بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم. اللهم لا سهل الا ما جعلته سهلا. وانت تجعل الحزن اذا شئت سهلا اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما بثمانية عشر الف جندي فقط وبتكليف من ابي بكر الصديق خاض خالد بن الوليد خمس عشرة معركة كبرى سريعة فاصلة صاعقة انهى بها الوجود الفارسي في غرب الفرات انتصر بها على جيوش الفرس وعلى جيوش عملائهم من عرب شمال الجزيرة. في خمسة عشر شهرا فقط تغير الوضع استراتيجي شمال الجزيرة العربية كيف حدس هزا؟ هزا ما نعرفه ان شاء الله بعد قليل. فكونوا معنا فتوح فارس هي اول الفتوح الاسلامية وهي على ثلاث مراحل فباذن الله تبارك وتعالى سنأخذها في الثلاث حلقات اليوم سنأخذ المرحلة الاولى وفي الحلقة في الحلقة التالية المرحلة الثانية وفي الحلقة التي بعدها المرحلة الثالثة ما ان انتهت حروب الردة كان سيدنا خالد بن الوليد في اليمامة يقضي على فلول بقايا الردة حتى استتبعتها الفتوحات الاسلامية عمل ابو بكر رضي الله عنه على مهاجمة الحيرة الحيرة هذه كانت العاصمة الاولى للفرس في العراق وكانت الى الغرب من نهر الفرات عمل سيدنا ابو بكر على محاصرة الحيرة بجيشين. جيش الاول ينطلق به خالد بن الوليد. من اليمامة اه محاذاة الخليج العربي تقريبا الى الحيرة والجيش الثاني بقيادة سيدنا عياض ابن غنم فهري هذا يتحرك من اه دومة الجندل الى الحيرة. فتكون الحيرة محاصرة بجيشين من زاويتين مختلفتين. وقال ابو بكر اه من سبق منكم الى الحيرة فهو القائد. يعني اعطى القيادة العامة لمن يسبق على الحيرة. سيدنا خالد ابن الوليد تبدت مواهبه الكبرى في فتوح في خلال اربعين يوما فقط استطاع ان يصل الى الحيرة. خاض خمسة معارك في اربعين يوما في كاظمة والمزار والولجة ليسوا انجلشيا وبالتالي كان عند الحيرة في خلال هذه الاربعين يوما تغير الموقف تماما من قوة وسرعة وانتهاز سيدنا خالد للفرص. طبعا كانت ممنته اه يقودها الفارس المشهور عاصم ابن عمرو التميمي اخو الفارس المشهور الكبير القعقاعي بن عمرو التميمي وكانت ميسرته لعدي ابن حاتم الطائي وهو ابن حاتم الطائي الرجل العربي المشهور بالكرم وكانت المخاورات الحربية يقودها سيدنا المثنى ابن حارثة الشيباني لاني آآ بنو شيبان كانوا منتشرين في هذه المنطقة. فكانوا آآ اقدر على ده يعني آآ وصف المسالك وآآ معرفة الاخبار قلنا ان سيدنا خالد في خلال اربعين يوما وصل الى الحيرة. اما سيدنا عياض بن غن فقد وصل الى آآ دومة الجندل ولكنه تراها ثم حوصر فكان محاصرا محاصرا. وظل على هذا لا يستطيع احد تغيير الموقف في آآ دومة الجندل لمدة سنة كاملة فلما وصل سيدنا خالد الى الحيرة كان عليه طبعا ان ينحاز الى عياض ابن غنم الفهري كان قبل ذلك لابد له من ان يؤمن ظهره من آآ الجيوش التي قد تواجهه من الفرس او المناطق التي قد تنتقد عليه. فخاض تسعة حروب في سمانية منها في شهرين التاسع في شهر اخر سيدنا خالد ابن الوليد قاتل في الانبار وعين التمر ودومة الجندل سم المصيخ والزامل وآآ الخنافس والحصيد آآ سم الفراد تسعة معارك طهر بها سيدنا خالد ابن الوليد كل منطقة غرب الفرات من التواجد الفارسي ولذلك طبعا آآ كان انقذ عياض ابن غنم الفهري في موقعة عين التمر وبالتالي صارت هذه الموجة الاولى من الفتوحات التي لم تستمر اكثر من اتناشر شهر بداية من عام اتناشر للهجرة والان نحن في سفر سنة تلاتاشر للهجرة يعني اتناشر شهر تقريبا تغير بهما الموقف تماما ونهائيا في ارض فارس انتهت هيبة الدولة