وحضاريا. فلما اطاعوا ان يقهروا العالم الاسلامي طبعا بداية من عصور الكسوف الجغرافية لكن بالذات اتضح هذا بشكل جلي منذ الحملة الفرنسية لان الحملة الفرنسية كانت صدمة شرقية كيف للغرب ان ينتصر على الشرق حتى ان الجبرتي يصفها باختلال الموضوع وانقلاب الموضوع. اه يعني صدمة غريبة فلما استفاق العالم الاسلامي على هذا بدأ الحكام ها هنا يلتمسون الحضارة والعلم عند الغرب هذا ما فعله اخر حكام الحكام الاخرون في الدولة العثمانية بدءا من محمود الثاني وما بعده ثم هنا بدأت المشكلة الخطيرة وهي الاختراق الغربي للحكام في العالم الاسلامي. فبدأ في مصر عصر محمد علي وعصر محمد علي كان كما يصفه الجبرتي كانت دولة النصارى بدأ يلتمس ويقتبس من الفرنسيين. وبدأت تكون الحالة السياسية الاسلامية حالة وحالة لا تعبر عن ارادة الامة. وبالتالي كل محاولات دراسة الغرب على قاعدة من الاعتزاز الاسلامي وان يقتبس ما عند الغرب من التقدم دون ما عنده من الاداب والفلسفات كل هذا اصطدم بالواقع السياسي غير غير المناسب وذهبت جهود العلماء سدى فبالتالي ظللنا اسرى للغرب حتى كانت هذه الموجة الاخيرة ليست مجرد موجة تفوق عسكري بل كانت تفوق عسكري وتفوق حضاري وما زلنا نعاني منها الى هذه اللحظة. ولذلك تختلف الفترة الحالية عن فترة الحروب الصليبية. في ان فترة الحروب الصليبية كان الاعداء يتفوقون فيها عسكريا فقط بينما كان التفوق الحضاري للامة الاسلامية. اما هذه الفترة فهم يتفوقون عسكريا وحضاريا كذلك. وتأتي الازمة من ان بعض من فينا انما هم مهزومون نفسيا امام الغربيين. وآآ من يتملكون امرنا هم في الحقيقة اتباع وعملاء للغرب. طيب على هذا ذكر هذه التبعية هل يمكن ايضا ان نحدد لها آآ مثال الحملة الفرنسية بداية وكانت هي نتيجة الهزيمة النفسية من ثم اه بدأت عهد التبعية الى الغرب نعم على مستوى النخبة السياسية والحكام نستطيع ان نقول ان فترة محمد علي في مصر ثم تلتها فيما بعد فترات اخرى مثل آآ ما حدث في تونس ومثل ما حدث في الدولة العثمانية. كانت هذه هي البداية. بداية علمنة النخب الحاكمة سم مع طول التفوق الغربي ومع استطاعتهم احتلال بلادنا في فترات الاستعمار انشأ الاستعمار هذه الطبقة الحاكمة والملتصقة به المرتبطة به ومكنها من منافذ التعليم ومنافذ الاعلام والصحافة والنشر والثقافة وغيرها فصنع بهذا طبقة آآ من بني جلدتنا ويتكلمون بالسناتنا ولكن كلامهم هو كلام الغرب نفسه. هنا بدأ الاختراق يصل الى مستوى الطبق الحاكمة والتي تليها. حتى اذا بدأت في بلادنا الجامعات التي تتحدث عن النمط الغربي بدأت تتوسع وسع هذا الاختراق ويتوسع هذه العلمنة ولكن لا نستطيع ايضا ان نتهم ان هذا الاختراق صار اختراقا شاملا بل مات ما تزال الامة امة حية ونابضة ولا يتاح لها آآ ان آآ تواجه او ان تتملك ارادتها الا وتختار من يعبرون عنها وعن منهجها ويكونون ضد الغرب وهذا هو العامل الرئيسي الذي رد به صامويل هنتنجتون على فوكياما. مم. فانتون قال ان في القيامة كان حالما لما تصور ان كل لان الناس وصلت الى نهاية التاريخ. وان الليبرالية هي المذهب الاخير الذي سيعتنقوه كل الناس. يقول له انظر حولك. لا يوجد مكان يعطى فيه الناس ارادتهم الا ويختارون من هو يعادل غرب وينفر من الليبرالية. بل ان من يريد ان يداعب ويغازي للشعوب انما يعود بها الى هويتها الاصلية والى يعني خصوصيتها الثقافية. فلا تزال الامة امة حية تواجه هذا هذا الاختراع. طيب استاذ محمد نشكرك على هذه آآ الحقيقة الفوائد الماتعة التي افدتنا بها. ولعلنا نواصل حوارنا في حلقات اخرى. كما نشكركم ايها الاخوة المشاهدون على طيب متابعتكم والى لقاء اخر استودعكم الله. الذي لا تضيع ودائعه والسلام عليكم ورحمة رحمة الله وبركاته