العلماء من الناحية العلمية والاجتهاد وهذا يؤدي ايضا الى اه اه يعني اه عدم تحكيم الشريعة حقيقة بسبب آآ قصور في الاجتهاد نعم صحيح. هو طبعا كونها حصلت في ذروة الدولة العثمانية من الكتب او المصادر الشرعية انما كانت اقرب الى الارشادية. لكن هذا التدخل هذا التدخل الذي يبدأ بسيطا وغير آآ يعني غير متيقن من نتائجه هو الذي بعد متين سنة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. مرحبا بكم ايها الاخت تشاهدون في هذه الحلقة الجديدة من حوارات التناصح قال ابو حامد الغزالي الفقيه معلم السلطان ومرشده الى طريق سياسة الخلق وضبطهم لتنظيم لينتظم باستقامتهم امورهم في الدنيا هكذا كان فهم العلماء لمهمة الفقيه ودور علماء الشريعة في سياسة الدولة وقيادة المجتمع ترشيد للسلطان وسياسة الخلق. ولو رجعنا لتاريخنا لوجدنا نماذج كثيرة من العلماء تقود المجتمع وتخوض الحروب وتقف في وجه الظلم والاستبداد في نشاط وحيوية ونقرأ سيرة بعضهم ونتعجب من كثرة اعمالهم وقوة تأثيرهم في المجتمع واليوم انقلب حالهم من القوة الى الضعف ومن العزة الى المهانة في غالب الحال فما هي اسباب ضعف علماء الاسلام ومن اين استمدوا قوتهم في سالف الزمان؟ حول هذا الموضوع نحاور الاستاذ محمد الهامي الباحث في التاريخ والحضارة الاسلامية فباسمكم جميعا نرحب آآ السيد محمد اهلا وسهلا بك سيد محمد السلام عليكم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. حياكم الله يشاء الله وبارك الله فيكم ومرحبا بجميع اهل ليبيا الكرام اهلا وسهلا بك اه اه سيدي الهامي لو اه نبدأ تمهيدا لهذا الموضوع اه كيف منزلة العلماء في التاريخ الاسلامي ولماذا كان في مجتمعاتهم قويا بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم. اللهم لا سهل الا ما جعلته سهلا وانت تجعل الحزن اذا شئت سهلا اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما آآ الحقيقة هذا آآ يعني هذا الموضوع هو موضوع في غاية الخطورة وفي غاية الاهمية لانه الامة الاسلامية كلها ضعفت ودخل اليها الوهن حين ضعف العلماء بداية اجابة على سؤالك عن مكانة العلماء في التاريخ الاسلامي وهو الحقيقة هذا يعني سؤال واسع للغاية ولكن يكفي ان نقول انه العلماء استمدوا مكانتهم في المجتمع الاسلامي من النصوص المقدسة التي يؤمن بها المسلمون من القرآن والسنة فالله تبارك وتعالى حين يقول انما يخشى الله من عباده العلماء والله سبحانه وتعالى يقول له رده الى الرسول والى اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منه والنبي صلى الله عليه وسلم حينما يقول من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا الى الجنة وان الملائكة لا تضع اجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع وقوله صلى الله عليه وسلم لابي ذر لو انك غدوت فتعلمت بابا من ابواب العلم عمل به او لم يعمل كان خيرا لك من اه قيام الف ركعة قول النبي صلى الله عليه وسلم فضل العالم على العابد كفضلي على ادناكم. وهذه مرتبة يعني كبيرة. شف بين فضل رسول الله ومكانته ومنزلته وبين فضل ادنى المسلمين. فيعني تخيل فضل العالم على العابد وآآ كما قال عالم واحد اشد على الشيطان من الف عابد. وقال خيركم من تعلم القرآن وعلمه باختصار يعني العلماء ورثة الانبياء. هكذا كان الناس ينظرون اليهم في المجتمع الاسلامي. العلماء ورثة الانبياء. وهذا قول النبي صلى الله عليه وسلم آآ في الحديث الطويل الذي منه وان العلماء ورثته الانبياء وان الانبياء لم يورثوا درهما ولا دينارا وانما ورثوا العلم. فالخلاصة ان مكانة العلماء في المجتمع الاسلامي انما استمدت من انهم حراس العقيدة. حراس الشريعة حراس الدين وفي النقل النفيس الذي نقلته قبل قليل ان الغزالي يتكلم عن ان العالم مرشد للسلطان فالعالم هو كان فوق السلطان حقيقة الامر ويعني ماذا اذكر الامر كثير يعني في قصيدة مشهورة قصيدة البيري يحفظها طلبة العلم آآ الرجل كان يوصي ابنه بطلب العلم فكان يقول له آآ ابا بكر دعوتك لو اجبت الى ما فيه حظك لو علمت الى علم تكون به اماما مطاعا ان نهيت وان امرت وتلبس منه في ناديك تاجا ويكسوك الجلال اذا اقتربت هو السيف المهند ليس ينبو تصيب به مقال قتل من اصبت وكنز آآ يعني لا اريد ان اطيل القصد انه هو يصور له اهمية العلم حتى ان شوقي في القصيدة المشهورة وانا هذه القصيدة لها ذكرى معي لانها كانت تدرس علينا في المدارس وحذفوا منها هذا البيت الذي ساقوله الان شوقي كان يمدح آآ علماء الازهر في قصيدته كن في فم الدنيا وحي الازهار فحذفوا منها هذين البيتين كان يقول كانوا اجل من الملوك جلالة واعز سلطانا وافخم وافخم مظهر زمن المخاوف كان فيه جنابهم حرم الاماني وكان ظلهم الذرى يعني الشيء الذي يستتر منه هذه القصيدة البيتان وهما من القصيدة شوقي انا شخصيا اكتشفتهما فيما بعد فالقصد