الفارسية وظلت آآ بزغت نجم الفتوحات الاسلامية وبزغ نجم خالد بن الوليد رضي الله عنه. في ذلك الوقت كانت الجبهة الشامية قد فتحت. كان المسلمون قد بدأوا في فتح آآ الشام ومقاتلة الروم. لكنها رقي ملك الروم كانت لديه خطة اخرى هي ان آآ لا يقسم جيشه لمقاتلة الجيوش الاسلامية وانما يعزم آآ يواجهها بجيش من واحد كبير فكانت الجيوش الاسلامية لا تصنع كثيرا في الشام. ولذلك قال سيدنا ابو بكر رضي الله عنه والله لانسين الروم وساوس الشيطان بخالد ابن الوليد وارسل اليه يأخذه مع نصف جيشه كان جيش فتوحات العراق ثمانية عشر الفا فارسل اليه ان يأخذ نصف الجيش يعني تسعة الاف وينتقل الى جبهة الشام وظلت جبهة العراق تحت قيادة سيدنا المثنى ابن الحارسة الشيباني وبهذا تكون قد انتهت المرحلة الاولى من مراحل فتوحات فارس ثم تبدأ المرحلة الثانية في غير وجود سيدنا خالد بن الوليد رضي الله عنه ثم سيأتي زمن سيدنا عمر ابن الخطاب لنرى كيف ستتم فتوحات في جبهة فارس بازن الله اذا اخذ سيدنا خالد ابن الوليد نصف الجيش من الجبهة الفارسية الى الجبهة الرومية بقيت الجبهة الفارسية تحت قيادة سيدنا المثنى ابن حارثة الشيباني. سيدنا المثنى ابن حارثة الشيباني لم يستطع بتسعة الاف جندي معه ان حافظ على آآ هذا المكتسب الاسلامي هذا طبيعي دولة فارس دولة كبيرة ويعني بامكانها ان تمد بمئات الالاف من الجنود فاوقف سيدنا المثنى بن حارس الشيباني حركة الجهاد هو انتصر عليهم في معركة اخرى في باب في شعبان سنة تلتاشر هجرية ولكن بدأت الحاجة الى الامدادات تكون حاجة قوية فاوقف العمليات العسكرية سم ذهب الى المدينة لكي يستمد الخليفة ابا بكر الصديق رضي الله عنه الى المدينة كان سيدنا ابو بكر في فراش الموت ولكنه اوصى عمر رضي الله عنه من بعده بان يستمد ويحشد الناس مع المثنى ابن حارس هنا حصلت مفاجأة لم تكن في الحسبان. الناس آآ في المدينة وفي العرب يثقون بقيادة خالد ابن الوليد الوليد له انجازات سابقة في الاسلام محروبه من اول حربه في مؤتمر حروبه في الردة وحروبه في جبل فارسية. لكن الان لا يوجد خلف ابن الوليد. والمثنى ابن حارثة ممن اسلم متأخرا فالناس لا يعرفونه جيدا لا يثقون في قيادته كذلك. فكأن الناس يتهيبوا ان يواجه الفرس وهي الامبراطورية الكبيرة والفرس اصحاب هيبة عسكرية وخبرة عريقة. مع المثنى ابن حارثة الشيباني في ظل عدم وجود خالد بن الوليد فظل سيدنا عمر يلح على الناس حتى كافأ اول من ينبعث لقتالهم مع المثنى فكان اول من انبعث هو ابو عبيد ابن مسعود الثقفي فولاه سيدنا عمر القيادة العامة على جيش من عشرة الاف انضم الى الجيش الذي كان موجودا في فارس سيدنا ابو عبيد ابن مسعود الثقفي خاض بهذا الجيش ثلاث معارك كبرى انتصر فيها جميعا في النمارق السقوطية وباقا ثيوفيا ثم وقعت اول هزيمة للمسلمين في فتوح فارس وهي ايضا اخر هزيمة تلك هي معركة الجسر كانت في شعبان سنة تلتاشر للهجرة الزي حصل ان الجيش الفارسي حينما تجمع كان يفصل بينه وبين المسلمين نهر وكان الفرس بين فرعين من فروع النار فراسلوا المسلمين اتعبرون الينا ام نعبر اليكم؟ كان سيدنا ابو عبيد كما يبدو طبعا من شخصيته واقدامه متحمسا فقال الا بل نعبر اليكم فانشأوا جسرا على حافة النهر وعبروا الى ذلك المكان الضيق. لكن بمجرد ان عبروا كان الموقع موقعا لا يمكن ادارة القتال فيه لانه موقع ضيق بين فرعين من فروع النهر فلزلك ضغط عليهم الفرس بالفيلة وبالاسهم رماح فحوصر جيش المسلمين ولم يستطيعوا ان يناوروا بالفرسان قاتلوا كلهم كانهم مشاة سم مع الضغط الفارسي وكثرة عدد الفرس وقلة عدد المسلمين وقوة آآ يعني وقوة هذا الضغط صار المسلمون ينسحبون سم زاد الطين بلة ان احدهم قطع الجسر لكي يحمل على الثبات فكان تسبب كذلك في آآ غرق كثير من المسلمين. المهم انتهت المعركة على قتل اربعة الاف من المسلمين وغرق اربعة الاف من المسلمين واربعة الاف اخر اه مشتتون وقتل القائد العام ابو عبيد بن مسعود السقفي تحت قدم فيل آآ من الفيلة التي يحارب بها الفرس. ورغم ان الفرس قتل منهم ستة الاف الا انه كان اه كانت هزه هزيمة للمسلمين. طبعا استطاع سيدنا المثنى ابن حارثة الشيباني ان يعقد الجسر مرة اخرى وينزم انسحابا للمسلمين سم يقطع الجسر لكي لا يلحق به الفرس وانتصر انتصارا صغيرا اخر في موقعة تسمى اوليس الصغرى على الفرس. ثم بدأت الحاجة الى الامدادات الجديدة بعد هزه الهدية حشد سيدنا عمر حشدا اخر للقتال مع المثنى ابن حارثة الشيباني وبعد شهر واحد استطاع المسلمون ان ينتقموا لوقعة بوقعة اخرى اسمها البويب الطاحنة وكانت في شهر رمضان من سنة تلتاشر للهجرة. وكانت معركة البويب هي معكوس معركة الجسم لانه ايضا كان يفصل آآ النهر بين المسلمين وبين الفرس وفي هزه المرة قال لهم آآ بل اقدموا انتم الينا. فعبر اليه الفرس فتم تنفيذ نفس الخطة التي نفذها الفرس فيما قبل في البويب في الجسر. لعل لعل الفرس كانوا يعتقدون ان كثرتهم العددية قد تحميهم من ان يقعوا في هذا الكمين لكن هذا لم يحصل لكن سيدنا المثنى ابن حارثة الشيباني زاد على النصر الزي حصل في البويب بضغطه على القوات الفارسية ومنعها من استخدام فرسانها في المناورة زاد بانه سبق بفرقة خاصة عسكرية فقطع الجسر المقام على النهر. وكان هذا من اخطائه وهو نفسه اعترف بانه اخطأ لما فعل هذا لان عدم اه وجود خط الرجعة قد يدفع المقاتلين الى الاستبسال. لكنهم من من كثرة ما قذف الله الرعب في قلوبهم ومن كثرة ما رأوه من نصرة المسلمين صاروا ينسحبون الى اليمين والى اليسار وصار سيدنا المثنى بن حارثة يتعقبهم بفرق خاصة وبالتالي تم هذا النصر آآ في معركة البويضة الطاحنة في رمضان سنة تلتاشر هجرية سم وقعت مفاجأة اخرى وهو تغير الاحوال في بلاد فارس وانتهاء الاضطرابات السياسية ووجود يزدجرد الثالث كسرى جديد على الفرس الفتوحات الاسلامية اعجب الفتوحات في التاريخ. عادة الفتوح ان تكون سريعة غير راسخة او ان تكون راسخة سريعة. اما الفتح الاسلامي فقد توفر فيه الامران معا. كان فتحا سريعا قويا صاعقا. ومع ذلك كان فتحا راسخا. فمنذ خالد بن الوليد هزه المناطق ولا تزال قطعة مهمة في قلب ارض الاسلام. الاسلام لا ينتصر بمجرد السرعة ولكن السرعة التي يصحبها نظر وعقل وتدبر. وهذا فارق ما بين خالد بن الوليد رضي الله عنه في فتوحه وبينما فعله ابوه عبيد ابن مسعود رضي الله عنه في معركة الجسر. الامر الاخر المثنى ابن حارثة الشيباني الفارس المشهور من بني شيبان. قبل ان يكون جنديا في جيش خالد. رغم انه بدأ الفتح من قبله. ثم لما ذهب خالد تناول القيادة ثم لما جاء ابوه عبيد بن مسعود ترك له القيادة ثم لما استشهد ابوه عبيد اخذ القيادة مرة اخرى فقام بها حق القيام. فهذا مثل ناصع في التجرد والتواضع والاخلاص لله ان يجاهد المرء في سبيل الله لا يريد بجهاده مكانا ولا مكانة ولا ذكرا عند الناس ولا غرضا من اغراض الدنيا. نسأل الله تبارك وتعالى ان يعلمنا ما ينفعنا وان ينفعنا بما علمنا وان يزيدنا علما. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته