هنا او الانتاج الاول الذي يمكن ان يرصد هو انتاج رفاعة الطهطاوي ورفاعة الطهطاوي انا ممن يميل الى انه كان اسلاميا وانه لم يكن منبهرا بالغرب ولا منسحقا امام الغرب وبالتالي حين آآ ذهبت الحملة الفرنسية وجاء عندنا في مصر مثلا آآ عهد محمد علي فارسل بعثات علمية لكي تتعلم من اوروبا واستقدم خبراء اوروبيين لكي ينشئوا مدارس في عالمنا مع الاستاذ محمد الهامي اهلا وسهلا بك مرة اخرى والضيوف الكرام جميعا. نحن بحاجة الى سؤال التاريخ في هذه الحلقة وهذا يقودني الى سؤالك عن النقطة الزمانية التي يمكن القول انه فيها او معها بدأ تبلور او نضوج ما يمكن ان يسمى فكر عربي معاصر لله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله يعني في رأيي انه لا يوجد حتى الان ما يمكن ان يسمى فكر عربي معاصر لانه آآ يعني الحديث عن فكر عربي معاصر يقتضي نوعا من التمييز بينه وبين اه فكر غير عربي معاصر يعني نقول مسلا فكر اسلامي او نقول فكر غربي كذلك يقتضي ان احنا نحدد لحظة هذه المعاصرة حقا لحظة المعاصرة لكي يعني لكي نصل الى مسألة البداية والنضوج كل هذه العناصر فيها اشكال كثير ولا يكاد يتفق عليه. آآ او انا لا اتبين ان هناك شيئا يسمى الفكر العربي المعاصر اذا كنا نتحدث عن اه مسار فكري في يعني في داخل بلادنا الاسلامية تعرض لانكسارات او الى انحرافات او الى لحظات مفصلية فاللحظة الواضحة هي لحظة الغزو الاوروبي لهذا العالم يعني كثيرون ممن يحبون ان يؤرخوا لهذه الفترة يعني مسلا البرت حوراني حين كتب الفكر العربي في عصر النهضة بدأ باللحظة التي حصل فيها الاحتكاك الغربي الاسلامي. اه نعم هذا الاحتكاك الغربي نستطيع ان نقول انه بدأ بالحملة الفرنسية سنة الف تمنمية سبعة وتسعين الف سبعمية تمانية وتسعين او يمكن ان نمد جذورها الى لحظات التأثير الغربي في الدولة العثمانية التي انشأت آآ انشأت الافكار القومية والافكار العسكرية وهذا يمتد الى ما قبل هذه اللحظة اه لكن على كل حال نستطيع ان نقول اذا اردنا ان نختار لحظة معينة فهي الحملة الفرنسية التي وجد فيها المسلمون انفسهم امام آآ تيار فكري جديد امام افكار جديدة وانما هو حاول ان يستفيد من الاختلاف الذي وجده بالقدر الذي تسمح له به دولة محمد علي لكنه كان كثير التغزل في حتى لدرجة ان وصفت بعض معاصريه وصفوه بانه مفتون اسلامي مفتون بباريس. انا لا انا ارى هذا من الظلم الشديد لرفاعة الطهطاوي وارى ان انه حاول يعني كان واضحا في كتابه تخليص الابريز ان يثبت انه الاسلام متفوق حتى على ما عند الفرنسيين. وانه ما حققه الفرنسيون من نجاح انما فعلوا قيما لم نفعلها نحن كمسلمين. هم. وكثيرا ما كان يقارن بين ما عندهم وما عندنا. لكن نستطيع القول انه الفكرة التي بدأت تظهر وهذه ربما التي تكون جديدة في انتاج رفاعة الططاوي هو الحديث عن القوميات ليس حديثا منفصلا باعتبار انه مصر مثلا كيان متميز عن العالم الاسلامي ولكن حديث عن مصر باعتبار انها دار موغلة في القدم وان كل من حكمها استطاعوا ان ينهضوا بها اذا احسنوا اقتصادهم فهو اكان حديثا لا تستطيع ان تقول انه انفصل بمصر عن سياقها الاسلامي لكي يشكل جوهرها القومي. هذا التشكيل هو تفسير اخرين ارادوا ان يحشروا رفاعة الطهطاوي ينزعوه من سياقه الاسلامي ويجعلوه كانه اول البذرة العلمانية في السياق لا توافق على ان هناك فكرا آآ عربيا كما لو انك يعني تنزع الفكر العربي من هويته بمعنى انه ليس هناك فكر عربي يصب