انه مكانة العلماء في التاريخ الاسلامي كانت مكانة جليلة وكانوا هم كما يقول شوقي كحرم الامان وكان الناس اه يلجأون اليهم وكانوا يقفون امام السلطان ولم يكن لم يكن يجرؤ السلطان ان يعادي جملة العلماء. هذا هذا امر لم يكن ممكنا. ليس كما يحدث في ايامنا الان. نعم طيب هذا لربما احدى آآ ابرز ابرز ما ما آآ ها الاسباب قوة العلماء الشريعة ولا شك ان هناك اسباب كثيرة لكن يبقى ايضا آآ واقع الحال وحال الدول والمجتمعات قد تغير واصبح كذلك ايضا آآ تغير حال العلماء في العصر الحاضر ونرى كثيرا من المؤتمرات المجمعات العلمائية التي تظهر البيانات وتكتفي بهذه البيانات وليس لها اي تأثير كبير على الشعوب او آآ يعني تكتفي فقط بالقول فقط لماذا يبدو واقعنا المعاصر وكأنه يكاد يخلو من العلماء الصادعين بالحق في وجه الطغيان. او قيادة مقاومة الاحتلال بفضل الله علينا وعلى هذه الامة انه لا ينقطع الخير فيها. يعني صحيح العلماء ينظرون للعلماء الصادعين بالحق ينظرون ولكن كما قال صلى الله عليه وسلم يبعث الله على رأس كل مائة عام من يجدد هذه الامة امر دينها وكما قال يحمل آآ هذا العلم من كل خلف عدول ينفون عنه تحريف الغاليين تأويل المبطلين المبطلين وتأويل الجاهلين ففي النهاية لا تزال طائفة من امتي على الحق ظاهرين. يعني هم صحيح نادرين لكن آآ من فضل الله انهم لا ينتهون نعم. لكن حين نفكر اه يعني ما اسباب الضعف؟ الحقيقة هو طبعا هناك شيء يتعلق بالعلماء انفسهم لان وفي النهاية كل انسان مسئول ولابد للعالم بما اكتسبه من جلالة العلم وكرامة العلم وقيمة ان يكون صادعا بالحق. لكن السبب الاهم الذي نحتاج ان نفهمه او ايضا لكي لا نقسو على مجتمع العلماء ولكي نفهم كيف يمكن ان نخرج العلماء الصادعين بالحق؟ هو مسألة انهيار النظام الاسلامي نفسه انهيار النظام الاسلامي نفسه يساوي انهيار الحماية التي كانت تحمي العلماء. يعني النظام السياسي الاسلامي ونظام خلافا كان نظاما لا يقوم بغير العلماء. والعلماء فيه حتى في اشد احوال ضعف هذا النظام كانوا من اركانه واعماله لم يكونوا شيئا هملا انهيار هذا النظام كان كارسة على المسلمين جميعا وكارثة على العلماء انفسهم ايضا فبالتالي لا يمكن ان نفسر اسباب ما وقع في ما العلماء فيه الان من الضعف بغير ان ننظر الى هذا المسار العام مسار انهيار النظام الاسلامي الذي يعني استبدل بالعلماء طبقة اخرى من المحامين والقضاة واعضاء البرلمان وهذه النخب التي لا يمكن ان يعني ان تكون لها قوة العلماء ولا جلالة العلماء ولا مكانة العلماء لدى الناس ولا تأثير طيب لو لو اردنا ان نحدد آآ فترة زمنية متى بدأ آآ ضعف دور العلماء في تاريخنا الاسلامي اي نعم جزاكم الله خيرا. نعم. هو نستطيع القول انه بداية ضعف دور العلماء كان في عهد الدولة العثمانية الدولة العثمانية اه وهنا التماس تاريخي يجب ان اه نوضحه. نعم. الدولة العثمانية من من يعني طبعا الدولة العثمانية دولة عظيمة ونحن تكلمنا في هذه القناة وفي حلقات سابقة عن دور الدولة العثمانية في الحفاظ على الاسلام. لكن انا الان احاول ان افتش عن البذرة البذرة التي ادت الى ضعف دور العلماء. اهذا هو المقصود؟ نعم. كان هذا في عصر السلطان سليمان القانون الدولة العثمانية على خلاف الدولتين الاموية والعباسية كانت اكثر مركزية كانت تنحو الى النظام المركزي. ونحن ذكرنا ايضا في حلقات سابقة انه النظام الاسلامي بطبيعته نظام يوزع القوة الموجودة في المجتمع على اكثر من من فئة. فالمجتمع نفسه يكون قويا والسلطة تكون قوية وطبقة العلماء تكون قوية. هذا طبيعة المجتمع طبيعة النظام كما ينتجه النظام الاسلامي في المجتمع الدولة العثمانية كانت اقرب الى المركزية محاولة التنظيم. ولذلك كانت الدولة العثمانية اكثر الدول الاسلامية تضخما اداريا يعني كانت لديها اجهزة ومؤسسات ضخمة طبعا هذا من وجهة نظر الحداثيين اه دليل نضج لكن هو من وجهة نظر الفكرة الاسلامية دليل اه مشكلة نعم. لاجل هذا الدولة العثمانية كانت قد ورثت انواع من عادات الاتراك كما هو كان موجود في دولة السلاجقة وكذلك هي تمددت في المحيط الاوروبي فورثة الدولة البيزنطية ومؤسساتها ومؤسساتها فاحد مشكل الله هذه المركزية انهم حاولوا اصدار القوانين تقنين الشريعة طبعا تقنين الشريعة موضوع كبير. مم اه انا الان ساقتصر منه على اثر تقنين الشريعة على مسألة العلماء. الان حين يكون النظام السياسي اه قوي وتوازيه سلطة العلماء. يعني النظام السياسي هذا نظام يدير امور المجتمع الادارية الاموال الجيوش العساكر بينما النظام الشرعي فكرة التعليم وانتاج المعرفة والفتاوى والقضاء آآ هذه كانت منصرفة للعلماء والعلماء لا يرون ان السلطان فوقهم. العلماء يرون انهم يعني ليس بينهم وبين الله احد نعم. فكرة العلماء انه قائم بامر الشريعة وهو يتلقى امر الشريعة. بل السلطان محكوم امام العالم. فلذلك العالم كان يرى نفسه سلطة موازية لسلطة السلطان بل فوقه كما في نقل الغزالي الذي افتتحت به الحلقة يا شيخ. نعم هنا ما الذي حصل حين بدأ تقنين الشريعة تقنين الشريعة يعني انتاج الشريعة في قوانين ليست مجرد الصياغة يعني ليست بمجرد ان نأخز المواد المكتوبة بشكل فقهي تقليدي وننتجها في بنوك. لا التقنين يعني ان الشريعة صارت تكتسب قوتها من اصدار السلطة لها نعم. اهذا هو الفرق المهم جدا الشريعة صارت تكتسب قوتها من اصدار السلطة لها. يعني حين الان القاضي قبل زمن تقنين الشريعة وقبل صدور الشريعة في قوانين امامه المدونة الفقهية التي كتبها العلماء وامامه القضية التي هي امامه. فهو يجتهد في ان يأخذ من هذه المدونات التي كتبها العلماء الذين لم يكونوا مرتبطين بالسلطة ولا كتبوا هذه المدونات بامر السلطة لينزلها على واقع القضية. فمساحة الاختيار ومساحة الاجتهاد متروكة للقاضي او متروكة اذا القاضي عجز فالقاضي يسأل المجتهد او يسأل المفتي لكن الان حين ينزل علينا كتاب من الدولة فيه القوانين التي لا ينبغي مخالفتها الان صارت هناك سلطة او صار هناك مصدر فوق القاضي فهذا له آثار آآ يعني له آثار مشكلة كبيرة اولا هو يعطل اجتهاد القاضي وبالتالي يعطل تطور الحالة العلمية الامر الثاني ان الرأي الذي اعتمدته الدولة يصير غالبا على الاراء الاخرى التي انتجها الفقه الاسلامي. وهذا يضيق على القاضي في الحكم في القضية يعني هنا. نعم. مساحة العالم نفسه مساحة العالم التي يتحرك فيها مساحة انحصرت بينما كان هو حرا مطلق اليد في ان يأخذ من الفقه ويجتهد في النازلة صارت الدولة هنا تفرض عليه قانونا. طيب طيب يا استاذ محمد ربما هنا سؤال اولا ان هذه الفترة هي آآ فترة آآ آآ السلطان سليمان القانوني وهو سمي بهذا الاسم لانه اصدر هذه القوانين وآآ آآ تعتبر هذه الفترة في اوج قوة الدولة العثمانية. وربما كان اصدار القوانين وتقنين الشريعة له اسبابه. وهو ايضا هناك مشكلة وهي قضية ضعف هذا يشبه قول الشاعر لكل شيء اذا ما تم نقصانه. يعني هو دائما النقص النقص النقص يبدأ بعد بلوغ الذروة. نعم. والقائلون بتقنين الشريعة آآ طبعا بالمناسبة القوانين التي اصدرها سليمان القانوني لا تخالف الشريعة هي مستقاة من الشريعة. والذي وضعها هو آآ وشيخ الاسلام ابو السعود افندي العالم العثماني المشهور وانا متيقن انه لقى ابو السعود افندي ولا سليمان القانوني كانوا يقصدون آآ شرا بهذا وانما كانوا يقصدون تنظيم الامور لانه طبعا من المشاكل التي ما يزال مؤيدي التقنين يتكلمون فيها هي مسألة اختلاف القضاة اختلاف القضاة في الفهم يعني. وآآ قدرهم في العلم وقدرتهم على الاجتهاد وكذلك اختلاف الاحوال بين مدينة ومدينة القضية اذا عرضت في هذه المدينة يحكم فيها بقوله اذا عرضت في مدينة اخرى يحكم فيها بقول اخر. يعني المسألة كانت بالنسبة لهم مسألة تنظيمية. انا متفهم والحقيقة اني ايضا لا اريد الخوض في آآ تفاصيله يعني. لا اريد الان ان افصل في مسألة الشريعة. لا نريد نريد التركيز حول اثر تقنين الشريعة في ضعف ضعف منزلة العلماء ودورهم. نعم هكذا بالضبط. نعم اه ما الذي يحدث حين اه تقنن الشريعة؟ حين تقنن الشريعة يصير العالم يتحول العالم من سلطة موازية لسلطة الدولة السياسية الى سلطة داخلة تحتها. اني اه بينما كان القانون صادرا او بينما كان الرجل يجتهد وليست ليست عليه رقابة الا لله تبارك وتعالى ورقابة مجتمع العلماء من حوله وطائفة الناس لان كل هؤلاء يعرفون الشريعة. يعني في الاخر القاضي الفاسد معروف ومفضوح. وكما يوجد حتى الان لانه في النهاية يعني لا يوجد نص يعصم القاضي من انه آآ ينحرف. القضاة الفاسدون موجودون في كل نظام قانوني. لكن بينما كان القاضي يستمد يحكم بما يراه الحق كما ادى اليه اجتهاده تأتي السلطة فتحجم عمله. تحجم عمله هذا يؤثر على امرين كبيرين. الامر الاول ان الدولة لصارت سلطة عليا تصدر القوانين التي تلزم بها القضاة وهنا يتضخم شأن السلطة ويضعف شأن العلماء والامر الثاني ان هذا يسبب حالة من الضعف العلمي لدى القضاة والعلماء. لانهم لا يستطيعون ان يحكموا بما اداه اليه اجتهادهم ويضيق عليهم الفقه وبالتدريج يتحول الى عالم الى موظف يعني بينما كان في البداية مجتهدا مطلق اليد ومن بيئته العلمية آآ يعني يرمو فيها ويسمو فيها بتدرجه وتبحره في العلم صار عليه الان ان يحفظ الكتاب الذي نزل اليه من قبل السلطة فبالتالي صار الهمم ايضا وتفتر الهمم في الاجتهاد ويتحول الى موظف. نعم. هذه هي المشكلة الخطيرة. انه يتحول الى موظف. بمعنى انه لم يعد دور العلماء يعني لو تصورنا اه لو تصورنا نظامين نظام ما قبل تقنين الشريعة ونظام ما بعد تقنين الشريعة. ما قبل تقنين الشريعة كان العالم يتدرج في حلقات العلم يأخز شهاداته من خلال العلماء وهو يفتي من خلال تبحره في العلم وينمو بهذه القوة ولا يراعي في اختيار الحق الذي يصل اليه احد. نعم. وليس لاحد سلطة على مراجعته. بينما اذا حصل تقنين الشريعة لا لا اه لا نحتاج اكثر من اه واحد حتى بعيد عن المجال العلمي يمسك هذا الكتاب الذي نزل من قبل السلطة ويحفظه فيصير هذا هو المطلوب. نعم. فيصير هذا هو المطلوب حتى لو لم يؤدي شأن العلم حتى لو لم يكن من جمهور العلماء حتى لو لم يعني يكن بصمت العلماء الذين هم ورثة الانبياء. الفارق بين العالم والموظف ان العالم محكوم بتقاليد اخلاقية. وهيمنة اخلاقية بقية الناس تنظر اليه باعتباره آآ وريث النبي صلى الله عليه وسلم. لا يقبلوننا منه حتى ما يخرم المروءة. بيئته العلمية بيئة اخلاقية اما الموزف الذي هو القاضي في حالنا المعاصر ليمكن للقاضي ان يكون سكيرا خلاص هذه حياته الشخصية ليس لك آآ دخل فيها. المهم ان هو في مسألة القضاء يكون محتاج وحافز المواد فالفارق ضخم بين مسألة بين العالم وبين القاضي العلماء تحولوا الى موزفين تحت نظام تقنين الشريعة وهل هذا ايضا آآ ربما السؤال يطرح نفسه الان ما ما تأثير ذلك على آآ يعني آآ اه اضعاف العلماء في مواجهة الاحتلال وفي مواجهة الاستبداد نعم اه هنا حين اه يعني القصد هنا انه انطفاء دور العالم وتحوله الى موظف ماذا يجعله مرتبطا بالسلطة غير مستقل عنه؟ مم. فكلما ارتبط العالم بالسلطة وصار مندرجا في مؤسساتها مرتبطا بهذا النظام كلما كانت قدرته على مواجهة الاستبداد الذي يحصل فيه اضعف وكلما كانت قدرته على مقاومة الاحتلال اضعف. لانه في النهاية تنفك العلاقة تدريجيا بين هذا العالم الذي صار موزفا وبين عموم الناس يعني من العالم من اين يكتسب قوته ومكانته؟ يكتسب قوته ومكانته من تقدير الناس له وتعظيمهم ومن استقلاليته هو من استقلاليته هو التي تدفعه الى ان يمثل العلماء امام الحاكم او ان يقود العلماء في او نقود العامة والناس في وجه المحتل مم. لكن حين يكون هناك اه حين يكون هناك مؤسسة والعالي من ضرر فيها وصار يأخذ راتبه منها وصار اقرب الى الموظف. وصار غير مكترث بتقاليد العالم الذي هو وريث النبي صلى الله عليه وسلم. اللي هو يعني يطلب منه مستوى معين من العبادات ومستوى معين من الاخلاق ومستوى معين من الترفع عن الدنايا والصغائر وما يخري من مروءة كل هذا آآ يجعل العالم اضعف في مواجهة النظام وفي مواجهة الاحتلال ايضا. ولذلك مثلا انت انظر كي كم يلجأ الناس الى علماء ولكن كم منهم من يلجأ الى القضاء في الدولة الحديثة القضاة في الدولة الحديثة يعني كم منهم يطرق بيت القاضي ليطالب القاضي بان يكون آآ يعني سنده في مظلمته او ان يكون آآ له امام فالمسألة هنا مسألة تحول العالم الى موظف وقدرة السلطة على ان تصدر الشريعة هذه سببت خللا شديدا الحالة العلمية لسلطة موازية مستقلة نعم. ان النظام السياسي التي فيها يكون الحاكم هو الاعلى يدا طبعا هذا مرتبط ايضا بامور اخرى اقتصادية واجتماعية. نعم. اه لانه المسألة لم تكن مجرد تقنين الشريعة فقط. وانما تأثر حال العلماء بتغير النظام نفسه طيب هنا هنا قضية اخرى ربما الان آآ قد اوضحت ان آآ آآ كيف ان تقنين الشريعة آآ اثر على منزلة واضعاف منزلة اه العلماء وربما هذا طبيعة الامور عندما اه تستغني الحاجة الى العلماء ستضعف منزلتهم عند اه الدولة وهذا شيء طبيعي. لربما ايضا يعني هذا قد نفهمه من بحيث انها موقف ضعف العالم امام الدولة لكن كيف كان تأثير ذلك في منزلتهم عند لماذا ضعف ايضا هذا الاثر نعم استاذ محمد انا اود ان اضيف جزءا لكي تفضل تفضل تفضل نعم قلت انا اود ان اضيف شيئا انه مسألة تقنين الشريعة او مسألة آآ يعني ان ان السلطة تصدر آآ الشريعة هذه مسألة مرفوضة من ايام الامام مالك رحمه الله يعني الامام مالك لما قال له ابو جعفر بانه قد يحمل الناس على الموطأ فالامام مالك رفض هذا وقال ان عند كل قوم علم يعني انظر كيف ان الامام مالك رفض انه السلطة يكون لها يد في اصدار القانون نعم. او اصدار حتى لو كان كتابه هو. حتى لو كان رأيه هو. وهكذا جرى العمل ايه؟ لانه المسألة متعلقة هنا بان العالم لا يكون بينه وبين الله احد. يعني الشافعي يقول نعم. اجمع الناس على انه لا يجوز لاحد اذا تبينت له سنة رسول الله ان يتركها بل ان ابن تيمية يعتبر ان من تبين ان من الزم احدا باتباع قول احد فانه داخل في نوع من الشرك لانه المفترض انه لا الحق لا يعلو عليه ولو حتى كان رأي السلطة. نعم. السلطة هنا تدخلت بين الله وبين العلماء. فصارت تلزمهم بقول معين وهذه هي المشكلة الخطيرة وهذه المشكلة يعني نناقشها فيما بعد كيف كيف لم ينتبه العلماء الدولة العثمانية لمثل هذه الاسباب وهذي هذا الخلل يعني طبعا انا تقديري في بعض الامور لا يكون منتبها لها في البداية يعني مسلا مسألة الامتيازات الاجنبية مثلا حصلت في عهد السلطان دايما القانوني نفسه سلطان سليمان القانوني حاول ان يفكك التحالف الاوروبي