في نقطة مشتركة. ليس هناك لون ولا طعم ولا رائحة للانتاج الفكري العربي. هل استنتاجي صحيح يعني بعضه صحيح. قصدت القول انه هاتين المائتي سنة الماضيتان التي يعني اللي هي فترة الاحتلال فترة الضعف فترة تأثرنا بالغرب حين كان هناك الغرب القوي الغالب والذي يفرض علينا ثقافته يفرض ثقافته بمعنى انه قوي فهو ترنو اليه الانظار تستلهمه ويفرض ثقافته في مرحلة الاحتلال بادواته الخشنة بانه ينشئ المدارس الموازية للتعليم الديني ينشئ الجامعات له الصحف ووسائل الاعلام. وكل هذه المساحات اخذت من المساحات الاصلية التي كانت تنتشر فيها ثقافتنا الاسلامية فلذلك هنا نجد انفسنا امام عدد من التجارب. يعني نحن عندنا في مصر تعرضنا لهذا الغزو الغربي منذ او واخر القرن آآ الثامن عشر لكن سنجد انه القرن التاسع عشر بدأت بدأ هذا الاحتلال يتمثل في اطراف الجزيرة العربية في الجزائر في آآ آآ على اخره حصل في السودان ثم بعد ذلك في القرن العشرين بعد الحرب العالمية الاولى تقريبا كان كله عالمنا. فلذلك كان كانت كل منطقة لديها تجربتها الخاصة التي تجعلها اقرب الى المحتل يعني الانجليز عندنا آآ بخلاف الانجليز عندنا في العراق في الشام في الجزيرة العربية بخلاف الفكر الذي نشره الفرنسيون مثلا بخلاف ما تأثرت به الدولة العثمانية التي لم تعاني من الاحتلال المباشر وانما عانت من استلهام الشباب والجيل الجديد للافكار القومية الغربية وكان لهم تأثر خاص بالالمان آآ فوق ذلك فهنا لا نجد انفسنا امام تجربة واحدة تنضج او تنتج عقلا يعني عقلا واحدا او فكرا واحدا يمكن ان يتطور وينضج. ما نزال حتى هذه اللحظة نجد امامنا عدد من التيارات وعدد من التجارب وهذا طبيعي حتى في الغرب تجد لا لا لا يعني وفي الغرب هناك تشكلات طبيعية على الاقل قال لكن نحن عندنا كانت يد الغالب تفرض نفسها لكن حتى نحن هنا في عالمنا العربي تجد مثلا الاتهام بالتغريب شائع بين المتغربين انفسهم. يعني انت تجد مثلا علي حرب ينتقد محمد اركون ويقول انه محمد اركول لا يفعل شيئا الا ان يحسن لنا الحداسة ويجلد لنا الزات لكن لا يقدم لنا بديلا. مع ان علي حرب ومحمد اركون الاتنين يحسب من وجهة نظر الاسلام بانه متغربين. تجد مثلا حسن حنفي ينتقد هشام جعيط حسن حنفي ومصري هشام جعيط تونسي بانه ذائب في التغريب وذائب في الغرب وينتج رغم انه حسن حنفي نفسه بالنسبة لعموم الحالة الاسلامية هو ايضا متأثر بالغرب ومعرفته بالغرب اقم. فاذا هنا سنجد انفسنا على قدر من التشظي والتمزق الزي آآ يعني لا يمكن معه ان تقيم هذا الانتاج باعتباره اتجاها واحدا. انا احكي لك الان عن الانقسام داخل المعسكر المتأثر بالغرب. هم. فضلا عن المعسكر آآ الذي يرى ان كل هؤلاء متغربين المعسكر الاسلامي وحتى المعسكر بين المتغربين تشعر ان الانتماء للغرب او التغرب هو تهمة بحد ذاتها النعم هي تهمة لانه طبعا انت دائما تحتاج ان تقول آآ يعني تحتاج ان تضع نفسك في مربع الاصيل وفي مربع آآ من لم يكن منهزما امام الثقافة الغربية. نعم. لكن حقيقة هذه الدعوة في نفسها مجال اخر انا هنا استدل بهذا في سياق القول بانه ما انتجه عالمنا العربي في هاتين في هذين القرنين الماضيين يصعب ان ينسجم داخل دائرة واحدة يقال عنها فكر عربي ونرصد ملامح تطوره ونضوجه لابد ان آآ يعني نستحضر العامل الزماني والمكاني. نعم. وكذلك نستحضر الاتجاه الفكري طرق الاستاذ محمد يعني في في مرحلة ما بعد منتصف القرن التاسع عشر نهض