ضده فاعطى امتيازات تجارية لتجار فرنسا هذه الامتيازات التجارية فعلا حققت هدفه في تفكك التحالف. الاوروبي ضده. لكن ظلت هذه الامتيازات الاجنبية تتطور وتنمو وتتضخم حتى صارت احد اهم عوامل ضعف الدولة العثمانية. الامر الثاني انه العلماء كان يبدو يعني آآ ظنوا انه المسألة لا لا تقتصر على اكثر من كتاب لانه في في البداية لم يكن القاضي في الدولة العثمانية ملزما بتطبيق هذه القوانين وحزف ما سواها من من القوانين صارت السلطة ترى من حقها انها تصدر القوانين وفيما بعد اصدروا مجلة الاحكام العدلية وفيما بعد حتى اصدروا قوانين مخالفة للشريعة الاسلامية لانه ترسخ قد فكرة ان السلطة هي التي تصدر القوانين. هذه هي الازمة الكبيرة. مم. ان السلطة صارت بيدها اصدار القوانين. وصار العلماء آآ في حالة من يتلقوه القوانين لتنفيزها يعني الازمة الخطيرة في تقنين الشريعة ان من يستطيع اصدار القانون يستطيع تبديله وتغييره فيما بعد. وربما يبدأ الامر بقوانين شرعية ثم ينتهي الى قوانين آآ اخرى حتى لو كانت اجنبية. النظام نفسه اختل يعني بدلا ما ان العالم كان مستقلا لا يراعي الا الله ولا يفتي بغير الحق الذي اجتهد اداه اليه اجتهاده صارت السلطة لها يد فوق العلماء في تحديد القوانين التي ينبغي اعود الى سؤالك في مسألة انه هذا قد يفقد الحاكم قوته امام العالم قوته امام الحاكم لكن كيف يفقده امام المجتمع اه بداية يجب ان اقول ايضا انه ما زال العلماء حتى لحظتنا هذه اه اقرب الى الناس واكثر تقديرا عند الناس من هل القضاة مثلا او حال نواب البرلمان؟ لانه في النهاية العالم مرتبط بامور دينية بحتة يلجأ اليه المسلم في صلاته وزكاته وصيامه وزواجه وغير ذلك ولكن هذه الامور ترافق معها يعني لم يكن الموضوع موضوع تقنين الشريعة فقط هنا يبدأ دور الاستعمار وتبدأ وتبدأ القوات الاستعمارية والاحتلالية التي سيطرت على بلادنا والحكومات التي انشأها الاستعمار في بلادنا العلماء انه اسلامي نعم نعم تفضل العلماء في النظام الاسلامي كانوا يستمدون قوتهم لا من موقعهم في نظام الدولة بل من موقعهم الموازي لسلطة الدولة بمعنى انه الانسان يستطيع ان يدخل الى المسجد فيتعلم او يدخل الى المدرسة في تعلم هذا المسجد المدرسة موجودة ضمن اوقاف هذه الاوقاف اموال المجتمع التي آآ ينفقها عليهم. فالعالم كان مستقلا ماليا. العملية التعليمية مستقلة مالية وممولة ذاتية وحين يخرج العالم ويكتمل علمها او علمه يعني المراحل التعليمية فانه يعمل في القضاء او يعمل في التعليم نعم. لما جاء الاستعمار ولما جاءت الحكومات الموالية له نزعوا من العلم الشرعي هذه الامور منه الاوقاف اولا وبالتالي صار العالم والعملية التعليمية كلها مربوطة بالسلطة. وتحت يد السلطة. فهو الذي ينفق وبالتالي ان يعني انهارت استقلالية العلماء لان العالم صار موزفا يتقاضى السلطة. الامر الثاني هو دخول التعليم المدني او التعليم العلماني او التعليم الاهلي فالتقاليم المدني والعلماني والاهلي صار خريجون هم الذين يسكنون المواقع العليا في النظام الدولي. وهم الذين يأخذون الرواتب هم الذين يتمتعون بالمواقع الاجتماعية كذلك لما حصل والغي القضاء الشرعي وكذلك حصلت مزاحمة للقضاء الشرعي من خلال القضاء المدني الاهلي او العلماني وهذا قلص فرص التي يمكن ان ينمو كطالب العلم. وانت حينما نغير الخريطة الاقتصادية ففي نفس الوقت تغير الخريطة الاجتماعية. نعم. يعني انت كحب اه الى اين الذي يذهب الناس هنا الان باولادهم؟ هل يذهبون بها الى المدارس الدينية ام يذهبون بها الى المدارس البدنية؟ يذهبون بها الى مدارس الانترنت المدارس التي يتكسبون منها اكثر. يظنون ان يضمنون بها مستقبل اولادهم فتغيير الخريطة الاقتصادية يساوي تغيير الخريطة الاجتماعية. وبالتالي تبدأ مكانة العلماء في الضعف لانه لم يعد مغريا باي شكل من الاشكال ان تكون عالما بل صار ان تكون عالما هو مظنة التهمة ومظنة السوء ومظنة الضياع في المستقبل. والان الاستاذ محمد استاذ محمد هذا هذا السلوك من الاستعمار والدول آآ ما بعد الاستعمار في ان آآ ترسيخ التعليم المدني وجعله ارفع قدرا وراتبا ايضا. وآآ مزاحمة التشريع بالقضاء المدني وسلب الاوقاف ايضا. هل هذا سلوك متعمد لازاحة العلماء من طريقهم؟ ام انها اه اه النتيجة طبيعية للدولة الحديثة آآ اولا لا يمكن ان نفصل بين الدولة الحديثة عن الاستعمار. فالاستعمار هو الذي جاء بالدولة الحديسة وغرسها بالعنف في بلادنا. يعني اصلا نحن لا يمكن لنا ان نتكلم عن دولة حديثة بدون استعمار نعم. ولكن من ناحية القصد فالقصد كان موجودا ومتوفرا بيقين. يعني هذا كلام آآ يعني لا يكاد يختلف لا بين العلمانيين ولا بين الاسلاميين ولا بين غيرهم بل هذا كلام نقرأه في مذكرات آآ الساسة الذين صنعوا هذه البلاد ويعني مسلا كتاب كرومر المندوب السامي البريطاني في مصر مصر الحديثة اه كان يتكلم اه عن هذا ايضا وتكلم فيه وان كان كرومر شديد الدهاء ينبغي لكتابه ان يقرأ بعناية لكي اه تستنبط خططه وكان من قبل آآ يعني لا اريد ان يعني ان ادخل في التفاصيل بل والله حتى سبحان الله انا يعني امامي هذا الكتاب اه هذا كلام حراس العقيدة هذا الكتاب هم. اه هو مؤتمر في اه الجامعة العبرية في الفين وستة حرره المستشرق الاسرائيلي مائر هانيتا مم. كان يتكلم عن اثر الحداثة على العلماء يعني حتى الاستشراق بوضوح يعني في كثير من التفاصيل الموجودة في هذا الكتاب لانه مجموعة من العلماء والخبراء بالمناسبة الاستشراق الاسرائيلي من انشط واقوى الاستشراقات مدارس الاستشراقية يعني. مم. فكانوا يتحدثون انه النزع القضاء ونزع التعليم نزع القضاء ونزع التعليم يعني التعليم المدني ونزع الاوقاف كل هذا ساهم في اضمحلال اضمحلال الحالة العلمية. اضمحلال المؤسسات العلمية فنحن اذا اذا تكلمنا عن انه الدولة العثمانية لم تكن تقصد انها آآ تحط من مكانة العلماء. مم. حين بدأوا تقويم الشريعة. فالمؤكد بما لا يدع مجالا شك ان الاستعمار والدول التي كانت تحت رعاية الاستعمار قصدت انهاء هذه الحالة العلمية وهذا كلام حتى يعني فصل فيه تشرقون امامي في لواء الحلاق ومثل نوح يعني كما ذكرت مائرها نيتا وغيرهما غيرهم يعني المسألة ليست فيها اه نوع من الخلاف اه حتى حتى من يؤيدون تقويم الشريعة وحتى من يؤيدون المأسسة الاستعمار حين دخل اراد ان ينزع مصادر القوة. وبالتالي صارت طبقة العلماء نفسها طبقة اه منهارة محطمة طبقة ضعيفة كوكب ما سلط عليها فيما بعد من الاعلام الاعلام الذي بدأ بالصحافة ومر بالراديو والتليفزيون كان هناك حالة عامة من السخرية والسخط الاستهزاء بالعلماء لا يوازيه الطبقة التي حلت مكان العلماء. يعني نحن الان اذا تصورنا الدولة الحديثة كانت عايزة تشيل العلماء عايزة مين مكان العلماء او وزع اماكنهم على مين؟ وساعة اماكنهم على آآ اعضاء البرلمان الذين يمارسون التشريع. هم. وعلى القضاة القضاة العلمانيين الذين يمارسون القضاء وعلى المعلمين المدرسين لا يمكن ان تجد حالة اعلامية من الهجوم على اعضاء البرلمان ومن الهجوم على بل نحن القضاة كأنهم آآ يعني خط احمر مقدس لا يقترب منه ومهما ظهر في القضاة فاسدون لا يتحدث احد عن فساد القضاة بشكل عام ومهما كانوا اصلا في نظام يصنع منهم فاسدين وملتصقين بالسلطة لا يتحدث احد المسألة هنا كانت مسألة نظام اراد تحطيم العلماء. نعم. ذكرتني يا استاذ محمد ايضا في سلوك الدولة اه الاستعمارية وما بعد الاستعمار قضية ان ما ذكره الاستاذ محمد قطب رحمه الله ان اه في التدريس للغة العربية ومادة الدين يختارون رجلا كبيرا كبير في السن وتكون موعد هذه الحصة في اخر آآ الحصص بحيث يكون الطلبة مرهقون هذه كلها اه اسباب جعلت تهوين اه امر الدين واللغة العربية وجعلتهم موضع سخرية نعم وهذا ايضا كان له ظل من الحقيقة لانه لم يعد يدرس الدين واللغة العربية الا خريجي الكليات الشرعية الذين هم يعني صاروا او صار في اغلبهم لا يتحمس لها الا آآ ضعاف الناس يعني الان تراتبية الكليات نعم لو اه لو تعيد العبارة استاذ محمد ربما تنقطع الصوت اه نعم انا ذكرت انه اه الوضع الطبيعي يعني هذا كلام الشيخ محمد قطب له ظل من الحقيقة لان الذين صاروا يدرسون الدين ويدرسون اللغة العربية هم خريج الكليات الشرعية والمدارس الشرعية. هؤلاء الذين صاروا في مكانة ادنى اجتماعيا وعلميا. يعني الان كيف يترتب النظام تعليمي الكليات القمة مثلا في مصر عندنا الطب والصيدلة والهندسة. وقبل سبعين سنة كانت كلية الحقوق كانت هي المرتبة الاولى في الوقت الذي كان فيه الاستعمار يريد ان ينشئ طبقة قانونية جديدة ويعني محكومة بالفكر العلماني وقد نجحوا في هذا. لان كليات الحقوق والقضاة لن ينفي ذلك الوقت تحت الاستعمار الانجليزي كانت مرتباتهم خيالية يعني. بالنسبة لعلماء الشريعة. فالان من الذي صار يدخل الى الكليات الشرعية نوعان النوع الاول هو من اراد ان يتعلم الشريعة او هؤلاء ندرة بطبيعة الحال الوضع الاجتماعي ادى الى انه من يذهب الى الكليات الشرعية يكونون هم الادنى في الذكاء والكفاءة العقلية كما ان يكونوا احيانا الادنى اجتماعيا ايضا لانه آآ كثير من الناس يعني الذين احولهم اجتماعية صعبة يستطيعون ان يوافقوا بين مطالب الحياة وبين التعليم. وبالتالي صار خريج الكليات الشرعية يعني ادنى في المستوى العلمي وادنى في في المستوى الاجتماعي من اه خريجي الكليات العلمانية المدنية فهذا ما جعلهم حتى موضع تندر بالنسبة للطلبة الذين يدرسونهم مادة الدين واللغة العربية التي صارت اصلا مواد هامشية في النظام التعليمي. طيب استاذ محمد الان الان العالم الاسلامي مليء بالجامعات ولكل دولة برلمانها وهيئتها التشريعية اه يعني اه وبالتأكيد لن يكون الحل هو الغاء هذه المؤسسات. فماذا