فريق من المفكرين العرب وعلى رأسهم ربما محمد عبده وتلامذتهم بعده لكي ان يقدموا الحضارة الغربية على طبق من ذهب ويحبب العرب والمسلمين فيها. لكن من دون ان يمس الاسلام مع قاعدة احترام الاسلام تقديره. في مرحلة متأخرة نسبيا جاء نصارى الشام ال شدياق والبستاني وزيدان. آآ لكي يمرروا قيم العلمانية و في النهاية صار عند العرب محتوى فكري يعظم من العلم في مواجهة الشريعة ويربط العرب كلهم برابط قوميا ووطني في مقابل اه اه الدين هذه السيرورة التي حكمت الفكر العربي المعاصر بما تعلق على هذا الكلام هذه هذه السيرورة نقول انها حكمت الفكر العربي المعاصر لو اننا نتحدث عن النخبة المصنوعة حول الاحتلال او حول السلطة فقط وهي وهي شريحة ضيقة. صحيح انها امتلكت جيد. هذا هذا ما ينبغي ان ندخل اليه الان الاشكال نحن لم يكن لدينا اظن باعتراف الجميع تطورا طبيعيا وانما التطور الذي جرى آآ في العالم الاسلامي او في العالم العربي حيث نحن الان على العالم العربي تحديدا. نعم. هو تطور جرى تحت احتلال والتطور الذي جرى تحت الاحتلال اما احتلال مباشر او احتلال غير مباشر يعني من دولة محمد علي التي نشأت كانت دولة الاجانب والاجانب كانوا يمثلون اغلب بلاطها. ثم حصل احتلال مباشر ثم كذلك حكومات ما بعد الاستعمار هي حكومات على ما تركه الاستعمار من ارث الان حين آآ يعني ادخل الى الامثلة التي ذكرتها كان العقاد رحمه الله كان يسمي العصر الذي هو فيه بعصر بابل لانه آآ قصر تبلبل الالسنة عصر اختلاف الافكار الافكار كثيرة. ولكن في تقديري انه هذه الافكار يمكن ان تميز بالمصالح السياسية وهذا يعني هذا المنظور السياسي يميزها اكثر من كونها منظورا فكريا لانه الانجليز حين احتلوا القاهرة جعلوا القاهرة منبرا لمقاومة الجامعة الاسلامية وهرب اليها نصارى الشام الذين كانوا ضمن سياسة الاحتلال في تمكين الاقليات صاروا ملتصقين بالسلطة فكان لهم الجرائد يعني الجرائد التي ان شئت في مصر اصدرها نصارى الشام هم حين كانوا يهاجمون الجامعة الاسلامية ويعني يبزرون فكرة القومية العربية. لم تكن هذه تطورات طبيعية وانما كانت هذه مصالح نصارى الشام في الانفصال بالشام عن جسد الخلافة العثمانية ويمكن ان تكون القومية العربية مدخلا لرفعها لكي لا يكون لكي لا يكون السجال سجالا دينيا بين نصارى وبين خلافة اسلامية واتذكر مما ذكره العقاد في مذكراته انه دخل يوما هو يقول يعني دخلت يوما وكان هناك عدد من آآ رؤساء الجرائد مجتمعين في الغرفة فكان يقول آآ يعني احد الداخلين كان يقول آآ قادر يا رب ان تسقط هذا السقف فيرتاح عبد الحميد. لانه القاهرة كانت هي قلب المقاومة المقاومة العلمانية او يعني قلب الفكرة العلمانية المقاومة للنظام الاسلامي. التمرد العلماني اذا ما صح التعبير عنه نعم ولذلك ستجد ان كل المعارك التي اثارها العلمانيون بدأت في القاهرة. يعني معركة الخلافة علي عبدالرازق والاسلام واصول الحكم. معركة المرأة قسم امين وتحرير المرأة. معركة العلم الجرائد التي انتشرت في معذرة استاذ محمد لماذا سألتك عن هذه القضية؟ لانه ربما في البداية اسس هذه هذا الفكر النصارى الشام. وجاءت المقتطف والهلال الى بغداد ورفضت في البداية ثم بعد ما لبثت ان لقيت حضورا الخلاصة ان هذه الافكار التي طرحها نصارى الشام تأثرا بالاستشراق وجدت لها صدى بحيث انه الان هذه هي التي تحكم افكارا وعقول ولا وعي العرب اليوم. الذين يجمعهم مثلا روابط بخلاف الروابط التي كانت معهم في عصر الدولة العثمانية. اذا تريد ان تعلق بدقيقة من فضلك لانه ادري. يعني هو حصل هذا في سياق اوسع. لانه الاحتلال حين كان موجودا انشأ المدارس وانشأ فالجامعة. مهم. ومثلا نحن عندنا في مصر نموذج جورج زيدان هذا رجل مسيحي من نصارى الشام. كان اول من درس التاريخ الاسلامي في جامعة القاهرة هنا لاول مرة يكون مسيحي يدرس التاريخ الاسلامي. هل كان جورج زيدان مفكر كاي مفكر؟ لا كان رجلا مفكرا يصنع العقول في الجامعة ولديه مجلة الهلال التي تصدر بشكل دوري ومعها آآ تصدر هدية مجانية هي كتب سلسلة روايات تاريخ الاسلام التي يكتبها هو. وبالتالي فهو لم يكن مجرد مفكر انما كان مفكرا مسنودا بقوة الاحتلال في التعليم وفي الاعلام فكان طبيعيا ان ينتشر فكره بين الناس اكثر مما ينتشر فكر وغيره من محمد الخضري مثلا او حتى مصطفى صادق الرافعي. يعني هنا يكتب هذا تاريخ ادب العرب ويكتب هذا تاريخ ادب العرب. من الذي سينتشر اكثر؟ نعم ما اهمية ان يكون للعربي فكر حيوي حركي آآ يجيب عن اسئلتهم الوجودية والمستقبلية هذا السؤال اه تكمن فيه بذور الاختلاف آآ يعني اذا دخلنا في تفاعل بسيط مع ضيفكم غسان من السودان استاذ غسان من السودان. الاشكال عندي ابعد مما يقول يعني نعم هناك استشراق معرفي وهناك استشراق استعماري وهناك نتائج استشراق وهناك مناهج استشراقية وهناك من تأثر في ديارنا بالنتائج والافكار الاستشراقية وهناك من اراد ان يوظف المناهج الاستشراقية في استخراج آآ يعني الحلول المعاصرة. المشكلة هنا اننا انت تسأل عن العرب يكون لهم فكر حركي اهمية هذا الامر. ايوه نعم نقطة الخلاف هنا هو هل تراثنا هذا عبء نحمله فوق ظهورنا ونحن اذا لدينا واجب ان ندخل اليه فننتقي منه وآآ نرفض ونقبل ونمارس عملية ام ان تراثنا هذا هو الاصل الذي نستند اليه؟ ثم نأخذ من الغربيين من مناهجهم وافكارهم ونتائجهم ما قد يناسبنا يعني القصد هنا هو ما هو الاصل الاصل هو ان نتحرك فيه. آآ هذا الواقع باعتبار اننا نعيد تفعيل انفسنا وفي هذا التفعيل نأخذ من الغرب ما نرى انه مفيد لنا ام اننا نجعل هذا الواقع المهيمن عليه الغرب هو الاصل سم ننزر الى تراثنا فنأخذ منه ما يناسبنا. هذا افتراق آآ جوهري وان كان الذين يعبرون عنه لا يعبرون يعني يتفاوتون في التعبير عنه بهذه الصراحة او باستخدام عبارات اكثر دبلوماسية واكثر رشاقة في تقديري انه هذا التيار الذي كان ينظر دائما الى التراث باعتباره عبئا يجب ان نتخلص منه او على الاقل بازار بتعبير ادوارد سعيد يجب ان ننتقي منه هذا عندي آآ هو الانحراف. نعم. نعم. الاصل اننا نرى ان هذا العالم الذي نحن فيه هو الان في هي منحرفة تناقض هويتنا وقيمنا وتراثنا وبالتالي مهم. فالواجب علينا ان نستأنف دورنا الرسالي لكي نشير الى هذه العيوب الموجودة الان في الواقع الحالي. بنصف دقيقة. هل تريد ان تقول شيئا لا يمكن ان ننهض الا اذا امنا باننا القادرون على ان نقدم للعالم شيئا جديدا. يعني اه من العبارات اللطيفة قرأتها في كتاب اسمه انتحار الغرب لريتشارد كوكوا وكريس سميث. كان يقول كل الذين صنعوا الحضارة كانوا يعني كانوا يتصورون في انفسهم انهم الذين يقدمون النور الى العالم. نحن بلا ثقة وايمان باننا نقدم للعالم ما يحتاجه لا يمكن اصلا ان ننهض. والا فلنلتحق اصلا بالغرب. يعني من كان منا مؤمنا بان الغرب متفوق وهو قادر على ان يمد يده لنهضتنا فنحن الان نلتحق به ولا يمكن ان آآ نمثل ندا له