يكون الحل بنظرك لكي يستعيد العلماء دورهم ومكانتهم هو يعني بطبيعة الحال مسألة البحث عن حل هي مسألة آآ يعني عميقة وتحتاج الى كثير من العقول وتحتاج الى التدرج والى مراعاة الاحوال. ولكن حين يعني القصد الاساسي حين نفهم نحن. مم. انه مسألة التقنين ومسألة دخول الشريعة آآ آآ تحت ظل الدولة وان تصير قانونا تصدره الدولة. ومسألة آآ دخول العلماء تحت ظل الدولة وان تكون لهم مؤسسة تملك الدولة رأسها وتملك مفاصلها وتعطيها الرواتب. حين نتصور هذه المشكلات ونعرف انها هي التي ادت الى ضعفنا فاننا نكون قد اقتربنا من تصور الحل فتصور الحل هو ان يعود لكل هؤلاء استقلاليتهم يعني لن يكون الحل في ان نضع مثلا مواد دستورية او مواد قانونية تتحدث عن استقلالية العلماء او استقلالية المؤسسات الدينية لماذا هذا ليس حلا؟ لانه قد يأتي حاكم اخر في ظرف اخر فينتج دستورا اخر ويعطل هذه المادة او يلغيها نحن اذا اردنا التفكير في الحل الجذري فهو التفكير في تغيير هذا النظام في تغيير هذه العلاقة في الا تصير سلطة الدولة هي المهيمنة على كل النشاطات. في ان يعود الى يعني مسألة ان يعود القضاء الشرعي وان يعود قضاء مستقلا هذه امامها مراحل من التطوير. مسألة انه البرلمان لا يكون بديلا عن علماء الشريعة وان البرلمان قد ينفرد مسألة مراقبة السلطة ولا ينفرد بمسألة التشريع لانه في النهاية العلم الديني والمعرفة بالشريعة لا تساوي ابدا الدور البرلماني الموجود في الدول الحديثة البرلمان في الدولة الحديثة لا ليس محكوما بشيء يعني هو ليس محكوما بشيء يستطيع ان آآ يعني غير ملتزم بمرجعية وليست له قداسة ولا المكانة التي تكون للعلماء في واقعنا. مم. يعني الانتباه الى كيف وصلنا الى هذه النقطة هو اول التفكير في طريق الحل مم. ولكن مسألة الحل نفسها تحتاج الى اجتماع كثير من العقول. لكن سنكون متضاربين ومتناقضين. اذا في ناس شايفة ان احنا محتاجين الجامعات وننقل برلمانات على ما هي عليه. ونضيف مواد في الدستور طيب اعلاء الاعلاء من شأن التعليم الديني وكليات الشريعة واعطائهم منزلتهم وايضا آآ ترسيخ العزة في نفوس الطلبة آآ آآ بث فيهم روح الاجتهاد هذه المعاني اليست هذه ايضا من الامور التي تعين في سبيل اظهار علماء صادعين بالحق ولهم مكانتهم نعم طبعا كل هذا مهم وحيوي وضروري. ولكني اتكلم في ان هذا لا يكون من خلال قرار تستطيع السلطة ان ان تصدره لئلا يكون نقضه من خلال قرار تستطيع السلطة ان تصدره ايضا. نعم. نحن نحتاج الى تغيير الوضع الاجتماعي اقتصادي مسألة الاوقاف مثلا لابد ان تتحرر الاوقاف من هيمنة الدولة. مسألة التعليم لابد ان لا الا تتحكم الدولة بكل اوجه التعليم وانما يكون هناك نوع من التعليم الشعبي التعليم الاهلي بمعنى ان الناس يستطيعون ان الا يدخلوا المدارس وان يتعلموا كما كما يحبون ان يتعلموا. وهذه الامور في الحقيقة في النهاية لا تحدس الا في ظل تغير سياسي يعني لا لن يقدم على هذا التغيير الا حاكم جاء بعد ثورة او جاء بعد حرب استقلال او جاء بعد كفاح ونضال قال لكي يؤسس لمشاركة المجتمع ويؤسس الاستقلال العلماء ويعني يبدأ في التفكير في هذه الامور الجوية اما الاصلاحات الجزئية التلفيقية فهي يعني امدها طويل واثرها ضعيف في نفس الوقت ولكن اذا لم يمكن الاول فلا مانع من الثاني. يعني في النهاية من يتكلمون عن تقنين الشريعة. في دولة تحكم بالقوانين الوضعية. خير من ان تبقى القوانين في على الطريقة الوضعية يعني. وهذا الذي كنت اريد ان اسألك في عودة الى موضوع التقنين. الان هو تقنين الشريعة غاية المراد اما المنشود لكثير من الاسلاميين ومن ينادي ينادي بتطبيق الشريعة. فهل آآ آآ في مقابل هذه المفاسد نلغي آآ قضية تقنين الشريعة والله انا لما تتبعت هذا الموضوع موضوع تقنين الشريعة واراء المؤيدين واراء المعارضين. مم. فاغلب اراء المؤيدين لتقنين الشريعة كانت يعني انا سمعتهم يعني سمعت ساعات مطولة حتى في مؤتمرات علمية وفي ندوات فضلا عما قرأتهم من كتبهم يعني اغلب الذين تحدثوا في هذا كانوا احد رجلين. رجل يدرك انه يعود من الحالة الوضعية الى القانون الاسلامي ويمر بتقنين كمرحلة انتقالية وهذا وجدته مكتوبا عند السنهوري وعند الشاوي من فقهاء الدستور المصريين يعني. نعم. واناس اخرون حتى فيهم علماء شرعيون لا يدركون هذا المعنى. يعني لا يفرقون او لا يدركون معنى التحول الذي حصل في الدولة الحديثة بمعنى انه تقنين الشريعة يجعل الشريعة جزءا من السلطة التي تديرها الدولة وتتحكم فيها الدولة. بعضهم لا يدرك هذا وانما ينظر الى الامر من زاوية فنية هي آآ يعني آآ منع الفوضى في الاقضية ومسألة الاستقرار التشريعي وغير ذلك. وهذا الكلام طبعا بينهم يعني ردود انما انا الذي يهمني هنا ان المؤيدين لتقنين الشريعة بعضهم يعرف انها مرحلة انتقالية ويمضي هذا وبعضهم لا يدرك هذا ويتعامل مع الامر تعاملا فنيا جزئيا ضيقا. لا يدرك ان تقنين الشريعة اثر على وضع العلماء كله واثر على تغول السلطة كله فمثل هذا اتصور انه اذا فهم هذا المعنى ودرس تاريخ هذه الفترة وكيف انتقل العلماء بتقنين الشريعة من سلطة موازية الى سلطة محجوبة ومقهورة ومحكومة بسلطة الدولة اتوقع ان يتغير رأيه. لكن في النهاية بلا شك طبعا ترك الشريعة بلا تقنين هو الاوفق والاولى والاكثر انسجاما مع التاريخ الاسلامي كله. نعم هو الذي يحفز الحالة العلمية لكي تجتهد وتنشط وتتعامل مع النوازل. وتراعي الخصوصيات في الحقيقة تقنين يعني الذين يعني كم صدعونا بمسألة اغلاق باب الاجتهاد ويجب ان نتطور ويجب ان نتجدد؟ هم بتقنينهم للشريعة يغلقون باب الاجتهاد اغلاقا كاملا لانهم يقصرون القاضي الذي يحكم على قول واحد ولا يسمحون له بالاجتهاد الاجتهاد لا يمكن ان ينمو في ظل قوانين. مم. مفروضة يعني يعني من اراد والتجديد لابد ان يكون ضد تقنين في النهاية. ومن اراد غلق باب الاجتهاد فهو الذي سيكون معه. لكن كيف يجتمع النقيضان؟ احيانا لا يدرك كثير ما بين كلامهم في الابواب طليفة من دارها طيب استاذ محمد قبل ان يداهمنا الوقت ربما هناك ايضا آآ عامل آآ لم نتطرق اليه في هذه الحلقة وهي آآ دور الطرق الصوفية تصوير اصبح في في خاصة من فترات ماضية متأخرة من التاريخ الاسلامي اصبح اه اه الدرويش والشيخ يعني ومنزلة العالم وممثل من يمثل الشريعة في صورة الدرويش. هل هذا ايضا له تأثير في قضية منزلة العلماء والتهوين منها ونحن لو تأملنا في الفترة التي آآ كثر فيها الدراويش وكثر فيها المجازيب ويعني ذهب فيها التصوف الى الطريق الطريق يعني الطريق الاخر طريق الانسحاب من الدنيا والانعزال عنها فسنجد انه كان فيه التي يبحث عنها. الصوفية موجودين منذ اه يعني بعضهم يوصل هذه السلسلة الى الحسن البصري والى الجنيد والى الحارث المحاسبي ولكن ظل التصوف مكانا آآ فوق حتى مكانة العلماء اللي انه المتصوف آآ لديه آآ نوع من الزهد الزهد الظاهر لبس الصوف والخشن والانقطاع للعبادة وغيره هناك من المتصوفين من كان يقود الناس امام الحكام ونحو هذه الامور. نعم. ولكن انتشار الطرق الصوفية التي فيها معنى الانعزال وفيها معنى الخرافات وفيها معنى الرضا بالامر الواقع. وهذا يعني كان تقريبا تقريبا محصورا في مصر والشام. لانه الحقيقة انا حينما اتتبع الصوفية في الشمال الافريقي وفي تركيا وفي العراق تجدهم صوفية مجاهدين لكن في منطقة مصر والشام آآ غلب هذا التصوف الذي فيه نوع من فمتى كان هذا؟ متى كان هذا بالنسبة لنا حين كان العثمانيون هم المسيطرون وقبلهم كان المماليك والمماليك ايضا كانوا يحمون ثغور العالم الاسلامي آآ وكانت مسألة الشريعة قائمة فلم يكن من مشكلة لو لو انه هؤلاء المتصوفة ان عزلوا في آآ تكاياهم وخنقواتهم ونحو هذا ونحو هذه الامور فيعني اذا تكلمنا عن مسألة التصوف سنجد اننا في حاجة الى آآ تفكيك بعض الامور. انما القصد هنا انه آآ الذين تاروا التصوف بمعنى الانعزال عن واقع المسلمين انما كثروا وظهروا وقت ما كان آآ العلماء قد اندرجوا بسلك المؤسسات يعني نحن عندنا في مصر مثلا لم يكن هناك من يسمى شيخ للازهر الا في العصر العثماني. العصر العثماني آآ يعني بعقلية المركزية التي تحدثنا عنها في البداية كان يريد ان يتفاهم مع العلماء فيتفاهم طعما فابتدع منصب شيخ الازهر اول شيخ للازهر اه كان معروف عندنا في مصر اسمه الشيخ محمد الخرشي نعم. وهو رجل مشهور في المالكي وانتم اهل المذهب المالكي طبعا. لكن هذا الخرشي كان من قوته وجرأته اشتهر عند المصريين لفظ خراشي يعني من تعرض لمظلمة استغاث واستعان ونادى على الشيخ الخرشي لكي يرد له مظلمته فما تزال حتى الان موجودة كلمة اه يا خراشي. هي مأخوذة من لكن القصد هنا انه البداية التي بدأت بالشيخ الخرشي صاحب هذه الهيبة نعم. لابد ان تنتهي الى احمد الطيب الان او الى سيد طنطاوي. يعني احمد الطيب يبدي مقاومة بسيطة لكن سيد طنطاوي لم يكن يبدي اي مقابل لماذا؟ لانه مسألة دخول العلماء في مؤسسة تحكمها السلطة وتهيمن عليها لابد ان يتدرج بحال العالم الى الضعف لانه يتدرج به الى الدخول جناح السلطة وجزءا منها. اذا الاستاذ محمد الهامي ربما آآ لقد ابحرت بنا في هذه الحلقة حول اسباب الضعف آآ العلماء بالتحليل اه الدقيق الذي نحتاجه لكن يبقى ايضا ان هناك نماذج مضيئة في التاريخ الاسلامي وفي اه اه سواء وفي علماء الازهر او غيرهم آآ نحتاج في حلقة قادمة ان نسلط الضوء ايضا على هذه النماذج. وكيف كانت قوتهم في الحق وماذا آآ اه انجزوا ونذكر بعض سير ومواقف هؤلاء العلماء نشكرك شكرا جزيلا استاذ محمد الهامي الباحث في التاريخ والحضارة الاسلامية اه اشكرك على تفضلت به كذلك نشكركم ايها الاخوة المشاهدون على طيب متابعتكم. والى لقاء اخر استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته